مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الرابع والأربعون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الرابع والأربعون
بعدما انتهى الحديث بين العم "وجيه" وأبناء أشقائه انسحب آسر سريعا إلى غرفته...نظر الشباب الثلاث لبعضهم البعض بحيرة وتعجب من أمره وقرروا التحدث معه....
**بغرفة آسر بالقصر**
وقف الشباب الثلاث ينظرون إليه بنظرات حائرة منها وغامضة...قال جاسر بحدة :-
_أفهم بقى..أنت بالذات كنت اكتر واحد رافض اننا نرجع القصر قبل ما نثبت نجاحنا لعمي وجيه ، اظن احنا ما نجحناش كفاية عشان توافق بالسهولة دي نرجع !
تبعه يوسف قائلًا بحيرة :- انت صدمتني بموافقتك !!
التزم رعد الصمت ريثما عندما لاحظ كم الألم النفسي بتعابير آسر والألم المتسارع بعينيه....أشفق على حالته ولم يشارك البقية في العتاب....
قال آسر متلعثما ويحاول إيجاد مبرر :- انا شايف أننا بالفعل نجحنا في شغلنا وحققنا اللي نفسنا نحققه عشان نثبت لعمي أننا اد المسؤولية...وبعدين انا ما شوفتش حد فيكم اعترض يعني !
اقترب جاسر إليـه بنظرة منفعلة حتى ظن رعد أوه سيتشاجر معه وقال :-
_ سيبه يا جاسر ، وكويس اننا رجعنا القصر ،ما تنساش اللي حاول يأذينا في الاساس يقصد عمي وجيه ، يعني عمي هو اللي في خطر مش احنا
التفت جاسر وقال بعصبية :- ده اللي خلاني سكت ووافقت ، وكمان لنا لقيتكم سكتوا ومحدش اعترض...آسر راجع الشركة لسبب وأنا عارفه
رعد بحدة :- جـــاسر !! الموضوع ده يخصه لوحده
هتف جاسر بهم جميعا بعصبية وقال :-
_ بقولكوا ايه ، انا الكبير فيكم ولما اتكلم تسكتوا ، أنا سيبت آسر وما اعترضتش على أي تصرف شوفته غلط لكن كفاية لحد كده ولازم يفوق...
تابع بضيق موجها الحديث لرعد :-
_ أنت عارف كل حاجة ومش بتتكلم معاه ،فاكر انك لما تسيبه هيحل مشاكله بنفسه بس واضح أنه بيعقد الدنيا اكتر....
قال يوسف بقوة:-
_ ايوة...انا موافقك يا جاسر ، لازم آسر يبدأ يفكر في اللي عايزه ويفكر في حياته قبل ما تضيع منه
تطلع جاسر بحدة ناحية آسر الذي امتقع وجهه بألم وهتف :-
_ أنت رايح الشركة عشانها ، مجرد ما عمي قال ارجعوا وافقت في ثانية !! نسيت كلامك ومبادئك وكرامتك عشان تبقى قريب منها ولسه مش عايز تعترف أنك بتحبها !!
أجاب آسر ونظراته باتجاه آخر...نظرات تهرب من الحقيقة :-
_ أنا قلت وافقت ليه ، مش عايز تخمينات ملهاش أي معنى...ماتنساش أني انا اللي مشيتها !
جاسر بسخرية :- تعرف أنت هتفوق أمتى ؟ لما تلاقيها بتتزف على واحد تاني وساعتها هتعرف انك كنت غبي ، أنا زعلان عليك يا آسر ، الحاجة الوحيدة اللي حسيت أنها ممكن تخرجك من اللي أنت حابس نفسك فيه ضيعتها بإيدك...
احتدت نظرة آسر بشرر عنيف من مجرد التخيل ! فكيف إذا الأمر أصبح حقيقة!! كيف لو اقترن أسمها باسم رجل آخر....
الحب دائمـًا يأتي معبأ بالعثرات....ربما يأتي بالوقت الخطأ ، أو مع الاشخاص الخطأ ، أو مع ظروف قاسية تمر بسحابة معتمة فتربك استقراره وتعكر صفائه...وربما يأتي وكل شيء صحيح سوانا !!
قال رعد برفق :-
_ على فكرة يا آسر...قرارك برجوع الشركة عشانها صح ، على الأقل هتخلي بالك عليها من خالد لأنه طالما مصمم تشتغل معاه يبقى ناويلها على حاجة وأنت عارف الاعيبه كويس...
قال يوسف بقوة :- دي آخر فرصة ليك ، لو ضيعتها ما تلومش غير نفسك..
قال جاسر بلطف :- رعد هيخطب قريب وهنكتب الكتاب احنا التلاته في يوم واحد ، اتمنى نكون احنا الاربعة وفرحتنا تبقى واحدة....أنا هكلم جميلة وهقولها موضوع رجوعنا للقصر
هتف آسر معترضا :- ما تقولهاش اننا رجعنا الشركة كمان ، استنى كام يوم
جاسر بتساءل :- ليه ؟!
هرب آسر بنظراته وارتبك في الاجابة فابتسم رعد قائلا :-
_ عشان لو سما عرفت مش هتشتغل في الشركة وهتسحب ملفها قبل ما تقدمه....مش كده يا آسر ؟
نظر آسر بضيق لرعد الذي دائما يقرأ افكاره بسهولة ويسر !
رد جاسر بغمزة ماكرة وابتسامة :- لأ ده أنت شكلك واقع واقعة جامدة !
خرج الشباب من الغرفة وتركوا آسر بغرفته وحيدا.....
اقترب لشرفة الغرفة ووقف ناظرا للسما...كانت بنظراته طيف رجاء صامت الله وحده يعرف معناه...
***********
**بغرفة السطوح**
اغلقت جميلة الهاتف بعد مكالمة قصيرة مع جاسر...لم يسعدها الأمر بل دق ناقوس الخطر بعقلها وقلبها....اقتربت من فراشها حيث الفتيات جالسين واعلنت الأمر.....فغرت حميدة فاها بذهول ثم قالت :-
_ معقول !! رجعوا القصر ؟!!
انتقلت نظرات رضوى بينهن ولم تعتني بالأمر كثيرا فقالت :-
_ ايه يا جماعة عادي ! هو انتوا أول مرة تعرفوا انهم كانوا عايشين في قصر ؟!
هتفت حميدة وقالت :- طالما رجعهم القصر يبقى رجعهم الشركة كمان !
انتفض جسد سما التي كانت شاردة بعالما آخر وهبت واقفة من مقعدها وقالت بتلعثم :- ال...الشركة !! هما رجعوا الشركة !!
نفت جميلة وأجابت :- لأ....سألت جاسر قالي لأ....بس بصراحة أنا مش فرحانة انهم رجعوا القصر....أنا بخاف من القصور والاماكن دي ، كان نفسي نفضل زي ما احنا ونرتب بيتنا براحتنا لكن كده خوفت...
لم تعرف سما هل تتنفس الصعداء أم تبكِ لخيبة أملها التي تتجدد كلما أتى اسمه!! نظرت للنافذة وعادت لشروها الحزين مجددا
حميدة بضيق :-
_ أنا برضو مش مبسوطة ، رجعوهم القصر بأمر عمهم معناه أنه هيرفض يتجوزوا ويعيشوا برا القصر....مش حابة كده بس المريح في الموضوع أن يوسف بيحب القصر ومتعلق بيه...أمري لله
رضوى بضحكة :- ده انتوا فقريين بصحيح !! بنات غيركوا كانوا اتنططوا من الفرحة ، انتوا هتعيشوا في قصر !!
جميلة بغيظ :- انا عندي اعيش في شقة بسيطة وبالي مرتاح احسن ما أعيش في قصر وجاسر الفلوس تجري في ايده تاني ويرجع زي الأول ،قرار مش في وقته خااالص
حميدة بتفهم :- من الناحية دي ما تفكريش كتير ، اللي عايز يخون مش هيستنى لما الفلوس تكتر في ايده ، بيخون حتى لو مفلس
تمددت رضوى على فراشها وقالت بعدما تثاءبت :-
_ يلا بقى ننام كفاية رغي
انصاع الفتيات لرأيها وتمددت كل واحدة منهنّ على موضعها بالفراش....
في صلاة قيام الليل......
نهضت سما قبل ان يستيقظ الفتيات لصلاة الفجر.....اقبلت إلى ربها باكية وهي تتألم بحدة....لم تستطع صياغة الألم بكلمات أو حتى بالدعاء....بل انهت صلاتها ببكاء كالطفلة ، ظلت هكذا الى ما يقرب من نصف الساعة ، صمت الصوت وترك القلب يتحدث...فالله هو رب القلوب ويسمع أنينها...كانت تردد الاستغفارفقط وهي تبكي بشدة...لم تقل شيء غيره ،فما كان الله معذبهم وهم يستغفرون.....
********
بالصباح.....
تجمع الشباب حول مائدة الافطار وترأس المائدة "وجيه" وعلى الجانب زوجته "للي" قال وجيه مبتسما وهو ينظر لهم :-
_ وحشتني لمتنا
ابتسم الشباب لبعضهم باستثناء آسر الذي بدا شاردا.....قال وجيه له بمكر :-
_ سرحانك ده هعرف سببه يا آسر ، بس مش وقته
ارتبك آسر ونظر لطعامه متظاهرا بالجدية....ثم قال بتلعثم :-
_ ياريت محدش يعرف أننا راجعين الشركة
ضيق وجيه عينيه بتعجب بينما رمقته للي بحيرة وتساءلت يقصد من هذا الشاب !! قال جاسر بمكر :- يقصد البنات يا عمي...خطيبتي وصحابها
نظرت للي لزوجه بدهشة وفهمت أن التحذير موجه لها....تطلع بهما وجيه بنظرة غامضة ثم قال :- آه....واضح أن في حاجات كتير معرفهاش ، عموما مش وقت كلام...نفطر الأول وبعدين كلامنا في الشغل
قال آسر بذات الارتباك :- هنرتب بس امورنا كام يوم كده وهنكون عندك في الشركة ياعمي...ياريت ماترفضش
مضغ وجيه الطعام بفمه ببطء وهو ينظر لهم بحيرة ثم هز رأسه موافقا وقال :- مافيش مشكلة ، قدامكم يومين ،اكون كمان رتبت مكاتبكم
يوسف بتساءل :- ومكاتب السكرتيرات كمان ياعمي ، اكيد مش هنتخلى عنهم
وافق وجيه قائلا بخبث :- عامل حسابي ، انا عامل حسابهم قبليكوا اصلًا ، الستات والبنات دول جبارين ، بعد الجواز مش هتعرفوا تاخدوا قرار لوحدكم لازم رأيهم....من الأخر محدش هيقدر يتنفس اساسا
نظر وجيه لزوجته بنظرة ضاحكة فنظرت له بغيظ رغم الابتسامة المرسومة على شفتيها....نهضت من مقعدها وبذلك اعلنت الخصام....
رمقها بابتسامة استفزتها حتى ابتعدت وهي تكتم ضحكتها وتتمتمت الكلمات....
قال جاسر بابتسامة ماكرة:-
_ انا بحب المشاركة في الرأي يا عمي
يوسف بنظرة حادة هتف :- جاسر...على فكرة أنت سافل وكلنا عارفين أنك سافل....وعمي وجيه عارف انك سافل
جاسر بضحكة :- وخطيبتي عارفة أني سافل..ها ايه تاني ؟
تساءل رعد بابتسامة مرحة :- طب ومراتك ياعمي لما بتصمم على رأي أنت بتعمل ايه ؟ عايزين نتعلم منك ياهندسة ده احنا داخلين على اكتئاب
وجيه بحدة تاركا طعامه :- مين دي اللي تصمم ؟!!
جاسر بضحكة :- مراتك يا عمي
أجاب وجيه كاتما ابتسامة وعاد لطعامه :- رفقا بالقوارير يا أولادي...الرحماء يرحمهم الله...
جاسر بذات الضحكة :- بارك الله فيك..
يوسف باعتراض :- أنت اتغيرت ياعمي...
وجيه بضحكة :- معلش يا يوسف...مش غاوي نكد أنا
عاود يوسف الحديث بارتباك وقال :- طب...طب لو مثلا عايز تسمع منها كلمة حلوة بتعمل ايه ؟ بتثبتها أزاي يعني...
كتم جاسر ضحكته وكذلك رعد فتمتم جاسر بصوت خافت :- كلنا لها
قال وجيه بابتسامة عريضة :- اتكلم معاها في اكتر حاجة بتحبها ، يعني مثلا اول ما تشوفها تفاجئها....المهم المفاجأة
همس جاسر بأذن يوسف وقال :- السندوتشات...خصوصا الكبدة
رمقه يوسف بنظرة واسعة بينما اطلق رعد ضحكة عالية عندما انتبه لما قاله جاسر...قال يوسف بقوة :- ايوة صح...هجيبلها شاورما
نظر وجيه لآسر الذي التزم الصمت كليا وقال :- وأنت مش ناوي تفرحنا يا آسر وتخطب أنت كمان زي ولاد عمامك ؟!
هتف يوسف وهو يملأ فمه بالطعام :- ياعمي ده المادة الخام للنكد ومعيشنا في أحزان
نهض آسر من مقعده وقال بعدما تناول مفاتيح سيارته :-
_ عندي حاجة مهمة هعملها قبل ما اروح المكتب ، هاخد العربية معلش
وافق وجيه وقال :- ماشي....هما ياخدوا أي عربية تانية من هنا مافيش مشكلة....
**أمام مبنى شركة الزيان**
وقف بعيداً بسيارته منتظرا رؤيتها...يعرف أنها بالتأكيد ستبدأ العمل اليوم...العجيب أنه رأى "خالد" أتى ولم يخرج من سيارته أيضاً !!
لم يره خالد نظرا لوقوف سيارة آسر على بُعد كبير من المبنى....
ظهرت سما والعجيب بالأمر أن مظهرها يبدو متأنقا ومرتب جدًا...أكثر مما كانت عليه وهي معه !! ابتلع ريقه بحدة حتى انتبه لخروج خالد من سيارته عندما لمحها.....
خرج خالد من السيارة فور انعكاس صورتها على المرآة الجانبية لسيارته...تفاجئت به سما ونظرت له بتعجب حتى ابتسم وقال :-
_ صباح الخير....صدفة جميلة
لم تشعر من نظرته الماكرة أن هذه صدفة!! ولكنها أجابت بهدوء:-
_ صباح النور
مد خالد يده للمصافحة بينما ثبتت سما يديها جانبا وقالت :-
_ مش بسلم على رجالة
كانت من قبل تفعل ذلك ولكن من الآن ستطبق هذا الأمر ريثما تحتاجه مع هذا الماكر ليضع حدود ابعد من ظنونه...
تطلع بنظرة عميقة...ضاق من الأمر ولكنه لم يظهر ذلك ويبدو أنها تحذر منه وهذا ليس ضمن خطته للوصول اليها....تظاهر بابتسامة على شفتيه وقال بثناء:- برافوا ، شيء جميل وعجبني جدًا
نظر آسر من بعيد اليها...ارتسمت على شفتيه ابتسامة عاشفة من رد فعلها ، من حذرها الواضح منه ، هي حبيبته ولن يقترب منها احد...
نظرت سما لخالد بريبة وقالت :- مش حابة نقف في الشارع كده ،كفاية اللي حصل امبارح
تعجب خالد منها وأراد أن يظهر بعض السخرية ولكنه تظاهر بالاعجاب وقال :- عندك حق ، نتكلم في المكتب وملفك أنا قدمته أمبارح خلاص....
تركته سما ودلفت للمبنى بمفردها...ابتسم خالد واظهر سخريته قائلا :-
_ مش عارف جايبة الثقة دي منين !! بس هفضل وراكي لحد ما تسلمي...
ود آسر لو يذهب له ويلكمه حتى الأذى ، يعرف أن هذا الاحمق لن يتركها وشأنها...لابد أن يعود للشركة بأقرب وقت....
************
مر اليومان......
بصباح اليوم الثالث كان اتفق الشباب على أخبار الفتيات بحقيقة الأمر والذهاب الى الشركة فور اخبارهنّ..حتى لا يتثنى التفكير بيهنّ للأعتراض....تفاجؤا كثيرا ريثما أن سما كان تقلق من ذلك....بينما قالت حميدة لجميلة قبل أن يغادرون المكتب :-
_ كويس عشان نبقى مع سمكة ، اللي قالته عن خالد قلقني
وافقها كلا من جميلة ورضوى ثم ذهبوا مع الشباب للشركة....
**بمكتب خالد **
نظر خالد بمكر الى سما التي تقف أمام مكتبه تنتظر القاء أوامر مديرها وقال مشيرا لمكتبة خشبية على بُعد خطوات من مكتبه :-
_ لو سمحتي يا سما هاتي الملف اللي قولتلك عليه ،هتلاقيه في المكتبة دي في الرف اللي فوق
نظرت سما للمكتبة ولأرتفاعها وازدردت ريقها بقلق....تحتاج سلم للصعود ، يوجد بالفعل واحدا ولكن جرأتها تركتها.....هتف خالد بحدة وقال :- كده هنتأخر لو سمحتي هاتي الملف ورانا شغل !!
تقدمت خطوة وأخرت مثيلتها حتى صعدت خطوة خطوة على السلم....انتفضت بخوف عندما وجدته ينهض من مقعده متوجها لها بنظرة خبيثة....ووضع يديه على خشب السلم وخيل اليها انه حركه حتى يختل توازنها !!
وبالفعل كاد أن يحدث ذلك فظن أنه سيحملها ولكنها تمسكت بأحد الأرفف حتى سقطت على سجادة الأرض السيمكة....نظرت له بغضب وقالت :-
_ أنت قاصدها صح ؟ انت في دماغك ايه بالضبط ؟!
ورغم عصبيته مما حدث ولكنه مد يده اليها وقال معتذرا :- ابدا ، انا لقيت السلم مش متزن قلت اثبته بس حركته من غير قصد....أنا أسف ، اكيد مش اقصد انك تقعي !!
نهضت سما وهي تسند ظهرها بيدها بسبب السقطة حتى اكتشفت أن كعب حذائها حدث له خلخلة !! كيف ستسير به ؟! قالت بعصبية وهي تتفحصه :- كعب الجزمة اتكسر اعمل ايه انا دلوقتي !
رمقها بمكر وجثا حتى يتفحصه ولكنها ابتعدت بهتاف :- انت بتعمل ايه ؟!
نظر لها بحدة واضحة وقال :- مش اقصد اللي بيجي في دماغك !! انا بتعامل بعفوية وأنتي بتفهمي حاجة تانية وعموما أنا اسف للمرة التانية...هو في مدير بيفضل يعتذر لسكرتيرته كده ؟!
تذكرت آسر على الفور....ادمعت عينيها دمعة خفية...قالت وهي شبه تعرج :- هروح أشوف حل للجزمة دي مش هينفع امشي بيها كده
قال خالد بثبات :- هبعت اجيبلك واحدة جديدة ..مقاسك كام ؟
رفضت بحدة :- مافيش داعي....مش عايزة حاجة
خرجت من المكتب بأقدام تجرها جرا.....وقفت امام مكتبها بالخارج بضيق شديد....حتى أتى لها الساعي بكوب مشروب فسألته :-
_ ماتعرفش جزمجي هنا ياعم عبدو أو أي محل بتاع جزم ؟
أجاب الرجل بما يعرفه :- في محل في الشارع اللي ورانا بتاع جزم بس جزمجي معرفش بصراحة....
زفرت سما بنفاذ صبر وقالت :- مضطرة اروح بنفسي....
أخذت حقيبتها ولم تريد أن تقل لخالد شيء فيكفي ما فعله ، ولو اخبرته سيرفض خروجها...ستخرج ويحدث ما يحدث...هكذا عزمت الأمر....
توجهت للمصعد وشعور بألم مبرح بعظام ظهرها وساقيها إثر السقوط وبالجانب الآخر حذائها الممزق....ستتحامل على قدميها حتى تصل لذلك المكان وتبتاع حذاء آخر...
وقفت أمام المصعد تنتظر فتح الباب ويبدو أن أحد بداخله....تأففت من الانتظار حتى فتح الباب وهي تنظر لقدميها بضيق شديد حتى تقدمت خطوة دون أن ترى من بالداخل ولكن انفصل الكعب عن الحذاء تماما هذه المرة فأختل توازنها وصرخت وكادت أن تسقط حتى وقعت بين ذراعيه...نظرته ثابته عليها بشوق مجنون..وأحد يديه قد ضغط على زر المصعد وتم اغلاق الباب اتوماتيكا وهي معه بالداخل....
تابع من هنا: جميع فصول رواية عاد لينتقم بقلم شيماء طارق
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا