مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الخامس عشر من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الخامس عشر
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الخامس عشر
مازال "مجدي" يتابع سرده وحقيقة قتله ل"هاشم" ،تابع "مجدي" وهو يقول متذكرًا:
-ركبت معاه العربية وروحنا على بيته ، وهناك اتواجها وبعد كده حصل اللي أنتَ شوفته .
....................................................................
وصل "مجدي" مع "هاشم" إلى منزله ولم يشعر "مجدي" سوى بالحيرة والقلق وتابع من بعيد ليتأكد من رجاله أنهم معه .
صف "هاشم" السيارة جانبًا ومن ثم ترجل ووقف ينتظر "هاشم" إلى أن أشار له أن يتبعه ، تبعه "مجدي" جتى وجده يقف عند الحديقة الخلفية من البوابة ووقف مرة واحدة واستدار له وقال:
-قولي لسه معرفتش حقيقة موت زينب ؟
نظر له "مجدي" نظرات متفحصة وشعر أنه قد عرف شيء فاستدرجه وهو يتصنع السلاسة وبعض ملامح الحزن قائلًا:
-لاء خلاص هي اتقيدت ضد مجهول ما أنتَ عارف ، هو أنتَ عرفت حاجة ولا إيه ؟
اقترب منه "هاشم" وقد ظهر على وجهه ملامح الغضب وهو يقول :
-كان لازم أسجنك بنفسي ومرجعش أدخلك شركتي تاني ، انهاردة سمعتك وأنتَ بتتكلم عن قتلك لزينب !
بلع "مجدي" ريقه ولعن غباءه الذي لم يحسب حسابه ومن ثم هتف وقال:
-أنتَ أكيد سمعت غلط .
رفع "هاشم" حاجبه واقترب منه وأمسكه من ياقة قمصيه وهو ينهره:
-لسه بتكدب يا حيوان قتلتها ليه ؟؟ ، وكنت عايز تلبسني قضية قتلها صح !
سدد له ضربة قوية طرحته أرضًا بينما ، تألم "مجدي" ومن ثم وقف وهو يعدل من هندامه ويقول بشراسة:
-أيوة قتلتها ومش كده وبس زينب كانت مراتي وقتلتها لما قالتلي إنها كشفتني وأخدت الفلوس ، ومستعد أقتلك أنتَ كمان مش هيهمني !
نظر له "هاشم" بكره شديد وهو يقول ساخطًا:
-كلي ندم إني عرفت واحد زيك ووثقت فيك وأنتَ متستهالش أنا هبلغ البوليس ومش هتهرب منها يا "مجدي" مش هتهرب .
ابتسم له "مجدي" بسخرية كبيرة وهو يقول واضعًا جيبه في بنطاله :
-أنا مش ههرب بالعكس هتفرج عليك وأنتَ بتموت قدامي !
................
في ذلك الوقت أخذت "رحمة" تنادي على "قُصي"الذي كان في غرفته منعزلًا فأتى لها على مضض وهو يقول بضيق:
-خير يا ماما ؟
هتفت "رحمة" بحيرة كبيرة وهي تقول مشيرة :
-أنا سامعة صوت من برا زي ما يكون أبوك بيتخانق مع حد .
قطب "قُصي" جبينه وقال نافيًا:
-بابا لسه مجاش من الشغل .
هتفت "رحمة" ببعض القلق:
-قلبي مش مطمن أنا متأكدة إني سمعت صوته .
تنهد "قُصي" وقد زرعت "رحمة" في قلبه القلق أيضًا فهتف مشيرًا لها:
-طيب أنا هشوف الموضوع ده ، خليكي بس أنتِ في الأوضة عشان أبقى مطمن .
هزت "رحمة" برأسها وهي تقول بتوتر:
-خلي بالك على نفسك ها .
طمأنها "قُصي" وذهب كي يتفقد حال الحديقة الخلفية ويرى ماذا يحدث .
........
أصدر "مجدي" إشارة من رجالته حتى أتوا بلمح البصر وحاوطوا القصر وحاوطوا الأمن أيضًا ، فهتف "مجدي" وهو يقول بشموخ:
-بعد كده تبقى تلعب على قدك .
خشي "هاشم" على عائلته فهو كان بنيته أن يهدده ويخبر الشرطة وجاء به إلى هنا حتى لا يهرب منه ولكن الأن هو أضعف كثيرًا فهتف بنبرة حانقة:
-ربنا مش بيسب حق حد أبدًا.
قهقه "مجدي" وهو يقول ببرود :
-ابقى قوله الكلام ده بقى لما تروحله !
أشار "مجدي" لهم فأخذ واحدًا منهم علبة من الغاز ووضعه على جسد "هاشم" وبثانية واحدة تمام إشعال القدح ليبدأ جسد "هاشم" بالاحتراق !
في ذلك الوقت وصل "قُصي" إلى الحديقة الخلفية لكنه لم يلحق والده وشاهد هذا المنظر وبرَّق بيعينه وهو يهتف بهلع:
-بابا !!!
وفي ذلك الوقت سمع "قُصي" صوت صياح والدته من الشرفة ووقعت مغشيًا عليها .
وبسرعة البرق اختفى "مجدي" ورجالته بعد أن ألقى نظرة مطولة إلى "قٌصي"
......................................................................
تنهد "مجدي" وهو يكمل:
-ومشينا بالعربية اللي كانت مش مترقمة ولحسن حظي إن هاشم جبني فيلته يعني أكتر مكان منعزل عن الدنيا ومفيش حد حواليه ، ومش كده وبس كمان عطلت الكاميرات في الوقت ده يعني كنت مستعد لكل حاجة .
وقف "قُصي" مرة واحدة وانقض على "مجدي" يضربه بلا رحمة وهو يقول بعنف:
-حقير وواطي أنتَ أمثالك القذارة ، عمرك ما هتكون بني آدم أنتَ كتلة شياطين في بعض .
أبعده "صفوت" بأعجوبة هو والعسكري الذي معه وهو يصيح به:
-كفاية كده كفاية ، ابعد عنه أنتَ قولت مش هتعمل حاجة.
ابتعد عنه "قُصي" وقد شعر بالغليان بجسده وهتف بجمود ل"صفوت":
-مستنيك برا .
خرج "قُصي" بقوة فرأى "ثُريا" التي تعشر بالخوف اقترب منها وربت عليها وهو يحاول تهدئة نفسه فقالت "ثُريا" بعد أن لاحظت تحوله:
-مكنش لازم نيجي إحنا الاتنين .
قبض "قُصي" على يده بقوة وهو يقول بجمود:
-كان لازم ننهي رحلة الماضي دي ونعرف كل حاجة وصلتنا لكده .
تنهد "قُصي" بخنقة وهو يتابع:
-بعد ما قتل أبويا وهرب أمي وقعت ومن قهرتها اتشلت ، هو عمل كل حاجة عشان التهمة متبقاش عليه ، جثة أبويا اتقيدت ضد مجهول عشان مجدي هرب ومحدش مسك عليه حاجة بعد مع عمل حسابه بس أنا عهدت نفسي أنه مخلوش يتمتع بالحياة دي .
ارتعش بدن "ثُريا" ولامست كفه بتردد وهي تقول:
-أنا عايزة ابعد عن الحياة دي ، أنا خلاص تعبت منها .
نظر لها وإلى لمتسها فتنهد بحرارة ومسد على شعرها بهدوء:
-إحنا محتاجين وقت بس متأكد إننا هنتجاوز ده سوا المهم إنك تثقي فيا .
هزت "ثُريا" برأسها بينما وجد "صفوت" آتيًا وعلى وجهه علامات الضيق فقال "قُصي" بلا مبالاة :
-إيه ؟ متبصليش كده أنتَ عارف إني مكنتش همسك نفسي مهما قولتلك
حاول "صفوت" أن يهدأ أعصابه وهو يهتف بتهكم:
-داماغك ناشفة ، أنتَ مش هتيجي المكان ده هنا تاني !
هز "قُصي" برأسه وأمسك بيد "ثُريا":
-عرفت يلا سلام .
حرك "صفوت" رأسه بقلة حيلة ومن ثم عاد ليباشر عمله !
..........................................................................
عاد "قُصي" برفقة "ثُريا" إلى القصر وقد تم إخلاء قصر "مجدي" بالكامل وتشغيل خدامه لدى "قُصي" .
أتت له "رحمة" والخادمة تجر الكرسي الخاص بها فهتفت "رحمة" قائلة:
-تعالى يا قُصي اقعد أنتَ وثُريا عايزاك في موضوع .
جلسا على الأريكة وكل واحد منهم بداخله الفضول لمعرفة ما تريده "رحمة" ، هتفت "رحمة" بنبرة جادة وهي تقول:
-أنا عايزة أرجع أعيش في القاهرة .
احتدت نظرات "قُصي" وهو يقول:
-أنا مش هرجع أعيش في البيت ده تاني .
ابتسمت "رحمة" بهدوء وهي تقول:
-إحنا مش هنعيش هناك هنجيب فيلا جديدة صغيرة على قدنا نعيش فيها سوا ، هنا يا بني مش هنرتاح وهنفضل نتفكر في القديم لكن هناك هنعرف نبدأ من تاني ، وكمان أنا عايزة أفرح بيكم هناك .
شعرت "ثُريا" بالارتباك والخجل بينما ابتسم "قُصي" موافقًا:
-مفيش مشكلة عندك حق .
وهكذا تم ترتيب كل شيء ، وتم توظيف جميع من بالقرية بما يرضي الله وقرر "قُصي" أن يتردد على القرية من الحين إلى الآخر ، واشترى فيلا صغيرة كي يبدأ بيها من جديد مع والدته و"ثُريا" ، واكتملت الفرحة أكثر عندما تم إعدام "مجدي" وخلاصه من الدنيا أخيرًا .
وفي ذلك الوقت كان التقرب ملحوظًا بين "قُصي" و"ثُريا" فكانت به تحاول "ثُريا" نسيان الماضي وتعويض حياتها مع حبيها "قٌصي" ولاحظ "قُصي" ذلك وسعد به كثيرًا .
جلست "ثُريا" في الغرفة مع "قُصي" بعد أن أخبرها بخبرة إعدام "مجدي" وقال:
-انهاردة كأني اتولدت من جديد .
ابتسم لها وهز رأسه وقال:
-كفاية إن شايفة ضحكتك رجعت تاني .
ابتمست "ثُريا" بحماس وأمسكت بيده وهي تقول بخجل ممزوج بالسعادة:
-أنا دلوقتي بس حاسة إني نسيت كل حاجة وعايزة نبدأ سوا بجد والناس كلها تعرف ، عايزة أبقى مراتك بجد مش آن الآوان ؟
لم يصدق "قُصي" ما تقوله وظهرت ابتسامة قوية على ثغره وهو يقول:
-أنتِ بتتكلمي بجد ؟
هزت "ثُريا" رأسها وقالت بصدق:
-كل اللي كنت محتاجاه شوية وقت أتعود فيه على اللي حصلنا وأرجع تاني ليك ، قُصي أنتَ كل حياتي من وأنا صغيرة بقى ازاي ممكن أكرهك ؟ ، جايز مكنتش حابة حياتك دي بس أهي ظروف وعدينا منها يبقى ليه نحرم نفسنا من بعض ؟ .
قبَّل "قُصي" يدها وقد شعر بالارتياح الشديد وهو يقول:
-أوعدك إن ده هيحصل ومش هنسيب بعض أبدًا يا حبيبتي .
ابتسمت "ثُريا" بخجل بينما شعر "قُصي" بحرارة قوية بجسده وقلبه الذي يدق بعنف فاقترب منها وهم بتقبيلها لكن ابتعدت على الفور بخجل شديد وهي تقول بنبرة مرتبكة:
آآ أنا هروح بقى أقول لخالتو أكيد هتفرح أوي .
زفر "قُصي" أنفاسه بانزعاج وقال بضيق:
-ماشي خليني صابر عليكي هانت ومش هسمح بده يحصل تاني !
.........................................................
جلست في الحديقة وهي تشرب من عصيرها المفضل بانسجام شديد حتى أتى لها هذا الرجل وجلس قبالتها وهو يقول :
-اؤمريني ؟
نظرت له وهي تخلع نظرتها الشمسية الأنيقة وتقول بجدية:
-قولي إيه أخبار الدنيا دلوقتي ،اتعدم ولا لسه ؟
هز الرجل برأسه وقال بتأكيد:
-أيوة لسه انهاردة حالًا.
ابتسمت بخبث شديد وقالت بنبرة مغترة:
-كده تمام أوي ، خطتنا قربت وقريب هيبقى بتاعي .
تنهد الرجل وهو يقول بفضول:
-بس ليه كل اللف ده ؟ كان ممكن لما كانت عنده زمان نتصرف ومنعرفوش هي مين وكان قتلها وخلصنا .
هزت رأسها نافية وهي تقول :
-قُصي مش سهل من ساعة ما عرفته وهو قوي وده اللي بيخليني أعشقه أكتر ، كده كده لو اتقتلت كان هيعرف وهيفضل نادم طول عمره وهيبقى رافض فكرة الارتباط دي خالص ، أما دلوقتي هو يا قلبي عاشق ولاهان وأنا اللي هطفي نار الحب ودي ومش هتبقي فيه غير ناري وبس !
حك الرجل طرف ذقنه وقال ببعض التردد:
-على فكرة هو فرحه كمان يومين .
شهقت الفتاة بفزع ومن تحولت نظرتها إلى الشر الشديد وقالت بتصميم:
-يبقى بكرة تنفذ !
.................................................................
-يعني إيه متابتش معايا أنتِ هتحرميني منها ؟
هتف بها "قُصي" بضجر شديد فابتسمت "رحمة" عليه وقالت:
-هي دي الأصول إحنا عايزين نجهز عروستك دي هتبقى أحلى عروسة وبعدين مجتش على يومين .
اسشاط "قُصي" غضبًا وهو يقول :
-ده مش عدل هو أنا هاكلها ؟
ضربته "رحمة" على صدره بخفة وقال :
-بطل يا واد أنتَ أنا قولت كلام ومش هرجع فيه ثُريا هتبات في أوضة لوحدها لحد معاد الفرح .
احتدت عينا "قُصي" ونظر لها وهو يقول لاويًا فمه :
-طبعًا حضرتك معندكيش مانع !
ضحكت "ثُريا" بخفوت وتصنعت الجدية وهي تقول:
-وإيه المشكلة ؟ هما يومين بس يا حبيبي وهبقى معاك علطول خلي عندك شوية صبر .
تنهد "قُصي" بعدم رضا ومن قام وتركهم وقال:
-كلام فارغ ، أنا رايح أوصي على الحاجة اللي قولتولي عليها .
هزت "رحمة" برأسها وقالت بمشاكسة:
-وثُريا كمان نازلة ، بس هتنزل مع سماح عشان تشتري شوية حاجات .
ارتفع حاجب"قُصي" وقال بضيق:
-ومتجيش تشتري معايا ليه ولا ده كمان مينفعش ؟
ابتسمت "رحمة" بهدوء وقالت مومأة برأسها:
-أيوة مينفعش هي هتجيب حاجات حريمي تروح أنتَ تعمل إيه ؟
فهم "قُصي" ورأى علامات الخجل على "ثُريا" فأشار برأسه وقال:
-تمام .
ومن ثم مال على "ثُريا" وقال بنبرة هامسة جادة:
-اوعي تجيبي أي حاجة محترمة مفهوم ؟
ومن ثم ابتعد عنها وقال ببراءة :
-أنا ماشي بقى .
بينما تلون وجهه "ثُريا" بحمرة شديدة وهي تقول:
-إيه اللي بيقوله ده ؟
ضحكت عليها "رحمة" وقالت بمزاح:
-اعملي اللي قالك عليه ده سفاح وممكن يقتلك .
.............................................................
وفي اليوم التالي أشرفت "رحمة" على تجهيز عرس أغلى شخصين على قلبها في حديقة الفيلا كانت سعيدة بهذا الترتيب وراضية عنه وانتهت "ثُريا" من شراء لاوازمها وكانت متحمسة كثيرًا وتشعر أيضًا ببعض التوتر من تلك الحياة الغير متوقعة لديها ، تمنت وجود والدتها معها وشعرت بالأسى ولكن وجود خالتها قد عوضها عن كل شيء .
وفي المساء تعشا الجميع ومن ثم ذهب كل واحد منهم إلى غرفته وآثناء توجه "ثُريا" إلى غرفتها أمسكها "قُصي" وقال غامزًا:
-إيه مفيش حاجة كده قبل ما تنامي ؟
اضطربت "ثُريا" وقالت تلتفت حولها:
-يا قُصي أنتَ بتعمل إيه بس دلوقتي حد يشوفنا !
ابتسم لها "قُصي" وحاوطها من خصرها وهو يقول:
-مليش دعوة بحد أنتِ مراتي ولا إيه ؟
ابتسمت "ثُريا" بخجل وقالت محاولة أن تخبئ خجلها:
-ما خلاص بكرة فرحنا وهنبقى سوا يلا روح نام .
هز "قُصي" رأسه نافيًا وقال:
-مش قبل ما أبقى معاكي شوية ، وحشتيني .
ارتعش بدن "ثُريا" وهي تراه مقبلًا على تقبيلها بكل رقة وعشق كان ذلك بغتة كبير لها لكن سرعان ما تحول إلى اطمئنان قوي بينهما وكأنها رسالة وعد بالبقاء سويًا مدى الحياة .
ابتعد عنها يأخذ أنفاسه وقد شعر بدقات قلبه تتسارع ولم يقل الحال عند "ثُريا" ، همس "قُصي" بأذنها وقال:
-أنا بحبك أوي يا ثُريا أنتَ روحي اللي مينفعش تبعد عني وإلا أموت !
أسكتته "ثُريا" بيدها وهي تقول:
-بعيد الشر عليك أوعى تقول كده .
ابتسم لها ابستامة صغير وقال يدغدغ وجهها بيده:
-بتحبيني ؟
هزت "ثُريا" برأسها وقالت متنهدة:
أكيد بحبك .
قبَّل "قُصي" رأسها وضمها بشوق بينما شعرت "ثُريا" بانقباض قلبها في تلك اللحظة ولا تعلم السبب فتشبثت به بقوة تطلب الأمان ، فتعجب "قُصي" وابتعد عنها وقال:
-مالك يا حبيبتي في حاجة ؟.
حاولت "ثُريا" نسيان ذلك الشعور وقالت:
-لا أبدًا أنا بس ببقى مبسوطة وأنا معاك .
سعد "قُصي" بهذه الكلمات وقال برضا:
-وهنبقى مبسوطين أكتر الأيام اللي جاية ، يلا روحي ارتاحي بكرة يوم طويل .
هزت "ثُريا" رأسها وقالت بابتسامة:
-تصبح على خير
أرسل لها "قُصي" قبلة في الهواء وقال:
-وأنتِ من أهله يا ... يا بنتي .
ضحكت "ثُريا" بفرح ونسيت ما كانت تشعر به ، أخذت حمامًا دافئًا وجلست تفكر بحياته معه بدأ من الغد !
..................................................................
في صباح اليوم التالي يوم العرس .
دلفت "رحمة" إلى غرفة "قُصي" كي توقذه وهي تقول:
-يلا يا عريس قوم اصحى
ابتسم "قُصي" على حديث أمه وقال:
-صحيت أهو يا ست الكل .
ابتسمت له "رحمة" وقالت بحنان:
-ربنا يتمملك على خير يا ابني .
وقف "قُصي" وقبَّل رأس ويد أمه وقال بابتسامة صافية:
-ربنا يباركلنا فيكي ، صَحيَّتي ثُريا ؟
هزت "رحمة" رأسها بالنفي وقالت بمرح:
-أنا قولت تيجي معايا نصحيها سوا .
ابتسم "قُصي" موافقًا وقال:
-طول عمرك فهماني يا حجة يلا .
جر "قُصي" كرسي والدته واتجها سويًا نحو غرفة "ثُريا"
............
فتح "قُصي" الباب بهدوء وتفحص الغرفة ولم يجد أحدًا فقال ساخرًا:
-اهي صحيت من قبلي كمان شكلها في الحمام .
ضحكت "رحمة" عليه بينما اتجه "قُصي" إلى المرحاض ودق الباب قائلًا:
-انجزي يا عروسة حماتك مستنياكي اهي .
نهرته "رحمة" وقالت ضاحكة:
-يا ولد بطل ترخم عليها واطلع وسيبنا بقى وشوف حالك .
توجس "قُصي" ودق الباب مرة أخرى وقال:
-ثُريا ؟
تعجبت "رحمة" وهي تقول:
-مالك يا ابني ؟
نظر لها وإلى أرضية الغرفة وقال:
-شكلها مش جوا النور مطفي .
-يمكن تكون طلعت برا ولا حاجة
هز "قُصي" رأسه بالنفي وقال :
-استني .
فتح "قُصي" الباب ولم يجد أحدًا فمسح على شعره وهو يقول بحيرة:
-راحت فين بس ؟
سأل "قُصي" الخدم عنها ولكنهم لم يروها عاد لغرفتها مجددًا وتفحصها جيدًا حتى وجد ورقة على الفراش فأشارت له والدته بقلق:
-إيه ده ؟
-مش عارف !
قالها "قُصي" باطضراب وفتح الرسالة وقرأ محتواها بصوت مسموع :
-"قُصي أنا عارفة إنك كنت مستني اليوم ده بفارغ الصبر ، بس أنا مش هقدر أكمل أكتر من كده معاك ، أنا مقدرتش أحبك وصورتك اتغيرت عن زمان مبقتش أنتَ نفس الشخص اللي اتعودت عليه ، كل ما أفتكر تعذيبك للناس أتخنق ، أنا آسفة أنا مشيت من هنا ومش هرجع تاني إياك تدور عليا أو تسأل عني ، إحنا مش لبعض ! "
وقعت الورقة من يد "قُصي" وقد شعر أن الغرفة قد فرغ منها الهواء ولا يستطيع التنفس !
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا