مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثالث عشر من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثالث عشر
رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثالث عشر
عاد "صفوت" مع نبيل وهما يشعران بالخيبة والغضب ، ومن ثم هتف "صفوت" بنبرة غاضبة:
-الحاجة الوحيدة اللي قدامنا إن مجدي خطفها !
تنهد قبل أن يكمل بضيق شديد:
-لولا الحركة اللي عملتها امبارح دي مكناش وصلنا للإحنا فيه ، ده كده تضييع وقت لازم نشتغل على قضية "قُصي" وأنا مبقتش عارف أعمل إيه ده موصي عليها .
أشار له "نبيل" بنبرة جادة قائلًا:
-أنا هتولى موضوع مدام "ثُريا" وحضرتك تابع قضية "قُصي" كده هنكسب وقت مينفعش إحنا الاتنين نشتغل على حاجة واحدة .
هز "صفوت" رأسه موافقًا ومن ثم هتف :
-مقدمناش غير كده ، نص القوة بتاعتي هنتابع بيهم قضية قُصي والنص التاني هيبقى معاك عشان لو لقيتها منضيعش وقت ويقوموا هما باللازم ولو سرعت في خطوة زي دي مجدي هيتقبض عليه ونقدر نستجوبه .
هتف "نبيل" قائلًا بثقة :
-متقلقش هعمل كل اللي أقدر عليه عشان أرجعها .
في ذلك الوقت وجدوا امرأة غريبة تدلف عليها وتغطي نفسها بوشاح وتقول بجدية خبيثة :
-أنا أعرف مكان اللي بدوروا عليها .
انتبه لها "صفوت" و"نبيل" وهتف "صفوت" وهو يتفصحها بشك:
-وحضرتك تبقى مين ؟
أجابت بكل ثقة وهدوء:
-أنا كاميليا ، مرات مجدي !
ظهر معالم الدهشة عليهم وهتف "صفوت" وهو يستدرجها بالحديث:
-إيه هو ده خطة من خطط مجدي باشا عشان نمشي على مزاجه صح ؟
نظرت له "كاميليا" نظرات قوية وهي تقول بنبرة نافية:
-أنا جاية من وراه مجدي ، بصراحة كده عرفت إن مصلحتي مش معاه وبدل ما تضيع وقتك معايا دلوقتي شوف الأول اللي بتدور عليه ومش كده وبس ، هديك كل الأدلة اللي ممكن تخلي "مجدي" يتعدم مش بس يدخل السجن .
تفاجأ "صفوت" بحديثه وحاول أن يأخذه على محمل الجد وهتف ناظرًا لها بتأني:
-وليه تعملي حاجة زي كده ودلوقتي كمان ؟ ، أنتِ مراته يعني شريكته في كل حاجة .
اقتربت منه "كاميليا" وهي تقول بثقة كبيرة وتخرج صندوقًا من حقيبتها قائلة:
-كان زمان الكلام ده ، دلوقتي مجدي عايز كل حاجة لنفسه وبس وكأني مليش لازمة وأنا مش بحب أكون شريكة خسرانة .
ومن ثم أعطته الصندوق وقالت:
-الصندوق ده عليه فلاشات أصلية من غير نسخ كمان ، فيها كل بلاوي مجدي وجرايم القتل اللي علمها في حياته ، كل جريمة كانت متصورة ومتراقبة ، عشان لو جي يوم زي ده ومجدي باعني أتصرف .
أخذ "صفوت" الصندوق اللذي بالتأكيد به براءة "قُصي" وكل الجرائم التي قد تؤدي ل"مجدي" بالاعدام .
تنهد "صفوت" وهو يقول لاويًا شفتيه:
-لو أنتِ عارفة بقى الجرايم دي من الأول وشاهدة عليها فده ضدك لأنك اتسترتي على جرائم .
رسمت "كاميليا" ابتسامة خبيثة وهي تقول:
-أنا جيت هنا وساعدتكم ومعنديش مشكلة في ست شهور سجن ولا سنة ، المهم إني أخلص من "مجدي" واللي ناوي يعمله كده كده أنا هرجع إيطاليا هناك حياتي ومش مهم لو صبرت شوية .
تفهم "صفوت" حديثها الذكي وقال متذكرًا باهتمام:
-ومدام ثُريا ؟
أجابته "كاميليا" بنبرة جادة :
-هي موجودة في قصر مجدي في المخزن اللي تحت القصر ولازم تتحركوا بسرعة بالليل هياخدها مجدي ويتحرك لمكان محدش يعرفه وممكن جدًا يقتلها لو ملحقتهاش .
رفض "صفوت" تلك الفكرة وقال على الفور:
-مش هيلحق ، بس لو طلعتي بتقولي أي كلام أما مش هرحمك !
لاوت "كاميليا" شفتيها ببرود ساخر وقالت:
-مش من مصلحتي ألعب مع الحكومة وبعدين الأدلة معاك اتأكد بنفسك ، وكمان ثُريا هناك فاطمن .
هز "صفوت" رأسه ومن ثم أشار لأحد عساكره وقال بجدية:
-خدها يا بني الاسم في القاهرة عشان يستجوبوها ، واعترافك ده هيخفف من الحكم .
هزت "كاميليا" رأسها بلا مبالاة ، فهي امرأة ذكية ، تريد أن تخرج بأقل الخسائر وقد علمت أن بقائها مع "مجدي" لن يكلفها إلا خسارة كل شيء ، وربما قتلها كما يفعل "مجدي" مع أي شخص يعكر عليه تخطيطه ، لذلك كان مستعدة لذلك اليوم فلتصبر قليلًا وتؤدي عقوبتها وبعد ذلك تسافر إلى إيطاليا حيث كانت تعيش ، فربما تجد شخصًا آخر باهظ الأموال تتزوجه وتنعم بأمواله .
.........................................................................
بعدما رحلت "كاميليا" أشار "صفوت" إلى قواته وقال:
-أنا خدت إذن من النيابة إننا نهجم على قصر مجدي ، الهدف هو إننا نجيب مدام ثُريا ونقبض على "مجدي" حي ، وأي ماهجمة تصدوا ليها فورًا مفهوم ؟
وافقوا الجميع قائلين :
-مفهوم يا فندم .
التفت "صفوت" إلى "نبيل" وأشار له:
-خليك أنتَ هنا يا نبيل ، احمي القصر هنا عشان رحمة هانم ، محدش ضامن تصرفات مجدي !
أشار له "نبيل" مطمئنًا :
-متقلقيش يا صفوت بيه اعتبره حصل .
نظر له "صفوت" بامتنان ومن ثم تحرك متجهًا إلى قصر "مجدي"
...................................................
في المخزن بقصر "مجدي" .
أفاقت "ثُريا" ببطء وهي تعشر بدوار شديد برأسها ، نظرت حولها بوهن وهي تهتف بخفوت وهمس :
-حد يلحقني ..قُصي الحقني !
نزلت دموعها بخوف وارتعاش وهي تحاول استعياب أين هي وماذا يحدث معها ، تذكرت "مجدي" وما فعله معها تذكرت كل شيء مرت به حتى الآن ، كم عليها من التحمل والصبر على هذه الأمور .
وآثناء شرودها وجدت "مجدي" يفتح باب المخزن ويدلف بشموخ وهو ينظر لها نظرات ساخرة:
-صحي النوم !
نظرت له "ثُريا" باشمئزاز ولم تتحدث ، فاقترب منها "مجدي" ونظر لها مليًا:
-إيه رأيك ننسى اللي فات ونبدأ سوا من جديد ، أنا كنت مخنوق لما كنت فاكر إن قُصي قتلك .
بثقت "ثريا" على وجهه بقوة وهي تقول بتحدي:
-انسى اللي في دماغك ده يحصل حتى لو هموت.
قبض "مجدي" على شعرها بقوة وهو يقول بصوت كالفحيح:
-هتموتي أوعدك ، بس مش دلوقتي لازم أحرق قلبه عليكي زي ما حرق قلبي وهتييجي معايا وهتمشي زي ما أنا عايز .
تركها "مجدي" وسط خنقتها وشعرت بالضعف ، شعرت أنها مهزومة ودعت ربها أن يفك ذلك الآسر عليها وعلى حبيبها !
.........................................................
وضعت "سماح" الطعام في غرفة "رحمة" التي كانت تشعر بأن الأمر ليس على ما يرام فهتفت "رحمة" متسائلة:
-فين ثُريا ؟ ، ليه مطلعتش ليا لحد دلوقتي ؟
ارتبكت "سماح" وهي تقول هاربة منها:
-آآ هي تعبانة بس شوية وقالت أطمنها عليكي .
نظرت لها "رحمة" بشك وقالت :
-أنتوا مخبيين عني حاجة صح ؟ فين "ثُريا" قولي .
حاولت "سماح" أن تقنعها قائلة:
-صدقيني يا هانم هي تعبت شوية بس من الجو ومرتاحة في أوضتها متقلقيش .
حاولت "رحمة" تصديقها وقالت :
-طيب يا ريت لما تفوق خلينا معلش تطلعلي أطمن عليها .
ابتسمت لها "سماح" محاولة تخبئة توترها وقالت:
-أكيد .
تركتها "سماح" بينما شردت "رحمة" قلقة وهي تقول:
-ليه حاسة إن في حاجة مخبينها عليا ؟ ، ربنا يطمني عليكي يا بنتي وتكوني بخير ، يا رب طمن قلبي عليها .
..................................................
خرج "مجدي" من المخزن وقد وجد المكان الذي سيذهب فيه ولكنه وجد "رجب" آتيًا وعلى وجهه علامات الذعر قائلًا:
-الحق يا باشا البوليس محاوط المكان وجايين علينا .
احتدت عينا "مجدي" بغضب وهو يهتف قائلًا:
-أنا مش قولتلكم تعطلوهم على قد ما تقدروا عقبال ما نتحرك !
هز "رجب" رأسه وقال مؤكدًا بتوتر:
-وده اللي حصل فعلًا ، لكن لقيناهم فجأة هنا كأنهم عارفين .
حك "مجدي" طرف ذقنه وهو يقول:
-كاميليا مرجعتش ها ؟
هز "رجب " رأسه نافيًا فاستنتج "مجدي" أنها قد يكون لها دورًا في إعلامهم بمكانه فهتف بغضب:
-يا رتني كنت خلصت عليكي وقتها !
نظر "مجدي" إلى "رجب" وأشار له على الفور:
-استعدوا أنا ههرب بيها من البوابة اللي ورا وأنتَ تيجي معايا تحمينا والباقي يتصدى للهجوم يلا اتحرك !
ركض "رجب" كي يؤمن الوضع بينما تحرك "مجدي" مجددًا نحو غرفة المخزن وفتحه على مصرعية لتفزع "ثُريا" وتقول:
-في إيه ؟!
-هنتحرك دلوقتي !
قالها بهدوء مريب وهو يفك الحبال من حول الكرسي فشعرت ثُريا" بتوتره فشكت بالأمر ، وحاولت أن تبطء من نفسها قائلة:
-براحة عليا ، جلدي هيتقطع في إيدك .
نظر لها "مجدي" بقسوة وأمسك ذراعها بقوة يشدها ناحيته وقال:
-اتحركي معايا وأنتِ ساكتة .
شدها "مجدي" بقوة إلى الخارج من باب المخزن المطل على الحديقة وهو يتخفى بين شجرة والأخرى حتى لا يراهم أحد وهي لا تستطيع المقاومة ، فشعرت أن ربما "مجدي" يهرب من شيء وقررت أن تتخذ تلك الخطوة مهما كانت النتيجة وبدأت تصرخ بأعلى صوت ممكن قائلة:
-الحقـــــــــوني ، حدي يجي يلحقني !
كممها "مجدي" وقبض على فمها بقوة وهو ينهرها قائلًا:
-اخرســـي هتفتضحي مكانا امشي وأنتِ ساكتة !
أخذت "ثُريا" تفرك بجسدها محاولة الفرار منه لكنه سأم منها وأشهر سلاحه نحوها وهو يقول:
-لو فضلتي تعملي حركاتك دي هتموتي ، امشي وأنتِ ساكتة أحسن لك .
فزعت "ثُريا" وأخذت دموعها تهطل بصمت وهي تمشي معه بالأجبار ، حتى دوت طلقات نارية كبيرة في كل مكان خافت منها "ثُريا" لكنها شعرت أن ذلك هو الطوق النجاة الوحيد لذلك يجب الأ تذهب حتى يقبضوا عليه وستحاول .
قابل "مجدي" رجب سريعًا وأشار له بقوة:
-موت أي حد يقف في وشك أنا لازم أهرب منهم قبل ما يمسكونا بسرعة اتحرك.
أسرع "مجدي" بخطواته نحو السيارة فسمعت "ثُريا" صوت "صفوت" من بعيد يقول:
-سلم نفسك يا مجدي مش هتعرف تهرب منا !
شعرت "ثُريا" ببعض الأمان لكنها وجدت "مجدي" يُسرع نحو السيارة ويمكن أن ينجو منها ، فخاطرت "ثُريا" ودفعت السلاح بيدها توقعه وركضت بأقصى سرعة إلى الناحية الأخرى وهي تهتف:
-حد يلحقني أنا هنا ، الحقوني !
اشتد غضب "مجدي" عندما وقع الأرض وهي تدفعه وتحاول الهرب فوجه طلقة نحو "ثُريا" والتي استقرت في مكانها الصحيح .
في ذلك الوقت أتى "صفوت" مع قوته وسمع صوت طلقة النار التي على آثرها صرخت "ثُريا" ووقعت أرضًا ، فزع "صفوت" وأشهر سلاحه نحو "مجدي" وهو يقول بحدة:
-أقسم بالله لو عملت حركة تانية لأدفنك مكانك !
حاوطه عدد من الظباط وأيضًا أمسكوا ب"رجب" ولعن "مجدي" حظه وهو يرى العساكر تقبض عليه فنظر لهم بغضب شديد وهو يتحرك معهم عنوة .
ركض "صفوت" نحو "ثُريا" يتفصحها جيدًا حتى وجد أنها قد أُصيِبت بطلقة في كتفها ، حاول "صفوت" إيقافها وهو يقول :
-متخفيش يا بنتي الحمدلله جت في كتفك اطمني !
شعرت "ثُريا" بألم حاد للغاية ولم تستطيع التحدث ، أشار "صفوت" لأحد ظباطه قائلًا:
-اتصل بأي دكتور في البلد هنا يجي قبل ما النزيف يكتر .
تحرك الظابط سريعًا وبعد فترة وجيزة أتى الطبيب ومعه ممرضة كي يحاولوا إيقاق النزيف وهتف الطبيب قائلًا:
-انا ربط على الجرح عشان أوقف النزيف لكن لازم تروح المستوصف اللي هنا عشان نخرج الرصاصة مش هتتحمل كده عايزة بنج !
هز "صفوت" برأسه وقال:
-طيب يلا بسرعة خلينا نشيلها نوديها .
وبالفعل تم نقل "ثُريا" إلى مستوصف القرية ومعالجتها .
.........................................................................
بعد مرور يوم .....
وقف "صفوت" أمام اللواء وهو يشير له بنبرة جادة:
-دي كل الأدلة اللي بتأكد إن مجدي قتل هاشم رسلان ، ومدام زينب متصورة صوت وصورة .
أشار له اللواء وهو يقول :
-استجوبتوا مراته ؟
هز "صفوت" رأسه وقال بنبرة مؤكدة:
-أيوة يا فندم وطبعًا هي علمت كده عشان تستفاد أكتر بعد ما حست إن مجدي بايعها ، لكن إحنا اتخذنا معاها الاجراءات اللازمة طبعًا .
أومأ اللواء برأسه وقال بهدوء:
-حلو أوي وكده مجدي ده خلاص انتهى !
تنحنح "صفوت" وهو يقول :
-وقضية قُصي رسلان يا فندم هو براءة منها وده اتفاق من مجدي مع تجار مخدرات ، كاميليا خليت واحد من رجالة مجدي يركب تسجيل ويسجل كل حاجة بتحصل .
ابتسم اللواء بسخرية معلقًا:
-واضح أنها جامدة أوي ومرتبة لكل حاجة .
ومن ثم تابع اللواء وهو يقول بجدية:
-اتخد الاجراءت اللازمة بخصوص القضية دي ، وطالما الدليل معانا يبقى قُصي ملوش لزوم هنا .
ابتسم "صفوت" وهو يقول بارتياح:
-تمام يا فندم ، اعتبره حصل .
..........
-أنا كنت هكسر الحيطة دي باللي فيها ، أنتَ عارف إني مش بحب القعدة دي !
قالها "قُصي" مشيرًا إلى "صفوت" بقوة ، فضحك "صفوت" وهو يقول:
-متوقع ده منك والحمدلله إني لحقتك .
هز "قُصي" رأسه ومن ثم ركب السيارة مع "صفوت" وخلال الطريق سأله بجدية:
-إيه اللي حصل بقى خلاك تقبض عليه كده وتكشفه ؟ ، أنتَ لسه مقولتليش .
ارتبك "صفوت" بعض الشيء وهتف محاولًا أن يكون هادئًا:
-مراته هي اللي جبتلنا كل حاجة عنه عشان باين كده طلعت بالمولد بلا حمص ، فعرفنا نقبض عليه !
تفرس "قُصي" في ملامحه وعلم أن هناك شيئًا يخفيه فأشار له وقال:
-وبعدين كمل ، ده مش كل حاجة حصلت مش كده ؟
تنهد "صفوت" وقرر أن يخبره حتى لا يصل هناك متوترًا ومنصدمًا وقال:
-مجدي كان بيلعب معانا ، خطف ثُريا بس لحقناها الحمدلله متقلقش .
ارتعد قلب "قُصي" والتفت بمكانه وقال على الفور:
-وهي حصلها حاجة ؟ ، عمل فيها حاجة ؟
بلع "صفوت" ريقه وقال:
-هي كويسة .
نهره "قُصي" بعنف وقال:
-ما تنطق يا صفوت عملها إيه ؟
زفر "صفوت" أنفاسه وهو يقول :
-كان عايز يموتها بس الطلقة جت في كتفها وعدت على خير !
برَّق "قُصي" بعينه بحدة ومن ثم صمت ولم يتحدث فتوجس "صفوت" وقال:
-أنتَ كويس ؟
جمدت ملامح "قُصي" وهتف وهو ينظر ناحية النافذة:
-سرع عايز أوصل بدري !
شعر "صفوت" بالقلق عليه لكنه علم حالته وأسرع من قيادة السيارة !
..................................................
ربتت "رحمة" على شعر "ثُريا" الممدة على الفراش بحنو وقالت :
-حاسة بوجع ؟
هزت "ثُريا" رأسها نافية بصمت فتنهدت "رحمة" وأشفقت على حالها ومن ثم وجدت الباب يُفتَح ويطل منه "قُصي" بعنفوان .
همست "رحمة" بحب كبير وهي تطالع ابنها:
-قُصي ؟!
خفق قلب "ثُريا" و وجهت رأسها ناحيته وطالعته بشوق كبير فبادلها نظرات الخوف والقلق والاشتياق!
أشارت له والدته ببكاء:
-تعالى يا بني أنتَ وحشتني أوي .
اقترب منها "قُصي" وقبَّل يدها ورأسها فضمته "رحمة" باشتياق وبكاء وهي تقول:
-الحمدلله ، الحمدلله ربنا نجاك .
ابتعد عنها بعد برهة والتفت ناحية "ثُريا" التي رأى دموعها تنساب على وجنتيها الصغيرة ، ورأى ذراعها مجبس فأغمض عينه بألم ومن ثم فتحها سريعًا واقترب منها يمسح دمعتها وقال:
-مش عايز أشوف دموعك .
رمت "ثُريا" نفسها بأحضانه وهي تقول بارتعاش:
-أنا تعبت أوي يا قُصي مش قادرة أتحمل حاجة تانية تحصل.
استنشق "قُصي" عبير شعرها باشتياق وربت عليها مطمئنًا:
-اهدي يا حبيبتي خلاص الكابوس ده انتهى وأنا معاكي اهدي .
تشبثت به "ثُريا" بينما هتفت "رحمة" بارتياح:
-الحمدلله ربنا يحفظكوا ليا .
نظر "قُصي" إلى "ثُريا" وهو يقول واعدًا:
-من هنا ورايح مش هسمح لحد يأذيكي أو يبعدك عني أوعدك يا ثُريا أوعدك .
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا