مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثالث والعشرون من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثالث والعشرون
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثالث والعشرون
خلال ذلك الوقت الذي قد مر كالسراب على كل شخص وهم يحاولون تجاوز ما مروا به من عقبات أثرت على حياتهم .
وهذا ما جرى أيضًا على "ثُريا" بل أصبح يشهد هذا الوقت كل التغيير في حياتها ، لم تكتمل ذاكرتها بالرجوع بشكل نهائي لكنها على الأقل تذكرت إجمالي حياتها وبقيت فترة طويلة لا تتذكر شيء برغم من انتظامها على الأدوية التي وصفتها "عبير" لها لكن هذا الجزء المتوقف على حياتها لم تتذكره بعد ، وعندما استشارت "عبير" في ذلك أخبرتها أن هذا الجزء ربما هو أخطر جزء في حياتها ولذلك عقلها يرفض تذكره .
وخلال تلك الفترة تقربت "ثُريا" من ربها أكثر بعد مساعدة "مروة" التي شعرت معها أنها الصديقة الصالحة وكأن الله قد نجدها من حياة الشياطين التي كانت بها، وقررت أن تشغل نفسها بالعمل فقد سأمت الجلوس بالمنزل دون عمل ، فأشارت عليها "مروة" أن تعمل عندها ولكنها فضلت ألا تخبر أحدًا عنها الآن حتى لا تُجلِب لها المشاكل ، وبقى الأمر متوقف على "يحيى" الذي لم يعد بعد من دوريته وبحث "صفوت" المستمر وحبس "أمجد" الذي لا علم له بمكان اختفاء "ثُريا" .
وها قد مر شهرٌ دون كسر الفراق وتغير مزاج "قُصي" إلى الجمود من جديد وكأن هذا القناع أصبح يلازمه طيلة الوقت .
وذات يوم كان "قُصي" جالسًا بشركته شارد الذهن يفكر بها حتى دلف له "صفوت" وعلى وجهه ملامح الضيق وجلس وهتف بنبرة جادة :
-اسمع يا قُصي أنا سبتك كتير بس دلوقتي لازم الحقيقة تتعرف و والد ليان يجي ويشوف بنته عملت إيه ، أنا هاخد ليان الحجز .
تنهد "قُصي" وهتف بجمود وقال:
-اعمل اللي أنتَ عاوزه مش فارقة .
تنهد "صفوت" وكاد أن يتحدث معه لكنه أشار له بحركة من يده وقال:
-أنا عندي شغل .
زفر "صفوت" أنفاسه بضيق على هذا الحال الذي تم الوصول له وقف وذهب دون التحدث بينما ظل "قُصي" شاردًا وقال بتنهيدة مطولة:
-شكلك عمرك ما هتكوني ليا.
...................................................................
وضعت "ثُريا" ذلك الملف جانبًا ومن ثم استلمت الآخر وهي تعمل به بكل جهد حتى قطع عليها صوتٌ تشعر بالانزعاج عند سماعه وهو زميلها "حازم" الذي بادر بتوه وهو يتفحصها :
-مساء الخير يا آنسة ثُريا .
نظرت له "ثُريا" بضيق وقالت :
-وعليكم السلام حضرتك ، خير ؟
شعر بضيقها فتنحنح وقال:
-يعني أنا قولت أجي أشوفك محتاجة مساعدة ولا حاجة.
نظرت له "ثُريا" بعيون حادة وهي تقول بحسم:
-شكرًا يا أستاذ حازم لو عايزة حاجة هبقى أقول لمروة .
شعر "حازم" بالحرج وأومأ برأسه وأستأذن وانصرف بينما جلست "ثُريا" بحزن شديد وهي تقول:
-وحشتني .
وضعت يدها على وجهها ونزلت دموعها دون إرادة وفي ذلك الوقت دلفت لها "مروة" ورأت حالتها تلك فاقتربت منها بقلق وقالت:
-أنتِ كويسة ، حصل حاجة ؟
ارتمت "ثُريا" بحضنها وهي تبكي وتقول:
-مش قادرة يا مروة مش عارفة أكمل أنا بجد مخنوقة أوي ليه مش عارفة أوصله ليه ؟
هدأتها "مروة" وهي تقول :
-خير يا حبيبتي والله خير ربنا مش بيمنع حاجة إلا لخير صدقيني .
تنهدت"ثُريا" وهي تمسح دموعها وتقول وهي تشعر بالألم :
-كل ما حاول أوصل لحاجه عنه أفشل يعني افتكرت حياتي القديمة وازاي كنت بعاني لكن كلها قشور مفيش معلومات كافية بحس بيها ، زي ازاي مفتكرتش كنت ساكنة فين ازاي مش فاكرة اسمه بالكامل ليه بفتكر حاجات متقطعة ليه .
شعرت "مروة" بها وقالت بهدوء:
-بصي يا ثُريا واللي هنقوله تاني عبير قالتلك مش هتفتكري كله مرة واحدة وكل حاجة بتدريج ولما بتضغطي على نفسك ده هيتعبك وممكن فجأة تنسي حاجات من اللي افتكرتيها ، وعلى العموم يحيى خلاص كلها يومين ويرجع وأكيد هيساعدنا إن شاء لله .
أومأت "ثُريا" برأسها ومن ثم قالت :
-يا رب
وبعد ذلك تذكرت "ثُريا" أمرًا وهتفت بحيرة قائلة:
-صحيح أنتِ كنتي جاية ليه ؟
أشارت لها "مروة" بابتسامة صغيرة وقالت:
-أبدًا كنت جيبالك شغل جديد ينفع ؟
ضحكت "ثُريا" بخفوت وقالت باهتمام:
-طبعًا قوليلي هعمل إيه ؟
جلست "مروة" على الكرسي وهي تشرح لها قائلة:
-بصي يا ستي أنتِ طبعًا عارفة شركتنا هي شركة عقارات ومحلات كبيرة للبيع ، ودلوقتي في شركة كبيرة متخصصة في الآثاث هتتعاقد معانا عشان تشتري محل كبير وتموله آثاث وهما هيعملوا اجتماع انهاردة كمان ساعتين ، ها جاهزة تروحي ؟
أشارت لها "ثُريا" بتساؤل قائلة:
-طب الاجتماع ده عبارة عن إيه ؟
فسرت لها "مروة" بجدية وهي تقول:
-بصي هو مدحت هو اللي شرحلي الدنيا بس مقاليش التفاصيل كلها ، قالي إن مدير الشركة عايز يتعاقد معانا في محلين تلاتة كده ولازم حد يروح من هنا عشان الأسعار والاتفاق وأنتِ أنسب واحدة وهيبقى معاكي المحاسب كمان .
أومأت "ثُريا" برأسها وقالت بجدية:
-ماشي هروح إن شاء الله بس الشركة دي تبع مين متعرفيش ؟
حكت "مروة" رأسها بتذكر وقالت:
تصدقي نسيت أسأل مدحت ، هبقى أسأله وأقولك .
هزت "ثُريا" رأسها بعدم مبالاة وقالت:
-لا مش مهم أنا بس قولت يمكن أكون سمعت عنها ولا حاجة على العموم لما أروح هعرف إن شاء الله .
ابتسمت لها "مروة" وتركتها بينما عادت "ثُريا" من جديد تعمل .
................
عندما عاد "حازم" إلى مكتبه رواده شعور الضيق من جديد ، لماذا تعامله هكذا وهو يحاول التودد ، فمنذ أن رآها وتعامل معها أعجب بها وبشخصيتها المختلفة ، ولكنها لا تعطيه فرصة حتى ، تأفف بضيق وهو يحدث نفسه قائلًا:
-مش هستسلم ولو بقى مش جَي معاكي سكة التعارف مش مشكلة يبقى هطلبها للجواز علطول أنا بس أفاتح أبويا وبعدين أقولها .
شعر "حازم" برضا لتوصله لتلك الفكرة وشرد بها مرة أخرى وهو يتخيلها توافق عليها وتصبح زوجته .
...................................................................
وصلت "ليان" إلى مقر الحجز وقد بدا عليها الذبول والمشقة بعد العذاب الذي فعله "قُصي" بها ، جلست بغرفة التحقيق أمام "صفوت" الذي نظر لها بغضب وهو يقول:
-كل المشاكل دي من تحت راس سيادتك !
تنهدت "ليان" وهي تنظر له ببرود وقالت:
-ولو كان بإيدي دلوقتي كنت اتصرفت أكتر من كده كمان .
نظر لها باشمئزاز وهو يقول:
-أنتِ شياطنة .
نظرت له باستخفاف بينما قال هو بجدية:
-أبوكي هيعرف باللي حصلك دلوقتي والمفروض أنه يوكلك محامي وهتفضلي محجوزة لحد ما نعرف حالة ثُريا وعلى أساسها هنتصرف .
نظرت له بجمود بينما هو انصرف لاعنًا ذلك التفكير التي وصلت له تلك الفتاة.
.........................................................................................
-زي ما بقولك كده يا لُبنى لسه ثُريا مفتكرتش كل حاجة ويحيى أهو راجع بعد يومين ويمكن يساعدنا .
هتفت بها "نعمة" إلى ابنتها التي أتت لزيارتها فهتفت "لُبنى" متنهدة :
-الموضوع ده هينتهي امتى بس ، كل ده بسبب ليان منها لله ، ده أنا فتشت الأوضة فوقاني تحتاني وملقتش حاجة تساعد أو تعرفني معلومة عن جوزها حتى هي مش فاكرة إنها متجوزة .
تنهدت "نعمة" بحسرة شديدة وقالت:
-عبير قالت عقلها رافض يفتكر الحاجة دي لسبب هي لوحده اللي تعرفه يمكن عشان اللي حصلها كبير وصعب فده اللي مأثر .
هزت "لُبنى" برأسها وقالت :
-يمكن على العموم ربنا يصلح الحال وتعدي الأزمة دي على خير .
خطابتها "نعمة" بحيرة وهي تقول:
-صحيح ليان لسه مرجعتش البيت ؟
أجابتها "لُبنى" بشك قائلة:
-لا بقالها شهر مختفية ، حتى عمي مسألش ولا اتكلم الله اعلم بتعمل إيه ربنا يستر وميكونش جوز ثُريا له علاقة بيها دلوقتي .
رفضت "نعمة" ذلك التفكير وقالت :
-مظنش مظنش ، معتقدتش أنه راجل مش فارق معاه مراته وإلا هي مكنتش احتاجات لكل ده .
أومأت "لُبنى" لها بينما غيرت "نعمة" الموضوع وقالت بحنان:
-المهم قوليلي أنتِ تمام مع جوزك ؟
ابتمست لها "لُبنى" وقالت مطمئنة:
-الحمدلله اتغير أوي يا ماما وحاسة إننا قربنا أكتر من بعض .
ارتاحت "نعمة" وقالت:
-الحمدلله ربنا يهدي بالكم دايمًا يا رب.
قبَّلتها "لُبنى" بحب ومن ثم ودعتها واتجهت لمنزلها وعندما وصلت وجدت عمتها "كريمة" جالسة تشاهد التلفاز وعندما لمحتها نظرت لها بضيق وهي تقول:
-ما لسه بدري يا لُبنى إيه كل ده برا ؟
تحاملت "لُبنى" الحديث وقال بإيجاز:
معلش يا عمتو كنت بطمن على ماما .
مصمصت "كريمة" شفتيها بتذمر وقالت:
-اممم واطمنتي يا حبيبتي ؟
تضايقت "لٌبنى" من تلك اللكنة ولكنها حولت نبرتها إلى الهدوء وقالت:
-الحمدلله ، عنئذنك أغير هدومي قبل ما مدحت يرجع من الشغل .
أوقفتها "كريمة" قائلة بنبرة قوية:
-استني عايزاكي .
شعرت "لُبنى" بأن الأمر غير مبشر ولكن لا حيلة لديها ذهبت لها وهي تقول بهوء:
-أيوة يا عمتي .
تفحصتها "كريمة" وقالت بنبرة ذات مغزى:
-أنتوا مش هتروحوا للدكتور تاني ؟
كانت "لُبنى" تفهم ما ترمي إليه ولكن تجاهلت ذلك وقالت عن عمد:
-دكتور ليه لا سمح الله .
نظرت لها "كريمة" وهتفت بنبرة متهكمة:
-عشان نعرف ممكن تحملي امتى ؟ ، ما مش معقول سنة جواز ومحملتيش !
تنهدت "لُبنى" سآمة من ذلك الحديث وقال بحدة خفيفة:
-والله الحاجة دي بتاعت ربنا أنا مالي ! ، والدكتور الحمدلله أكدلنا إن مفيش مشاكل والمسألة بإيد ربنا .
مطت "كريمة" شفتيها بعدم رضا وقالت بضيق:
-وايش عرفني إن الدكتور ده بيقول الحقيقة ما يمكن أنتِ عقيمة !
صُدمت "لُبنى" من تلك الكلمة وتألم قلبها بشدة فوقفت وقال بأعين دامعة:
-الله يسامحك يا عمتي مش هقول غير كده .
وتركتها راكضة إلى غرفتها تبكي بقهر بينما هتفت "كريمة" بتصميم:
-أيوة هي عقيمة وبكرة الأيام تثبت .
......................................................................
صُدم "محسن" عندما علم أن ابنته في الحجز وعندما تساءل عما فعلته صُدم أكثر ولم يتوقع أن هذا هو غياب ابنته هتف "محسن" وقد شعر بأن لسانه قد لُجم:
-والبنت دي عايشة ولا لاء ؟
هتف "صفوت" وهو يتفحصه بضيق:
-محدش عارف ممكن وممكن ، متنساش إن هدف بنتك كان هدف ...القتل.
لم يتوقع "محسن" أن ابنته ستفعل ذلك قرأ "صفوت" أفكاره وهتف بضيق:
-طبعًا أنتَ مش مصدق إن بنتك عملت كده ، واحمد ربنا إن قُصي مقتلهاش هو بس أدبها .
بلع "محسن"ريقه وقال :
-أنا هوكلها محامي شاطر ، ممكن أشوفها ؟
هز "صفوت" رأسه وقال باستخفاف :
-أكيد !
أحضره "صفوت" لابنته وما إن رآها لم يصدق عينه من تحول منظر ابنته إلى هذه الجروح التي بوجهها وإصفراره اقترب منه وضمها له وهو يقول بإندهاش:
-ليان حبيبتي !
أبعدته "ليان" وهي تشعر بالنفور منه وتقول:
-ابعد عني !
تفاجأ "محسن" من ردها وابتعد وهو يقول
-مالك يا ليان ؟
نظرت له باحتقار شديد قائلة:
-أنتَ جَي ليه ؟ ، مصدق نفسك إن عندك بنت ها ؟
نظر لها "محسن" بصدمة" بينما أكملت هي بقوة:
-اسمع أنا مش عايزة أشوفك في حياتي تاني أنتَ السبب في كل حاجة بتحصلي طول عمرك مشغول بس في حياتك وكأني أنا مش منها ، عارف زمان قولتلك جوزني قُصي كلمه واتفق معاه عشاني كان إيه ردك ؟ ، لاء مش مناسب لا بكرة أجوزك أحسن منه لاء ده كله مشاكل !
رفع "محسن" حاجبيه وهو يقول باستنكار:
-ده كلامك دلوقتي ؟ ، أنا عمري ما حرمتك من حاجة كل طلباتك مجابة وكل اللي كنت بعمله هو شغلي عشانك وعشان محرمكيش من حاجة ، وقُصي بتاعك ده كان وراه مشاكل وديون وأنا مكنتش مرتاح لِه بتحاسبيني على إيه !
واجهته "ليان" بنظراتها الكارهة وقالت:
-متشكرين لأفضالك عليا ، ودلوقتي أنا مش عايزة منك حاجة ، ابعتلي المحامي بسرعة أنا لازم أطلع من هنا !
-أنا مش هسمحلك تعملي حاجة تاني وكله هيبقى تحت عيني .
قالها "محسن" بحسم بينما نظرت له "ليان" صامتة لكن بداخلها الكثير.
.................................................................................
دلفت السكريترة الخاصة ب"قُصي" وهي تقول بنبرة جادة:
-قُصي بيه عندنا اجتماع كمان ربع ساعة مع شركة العمارانية للعقارات والمحاسب بتاعنا موجود في أوضة الاجتماع .
هز "قُصي" رأسه وقال بجمود :
-خليه هو اللي يتفاهم معاهم وأنتِ تابعي لو احتاجته وجودي ابقي تعالي .
أومأت السكرتيرة رأسها من سكات وانصرفت وعندما خرجت تأففت بضيق وذهبت لغرفة الاجتماع فأخبرها المحاسب قائلًا:
-ها قولتي للبيه هيجي امتى ؟
هتفت السكرتيرة بضيق وتذمر:
-مش هيحضر يا أستاذ يسري .
تعجب "يسري" المحاسب وهو يهتف بتساؤل:
-حصل إيه يا سلوى ؟
أجابته "سلوى" بنبرة متهكمة وهي تقول:
-هو حاله بقى كده غريب من ساعة بوظان فرحه وهو قالب الوش ده ما صدقنا أنه رجع تاني كويس قبل فترة .
تنهد "يسري" وهو يوافقها ويقول:
-معاكي حق ، ده أنا كنت مستني الفرح عشان أشوف مراته دي وازاي غيرته بس كله على الفاضي .
تنهدت "سلوى" وهي تقول بضيق:
-وأدي اللي بنطلع منه على العموم هما قربوا يوصلوا ولو وجهنا مشكلة هروح وأقوله .
...........................
وصلت "ثُريا" برفقة المحاسب "عامر" إلى مقر شركة الآثاث ودلفت إلى الداخل بعد أن ارشدتهم موظفة الاستقبال إلى غرفة الاجتماع وخلال وجود "ثُريا" شعرت بشعور غريب لا تعرف مصدره وكان قلبها يدق بعنف وعندما لاحظ "عامر" المحاسب توترها سألها بحيرة:
-مالك يا أستاذة ثُريا حضرتك كويسة ؟
هدأت "ثُريا" نفسها وحاولت السيطرة على شعورها وهي تقول:
-لا أنا تمام مفيش حاجة .
وصلا معًا إلى غرفة الاجتماع وبعدها رحبت بها السكرتيرة والمحاسب الآخر وقد كانت هيئتها مختلفة ، جلسوا جميعًا وبدأ الاجتماع فهتفت "ثُريا" بجدية:
-أمال فين صاحب الشركة ؟
ارتبكت "سلوى" وقالت مبتسمة ببلاهة:
-آآ .. هو مشغول الحقيقة بس إحنا موجودين متقلقيش .
أومأمت "ثُريا" بعدم اهتمام وبدأت في عرض المحلات والمميزات والأسعار ، حتى توقفا عن نقطة هامة وهي الفصال في المال ، تنهدت "سلوى" واقفة وقالت:
-لو إحنا مش هنعرف نوصل لديل الأحسن أتكلم مع البوص وهو بقى يجي يتفق عشان كده مش هنعرف نخلص .
هزت "ثُريا" برأسها وقالت:
-أنا بردو شايفة كده .
توجهت "سلوى" إلى مكتب "قُصي" وطرقت الباب وعندما أمرها بالدخول هتفت بنبرة سريعة:
-يا فندم محتاجين حضرتك تيجي كله تمام بس الاتفاق على الفلوس هو اللي ناقص وحضرتك أدرى المحاسبين عملوا اللي يقدروا عليه بس الكلمة في الآخر ليك وآآ
قاطعها "قُصي" بصرامة وهتف بضيق:
-طيب خلاص إيه بالعة راديو ؟ ، أنا جَي روحي أنتِ .
ارتعدت "سلوى" من نبرته بينما توجه "قُصي" بعدها إلى غرفة الاجتماع وهو ينوي العزم على تلقين تلك الشركة درسًا في الرأس مال ، وعندما دلف وجد أمامه فتاة تعطيه ظهرها وترتدي حجاب !
علم "قُصي" أنها من الشركة الأخرى وربما هي السبب في تعطيل العمل فهتف "قُصي" دون سابق إنذار:
-ممكن أعرف الشغل ده متعطل ليه ؟
ارتعد قلب "ثُريا" بقوة وهي تسمع لذلك الصوت الذي تعلمه جيدًا دق قلبها بعنف ولم تتحرك فاسشاط "قُصي" غضبًا منها واقترب كي يراها وهو يتحدث بحدة:
-أنا مش بكلم نفسي و........
لم يكمل "قُصي" جملته فقد شهق عندما رآها التقت الأوجه ، أوجه الأحبة أوجه التي دامت لفراق طويل ، فرقت بينهم حتى وصلت إلى هنا كم من الشقاء وصل بهما والآن ها قد دقت القلوب من جديد والعيون أصبحت تتحدث
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا