مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة سهام صادق وروايتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والستون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل السادس والستون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية للقدر حكاية سهام صادق |
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل السادس والستون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئةاحنى رأسه بين كفيه بعدما زفر أنفاسه بثقل مما يُحاوطه.. أغلق شهاب الملف بعد أن رمق شقيقه بحزن
- مالك ياحمزه.. ما الشركه خلاص هترجع تاني وعرفنا هنوقف مارتن عند حده ازاي ونخلص مراد من الوضع ده
أنفاسه المُثقله بالهموم عاد يزفرها ثانيه ودون ان يرفع عيناه نحو شقيقه
- تعبان ياشهاب
فزع شهاب واتجه صوبه يفحصه
- فيك ايه ياحمزه
واردف مؤنباً
- حرام عليك نفسك بقي... طب الأول كنت بتقول هفكر في مين.. دلوقتي ولادك اللي محتاجينك
لم يسمع شهاب رداً منه ليفرك جانب عنقه حانقاً
- مش قادر اقولك خد ياقوت والولاد وروحوا استمتعوا في اي مكان وهدى أعصابك ومريم في المستشفى
- وتفتكر انا ممكن اعمل كده ياشهاب.. مريم بنتي اللي مخلفتهاش
اطرق شهاب عيناه أرضاً بعد ما تفوه به
- عملتوا ايه مع احمد الأسيوطي... لقيتوا اخوه او البنت
تسأل حمزه ونظرة منه نحو شقيقه علم ان لا شئ قد حدث
- مبقاش حمزه الزهدي الا لو مدفعتهوش تمن عملته بعد ما لاقيه هو والحقيره اللي كانت السبب
اشتعلت نيران غضبه كلما تذكر انه لم يأخذ حقها الي الان وارتسم الأسى فوق محياه وهو يرى صورة سوسن كل ليله اتيه اليه حزينه على ابنتها التي تركتها امانه في عنقه
- انا السبب ياشهاب
عاد حمزه الي إلقاء اللوم على حاله بعد أن ظن شهاب ان شقيقه تجاوز تلك النقطه فالأمر كله ماهو الا قضاء الله وقدره وانه درساً صعباً كان لهم
- حمزه بطل تلوم نفسك على حادثه مريم.. لو هنلوم هنلوم نفسنا كلنا انا وندى وشريف الذنب مش لوحدك ...
- ياقوت ديما كانت بتنبهني ياشهاب... بس اقول ايه مكنتش شايف غير أن مريم عمرها ماهتغلط.. واه ضيعتها بغبائي
حزن جليّ ارتسم فوق ملامحه ليقترب شهاب منه رابتً فوق كتفه
- مريم هتقوم منها أن شاء الله واه اتعلمنا من اخطائنا
تنهد حمزه بأمل وابتعد عن شقيقه يصوب عيناه نحو الحديقه الخارجيه للمنزل
رنين هاتف شهاب ثم رؤيته لرقم فؤاد زوج شقيقته جعله يهتف
- ده فؤاد
ألتف حمزه نحوه يخبره قبل أن يُجيب
- قوله ميسافرش لمراد.. انت عارف فؤاد مبيحسش بنفسه في كلامه ومراد مش ناقص والموضوع خلاص هنحله
أماء شهاب برأسه واتجه نحو الباب حتى يُغادر ويُحادث زوج شقيقته..
مع خروج شهاب كانت ياقوت مُتجها نحو غرفه المكتب وبيدها هاتفها... حياها شهاب فردت له تحيته مع ابتسامه هادئه
- حمزه ارجوك اتصرف
اندفعت اليه واردفت دون أن تعطي له مساحه لسؤالها
- متخليش مصير ياسمين زي.. مش الجواز هو اللي بيخلصنا من ضغط الاهل
كانت عبارتها كفيلة بأن تُرسل له رسالتها
- هعديلك كلامك ياياقوت عشان متأكد انك متقصديش
شعرت بالحرج فأبتسم واحتواها بين ذراعيه
- براحه كده وفهميني.. مالها ياسمين
- مرات بابا وبابا عايزين يجوزوها.. في عريس متقدم لياسمين من البلد عندنا وهما شايفينه عريس لقطه واحسن من قاعدها هنا وانها تكمل تعليم وتشتغل
واردفت راجية مُتأثرة ببكاء شقيقتها ورجائها
- اعمل حاجه ياحمزه.. كلم بابا هيسمعلك ويسيب ياسمين تكمل الطريق اللي اختارته لحد ما تلاقي الإنسان اللي عايزه تكمل عمرها معاه
كل كلمه من عبارتها كانت تطعنه... زوجته تُخبره من مغزى عباراتها ان الظروف هي من تجعلنا نتقبل ما امامنا مُرغمين
ابتعد عنها يُدير عيناه بعيداً حتى يتلاشى شعوره...
فركت يداها وهي تُطالع ظهره وتنهدت وقد ظنت انه لن يقف معها ولن يسمعها كعادته ولكن ألتفافه نحوها مُجدداً ونظرته الحانيه
- قولي لياسمين تطمن وهكلم عمي ياياقوت
ابتسمت بأمتنان وسارت لتُغادر الا انه أراد أن يتجاذب معها بعض الحديث فالجفا منها لم يعد يتحمله فيكفيه مايُحيطه من مشاكل وما عليه إلا واجب حلها دون انانيه
- مش هتستني لما اكلمه قدامك
طالعته مُتعجبه من سؤاله
- انا متأكده انك هتكلمه مدام وعدتني
لم ينتظر حديث اخر منها ليضغط على ازرار هاتفه الي ان أستجاب الطرف الآخر.. كان حمزه خير مُقنع لوالدها الي ان اخذ وعد منه
سعادتها وهي تراه اخيراً أصبح سنداً أمام أهلها وكيف يفعل كل شئ حتى يُراضيها لم تنتبه بأن ذراعه تُحاوطها
خفق قلبها بقوه وهي تسمع عبارته المازحه لوالدها
" المهم بس ياقوت ترضى عني"
حمزه يُمازح والدها ويتحدث معه ببساطه.. قديما لم يكن بينهم الا محادثات قليله في المناسبات ليس اكثر.. لن تُنكر انه مُهذب دوماً معهم ولكن تهذيبه كان لا يتلخص الا في المال والهدايا وكأن الحب والقرب لا يتلخص الا هكذا
انتهت المُكالمه ليسألها
- حلينا ياستي مشكله ياسمين..مبسوطه
توترت من قربه وكادت ان تخونها مشاعرها... فمهما أظهرت ستظل طبيعتها الطاغيه.. ياقوت الشخصيه المُسالمه التي تبحث عن الحنان والكلمه الطيبه التي تُطيب خاطرها
ابتعدت عنه سريعاً بعدما شعرت بقرب أنفاسه
- هروح اطمن ياسمين واطمن على الولاد
وغادرت الغرفه لتتعلق عيناه ب خطواتها زافراَ أنفاسه
- لازم اتحمل لحد ما أصلح حياتنا ياياقوت
............................
سارت كالهائمه بعدما غادرت الشركه ولم تستطع تحمل باقي الحديث الذي سمعته بين نغم وزوجها.. تنهدت بعجز تهتف لحالها
- يعني انا السبب..
وتذكرت نظرة نغم الراغبه في زوجها فقبضت فوق كفيها بقوه
تعبت من السير لتعود بأدراجها للمنزل... فتحت باب الشقه وهي تستمد طاقتها مُكرره انها ستفهم اليوم هل هي الابقي بحياه زوجها ام لا
تعلقت عيناها بمراد الذي يقف أمام الشرفه وكعادته يُدخن بشراهة... سعلت بشده ليلتف نحوها فأطفئ سيجارته يسألها بغضب
- قفلتي تليفونك ليه بعد ما بعتي الرساله
اقتربت منه وعلي وجهها ابتسامه تخفي الصراع الذي داخلها
- كنت محتاجه اتمشي شويه يامراد... انا تعبت من كتر ما بشوفك هالك نفسك اما في الشغل أو السجاير او بتطلع غضبك عليا
سألها وكانت اجابتها هي طوق النجاة
- هتتخلي عني ياهناء لو بدأت من الصفر
لم يعد يفصلهما الا خطوه واحده اقتربت بها منه ومدت كفها الصغير لتُعانق كفه
- في حاله واحده لو انت اتخليت عني يامراد وخنت حبي ليك
اقترابها منه بذلك الشكل وصوت همساتها وشفتيها وهي تتحرك أمامه جعله يقسم انه لن يتخلى عن زوجته مهما حدث وسيدفعهم ثمن ما أصبح يعيشه
- بحبك يامراد
كلمه واحده خرجت منها مُقترنه بأسمه بتناغم جعلته ينسى كل همومه
- هناء انتي عارفه بتعملي فيا ايه
نفت برأسها ليضمها اليه بتملك
- بتخليني كل يوم اسأل نفسي ازاي كنت غبي ومعمي...
ولم تشعر بعدها الا بحمله لها لغرفتهما سابحون في مشاعرهم الهائجه ناسين أعباء الحياه لوقت...
" احيانا يكون الحب كالطاقه التي تدفع المرء للأمام وأحيانا أخرى يكون كالعنه التي تسقطك للقاع"
وفي وسط حبهم وضمه لها كان يُخبرها
- بحبك ياهناء.. متجوزتش جاكي غير عناد وصلابه راس لكن معاكي بكون اسعد راجل.. حضنك وطن ليا
وعند ذلك السطر عرفت اجابه زوجها لنغم.. مراد لها وهي له
........................
في الصباح الباكر تثاوبت هناء وتمطأت فوق الفراش.. تبحث عنه جانبها لتقع يدها فوق الورقه الموضوعه وقد سطرها بكلمتان
- ادعيلي ياحببتي...
أسرعت في جذب مئزرها لترتديه ونهضت تبحث عن هاتفها حتى تُهاتفه... لم يرد على مُكالمتها واكتفي ببعث رساله تطمئنها وانه سيُهاتفها بعد أن ينتهي اجتماعه مع شهاب والمحامي واحد اضلع السوق المهمين في البلد
زفرت أنفاسها بعدما تعلقت عيناها بالرساله
- يارب يامراد المشكله تتحل
وعندما عاد حديث نغم امس وكيف تعرض على زوجها تطليقها والزواج منها وهي تكون بيعه لذلك الابله مارتن.. استشاطت غضباً
- انا هعرفك يانغم ازاي تبصي لجوزي وتلعبوا علينا
وبعد اقل من ساعه كنت تطرق باب مسكن نغم وقد اصبحت تقطن في فيلا بمفردها بعيداً عن شقيقتها وخالد
فتحت لها الخادمه الباب
- افندم
لم ترد عليها إنما دلفت للداخل تهتف بعلو صوتها
- فين الهانم اللي مشغلاكي
- الهانم نايمه ومينفعش كده
لم تهتم بعباره الخادمه وعاد صوتها يعلو
- ياسيدة المجتمع الراقيه...
نهضت نغم على أثر صوت هناء كما اعتدل مارتن من رقدته عاري الصدر ينظر إليها بتوجس وعندما عاد صوت هناء يعلو
انتفضت نغم ورارتدت مئزرها هاتفه
- ديه مرات مراد
أسرعت إليها خشيه من الفضائح... لترتسم ابتسامه واسعه فوق شفتي مارتن
- شقيه وممتعه .. محظوظ بكي مراد
- أنتي بتعملي ايه هنا... مين سمحلك تدخلي بيتي
لترفع هناء عيناها نحوها ساخره
- هما كلمتين جايه اقولهم ليكي وكويس ان خدامتك واقفه وسطينا... ابعدي عن جوزي وبلاش خططك القذره مع القذر اللي زيك
كان مارتن يهبط الدرج عند سماع تلك الجمله يغلق ازرار قميصه... ليتجهم وجهه بعدما كان سعيداً لرؤيتها
تعلقت عيناها به ليرتفع حاجبها الأيسر وهي تراه
- مجمع الا موفق... سبحان الله
توترت نغم من وجود مارتن فلم تكن تُريد ان يعلم احد بعلاقتهما ولكن مارتن لم يكن الا بالفعل رجلا قذراً يُحب فضح العاهرات كما ينعتهم
وهتف مارتن اخيرا
- سأنسي سبابك لي حلوتي
- لا ياريت متنساش... عشان انت راجل فعلا قذر.. نظرتي ليك مخيبتش مكنتش برتاحلك لله في لله
بعض عبارات هناء كان يفهم مارتن معانيها بصعوبه ورغم ازدياد حنقه منها الا انه رغبته بها كانت تزداد دون أذى... يحسد مراد عليها
لتستشيط نغم من صمت مارتن اتجاهها رغم درايتها بطبيعته العدوانيه
- اطلعي بره بيتي بدل ما اطلبك البوليس... انا مش عارفه ازاي انتي مرات مراد وبنت عمه... بجد مقرفه
لتسخر هناء وهي تشير نحوهما
- والله المقرفين اللي زيكم.. اتمنى رسالتي تكون وصلت
وغادرت بعدها تلتقط أنفاسها تشعر بالمقت لرؤيتهم
- صدقت فعلا ياقوت لما قالتلي ان في ناس عايشه بالطريقه ديه..
استغفرت ربها وهي تعلم أن علاقة مارتن ب نغم ماهي الا زنا
تعلقت عين نغم ب مارتن فور مُغادرة هناء وقبل ان تشعل نيران غضبه نحو هناء كان يُخرج هاتفه من جيب سرواله ويخطو للخارج ولم تسمع مكالمته
ولم تكن مُكالمته الا أمراً منه بأن يتبع احد رجاله هناء ويخطفها
..........................
اغلقت فاديه باب الغرفه بعدما تأكدت من هدوء المنزل.. ضغطت على ازرار هاتفها خشيه.. اتاها صوت عزيز
- قوليلي الوضع عندك ايه يافاديه
هتفت بقلق وهي تلتف حولها
- فرات قالب الدنيا... ومش هيسكت غير لما يعرف مين اللي ورا الخطف.. عزيز رجع الولد.. انت متعرفش غضب فرات اخويا انا عارفاه خطف الولد موت قلبه من تاني
- أنتي بتقولي ايه يافاديه... ارجع ولد ايه.. انتي عايزه ارجع الولد ويورث اخوكي عيل مش من صلبه
احتقن وجهها وهي تتذكر كذبته عليها
- عزيز بلاش لعب عليا انا اكتشفت الحقيقه... الولد ابن فرات..فرات مش ساذج ولا غبي ياعزيز انت عارف اخويا كويس
توتر عزيز وقد انكشفت كذبته التي استغل بها فاديه وهو يهيج مشاعرها... يعرف ان فاديه تنسى نفسها حينما تكون بين ذراعيه فيعرف كيف يستغلها
- احنا لازم نتقابل ياعزيز
خرج صوته بعد مده
- مش هينفع يافاديه... ومتتصليش بيا.. انا هبقي اكلمك
انقطعت المُكالمه ليغلق هاتفه حانقاً مُلقياً به فوق الاريكه
- ست من ساعه ما اتجوزتها والفقر ركبني... انا مش عارف كانت فين دماغي ساعتها
ليضحك احد رجاله فرمقه عزيز ليصمت .. ولكن لم يعد ان يظل صامتاً دون فهم اخر حركه فعلها رئيسه فالخطف لم يكن طريق اعمالهم يوماً
- بس ياباشا انت مش شايف ان خطف الولد في الوقت ده هيضرنا
تجهم وجه عزيز وضم سيجارته بين شفتيه
- عايز احرق قلب فرات... عايزه يفضل عايش حياته بيدور علي ابنه..
لم يشعر بنفسه وهو يفيض لرجله بمكنون صدره
- تعرف ياواد يافتحي انا كان ممكن اموته واقتله بأيديا دول انا كده كده ضايع وميت بالنسبه للحكومه لكن...
- لكن ايه ياباشا
تعلقت عيناه برجله الواقف ونفث دخان سيجارته بعشوائيه
- امه هي السبب... مقدرتش اقتله.. أمه الحب اللي عمره ما نسيته
وضحك بعلو صوته يسخر على حاله
- حكم الحب ده لعنه ياواد يافتحي... شوف قلبنا ميت ازاي لكن قدام الحب بننسي احنا مين
- اه والله ياباشا.. انا طلقت البت مراتي لما لقيتني حبيتها.. والحياه علمتني من شغلتنا ان الحاجه اللي تبقى نقطة ضعفك امحيها
هتف بها فتحي فأقترب عزيز منه يربت فوق كتفه العريض
- شاطر يافتحي..
..............................
عاد حمزه من الشركه باكراً اليوم وسائقه يحمل حقيبة عمله يعطيها للخادمه يُخبرها ان سيده مُتعب وقد سقط في الشركه مما اذهل موظفينه... ان ذلك الكيان الصلب القوي يسقط مثلهم
هبطت ياقوت الدرج بعد أن هاتفتها شقيقتها تُخبرها ما حدث له
عندما تعلقت عيناها به اتجهت نحوه تسأله بلهفه
- حمزه انت كويس
اخذت تتفحصه كما تتفحص صغيريها
- للأسف لاء ياياقوت... انا حقيقي تعبت ونفسي ارتاح
اشفقت على حاله... فما يُحيط العائله الان من مشاكل ينصب فوق رأسه وماعليه الا ان يجد حلولاً.. حاوطت خصره بأهتمام
- تعالا اطلع اوضتك ارتاح..
ترك حاله لها كما اصبح أخيراً يترك مشاعره فماذا اخذ من تلك الهاله والقوه والصلابه التي كانت تُحيطه
قادته نحو غرفته التي لا تُشاركه فيها.. وساعدته بأن يتسطح فوق الفراش.. عاونته في تبديل ملابسه.. كل يوم كانت تثبت له انها معدن أصيل وان امرأه مثلها خلق الحب من أجلها
تحملت كل سلبياته معها... حاولت أن تتخطى معه مشاكل عائلته التي اكبر منها بل وحاولت ان تتخطى ظلم الحياه بقلب برئ حامد راضي
- هروح احضرلك حاجه تاكلها... انت مبقتش تهتم بأكلك
قبض على يدها يمنعها من تركه
- انا بحمد ربنا انك مراتي ياياقوت
وهمس بعشق حقيقي
- بحبك... حياتي من غيرك ملهاش معنى وبعدك علمني قيمتك واد ايه انا كنت معمي ومش سامع غير عقلي بقوانينه اللي وضعه عشان تكمل حياه حمزه الزهدي من غير ضعف
.................................
اقترب فرات من صفا بعدما عاونتها الخادمه في تبديل ملابسها ثم غادرت مُشفقه عليها
- كنا فضلنا في المستشفى ياصفا..انتي لسا تعبانه
تعلقت عيناها به ترى انكساره وتحطيمه..تمنت ان تراه هكذا وها هي امنيتها قد تحققت ولكن تحقيقها كان صعبً بل مميتً عليها هي الأخرى
سقطت دموعها فأسرع في ضمها
- ارجوكي انا مش مستحمل... ده ابني كمان ملحقتش اشم ريحته.
سقطت دموعه هو الآخر والنيران تشتعل داخل قلبه...فدعوات من جار عليهم قد تحققت ان يحرق الله قلبه وهاهو قلبه يحترق
- مكنتش فاكره دعوتي هتيجي في ابني
واردفت وهي تدفعه عنها بعدما وعت انها في حضنه
- انت السبب.. انت السبب... خلتني اتمنى اشوفك مقهور ومكسور واه جات في ابني
وانهارت أرضاً تحت قدميه
- هاتلى ابني.. ابوس رجلك هاتلى ابني.
اهتز كامل جسده من هول الموقف وهول ما أصبح يعيشه ليجثي فوق ركبتيه أمامها
- والله هلاقيه ياصفا وهدفع اللي عمل كده التمن.
ونهض من أمامها يمسح دموعه كي يعود لرجاله بقوه وهيبة فرات النويري.. غادر غرفتها وصوت بكائها يعلو وهي تهتف
- ابني يافرات... هاتلى ابني... انت السبب
وقف أعلى الدرج يسند جسده وهو لا يقوي على السير.. فقد ذاق حرقه القلب واقتصت الحياه منه بعداله
...............................
دلف شريف لغرفتهما ليجدها جالسه فوق الفراش تعزف بأحد الآلات بشفتيها.. تعلقت عيناه بتلك الآله القديمه والتي كانت بدايه تقاربهم فوق ذلك الرصيف والمقعد الذي شهد على احاديثهم وقربهم
لا يعرف اين وجدتها وخاصه انها لا تتذكر شئ من حياتها القديمه بعد ماحدث.. انقبض قلبه وهو يخشى ان تتذكر حياتها القديمه وستعلم بكذبته ان لم يكن أهل لها
نفض رأسه من قلقه في ذلك الأمر فما به يكفي ان يُزيد عليه هم اخر وتذكر ما اخبره به الحارس
- مها
انتبهت عليه بعدما كانت تعيش سحراً خالصاً مع تلك الآله
اشاحت عيناها بعيداً عنه مما زاده غضباً منذ تلك الحادثه وهو يشعر انه يعيش مع طفله بتصرفاتها وغضبها الغير معقول ردود أفعالها يمقتها احيانا حتى انها أصبح يشعر بفتور قلبه اتجاهها
- مها بصيلي
طالعته بنظرة طفوليه رأي فيها البرآة.. يعلم أن زوجته عانت كثيراً بحياتها ولم تعش مراحل حياتها انما قضت عمرها في الظلمه وغرفتها.. تنهد واقترب منها وحاول ان يُحادثها بلطف حتى يعرف منها هوية ذلك الرجل
- مين الراجل اللي بتخرجي كل يوم من الفيلا تديه اكل وفلوس
ارتبكت وهي تتذكر وعدها لذلك الرجل بأن لا تُخبر زوجها.. صمتها جعله يزفر أنفاسه حانقاً
- ردي عليا... وبطلي شغل الأطفال ده..
كان يغضب منها حينما يشعر انها طفله أمامها... الحادث بالفعل أثرت عليها وعدم الاهتمام احد بعلاجها يجعلها لا تستعب الانفعالات وتُصدق الناس مثل الأطفال
- شريف انا خايفه منك
وضعت يداها فوق اذنيها.. ليعود لزفر أنفاسه بقوه
- مين الراجل ده يامها... انا مش قولت متخرجيش من الفيلا
بكت بحرقه وخشت من غضبه
- ده راجل عجوز بساعده ياشريف
لم تروق اليه اجابتها فهو يخاف من ظهور سالم ثانية... ولكن لا يستطع أخبارها بما عاشته تلك الليله التي ابدلت حياتهم
- خلاص اهدي ... ياريت متخرجيش تاني بره الفيلا.
توقفت عن ذرف دموعها وقد أصبحت وجنتاها شهيتا للغايه
- ليه ياشريف.. ده راجل طيب وغلبان بيحكيلي عن مراته وعياله اللي ماتوا
لم يجد الا الأوامر ليُلقيها عليها
- مها قولت متتكلميش مع حد... انتي تعبانه
تلك العباره جعلتها تصرخ به
- انا تعبانه عشان انت بطلت توديني للدكتور ونستني... صحاب ندي ضحكوا عليا لما شافوني وانا بجري وراه القطه بلاعبها زي الأطفال... انا ليه كده ليه ياشريف
احرقه قلبه عليها فأسرع بجذبها لحضنه
- قولهم اني بفرح لما بشوف الحاجات ديه.. قولهم اني مكنتش زيهم.. قولهم ان الدنيا كانت ضلمه اوي معايا واني معشتش زي ما عاشوا
وابتعدت عنه تترجاه
- انا عايز اروح للدكتور ياشريف عايزه اخف وافتكر انا كنت عايشه ازاي وانا عاميه ارجوك
ارتجف قلبه من الضعف وهو يراها هكذا بعدما كان عقله يسأله لما يصبر عليها هكذا..الان قلبه يخفق بحزن عليها
يداه كانت تُلامس جسدها بشوق ورغم ان عمله ينتظره الا انه أراد أن يعيش تلك اللحظه معها بعد جفاء دام لفتره
..............................
دلفت لغرفتها باكيه بعد لقاءها بسمر تتذكر كلماتها وحقدها عليها وشماتتها انها لن تنجب
لم تكن تُصدق ان هناك مرضى نفسين مثيلتها... هوت فوق الفراش تتذكر غضب شهاب وخصامه فأنهمرت دموعها اكثر
- ديما بضيعك بغبائي ياشهاب... بس والله بحبك ارجوك متسبنيش
ألتقطت حقيبه يدها الواقعه فوق ارضيه الغرفه لتُخرج هاتفها منها اخذ الرنين يعلو الي ان سمعت صوته
- شهاب انت فين... شهاب ارجوك خلينا نتكلم
سمعت صوت أنفاسه لتترجاه ان يُحادثها
- انا في اسكندريه ياندي ومضطر اقفل
لمح الطبيب يخرج من غرفه الفتاه التي اصطدم بها بسيارته ولم ينتبه انه لم يغلق المُكالمه
" المدام فاقت ... لكن للأسف فقدت الجنين"
..........................
وضع أمامها تذكره السفر وبطاقه بنكيه
- طائرتك غدا سماح
نظرت الي ما وضعه وعندما وقعت عيناها علي البطاقه البنكيه وهتفت بشراسه
- لا اريد مالك سهيل
- هذا ما اتفقنا عليه سماح
هتف عبارته بصعوبه.. يُريدها وبشده ولكن كبريائه يمنعه من استعطافها وهي تلك المره كانت عازمه على الرحيل وهو بات يُحمل نفسه ذنب ماعاشته هنا معه
- اعتبره ثمن لما عشته معك
طعنته عبارتها فهذا ما كان يقوله لها في البدايه
.....................
حطم مراد هاتفه بعدما رأي مقطع الفيديو
هناء فوق الفراش ومارتن جانبها يُلامس وجهها بيديه واسفل الصوره عباره
" اليوم سأنال زوجتك ايها العربي كما فعلت مع شقيقتي"
صرخ مراد بجنون فالغبي لا يُصدق انه لم يفعل علاقه مع جاكي الا عندما تزوجها وانه لم يتزوجها لشعوره بالذنب لانه نالها دون زواج.. يُحمله ذنب موتها ويظنه مُغتصب... لا يعرف من أين يُجمع معلوماته ولكن ما يُدركه ان من اخبره بعلاقته بجاكي لم يكن الا كاره له"
..........................
- ابعد ايدك عني... مراد... مراد
صرخت هناء وهي تشيح وجهها بعيداً عنه حتى لا يُحرر حجابها عن شعرها
- ارغب في رؤيه شعرك حتى تكتمل صورتك في مخليني حلوتي
واردف وهو يوصف لها كيف يتخيلها.. وكيف سيفعل معه حينا تكون معه في فراشه
لم تتحمل وقاحة وبذائة حديثه فبصقت بوجهه ولو لم يكن مُقيداً لها لكانت صفعته
- أخرس ياحيوان.. مراد الحقني
صفعه قويه سقطت فوق وجهها لتتجمد وجنتها من اثرها
- سأريكي كيف تكون الحيوانات
يداه اتخذت طريقهما نحو ازرار قميصه ليحل واحد يلو الاخر وصوت صراخها يعلو المكان
- مالك ياحمزه.. ما الشركه خلاص هترجع تاني وعرفنا هنوقف مارتن عند حده ازاي ونخلص مراد من الوضع ده
أنفاسه المُثقله بالهموم عاد يزفرها ثانيه ودون ان يرفع عيناه نحو شقيقه
- تعبان ياشهاب
فزع شهاب واتجه صوبه يفحصه
- فيك ايه ياحمزه
واردف مؤنباً
- حرام عليك نفسك بقي... طب الأول كنت بتقول هفكر في مين.. دلوقتي ولادك اللي محتاجينك
لم يسمع شهاب رداً منه ليفرك جانب عنقه حانقاً
- مش قادر اقولك خد ياقوت والولاد وروحوا استمتعوا في اي مكان وهدى أعصابك ومريم في المستشفى
- وتفتكر انا ممكن اعمل كده ياشهاب.. مريم بنتي اللي مخلفتهاش
اطرق شهاب عيناه أرضاً بعد ما تفوه به
- عملتوا ايه مع احمد الأسيوطي... لقيتوا اخوه او البنت
تسأل حمزه ونظرة منه نحو شقيقه علم ان لا شئ قد حدث
- مبقاش حمزه الزهدي الا لو مدفعتهوش تمن عملته بعد ما لاقيه هو والحقيره اللي كانت السبب
اشتعلت نيران غضبه كلما تذكر انه لم يأخذ حقها الي الان وارتسم الأسى فوق محياه وهو يرى صورة سوسن كل ليله اتيه اليه حزينه على ابنتها التي تركتها امانه في عنقه
- انا السبب ياشهاب
عاد حمزه الي إلقاء اللوم على حاله بعد أن ظن شهاب ان شقيقه تجاوز تلك النقطه فالأمر كله ماهو الا قضاء الله وقدره وانه درساً صعباً كان لهم
- حمزه بطل تلوم نفسك على حادثه مريم.. لو هنلوم هنلوم نفسنا كلنا انا وندى وشريف الذنب مش لوحدك ...
- ياقوت ديما كانت بتنبهني ياشهاب... بس اقول ايه مكنتش شايف غير أن مريم عمرها ماهتغلط.. واه ضيعتها بغبائي
حزن جليّ ارتسم فوق ملامحه ليقترب شهاب منه رابتً فوق كتفه
- مريم هتقوم منها أن شاء الله واه اتعلمنا من اخطائنا
تنهد حمزه بأمل وابتعد عن شقيقه يصوب عيناه نحو الحديقه الخارجيه للمنزل
رنين هاتف شهاب ثم رؤيته لرقم فؤاد زوج شقيقته جعله يهتف
- ده فؤاد
ألتف حمزه نحوه يخبره قبل أن يُجيب
- قوله ميسافرش لمراد.. انت عارف فؤاد مبيحسش بنفسه في كلامه ومراد مش ناقص والموضوع خلاص هنحله
أماء شهاب برأسه واتجه نحو الباب حتى يُغادر ويُحادث زوج شقيقته..
مع خروج شهاب كانت ياقوت مُتجها نحو غرفه المكتب وبيدها هاتفها... حياها شهاب فردت له تحيته مع ابتسامه هادئه
- حمزه ارجوك اتصرف
اندفعت اليه واردفت دون أن تعطي له مساحه لسؤالها
- متخليش مصير ياسمين زي.. مش الجواز هو اللي بيخلصنا من ضغط الاهل
كانت عبارتها كفيلة بأن تُرسل له رسالتها
- هعديلك كلامك ياياقوت عشان متأكد انك متقصديش
شعرت بالحرج فأبتسم واحتواها بين ذراعيه
- براحه كده وفهميني.. مالها ياسمين
- مرات بابا وبابا عايزين يجوزوها.. في عريس متقدم لياسمين من البلد عندنا وهما شايفينه عريس لقطه واحسن من قاعدها هنا وانها تكمل تعليم وتشتغل
واردفت راجية مُتأثرة ببكاء شقيقتها ورجائها
- اعمل حاجه ياحمزه.. كلم بابا هيسمعلك ويسيب ياسمين تكمل الطريق اللي اختارته لحد ما تلاقي الإنسان اللي عايزه تكمل عمرها معاه
كل كلمه من عبارتها كانت تطعنه... زوجته تُخبره من مغزى عباراتها ان الظروف هي من تجعلنا نتقبل ما امامنا مُرغمين
ابتعد عنها يُدير عيناه بعيداً حتى يتلاشى شعوره...
فركت يداها وهي تُطالع ظهره وتنهدت وقد ظنت انه لن يقف معها ولن يسمعها كعادته ولكن ألتفافه نحوها مُجدداً ونظرته الحانيه
- قولي لياسمين تطمن وهكلم عمي ياياقوت
ابتسمت بأمتنان وسارت لتُغادر الا انه أراد أن يتجاذب معها بعض الحديث فالجفا منها لم يعد يتحمله فيكفيه مايُحيطه من مشاكل وما عليه إلا واجب حلها دون انانيه
- مش هتستني لما اكلمه قدامك
طالعته مُتعجبه من سؤاله
- انا متأكده انك هتكلمه مدام وعدتني
لم ينتظر حديث اخر منها ليضغط على ازرار هاتفه الي ان أستجاب الطرف الآخر.. كان حمزه خير مُقنع لوالدها الي ان اخذ وعد منه
سعادتها وهي تراه اخيراً أصبح سنداً أمام أهلها وكيف يفعل كل شئ حتى يُراضيها لم تنتبه بأن ذراعه تُحاوطها
خفق قلبها بقوه وهي تسمع عبارته المازحه لوالدها
" المهم بس ياقوت ترضى عني"
حمزه يُمازح والدها ويتحدث معه ببساطه.. قديما لم يكن بينهم الا محادثات قليله في المناسبات ليس اكثر.. لن تُنكر انه مُهذب دوماً معهم ولكن تهذيبه كان لا يتلخص الا في المال والهدايا وكأن الحب والقرب لا يتلخص الا هكذا
انتهت المُكالمه ليسألها
- حلينا ياستي مشكله ياسمين..مبسوطه
توترت من قربه وكادت ان تخونها مشاعرها... فمهما أظهرت ستظل طبيعتها الطاغيه.. ياقوت الشخصيه المُسالمه التي تبحث عن الحنان والكلمه الطيبه التي تُطيب خاطرها
ابتعدت عنه سريعاً بعدما شعرت بقرب أنفاسه
- هروح اطمن ياسمين واطمن على الولاد
وغادرت الغرفه لتتعلق عيناه ب خطواتها زافراَ أنفاسه
- لازم اتحمل لحد ما أصلح حياتنا ياياقوت
............................
سارت كالهائمه بعدما غادرت الشركه ولم تستطع تحمل باقي الحديث الذي سمعته بين نغم وزوجها.. تنهدت بعجز تهتف لحالها
- يعني انا السبب..
وتذكرت نظرة نغم الراغبه في زوجها فقبضت فوق كفيها بقوه
تعبت من السير لتعود بأدراجها للمنزل... فتحت باب الشقه وهي تستمد طاقتها مُكرره انها ستفهم اليوم هل هي الابقي بحياه زوجها ام لا
تعلقت عيناها بمراد الذي يقف أمام الشرفه وكعادته يُدخن بشراهة... سعلت بشده ليلتف نحوها فأطفئ سيجارته يسألها بغضب
- قفلتي تليفونك ليه بعد ما بعتي الرساله
اقتربت منه وعلي وجهها ابتسامه تخفي الصراع الذي داخلها
- كنت محتاجه اتمشي شويه يامراد... انا تعبت من كتر ما بشوفك هالك نفسك اما في الشغل أو السجاير او بتطلع غضبك عليا
سألها وكانت اجابتها هي طوق النجاة
- هتتخلي عني ياهناء لو بدأت من الصفر
لم يعد يفصلهما الا خطوه واحده اقتربت بها منه ومدت كفها الصغير لتُعانق كفه
- في حاله واحده لو انت اتخليت عني يامراد وخنت حبي ليك
اقترابها منه بذلك الشكل وصوت همساتها وشفتيها وهي تتحرك أمامه جعله يقسم انه لن يتخلى عن زوجته مهما حدث وسيدفعهم ثمن ما أصبح يعيشه
- بحبك يامراد
كلمه واحده خرجت منها مُقترنه بأسمه بتناغم جعلته ينسى كل همومه
- هناء انتي عارفه بتعملي فيا ايه
نفت برأسها ليضمها اليه بتملك
- بتخليني كل يوم اسأل نفسي ازاي كنت غبي ومعمي...
ولم تشعر بعدها الا بحمله لها لغرفتهما سابحون في مشاعرهم الهائجه ناسين أعباء الحياه لوقت...
" احيانا يكون الحب كالطاقه التي تدفع المرء للأمام وأحيانا أخرى يكون كالعنه التي تسقطك للقاع"
وفي وسط حبهم وضمه لها كان يُخبرها
- بحبك ياهناء.. متجوزتش جاكي غير عناد وصلابه راس لكن معاكي بكون اسعد راجل.. حضنك وطن ليا
وعند ذلك السطر عرفت اجابه زوجها لنغم.. مراد لها وهي له
........................
في الصباح الباكر تثاوبت هناء وتمطأت فوق الفراش.. تبحث عنه جانبها لتقع يدها فوق الورقه الموضوعه وقد سطرها بكلمتان
- ادعيلي ياحببتي...
أسرعت في جذب مئزرها لترتديه ونهضت تبحث عن هاتفها حتى تُهاتفه... لم يرد على مُكالمتها واكتفي ببعث رساله تطمئنها وانه سيُهاتفها بعد أن ينتهي اجتماعه مع شهاب والمحامي واحد اضلع السوق المهمين في البلد
زفرت أنفاسها بعدما تعلقت عيناها بالرساله
- يارب يامراد المشكله تتحل
وعندما عاد حديث نغم امس وكيف تعرض على زوجها تطليقها والزواج منها وهي تكون بيعه لذلك الابله مارتن.. استشاطت غضباً
- انا هعرفك يانغم ازاي تبصي لجوزي وتلعبوا علينا
وبعد اقل من ساعه كنت تطرق باب مسكن نغم وقد اصبحت تقطن في فيلا بمفردها بعيداً عن شقيقتها وخالد
فتحت لها الخادمه الباب
- افندم
لم ترد عليها إنما دلفت للداخل تهتف بعلو صوتها
- فين الهانم اللي مشغلاكي
- الهانم نايمه ومينفعش كده
لم تهتم بعباره الخادمه وعاد صوتها يعلو
- ياسيدة المجتمع الراقيه...
نهضت نغم على أثر صوت هناء كما اعتدل مارتن من رقدته عاري الصدر ينظر إليها بتوجس وعندما عاد صوت هناء يعلو
انتفضت نغم ورارتدت مئزرها هاتفه
- ديه مرات مراد
أسرعت إليها خشيه من الفضائح... لترتسم ابتسامه واسعه فوق شفتي مارتن
- شقيه وممتعه .. محظوظ بكي مراد
- أنتي بتعملي ايه هنا... مين سمحلك تدخلي بيتي
لترفع هناء عيناها نحوها ساخره
- هما كلمتين جايه اقولهم ليكي وكويس ان خدامتك واقفه وسطينا... ابعدي عن جوزي وبلاش خططك القذره مع القذر اللي زيك
كان مارتن يهبط الدرج عند سماع تلك الجمله يغلق ازرار قميصه... ليتجهم وجهه بعدما كان سعيداً لرؤيتها
تعلقت عيناها به ليرتفع حاجبها الأيسر وهي تراه
- مجمع الا موفق... سبحان الله
توترت نغم من وجود مارتن فلم تكن تُريد ان يعلم احد بعلاقتهما ولكن مارتن لم يكن الا بالفعل رجلا قذراً يُحب فضح العاهرات كما ينعتهم
وهتف مارتن اخيرا
- سأنسي سبابك لي حلوتي
- لا ياريت متنساش... عشان انت راجل فعلا قذر.. نظرتي ليك مخيبتش مكنتش برتاحلك لله في لله
بعض عبارات هناء كان يفهم مارتن معانيها بصعوبه ورغم ازدياد حنقه منها الا انه رغبته بها كانت تزداد دون أذى... يحسد مراد عليها
لتستشيط نغم من صمت مارتن اتجاهها رغم درايتها بطبيعته العدوانيه
- اطلعي بره بيتي بدل ما اطلبك البوليس... انا مش عارفه ازاي انتي مرات مراد وبنت عمه... بجد مقرفه
لتسخر هناء وهي تشير نحوهما
- والله المقرفين اللي زيكم.. اتمنى رسالتي تكون وصلت
وغادرت بعدها تلتقط أنفاسها تشعر بالمقت لرؤيتهم
- صدقت فعلا ياقوت لما قالتلي ان في ناس عايشه بالطريقه ديه..
استغفرت ربها وهي تعلم أن علاقة مارتن ب نغم ماهي الا زنا
تعلقت عين نغم ب مارتن فور مُغادرة هناء وقبل ان تشعل نيران غضبه نحو هناء كان يُخرج هاتفه من جيب سرواله ويخطو للخارج ولم تسمع مكالمته
ولم تكن مُكالمته الا أمراً منه بأن يتبع احد رجاله هناء ويخطفها
..........................
اغلقت فاديه باب الغرفه بعدما تأكدت من هدوء المنزل.. ضغطت على ازرار هاتفها خشيه.. اتاها صوت عزيز
- قوليلي الوضع عندك ايه يافاديه
هتفت بقلق وهي تلتف حولها
- فرات قالب الدنيا... ومش هيسكت غير لما يعرف مين اللي ورا الخطف.. عزيز رجع الولد.. انت متعرفش غضب فرات اخويا انا عارفاه خطف الولد موت قلبه من تاني
- أنتي بتقولي ايه يافاديه... ارجع ولد ايه.. انتي عايزه ارجع الولد ويورث اخوكي عيل مش من صلبه
احتقن وجهها وهي تتذكر كذبته عليها
- عزيز بلاش لعب عليا انا اكتشفت الحقيقه... الولد ابن فرات..فرات مش ساذج ولا غبي ياعزيز انت عارف اخويا كويس
توتر عزيز وقد انكشفت كذبته التي استغل بها فاديه وهو يهيج مشاعرها... يعرف ان فاديه تنسى نفسها حينما تكون بين ذراعيه فيعرف كيف يستغلها
- احنا لازم نتقابل ياعزيز
خرج صوته بعد مده
- مش هينفع يافاديه... ومتتصليش بيا.. انا هبقي اكلمك
انقطعت المُكالمه ليغلق هاتفه حانقاً مُلقياً به فوق الاريكه
- ست من ساعه ما اتجوزتها والفقر ركبني... انا مش عارف كانت فين دماغي ساعتها
ليضحك احد رجاله فرمقه عزيز ليصمت .. ولكن لم يعد ان يظل صامتاً دون فهم اخر حركه فعلها رئيسه فالخطف لم يكن طريق اعمالهم يوماً
- بس ياباشا انت مش شايف ان خطف الولد في الوقت ده هيضرنا
تجهم وجه عزيز وضم سيجارته بين شفتيه
- عايز احرق قلب فرات... عايزه يفضل عايش حياته بيدور علي ابنه..
لم يشعر بنفسه وهو يفيض لرجله بمكنون صدره
- تعرف ياواد يافتحي انا كان ممكن اموته واقتله بأيديا دول انا كده كده ضايع وميت بالنسبه للحكومه لكن...
- لكن ايه ياباشا
تعلقت عيناه برجله الواقف ونفث دخان سيجارته بعشوائيه
- امه هي السبب... مقدرتش اقتله.. أمه الحب اللي عمره ما نسيته
وضحك بعلو صوته يسخر على حاله
- حكم الحب ده لعنه ياواد يافتحي... شوف قلبنا ميت ازاي لكن قدام الحب بننسي احنا مين
- اه والله ياباشا.. انا طلقت البت مراتي لما لقيتني حبيتها.. والحياه علمتني من شغلتنا ان الحاجه اللي تبقى نقطة ضعفك امحيها
هتف بها فتحي فأقترب عزيز منه يربت فوق كتفه العريض
- شاطر يافتحي..
..............................
عاد حمزه من الشركه باكراً اليوم وسائقه يحمل حقيبة عمله يعطيها للخادمه يُخبرها ان سيده مُتعب وقد سقط في الشركه مما اذهل موظفينه... ان ذلك الكيان الصلب القوي يسقط مثلهم
هبطت ياقوت الدرج بعد أن هاتفتها شقيقتها تُخبرها ما حدث له
عندما تعلقت عيناها به اتجهت نحوه تسأله بلهفه
- حمزه انت كويس
اخذت تتفحصه كما تتفحص صغيريها
- للأسف لاء ياياقوت... انا حقيقي تعبت ونفسي ارتاح
اشفقت على حاله... فما يُحيط العائله الان من مشاكل ينصب فوق رأسه وماعليه الا ان يجد حلولاً.. حاوطت خصره بأهتمام
- تعالا اطلع اوضتك ارتاح..
ترك حاله لها كما اصبح أخيراً يترك مشاعره فماذا اخذ من تلك الهاله والقوه والصلابه التي كانت تُحيطه
قادته نحو غرفته التي لا تُشاركه فيها.. وساعدته بأن يتسطح فوق الفراش.. عاونته في تبديل ملابسه.. كل يوم كانت تثبت له انها معدن أصيل وان امرأه مثلها خلق الحب من أجلها
تحملت كل سلبياته معها... حاولت أن تتخطى معه مشاكل عائلته التي اكبر منها بل وحاولت ان تتخطى ظلم الحياه بقلب برئ حامد راضي
- هروح احضرلك حاجه تاكلها... انت مبقتش تهتم بأكلك
قبض على يدها يمنعها من تركه
- انا بحمد ربنا انك مراتي ياياقوت
وهمس بعشق حقيقي
- بحبك... حياتي من غيرك ملهاش معنى وبعدك علمني قيمتك واد ايه انا كنت معمي ومش سامع غير عقلي بقوانينه اللي وضعه عشان تكمل حياه حمزه الزهدي من غير ضعف
.................................
اقترب فرات من صفا بعدما عاونتها الخادمه في تبديل ملابسها ثم غادرت مُشفقه عليها
- كنا فضلنا في المستشفى ياصفا..انتي لسا تعبانه
تعلقت عيناها به ترى انكساره وتحطيمه..تمنت ان تراه هكذا وها هي امنيتها قد تحققت ولكن تحقيقها كان صعبً بل مميتً عليها هي الأخرى
سقطت دموعها فأسرع في ضمها
- ارجوكي انا مش مستحمل... ده ابني كمان ملحقتش اشم ريحته.
سقطت دموعه هو الآخر والنيران تشتعل داخل قلبه...فدعوات من جار عليهم قد تحققت ان يحرق الله قلبه وهاهو قلبه يحترق
- مكنتش فاكره دعوتي هتيجي في ابني
واردفت وهي تدفعه عنها بعدما وعت انها في حضنه
- انت السبب.. انت السبب... خلتني اتمنى اشوفك مقهور ومكسور واه جات في ابني
وانهارت أرضاً تحت قدميه
- هاتلى ابني.. ابوس رجلك هاتلى ابني.
اهتز كامل جسده من هول الموقف وهول ما أصبح يعيشه ليجثي فوق ركبتيه أمامها
- والله هلاقيه ياصفا وهدفع اللي عمل كده التمن.
ونهض من أمامها يمسح دموعه كي يعود لرجاله بقوه وهيبة فرات النويري.. غادر غرفتها وصوت بكائها يعلو وهي تهتف
- ابني يافرات... هاتلى ابني... انت السبب
وقف أعلى الدرج يسند جسده وهو لا يقوي على السير.. فقد ذاق حرقه القلب واقتصت الحياه منه بعداله
...............................
دلف شريف لغرفتهما ليجدها جالسه فوق الفراش تعزف بأحد الآلات بشفتيها.. تعلقت عيناه بتلك الآله القديمه والتي كانت بدايه تقاربهم فوق ذلك الرصيف والمقعد الذي شهد على احاديثهم وقربهم
لا يعرف اين وجدتها وخاصه انها لا تتذكر شئ من حياتها القديمه بعد ماحدث.. انقبض قلبه وهو يخشى ان تتذكر حياتها القديمه وستعلم بكذبته ان لم يكن أهل لها
نفض رأسه من قلقه في ذلك الأمر فما به يكفي ان يُزيد عليه هم اخر وتذكر ما اخبره به الحارس
- مها
انتبهت عليه بعدما كانت تعيش سحراً خالصاً مع تلك الآله
اشاحت عيناها بعيداً عنه مما زاده غضباً منذ تلك الحادثه وهو يشعر انه يعيش مع طفله بتصرفاتها وغضبها الغير معقول ردود أفعالها يمقتها احيانا حتى انها أصبح يشعر بفتور قلبه اتجاهها
- مها بصيلي
طالعته بنظرة طفوليه رأي فيها البرآة.. يعلم أن زوجته عانت كثيراً بحياتها ولم تعش مراحل حياتها انما قضت عمرها في الظلمه وغرفتها.. تنهد واقترب منها وحاول ان يُحادثها بلطف حتى يعرف منها هوية ذلك الرجل
- مين الراجل اللي بتخرجي كل يوم من الفيلا تديه اكل وفلوس
ارتبكت وهي تتذكر وعدها لذلك الرجل بأن لا تُخبر زوجها.. صمتها جعله يزفر أنفاسه حانقاً
- ردي عليا... وبطلي شغل الأطفال ده..
كان يغضب منها حينما يشعر انها طفله أمامها... الحادث بالفعل أثرت عليها وعدم الاهتمام احد بعلاجها يجعلها لا تستعب الانفعالات وتُصدق الناس مثل الأطفال
- شريف انا خايفه منك
وضعت يداها فوق اذنيها.. ليعود لزفر أنفاسه بقوه
- مين الراجل ده يامها... انا مش قولت متخرجيش من الفيلا
بكت بحرقه وخشت من غضبه
- ده راجل عجوز بساعده ياشريف
لم تروق اليه اجابتها فهو يخاف من ظهور سالم ثانية... ولكن لا يستطع أخبارها بما عاشته تلك الليله التي ابدلت حياتهم
- خلاص اهدي ... ياريت متخرجيش تاني بره الفيلا.
توقفت عن ذرف دموعها وقد أصبحت وجنتاها شهيتا للغايه
- ليه ياشريف.. ده راجل طيب وغلبان بيحكيلي عن مراته وعياله اللي ماتوا
لم يجد الا الأوامر ليُلقيها عليها
- مها قولت متتكلميش مع حد... انتي تعبانه
تلك العباره جعلتها تصرخ به
- انا تعبانه عشان انت بطلت توديني للدكتور ونستني... صحاب ندي ضحكوا عليا لما شافوني وانا بجري وراه القطه بلاعبها زي الأطفال... انا ليه كده ليه ياشريف
احرقه قلبه عليها فأسرع بجذبها لحضنه
- قولهم اني بفرح لما بشوف الحاجات ديه.. قولهم اني مكنتش زيهم.. قولهم ان الدنيا كانت ضلمه اوي معايا واني معشتش زي ما عاشوا
وابتعدت عنه تترجاه
- انا عايز اروح للدكتور ياشريف عايزه اخف وافتكر انا كنت عايشه ازاي وانا عاميه ارجوك
ارتجف قلبه من الضعف وهو يراها هكذا بعدما كان عقله يسأله لما يصبر عليها هكذا..الان قلبه يخفق بحزن عليها
يداه كانت تُلامس جسدها بشوق ورغم ان عمله ينتظره الا انه أراد أن يعيش تلك اللحظه معها بعد جفاء دام لفتره
..............................
دلفت لغرفتها باكيه بعد لقاءها بسمر تتذكر كلماتها وحقدها عليها وشماتتها انها لن تنجب
لم تكن تُصدق ان هناك مرضى نفسين مثيلتها... هوت فوق الفراش تتذكر غضب شهاب وخصامه فأنهمرت دموعها اكثر
- ديما بضيعك بغبائي ياشهاب... بس والله بحبك ارجوك متسبنيش
ألتقطت حقيبه يدها الواقعه فوق ارضيه الغرفه لتُخرج هاتفها منها اخذ الرنين يعلو الي ان سمعت صوته
- شهاب انت فين... شهاب ارجوك خلينا نتكلم
سمعت صوت أنفاسه لتترجاه ان يُحادثها
- انا في اسكندريه ياندي ومضطر اقفل
لمح الطبيب يخرج من غرفه الفتاه التي اصطدم بها بسيارته ولم ينتبه انه لم يغلق المُكالمه
" المدام فاقت ... لكن للأسف فقدت الجنين"
..........................
وضع أمامها تذكره السفر وبطاقه بنكيه
- طائرتك غدا سماح
نظرت الي ما وضعه وعندما وقعت عيناها علي البطاقه البنكيه وهتفت بشراسه
- لا اريد مالك سهيل
- هذا ما اتفقنا عليه سماح
هتف عبارته بصعوبه.. يُريدها وبشده ولكن كبريائه يمنعه من استعطافها وهي تلك المره كانت عازمه على الرحيل وهو بات يُحمل نفسه ذنب ماعاشته هنا معه
- اعتبره ثمن لما عشته معك
طعنته عبارتها فهذا ما كان يقوله لها في البدايه
.....................
حطم مراد هاتفه بعدما رأي مقطع الفيديو
هناء فوق الفراش ومارتن جانبها يُلامس وجهها بيديه واسفل الصوره عباره
" اليوم سأنال زوجتك ايها العربي كما فعلت مع شقيقتي"
صرخ مراد بجنون فالغبي لا يُصدق انه لم يفعل علاقه مع جاكي الا عندما تزوجها وانه لم يتزوجها لشعوره بالذنب لانه نالها دون زواج.. يُحمله ذنب موتها ويظنه مُغتصب... لا يعرف من أين يُجمع معلوماته ولكن ما يُدركه ان من اخبره بعلاقته بجاكي لم يكن الا كاره له"
..........................
- ابعد ايدك عني... مراد... مراد
صرخت هناء وهي تشيح وجهها بعيداً عنه حتى لا يُحرر حجابها عن شعرها
- ارغب في رؤيه شعرك حتى تكتمل صورتك في مخليني حلوتي
واردف وهو يوصف لها كيف يتخيلها.. وكيف سيفعل معه حينا تكون معه في فراشه
لم تتحمل وقاحة وبذائة حديثه فبصقت بوجهه ولو لم يكن مُقيداً لها لكانت صفعته
- أخرس ياحيوان.. مراد الحقني
صفعه قويه سقطت فوق وجهها لتتجمد وجنتها من اثرها
- سأريكي كيف تكون الحيوانات
يداه اتخذت طريقهما نحو ازرار قميصه ليحل واحد يلو الاخر وصوت صراخها يعلو المكان
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والستون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية افقدني عذريتي بقلم نهلة داود
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا