مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل السابع عشر من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل السابع عشر
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل السابع عشر
أتت في ذلك الوقت "نعمة" والدة "مروة" وهي تستمع إلى تلك الكلمات الأخيرة التي نطقتها "ثُريا" بذهول وحيرة ، بينما ارتسم على ملامح "مروة" الصدمة والتعجب معًا ، هتفت "مروة" وهي تطالعها بتفحص :
-إزاي ! ، مش فاكرة حاجة خالص ؟
هزت "ثُريا" رأسها بارتعاش وأومأت رأسها بخوف قائلة :
-مش فاكرة مش فاكرة !
نظرت "مروة" إلى والدتها بحيرة وقلق وقالت:
-أقول لعبير ؟
هزت "نعمة" برأسها وقالت تشير بيدها سريعًا :
-اتصلي بيها قوام مفيش حل تاني .
تحركت "مروة" كي تجلب هاتفها وتتصل ب"عبير" بينما جلست "نعمة" وقالت بابتسامة هادئة :
-متخفيش يا بنتي ، اهدي وهنعرف حل لمشكلتك .
تنهدت "ثُريا" بحيرة كبيرة وهي تقول:
-هو إيه اللي حصل ؟ أنتوا لقتوني فين ؟
شعرت "نعمة" بحيرتها وتوترها فقالت مجيبة:
-كنتي مرمية على الأرض جنب عربية بنتي اللي كانت اللي قاعدة دلوقتي هنا ، وكنتي تقريبًا مخبوطة في راسك فجبناكي هنا وكنا فاكرين إنك هتعرفينا أنتِ مين يا بنتي .
شعرت "ثُريا" بالخوف الشديد ولم تتتحدث فربتت عليها "نعمة" مطمئنة وهي تقول :
-اهدي يا بنتي جارتنا الدكتورة عبير هي اللي خيطتلك الجرح وهتيجي ونفهم منها كل حاجة بس أنتِ اهدي .
أومأت "ثُريا" برأسها بانتظار وقلق لا تعرف مصدره ، عادت "مروة" إلى الغرفة وهي تضع هاتفها جانبًا وتقول:
-عبير جاية دلوقتي يا ماما .
هزت "نعمة" برأسها وقالت :
-طيب يا مروة ، روحي اعملي عصير لمون للبنت خليها تروق دمها شوية .
أشارت لها والدتها ناحية "ثُريا" بأنها تشعر بالخوف ، فتفهمت "مروة" الأمر وقالت بابتسامة عذبة وهي تنظر ل"ثُريا" :
-بس كده عنيا .
ارتاحت لها "ثُريا" وبادلتها ابتسامة صغير متوترة ، تشعر أن الله قد نجدها مع هؤلاء بعد أمر خطير لا تعلم عنه شيئًا ، فكان بالنسبة لها في المجهول التام .
بعد وقت ليس بطويل رن جرس الباب فذهبت "مروة" كي تستقبل "عبير" فهتفت "مروة" بتنحنح :
-معلش يا عبير تعابينك معانا كل شوية .
ابتسمت "عبير" بوجه بشوش وقالت بنبرة هادئة:
-متقوليش كده يا بنتي ، يعني نسيب البنت كده حرام ذنبها إيه ، ربنا يقدرني وأقدر أوصل لنتيجة .
هزت "مروة" برأسها وأشارت لها نحو الغرفة وهي تقول بتساؤل :
-طيب شاكة في إيه ؟
تنهدت "عبير" وهي تقول بتفكير:
-هعرف دلوقتي إذا كلامها ده نتيجة لصدمة اتعرضتلها فرفض عقلها يفتكر ولا فقدان ذاكرة .
شهقت "مروة" وقالت بصدمة:
-فقدان ذاكرة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله .
هدأتها "عبير" وهي تقول :
-اصبري ، لعله خير أنا هدخل وأشوف الموضوع ده وأقولكم .
هزت "مروة" برأسها ودلفا سويًا إلى الغرفة التي بها "ثُريا" ، فوقفت "نعمة" وأشارت لها بدخول وقالت:
-تعالى يا عبير ادخلي أنتِ مش غريبة ، تعبناكي يا بنتي .
ابتسمت لها "عبير" بصفاء وقالت:
-ولا يهمك يا خالتي متقوليش كده .
ابتسمت "عبير" ل"ثُريا" وقالت:
-ازيك عاملة إيه ؟ حاسة بأي وجع؟
توترت "ثُريا" من هؤلاء الناس المفاجئون الذين دخلوا حياتها وهزت رأسها نفيًا بخفوت فقط ، فتفهمت "عبير" وقالت بهدوء:
-متقلقيش إن شاء الله خير ، قوليلي أنتِ مش عارفة اسمك أو أي حاجة عن اللي حصلتلك ؟
هزت "ثُريا" رأسها بالنفي بينما أشارت لها "عبير" وقالت:
-طيب حاولي تفتكري .
استجمعت "ثُريا" قوى عقلها وهي تعصر عقلها علها تتذكر شيئًا ولكن دون جدوى ، فبكت بصمت وهي تقول بألم:
-مش فاكرة حاجة ، مش عارفة أفتكر مش عارفة
ربتت عليها "نعمة" مهدئة فأشارت "عبير" إلى ساعتها وقالت:
-الوقت دلوقتي اتأخر مش هقدر أفتح العيادة عشان نعلمها أشعة على المخ ، بكرة الصبح أول ما تصحوا هاتوها العيادة ، للأسف كده مش هعرف أشخص إيه الموضوع .
هزت "مروة" برأسها وقالت بنبرة ممتنة:
-ماشي يا عبير تسلميلنا خلاص بكرة إن شاء الله يحصل خير .
أوصلتها "مروة" إلى الباب بعد أن استأذنت وعادت مرة أخرى إلى غرفة التي بها "ثُريا" وهي تشعر بالأسف لحالها والحيرة لحالتها ، هتفت محاولة التخفيف عنها:
-إن شاء الله هتقدري تفتكري كل حاجة ممكن بس تكون حالة صدمة وتلاقي نفسك افتكتري كل حاجة .
تنهدت "ثُريا" راجية ذلك بينما أشارت ل"نعمة" ل"مروة" وقالت:
-أنا هروح أحضر العشا وأنتِ علقي الحاجة اللي جبيناها في الدولاب يا مروة .
تنهدت "مروة" بحزن وهي تنظر إلى أغراضها التي تجهز به نفسها وقالت:
-حاضر يا ماما .
لاحظت "ثُريا" ملامح الحزن التي على وجهه "مروة" وشعرت أن هناك خطب بها لكنها صمتت ولم تتحدث تفكر في مصيرها المجهول !
...................................................................................
لم يتحرك "قُصي" من فراشه وهو ممسك بصورتها ودموعه الجامدة تهطل دون أن يشعر بها ينظر إلى تلك الصورة التي بيده يطالع ملامحها التي شهدت عشقه لها ، تنهد ومال بشتفيه ساخرًا فاليوم من المفترض أن تكون عروسه وبين يده ، لم يكتب له يوم يعيش به بسعادة أين الفرحة التي ستأتي بعد عذاب سنوات .
هتف "قُصي" باستخفاف شديد أثر تفكيره:
-حلو يا دنيا برافو كملي في موتي يلا .
وقف وهو يمسح تلك الدموع التي توحي بالضعف وقال:
-أنا كان لازم أفضل شيطان طول عمري عشان أعيش مع الدنيا دي ، طول ما أنا إنسان يبقى عمري ما هعيش !
هذا كان تفكير "قُصي" بالنسبة للدنيا ولم يحسب حساب ابتلائاتها التي دومًا تكون خير لنا ، عاد إلى ملامح الجمود وهو يقول:
-أنا مش هزعل ولا هتقهر بسببك يا ثُريا عشان أنتِ متساتهليش اللي قدمتوهلك.
دلف إلى المرحاض يأخذ حمامًا يهدأ أعصابه ويبدأ من جديد دونها ، دون أي مشاعر ، فقط الجمود هو الذي سيسطر عليه .
انتهى من حمامه وجفف شعره وسمع صوت طرقات الباب من جديد وقد كانت والدته التي تحاول أن تطمئن عليه وتقول بصوتها الواهن:
-افتحلي يا قُصي طمني عليك يا ابني متعملش فيا كده .
تنهد "قُصي" وأغمض عينه وفتحها بعد ذلك وذهب كي يفتح الباب لوالدته التي حمدت الله ان ابنها بخير ، جرت كرسيها داخلًا وقالت بأسى:
-يا قُصي حرام عليك تعمل فيا كده طب أنا ذنبي إيه ؟
قبض "قُصي" بيده وقال بقهر:
-ذنبك إيه ؟ ، ذنبك إنك كنتي مُصرة إنها ترجع ، مفكرتيش إن تربية مجدي ممكن تكون أثرت فيها ؟، ما يمكن كانت بتهاودنا وخلاص ، وأدي النتيجة .
تنهدت "رحمة" وهي تقول رافضة حديثه:
-لا يا بني أنا مش مصدقة بقى إن ثُريا تهرب منا ، أنا متأكدة إن في حاجة غلط وأنتَ رافض تعرفها بس ثُريا انا عرفتها ومستحيل تخيب ظني .
ابتسم "قُصي" ساخرًا وقال بتهكم:
-مفيش حاجة تؤيد كلامك ، الرسالة ووجودها في الكاميرات إيه أي كلام ؟
هتفت "رحمة" باهتمام كبير وقالت:
-نبيل قال إن ضهرها بس اللي كان باين وشها لاء ، ما يمكن متكنش هي !
استخف "قُصي" بما تقوله والدته وقال:
-وأنا عبيط مش هعرف ؟ أنا متأكد إنها هي، وقفلي بقى على الموضوع ده انسيها اعتبيرها ماتت ، لو عايزة تفضلي تخليني كويس يبقى انسيها ومتتكلميش عنها .
شعرت "رحمة" بقلة الحيلة واليأس منه لكنها مازالت غير مصدقة أن "ثُريا" قد فعلت ذلك .
.................................
في مطبخ الفيلا ، شعرت "سماح" بالحزن وهي تقول مؤكدة:
-يا ست سنية في حاجة غلط الست ثُريا دي كويسة جدًا تهرب ليه يوم فرحها ؟
صبت "سنية" إبريق الشاي في الأكواب خاصته وقالت بعدم تصديق:
-هو أنتِ عشان عرفتيها الكام شهر دول خلاص عرفتي إنها كويسة ؟ وإحنا نعرف منين متنسيش دي كانت عايشة مع مجدي يعني توقعي أي حاجة عادي .
لم تصدق "سماح" ومازالت على رأيها وهي تقول:
-مش حاسة بصراحة ، أنا متأكدة إن الموضوع ده فيه لعبة كبيرة أوي ، وممكن تكون في خطر وإحنا منعرفش بس أنا مش مصدقة .
تهكم وجهه "سنية" وقالت مشيرة لها:
-سماح ملناش دعوة بالمواضيع دي خلينا في حالنا أحسن ، يلا روحي كملي شغلك .
وقفت "سماح" بحنق وقالت:
-طيب !
ومن ثم ذهب كي تباشر عملها وهي متيقنة من وجود أمر ما وتريد أن تكشفه !
..........................................................................
أحضرت "مروة" طاولة صغيرة داخل غرفتها كي يتعشوا سويًا بتلك الغرفة ومن ثم قالت "نعمة" بود محاولة تخفيف الأمر على "ثُريا" :
-نسيت أعرفك علينا أنا نعمة وقوليلي يا خالتي ودي بنتي مروة متخرجة من كلية تجارة ومخطوبة وقربت تتجوز إن شاء الله .
ابتسمت لها "ثُريا" ومن ثم نظرت ل"مروة" وقالت:
-ربنا يتمملك على خير .
ظهر على ملامح "مروة" علمات الحزن واكتفت بابتسامة بسيطة فسألتها "ثُريا":
-مالك في حاجة ؟
أشارت لها "نعمة" وقال بهدوء:
-لا يا حبيبتي مفيش حاجة ، هي بس متخانقة مع خطيبها شوية بس دول عيال جزم دماغهم ناشفة بكرة هبقى أشوف الموضوع ده .
وتذكرت وقتها "نعمة" شيئًا وقالت:
-صحيح خطيبها يحيى ظابط هو والده إحنا ممكن نحكيله مشكلتك ونعرف منه أي حاجة عنك .
فكرت "ثُريا" وقالت بعد تفكير بقلق:
-ممكن بلاش ؟
نظرتا لها بحيرة فأكملت بحسرة:
-أنا مش عارفة إيه حكايتي ولا إيه ورايا ومش عايزة يحصلي مشاكل دلوقتي إلا أما أقدر أفتكر كل حاجة وساعتها ممكن أقوله ينفع ؟
أومأت "نعمة" برأسها وقالت موافقة:
-معاكي حق يا بنتي خصوصًا إن باين حد ضربك على راسك جامد ودي أكيد وراها حاجة فالأحسن فعلًا نستنى لما تفتكري ونكلمه .
هتفت "مروة" باهتمام وقالت:
-بس هو يا ماما بيجي هنا من وقت للتاني هنقوله إيه وقتها ؟
أخذت "نعمة" لقمة من الجبن وقالت بهدوء:
-ابقى قوليله إنها صاحبتك ولا حاجة وعندها مشكلة مع أهلها .
أومأت "مروة" برأسها بينما شعرت "ثُريا" بالخجل وقالت:
-أنا آسفة لو بتقل عليكم لكن ربنا بعتكم ليا لو أعرف أي مكان أروحه كنت روحته .
نظرت لها "نعمة" بلوم وقالت:
-متقوليش كده، ده إحنا لما شوفناكي كده صعبتي علينا أوي ، وبعدين إديكي قولتيها ربنا بعتلنا ليكي يبقى مفيش داعي للكلام ده .
ابتسمت "ثُريا" لها وحمدت ربها أنه قد أنقذها من مجهول ربما كانت ستموت لو لم تأتي لهنا !
................................................................
في صباح اليوم التالي وضعت "مروة" حجابها وعدلت من هندامها فهتفت "ثُريا" وهي تقول شاكرة:
-تسلمي يا مروة على الهدوم .
هتفت "مروة" قائلة بمرح:
-هتفضلي تشكريني لحد امتى بس ؟ ، يا بنتي مفيش حاجة والله اعتبري نفسك في بيتك .
ابتسمت لها "ثُريا" وقالت متسائلة:
-هو أنتِ ومامتك بس اللي عايشين هنا صح ؟
هزت "مروة" برأسها وهي ترتدي الجاكيت الخاص بها قائلة:
-أيوة بابا اتوفى من خمس سنين وعندي أخت تانية اسمها لُبنى بس عايشة مع جوزها في بيت عيلته أو قصر عيلته ، وده بعيد عن هنا أوي .
هزت "ثُريا" برأسها وأكملت:
-وأنتِ بتشتغلي ؟
أومأت "مروة" برأسها وقالت :
-أيوة أنا بشتغل في شركة جوز لُبنى بس انهاردة الجمعة أجازة .
انتهت "مروة" بينما هتفت "ثُريا" تطالعها بإعجاب وقالت:
-الحجاب حلو أوي عليكي .
ابتسمت لها "مروة" بود وقالت:
-تسلميلي يا قمر ، أنا لاحظت لما جبناكي كنتي لابسة فستان احم يعني قصير وكده فكده أنتِ مش محجبة صح .
تنهدت "ثُريا" بشرود وهي تقول :
-مش عارفة بس أعتقد أه .
غيرت "مروة" الحديث بعد أن شعرت باطضرابها وقالت مشيرة لها:
-أنا كده جاهزة يلا بينا ؟
أومأت "ثُريا" برأسها وتحركا سويًا مع "نعمة" إلى عيادة "عبيرة" .
....................................
فعلت "عبير" ل "ثُريا" الأشعة على المخ وأشارت لهم أن ينتظروا وستحاول أن تأتي نتيجتها الآن .
("عبير" تعمل في عيادة هي وبعض صديقاتها اشتركن سويًا فأصبحت أكبر عيادة للمخ والأعصاب )
أتت "عبير" بالأشعة وأشارت لهم كي يلحقوها بغرفتها ، جلست "عبير" وهي تتفحص الأشعة و"ثُريا" تنتظر بخوف وترقب فتنهدت "عبير" وهي تقول بأسف:
-الضربة اللي كانت على المخ قوية جدًا وأديت لتلف بعض خيوط المخ في الجزء الخاص بذاكرة المخ ، ودي النتيجة فقدان في الذاكرة مؤقت .
شهقت "ثُريا" وهي تقول بتوتر:
-يعني مش هفتكر حاجة خالص ؟
هزت "عبير" رأسها بالنفي وقالت بهدوء:
-لاء هتفتكري ده مؤقت وأنا هكتبلك على أدوية تنشط العقل وتساعدك على استعاد الذاكرة.
ومن ثم قالت لها منبهة:
-ومش لازم تفتكري كله مرة واحدة في حاجة هتفتكريها وجايز مش بترتيب يعني ممكن عن حياتك وأنتِ صغيرة وفجأة تفتكري مثلًا اللي حصلك وهكذا لكن مسيرك هتستعيدي ده كله في وقت قريب .
هزت "ثُريا" برأسها متفهمة وشعرت بالحزن على حالها بينما هتفت "عبير" قائلة بحسم:
-وفي عملية لازم تعمليها .
قلقت "ثُريا" وقالت بخوف :
-عملية إيه ؟
أكملت "عبير" قائلة باهتمام:
-زي ما قولتلك الضربة كانت جامدة وأدت لتلف بعض خيوط المخ وإحنا لازم نعمل عملية نعالج التلف ده عشان ميأثرش على باقي خلايا الأعصاب وتحصل مشاكل أكبر زي فقدان ذاكرة كلي، متقلقيش العملية دي صغيرة وبسيطة بس لازم نعملها .
شعرت "ثُريا" بالحرج فهي ليس لديها المال لتفعل العملية فقرأت "عبير" ملامحها وفهمت ما تشعر به فقالت باتبسامة صغيرة:
-العملية دي مش هتتكلف حاجة دي بسيطة وهتكون على حسابي هي والأدوية.
لم تصدق "ثُريا" ما سمعته وقال بحرج شديد:
-أنا مش عارفة أقولك إيه ، بس معلش من فضلك احسبيهم عليا وأنا هردهم ليكي لما أخف ومن فضلك مترفضيش .
ابتسمت لها "عبير" وقالت موافقة:
-ماشي يا ستي زي ما تحبي ، أنا هجيبلكم الدوا وأرجع .
هتفت "نعمة" شاكرة لها وقالت:
-ربنا يحفظك يا بنتي كتر خيرك .
ابتسمت لها "عبير" بحبور وذهبت كي تحضر الأدوية بينما هتفت "نعمة" وقالت:
-أعتقد دلوقتي لازم نشوفلك اسم نناديكي بيه إيه رأيك ؟
هزت "ثُريا" رأسها بعدم المعرفة وقالت:
-مش عارفة زي ما حضرتك تحبي
هتفت "نعمة" وهي تقول بنبرة حماسية:
-شوفي زمان كان نفسي أجيب 3 بنات بس ربنا رزقني بمروة ولُبنى بس ، وكان نفسي البنت التالتة أسميها فرح ، فلو معندكيش اعتراض نناديكي بفرح ؟
ابتسمت لها "ثُريا" وقالت موافقة:
-أكيد معنديش اعتراض خلاص نادوني فرح .
ابتسمت لها "مروة" وقالت مشاكسة:
-تمام يا فرح .
أتت "عبير" ومعها الأدوية وقالت موجهة حديثها إلى "ثُريا":
-بعد بكرة نقدر نعمل العملية ووقتها في احتمال كبير تفتكري أسرع
هزت "ثُريا" برأسها راجية ذلك وقالت:
-إن شاء الله .
شكرها الكل وذهبوا خارج العيادة و"ثُريا" أو "فرح" كما هو الآن تتمنى أن يزول ذلك الأمر سريعًا !
.................................................................
-كل ده يا رامي بتصلَّحها ؟
هتف بها "صفوت" بضجر في منزله فهتف ابن أخيه "رامي" -الذي يعمل بتصليح الأدوات كالهاتف والكاميرات وغيرها- وقال مبررًا:
-أبدًا والله يا عمي ، بس الكاميرا دي خدت مني وقت كبير عشان تتصلح دي حد مبوظها جامد .
حك "صفوت" رأسه بتفكير وقال:
-يبقى اللي بوظها أكيد فاهم أن تصلحيها صعب ، يا رب بس تكون مسجلة كل حاجة .
هتف "رامي" بنبرة جادة:
-النوع ده من الكاميرات متقدرش تمسح منه التسجيل أو تعطلها حتى إلا بعد وقت طويل ولازم حد يكون خبير أوي ، فكبيره أنه يبوظها وده اللي حصل لما فتحتها من جوا لقيت سلك مقطوع ودُخت على لما لقيت الغيار اللي يشغلها .
هز "صفوت" رأسه وقال باهتمام:
-وده اللي وارد يكون حصل ، شغلَّها يلا .
قام "رامي" بتشغيل الكاميرا وظهر آخر تسجيل بها فشاهده "صفوت" واتسعت عيناه بالتدريج وهو يرى ما يحدث !
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا