مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الحادى والأربعون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الحادى والأربعون
أنا جانبك وهفضل جانبك للأبد...أنا قدرك
كانت متعلقة برقبته ، تشدد قبضتها لتحتمي بصدره لتبتعد مسافةً بسيطة فجأة ،انتابتها قشعريرة من هذه الكلمة ريثما أنه هو نفسه يرددها وبهذا الوقت !!
تطلعت به وكأنها ستغيب عن الوعي بعد دقيقة ، تلعثمت في القول ورددت:- قدرك !!
ابعد خلصة التصقت بجبينها ، رقة يديه على بشرة وجهها انعمت شيء بالقلب للتو تحدث ، أجاب بابتسامة صادقة :-
_ مستغربة ليـه ؟! مش أول مرة اقولهالك ! وبعدين أنا سمعتك وأنتي بتردديها دلوقتي...خايفة كده ليه يا للي ؟!
تنهدت بشيء من الراحة لم تعرف لما تسلل لها ، تعلقت برقبته كالطفلة مرة أخرى وقالت :-
_ كل حاجة حواليا بتخوفني الا أنت ، حتى الهدوء بخاف منه ، صوت الهواء ، وأي وش غريب عني بيخوفني...انا محتاجة أطمن لحد ما أبطل خوف..
حاصر جسدها بين ذراعيه بضمة قوية ثم قال بعد تنهيدة عميقة :-
_ أنا عارف أن اللي فات مكنش سهل ، بس دلوقتي خلاص كل شيء انتهى وبقيتي في الآمان...إلا لو كنتي خايفة مني بقى !!
قال ما قاله بشيء من المرح ظهر بصوته فنظرت له بعتاب وقالت :-
_ أنا ما خوفتش منك حتى وأنت بتحاول تقسى عليـا ، بس انا ما اتعودتش على الفرحة يمكن ، في فرق رهيب بينك وبينه يا وجيه ، فرق زي المر والعسل...
قال بهدوء رغم ما شعر به من غيرة لذكرها الماضي:-
_ أنسي يا للي ، انا بضايق لما بتجيبي سيرته ، لما احس أنك فكراه حتى لو بتكرهيه ، أنا ما اقبلش يقاسمني في تفكيرك حد !
رغما ابتسمت ، تحب نظرته عند الغيرة ، ونبرته صوته عند الغيرة ، حتى تنهيدته الغاضبة تبدو جميلة...
ابتعد بنظرته بعيدا عن عينيها ،تلك الماكرة تتسلى بغيرته ، وأن كان غاضبا من ذلك ، فتوجد ابتسامة أيضا بداخله من مكرها ، حبيبة الروح تثير جنونه ، يحب معها كل شيء..
فالرجل يثيره المكر الأنثوي ، يجذب رجولته وفكره ، شيء هام يُكمل زخرف الأنوثة بعينيه...
تلاعبت بمشاعره بنظرة عينيها المتسلية بابتسامتها الماكرة ربما أرادت أن تنأى عن فكرها تلك المكالمة الهاتفية...ومدى روعها منها...وقفت على أطراف أصابعها لتصل إلى أذنيه وهمست بنعومة تضعف ثباته :-
_ أنا لما قابلتك قلبي كان مقفول عمره ما اتفتح لحد ، ولما حبيتك كنت أنت أول واحد يسكنه ، صدق أو ما تصدقش ، انا ما اتجوزتش غيرك ، وأول جوازة حاسة أني فقدتها من ذكرياتي
شدد يده على خصرها بتملك وقال بقوة بقرب عينيها :-
_ يبقى ليه خايفة ، ليه بتفتكري ؟!
نظرت لعينيه بعشق وقالت :- خايفة لأني مش مستعدة لأي مفاجآت ممكن تفرق ما بينا ، ولأن بكرة مجهول ، خايفة لأني مش هقدر أعيش من غيرك لحظة واحدة...
اخفى ابتسامته وقال :-
_ المفروض كده أنك صالحتيني ؟!
عبست ملامحها وقالت وهي تبتعد عنه :- اوك ، اوك مش عايزة اكلمك !!
كادت أن تتوجه للشرفة حتى جذبتها يده والابتسامة العريضة على محياه وقال بهمس وبضمة قوية :-
_ لو ابتسمتي همد شهر العسل يومين كمان
قالت مبتسمة بسخرية :- طب لو ضحكت ؟
ضحك عاليا ثم قال :-كده تبقي طماعة فعلًا لأن ورايا شغل كتير مستنيني ، بس اكيد في أقرب وقت هسرق كده كام يوم من الشغل ونسافر في أي مكان تحبيه
ابتسمت له برضا تام ومحبة حتى وضع قبلة على رأسها وقال برقة :- بحبك
*******
**بمنزل كاريمان**
تلقت كاريمان اتصال هاتفي فاعتدلت في فراشها وأخذت الهاتف من جانبها واجابت :-
_ اتصل بيكي ؟ شوفتيه بعد الحفلة ؟
تأففت كاريمان من هذه الفتاة وأوامرها التي لا تنتهي فأجابت :-
_ ما اتصلش ولا بيرد على مكالماتي ، بفكر اروحله واطب عليه في شقته اللي بقت مكتب !!
فكرت شاهندة للحظات ثم قالت بعصبية :-
_ طب خليها بعد كام يوم كده عشان ما يشكش في حاجة ، بس الفيديو اللي اتسجل من غير صوت !! وكمان المفروض أن جميلة كانت معاه يعني اللي بينهم المفروض أنه اتسجل ؟!!
نفذ رباط الجأش وهتفت كاريمان بعصبية :-
_ بقولك ايه احنا الاتنين مصلحتنا واحدة يا عنيا ، يعني تتعدلي وانتي بتكلميني احسن اهد المعبد على دماغك !!
وبصراحة كده انا اللي كتمت الصوت وخليته صورة بس عشان ما يبانش كان بيقولي ايه وكمان انا قفلت الفيديو لما طلعت وبقية خطتك ما قولتليش عليها ، يعني ماكنتش أعرف أن خطيبته هتكون موجودة وهيتكلموا
هتغت شاهندة بغضب :- أنتي ناسية نفسك بتكلميني مين يابتاعة أنتي !! لو كنت بعمل كده فانا في الاساس قريبته وبنت ناس محترمة مش تربية شوارع !!
قالت كاريمان بسخرية واحتقار:- طب ماشي يابنت الناس المحترمة هنشوفك هتعملي ايه لما اوري عيلتك الفيديو اللي انتي بتتفقي فيه على جاسر وعمالة تخططي....مش بيقولوا في المثل من حفرة حفرةٍ لأخيه ؟! اهو أنا سجلتلك زي ما سجلتيله بالضبط ، انتي مش هتغلبي بنت الشوارع يابنت...الناس المحترمة!
نهضت شاهندة من مقعدها وهي ترتجف من الخوف لكشف أمرها أمام الجميع ، قالت بأسف :-
_ أنتي اللي نرفزتيني على فكرة ، عموما مش مشكلة الفيديو كفاية مش مهم صوت ولو أن لو خطيبته طلعت معاه في الفيديو وهما لوحدهم كانت هتبقى احسن كتير..
كاريمان متابعة سخريتها باحتقار :- ماهو من غبائك ، لو كنتي عرفتيني الليلة كلها ماشية أزاي كنتي وصلتي للي عايزاه ، كده اللي بينا خلص ومش عايزة اسمع صوتك تاني
اغلقت كاريمان الهاتف بتأفف ثم قالت بنظرات متوعدة :-
_ اللي بينا يا جاسر ده لعبتي أنا لوحدي ، محدش هيستفيد غيري أنا وبس
******
بأحد المساجد في حي من أحياء القاهرة...بعدما ادى المصلين صلاة الظهر ورحل بعض النسوة من المسجد....جلست تقى "توتو" منزوية بأحد الأركان باكية بحرقة حتى أتت لها فتاة بخمارها الأبيض...كانت تشبه الأطفال في نظرات عينيها...ربتت على كتف تقى وقالت برقة :- بتعيطي ليه ؟
رفعت تقى رأسها ببطء وظهرت عينيها الحمراء من البكاء ، احتاجت للحديث ريثما مع أحد لا تعرفه ولا يعرفها ، تشتاق أن تعلن توبتها ، ربما كان الوقت متأخرا وهي على حافة الموت ، ولكن أن تبقى آخر رمق نفس بالحياة..فاستغفر الله
أجابت تقى بانهيار وندم :-
_ غلطت كتير أوي ، عملت حاجات بشعة ، كنت مستسهلة الذنب !! ذنب ورا ذنب لحد ما بقيت أشوف الغلط عادي !! أي غلط بقى عادي ، محستش بالندم عمري !
قالت الفتاة :- دموعك بتكدبك !! ما تجلديش نفسك..
هزت تقى رأسها بنفي وقالت باكية :- جيت بعد ما وقعت ، بعد ما بقى الموت قدام عيني في كل لحظة ، كان نفسي اجي وانا بقوتي من غير خوف يجبني
قالت الفتاة بابتسامة:- لسه فيكي الروح ، وندمانة ، وعايزة تتوبي بجد وجيتي لهنا بإرادتك ، خوف ومحبة...أنك لا تهدي الأحبة والله يهدي من يشاء...الله يهدي من يشاء
قالت تقى برجاء وتوسل :- يعني تفتكري ربنا يقبل توبتي ؟
الفتاة بذات الابتسامة:- ما أنا قلتلك ، الله يهدي من يشاء ، في ناس بتقابل ربنا وهي على معصية ، ما تابوش ، لكن وجودك هنا ودموعك دي بتقول أن ربنا عايزك وبيحبك...اخلصي النية في التوبة وقولي يارب...بقى اللي جابك هنا هيردك من غير ما يسمعك ويغفرلك ؟!
تقى بخوف ودموع :- طب لو مرضي وصلني للموت قبل ما اكفر عن سيئاتي ؟
اجابت الفتاة بلطف :- لحظة توبة حقيقية بعمر كامل من الغلط ، خير الخطائين التوابون...عايزة أقولك حاجة بصدق...يابختك لو قابلتي ربنا بعد توبتك...المهم دلوقتي أن توبتك تكون حقيقية ومترجعيش للي كنتي بتعمليه ابداً
قالت تقى ببسمة مرت على شفتيها رغم الدموع :- مش عارفة اقولك ايه ولا أشكرك أزاي ؟ انا حاسة زي ما أكون شوفتك قبل كده ؟!
تنهدت الفتاة براحة ثم قالت :- عندك حق يا تقى ، احنا اتقابلنا قبل كده ، أنا سعاد محمود الشهيرة بسونيا ، اتقابلنا زمان في كباريه من اللي كنت بشتغل فيهم...ولما مرضت كنت زيك كده بالضبط ، سيبت كل حاجة وجيت لأقرب مسجد وبكيت وتوبت، يمكن المرض اللي عندي لسه موجود بس انا راضية ومرتاحة...
يمكن اتقابلنا صدفة عشان تعرفي أن ربنا جانبك ومعاكي...ده ربنا بيقول سبحانه وتعالى_بسم الله الرحمن الرحيم
( "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (53) الزمر)
ابكي واندمي وتوبي وربنا هيسامحك...
ودعتها بابتسامة جميلة وهادئة ثم رحلت ، نظرت تقى للفتاة وهي تبتعد ، تذكرتها قديما ،منذ سنوات ،كان يُضرب بها المثل في المجون والخلاعة ، والآن هي فتاة صالحة ، يرق القلب لرؤيتها ، الله يغفر ، الله يغفر...
قالتها تقى لنفسها مرارا ، ابتسمت بأمل وأعين دامعة ، وتوجهت بردائها المحتشم اتجاه القبلة وبدأت طريق العودة...لربما الموت يأتي الآن ، وربما يأتي غدًا ، وربما يأتي بعد غد....لا يهم متى يأتي تحديدا مثلما يهم أن يأتي وقلب المؤمن يتلهف للقاء الله ربما في سجدة ، أو تسبيحة ، أو فرض تلهف له القلب للسجود ، ليقل متضرعا الى ربه أنه الفقير والله الغني الواحد الأحد...
*****
**بموقع العمل**
كانت جميلة قد انتهت من المعاينة حتى أرادت وبشدة معاينة ذلك الطابق الآخير فجأة...دون أن يدري أحد من العمال...توجهت اليه حتى اوقفها جاسر بتعجب وقال :- رايحة فين ؟!
أشارت له كي لا يحدث جلبة بالمكان وهمس :- هشوف حاجة وجاية
ضيق جاسر عينيه بدهشة وحيرة حتى ذهب خلفها ليكتشف ما تخفيه ورا هذه النظرات المترقبة....
بالطابق الآخير....
انتبه احد العمال لصعود احدهم فهتف بعجالة:- في حد جاااي ، اخفوا اللي معاكوا بسررعة !!
تفرق العمال بحركة سريعة وقلقة لإخفاء ما ينظمونه ببعض الصناديق...دخلت جميلة الطابق ومعها جاسر الذي كان يراقبها هي دون أي شيء آخر....
كان العمال استطاعوا أخفاء الصناديق بأحد الغرف البعيدة ، وقفت تتأمل وجوههم المتوترة بشك ! حتى وقعت نظرتها على شيء مدفون بكومة من الرمال المبللة بالماء....اقتربت له سريعا حتى أخرجته وازالت الأتربة من عليه...هي لا تعرف ماذا يكون شكل الجرعات المخدرة ولا حتى تعرف اسمائها...قالت وهي تنظر لما بيدها :- ايه اللفة دي ؟!!
اتسعت أعين الجميع بخوف حتى اقترب جاسر وأخذ منها اللفافة متفحصا....بمجرد أن بعد شرائط المخدرات التي تحتوي على أقراص مخدرة ضيق عينيه بذهول....نظر للعمال بنظرة غاضبة ، تطلعت به جميلة وادركت الأمر حتى قالت بهتاف :-
_ كنت شاكة من زمان أن في حاجات هنا بتحصل مش مضبوطة ، بالذات ما لقيت سيجارة الحشيش هنا وصناديق بتختفي وبتظهر فجأة !! انا لازم ابلغ البوليس ، اللفة دي بتقول أن ده اتجار مش تعاطي !!
اقترب العاملين منهما حتى هتف احدهم بعنف :-
_ وأنتي مين بقى أن شاء الله ؟ ضابط ولا قاضي ؟!
احتقنت عين حاسر بشراسة وهجم على العمال بلكمات عنيفة وهتف بغضب :- لو كلب فيكوا كلمها كده تاني مش هيكفيني سجنكوا !
جذبته جميلة حتى لا يتصاعد الأمر أكثر من ذلك واتى رئيس العمال راكضا بقلق ، تساءل :- في ايه يا بشمهندس ؟!
القى جاسر اللفافة بوجهه وقال :- في أنك بتشتغل مع عصابة بيتاجروا في المخدرات ، شوف اللي لقيناه هنا ، ويمكن أنت كمان معاهم ؟!
قال الرجل بصدمة :- يا نهار اسود ! حضرتك بتقول ايه ؟!
جلسر بعصبية:- اللي سمعته ، اللي بيحصل هنا كان كفيل يودينا كلنا في داهية ويضيع مستقبلنا بس أنا عارف هعمل ايه
رئيس العمال بتوسل :- يا بشمهندس اكتر العمال بيتعاطوا عشان يعرفوا يشتغلوا ، هما كده للأسف ، انا عارف أن من حقك تزعل وده خطر على شغلك لكن اوعدك ما يحصلش تاني...
جاسر بعصبية :- عشان اصدق كلامك لازم اشوف المكان كله ، مش يمكن في حاجة مستخبية هنا ولا هنا !
نظرت جميلة للعمال بنظرة متفحصة ، رأت الخوف والغظر بعينيهم ، ربما يحدث ما لا يحمد عقباه ، قالت وهي تجذب جاسر بقوة:- يلا يا جاسر ، الريس عنده حق
تعجب جاسر من تراجعها فهتف معترضا بالرفض...تظاهرت بالدوار وقالت :- انا حاسة أني دايخة ومش قادرة أقف ،ارجوك وصلني البيت دلوقتي...
شعر ببعض الكذب بقولها ولكن نظرتها تقل له احذر....اخذها وخرج من المكان بالكامل.....
وقف بالطريق خارج المبنى وقال بعصبية:- انتي كدبتي صح ؟! هو أنتي فكراني جبان ؟!!
قالت بنفي:- لأ طبعا ، بس قلقت منهم يا جاسر ، شكلهم فعلا زي العصابة والمجرمين ، لما قلت هتشوف المكان كلهم بصوا لبعض بخوف ، اكيد المكان ده فيه حاجة مخبينها ،مستحيل كانوا يسيبوك تكشفهم بسهولة كده ، أنا خوفت عليك
جاسر بضيق :- لو ده حقيقي فلازم نتصرف ، الموقع ده تحت مسؤوليتنا واي حاجة هتحصل فيه احنا اللي هنلبسها...
قالت جميلة بقلق :-
_ يبقى نفكر بعقل وأول حاجة لازم تحصل أن المشروع ده ينتهي باسرع وقت حتى لو هنسيبه لشركة تانية
جاسر بحيرة :- الموضوع مش سهل في عقود واتفاق !! انا هقعد مع ولاد عمامي وندور على حل والنهاردة..
جميلة بدعم :- وانا معاك
*******
بالمكتب.....
تجمع الشباب بمكتب واحد حتى روى لهم جاسر ما حدث...هتف يوسف بعصبية :- ولاد ال...ده احنا ممكن كنا روحنا في داهية بسببهم !!
آسر وكأنه حمد تلك الكارثة ليخرج غضبه :-
_ لو لغينا المشروع هيبقى في شرط جزائي احنا مش حمله دلوقتي ، ولو كملنا يا عالم ممكن يحصل ايه والمفروض أن العمال دول تحت اسم شركتنا وبيشتغلوا معانا مش مع صاحب المكان نفسه ...
رعد بتفكير :- احنا لازم نعرف المكان ده فيه ايه من غير ما حد يحس ، يمكن بيحصل فيه حاجات تانية ، هنسجل كل حاجة وانا معايا الكاميرا...
وافق الشباب على هذه الفكرة ليقل جاسر:- يبقى النهاردة عشان ما يلحقوش يهربوا اللي مخبينه...
في الخارج قد تجمع الفتيات أيضا ....سىدت جميلة ما رأته لتقل حميدة بغيظ:- ولسه فاكرة تقوليلي دلوقتي ؟!
اجابت جميلة بتوتر :- مكنش في حاجة تخليني اتأكد انهم كده
رضوى بحيرة :- المهم دلوقتي هنطلع من الحكاية دي أزاي ؟!
سما بعصبية:- لازم يبقى في حل والا ربنا يستر بقى
خرج الشباب من المكتب وخرجوا جميعا عصبة واحدة دون كلمة لمن يقفون ينظرون اليهم بقلق....
قالت حميدة بقلق :- هما رايحين فين ؟!
جميلة بقلق :- ربنا يستر
سما بخوف :- تبقى مصيبة لو رايحين الموقع !!
رضوى بتوتر :- أنا خوفت !!
*******
مر ما يقرب من اربع ساعات.....قد انتظر الفتيات جميعهن في المكتب ولكن لم يصل أي احد من الشباب...اتى سقراط للمكتب بنظرات غاضبة وهتف بيهنّ:-
_ ماترجعوا الفجر احسن !! انتي لسه هنا ليه يا ولية انتي وهي؟!
قالت حميدة بعصبية:- ولاااا انا مش طايقة حد قدامي السعادي ابعد عني احسنلك
سقراط بسخرية:- يام يام يام ، خوفت !!
سما بانفعال :- الشباب مختفيين ومرجعوش لحد دلوقتي يا سقراط وقلقانين عليهم
قالت رضوى:- يارب ما يكونوا بيتعاركوا
ضيق سقراط عينيه بعمق وقال :- هو ايه العبارة ؟ فهموني يمكن اساعدكم
روت سما له ما حدث حتى خلع سقراط معطفه الصيفي ثم ارتداه مرة أخرى... لوت حميدة شفتيه بسخرية حتى قال بنظرة ضيقة:-
_ جيتوا في ملعبي....القوة والعراك ده بتاعي أنا مش النايتي اللي هتتجوزوهم !!
حميدة بغيظ وهي تشير له ليصمت :- لم لسانك لقوم عليك ابططك !!
جميلة وهي تحمل حقيبتها :-
_ مستحيل استنى اكتر من كده ،انا رايحة الموقع حالًا ويحصل اللي يحصل
ركضت جميلة وتبعها الفتيات حتى رتب سقراط خصلات شعره الخشن وقال بغرور :- أنا اللي هنقذهم ، حلاوتك يا معلم سقراط
*****
بموقع العمل......
رفع رئيس العمال السلاح بيده ثم أشهره على المقيدين الأربعة وقال بسخرية:- بقى انتوا بقى اللي جايين هنا عشان تكشفونا !!
هتف يوسف ويداه وقدميه موثقين بحبال سميكة :-
_ ما تعملش فيها راجل واحنا متكتفين ،فوكني وشوف هعمل فيك ايه !!
وكزه رعد وهمس:- اسكت يا يوسف ، استنى
توجه رعد بالحديث مع الرجل وقال :- هتعمل ايه يعني ؟! قول اخرك !
قال الرجل بضحكة ساخرة:- ما تخافش يابطل ، مش هموتكوا ، بس هطلعكم من هنا متكسحين
كان جاسر يرمقه بشراسة وصمت ولولا تلك الضربة التي تلقاها على رأسه ما كان ليستطيع احد قيده بهذه البساطة....
قال آسر بعصبية :- قول أنت عايز ايه ؟
نظر الرجل لهم بصمت وظل يفكر لبعض الوقت.....
تسلل الفتيات بخفاء للمبنى حتى الطابق الأخير....اشارت حميدة لهنّ ان يحذروا من احداث أي صوت يظل بوجودهنّ....أخذ الصعود بخفاء وبطء بعض الوقت حتى اختفى الفتيات خلف السور الخارجي للمبنى وشهقت كلا منهنّ عندما رأو هذا المشهد....صرت حميدة على اسنانها بعتف وتمتمت :- يابن ال...
قال جميلة بخفوت وقلق :- ده اللي كنت خايفة منه !
سما بخوف حيرة:- هو..هو سقراط فين ؟!
رضوى وهي تبتلع ريقها :- اختفى معرفش راح فين !!
أشهر الرجل سلاحه نحو يوسف وقال :- أنا هموتكم بلا وجع دماغ ، لو سيبتكم هتقرفوني وهتبلغوا عني ، واظن انا ماليش علاقة اكيدة بواحد فيكوا ومحدش هيشتبه فيا ولا في واحد من رجالتي
شهقت حميدة بذعر وتبعها الفتيات حتى قفز سقراط أمام الرجل فجأة وخلع نظارته الشمسية وكأنه يؤدي مشهد سينمائي وأشار للرجل قائلا :- هتعمل ايه يابغل أنت ؟!
تابع من هنا: جميع فصول رواية عاد لينتقم بقلم شيماء طارق
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا