مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث والأربعون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث والأربعون
_ملفك جاهز عشان تاخديه...لقيت البديل وتقدري تسيبي الشغل.
ربما نعرف أن المطر آت ولكن عند سقوط قطراته الأولى نتفاجئ !!
كانت تعرف أنها سترحل بعد بضع أيام...هي من قررت ذلك !
ربما يتضاعف الألم عندما يكن قرار الفراق بيد من نحب...ليس مرغمـًا ، ليس لشيء سوى أنه يريد ذلك !!
البكاء...ربما يعصف الآن بعينيها...
وربما يهجر نظراتها حد الألم لدموعٍ تتلهف عينيها إليها لتستريح !
قال ذلك بنظراتٍ شرسة...كأنه ينتقم لشيء هو وحده يعرفه !!
ربما صفعة لم تكن باليد...ولأول مرة ترى أن للكلمات سوط يجلد وخنجر قاتل !!
نشبت أفكارها المعارك مع نبض يتوق إلى قربه..
ومع كبرياء يجلس على العرش ويتحكم بخطواتنا !
دائمـًا كان يتمسك ، ويقل لا تبتعدي وبه ما به من أخطاء ، كانت تسرق من أصراره بالقرب أملًا يستند إليه القلب مبررا البقاء ! وحتى لو لم تقل ذلك ولكنها كانت تأمل ذلك..
وبتصريح حاد اعلن تخليه ! ويبدو وكأنه يلفظها خارج حياته كالشيء الذي لا يعنيه...
حقا صدمت...غضبت..تألمت...ولم تكن تتوقع ذلك وهي من تخلت عن عنادها منذ قليل ،ورفضت الوظيفة الأخرى مع المدعو "خالد"
على قدر شراسة عينيه ولكن هناك شيء غامض يطوف بهما ، شيء وكأنه يبكِ كالطفل على فراقها...
لم يضيف كلمة أخرى...بل لم يريد أن يستمع ولا ينظر إليها وهي من تجسد الآن الخيانة بنظره ، ربما كانت تتحدث فقط وهذا ليس دليل قاطع بالخيانة ،ولكن عقدته القديمة ثقبت الثقة بداخله اتجاه حواء...أصبح أقل الأشياء بعيناه خيانة..
ابتعد...ما كان عليه أن يفعل ذلك
انفصل عنها ببضع خطوات تتسع كلما مر خطوة...صوت سيارات الطريق حولها كصوت الشجار بخاطرها وبنبضها...
اختفى آسر بداخل المبنى سريعا ، قال خالد مستغلا الوضع الذي انقذه من اليأس بقربها :-
_ لسه عند رأيك وبترفضي الشغل معايا ؟! اكيد في أسوأ الأحوال عمري ما هتكلم بالأسلوب ده !
الرجال لا أمان لهم...هكذا ولد بداخلها هذا الأمر...لم تنتبه كثيرا بما قاله خالد ولم تُجيبه حتى ساقتها قدماها لداخل المبنى....
******
قد مر "آسر" من أمام حميدة منذ لحظات إلى مكتبه...صفقة الباب القوية وملامحه التي تتحدى العبوس والعنف تقل أن شيء ما قد حدث....
نظرت حميدة بتوتر وقالت :- استر يارب
ثوانٍ فقط وقد طلت سمـا بذات الملامح القاسية في تعابيرها...
نهضت بقلق وقد أرادت الاستفسار منها ولكن سما لم تترك مساحة للحديث مع أحد...كأن العالم قد خلا إلا منه فقط...
فتحت سمـا باب المكتب بعصبية وعنف...لم تبكِ..رغم أنها تتمنى ذلك !! رد الألم بمثله هو الأهم الآن...القسوة بالقسوة ، والفراق بالفراق...والبادئ سيندم !
دخولها المكتب كان يبدو وكأنه اقتحام ، ثورة انتقام ، غضب متقد بالنيران...اقترب للمكتب الذي جلس أمامه في سكون غريب ، ليس سكون هادئ...وانما كالألم بعد الصفعة...أو كمثل شعور أول قطرة دم تنزف بعد الطعنة...اطرقت على المكتب بكل قوتها وهتفت بشراسة :-
_ أنت أزاي تكلمني بالأسلوب ده ؟! أزاي تتكلم عني كده ؟!
لم ينظر لها بل ظل ناظرا للمكتب للحظات بصمت ثم بتر صمته بحركة بسيطة من يده وفتح أحد الأدراج...
لحظات وكان أخرج الملف الخاص بها...دفعه على المكتب وقال من بين أسنانه :- مالكيش مكان هنا ، مش ده اللي كنتي عايزاه ؟!
ثورتها أصبحت جمود ، لا صوت ،ولا حركة ، بل وكأن جسدها أصبح تمثال حجري...بهذا البساطة !!
إذن جعلها تعمل لهذا الأمر...كي يكن له فقط القرار في رحيلها !!
إرضاء غرور ؟
عجرفة وتحدي ؟
أنانية ؟
أم كره ؟!
يبدو وكأنه جميعهم ! ويبدو أنها اخطأت خطأ فادح في عودتها مرة أخرى...دلفت حميدة للمكتب وللعجب ظهر خالد الذي نظر للملف على المكتب بنظرة خبيثة...رمقه آسر بكره واحتقار ، بنظرة الضحية للمجرم ، أو المظلوم للظالم...تناول خالد الملف بثبات من على المكتب وقال قنبلته الموقوته :-
_ أنتي رفضتي تشتغلي معايا واقتنعتي تكملي هنا ، بس أنا شايف أن هنا مش مناسب ليكي وكويس أن ده حصل قدامي وهجدد عرضي تاني...تشتغلي معايا ؟
رحبت عينيها بالدموع وهي تنظر له...كان وجود خالد كضوء يكشف العتمة...يكشف حقيقة وقعت بين الراحة والضيق في اظهارها...
ضيق آسر عينيه بصدمة....خالد وبهذه المواقف يستخدم المكر أكثر من الأكاذيب ...اذن أنه لا يكذب ، وما المبرر أن يكذب ؟! انتفض من مكانه كأن جسده لامسته صاعقة كهربائية...ردد بذهول :-
_ هي سما..كانت عايزة تكمل هنا ؟ رفضت تشتغل معاك ؟!
هتفت بصوتٍ عالِ...ظهر به البكاء وقالت :- أنسة سما ما تتعداش حدودك !!
نظر إليها بسيل من الأسف والندم الصامت ،ربما كانت عينيه تضخ الألم أكثر منها ! خرجت من المكتب راكضة...حتى لا يرى انهيارها
لملم خالد الأوراق بالملف الخاص بها ثم رمق آسر بنظرة منتصرة...كأنه يريد الاثبات أن الاستقامة وحدها لا تكفي للربح !! هكذا يوسوس الشياطين !
ظل آسر ينظر لمدخل الباب...خطوات رحيلها ، لحبيبته الذي ابعدها بغبائه واندفاعه وعقدته اللعينة ، ليتها تعرف ماضيه ، وليته يستطع أن يخبرها...لربما كانت تعذره ، أو تأخر الفراق لخطوة أخرى ، لفرصة أخرى....لم يدري كيف خرج خالد أيضا من المكتب...
كان مصدوم كليا...تبلد كالجليد ، انصهر كالثلج تحت شعاع الشمس ولم يصبح صامدا...عينيه تائهة ، هجرت الهدوء والثبات ، تنتفض بذعر من الم الفراق ويبدو أنه خسرها للأبد....
بالكاد استفاق من تيهته وركضت قدماه اتجاه الباب لينقذ آخر سبل القرب ، قالت حميدة بعدما شاهدت المشهد بصمت أقرب للدهشة :-
_ بعد ايه ؟!! أنت خسرتها خلاص !!
استدار بنظرة عنيفة وحادة هاتفا :- محدش هيقرر ده غيري أنا وهي !
حميدة بسخرية والم بعينيها :-
_ هي قررت من زمان بس آخر أمل جواها خلاها تبدأ تفكر تاني ترجع ، بس الأمل خلاص ضاع ، يمكن كمان ضاع للأبد
هز رأسه رافضا الأمر بشدة...وألم ، وحزن يملأ عينيه وسارع للحاق بها...
**********
وقف "خالد" أمام سيارة الأجرة التي اوقفتها سما وقد انخرطت من البكاء للحظات فائتة...ربما استطاعت بالكاد أن تتماسك أمامه...حتى لا يرى ضعفها المهاجر منذ الآن...
قال بلطف :- مش هسيبك لوحدك وأنتي بالحالة دي !
جلست داخل السيارة ولم تريد الاجابة عليه ،كان يصر أن يقلها بسيارته ولكنها رفضت ذلك...تريد الانفراد بدموعها...بأنفعالها وبكائها ،بضعفها وقوتها ، بكل شيء فيها
وبسخف اقتحم خالد انفرادها وجلس بجانبها داخل سيارة الأجرة...وقف آسر على بُعد خطوات بعدما وقعت عينيه عليها وهي تجلس ويعقبها خالد....نظر إليها بشيء من الاعتذار والعتاب !!
يعرف أن العتاب ليس للمخطئ ،هو اذنب بحقها ، ولكن يأمل ولو قليلًا !
رمقته للحظة بألم يطوف بالقلب طوفا ثم اشاحت نظراتها عنه ، لجهة أخرى ،ووجهة أخرى ، وربما تكن لرجلًا آخر....
**************
عند الساعة السادسة مساءً....
وقفت سيارة وجيه أمام القصر...قد عاد من رحلة شهر العسل الذي اقتصرت بعدة أيام نظرا لأنشغاله بالمهام...وأزدحام جدول اعماله...قالت للي بابتسامة بها شيء من التذمر :- شهر عسل عبارة عن أسبوع !!
اطلق "وجيه " ضحكة اظهرت صف أسنانه البيضاء ،وابتسامته الجذابة ، ونظراته التي تخطفها....قال :-
_ ما أنا وعدتك هعوضك ! وبعدين ما تنكريش أنه كان أسبوع ولا في الأحلام ، بس بصراحة احلى أسبوع مر عليا
تعلقت بيده مبتسما بسعادة وقالت :-
_ من أول يوم عرفتك وابتدت أحلى أيامي رغم أن فعلًا ده أحلى أسبوع عشته ، تتعوض قريب بأذن الله
تشاركوا الابتسامات حتى دلفوا للقصر الفسيح وصولا إلى للجناح الخاص بهما في الطابق الثاني....
*************
وقفت حميدة وقد حملت حقيبتها استعدادا للرحيل حيث قالت لرضوى الذي اخبرتها عن أمر الخطوبة....قالت حميدة بتهنئة :-
_ مبروك يا رضوى....لولا اللي حصل مع سما النهاردة كان زماني بتنطط من الفرحة....رعد عاقل وهيصونك..وبصراحة كنت متوقعة أنه هيتقدملك قريب
ضمتها جميلة وقالت :- مبروك يا حبيبتي ربنا يسعدك يارب ، معلش هي ظروفك جت مع موضوع سمكة...عايزة اروح بسرعة واطمن عليها
رضوى بضيق :- والله أنا مش حاسة بفرحة بسبب سمكة ، يلا بينا نروح
رحل الثلاثي من المكان حتى الحي الشعبي الفقير....
بغرفة السطوح.....
رتبت المكان باهتمام زائد....بهمة عالية ، بطاقة ألم يكتسح حنايا قلبها ، ربما أرادت أن تنشغل بشيء عدى البكاء ! يكفي بكاء
دلف الفتيات للغرفة ووقفوا ينظروا للمكان بتمعن...يعرفون أنها بذلك تتحدى الألم ولا تترك له وقت للتفكير فيه...نظرات القلق غمرت أعينهنّ..
قالت حميدة بألم :-
_ كان مصدوم ، وعلى فكرة نزل وراكي على طول ومن وقتها ما شوفتهوش تاني !!
اكدت جميلة :- جاسر ورعد ويوسف بيدوروا عليه من الضهر ومش لقيينه ، ممكن يكون فهم غلط
هتفت رضوى :- خلاص بقى كفاية نكد ، نقولها خبر يمكن يفرحها
نظرت رضوى لسما واعلنت خبر خطوبتها بعفوية...بمحاولة أن تخفف وطأة الألم بقلب صديقتها...نظرت سما لهنّ....امتلأت عينيها بدمع جاهدت ساعات كي لا يندفع من عينيها وقالت ببكاء :-
_ يعني أنتوا كلكم هاتسيبوني لوحدي هنا ، أنا والله فرحانة عشانك يارضوى بس انا بخاف اقعد لوحدي ، هرجع يتيمة تاني وماليش حد
اندفع اليها الفتيات وانخرطت كل واحدة بدموعها ....قالت حميدة وهي تقاوم دموع عينيها وتضم سما بقوة وكأنها طفلتها :-
_ ما تقوليش كده يا عبيطة ،يتيمة ده ايه !! واحنا فين ؟! ثم أن مش هنبعد عنك كتير ، انا وجميلة هنكون في البيت اللي قصادك ورضوى هتسافر مع رعد وهترجع بعد شهر أو شهرين لسه مش عارفة...
مسحت سما عينيها بمحاولة الابتسامة وقالت رغما :-
_ انا بهزر معاكوا انتوا صدقتوا ولا ايه ؟! ما انتوا عارفين مقالبي ! أنا مش بخاف من حاجة واقدر أعيش لوحدي عادي ده حتى هنام براحتي من غير ما تزهقوني
قالت ذلك بصوت يهدد بالعودة للبكاء لتقل جميلة بحنان :-
_ مش هنبعد يا سمكة ،وبعدين مين عارف مش يمكن تبقي معانا ؟
احتدت نظرة سما للتلميح الذي ظهر بجملة جميلة وقالت :-
_ لا انا لسه بدري عليا ، ناسية الموضوع ده دلوقتي
حميدة بتساءل :- هو خالد كان مستنيكي ليه ؟ مافهمتش بالضبط !!
تنهدت سما بقوة....وبثقل الألم ، أجابت :-
_ عشان يعرف هشتغل معاه ولا لأ ، كنت رفضت واعتذرلته ، بس حصل اللي حصل ، مقدرتش ارفض بعد ما ....
قطعت حديثها حميدة وقالت :- بعد ما آسر زعقلك ! خالد ده مش سهل يا سمكة !! أصراره تشتغلي معاه قلقني ! اشمعنى أنتي ؟!
جميلة :- سما وقعت بين أتنين وكل واحدة شايفها عكس التاني....يمكن أصرار خالد عليها عشان بترفض
حميدة بحيرة :- مش بس ده السبب ، أنا حاسة أنه بيتحدى آسر وخلاص ، اقطع دراعي لو مكانش ده السبب الاساسي
رضوى بتعجب :- وهيتحداه ليه ؟!
أجابت حميدة بضيق :- غيرة....اللي أعرفه أن خالد بيغير من آسر وجاسر ويوسف ورعد كمان ، عايز يبقى احسن منهم وخلاص ، انا فهمت كده من يوسف النهاردة...
سما بحدة وقرار لا رجعة به :- وانا وافقت اشتغل معاه ، أنا محتاجة اقف مش اقع ، كل أسبابه ترجعله انا هشتغل وبس..
************
***بقصر الزيان***
أطرق وجيه على مكتبه عدة طرقات غاضبة بعدما تلقى مكالمة هاتفية وعلم بما حدث مع الشباب منذ عدة أيام.....احرى اتصال هاتفي على يوسف وقال بعصبية:-
_ ايوة يا يوسف....هاتلي ولاد عمامك وتكونوا في القصر بأسرع وقت
يوسف بقلق :- حصل ايه يا عمي ؟!
هتف وجيه :- اللي بقولك عليه تنفذه يا يوسف ولما تيجي هتعرف
انتهى الاتصال لتدلف للي للمكتب بخوف وارتجاف عندما انتبهت لصوته وهي بالحديقة تجمع بعض الأزهار....قالت بقلق :-
_ حصل ايه يا وجيه ؟!
تطلع بها ولاحظ عينيها المرتعبة ، لانت ملامحه قليلًا وأخذها بضمة قوية قائلًا :- مافيش حاجة يا حبيبتي ما تقلقيش
رفعت نظرتها لعيناه وقالت :- طب ليه كنت بتزعق وصوتك كان عالي أوي كده انا جيت جري لما سمعتك !
وجيه بضيق :-
_ أول مرة احس أني مش مسؤول ، وأني اهملتهم ، أول مرة أحس أن قراري ببعدهم عني كان غلط ، دول ولادي...قسوتي عليهم عشان يتعلموا مش عشان اضيعهم ،لازم يرجعوا القصر ، مش مهم اي حاجة المهم يبقوا في أمان
للي بعدم فهم وقلق :- طب فهمني حصل ايه ؟
اخبرها وجيه بما علمه من ضابط الشرطة قريب العائلة فشهقت بصدمة...قالت :- معقول !! والبنات كمان كانوا معاهم ؟!
وجيه بعصبية :- للأسف ، يعني المصيبة كان ممكن تتحول لكارثة وأنا مش داري ، أنا عرفت مين ورا اللي حصل
تساءلت للي بقلق :- مين ؟!
وجيه بنظرة تريد الانتقام :- الد أعدائي في السوق...هو اللي ورطهم في الموقع ده وكتب عليهم شرط جزائي كبير عشان مايعرفوش يتنازلوا عن المشروع....استغل موقفي معاهم ضدهم وضدي...أنا غلطان وكان لازم احسب اللي حصل ده من الأول....
للي برفق :- طب اهدأ....أنت بس عشان متعصب وما تنساش أن موقفك خلاهم يعتمدوا على نفسهم واشتغلوا بجد...ما تظلمش نفسك
وجيه بألم :- كل ما اتخيل أن واحد فيهم كان ممكن يجراله حاجة احس أني مش قادر ولا عارف افكر ، أنا عايزهم حتى لو مستهترين بس مافيش واحد فيهم يتلمس منه شعرة...
وضعت رأسها على صدره ثم حاصرت يديها خصره وقالت برقة :-
_ المهم دلوقتي أنهم بخير....اقعد معاهم واتفاهموا بهدوء ، طالما مافيش حاجة حصلت يبقى لازم تهدأ....
*********
وقفت سيارة سوداء أمام بوابة القصر...ركض البواب هاتفا بترحاب شديد وقال :- ده القصر والدنيا كلها منورة بيكم....يا مليون مرحب
خرج الشباب الاربعة من السيارة واحدا تلو الآخر.....
وقفوا بعد ذلك بصفا ينظرون للقصر نظرة مشتاقة فقال يوسف :-
_ كأني ما شوفتهوش بقالي سنين
جاسر بنظرة ملتهفة :- على اد ما فيه ذكريات وحشة كتير ، بس فيه كام ضحكة مستخبية في كل حته فيه
آسر بنظرة مؤلمة :- جواه كان وحدة....وبراه لقيته سجن !
رعد بنظرة متفائلة :- كأني رجعت لبلدي بعد الغربة...وحشني والله
دلفوا للداخل بخطوات سريعة......
**بغرفة المكتب**
وقف وجيه أمامهم ونظر لكل واحدا منهم بنظرة أبوية تبعث الطمأنينة ثم قال بحزم :-
_ أنا قررت أنكم ترجعوا القصر والشركة ، بعد اللي حصل مستحيل اسيبكم بعيد عني تاني....
جاسر بسخرية ومرارة :- لا يا عمي...احنا اخترنا طريق ولازم نكمله للآخر ، ماينفعش نتراجع بعد ما خلاص قربنا ننجح
يوسف بتعجب :- اللي حصل ده ممكن يحصل في بداية أي شركة لسه جديدة في السوق...عشان نتعلم هنقابل كتير
رعد بهدوء :- سيبنا يا عمي ، عشان ما نرجعش نعتمد عليك من تاني
صمت آسر ولم يتحدث مثلهم....
قال وجيه بحدة :- اللي حصل ده هيتكرر تاني وتالت لأن انا اللي بتحارب فيكوا ، لما خدت قراري أنكم تعتمدوا على نفسكم واسحب منكم كل شيء ما افتكرتش أن ممكن حد يأذيكم عشان يحاربني ويهزمني....اللي ورا اللي حصلكم واحد أعرفه...عمل كده عشان يكسرني....لو عايزين تكملوا شغلكم يبقى من خلال الشركة...ويبقى معاكم محامي يتولى كل الأمور وتبقوا جانبي وتحت عيني....شغلكم زي ماهو ، كل اللي هيتغير المكان فقط وانكم هترجعوا للقصر...
قال آسر شيء جعل الشباب في صدمة :-
_ أنا موافق ارجع الشركة يا عمي...
نظر له الشباب بذهول حتى قال جاسر :- أنت اللي بتقول كده ؟!
اخذت الصدمة عقل رعد في البداية حتى فهم سبب الموافقة وصمت....يبدو أن آسر قرر الصدام مع خالد لا محال...
يوسف بتفكير :- ياعمي...بس
وجيه بصرامة :- مافيش بس يا يوسف ، انا اللي مشيتكم وانا اللي رجعتكم...مشيتكم محبة ورجعتكم خوف ومحبة وماتنسوش أنكم ولادي ، مافيش أب بيتخلى عن ولاده يا اغبيا...
نكث الشباب رأسهما للأسفل خجلا ووقارا لعمهما الذي بمثابة والدهما..ظهرت ابتسامة على ثغر وجيه وقال :-
_ من بكرة هننزل الشغل مع بعض كلنا ،والمرادي اللي هيغلط غلطة واحدة هيتعاقب واظن فيكم اللي خلاص فاضله فترة بسيطة ويبقى مسؤول عن أسرة....يعني غصب عنكم تنسوا استهتاركم بتاع زمان ، فاهمين ؟
هز الشباب رأسهما بموافقة وأجاب بصوتٍ واحد :- فاهمين يا عمي
*********
بالمساء......
انتظرت للي زوجها حتى بدأت تمل من الانتظار....كانت جالسة بمقعد بشرفة الغرفة حتى شعرت بثقل رأسها بغفوة هجمت على رأسها....غفت للحظات حتى انتبهت بعد مدة لا تعرف أن كانت غفت فيها لساعات أم لدقائق....مرت أنامله على بشرة وجهها برقة...ابتسمت له بكسل وقالت :-
_ اتأخرت !
نظر وجيه لساعة يده وقال بتسلية :- لسه بدري على فكرة ،الساعة ٩م
قالت بلوية من شفتيها :-
_ استنيت اتعشا معاك ، شكلك بدأت تنساني !
جذبها من يدها لتقف ثم حاصرها بين ذراعيه بلهفة ونظرة اشتياق قائلا :-
_ ده شكل واحد ناسي ؟! أنا سيبت كل حاجة وجيتلك
تعلقت برقبته بضحكة وقالت بمرح :- بما أنك هتروح الشغل بكرة ، هتصل بيك كل شوية ارخم عليك ، مش هخليك تعرف تشتغل
قال بتحدى وابتسامة :- قبلت التحدي
قالت بتأكيد وضحكة :- هتخسر
قبل رأسها بحنان وتلاها ضمة قوية قائلا :- أجمل خسارة في العالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية عاد لينتقم بقلم شيماء طارق
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا