مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والعشرون من رواية بنت القلب وهى الجزء الأول من سلسلة عالم المافيا
رواية بنت القلب بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل السابع والعشرون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية بنت القلب بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل السابع والعشرون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
أشار "رماح" إليهم وبدأ فى سرد خطته للخروج من هذا الحصار :
- احنا هنبدأ نستولى على كل دور طول ما احنا نازلين هنقسم نفسنا كل اتنين فى ممر ونتقابل فى نهاية كل ممر وننزل على اللى بعده مفهوم ؟
أومأ الجميع برأسهم ليعبروا عن موافقتهم لخطته وبالفعل بدأوا بالتحرك إلى الأسفل بحذر على ثلاث مجموعات ، المجموعة الأولى كان بها رماح وغيث والمجموعة الثانية تضم فاطمة وليان والمجموعة الثالثة تضم طيف ونيران .
وصلوا إلى الطابق الأسفل وبدأت كل مجموعة بالهجوم على الرجال المقنعين ونجحوا فى ذلك واستمروا بخطتهم حتى وصلوا إلى طابق ولكن كان به الكثير من رجال المافيا المقنعين فاتجه طيف بحذر إلى الأمام ومعه نيران .. رفع الاثنان أسلحتهما النارية الكاتمة للصوت وأطلقا الرصاص على الجميع لكن أحدهم اختبأ خلف الجدار ومن ثم خرج مرة أخرى ولكن تلك المرة وهو يطلق الرصاص من سلاحه الرشاش فقفز طيف ليبتعد عن مرمى الرصاص وكذلك نيران فى الجهة الأخرى وكان صوت إطلاق الرصاص كافى ليعلم الجميع بحدوث شىء
انتفض قائد رجال المافيا «كريس» المسئول عن الاستيلاء على الفندق وارتفع صوته وهو ينادى على أحد مساعديه :
- رينولدز ما الذى يحدث؟
اقترب منه وهتف بقلق واضح :
- لقد فقدنا الاتصال بغرفة المراقبة ، يبدوا أنهم يقاومون رجالنا بالأعلى
خلع قناعه وبرزت أسنانه لتعبر عن مدى غضبه ليقول بغضب شديد :
- أرسل الكثير ، لا أريدهم أحياء ... أريدهم موتى ، هيا
على الجهة الأخرى بخارج الفندق كانت قوات الشرطة تتواجد بشكل مكثف وفى حالة استنفار أمنى ، نظر أحد الضباط «إيدبوان» إلى القائد ذو الرتبة الرفيعة وهتف :
- صوت إطلاق الرصاص بالداخل يعنى أنهم بدأوا بقتل الرهائن
تحرك القائد «جوزيف» إلى الأمام خطوتين وهو يردد بجدية :
- لا لا أظن ذلك ، هم ليسوا بهذا الغباء .. إنهم على دراية تامة بأنهم إن قتلوا الرهائن سنداهم الفندق ونقضى عليهم ، أشعر بأن إطلاق الرصاص يأتى من بعض الرهائن الذين يحاولون الهروب ، ما يقلقنى هو وضع السفيرة بالداخل .. هل حاولت اختراق إحدى الهواتف للرهائن بالداخل
نظر إلى الأسفل وردد بأسى :
- لا .. لقد أغلقوا جميع الهواتف ، إنهم يدركون جيدًا ماذا يفعلون ، أقترح يا سيدى بأن تتقدم قواتنا وتداهم الفندق
هز رأسه بالرفض وضم شفتيه بقلة حيلة قائلًا :
- مع الأسف لن نستطيع .. لديهم الكثير من الرهائن بالإضافة إلى السفيرة ، ما أريد معرفته الآن من يطلق الرصاص ولماذا !!
فى الداخل استطاع طيف إيقاع هذا الرجل بإطلاق رصاصة لتصيب قدمه فأطلقت نيران الرصاص لتقتله فى الحال ..
انتهت الذخائر من رماح فألقى بسلاحه وقفز بداخل إحدى الغرف ليحتمى من طلقات الرصاص المتسارعة ، اختبأ خلف أحد الأبواب وصرخ بصوت مرتفع :
- غيث أنتَ سامعنى !!
لم يتلقَ أى إجابة مما زاد قلقه ، لم يعرف ماذا يفعل فهو فى وضع حرج للغاية كما تزايدت أصوات الطلقات النارية بالخارج فعلم بأن الدعم أتى وأنهم هالكون لا محالة لكنه تذكر كلمة طيف باسم المهمة "بنت القلب" فتعجب كثيرًا من هذا الاسم لكنه فى تلك اللحظة علم بأنه لم يختار هذا الاسم بالصدفة وأن له دلالة
التقط أنفاسه بصعوبة وردد :
- ياترى تقصد ايه ببنت القلب يا طيف ، ماظنش إنها تفاهة منك
فى تلك اللحظة اتسعت عينيه عندما تذكر تلك الجملة التى كانت تعلو باب المصعد بهذا الفندق والتى كانت عبارة عن
"the heart of the hotel" "قلب الفندق" والعجيب فى الأمر أن المسئول عن نقل الأشخاص بهذا المصعد هى فتاة !!
هز رأسه عدة مرات وهو يقول :
- معقولة تقصد اللى فى بالى يا طيف !!
نظر من خلف الباب ليجد المصعد على بعد خطوات منه فالتقط أنفاسه وركض بسرعة شديدة إليه وضغط على الزر ثم اختبأ خلف الحائط حتى يستقر المصعد بهذا الطابق لكنه تفاجأ بأحد الرجال يقترب منه فحاول الثبات حتى لايشعر به لكنه علم بمكانه ووقف مقابلًا له واستعد لإطلاق الرصاص فأغلق رماح عينيه مستعدًا للموت ، سمع صوت إطلاق النار ولم تصبه أى رصاصة ففتح عينيه ليجد هذا الرجل على الأرض وتقف خلفه فاطمة وعلى ثغرها ابتسامة هادئة فالتقط أنفاسه وهم أن يشكرها قاطعته هى قائلة :
- مفيش داعى للشكر يا رماح ، واقف بتعمل ايه هنا
أجابها وهو يتجه إلى باب المصعد :
- الرصاص اللى معايا خلص
ضمت حاجبيها بتعجب قائلة :
- طب أنتَ رايح للأسانسير ليه ؟
- هتعرفى دلوقتى ، المهم امسكى الباب ده وأمنى المكان عقبال ما أشوف حاجة
لم تعرف بماذا يفكر لكنها فعلت ما طلبه منها ودلف هو إلى المصعد وكما توقع لم يجد الفتاة لكنه ظل يتحسس جدرانه حتى اهتز جزء فالتفت قائلًا :
- معاكِ سكينة ؟ أو أى حاجة حديد !
هزت رأسها بالإيجاب ومدت يدها بسكين وهى تتابع ما يفعله تارة وتنظر إلى الخارج لتراقب الموقف تارة أخرى
حاول خلع هذا الصاج باستخدام السكين ونجح فى ذلك ليكتشف وجود سلاح و زخيرة خلفه كما اكتشف هاتف محمول لكنه مختلف "توجد به Attena " (جهاز إرسال كالذى يوجد فى الراوتر) وورقة صغيرة ، قام بفتح الورقة وقرأ ما فيها وكان
"ده سلاح وزخيرة لوقت الشدة ، والموبايل ده جهاز إرسال واستقبال للتواصل مع المباحث الفيدرالية واللواء أيمن فى مصر ، كلمة السر دايمًا (بنت القلب) "
ابتسم رماح ونطق برضا :
- الله عليك ياطيف أنتَ وسيادة اللواء
فى تلك اللحظة ارتفعت أصوات الطلقات النارية مرة أخرى فهتفت فاطمة بقوة :
- يلا يا رماح مفيش وقت
سحب رماح السلاح وقام بوضع الرصاص به ثم قام بوضع الرصاص المتبقى بجيب بنطاله وكذلك الهاتف المحمول وانطلق إلى الخارج بصحبة فاطمة ليتفاجئ بأحد رجال المافيا أمامهما فأطلق الرصاص وأوقعه أرضًا ثم ركض إلى نهاية الممر ليجد طيف ونيران وليان ولا أثر لغيث فردد بتساؤل :
- غيث فين ؟
جاء رد ليان الغاضب :
- نعم هو مش كان معاك ؟
- أيوة كان معايا والرصاص خلص منى ولما ناديت عليه ماردش واختفى خالص
وضعت كلتا يديها على وجهها وقالت بقلق :
- هيكون راح فين يعنى
أمسك رماح بكتف طيف وردد بجدية :
- هنلاقيه وأنتَ يا طيف قُل لى دخلت أنتَ ونيران الفندق ازاى
أخبره طيف بطريقة دخوله المجنونة إلى هذا المكان فابتسم رماح وسحب الهاتف المحمول من جيب بنطاله وأردف :
- طيب كلم الشرطة وقلهم على طريقة الدخول دى واحنا هنقاوم فيهم على اد ما نقدر لغاية ما تعمل كدا ، مفهوم ؟
هز رأسه بالإيجاب وهو ينظر إلى الهاتف :
- تمام تمام
دلف إلى الغرفة وبقى الجميع بالخارج كل منهم يقف خلف حائط وبدأ إطلاق الرصاص مرة أخرى بين الطرفين ...
اتجه الضابط إيدبوان الى قائده جوزيف ومد يده بالهاتف قائلًا :
- سيدى مكالمة من داخل الفندق
اتسعت عينيه وأخذ الهاتف على الفور ورد قائلًا :
- من تكون ؟
- استمع جيدًا ، نحن نقاوم هذا الهجوم الإرهابى على الفندق ، أنا ومجموعة من ضباط الشرطة المصريين ، هناك طريقة تمكنكم من دخول الفندق بسهولة ...
ظل "كريس" يتحرك ذهابًا وإيابًا وهو يستمع إلى صوت إطلاق النار الكثيف ، نظر إلى رينولدز وهتف بغضب :
- كم عدد هؤلاء الأوغاد ؟
- عددهم يتخطى الأربعة أشخاص يا سيدى
خبط بغضب على الحائط وردد :
- كيف ذلك ؟ من أين حصلوا على المساعدة ! أعطينى الهاتف أريد التحدث إلى سواريز
أخذ الهاتف منه ونقر عليه عدة نقرات ثم رفعه على أذنه وانتظر الرد ليأتى الرد من سواريز :
- ما الذى يحدث ؟
تحرك كريس بعيدًا عن الرهائن وأردف بانفعال :
- هناك الكثير منهم ويشكلون خطرًا كبيرًا ، أخشى أنهم قاموا بقتل أكثر من نصف رجالنا
نهض سواريز من على الكرسى الخاص به وصاح بانفعال :
- ماذا ؟ كيف لاثنين أن يفعلوا كل هذا ؟ أخبرنى !
حرك رأسه بحيرة وردد بخفوت :
- لا أعلم يبدو أنهم أكثر من أربعة أشخاص ، هناك من يساعدهم
تحرك خطوتين إلى الأمام وهو يفكر فى شىء ثم ردد بهدوء :
- هناك من يساعدهم ؟ حسنًا .. تعامل مع الموقف الآن وسأقوم تنفيذ الخطة البديلة
أنهى المكالمة معه ثم نقر على هاتفه عدة نقرات ورفعه على أذنه ليقول بغضب وانفعال :
- وائل ، نفذ الآن وبعد الانتهاء أخبرنى ...
***
بدأت قوات الشرطة بالدخول إلى الفندق بنفس طريقة دخول طيف ونيران وظل الجميع يقاوم إطلاق النيران حتى حضر غيث فهتفت ليان وهى تطلق الرصاص فى كل مكان :
- كنت فين
رفع سلاحه وأطلق الرصاص ثم نظر إليها قائلًا :
- هقولك بعدين المهم الشرطة دخلت الفندق ونازلين دلوقتى
هتف طيف بصوت مرتفع حتى يصل صوته من بين صوت الطلقات النارية :
- سيبوا أسلحتكم وخشوا أى أوضة بسرعة .. أنتوا مجرد مدنيين عادى إنما احنا شرطة مصرية هنتصرف
أومأ الاثنان رأسهم بالموافقة وأطلقوا عدة رصاصات حتى يستطيعا التحرك إلى إحدى الغرف وبالفعل نجحا فى ذلك ، انتشرت قوات الشرطة الأمريكية بالفندق بشكل مكثف بينما توقف الجميع "طيف ، نيران ، رماح ، فاطمة" عن إطلاق النيران وأسندوا المهمة لرجال الشرطة وبالفعل نجحوا فى السيطرة على الفندق وإلقاء القبض على باقى عناصر المنظمة المتبقيين ومن بينهم كريس الذى تفاجأ بكم الشرطة الهائل من حوله ...
انتهت الإجراءات وتم الإفراج عنهم بعدما تأكدوا من هويتهم كرجال شرطة مصريين ووجهوا الشكر لهم لشجاعتهم فى مثل هذا الموقف الصعب وقاموا بالتوجه إلى إحدى المنازل بولاية كاليفورنيا ليجدوا غيث وليان بانتظارهم فهتفا بابتسامة :
- عاش يا مصريين
ابتسم طيف وعدل لياقة قميصه بتفاخر :
- دى أقل حاجة عندنا يا عم غيث
وقفت ليان وهتفت بتساؤل :
- بس قلتوا ايه للمباحث الفيدرالية ؟
ابتسمت فاطمة وجلست وهى تقول :
- قلنا إن أنا ورماح مخطوبين وطيف ونيران مخطوبين وكنا جايين سياحة هنا وحصل اللى حصل ولما طيف ونيران كانوا برا وعرفوا اللى حصل دخلوا الفندق بالطريقة اللى عملوها دى علشان يساعدونا وبس
جلس رماح بارتياح ونظر إلى طيف قائلًا :
- كلم اللواء أيمن يا طيف وبلغه إننا بخير واعرف منه الطيارة الخاصة هتيجى تاخدنا امتى
رفع طيف الهاتف ونقر عليه عدة نقرات وهو يقول :
- حاضر تمام ، هخرج أكلمه برا عقبال ما الأكل يجهز ، أنا جعان يا جدعان ياريت لو وزة أو بطة كدا
ضحكت نيران وهتفت بتعجب :
- وهنجيبلك منين وزة وبطة إن شاء الله ؟
- يا ستى اتصرفى أنتوا ما شاء الله 3 بنات أهم ومصريين كمان يعنى مش هتغلبوا
اتجه إلى الخارج بعدما أجابه والده ثم تحدث بثقة وسعادة بالغة :
- المهمة نجحت يا كبير وكلنا بخير يعنى حط فى بطنك برتقالة صيفى بلاش بطيخة كفاية الكرش اللى عندك
أتاه رد والده الذى لم يبشره بالخير :
- تمام أوى يا طيف عاش يا رجالة ، الطيارة هتوصل بكرا بالليل وهبعتلك كل التفاصيل التانية فى رسالة على الإيميل بتاعك
عقد ما بين حاجبيه بتعجب وأردف :
- مال صوتك يا بابا ؟
حاول أيمن إخفاء ما حدث على ابنه وأردف بجدية :
- مفيش يا طيف بس في شغل كتير وعندى اجتماع فى الوزارة دلوقتى المهم خليكوا فى الشقة اللى أنتوا فيها لغاية ميعاد الطيارة وخلى بالك كويس أوى مفهوم
أومأ رأسه بالإيجاب قائلًا :
- تمام يا بابا ، يلا تشاو
أنهى المكالمة ثم نظر إلى الهاتف وهو يرمقه بنصف عين قائلًا :
- أقطع كم التيشيرت اللى املهوش كم ده إن ما كان في حاجة ...
***
دلف طيف إلى الداخل مرة أخرى وجلس على أحد الكراسى بينما تعرف الجميع أكثر على غيث وليان وتبادلوا الحديث حتى لاحظوا صمت طيف على غير عادته فهو دائمًا كثير الكلام وكثير المزاح فهتفت نيران بعدما عقدت ما بين حاجبيها :
- ما تشاركنا يا طيف ! مالك جيت من برا سرحان كدا
ابتسم على الفور وهتف قائلًا :
- معلش صداع جامد ، باينلى جالى كورونا يا جدعان
ابتعدت فاطمة عنه قائلة :
- ايه كورونا !!
رفع يده فى الهواء ليشير إليها قائلًا :
- مالك خايفة وبتجرى كدا ليه زمانك اتعديتِ خلاص ، أنا هخش أنام شوية عقبال ما تتصرفولنا فى أكل
هتف رماح وهو يمسك بالتيشيرت الخاص به :
- استنى يا طيف خدنى معاك أحسن بقالى قرن منمتش
انتهى اليوم وخلد الجميع إلى النوم عدا طيف الذى تأكد من نوم الجميع ثم نهض من على سريره واتجه إلى خزانة الملابس وبدل ثيابه وهو يلتفت يمينًا ويسارًا خوفًا من أن يكون تحت رقابة أحدهم ، بدل ثيابه ثم أخذ هاتفه ورحل .
وقف على مقدمة إحدى الطرق ليتفاجئ بسيارة تقف أمامه ويخرج منها رجلين وقاما بوضع قطعة قماشية على عينيه كى لا يرى وصحبوه إلى الداخل وانطلقا فى طريقهم ...
وصلوا أخيرًا إلى القصر وقادوه إلى الداخل وما إن وصلوا الى ساحة القصر الكبيرة حتى خلعوا تلك القطعة القماشية ليظهر سواريز أمام طيف وعلى وجهه ابتسامة هادئة ، ظل يحدق به لفترة ليست بالقصيرة ثم قام والتف حوله حتى عاد أمامه مرة أخرى وأردف :
- هل تعرف من يقوم بخداعى كيف ينتهى مصيره ؟
صمت قليلًا ثم تابع بابتسامة :
- يكون مصيره الموت
استقام طيف فى وقفته وهتف بثقة :
- أعلم ذلك ، لقد جئت برغبتى ... يسرنى التعرف بك
ابتسم سواريز ثم اتجه إلى الخادم وأخذ منه كأسين وتقدم بإتجاهه مرة أخرى ومد يده قائلًا :
- وأنا يسرنى التعرف بابن اللواء أيمن ضياء ، لنشرب فى نخب خطتنا الأولى
ابتسم طيف وهتف بابتسامة :
- عفوًا لا اشرب الخمر
أشار إلى الخادم فتقدم وأخذ منه الكأس وعاود النظر إلى طيف قائلًا :
- كما تشاء ..
انتهى اللقاء بينهما وعاد إلى المنزل مرة أخرى وما إن فتح باب الشقة حتى وجد نيران أمامه فردد بتعجب :
- نيران ! ايه اللى مصحيكِ لغاية دلوقتى ؟
عقدت ساعديها أمام صدرها وهتفت بشك :
- كنت فين ؟
تحرك إلى الداخل وهو يقول :
- كنت بشم شوية هوا وبعدين ايه التحقيق ده ، ده احنا ظباط زى بعض حتى
رفعت يدها ووجهت المسدس تجاهه وعادت سؤالها مرة أخرى ولكن تلك المرة بغضب :
- كنت فين يا طيف
تفاجأ بفعلتها فهتف بدهشة :
- ايه اللى بتعمليه ده يا نيران !! أنتِ بتهزرى صح ؟
- لا مش بهزر يا طيف بس أنتَ مقبوض عليك ، لو حاولت تقاوم هضربك بالرصاص
ارتفع حاجبيه بصدمة ونظر إلى المسدس الذى توجهه إلى رأسه ثم نظر إليها وقال :
- مقبوض عليا ؟ يبقى راقبتينى
ابتسمت وهتفت بقوة :
- اه شوفت .. تخيل ، محدش كان يتخيل إن طيف الأهبل التافه هو اللى يكون شغال معاهم
- بطلى الجنان ده بقى ونزلى المسدس ، أنتِ متعظتيش من مهمة زين ؟
شددت قبضتها على السلاح ورددت بغضب :
- ششش متتكلمش خالص ، شايف الكلبشات دى البسها حالًا
ابتسم واتجه تجاهها خطوتين مما جعلها تعود إلى الخلف فزادت ابتسامته وقرر الرحيل فهتفت بغضب :
- استنى هنا هضربك بالرصاص
التفت إليها وهتف بثقة كبيرة :
- اضربى ، لو فعلا قدها وقد المسدس اللى فى ايدك ده اضربى ، بس ماظنش إنك تقدرى تعمليها
ثم أكمل طريقه فى إتجاه الباب فصاحت هى مرة أخرى :
- قلتلك استنى ، هضرب بقولك
لم يستمع إليها فشددت من قبضتها على السلاح وصرخت فى آخر تحذير لها :
- هضربك بالرصاص لو كملت ، بقولك اقف .. اقف
فتح الباب دون أن يستمع إليها فارتعشت يديها و .....
تابع من هنا: جميع فصول رواية بنت القلب بقلم عبد الرحمن أحمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا