مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الرابع والعشرون من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الرابع والعشرون
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الرابع والعشرون
لقد طال شوق هذا الفراق الذي لم يكن أحدًا جانيًا فيه سوى مرارة الدنيا وأنانيتها التي فرقتهم معًا ، كانت ضربات قلب "قُصي" كبيرة لم يجد لها حد فهذا اللقاء لم يكن متوقعًا بالمرة ، ها هي أمامه بهيئة أخرى لم يصدق وجودها .
تعالت أنفاس "ثُريا" وهي تنظر له تائهة مشوشة بينما نظرات الباقون كانت في حيرة واستغراب شديد ، وفجأة شعرت "ثُريا" أن كل شيء يمر أمامها الآن بصورة واضحة كل شيء تشاهده من جديد ، تذكرت نعم تذكرت ذلك اليوم المشأوم الذي ضيع حياتها إلى الآن شعرت بصداع حاد خلف رأسها أمسكت به بقوة كبيرة وهي تغمض عينها وتفتحها وآلام رأسها لا تتوقف حتى أصبحت الرؤية لديها مشوشة وأصبحت ترى سوادًا وفقدت الوعي !
صُدم "قُصي" والتقتها بين ذراعيه وهو يهتف بلهفة ولوعة:
-ثُريا !!
حملها "قُصي" سريعًا واتجه بها نحو مكتبه وهو يهتف بقوة أمام الجميع:
-مش عايز يحد يجي ورايا !
تركهم بلمح البصر ومعه "ثُريا" يحملها بينما وقف الجميع ينظرون لبعضهم بتعجبب شديد حتى هتف "عامر" المحاسب الذي كان برفقة "ثُريا" :
-هو يعرفها ؟
شعرت "سلوى" بالحيرة ولكنها تشك بالأمر وقالت:
-مش معقول تكون هي ...مراته !
تعجب "يسري" وهو يقول بملامح حائرة معترضة:
-لا يا آنسة سلوى معتقدتش اللي هيجيب مراته هنا !
تنهدت "سلوى" بنبرة مترددة:
-أكيد هنعرف دلوقتي أنا هرجع المكتب عندي وأكيد هعرف ، معلش يا أستاذ عامر بنعتذر بس دلوقتي مفيش حاجة نتكلم فيها أعتقد .
هز "عامر" برأسه وقال واقفًا وهو يتنحنح:
-أيوة مفيش مشكلة طبعًا ، بس أنا مضطر استنى هنا عشان أعرف هل الأستاذة ثُريا كويسة ولا إيه اللي حصل لازم نطمن .
أشارت له "سلوى" بالإيجاب ومن ثم عادت إلى مكتبها وتركت "عامر" برفقة "يسري" وكل واحد منهما بداخله أسئلة .
....................
في مكتب "قُصي" .
وضعها "قُصي" على الأريكة بمكتبه وهو يتأملها بشوق شديد ، مسح على وجهها بحب وهتف بنبرة قلقة :
-ثُريا فوقي أبوس إيدك ، أنا معاكي .
لم تستجب له فتركها برفق وأحضر قنينة برفانه الخاص ورش منه القليل على يده وعاد مرة أخرى ووضعها على أنفها ومررها برفق وهو يمسح على وجهها ويقول بتلهف:
-اصحي يا ثُريا أرجوكي .
بدأت "ثُريا" تملل رأسها بشكل عشوائي وهي تهفت بارتعاش وخفوت شديد:
-قُصي !
تنهد وهو يستمع إلى اسمه الذي اشتاق له ، اشتاق لسماعه اشتاق لها بقوة .
تنهد وقد أدمعت عينه وهو يهتف:
-روح قُصي .
فتحت "ثُريا" عينها وهي تأخذ أنفاسها فأسندها "قُصي" له وهو يقول:
-حبيبتي .
دق قلبها من جديد وهي تشتم رائحته التفت ناظرة له غير مصدقة أبدًا هطلت دموعها بقوة وتحسست وجهه وهي تبتلع ريقها بألم فلم يمهلها "قُصي" بل جذبها إلى أحضانه بقوة يخشى فقدانها من جديد ، أحكم يده عليها بشدة وهو يتنهد قائلًا:
-أنا مش مصدق .
تشبثت به بأمان وهي تزفر أنفاسها باكية تشعر بالضياع وها قد وجدت وجهتها وقالت:
-وأنا حاسة إني بحلم .
ابتسم "قُصي" ابتسامة صغيرة ومن ثم أبعدها عنه قليلًا حتى يتأمل وجهها ويقول وهو يشعر بالحسرة لما جرى لهم قائلًا:
-إيه اللي حصل يا ثُريا ؟ ، إيه اللي حصلك ليه بعدنا .
أمسكت بيده وهي تقول بألم :
-كأن الدنيا مش موافقة إن تبقى قريب مني وحماية ليا في كل وقت مكان .
تشبث بيدها وهو يقول معترضًا بنبرة حاسمة:
-أنا مش هسمح المرة دي إن حد ياخدك مني فاهمة .
تنهدت راجية بينما هتف "قُصي" بنبرة جادة وقال:
-أنتِ روحتي فين ؟ وإيه اللي حصلك .
شعرت "ثُريا" بالخنقة لتذكرها فهدأها "قُصي" وهو يقول ممسكًا بيدها:
-مش مهم دلوقتي الكلام ده ، المهم إني لقيتك كل حاجة على مهل نعرفها .
أومأت "ثُريا" برأسها وهي تشعر بألم طفيف من آثر الصداع فتوجس "قُصي" قائلًا:
-مالك يا حبيبتي ؟ ، أنتِ كويسة !
ابتلعت "ثُريا" ريقها وهي تقول مشيرة:
-لازم آخد الدوا بتاعي يا قُصي ، هاتهولي من الشنطة بسرعة .
قلق "قُصي" عليها أي دواء تريد شعر أن وراء ذلك كله لغز كبير لكنه لم يبالي الآن المهم هو صحتها وآثناء طريقه تذكر شيئًا زاد حيرته "ثُريا" قد أتت إلى هنا وهي لا تعرفه أي لا تعرف أنه صاحب الشركة لأنها لو كانت تعرف لكانت رأته وأتت له فكيف لم يصل لها هذا ؟
عاد إلى غرفة الاجتماع فوجد بها "عامر" و"يسري" أخذا ينظران له بحيرة وهتف "عامر" بنبرة مترددة وقال:
-احم هو كله تمام يا فندم ؟ ، الأستاذة ثُريا كويسة ؟ فاقت ؟
نظر له "قُصي" بجمود أرعبه وأخذ حقيبتها وهو يقول بحسم:
-ثُريا مراتي كويسة ومفيش داعي لوجودك دلوقتي اتفضل !
شعر "عامر" بالصدمة والحرج وهتف غير مستوعبًا:
-احم مرات حضرتك ، آآ طيب أنا هستأذن .
لم يبالي به "قُصي" وعاد إلى الغرفة من جديد وهو يحمل حقيبة "ثُريا" حتى وجدها تشعر بالإرهاق ، خاف عليه وتقدم منها وهو يهتف متفحصًا لها:
-إيه يا ثُريا مالك وشك أصفر ، تعالي نروح الدكتور يلا !
هتفت "ثُريا" معترضة وهي تقول مطمئنة:
-لا يا حبيبي أنا كويسة ده الطبيعي وهبقى كويس لما آخد الدوا .
أخذت منه الحقيبة وهي تبحث عن دواءها وبعد أن وجدته أعطاها "قُصي" كوب الماء وهو ينظر لها بترقب ومن ثم أخذته وأراحات بدنها قليلًا بينما أمسك "قُصي" علبة الداواء متفحصًا بحيرة شديدة لكنه لم يفهم شيئًا منها قرأت "ثُريا" أفكاره وهتفت قائلة بهدوء:
-هتعرف كل حاجة أوعدك .
نظر لها "قُصي" وهو يشعر بالحنين الجارف لها نظرات نظرات أخجلتها وهو يهتف بنبرة شوق:
-طالما أنتِ بخير مش مهم حاجة تانية المهم إنك معايا .
ابتسمت "ثُريا" له بحب ممزوج بالخجل بينما اقترب هو لمستواها وقربها إليه وهو يقول:
-وحشتيني أوي .
استلسمت "ثُريا" لحنينه المفقود وقبَّلها بشوق كبير بث فيه عذابه طوال المدة التي غابت عنه وبعد برهة من الوقت ابتعد عنها بمضض وهو يقول بنبرة لاهثة:
-تعالى نروح دلوقتي أنا مش مرتاح في القعدة هنا .
ارتبكت "ثُريا" وهي تحاول لملمة الموضوع وقالت:
-لا يا قُصي استنى أنتَ لسه متعرفش حاجة دلوقتي مروة هتقلق عليا لازم أفهمها الأول أنا فين وبعدين هاجي اصبر بس شوية.
أشار لها "قُصي" ماطًا شفتيه بضيق قائلًا:
-ومين بقى مروة دي ؟
هتفت "ثُريا وهي تشير له بهدوء:
-دي ليها كل الفضل عليا يا قُصي وأنا بشتغل معاها دلوقتي في الشركة اللي جيت منها استنى بس !
أخرجت "ثُريا" هاتفها وبعد برهة آتاها الرد من "مروة" فهتفت "ثُريا" قائلة باهتمام:
-مروة في حاجة حصلت عايزة أقولك عليها !
أجابتها "مروة" بحيرة قائلة:
-خير يا ثُريا ؟
قصت عليها "ثُريا" ما حدث لها الآن مما آثار الدهشة والصدمة على وجهه "مروة" وقالت بعد برهة:
-أنا مش مصدقة يعني أنتِ مع قُصي وافتكرتي كل حاجة ؟
أشارت لها "ثُريا" قائلة بنبرة جادة:
-أيوة بس ممكن تجيلي أنتِ وخالتو نعمة ودكتورة عبير أنا محتاجة لوجودكم وهبعتلك العنوان على الواتس آب .
وافقتها "مروة" وقالت على الفور:
-هجيلك علطول متقلقيش .
أغلقت "ثُريا" الهاتف ومن ثم نظرت ل"قُصي" الذي بدى عليه الحيرة الشديدة وعدم معرفة شيء ضحكت لمنظره بينما هو وضع يده على خده وهو يقول باستنكار:
-ده واضح إنك كنتي عايشة حياتك بقى ، طب وأنا فين من كل ده ؟
تفهمت "ثُريا" ما يرمي إليه وقالت وهي تنظر له بعض نظرات العتاب قائلة:
-قُصي واحدة واحدة عليا بالله عليك أنا ما صدقت إني لقيتك خليك جنبي والله هفهمك بس لما مروة تيجي ممكن توديني البيت ؟
تنهد "قُصي" بقلة حيلة وقال وهو يحاول أن يُسكِت ما يفكر به :
-حاضر ، حاضر يا حبيبتي يلا بينا .
أمسكها بيدها وساعدها على النهوض ومن ثم توجه بها إلى الفيلا
....................................................................................
خلال الطريق تحدث "قُصي" مع "صفوت" وأبلغه أن" ثُريا" معه وأن يأتي الآن حتى يعلم كل شيء وقد كانت دهشة وفرحة "صفوت" كبيرة لكنه قرر تأديب "قُصي" حتى لا يشك بزوجته مرة أخرى .
وخلال الطريق كانت "ثُريا" شاردة خاصة بعد أن تذكرت ما حدث لها وكيف أنها كانت تريد إسعاد "قُصي" وبذلك اليوم كاد يتم القضاء عليها ، أمسك "قُصي" بيدها يطمئنها خاصة عندما لاحظ شرودها وشعر أن هناك الكثير تخفيه فحاول التخفيف عنها وقال:
-متفكريش في حاجة غير إنك معايا دلوقتي .
ابتسمت له "ثُريا" وهزت برأسها موافقة بينما خشي "قُصي" أن تكون تلك محنة جديدة تحتاج لوقت كي يتم تخطيتها !
..........................................................
تحدث المحامي مع "صفوت" وعلم منه أن "ثُريا" على قيد الحياة فأشار له المحامي وهو يقول بجدية:
-أحنا مستعدين ندفع أي مبلغ كفالة مبقال إن آنسة ليان متتحجزش عندكم مع الوعد بعدم التعرض مرة تانية .
أشار له "صفوت" ببرود شديد وقال:
-مفيش مشكلة ، بس حط في بالك إنها هتتعرض للمراقبة ودي اجراءات متنساش إن كان ممكن مدام ثُريا تكون بعيد الشر ماتت ووقتها أكيد محدش كان هيقدر يعمل حاجة ، فياريت نتحذر بعد كده عشان إحنا مش هنسمح لحد تاني أنه يتعرض لقُصي باشا أو حد من عيلته حط ده في بالك كويس .
ابتسم له المحامي ابتسامة صفراء وقال بتأكيد:
-مفهوم طبعًا .
أشار "صفوت" للعسكري كي يحضر الأوراق المطلوبة وإحضار "ليان" أيضًا ، وبعد انتهاء الاجراءات خرجت "ليان" مقابل مبلغ كبير من المال مع المعاهدة بعدم التعرض مرة أخرى لأي شخص من عائلة قُصي أو غيره ، وكان كل هذا تحت الغصب الشديد من "ليان" فهي لم تكن مستعدة بعد للاستسلام بتلك السهولة.
أخذها المحامي إلى والدها وما إن رآها حتى أشار لها بقوة :
-من هنا ورايح مش هسمحلك تعملي أي تصرف من غير ما ترجعيلي فيه ، مفيش التسيب بتاع زمان حتى لو هربيكي من أول وجديد.
نظرت له "ليان" بحدة بينما هو كان بداخله كل التصميم على عدم الابتعاد عن ابنته وملازمتها من جديد ، نعم فهو قد أخطأ بحقها كثيرًا وعليه التحمل.
.....................................................................................
دلف "مدحت" إلى غرفته بعد أن انهى عمله وقرر أن يعود مبكرًا حتى يصطحب زوجته معه لعشاء رومانسي فهو قد أهملها الفترة الماضية والآن يحاول أن يصلح هذا بعيدًا عن والدته التي تشعر بالحنق دومًا من عدم إنجاب زوجته حتى الآن ، أما هو فمؤمن بقضاء الله حتى وإن كان يشتهي طفلًا !
عندما دلف "مدحت" الغرفة وجدها نائمة على السرير بحالة غريبة ، قلق "مدحت" عليها واتجه لها وهو يهزها برفق:
-لُبنى مالك ؟
نهضت "لبُنى" وهي تنظر له بأرق وتقول بنبرة مقتضبة:
-ولا حاجة !
شاهد "مدحت" وجهها المرهق والذي بدى عليه بالبكاء والإصفرار ، انفض "مدحت" وهو يقول بنبرة جادة :
مالك يا حبيبتي أنتِ كنتي بتعيطي .
تنهدت "لُبنى" وهي تبعده عنها وتقول:
-مدحت مفيش حاجة بس الله يكرمك سيبني لوحدي دلوقتي.
شعر "مدحت" بما حدث وهتف متسائلًا:
-ماما هي السبب مش كده ؟
لم تتحمل "لُبنى" أكثر من ذلك وهتفت وهي تخرج ما بداخلها قائلة بصوت عالي:
-أيوة أمك هي السبب يا مدحت أنا خلاص مبقتش قادرة أتحمل أكتر من كده ، تصور إنها بتقولي إني عقيمة ومش بخلف وكلام الدكتور غلط ، يا مدحت يعني أنا بإيدي إيه أعمله كفاية بجد تضغطوا عليا كفاية !
تنهد "مدحت" بأسى على ما تفعله والدته وهي غير قادرة على الفهم أن الأمر بيد الله وحده ، تفهم "مدحت" حالتها وربت عليها بحنان وهو يقول معتذرًا:
-حقك عليا أنا ، أنتِ كفاية عندك تفكيري وإني عارف ومتأكد إنها مسألة وقت زي ما قال الدكتور ، متزعليش منها هي بس نفسها تشوف حفيدها ، بس متقلقيش أوعدك مش هخلي حد يضايقك بالكلام تاني فكيها بقى .
مسحت "لُبنى" دموعها بعد أن لانت حالتها قليلًا من قبل حديث زوجها بينما قبَّل وجنتيها وقال بحنان:
-ده أنا جيت بدري عشانك وعشان نخرج نتعشى سوا انهاردة ولا مش عايزة ؟
هزت "لُبنى" رأسها بالنفي وقالت ناهضة من الفراش:
-لاء خلاص هقوم أستعد أهو .
ابتسم لها "مدحت" ومن داخله يشعر بالحزن ولا يعرف كيف يتصرف .
............................................................
وصل "قُصي" إلى المنزل الذي شاهد بعض الآلام لقلب "ثُريا" نزلت من السيارة وهي تتنهد بحزن وضيق متذكرة ما حدث معها ، مد "قُصي" يده لها وقال بحب:
-يلا ؟
أشارت له "ثُريا" بالموافقة وأمسكت بيده وهي تشعر بالخوف كلما تتذكر ما حدث ، دلف "قُصي" إلى الداخل وهو يبحث عن والدته التي ستسعد كثيرًا برؤية ابنة أختها فهتف "قُصي" قائلًا:
-ماما هتفرح أوي حالتها بقيت صعبة من غيرك ومش هي وبس ناس تانية كانت بتعاني .
ابتسمت له "ثُريا" خاصة بعد أن غمز لها وشعرت بفرحة تسري حياتها من جديد بينما لمحت خادمة ما "ثُريا" ولم تصدق وجودها وذهبت كي تخبر الباقون بما رأته ، أما "قُصي" فذهب لغرفة والدته ومعه "ثُريا" وفتح الغرفة مبتسمًا وهو يهتف قائلًا:
-في حد هنا بيقول أنه عايز يشوفك .
تفاجأت "رحمة" بالبداية ولكن الصدمة بدأت تظهر بالتدريج عندما شاهدت "ثُريا" آتية لها تحتضنها بقوة :
-خالتو حبيبتي .
ضمتها "رحمة" بشوق كبير غير مصدقة وبكت بحرقة وشوق بينما تنهد "قُصي" مرتاحًا أنها معه الآن ولم يخسرها ولن يدع أي فرصة لخسارتها من جديد.
بكت "رحمة" بشوق وهي تهفت قائلة:
-الحمدلله يا حبيبتي الحمدلله .
تنهدت بارتياح وهي تقول :
-أنتَ لقيتها فين ؟
ابتسم "قُصي" وهو يقول بجدية:
-هنعرف كل حاجة دلوقتي عشان كلنا عندنا أسئلة كتيرة ، بس تعالي معايا.
أشار لوالدته كي تأتي معه بعدما أعلمها بقدوم الأشخاص التي كانت عندهم "ثُريا" ومن خلالها سنعلم كل شيء ، توجهوا ناحية الصالون منتظرين قدومهم و"رحمة" لم تبعد "ثُريا" عنها حتى لم تعطي فرصة لابنها للاقتراب منها فهي تريد معاقبته !
.................................
مش معقول الست ثُريا رجعت؟
هتفت بها "سماح" بسعادة بالغة فأشارت الخادمة وقالت:
-أيوة أنا شوفتها مع قُصي بيه وكمان اتحجبت وشكلها اتغير خالص.
سعدت "سماح" بشدة وقالت :
-الحمدلله ده البيت كان وحش من غيرها ، أنا هروح أشوفها وأسلم عليها .
ذهبت "سماح" سريعًا لترى "ثُريا" وهتفت بنبرة حنونة:
-حمدلله على سلامتك يا ست ثُريا .
ابتسمت لها "ثُريا" واتت لها واحتضنها وهي تقول:
-الله يسلمك يا سماح .
ابتسمت لها "سماح" وقالت على الفور:
-أنا هعمل لحضرتك أحلى عصير دلوقتي من إيدي حالًا .
بادلتها "ثُريا" ابتسامة ودودة وما لبث أن سمع الجميع صوت الباب وقد كانت "مروة" ووالدتها و"عبير" وجميعهم كانت تعبيرهم بين الدهشة والفرحة والصدمة.
..................
بعد مرور وقت قليل بين التعارف والشكر هتفت "ثُريا" مشيرة :
-الله اعلم كان ممكن يحصلي إيه لولاهم
تفحص "قُصي" "مروة" جيدًا وأصابته الحيرة وهو يقول بتساؤل:
-أعتقد إني أعرف حضرتك ؟
تحيرت "مروة" وهي تقول بنبرة نافية:
-لاء مظنش إني شوفت حضرتك قبل كده .
عصر "قُصي" عقله متذكرًا وهتف بعد برهة بنبرة جادة:
-أنتِ خطيبة يحيى صح ؟
تعجبت "مروة" وهي تومأ رأسها بحيرة وتقول:
-أيوة بس حضرتك عرفت منين ؟
ابتسم "قُصي" بهدوء وهو يقول موضحًا:
-يحيى صديقي ابن صفوت وكنت شايف صور خطوبتكم وكتب كتباكم.
لم تصدق "مروة" اذن "يحيى" يعلم "قُصي" لكن لماذا عندما رأى "ثُريا" لم يتعرف عليها فهتفت بعدم فهم:
-بس يحيى جي عندنا وشاف ثُريا ازاي معرفهاش ؟
أمعقول الغرابة التي يسمعها "قُصي" كانت "ثُريا" قريبة ولا يعلم فهتف "قُصي" بأسى:
-أنا مكنتش بخلي حد يشوفها عشان كنت خايف عليها ويحيى عمره ما شاف ثُريا ، كانت قريبة وأنا مش عارف.
بادرت "نعمة" بقولها مخففة الوضوع:
-ربنا كان له حكمة أكيد والحمدلله رجعت وذاكرتها رجعت كمان.
تعجب "قُصي" بشدة وقال
ذاكرة إيه ؟
أوضحت له "عبير" حالة "ثُريا" قائلة بهدوء:
-مدام ثُريا كان مغمى عليها لما كانت مخبوطة على راسها والحمدلله إن مروة خدت بالها وجابتها وإلا الله اعلم إيه الخطر اللي كان ممكن تتعرضله ، واكتشفنا بعدها إن حصلها فقدان ذاكرة مؤقت عن حياتها افتكرتها بالتدريج بس مش بالترتيب وكان الجزء المفقود هو جوازك منها والحادثة اللي حصلت وده حاليًا اتفسر لما شافتك وافتكرت وده كان السبب في عدم وصولها ليك .
ها هو يظلمها من جديد لقد عانت حبيبته بدونه وهو كان يفتري عليها خشى أن يخسرها فنظر لها بألم بينما طمئنتها بنظراته لكنه هرب منها ووقف وقال:
-معلش بعدئذنكم .
شعر الجميع بالغرابة وكانت الحيرة على وجهه "ثُريا" و"رحمة" كانت تشعر به ومن انساحبه ولكن تلك الحيرة ما نهايتها ؟
ها قد جاء "صفوت" وعندما شاهد الجالسون تعجب بقوة عندما رأى "مروة" ولكن ربما سيكون تفكيك العقدة والحيرة ستكون على يده خاصة عندما نظر إلى "ثُريا" نظرات لم تفهمها .
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا