مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثلاثون من رواية بنت القلب وهى الجزء الأول من سلسلة عالم المافيا
رواية بنت القلب بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثلاثون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية بنت القلب بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثلاثون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
نظرت إلى نقطة بالفراغ وشردت ، انفصلت عن هذا العالم بما فيه ، شغلت تفكيرها بما لم يحن ميعاده ، لم تستمع إلى صوته من حولها فتعجب كثيرًا من هذا الأمر مما جعله يمسك بكتفيها ويهزها بلطف كى يفيقها من هذا الشرود :
- نيران !
فاقت على صوته وحركته المباغتة فابتسمت بلطف قائلة :
- سورى سرحت شوية
رفع إحدى حاجبيه ليقول متسائلًا :
- ايه روحتِ فين كدا ده أنا ناديتلك أكتر من خمس مرات
نظرت إلى الأسفل بحزن وأردفت :
- بفكر
ثم رفعت رأسها ونظرت إلى عينيه وتابعت :
- خايفة يجى اليوم اللى يحصلك فيه حاجة وتبعد عنى يا زين ، الشغل اللى احنا بنشتغله ده خطير أوى .. النهاردة فى لحظة كنت هتروح منى لولا ربنا ستر وأنقذتك فى الوقت المناسب لكن ياعالم هيحصل ايه تانى سواء ليا أو ليك .. أنا خايفة أبعد عنك أوى ، مش متخيلة الحياة من غيرك هتبقى ازاى
أمسك بيدها وربت عليها بلطف وأردف :
- محدش بياخد أكتر من عمره يا نونو ، والحياة مبتقفش على حد علشان كدا عايزك توعدينى وأنا أوعدك إن لو حد فينا حصله حاجة التانى يكمل وميستسلمش ، اوعدينى
أطرقت رأسها ورددت بحزن :
- مع إن ده هيبقى صعب عليا أوى بس أوعدك يا زين ، أنا مقدرش أرفضلك طلب أبدًا
أنهت هذا السطر من مذكراتها بتلك الجملة :
"لم أكن أتخيل يومًا بأن ما عشته من خوف وقلق سيتحقق يومًا ، وأنا من سأحققه ، انتهت حياته وهو يرانى على تلك الحالة .. اتهمته بالخيانة وتسببت فى مقتله والآن أقوم بتنفيذ وعدى له ، ما أسوأ هذا الشعور ، أبتسم أمام الجميع وعندما أعود إلى غرفتى يبدأ الألم فى التسلل إلى قلبى ، هل أنا قاتلة ؟ هل لا أستحق الحياة ؟ إن كنت أحتاج إلى طبيب نفسى أثناء فقدانى لذاكرتى فأنا أحتاج الآن إلى الكثير منهم ومع ذلك لن ينتهى الألم ، كم أشتاق لتلك الفترة التى كانت ذاكرتى بها بيضاء تمامًا ، كان قلبى سليم ، أما الآن فأنا حطام .. انتهت حياتى بالفعل ، ليتنى لم أتذكر شيئًا فكل ما تذكرته هو الألم .. الألم فقط ولا شىء غيره"
كانت فى الوقت الحالى أشبه بهذا اليوم ، هى للمرة الثانية تكون سببًا فى مقتل حبيبها ، كانت مدمرة تمامًا .. تبكى بحرقة شديدة ، كانت النيران تحرق قلبها وداخلها ، أصبحت اسمًا على مسمى "نيران" ، لم تشعر بتهدئة فاطمة وليان من حولها ، كانت وحدها فى هذا العالم الذى كانت فيه من قبل ، فقدت القدرة على النطق والحركة ، لم تعرف بأنها ضعيفة إلى هذا القدر فهى دائمًا ما كانت تظن نفسها قوية بما تفعله بعملها لكن بالنهاية هى بشر وأيضًا أنثى ، خرجت أنفاسها بصعوبة وكانت تكافح لإخراجها بينما كان الجميع بانتظار خروج الطبيب من غرفة العمليات .
ساعات مرت وكأنها سنوات لم تريد الانتهاء ، بقى الجميع على أعصابهم ، قاما "غيث ، رماح" بإحضار الطعام للجميع لكن "نيران" رفضت وهزت رأسها بالرفض دون أن تتحدث فأشار رماح بعينه لفاطمة كى تحاول إقناعها على شرب هذا "العصير" كى لا تتعرض للإغماء وبالفعل حاولت فاطمة معها
- علشان خاطرى اشربى شوية بس ، أنتِ هتقعى من طولك كدا
نظرت إليها نيران واشتد بكاءها لتقول بحزن شديد :
- أنقذنى من الموت ، ضحى بنفسه علشانى ومخافش من الرصاصة ... أنتِ عارفة أنا كنت بنقذ زين على طول لغاية ما قتلته بغبائى وتهورى دلوقتى طيف هو اللى أنقذنى وأنا برضه اللى قتلته بغبائى وتهورى ، مسمعتهوش ورجعت زى ما قال ، وقف قدامى علشان ياخد الرصاصة مكانى ، طيف لو حصله حاجة أنا هنتحر
انهمرت الدموع من عينيها لتأثرها بحزن صديقتها وربتت على كتفها بحنو قائلة :
- إن شاء الله يبقى بخير ويرجع كويس ويبقى معاكِ على طول زى ما كان دايمًا
نظرت إلى الأسفل ورددت ببكاء :
- يارب
خرج الطبيب من غرفة العمليات فاتجه الجميع تجاهه عدا نيران التى تابعت من بعيد دون أن تتحرك من مكانها ، هز الطبيب رأسه قائلًا :
- اطمئنوا ، إنه بخير الآن لكنه سيبقى تحت المراقبة والعناية حتى تمر مرحلة الخطر
نظر إليه رماح وهتف متسائلًا :
- هل حالته مستقرة ؟
هز رأسه بالإيجاب ليقول :
- نعم ولكنه لم يعبر مرحلة الخطر بعد ، لا تقلق سيصبح بخير قريبًا
ابتسم رماح قائلًا :
- شكرًا لك
خرج طيف من غرفة العمليات نائمًا على العربة التى ستتوجه به إلى غرفة العناية المركزة بالمستشفى وكانت تتابعه نيران بدموعها التى لم تهدأ فى حين نظر رماح إلى هاتفه وردد :
- اللواء أيمن بيكلمنى علشان المفروض الطيارة هتتحرك النهاردة والمفروض ميعرفش حاجة باللى حصلت امبارح دى !
نظرت إليه فاطمة ولم تعرف بماذا تجيب لكنها اقترحت عليه :
- كلمه قُل له اللى حصل علشان يبقى عارف باللى حصل فى المهمة بس قُل له إن الإجراءات مع المباحث الفيدرالية لسة مخلصتش وهنتأخر يومين كمان
هز رأسه موافقًا على اقتراحها وأجاب على الهاتف وسرد ما حدث كاملًا عليه ليعبر اللواء أيمن عن صدمته بما سمعه قائلًا :
- يااه كل ده حصل ؟ يعنى وائل كان بيعمل كل ده علشان يقتل سواريز ونجح فى كدا ... الله يرحمه ، الحمدلله إنكم بخير وكويس إنك اتصرفت فى موضوع طيف والمنظمة ده والمباحث الفيدرالية قدرت تسيطر على الموقف
- أيوة يا باشا الحمدلله المهمة تمت بنجاح بس في مشكلة ، الإجراءات لسة مخلصتش واحتمال نتأخر يومين كدا عقبال ما كل حاجة تبقى واضحة والقضية هنا تتقفل
ضم أيمن حاجبيه بتعجب وأردف :
- إجراءات ايه ! أنا هكلم معارفى والقيادات يخلصوا كل حاجة مع الحكومة الأمريكية علشان تقدروا ترجعوا النهاردة على الطيارة الخاصة
نظر رماح إلى فاطمة ولم يعرف بماذا يجيب فردد بتلعثم :
- بس .. مش لازم النهاردة سعادتك فيه كام حاجة كدا لسة مكملتش و ...
قاطعه اللواء أيمن ليقول متسائلًا :
- رماح في حد حصله حاجة ؟
لم يجد رماح مهربًا من إخباره بالحقيقة فردد بخفوت :
- للأسف سعادتك ، الوقت اللى هجم فيه سواريز ورجالته على طيف ونيران حصل ضرب نار بعد موت وائل وسواريز وطيف اتصاب برصاصة وهو دلوقتى فى المستشفى
لم يشعر أيمن بالخوف هذا من قبل فعندما أخبره رماح بما حدث انخلع قلبه من مكانه على ولده الوحيد وهتف بلهفة :
- وهو عامل ايه يا رماح ؟ طمنى عليه
ردد رماح بهدوء كى يبث الطمأنينة فى قلبه :
- متقلقش سعادتك هو بخير ولسة خارج من أوضة العمليات دلوقتى والدكتور طمنا
- تمام تمام يا رماح ، أنا هتصرف وأجى بس المهم محدش يعرف الخبر ده مفهوم
هز رماح رأسه بالإيجاب قائلًا :
- تمام سعادتك
"قبل ساعات"
دلف أيمن إلى غرفة طفلته "تنّة" ليجدها تبكى كعادتها فاقترب من سريرها وجلس بجوارها ومسح على رأسها بحنو وابتسم قائلًا :
- متعيطيش يا حبيبتى ، باسل لسة ماشى وطالب يرجعلك
هزت رأسها بالنفى قائلة ببكاء :
- وأنا مش عايزاه يا بابا
أمسك بيدها وأردف بنبرة أبوية حنونة :
- بصى يا تنّة ، الدنيا دى عمرها ما ادت كل حاجة بس فى نفس الوقت بتدى كل حاجة ، يعنى أنتِ مبتخلفيش بس ربنا رزقك بعيلة ومكان وأهل بيحبوكى ، جوزك اتجوز عليكِ بس بيحبك وبيعشقك كمان ، باسل مش قادر يعيش من غيرك .. هو ندمان ، أى راجل بيبقى نفسه فى طفل يشيل اسمه بيبقى نفسه فى طفل يقوله يا بابا وساعتها مش بيفكر غير ازاى يحقق ده بغض النظر هو هيعمل ايه لكن هو والله بيحبك وده اللى شوفته فى عينه النهاردة ، أنا عارف إنك عاقلة وهتفكرى فى كلامى .. باسل هيعدل بينكوا ومستعد يجيبلك لبن العصفور بس أنتِ ترضى ، مش معنى إنه اتجوز غيرك يبقى مش بيحبك ، في غيرك كتير عايشين مع أزواجهم اللى متجوزين واحدة واتنين وكمان تلاتة ، فكرى فى كلامى يا تنّة وأنا واثق بإنك هتاخدى القرار الصح
"فى الوقت الحالى"
لم تهدأ عن التفكير بالأمر ، كيف ستقبل بوجود زوجة ثانية ! كيف ستقبل بكونه مع أخرى غيرها ، مجرد التفكير بهذا الأمر يؤلمها كثيرًا فماذا عن عيش هذا الواقع !!
وضعت وجهها بين كفيها واستمرت بالتفكير ، هل تعطى نفسها فرصة ! هل تتقبل الوضع مؤقتا كل هذة تساؤلات طرحتها على نفسها لتنتهى بالقرار الأخير وهو نعم ستعيش هذا الأمر وتختبر مدى تأثيره عليها فإن استطاعت بقت وإن لم تستطع رحلت ، هذا هو القرار الصائب بالنسبة لها ...
***
مرت عدة أيام تخطى فيها طيف المرحلة الصعبة وفاق أخيرًا أثناء تواجد الممرضة لتطمئن على حالته فأسرعت وأبلغت الطبيب الذى
حضر بدوره على الفور واطمأن على حالته وأخيرًا سمح بدخول نيران إلى غرفته ..
دلفت نيران إلى الغرفة واقتربت من سريره ، جلست أمامه ورددت بابتسامة :
- حمدلله على سلامتك يا طيف
ابتسم بلطف قائلًا :
- الله يسلمك يا نيران ، ماكنتش أظن إنى هبقى عايش ، بس تقريبًا أنا زى القطط بسبع أرواح ولا أقولك بلاش أقول زى القطط .. شكلك عديتينى
ضحكت وأمسكت بيده بكلتا يديها وأردفت بحب :
- مش قلتلك هترجع وتهزر وتبقى كويس
رفع يده الثانية بضعف ووضعها على يديها بحب وأردف :
- المهم إنك بخير ، صحيح أنا سمعت وأنا بفرفر إنك قلتِ إنك بتحبينى من زمان زمن ساعة ما كنت دكتور وحوار كدا
ابتسمت ونظرت إلى الأسفل بخجل قبل أن تردد :
- متكسفنيش بدل ما أضربك مكان الرصاصة
ارتفع حاجبيه ليقول متعجبًا :
- أنتِ عنيفة كدا ليه ، على رأى المثل انقذ القطة المسكينة تقوم ضرباك بالسكينة
- ايه المثل ده أول مرة أسمعه وبعدين بهزر طبعًا
ابتسم وهز رأسه قائلًا :
- لا اتعودى على الأمثال الغريبة من دلوقتى ده أنا عندى قايمة محدش يعرفها غيرى
نظرت إلى الأسفل ثم رفعت بصرها ونظرت إليه قائلة :
- شكرًا علشان أنقذت حياتى
لم يجبها وظل محدقًا بها بابتسامة وكأنه غرق فى سحر وجهها وكذلك هى التى لم تتحمل تلك النظرات فقبضت على يديه بقوة تعبيرًا منها على الحب ووعد بالبقاء
دلف أيمن ومعه الجميع "رماح ، غيث ، ليان" واطمأنوا على حالته وهنا هتف طيف قائلًا :
- شوفت يا بابا ابنك شبح أهو وخلص على رجالة سواريز
ثم نظر إلى نيران وتابع :
- مش كلهم يعنى نيران كان ليها نصيب آخر حبة بعد ما وقعت زى القطة المشمشية على الأرض
نظر اللواء أيمن إلى الجميع وردد بفخر :
- برافو عليكوا يا جماعة ، أنتوا نفذتوا مهمة شبه مستحيلة ، أنا فخور بيكم جدًا وهيوصل تقرير باللى عملتوه فى المهمة للوزارة وإن شاء الله تاخدوا ترقية
ثم نظر إلى غيث وليان وتابع :
- أما أنتوا فأحب أشكركم على مساعدتكم لينا ولمصر ، بمجرد ما نرجع مصر هناخد شوية معلومات كدا من ليان عن آلية تعامل المنظمات هنا وخلاص ده غير إن فيه مكافأة هتتصرف ليكوا على مساعدتكم وتقدروا تعملوا بيها مشروع وتكملوا حياتكم
نظر كل منهم إلى الآخر بابتسامة وقاموا بشبك ايديهم بحب فينتظرهم تحقيق الكثير فى مصر ....
"بعد مرور ثلاثة أشهر"
- عدل من ياقة قميصه وأنهى ارتداء بدلته ثم نظر إلى صديقه "مازن" قائلًا :
- ها كويس كدا ولا في حاجة مش مظبوطة
رفع مازن إصبعه فى الهواء دليل على جودة ملابسة وهيئته وأردف :
- فل الفل يا باشا ، ايه الشياكة دى
ابتسم طيف واردف مازحًا :
- سبحان الله طول عمرى أقولك هتتجوز أنتَ و نامى امتى لغاية ما أنا اللى اتجوزت قبلك ، روح منك لله يا شيخ أنتَ ناوى تتجوز على سن التسعين ولا ايه
ضحك مازن واتجه ليعدل من هيئة شعره وأردف :
- هانت ياعم كلها شهر وأحصلك متقلقش كلنا لها يا وحش
ثم اتجه إليه وردد :
- ألف مبروك يا طيف
ابتسم طيف وضمه وهو يردد :
- الله يبارك فيك يا مازن
نظرت "رنّة" إلى شقيقتها وأردفت :
- تنّة هو ليه معظم المعازيم ظباط
تفحصت تنّة المكان بعينها وأردفت :
- يمكن علشان أبوكى لواء وأخوكى رائد مثلًا
- يمكن ، أنا هقوم أخرج أشم شوية هوا برا عقبال ما طيف يجى
نهضت من مكانها واتجهت إلى الخارج ووقفت لتستنشق الهواء الطلق حتى قطع ذلك الهدوء "ذاخر" الذى اقترب منها وأردف :
- ايه الصدفة دى
رمقته نيران بتفحص قبل أن تقول بتعجب :
- أنتَ !!
ابتسم ونظر إلى محل نظرها وأردف :
- أيوة أنا ، صحيح متعرفتش عليكِ ، المرة الوحيدة اللى شوفتك فيها كانت فى المستشفى
ابتسمت وأردفت :
- أنا رنّة
تعجب قليلًا من اسمها لكنه أخفى ذلك وأردف بابتسامة :
- وأنا ذاخر ، صحيح مقولتيش أنتِ تقربى للعريس ولا لمين
- أنا أخت العريس
ارتفع حاجبيه بصدمة :
- أنتِ أخت طيف !!
أومأت رأسها بالإيجاب لتقول :
- أيوة وأنتَ
أجابها بابتسامة هادئة قائلًا :
- أنا أبقى أخو نيران
تفاجأت هى الأخرى بكونه شقيق "نيران" فأردفت بدهشة :
- بس ازاى وأنا مشوفتكش خالص طول فترة الخطوبة أو الفترة دى
هز رأسه بتفهم وتابع :
- أيوة أصل أنا فى كلية الشرطة ، طول الفترة دى كنت هناك وكدا ، المهم تشرفنا
ابتسمت بلطف قائلة :
- ثانكس
مر الوقت وحضر طيف وبدأت فقرات الزفاف بحضور الجميع ...
نظرت ليان إلى غيث ورددت بحب :
- نفسى أعيش الجو ده وأبقى عروسة
ابتسم بحب وأمسك يدها وقبلها بلطف قبل أن يقول :
- إن شاء الله يا قلبى ، زى ما حققنا حلمنا وفتحنا المطعم قريب أوى هنتجوز وساعتها هعملك أكبر فرح فى مصر كلها
حضر باسل واقترب من تنّة وهتف بحب :
- معلش اتأخرت يا حبيبتى ، كنت بجيبلك ده
ثم فتح صندوق أحمر صغير ليكشف عن الخاتم الذى بداخله ثم سحبه وأمسك بإصبعها ليضعه به بلطف و رفع يدها ليقبلها
ابتسمت بحب وأردفت :
- تعيش وتجيبلى يا باسل
رغم عشقها له إلا أن هناك جزء ما بداخلها لا يتقبل الأمر لكنها كانت تخفى هذا وكان يساعدها هو على ذلك بمعاملته اللطيفة كما أنه دائمًا ما يجعلها تشعر وكأنها أميرة ونجح فى ذلك بامتياز
اقترب طيف من والدته وقبل يدها قائلًا:
- ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتى وتفرحى بأحفادى
ضمت رأسه بين كفيها وأردفت بحب :
- ويخليك ليا يا حبة عينى وأفرح بولادك وتبقى بخير دايمًا يارب
اعتدل ونظر إلى والده وردد :
- متقلقش يا بابا هخلفلك عيل ولا اتنين يكملوا مسيرة الشرطة
ضحك أيمن وأردف :
- أيوة ده العشم برضه ، روح يلا لعروستك بدل ما تقبض عليك ، أنتَ متجوز ظبوطة يعنى حرس
نظر إليها وأردف مازحًا :
- مجنونة و تعملها ، أروحلها قبل ما تتهمنى بالخيانة العظمى
نظرت فاطمة إلى رماح وأشارت إلى القاعة قائلة :
- الجو ده مش واكل معاك فى حاجة
نظر رماح حوله ثم عاود النظر إليها قائلًا :
- ياكل معايا فى ايه مش فاهم
رفعت حاجبيها لتقول بغضب :
- نعم يا حبيبى !!
ابتسم بلطف قائلًا :
- بهزر با بطوطى بتاخدى الكلام جد كدا ليه ، خلاص أنا حددت الفرح كمان شهرين بالظبط
ارتفع حاجبيها وقفزت بسعادة بالغة كالأطفال لتقول بعدم تصديق :
- بجد ولا بتهزر
ابتسم بحب قائلًا :
- لا بجد يا حبيبتى ، هانت
حانت فقرة الرقص الخاصة بالزفاف ...
سندت برأسها على صدره لتشعر بحرارته ونبضاته ، أغلقت عينيها وتركت العالم من حولها حتى نطق هو :
- بحبك
رفعت رأسها ونظرت إلى عينيه وأردفت بحب :
- وأنا كمان بحبك يا طيف ، تعرف أنا كنت بتمنى اليوم التانى يجى علشان أروحلك العيادة ، مش عارفة كان في حاجة كدا شدانى ليك
ابتسم وسند برأسه على رأسها وأردف :
- مش هتصدقى لو قلتلك إنى كمان كنت بستنى ميعاد الجلسة بتاعتك علشان أشوفك
سندت برأسها على صدره مرة أخرى وظلت على تلك الحالة حتى هتف طيف قائلًا :
- ما كفاية رقص وفرح لغاية كدا بقى ونروح شقتنا
رفعت رأسها وأردفت :
- لسة بدرى يا طيف ، الناس تقول ايه لما نمشى من الفرح بدرى كدا
نظر إليها وردد بجدية :
- نقولهم ورانا مهمة خطيرة
ضمت حاجبيها بتعجب :
- مهمة ايه دى
ابتسم قبل أن يعتدل فى وقفته ويمسك بيدها استعدادًا للرحيل :
- مهمة بنت القلب فى عالم المافيا ، يلا يا نيران المهمة خطييرة
تابع من هنا: جميع فصول رواية بنت القلب بقلم عبد الرحمن أحمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا