مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والثلاثون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخامس والثلاثون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخامس والثلاثون
نظرت سما حولها ولاول مرة تشعر بالوحدة والفتيات معها...شعر بوخزة ألم بقلبها حتى أتى أمامها خالد فجأة ومعه كوب آخر من العصير ووجهه اليها قائلا بابتسامة :- اتفضلي العصير ، انتي ضيفتنا
رفضت بتهذيب حتى اعطى خالد الكوب لأحد الخادمات التي تمر بالمشروب.....قال متساءلا :- شوفتك واقفة لوحدك ، ماهونتيش عليـا
لم يروق لها كلماته فقالت معتذرة :- بعد اذنك
همت بالابتعاد حتى أوقفها باعتذار :- أنا أسف مش أقصد....
صمت للحظات وهو يتفحص نظراتها الغامضة والتائهة قائلا :-
_ أنتي بتدرسي ؟ نتكلم في أي حاجة على ما العروسة تيجي
هزت سما رأسها بالنفي فتابع :- بتشتغلي ؟
أطرفت عينيها بألم ويبدو أن حتى الغرباء سيذكرونها به فأجابت :-
_ كنت بشتغل ، بس سيبته
ابتسم خالد بمكر ثم اخفى ذلك سريعا وقال :-
_ طب إيه في عرض فرصة....أنا لسه بادئ شغل في شركة عمي وجيه الزيان...بشتغل بقالي اسبوع تقريبًا ، محتاج سكرتيرة...إيه رأيك ؟
كادت أن تجيب حتى قطع حديثهما آسر بشراسة :-
_ العرض مرفوض يا خالد ، لأنها سكرتيرتي
استدارت سما خلفها بصدمة من وجوده حتى تقابلت نظرتها مع نظرته العاتبة بألم عاصف من وقوفها مع هذا الغريب عنها....تطلعت به للحظات ثم قالت فجأة دون لحظة تفكير :-
_ العرض مقبول يا استاذ خالد...هشتغل معاك في شركة الزيان
تطلع آسر بصمت بها...ولكنه صمت لا يُستهان به فكأنما يأخذ أنفاسه ليثور !! ود لو اقتلعها من بين الحضور ليأخذها بعيدا عن كل ما يدور....فأن غضب بقيت ، وإن ثار بقيت ، وإن رق...عشقت.
ولكنه لا يملك حقه بالآمر عليها...
قال معتقدا أنها ربما تتراجع :-
_ طب وبالنسبة للعقد اللي حضرتك مضياه ؟! وبالنسبة للشغل اللي المفروض تخلصيه الأول وتستني على ما يجي حد بدالك ؟!
مش دي شروط أي شغل والمفروض تحترميها ؟!
انتظرت قليلا قبل أن تتحدث...تهرب من نظراته التي بها تصميم واصرار على بقائها !! ألهذا الحد موله بعذابها النفسي بالبقاء؟!
أجابت بحسم :-
_ أنـا قررت ومش هتراجع ، مش هشتغل معاك !!
شعر خالد بشيء غامض يلف الاجواء بينهما !! ربما عداء مبرر لسببا ما فهو يعرف آسر وثورته أثناء الغضب....تدخل قائلًا بلطف :-
_ انت مكبر الأمور يا آسر !! ممكن في يومين تجيب سكرتيرة تانية دي شركة الزيان مليانة موظفات !!
وكمان أنت ممضيها على عقد ليه بالاستمرار في الشغل لمدة محددة مش غريبة دي ؟!
انتقلت نظرة آسر بأنفعال نحو خالد وأجاب :-
_ الاجابة على السؤال ده مش هتفيدك بحاجة يا خالد لأن دي كانت شروط اساسية في اللي هيشتغلوا معانا في المكتب...
تفهم خالد ذلك وقال بشيء من المرح :-
_ طب هي وافقت تشتغل معايا خلاص مارحتش عند حد غريب ، اظن في استثناء ليا..
ضيق آسر عيناه بغضب نحو خالد وقال مزمجرا :-
_ هو مش أنت كنت مشيت اصلا من الشركة !!
اجاب خالد ببساطة :- ورجعت...مش كنت بتنصحني دايمًا وبتديني محاضرات في الاستقامة والعقل !!
شعرت سما بدفعاتها تضعف تحت نظراته المسلطة عليها كسيوف تنغزها حتى تفيق...قالت وهي تستعجل ذهابها :-
_ بعد أذنكم....
تركها آسر تبتعد رغم يداه التي كادت أن تمنعها بقوة...انسحبت نظرته لخالد مرة أخرى وقال بنبرة اتضح بها بعض التهديد :-
_ ماتنساش أنها سكرتيرتي يا خالد ومش هتسيب الشغل قبل المدة المحددة...
كاد أن يذهب آسر حتى تفاجئ بوجود "شاهي" أمامه وهو من حذرها من المجيء حتى لا تفسد الأمور أكثر بحضورها...وقفت شاهي برداء يظهر من جسدها أكثر مما يخفي ويبدو من زينتها أنها تعمدت أن تبدو بهذه الطلة المغرية....اقتربت لآسر وقبلته من خده ونظرتها مثبته على خالد الذي رمقها بسخرية واحتقار ثم قالت :-
_ وحشتني يا بيبي من سهر امبارح ، مقدرتش استنى وجيت على طول...مع أن سمر ما عزمتنيش
رفع خالد حاجبيه بتعجب من هذه الحميمية التي تتعامل بها مع آسر الذي لم يثنيها وينأى عنها مثلما كان يفعل دائمًا مع الفتيات !!
تحدث آسر بنظرة محتقنة من الغضب وقال :-
_ أنتي جيتي هنا ليه ؟ مش انا محذرك ماتجيش ؟!!
اقتربت خالد وقد بدأ يفهم اللعبة بمكر للتابع شاهي تغنجها اكثر وقالت بدلال ويدها مستندة على كتفه :- بقولك وحشتني وكان نفسي اشوفك....
قال خالد بسخرية :- معندكش حق يا آسر تزعل !! بس ايه اللي غيرك ياعم العاقل؟!!
أجابت شاهي ورمت كيدها في جملة بنظرات منتصرة :-
_ مش تباركلي....آسر خطبني وهنتجوز قريب أوي...
ظل خالد ينظر لدقيقة لوجه آسر الممتقع غضبا ثم اطلق ضحكة عالية وقال بسخرية :- مبروك يا آسر ، زين ما اخترت بصراحة ، اخترت اللي فيها كل المواصفات..
تابع ضحكاته وهو يبتعد مشيرا له بالتحية لتصر شاهي على اسنانها بعنف وعصبية وقالت :- ماشي يا خالد ، انا هعرفك مين شاهي..
دفع يدها عن ذراعه بعنف وقال :-
_ مش هنكر أني استخدمتك وسيلة بس للأسف...قللت من نفسي لمجرد أنك بس وقفتي جانبي...
قالت شاهي بغضب:- انا مجبرتكش على حاجة أنت اللي جيتلي ،
وكمان أنت___
قاطعها بحزم وعصبية :- المسرحية انتهت والستارة نزلت ، ياريت تتفضلي من غير مطرود محدش عزمك أصلًا !!
ضغطت شاهي على حقيبتها الصغيرة بغيظ وابتعدت بنظرات تتوعد للجميع...
******
بأحد غرف الفيلا.....
جلست الأم بجانب فراش ابنتها "نور " المستلقية بحالة شبيهة بالغيبوبة دون حول لها ولا قوة...قالت ابنتها الأخرى التي وقفت تزفر بضيق امامهن :-
_ يا مامي سمر في الطريق مش معقول هنفضل كده جنب نور ونسيب سمر لوحدها !!
مررت الأم " الدكتور عايدة" يدها على رأس ابنتها بحزن وقالت :-
_ روحي أنتي وانا هفضل جنب نور ، كفاية اللي سمر عملته
لوت " شاهندا" فمها بسخرية واقتربت لأمها قائلة :-
_ سمر اصلا ماتعرفش أن نور بتحب يوسف وبعدين كويس أنها عزمت خطيبته وهتشوفي بنفسك هعمل فيها ايه هي وخطيبة جاسر...
اجابت الأم بيأس :- وهيفيد بإيه !! المصيبة أن مرض نور نفسي !! يعني لو يوسف اتجوز ممكن بنتي يحصلها حاجة لاقدر الله ...
شاهندا بتأفف ونفاذ صبر :- ما تقلقيش ،اصلا انتوا هتسافروا لبابا أمريكا بعد اسبوعين ، السفر هيساعدها تنسى..
هزت الام رأسها بقلق واجابت :- ياريت نور تنسى ومتحاولش تنتحر تاني ، روحي انتي وهاجي وراكي بعد شوية..
ذهبت شاهندا من الغرفة وهي تتمايل برداءها القصير بدلال وشعرها الذي يتمايل على ظهرها بغنج...
*****
خطفها من بين الجميع ، ربما سرق حتى هدوء عينيها !! وتحت ظلال الليل في حديقة الفيلا...وقف بقرب شجرة مفرعة الأغصان تُغرد خضرتها بأنين الظلام..
وقفت رضوى قائلة بضيق وعصبية بينما استند هو على جسد الشجرة بنظرات متسلية يتبختر بها المرح رويدا....هتفت :- قولي بقى في الملفات اللي أنا راجعتها غلط ؟!
ابتسم قائلا بهدوء :- مافيش ملفات اتراجعت غلط...
اتسعت عينيها بدهش بينما ضمت شفتيها بغيظ وقالت بعد ذلك :- يعني كدبت عليا وجبتني هنا من غير سبب !!
هز رأسه نفيا وهو يقترب إليها ويديه في جيوب بنطاله في ثقة..وقف امامها مباشرة مبتسما وقال :-
_ في سبب طبعاً ، بس مكنش ينفع اقوله قدام حد...
كبتت غضبها حتى لا تنفعل أكثر من ذلك بهذه المناسبة المبهجة...قالت بحدة :- عايز ايه ؟ قول بسرعة عشان ماينفعش نقف مع بعض اكتر من كده لوحدنا...
قال بصوت رقيق متساءلة عن امراً أهمه منذ لقائها :- قبل أي حاجة يا رضوى...عايز اسألك سؤال....أنتي بتكرهيني ؟
الجمها السؤال لبضع ثواني بينما تفاجئت به اكثر وما السبب خلفه !! تلعثمت بعض الشيء وهي تجيب بتوتر :-
_ وهكرهك ليـه ؟!
نظر لها لبرهة بنظرة واضحة ، نظرة قالت ...أحبك
أجاب بلطف وطفيف ابتسامة -
_ أنتي فاهمة سؤالي على فكرة ، طريقتك معايا بتقول أنك بتحاولي تتجنبيني بكل الطرق !! وده مالوش إلا اجابتين...يأما أنا أخوف فعلا وبتخافي مني ااذيكي ، أو خايفة تتأكدي أني انسان كويس فعلًا وأخالف ظنونك فيا..
اجفلت بأهداب عينيها ثم نظرت لاتجاه آخر وتساءلت بارتباك :-
_ دي طريقتي مع الجميع
قال مباشرة :- يبقى أنتي خايفة من نفسك يا رضوى...في حاجة جواكي مخوفاكي صح ؟
التفتت له بحدة وقالت :- أنا مش جاية جلسة لدكتور نفساني ومطلبتش منك تحلل قلقي وخوفي !!
نظر لعمق عينيها بصمت حتى هربت بعينيها مجددا من نظراته فقال بابتسامة :-
_ أي شيء بنبقى عايزينه لازم نسعى اليه ، يعني لو أنتي نفسك في حاجة على بعد خطوة منك هتستنيها تجيلك ولا هتروحيلها ؟!
ابتلعت ريقها برجفة وهيتعلم أن هذه الخطوة هي ما تفصلهما الآن فعليًا...استطرد قائلا :-
_ اكيد انتي اللي هتروحيلها ، عشان تبقى ملكك...بنفس النظرية دي أنا بتعامل...قبل الامتلاك الوصول للقرب ، بس الفرق أني مش بتعامل مع شيء ، أنا بتعامل مع انسانة روح وحياة...لازم خطوتي تبقى محسوبة للطريق السليم...
تساءلت بارتباك :-
_ مش فاهمة تقصد ايه ؟!!
أخذ نفسا عميقا ثم أعلن ما أخفاه :- اقصد أني...بطلب ايدك يارضوى...تقبلي تتجوزيني ؟
صعقت مما سمعته وهي تنظر له فاغرة فاها من الصدمة وتمتمت بعدم تصديق :- ات..اتجوزك ؟!!
اتسعت ابتسامة بظل مكر بعينيه وأكد بقوله :- مستغربه ليه ؟!
كل افكارها اصبحت متخبطة وكأنها في عراك بداخل رأسها اجابت ببطء :- مستغربة ...لأنك طلبت مني ادورلك على عروسة ؟!
اجاب بخبث :-
_ اديتلك كل المواصفات اللي عايزها ، بس يمكن مخدتش بالي أني كنت بوصفك أنتي !! أنا مش مستعجل على قرارك ، فكري بهدوء تام ومن غير أي ضغوط...بس خليكي فاكرة حاجة...
نظرت له بخجل وتوتر تنتظر نصف حديثه الآخر فقال:-
_ خليكي فاكرة أني اخترتك وأنتي بين بنات كتير ، وكمان خليكي فاكرة أن ورانا سفر وتجهيزات الفرح لازم نحضرلها من دلوقتي...
شهقت من الصدمة فاتسعت ابتسامته بمكر....اشار لها للفيلا قائلا :-
_ يلا بقى نرجع للفرح تاني عشان محدش يقلق من تأخيرنا ، محبش حد يتكلم عن حاجة تخصني...
تجنبت النقاش والجدال فهي بالكاد سارت بجانبه للداخل ورغم ما بها من صدمة فشعرت بابتسامة من اعطائها الحرية في الأختيار ثم يتضح أن قراره هو ما سينفذ....
عجبا أن المرأة في الحب تعشق جبروت الرجل كي يبقى !!
*****
بقرب البوفيه في مكان يشبه الشرفة ولكنه بالطابق الأرضي.....
وقف يوسف امام حميدة مبتسما بمرح وقال
_تعرفي يا حميدو.... عدد المرات اللي اشتكيت واعترفت وكتبت فيها للورق كلمة بحبك بعدد السندوتشات اللي كلتها في حياتي...
قالت حميدة بغيظ :- هو أنت ليه لازم تدخل الطبيخ في أي لحظة رومانسية بتتحدف علينا؟!
أجاب يوسف بعفوية :-
_ لأنه هو اللي جمعنا ياعبيطة، اجيبلك طبق حلويات من البوفيه؟
زمت شفتيها بضيق ثم قالت :- شكرا ، ممكن نرجع بقى ؟!
اطلق يوسف ضحكة عالية وقال :-
_ بغيظك بس ، بحب أشوفك متغاظة مني ، المهم بقى..قريتي اللي في الأجندة ؟!
قالت وعلى جانب شفتيها ابتسامة مترددة :- لسه
مكر نظرته اربكها فقال بصوت خافت :-
_ انا حافظ كل اللي كتبته وممكن أقوله كلمة كلمة..
ابتسمت بخجل ثم قالت وهي تنظر للأسفل بوجه متورد :-
_ كل شيء بآوان يا يوسف ، خلي كلامك لوقته ،مش هفضل اقولك كده كتير...
قال بغيظ :- بتصديني دايمًا !!
اجابت بلطف :- يعني لو قلت كل اللي عندك دلوقتي ، يبقى فاضل ايه لبعدين ؟!
يوسف بتعجب :- هو الكلام بيخلص ؟!
حميدة بابتسامة بسيطة وبتفهم :- لو هتكلم في الواقع...آه بيخلص...الكلام مش حروف بتتنطق ، الكلمة وراها دقة عايزة يتسمع صوتها ، وممكن يكون وراها عقل عايز يقول رغبته وفكره ،أو قلب بيحب وينطقها زي ما حسها...
يوسف بابتسامة مرحة :- أنت من انصار اللي فاكرين أن الجواز مقبرة الحب ؟!
حميدة :- مش بالضبط ،ومش دايمًا ، بس خلينا متفقين أن كتر الكلام في الخطوبة بيقلل من لهفته بعد الجواز...كلمة بحبك بتفقد حاجة من شعورنا بيها كل ما بتتكرر ، خليني أقولهالك لأول مرة لما ندخل بيتنا ، احساس حلو مش عايزة أخسره...
يوسف بنظرة عاشقة :-
_ تعرفي...ولا أي بنت في العالم ممكن قيمتها زي قيمتك في عنيا ، انا نفسي ساعات بستغرب من الدرجة اللي وصلتلها لأحساسي بيكي ، يمكن عشان أول حاجة حبيتك فيا هو الطفل اللي جوايا....
حميدة بابتسامة :-
_ يمكن احساسي بيك لنفس السبب ، يلا عشان منتأخرش عليهم...
********
رفع القلادة أمام عينيها...قلادة من قلب إلى نصفين...وعلى كل نصف اسم كلا منهما....قال جاسر مبتسما :-
_ السلسلة دي خليكي لابسها مهمها حصل
قالت جميلة بمزاح وهي تنظر للقلادة ثم له :-
_ قلب مكسور !! هو ده اللي هتقدمهولي ؟!
هز رأسه نفيا وقال بمحبة وحنان :- لو في حاجة ممكن تكسرني وتكسر قلبي فهي أنك تبعدي عني ، ماتحاوليش حتى تفكري تعمليها...
قالت جميلة بطيف ابتسامة :- بفرح لما بتحاول تتصلح عشاني ، ده اكتر شيء ممكن تقدمهولي وتفرحني بيه...
جاسر بهمس :-
_ انا بتصلح عشان ابقى قدام نفسي شايف أني استاهلك ، مهما حصل يا جميلة افتكري أني يوم ما قررت تبقي معايا ، فلأني محتاجلك على قدر احساسي بيكي....محتاجلك يمكن اكتر ما أنتي محتجالي بكتير أوي...
ابتسمت بحياء حتى اعكاها القلادة وأصر أن ترتديها في التو فأخذتها منه ونفذت الأمر....نظر لها بمحبة وقال :-
_ لو زعلتي مني في يوم افتكري اخترتك واتمسكت بيكي وانا اصلا تايه ومش لاقي نفسي....ده معناه أنك بالنسبالي في مكان جوايا مش قابل للشك ، يعني كل احساسي بيكي اكيد..
ارتبكت جميلة بشدة واخفضت نظرتها قائلة ببطء :-
_ انا عارفة يا جاسر أنك عرفت بنات كتير قبلي ، يمكن متعود على البنات اللي بتعرف تتكلم وجريئة ، بس أنا بتوتر لما بتتكلم ومش ببقى لاقية كلام أقوله ، ده غير أن ماينفعش يبقى بينا كلام أصلا من النوعية دي واحنا لسه مخطوبين !!
ابتسم قائلا بمشاكسة وقال بمكر :-
_ طب افهم من كده أنك بتتكسفي تتكلمي عشان لسه مخطوبين وكده ولا أنتي اصلا مش بتعرفي تتكلمي في الحب ؟
هزت كتفيها هزة بسيطة بعفوية وقالت :- مش عارفة ، ساعات بحس اني الاتنين !!
قال هامسا بخبث مبتسما :- عندي احساس أنك جاسر بس على بنت ومؤدبة كمان
اطلق ضحكة عالية عندما رأى نظرتها المنفعلة والعصبية له فقال معتذرا :- خلاص....كلها شهر ونص وهعرف انتي مين فيهم...بس بصراحة انتي عجباني في كل الأحوال...
قالت لتغيظه :-
_ على فكرة وقفتنا ماتنفعش كده ، خمس دقايق اهو مالكش حجة
قال بغيظ :- حسابك بيتقل معايا
سارت بجانبه للداخل وهي تكتم ابتسامتها من غيظه....
********
وقفت سما بنظرة تائهة تملأها الدموع المحبوسة بين عدد من الفتيات التي تعرفت عليهم منذ دقائق ، بينما تجاهلت نظرات آسر الشرسة المتوجهة إليها وهو على بُعد خطوات منها.....
أتت شاهندا وعلمت صلة سما بعائلة الزيان ففكرت بمكر ثم قالت :-
_ تعالوا يابنات نقعد في الأوضة اللي على البسين على ما سمر تيجي...
وافق الفتيات بترحاب لتقل شاهندا لسما :- تعالي معانا يا سما ، مش معقول تفضلي واقفة لوحدك هنا !!
ازدردت سما ريقها من مجرد الفكرة وشعرت بالضيق من حميدة وجميلة ورضوى لتركها بمفردها هكذا !!
وافقت على مضض واخذتها شاهندا مع باقي الفتيات....
ظل آسر معلق نظرتها عليها حتى اختفت من أمام عينيه الى الغرفة المطلة على الحديقة والمسبح....
دلف الفتيات للغرفة حتى جلست سما بمقعد منفرد عنهن بعيدا بعض الشيء....غمزت شاهندا لفتاة بين الفتيات حتى خرجوا سويا بعد لحظات....
وقغت شاهندا بخارج الغرفة تقول لصديقتها "صافي "
_بصي...هتوقعي على فستانها عصير المهم ماتعرفش تخرج ، وهدور على التلات بنات التانين وهقولهم انها مش عارفة تخرج بسبب فستانها ولما تلاقيهم كلهم معاكم جوا اقفلي الباب وانا هقفله من برا...
صافي بتعجب :- افرضي اتصلوا بحد يجي يفتح الباب ؟!
فكرت شاهندا بغيظ ثم هتفت بعصبية :- معرفش ، المهم ما تخليهومش يتصلوا بحد اصلا ، مش محتاجة اكتر من ربع ساعة بس اقدر اتكلم فيهم مع جاسر شوية من غير البت اللي جايبها معاه دي !
صافي :- هقول للبنات صحابي وهما هيعرفوا يشغلوهم على ما تخلصي...بس انجزي انتي
شاهندا :- اوك...هبعتلك حد بالعصير
صافي بمكر :- طب ايه رأيك في الفكرة اللي عملناها مع راندا في الرحلة السنة اللي فاتت...
شاهندا بابتسامة خبيثة :-
_ تقصدي المنوم سريع المفعول....مدته ساعتين ؟ يعني على ما الفرح يخلص ، فكرة جاحدة يا صافي ، بس خايفة نتكشف
صافي بحماس :- هتتكشفي ليه ؟! بس هيبقى للبنات كلها ولا واحدة بس ؟!
فكرت شاهندا قليلا ثم قالت :- بصي انا هبعتلك العصير وتوقعي منه على فستان سما اللي جوا دي ، وهقولك للبنات اللي معاها يروحولها ، لو لقتيهم هيتطلعوا تحاولي تخليهم يشربوا العصير اللي فيه مخدر بس مش كلهم ، واحدة بس فيهم عشان ما تبقاش مكشوفة ، وماما بما انها دكتورة هبعتهالهم ....المهم اعرف اتكلم مع جاسر واخلي يوسف يطلع يشوف نور أختي بأي طريقة....
وافقت صافي سريعا على المخطط ولا يعنيها النتائج مهما كانت فهي قد اعتادت على هذه التصرفات برفقة صديقتها شاهندا...دلفت صافي للغرفة واخذت كوب من العصير الطازج بمرح من يد احد اصدقائها وتصيح بضحكة حتى سكبت محتواه على رداء سما وتظاهرت بالصدمة والأسف لذلك
*******
دلف وجيه الزيان وبرفقته زوجته "للي" وهم يتبادلون النظرات العاشقة والابتسامات....
كان في استضافته مباشرةً قريب الهائلة "والد سمر" وهو أيضا طبيب مثل زوجته "الدكتورة عايدة"
رحب بهم كثيراً وبارك لزواجهم الذي مر عليه عدة أيـام...
وقعت نظرة للي على حميدة التي ظهرت مه يوسف وأشارت لها ثم ظهر كلا من رضوى وجميلة ومعها جاسر ورعد.....
تجمعوا في مباركة متبادلة حيث أتت شاهندا بعد قليل وأشارت لجميلة كي تخبرها شيء حتى توجهت جميلة اليها فأخبرتها شاهندا بما حدث لسما ولردائها التي سُكب عليه المشروب...
انتبهت للي لملامح الضيق التي ظهرت على وجه جميلة فأستأذنت من وجيه لثواني وتوجهت اليهم حتى قالت جميلة لشاهندا :-
_ طب هي فين ؟!
اشارت شاهندا للغرفة البعيدة فتساءلت للي :- في ايه ؟!
اخبرتها جميلة بما حدث حتى اتت حميدة ورضوى اليهن لما لاحظاه من توتر على وجه جميلة أيضا....
قالت للي :- مافيش مشكلة ما تتوتروش ، بتحصل عادي ،الفستان يتنضف وخلاص
حميدة بضيق :- يلا نروح لسما
اخذت شاهندا الفتيات للغرفة فلاحظ رعد ابتعادهن بشكل يقلق فهمس لجاسر قائلا :- شكل شاهندا مش هتجيبها لبر زي عوايدها !!
جاسر وقد لاحظ الأمر :- انا محذرهابعد ما عرفتها على جميلة ، اللي مطمني أن للي معاهم
رعد :- وده برضو اللي مطمني
ضاق وجيه من اختفاء للي عن ناظريها فتحدث دون أن يستعب الحديث كلياً....
**********
نظر الفتيات ومعهم للي لرداء سما الذي اتسخ تماما من منطقة الاكتاف بسبب المشروب ذو اللون البرتقالي....حاولت سما أن تنظف ردائها بشتى الطرق ولكن لم تستطع....قالت للي وهي تخلع عن كتفيها ذلك المعطف الفرو القصير ليظهر حيز من رقبتها بشكل ملفت بخلاف ذراعيها....قالت :- البسي الفرو ده يا سما ،مش هيبين حاجة من البقع دي....
رفضت سما تماما فقالت حميدة :- طب وانتي يا للي ، هتطلعي كده ؟! رقبتك كلها باينة ودراعك
نظرت للي لردائها وقالت بعفوية :- الفستان عادي من غير فرو وبلبس على طول زيه...
اصرت للي ان تنفذ سما أرادتها فنظرت صافي للمشهد بقلق من فشل الخطة ، دلف احد الخدم بالمشروب بتنفست الصعداء وأخذت كوب سريعا وركضت الى سما قائلة :-
_ أشربي بقى وهدي اعصابك المشكلة اتحلت
رفضت سما الامر ولكن صافي أصرا باستماته حتى اجبرت سما على ارتشافه فنظر الفتيات للي بتعجب حتى قالت سما وبدأت انفاسها تلهث بشكل مريب :-
_ شكل الزفة بدأت ، يلا عشان محدش يلاحظ حاجة
خرج الجموع تحت نظرات صافي القلقة فلم يكن المنوم بالقوة التي تجعل سما تفقد وعيها بعد لحظات....
خرج الفتيات من الغرفة بينما بدأت سما تشعر بالدوار فجذبتها صافي قائلة :- شكلك تعبانة ، ادخلي جوا تاني وهبعتلك صحابك
بدأت نوبة الدوار تزداد شيء فشيء فاستجابت سما سريعا دون جدال وقد تفرق الجميع بسبب الزحام عند دخول العروس مع أصوات الابواق العالية....
اشارت صافي لاريكة حتى تجلس عليها سما وقالت :- هبعتلك بقية صحابك دلوقتي
خرجت من الغرفة سريعا بحثا عن الفتيات حتى وضعت سما يدها على رأسها ولم تنتبه للذي دخل من باب الشرفة المطلة على الحديقة واغلق باب الغرفة من الداخل حتى لا يدخل احد.....
تفاجئت سما بوجود آسر بعينان تشتعلان كالبركان وهو يصرخ بها ويهزها من معصم يدها :-
_ لو شوفتك تاني واقفة مع خالد مش....
ليتفاجئ آسر وهو بغمرة غضبه وثورته برأسها الذي وقع على صدره....
*****
تفاجئت للي بيد قوية خشنة تجذبها من يدها وهي تنظر للعروسة بابتسامة....التفتت لترى عين وجيه قد احمرت من الغضب وعيناه تدوران على منحنى عنقها العاري.....دون أن يحدث شجارا أمام الجموع خلع سترته ووضعها على كتفيها ثم جذبها للخارج بقوة....
اعترضت للي بابتسامة :-
_ لسه هسلم على العروسة استنى !!
لم يجيبها بل اكمل طريقه وسط الزحام حتى خرج من الفيلا وهي بقبضة يده الحديدية....
دفعها بداخل السيارة بعصبية فبدأت تقلق من غضبه وملامحه التي لا تنبأ بالخير....قالت بتلعثم وهو يجلس بجانبها أمام مقود السيارة :-
_ طب ممكن تهدا ؟
اطرق على المقود بشراسة جعلتها تضع يدها على اذنها برعدة من جسدها وهتف :-
_ احمدي ربنا أني قدرت امسك اعصابي اصلًا ومهنتكيش قدام الناس !!
طفرت عينيها دموع خوف من غضبه بهذا الشكل المظلم وقالت :-
_ الفستان مش عريان للدرجادي على فكرة !! انا كنت بلبس زيه من غير فرو !!
اشتعلت عيناه بنيران الغضب وصرخ بوجهها :- ماتنطقيش كلمة زيادة ، انا مش طايق ابصلك اصلا
للي بضيق :- لو تسمعني وتعرف اللي حصل يمكن تهدا !!
هتف بعنف وتحولت عيناه لكتل كالجمر المشتعل :-
_ ايه المبرر اللي يخليكي تظهري بالمنظر ده ؟! لو كنتي متعودة انك تلبسي القرف ده فمش هينفع معايا ، ولو وافقت انك تلبسيه لأنه كان مداري لكن بمجرد وصولك هنا عملتي اللي انتي عايزاه وخلتيني مغفل !!
للي بذهول :- وجيه ماتفكرش كده !! اسمعني الأول لو سمحت وأعرف اللي حصل...
جاهد كي لا يصفعها على وجهها من حدة غضبه حتى قاد السيارة بسرعة عالية جعلتها ترتجف وانكمشت بداخل سترته السوداء....
تابع من هنا: جميع فصول رواية عاد لينتقم بقلم شيماء طارق
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا