مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الحادى عشر من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الحادى عشر
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الحادى عشر
استيقظت "ثُريا" تشعر ببعض الراحة ، تنهدت وهي تنظر جانبها فلم تجده ، لكنها وجدت رسالة منه على وسادته فأخذتها بحيرة وقرأت محتواها ، وظهرت على ثغرها ابتسامة صغيرة ، تنهدت مفكرة بحيرة وهي تقول:
-وآخرة اللي أنا فيه ده إيه ؟ ، أنا حياتي بقيت متلخبطة أكتر ، ازاي ممكن اتقبل وجوده بشكل ده في حياتي ؟ .
قامت من على الفراش ببعض الحيرة وهي تتذكر صغرها معه وتشعر بالحنين لتلك الأيام ، ولكن عليها أن تتعود على هذا الوضع فلا مفر من هروبها أو نفورها منه ، خاصة أنه يتعامل معها بحنية ، ستحاول تقبل تبريره بأن الحياة التي مر بها هي من غيرة طباعه علها ترتاح من هذا التفكير .
اغتسلت وبدلت ملابسها وهي تفكر بتلك المفاجأة التي أعدها لها "قُصي" ، ومن ثم خرجت من الغرفة لتجد "سماح" آتية لها بابتسامة وتقول:
-صباح الخير يا ست بي .. قصدي ثُريا ، الفطار جاهز .
ابتسمت لها "ثُريا" وقال بنبرة مشاكسة:
-أنا عارفة إنك متعودة على اسم بيان ، بس أنا عايزاكي تنسي الاسم ده تمام ؟
هزت "سماح" برأسها بابتسامة صغيرة ، فأكملت "ثُريا" بتساؤل:
-خالتو صحيت ؟
أشارت لها "سماح" مومئة برأسها:
-أيوة .
تساءلت "ثُريا" بفضول قائلة:
-هي ليه مش بتنزل تحت ؟
توترت "سماح" وهي تقول بخفوت:
-دي أوامر سيدنا قُصي ، بس مم معرفش ليه .
نظرت لها "ثُريا" بشك ومن ثم قالت وهي تتجه إلى السُلم:
-طيب أنا طالعة ليها وبعدين هبقى أفطر .
.............................................
دلفت "ثُريا" إلى غرفة خالتها لتجدها على الفراش تشرب من كوب الشاي ، ابتسمت عندما رأتها وقالت غامزة لها :
-نمتي كويس ؟
ارتبكت "ثُريا" وحاولت إظهار نبرتها بشكل عادي وقالت:
-أه الحمدلله ، صباح الخير .
ابتسمت لها وأشارت لها تقترب قائلة:
-صباح النور يا حبيبتي ، تعالي قربي عندي .
جلست "ثُريا" جوارها فقبَّلتها "رحمة" وجنتيها وهي تقول بسعادة:
-متتصوريش يا ثُريا أنا بقيت مرتاحة دلوقتي ازاي إنك جنبي .
ابتسمت لها بخفوت فشعرت لها "رحمة" وقالت بنبرة هادئة:
-بكرة هتتعودي على وجودنا من تاني ، أهم حاجة نعرف إننا نتخطى المرحلة دي على خير .
هزت "ثُريا" برأسها موافقة ومن ثم سألتها "رحمة" وقالت:
-قُصي قالك أنه رايح القاهرة ؟
اومأت "ثُريا" وهي تقول متذكرة بخجل:
-أيوة هو يعني سابلي رسالة وكده عشان كنت نايمة .
ضحكت "رحمة" عليها وقالت وهي تقرص وجنتيها:
-وإيه اللي حصل امبارح ؟
احمر وجهه "ثُريا" وهي تقول مدافعة وكأن ما حدث جريمة وقالت:
-محصلش حاجة طبعًا !
ازدادت ضحكات "رحمة" عليها وقالت بنبرة مرحة:
-ومالك مخضوضة ليه ؟ مش قُصي جوزك بردو .
تنهدت "ثُريا" وهي تقول بحيرة حزينة:
-أنا لسه مش متعودة عليه كده .
تنهدت "رحمة" متفهمة وهي تقول:
حقك ، لكن عايزة أقولك على حاجة ،قُصي محتاجلك أوي يا ثُريا اللي مر بيه مش سهل وهو دلوقتي لاقي فرصته الوحيدة عشان يرجع لحياته من تاني وهو أنتِ .
خجلت "ثُريا" فبداخلها تشعر بذلك أيضًا لكنها لا تستطيع التقبل بتلك السهولة ، فهزت رأسها ببطء وهي تقول ببعض الارتباك:
-أنا عارفة ، لكن أنا بحاول صدقيني بس غصب عني .
صمتت "رحمة" متفهمة فأكملت "ثُريا" ببعض التردد:
-بس أنا عايزة أرجع تاني لحياتي وتكون كويسة ، وأنا عارفة إني مش هعمل كده إلا وقُصي جنبي .
أظهرت "رحمة" ابتسامتها وقالت بنبرة راضية:
-وأنا متأكدة من كده .
ابتسمت لها "ثُريا" ومن ثم تذكرت هذا السؤال وقالت لها بفضول:
-أنا كنت عايزة أسالك ليه علطول قاعدة في الأوضة دي ؟ ،مش بشوف حد بينزلك خالص تحت وليه في حارس على السلم في الدور ده ؟
نظرت لها "رحمة" نظرات زائغة وقال بعد برهة:
-قُصي مقالكيش ؟
هزت رأسها نافية وأشارت لها بتساؤل :
-هو في مشكلة ؟
صمتت "رحمة" قليلًا وحسمت الأمر وقالت:
-عشان محدش يعرف إني عايشة
صُدمت "ثُريا" فأكملت "رحمة" تفسر لها :
-مجدي لما قتل هاشم ، شاف قهرتي وحسرتي عليه وفكر إننا مش هنعرف نعمل حاجة ، وفكر إني موت من قهرتي عليه ، قُصي هو اللي وصله الفكرة دي عشان يحميني ، بس مجدي كان واثق إن محدش هيقدر يوصله لأنه اختفى في مكان محدش يعرفه بس قُصي عرف مكانه وهي القرية هنا .
لم تصدق "ثُريا" ما فعله "مجدي" وتنهدت بخنقة وهي مازلت تسأل:
-ازي مجدي قتل هاشم ؟
بلعت "رحمة" غصة بحلقها وهي تقول:
-بلاش يا ثُريا تعرفي ده ماضي وانتهى معلش أنا عارفة إن جواكي أسئلة كتيرة ، بس خليها لبعدين كفاية اللي عرفتيه دلوقتي .
ومن ثم تابعت وهي تربت عليها وتقول:
-عشان تعرفي تكملي لقدام لازم تنسي الماضي ومتفكريش فيه !
زفرت "ثُريا" أنفاسها وهي تقول :
-يا ريت ، بس الماضي جزء منا ويمكن هو اللي رسم حياتنا بالشكل ده ، من غيره مكنش ده هيبقى حالنا .
شعرت لها "رحمة" وعلمت أنها محقة وقالت:
المهم نعرف ازاي نقوي إرادتنا قصاده عشان نكمل أفضل مش كده ؟
ابتسمت لها "ثُريا" وقالت:
-معاكي حق .
عانقتها "رحمة" بعطف وهي تعشر وكأن الماضي أمام عينها الآن .
................................................................................
انتظر "قُصي" بضيق شديد في غرفة التحقيق معه ، وهو يشعر بالغضب الكبير على كل من يجرؤ ليتعامل معه هكذا .
انتظر بعض الوقت حتى دلف أحدهم وقد كان "صفوت" صديق والده الراحل ، نظر له "قُصي" بغضب كبير وهو يقول:
-دي آخرتها يا صفوت ؟ ، ممكن أعرف أنا هنا بهبب إيه ؟
زفر "صفوت" أنفاسه وهو يقول بضيق:
-أنا سايبك تعمل اللي أنتَ عاوزه زي ما اتفقنا عشان تنتقم من مجدي من غير ما يموت ولأننا لحد دلوقتي مثبتناش تهم القتل عليه ، لكن مش معنى كده إن سيادتك مسموح لك إنك تتصرف في أي غلط على كيفك !
ضرب "قُصي" بقبضته على الطاولة وهو يقول بنبرة حادة كبيرة:
-أنتَ واعي للي بتقوله ؟ ، أنتَ عارفني كويس يا صفوت أنا مش أهبل ولا دماغي مفوتة واتفاقي معاك واضح ومتخالفش فيه حاجة ، إيه بقى اللي أنتَ بتتكلم عنه ؟!!
ضيق "صفوت" عينه محاولًا سلب أغاوره وهتف بنبرة قوية :
-وإيه بقى حكاية المخدرات اللي طلعت بتاجر بيها ، وبالشهود وأدلة ، وكمان لقوا في مكتبك كمية كبيرة من الهروين ، تسمي ده إيه ؟
جحظت عيناه بشدة كبيرة على غير استعاب منه مما سمعه وقال بصدمة حاجة:
-أفندم ؟ ، مخدرات !! ، أنتَ بتقول إيه يا صفوت أنا معرفش حاجة عن اللي بتقوله ده .
تنهد "صفوت" حائرًا فتابع "قُصي" متسائلًا بحنق:
-إيه دليل حضرتك بقى عليا عشان أبقى عارف .
شعر "صفوت" بوجود خطأ ما ، فبادر "صفوت" بما يعرفه وقال:
-جالنا بلاغ من مجهول إنك بتاجر بالمخدرات وإن مخبي في شركتك كمية منهم وعشان كله بيثق فيهك فمحدش هيدور وراك ، وفي شهود من شركتك شاهدوا على كده .
كز "قُصي" على أسنانه بغضب كبير ، وقبض على يده بقوة وهو يقول بصوت خشن:
-وأنتَ مصدقهم صح ؟
أطرق "صفوت" رأسه وقال بنبرة طبيعية:
-قدام كل ده ، فكل حاجة ضدك ، وحتى لو في حاجة غلط أو أنتَ معملتش كده للأسف مفيش حاجة تثبت براءتك !
تنهد "قُصي" وقد أوشك على الانفجار وهتف قائلًا:
-بمعنى ؟
تابع "صفوت" بخفوت كبير:
-هتتعرض بكرة على النيابة ، بس أنا معاك ومش هخلي حد يتعرضلك .
أشار له "قُصي" بنبرة تحمل الكثير وقال:
-لازم تكشف الموضوع ده يا صفوت ، روح القرية وحقق ، أنا متأكد إن مجدي له علاقة بالموضوع ده ، حط حماية كبيرة وأظن أنتَ عارف ليه !
هز "صفوت" برأسه وقال :
-متقلقش .
بينما تابع "قُصي" بعد تردد كبير وغصة:
-متخليهوش يلمح ثُريا ولا أمي ، أنتَ فاهم قصدي !
طمأنه "صفوت" بهدوء :
-فاهم ومتخفش ، أنا هقولهم تفضل هنا بدل ما تبيت في الحجز لحد بكرة .
نظر "قُصي" بنقطة ما بالفراغ بشرود تام وهو يلعن حظه ، فقد كان سعيدًا لأنه يخطط مع "ثُريا" كي يجعلها تنسى الماضي وتحبه ، ولكن الآن قد صار بقعة أخرى سوداء ستحطم حياتهم من جديد !
........................................................
قهقه "مجدي" بصوت مرتفع عند تحقق من الخبر وشعر بانتصار كبير وهو يقول بحماس:
-الله عليك يا معلم جابر ، الليلة هتوصلك فلوسك كاملة أنا بعت حد من رجالتي عندك
هتف "جابر" على الناحية الأخرى بثقة:
-وأنا مستني ، ولو محتاج حاجة تاني أنا سداد !
ابتسم "مجدي" وهو يقول :
-أكيد يا معلم ، سلام أنتَ دلوقتي !
أغلق "مجدي" وبداخله سعادة لا توصف وقف وذهب إلى الحديقة ليحكي إلى "كاميليا" وقال لها :
-باركيلي يا حبيبتي اللي خططت له حصل والبيه هيتعرض على النيابة بكرة!
صفقت "كاميليا" بيدها وقالت وهي تحتضنه :
-أخيرًا سمعت منك حاجة عدلة ، والقصر هتهجم عليه امتى وتاخده ؟
لوى شفتيه بسخط على حديثها وقال بتهكم:
-كتر خيرك ، أنا مش هعمل أي حاجة دلوقتي ،إلا لما أشوف هيتحكم عليه بإيه الأول أنا مش عايزة أتسرع .
هزت رأسها بضيق وهي تقول:
-أما نشوف هتوصل لإيه !
-هوصل لكتير أوي يا حبيبتي أوعدك !
قالها "مجدي" بخبث شديد وهو يطالعها بثقة منه كبيرة !
...........................................................................
حل المساء ولم يعد "قُصي" إلى المنزل ، شعرت "ثُريا" بالضجر الشديد وهي تنتظره ، وحاولت رسم عدم المبالاة وهي تقول:
-أنا مهتمة ليه أصلًا ما يجي وقت ما يجي أنا مالي .
كانت تكذب نفسها فهي تريد رؤيته ومعرفة المفاجأة التي أعدها لها جلست على الأريكة تنتظره بملل حتى غلبها النعاس وغفت مكانها !
.................................
في صباح اليوم التالي ، تم ترحيل "قُصي" إلى النيابة وقد وُكِل إليه محامي وأنكر به تلك التهمة لكن لم يكن هناك دليلًا لبراءته ، فطلب المحامي أن يؤجل المحاكمة حتى يحاول بإظهار حقيقة موكله بدليل براءته ، وبالفعل تم حجز "قُصي" لحين موعد المحاكمة بعد أسبوع واحد .
أما عند القرية ، استيقظت "ثُريا" على يد "سنية" رئيسة الخدم التي رأتها نائمة على الأريكة ، فشعرت "ثُريا" بالفزع ، طمأنتها "سنية" وقالت بأسف:
-أنا آسفة يا ست هانم ، بس أنا لقتيك نايمة على الكنبة فاتخضيت .
هدأت "ثُريا" قليلًا ومن ثم هزت برأسها وسألتها وهي تدلك رأسها:
-هي الساعة بقت كام ؟
-واحدة ونص الظهر .
قالتها "سنية" مجيبة فتابعت "ثُريا" بقلق:
-وقُصي لسه مجاش ؟
هزت "سنية" رأسها بالنفي وقالت :
-لاء لسه ، تحبي أحضرلك الفطار ؟
شعرت "ثُريا" بالقلق الشديد وأشارت لها قائلة:
-لا مش عايزة خلاص روحي يا سنية .
تحركت "سنية" بينما تملك "ثُريا" بعض القلق ومن ثم وجدت "نبيل" يأتي لها وهو يقول مسرعًا:
-المقدم صفوت موجود برا وعايز يقابلكم !
قطبت "ثُريا" حابيها بعدم فهم وقالت:
-مين المقدم صفوت وعايز إيه ؟ وهو يعرفني ؟
هز "نبيل" رأسه وقال باهتمام:
-أيوة ده صديق هاشم باشا الله يرحمه وهو عارف كل حاجة ، وجَي في حاجة تخص سيدنا قُصي
شعرت "ثُريا" ببعض الاضطراب وقالت:
-طيب خليه يدخل .
أشار لها "نبيل" وقال:
-هو كمان عايز يشوف رحمة هانم ، حضرتك اطلعي فوق وأنا هجيبه وأجي !
هزت "ثُريا" برأسها وذهبت إلى غرفة خالتها وهي تشعر بالقلق الشديد ولم يقل الحال عند "رحمة" عندما علمت بقدومه قائلة:
-صفوت جي بنفسه هنا ، خير يا رب استرها !
دلف "صفوت" بعدما همهم بحرج فأذنت له "رحمة" وقال بقلق كبير:
-خير يا صفوت ابني كويس ؟
أطرق "صفوت" رأسه بخفوت وهو يقول:
-أنا آسف في اللي هقوله يا حَجة ، بس قُصي محبوس بسبب قضية مخدرات .
شهقت "رحمة" بصدمة بينما ذُهلَت "ثُريا" بتوجس وقالت:
-ازاي !!؟
قص "صفوت" عليهم ما عرفه وقال بهدوء:
بس مفيش للأسف حاجة مش ضده ، عشان كده لازم نتصرف مفيش غير أسبوع قدامنا وهيتحكم .
بكت "رحمة" بخنقة كبيرة وهي تترجاه قائلة:
-اتصرف يا صفوت أنا مش هتحمل ابني يروح مني هو كمان ، أنتَ عارف أنه معملش كده .
هز برأسه وحاول طمأنتها وقال:
-متقلقيش أنا هعمل كل اللي أقدر عليه ، بس لازم نلاقي دليل قوي .
هتفت "ثُريا" وهي تحاول منع دموعها من الهطول قائلة بقوة:
-أكيد مجدي اللي عملها ، لازم بقى يتكشف ، ويتعدم كمان لازم حقيقته كلها تبان ، أنا مش هسكت .
تنهد "صفوت" وهو يشير لها بحذر:
-مش هينفع أي خطوة متهورة لازم نشتغل بترتيب ، أنا هحط مراقبة مكثفة عليه وأكيد هنوصل لحاجة.
شردت "ثُريا" قليلًا وهي تنوي فعل شيء آخر غير الذي سمعته .
انصرف "صفوت" على وعد الاتفاق على كل شيء وأنه بحمايتهم ، بينما انتظرت "ثُريا" حتى نامت خالتها من كثرة البكاء ،وشعرت "ثُريا" أن الصمت لن يجدي نفعًا ويجب الخلاص من مجدي والانتقام للجميع ولأمها أيضًا !.
...................................................................
حل منتصف الليل ، وجلست به "ثُريا" على الفراش دموعها تنهمر بصمت تذكرت ذلك اليوم الذي أخبرته به والدتها بأمر زواجها من رجل آخر وكيف مر ذلك اليوم عليها !
.......................................................................
أغلقت "زينب" باب غرفتها جيدًا ومن ثم جلست أمام "ثُريا" الصغيرة وهي تقول بنبرة دافئة:
-قوليلي يا قلبي مش أنتِ بتحبي مامي ؟
أجاب "ثُريا" بنبرة مؤكدة :
-أيوة يا مامي بحبك أوي .
ضمتها "زينب" وقالت بنبرة خافتة:
-بصي يا قلبي ، إحنا مش هينفع نعيش هنا تاني .
انقبض قلب "ثُريا" وهي تقول متسائلة ببراءة:
-يعني هنمشي كلنا ؟
هزت "زينب" رأسها نافية وقالت:
-لاء أنا وانتِ بس ، أنا هجبلك بابا جديد عشان يلعب معاكي ويوديكي كل الأماكن اللي نفسك فيها .
ترقرقت عيون "ثُريا" بالدموع وهتفت :
-يعني كده مش هشوف قثي تاني ؟
أطرقت "زينب" رأسها وقالت :
لاء ، أحنا هيبقى لينا حياة جديدة وحلوة كمان هنا في مشاكل كتير .
بكت "ثُريا" وهي تقول معترضة:
-لا روحي أنتِ لوحدك ، أنا عايزة أبقى مع قثي .
وقفت "زينب" وقالت ببعض الغضب:
-مفيش كلام في الموضوع ده تاني ، إحنا خلاص بكرة ماشيين ومش هتخرجي من الأوضة دي إلا معايا مش عايزة حد يعرف !
تركتها "زينب" وحدها بخوف تبكي وهي تقول:
-بس أنا عايزة قثي .
وفي اليوم التالي لم تستطع "ثُريا" توديعه وظلت تبكي حتى وصلت لمنزلها الجديد برفقة "مجدي" ، والحقيقة أنه لم يجعلها تحتاج شيئًا ودومًا كان حنونًا عليها لكنها كانت تلاحظ دومًا من والدتها حزنًا لا تعرف ما سببه ؟
..........................................
مسحت "ثُريا" دموعها ومن ثم وقفت بحزم وهي تقول:
-أنا لازم أعمل حاجة .
ارتدت "ثُريا" وشاحًا أسودًا وعباءة سوداء عازمة الذهاب إلى منزل "مجدي" !
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا