مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثامن عشر من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثامن عشر
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثامن عشر
دلفت "سنية" إلى المطبخ وأشارت إلى "سماح" قائلة:
-سماح روحي نضفي الجنينة ، دي قايمة قاعدة من امبارح وخُفت نعمل حاجة بعد اللي حصل ، أنا خدت الإذن من رحمة هانم .
هزت "سماح" برأسها وهي تتجه إلى الخارج قائلة:
-طيب هنضفها لوحدي ؟ ، ده أنا هتهد كده .
مطت "سنية" شفتيها بعدم رضا وهي تقول:
-هبقى أبعتلك كام بنت يساعدوكي شدي حيلك بس يختي !
تنهدت "سماح" بتذمر وهي تحمل أدوات التنظيف وتتجه للحديقة وتقول بحزن:
-البيت وحش أوي من غير ست ثُريا !
بدأت "سماح" بتنظيف الحديقة من الفوضى التي حدثت ليلة أمس والتي كان من المفترض أن تشهد بزفاف العروسين في سعادة وفرح ، لكن الأمر أصبح عكس ذلك ، وأخذت "سماح" تنظف بضيق وحزن مع الآخريات ، وصلت "سماح" إلى البوابة الخارجية للفيلا كي تنظف ما بها ، فلمحت شيئًا خلف الأشجار فتعجبت من هذا الشيء حتى تقدمت وأمكست به ورفعت حاجبيها بتعجب شديد وهي تتفحصه بدقة:
-غريبة أوي ، هو في حد نسى بدلته هنا ولا إيه ؟
تفحصتها "سماح" جيدًا من كل الجوانب حتى قالت بتفكير:
-دي لسه بنمرتها يعني جديدة ، بس إيه اللي جابها هنا ؟
كانت الحيرة تأكل رأس "سماح" ومن ثم هتفت متجهة للداخل:
-أحسن حاجة أوديها للست رحمة هي ممكن تعرف .
وآثناء دخولها لمحتها إحدى الخدمات وهي تحمل تلك البدلة فقالت بفزع:
-ينيلك يا سماح بدلة مين دي يا بت ؟
نهرتها "سماح" كي تصمت وقالت بضيق:
-ما تهدي يا بت أنا لاقيتها وأنا بنضف ومعرفش بتاعت مين هوديها للست هانم يمكن تكون مهمة ولا حاجة .
مطت الخادمة شفتيها بفضول وقالت:
-ابقي عرفينا الموضوع ده يا سماح .
نظرت لها "سماح" بضيق ولم ترد عليها ودلفت للداخل ببرود ، وبحثت عن "رحمة" حتى وجدتها بالصالون تحتسي فنجال القهوة مع ولدها "قٌصي" في صمت وحزن ووجوم ، تنحنحت "سماح" بحرج وهي توجه حديثها ل"رحمة" و "قُصي" قائلة:
-بعدئذنك يا ست هانم بس أنا لقيت البدلة دي عند الباب اللي ورا بين الشجر وقولت يمكن تكون بتاعت حد .
تفحص "قُصي" ما بيدها وقالت بصوت خشن:
-وريني !
أعطته "سماح" البدلة وترقبت بفضول فأشارت لها "رحمة" بنبرة جادة:
-تسلمي يا سماح ، روحي كملي شغلك .
انتهبت "سماح" لها وهزت رأسها بسذاجة وهي تقول:
-تحت أمرك .
مثلت "سماح" أنها تتجه للخارج بينما اندست خلثة بالخلف تسمع ما يحدث فهي تشعر أن هذا الأمر هام ويجب أن تعرفه .
أشارت "رحمة" لابنها متسائلة بتعجب:
-بدلة مين دي يا قُصي ومين راميها كده ؟
آثار الموضوع تفكير "قُصي" وهو يقول بحيرة:
-دي بدلة جديدة محدش لبسها بس جت منين ؟
لم يكن لدى أي منهما إجابة ولكن هذه البدلة تبدوا أنيقة وكأنها لزفاف فشعر "قُصي" بالاضطراب والحيرة حتى رن جرس الباب وفتحت إحدى الخدامات وكان "صفوت" .
دلف "صفوت" وبيده حقيبة كبيرة وقال وهو يلقي التحية على الجميع ومن ثم ينظر ل"قُصي" نظرات لوم كبير:
-عامل إيه انهاردة ؟
استعشر "قُصي" نظراته بغرابة وهو يضيق عينه ومن ثم اكتفى بأن هز رأسه أنه بخير ، فجلس "صفوت" جانبه وقال ناظرًا لما بيده :
-إيه اللي في أيدك ده ؟
ردت عليه "رحمة" قائلة بحيرة:
-سماح لقيتها وهي بتنضف عند الشجر ومش عارفين بتاعت مين .
هز "صفوت" رأسه وقال بنبرة جادة وهو يحمل نظرات قوية ل"قُصي" :
-أنا عارف بتاعت مين !
التفت له "قُصي" وقال رافعًا حاجبيه:
-مين ؟ وتعرف منين ؟
تنهد "صفوت" وهو يقول باهتمام :
-بتاعتك !
لوى "قُصي" شفتيه قائلًا وقد تحولت ملامحه للتعجب :
-بتاعتي أنا ؟
أومأ "صفوت" برأسه وقال بنظرات تحمل كل العتاب:
-أنا صلحت الكاميرا تحب تشوف كان فيها إيه ؟
نظر له "قُصي" بضيق شديد وقال بصوت عالي:
-هو في إيه ؟ مالك داخل تبصلي كده كأنك مش طايقني !
احتدت عينا "صفوت" وهو يقول بجدية:
-لما تشوف اللي جوا الكاميرا هتعرف أنا ببصلك كده ليه !
شعرت "رحمة" ببعض القلق وهي تهتف قائلة:
-هي فيها إيه يا صفوت ؟ ليها علاقة بثُريا ؟
غلت الدماء داخل "قُصي" عندما سمع اسمها بينما لم يسمح "صفوت" بردة فعل "قُصي" وأخرج من الحقيبة الكاميرا ووضعها على الطاولة وشغلها على الفور بآخر تسجيل حدث وهو يقول :
-ولا كلمة اتفرج !
شاهد "قُصي" ما في التسجيل بمضض كبير ولكن سرعان ما تحول هذا الجفاء اللي قلق وتوتر حاد في عقله وهو يرى "ثُريا" بالأسفل تأخذ من احدهم كيسًا وكأنه يحتوي على ملابس ما ، ومن ثم تعود للداخل وقبل أن تعود يضربها أحدهم على رأسها بعد أن شعرت بالفزع ومن ثم وجد فتاة مجهولة ترتدي ملابس "ثُريا" التي كانت ترتديها عندما كانت مع "قصي" وتضع باروكه بها تقريبًا نفس شعر "ثُريا" وبيدها حقيبة وتدلف خارجًا !
بين ذلك الرجل الذي ضرب "ثُريا" يسحبها للخارج ويرى رجل آخر قد أتى وكأنه أتى من داخل الفيلا وحملها معه وركضوا سريعًا !
برَّق "قُصي" بعينه وهتف بعدم تصديق :
-مستحيل !
شهقت "رحمة" بفزع وهي تقول بخوف :
-إيه اللي شوفناه ده يا صفوت البنت جرالها إيه ؟
نظر "صفوت" إلى "قُصي" نظرات تحمل كل الاتهام واللوم :
-اللي حصل وده اللي متوقع من اللي شوفته واللي الأفندي ده كان مغيب عنه ، إن الأمن اتغفل والبت اللي خدت هدوم ثُريا معرفهاش بس واضح كده إنها هي اللي مظبطة كل ده ، الواضح هنا إن البدلة دي كانت جابياها "ثُريا" ليك لكن في حاجة كبيرة حصلت زي ما شوفت ، والواد اللي كان خارج ده هو اللي عطل الكاميرات !
هتفت "رحمة" قائلة بذهول:
-البت دي شغالة عندنا اسمها هبة بس ليه تعمل كده ؟!
لم يصدق "قُصي" عينه وشعر بندم يغزو قلبه وهو يقول بتمزق :
-طيب مين دول وعايزين إيه منها ؟ وهي ، هي راحت فين وإيه اللي حصلها !
هز "صفوت" رأسه بعدم المعرفة وهو يقول بجدية:
-الناس دي اتحركت بيها في حتة والله أعلم هي فين لو قدرنا نوصل للشغالة هتعرفنا كل حاجة ، وأنا بعمل تحريات عن الموضوع ده وبندور على ثُريا !
وقف "قُصي" بغضب شديد وهو يتجه إلى غرفة الخدم ويقول بصوت عالي:
-ســــنية !
هرولت "سنية" مسرعة وهي تقول بارتعاش :
-أيوة يا بيه !
نظر لها "قُصي" بقوة وهو يقول بنبرة مروعة :
-في بنت بتشتعل عندنا اسمها هبة ؟
هزت "سنية" برأسها وقالت :
-أيوة يا بيه دي جت هنا جديد لما جينا الفيلا .
-هي فين ؟
هتف بها "قُصي" بجمود شديد فشعرت "سنية" بوجود خطب ما وقالت:
-هي مش هنا ، هي استأذنت يومين أجازة تشوف أهلها حسب ما أيام الأجازات محسوبة هنا على كل شغالة وإنهم يقدروا ياخدوها في أي وقت ، بس ليه حضرتك بتسأل خير حصل حاجة ؟
هتف "قُصي" وهو ينهرها بقوة :
-ملكيش فيه ، تعرفي عنوانها ؟
أومأت "سنية" برأسها وقالت:
-أيوة يا بيه في وسط البلد هكتبلك العنوان بالتفصيل .
أشار لها "قُصي" بلهجة آمرة وقال:
-حالًا تجبيه !
ذهبت "سنية" وكتبت العنوان ل"قُصي" فأخذه "قُصي" وهو يقول بتحذير:
-حسك تتكلمي في الموضوع ده مع أي حد وإلا اعتبري نفسك مطرودة !
اومأت "سنية" رأسها بخوف بينما اتجه "قُصي" إلى "صفوت" وقال:
-يلا بينا مفيش وقت لازم نلاقيها بسرعة .
هز "صفوت" رأسه وهو ينظر له بضيق ، فأشاح "قُصي" وجهه عنه ووجه حديثه ل"رحمة" وقال:
-أمي خبي البدلة دي عندك ، وادعيلنا .
هزت "رحمة" برأسها وهي تقول بألم:
-يا رب تلاقوها وتكون بخير .
تمنى "قُصي" ذلك وخشى أن يفكر في أي احتمال آخر وتوجه بسرعة شديدة مع "صفوت" إلى منزل "هبة" الخادمة !
.........................................................................
-كده بردو يا يحيى متسألش ولا تتكلم .
هتفت بها "نعمة" وهي تنظر إلى خطيب ابنتها بلوم وعتاب فتنهد وهو يقول مشيرًا بعصبية :
-ما هو على يدك يا حماتي ، بنتك دي هتجنني قولتلها مليون مرة متروحش لترزي راجل وهي غبية !
نظرت له "مروة" بضيق وهي تقول:
-والله الراجل ما عمل حاجة ، ده أد أبويا يا يحيى وبعدين ما أنا دوخت على واحدة تفصل الفتسان ومفيش ولا حد عجبني .
-تقومي سيادتك تروحي لراجل مش كده !
هتف بها "يحيى" بغضب وتهكم فتنهدت "نعمة" وهي تقول:
-معاك حق هي غلطانة بس أنتَ بردو يا بني مشغول وهي قالتلك كذا مرة تعالا معايا وتقولها مش فاضي وعندي مأمورية ، أنا عارفة يا ابني إن شغلك صعب بس كان لازم تفضي وقتك شوية وتنزل معاها .
هز "يحيى" قدميه بعصبية وهو يحاول أن يهدأ نفسه:
-ماشي يا حماتي معاكي حق بس بردو متروحش من ورايا وتلغي كلامي .
هزت "نعمة" برأسها وهي تلكز ابنتها قائلة:
-هي أكيد مش هتعمل كده تاني وخلاص بقى اتصالحوا أنا مش فاضية لنشفان دماغكم ، قومي يا مروة اعتذري لخطيبك عقبال ما أشوف اللي على النار .
تنهدت "مروة" وهي تجلس في الكرسي الجانبي ل"يحيى" وتقول بندم وحزن:
-خلاص بقى يا يحيى حقك عليا والله ما أقصد ، أنتَ متعرفش الأسبوع ده عدا عليا ازاي وأنتَ مخَصمني !
رق قلب "يحيى" وهو يستمع لحديثها الذي ألمه ،لان قلبه قليلًا فهو بطبيعته شديد العصبية لكنها دومًا تجعل له جزء خاص لهما من اللين والمحبة ، زفر "يحيى" أنفاسه وهز برأسه وهو يمسك بيدها يقبَّلها قائلًا:
-أنا كمان كنت هتجنن الفترة دي بس من فضلك يا مروة متكسريش كلامي تاني.
هزت "مروة" برأسها وقالت بحب:
-أوعدك يا حبيبي خلاص .
تنهد وهو يسبل لها بعينه ومن ثم قال بضجر:
-برغم إن مكتوب كتابنا بس مش عارف بردو آخد راحتي معاكي .
ضحكت "مروة" عليه بمشاكسة وهي تقول:
-ما أنتَ عارف يا حبيبي إن ده في مصلحتنا عشان الحلال والحرام وإلا مكنتش حتى تقدر تبصلي كده ولا إيه ؟ ، وعلى العموم هانت بس أنتَ انزل معايا عشان نلحق نخلص بسرعة .
هز "يحيى" برأسه وقال وهو يشير لها:
-أنا دلوقتي فاضي تعالي ننزل سوا نشوف الفستان بتاعك ده وأنا اللي أشرف على الموضوع بنفسي مفهوم ؟
ابتسمت "مروة" وقالت بمرح:
-ماشي يا سيادة الرائد .
استأذن "يحيى" من والدتها بينما ذهبت "مروة" لغرفة "ثُريا" وهي تقول:
-فرح أنا هنزل مع خطيبي عشان نجيب باقي الحاجات اللي نقصاني مش هتآخر عليكي وبالليل نقعد نحكي سوا تمام .
ابتسمت لها "ثُريا" وقالت بهدوء :
-تمام .
رأى "يحيى" تلك الفتاة ولم يتعرف عليها لكنه شك بأمرها وعندما نزل مع "مروة" وركبا السيارة هتف بتساؤل:
-مين دي اللي كنتي بتكلميها يا مروة ؟
ارتبكت "مروة" بعض الشيء وهي تقول :
-دي صاحبتي
تعجب "يحيى" وهو يقول بشك :
-اسمها إيه ؟ أنا أول مرة أشوفها معاكي .
حاولت "مروة" إيجاد إجابة مناسبة فهتفت قائلة:
-اسمها فرح وهي يعني كانت صاحبتي من أيام الجامعة وكانت مسافر ورجعت من شهرين كده وحصلتلها مشاكل مع أهلها فجت تقعد معايا عشان نحاول نلاقلها حل .
لا تعرف "مروة" من أين أتت بتلك القصة ولكنها تمنت من "يحيى" أن يصدقها ، فرأته يومأ برأسه وقال بلامبالاة :
-تمام لو في حاجة أقدر أعملها ابقى قوليلي .
-أكيد .
قالتها "مروة" بابتسامة صغيرة وهي تتنهد بقوة محاولة تغير الحديث حتى تنسيه الأمر .
............................................................
-أنتَ بتقول إيه ؟ ، متأكدتش إذا كانت ماتت ولا لاء ؟
هتفت بها "ليان" بعصبية شديدة فنظر لها الرجل وقال بهدوء:
-اكيد ماتت بقولك ضربوها على راسها جامد وأكدولي إنها ماتت .
نظرت له "ليان" بحنق وهي تقول:
-أمال ليه محدش شاف جثتها وعرفنا حاجة أنتوا رمتوها فين يا أمجد !
هتف "أمجد" ببرود وهو يقول:
-في منطقة هادية كده مفيهاش كاميرات بس الرجالة لما راحوا هناك مكنتش موجودة .
تذمر وجه "ليان" وهي تقول بعصبية:
-يعني إيه اللي بتقوله ده ؟ أنتَ واحد غبي كان لازم تتأكد إنهم خلصوا عليها ولا لاء دلوقتي هتصرف ازاي هنا .
نظر لها "أمجد" بضيق وهو يقول:
-اهدي كده يا آنسة ليان إحنا بنخلص مصالحنا كويس ، أنا هسأل عليها في المستشفيات أنتَ ناسية إننا خدنا البطاقة بتاعتها ممكن تكون في المشرحة ولا حاجة بس محدش عارف يوصلها .
هزت "ليان" برأسها وهي تقول بتعجل:
-يبقى شوفلي الموضوع ده بسرعة واكشفلي على كل الجثث اللي في المشرحة عايز أشوف خبر وفاتها بعيني .
هز "أمجد" رأسه بينما ركبت "ليان" سيارتها لتتحرك من هذا المكان المهجور وهي تشعر بالضيق وتقول:
-لازم أتصرف بسرعة وأظهر في حياته لازم !
...........................................................
-ليان مش ناوية تجبها لبر يا مدحت !
هتفت بها "لُبنى" ابنة عم "ليان" لزوجها بضيق فتنهد "مدحت" بلا مبالاة وهو ينزع الجرافتة الخاصة به قائلًا:
-خير إيه اللي حصل ؟
ناولته "لُبنى" سترة مريحة وهي تقول بضجر:
-بتخطط لواحد عشان تخطفه من مراته .
ارتفع حاجب "مدحت" وهو يقول:
-أنتِ بتقولي إيه ؟
تنهدت "لُبنى" وهي تقول :
-زي ما سمعت امبارح سمعتها وهي بتكلم واحد بتقوله إن كله تمام وادته فلوس ابقى شوف الموضوع ده يا مدحت مش ناقصين .
تعجب "مدحت" مما يسمعه وهو يقول :
-مش قادر أصدق اللي بتقوليه .
تأففت "لُبنى" بضيق وهي تكمل:
-بنت خالك دي مش ناوية على خير كلم عمي في الحكاية دي ، ده سايب بنته تعمل على اللي هواها ومش بيسأل.
أومأ "مدحت" برأسه وقال وهو يمدد على الفراش:
-أنا هكلم أمي الأول هي تكلم أخوها ،خلينا برا الموضوع ده إحنا مش عايزين مشاكل من ورا الست ليان .
تنهدت "لُبنى" وهي تتجه للدولاب وتقول:
-ماشي يا مدحت المهم متنساش أنا رايحة لماما ، خليني أشوف حصل إيه مع مروة وخطيبها ربنا يهديهم .
هز "مدحت" رأسه وهو يغطي رأسه بالغطاء ويقول بإيجاز :
-طيب طيب ، اقفلي النور وراكي !
نظرت له "لُبنى" بسخط وشرعت في تبديل ملابسها .
................................................................................
وصل " قُصي" مع "صفوت" إلى العنوان المنشود وصعد الشقة المتهالكة لكنه لم يجد أحدًا بها فلعن الوضع حتى خرج لهم إحدى جيران الشقة وقال:
-لا اللي كانوا هنا عزلوا .
هتف "صفوت" بنبرة جادة:
-راحوا فين ؟
هتف الرجل وقال وهو يهز كتفيه :
-معرفش اصراحة محدش قال حاجة منهم .
ضرب "قُصي" بقبضته على الحائط وهو يقول:
-هنلاقيها فين دي ؟
أتى صبي صغير وقد سمع ما حدث وقال بجدية:
-أنا عارف مكانها .
التفت له "قُصي" باهتمام وقال:
-قول بسرعة
هتف الصبي وهو يقول مفسرًا:
-بصراحة البت دي مكنتش عجباني في المنقطة ولما عزلوا مشيت وراهم بس أنا معرفش أقوله أعرف أروحه .
أشار له "صفوت" كي يلحقه وقال:
-طيب تعالا معانا يلا .
اتجه ثلاثيتهم إلى عنوان آخر ينتظر به "قُصي" بقلب يغلي من الألم !
.........................................................................
وقفت "ثُريا" بالشرفة ووجدت "مروة" قد عادت إلى المنزل وبيدو على وجهه السعادة وهي تقص عليها ما حدث اليوم وإنها اتفقت على تفصيل فستان الزفاف فابتسمت لها "ثُريا" وفرحت لها فجلسا سويًا بالشرفة وقالت "مروة" :
-لسه مفتكرتيش حاجة صح ؟
هزت "ثُريا" رأسها نفيًا بإحباط فربتت عليها "مروة" وهي تقول بلين:
-إن شاء الله تعدي الأزمة دي على خير .
ابتسمت لها "ثُريا" وقالت مشيرة لها :
-طيب كلميني عنك وعن عيلتك ، أنتِ قولتيلي إن أختك عايشة مع جوزها في قصر ؟
ابتسمت لها "مروة" وقالت:
-أيوة قصر عمي .
هتفت "ثُريا" بحيرة شديدة وهي تقول:
-عمك ؟ طب وليه أنتوا مش عايشين فيه .
حدثتها "مروة" وهي تقول بود:
-إحنا منقدرش نسيب هنا ده بيت بابا من زمان وعزيز علينا أوي ، وبعدين القصر ده بتاع عمي بس هو اللي اشتراه .
أومأت "ثُريا" برأسها وهي تقول مستنبطة :
-يعني هي متجوزة ابن عمها ؟
ضحكت "مروة" وهي تقول بمرح:
-لاء بردو ، بصي يا ستي عمي أحمد لما جاب القصر كانت أخته جوزها مات فأصر إنها تجي تعيش معاهم وده اللي حصل وأخته بقى اللي هي عمتي عندها ابن ده بقى يبقى جوز أختي لُبنى .
شعرت "ثُريا" ببعض الحيرة من كل تلك القرابة وفجأة شعرت بصداع حاد ومشاهد مخلتطة تأتي لها وكأنها تسمع أصوات تربط بين حديثها مع مروة محتواها " خالتي ، زوج خالتي ، زينب !
تشتت عقل "ثُريا" وأغمضت عينها بألم شديد ومشاهد عشوائية تمر أمامها !
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا