مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هدير محمود علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن والثلاثون من رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود.
رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل الثامن والثلاثون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل الثامن والثلاثون
مرت الأيام والسنوات على أبطالنا في سعادة وهناء لا تخلو أيامهم من عقبات وعثرات لكن بالحب والمودة والرحمة كل شيء يمر خاصة في وجود أصدقاء رائعين دوما مساندين بعضهم البعض
وفي أحدي أيام شهر رمضان المبارك بعد مرور ما يقرب من أربع أعوام منذ يوم ميلاد مليكة ابنة أدهم ومريم
كان الأصدقاء قد اتفقا منذ عدة سنوات أن يتناوبوا الافطار في شهر رمضان عند بعضهم البعض كل يوم جمعة وكان دوما أدهم هو الباديء لأنه صاحب الفكرة التي رحب بها الجميع
بينما كانت مريم جالسة على أريكتها رافعة قدميها التي تورمت بفعل حملها الجديد التي قاربت شهوره على الانتهاء ولم يتبقى منها سوى أيام معدودات لوصول ولي العهد الذي قد علما أنه صبي وقد فرحت مريم كثيرا بهذا الخبر أشد من فرحة أدهم به والذي لا يفرق معه نوع الجنين بقدر أن يكن بصحة جيدة أما مريم فقد كانت تخبره دوما أن طفلها هذا هو من سيأخذ حقها مما تفعله مليكة ابنتها معها والتي تغار على ابيها بشدة فكلما اقتربت مريم من زوجها جاءت الصغيرة وجلست بينهما لتقطع خلوتهما وتوجه والدها لها وتطلب منه ألا يحادث أحد سواها وكان هذا يضايق مريم كثيرا بطفولية منها أن أحدا بات يشاركها في حبيبها وليس هذا فحسب بل تود الصغيرة الاستئثار به لنفسها فأرادت هذا الصبي بشدة حتى يغار عليها هو الآخر ويصبح رجلها الصغير وها قد استجاب الله لدعائها وبينما هي في جلستها تلك كانت قد اغمضت عيناها للحظات قبل أن تسمع صوت جرس الباب يدق معلنا قدوم الأصدقاء الأعزاء ف هتف أدهم باسمها قائلا :
- مريم معلش يا حبيبتي افتحي الباب عشان ايدي مش فاضية هتلاقي البهوات شرفوا افتحيلهم وابعتيلي جوز الخيل يساعدوني
- مريم ضاحكة وهي تتحرك بتثاقل ببطنها المنتفخة أمامها : هههه حااضر ولو إني عارفة إني لو قولتلهم كده هيقاطعونا هههه
- أدهم من الداخل : يا اختي يبقوا عملوا جمييلة وخلصنا منهم افتحي افتحي
وصلت مريم ل باب شقتها ففتحته كان سيف وحازم في المقدمة لكن ما أن تراءت لهم مريم وليس أدهم حتى أفسحوا الطريق ل زوجاتهما لتمرا أولاااا
- ليلة وهي تعانق مريم بمرح قائلة : أوووه مريومة بقيتي شبه الكورة أوووي ههههه
- لكزتها مريم بخفة قائلة ممازحة هي الآخرى : لا تعايرني ولا عايرك ما الحمل طايلني وطايلك حوش يا أختي القوام الممشوق ما أنتي كورة أنتي كمان أهوه
- ليلة ضاحكة وهي تربت على بطنها برفق : ههههه لأ لو سمحتي أنا مخدة أنتي كورة
- دلفت دينا وهي تلهث بعدما زجرتهما الاثنان قائلة : يا أختي أنتوا الاتنين كور خليني أدخل وآخد نفسي بقا ديه عملة تعملوها فينا أنتي وجوزك يا ست مريم مش تقولولنا أن الأسانسير عطلان والله لو كنت أعرف ما كنت جيت حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
- ضحكت مريم وهي تربت على ضهر دينا : ههههه والله يا دينا ما أعرف الا من شوية صغيرين أدهم اللي عارف ومقالش وبعدين خلاص بقا طلوع السلم رياااضة
- دينا وقد بدأت انفاسها في الانتظام قليلا : رياااضة ! ديه مش للي زينا يا أختي أنتو عايزين تولدوني في السابع صح ؟ طب أنتي والست ليلة خلاص دخلتوا التاسع وكلها كام يوم وتخلصوا أنا لسه فاضلي شهرين وخلاااص تعبت والله المراادي بجد الحمل أصعب بكتييير
- مريم برقة : معلش يا دندون هو حمل البنات كده مش فاكرة أنا في مليكة كنت عاملة أزاااي هااانت كله بيعدي
- سيف هامسا في أذن حازم : بقولك ايه أنا حاسس إني دخلت عيادة دكتور نساء في مستشفى ولادة
- حازم محاولا كتم ضحكاته:وليه حاسس ما أحنا ف بيت دكتور النسا أصلا يا ابني عاارف أنا قربت أبقى حامل زيهم أنا بدأت يا واد يا سيفو أحس بالأعراض بتاعت الحمل معاهم من كتر ما هما مش بيتكلموا على حاجة غير كده ثم علا صوته وهو ينظر ل مريم متسائلا صحيح يا مريم فين دكتور النسا بتاعنا سايبنا لوحدنا في عنبر الولادة ده ليه
- ضحكت مريم على دعابة حازم قائلة: دكتور النسا النهاردة غير نشاطه وبقا شغااال في المطبخ شيف وبالمناسبة مشدد على المساعدين أول ما يوصلوا يدخلوا المطبخ فورررا
- حازم بدهشة : مساااعدين ! ده اللي هو أحنا هههه ماااشاء الله بقيت من رائد شرطة محترم ل مساعد شيف قد الدنيا آدي اللي بناخده من معرفتكم
- سيف وقد خبط على مقدمة رأسة قائلا : لأ متقوليش أدهم اللي هيعملنا الفطار النهاردة لأ وعايزنا كمان نساااعده يا سعدك يا هناك يا واد يا سيفو أنتا وحزومي هههههه أنتو جايبنا تفطرونا عندكوا ولا جايبنا تشغلونا وبعدين جوزك بيعرف يطبخ لكن أنا والغلبان ده "قالها مشيرا على حازم الواقف بجواره " أبيييض في المطبخ
- مريم مطمأنة أيااه: متخافش يا سيف أحنا طالبين أكل جاهز أصلااا لأني مقدرتش أقف أعمل حاجة لكن أدهم حب يعملكم مفاجآة من ايده حاجة هتعجبكم أنتو هتساعدوه بس في السلطات
- حازم بصوت خفيض حتى لا يسمعه أدهم الذي يبدو أنه مندمج في أمر ما ولم يتحدث إليهم منذ وصولهم : مريم أنتي متأكدة أن جوزك في المطبخ ولا بيقتل قتيل أصل مسمعناش نفسه حتى من ساعت ما جينا ولا تكونوا عاملين لينا كمين اعترفي بكل هدوووء ومتخااافيش
في تلك اللحظة خرج أدهم ليقف أمامهم وهو يرتدي مريلة المطبخ مشيراا لحمزة صديقه :
- تصدق أنتا اللي هتبقا القتيل دلوقتي أنتا بتهدد مراااتي وفي بيتنا كماان قلبك جمد أووي وبعدييين واقفييين ترغوا يا حيوان منك ليه وسايبني لوحدي
ما أن رآه سيف وحازم بمريلة المطبخ حتى خرا ضاحكين و كادا يسقطا أرضا من فرط الضحك على هيأته وبدأ حازم في التماسك أولا فأشار عليه قائلا :
- تصدق يا ادهومي الهيئة الجديدة لايقة عليك أكتر سيبك من حوار الطب بقا مريلة المطبخ هتاكل منك حتة
- سيف ساخرا هو الآخر بعدما تمالك نفسه : هههههه الأسود يليق بك يوووه قصدي المطبخ يليق بك
- اقترب منهما أدهم ثم توسطهم قائلا : وهيليق بكم أنتو الاتنين أكتر يا حيلتها منك ليه متقلقوش حاجزلكم أتنين مريلة جوه
- ضحك حازم قائلا : صحيح فين الأميرة الصغننه أوعى تكون مشغلها معاك في المطبخ هي كمان ما أنتا مفتري وتعملها
- مريم وقد توجهت ببصرها نحوه قائلة : صحيح فين مليكة يا أدهم
- أدهم : ناامت مهو ده اللي أخرني ومكنتش عاارف أرد على البهوات لقيتها يا حبيبتي جت جنبي وكانت واقفة بتتفرج عليا وبعدين غمضت عينها وقالتلي بابا عايزة أنام في حضنك ف شيلتها ثواني ولقيتها راحت في النوم ف مرضتش أعمل صوت لحد ما دخلتها أوضتها وجيت أشوف المساعدين بتوعي واقفين يرغوا ويعترضوا كمااان لييه وبعدين صحيح فين مازن وماالك
- حازم: راحوا يشتروا حاجات من السوبر ماركت اللي قدامكم
- أدهم بقلق : وسبتهم لوحدهم ليه بس يا حازم ممكن يتوهوا ولا بعد الشر حد يخطفهم أنتو مجانين
- حازم : يتوهوا أيه بس ده السوبر ماركت قدام العمارة علطول وبعدين يا عم متقلقش مالك صحيح أصغر من مازن بس مااشاء الله عليه أسد زي أبوه وهيخلي باله من أخوه وبعدين وصيت البواب يخلي عينه عليهم من بعيد لبعيد زمانهم طالعين وبعدين الولاد كبروا يا أدهم لازم يتعودوا يتصرفوا لوحدهم
- أدهم : طب يلا يا أخويا منك ليه أحنا هنقف نرغي يلا لسه الشغل مخلصش في المطبخ وبعدين جايين العصر مكنتوا جيتوا المغرب أحسن
- سيف : يا عم أنتا مش عارف حركة اللي معانا تقيلة ويومهم بسنة
- أدهم : ليه هو أنتو كنتو جايين مشي ولا تكونوا جايين على جمل
- حازم ضاحكا : لأ وأنتا الصادق ساحبين ورانا جملين
- ليلة بغيظ : نعم نعم يا سي حااازم مين دول اللي جملين بقا بتتريق علينا والله يا أدهم هو وسيف اللي أخرونا تصدق بقا هفتن عليكوا ثم أردفت قائلة بعدما أخرجت لسانها ل زوجها قائلة قعدوا يلعبوا بلاي ستيشن هاااا بس
- أدهم بدهشة : بقا متأخرين علينا عشان بتلعبوا بلايستيشن ومن غيري وفي نهار رمضان بدل ما نعبد ربنا نهاركوا زي وشكوا
- سيف بدفااع : لأ يا صااحبي متفهمناش غلط كل الحكاية أن زوما جاب بلايستيشن جديد ف أنا قولت نجربه هو دور واااحد بس عشان نزفره لكن طبعاا يا أدهوم يا حبيبي أحنا منقدرش نلعب من غيرك
وقبل أن يتحدث أدهم مهاجما وجد مازن ومالك أمامهما قد دلفا من باب الشقة المفتوح منذ دخول أصدقاؤه بانتظار الصغيرين وما أن ابصرا أدهم حتى اندفعا تجاهه معانقين أياه حينها نزل هو أمامهما على ركبتيه حتى يقارب طولهما قائلا :
- الشباب الصغيرين عاملين أيييه وحشتني يا واد أنتا وهوه
- مازن ومالك في صوت واحد بحب صادق : وأنتا كمان يا عمو أدهم وحشتنا خاالص
لكن ما إن ابصرا مريم القادمة باتجاههما والتي كانت قد انسحبت قبل دخول الطفلين بلحظات لتبصر مليكة ابنتها فلقد ظنت أنها استيقظت جرى الصبيان نحوها بلهفه قائلين بحمااس :
- مريومتنااا وحشتيناااا
- مريم وقد جلست أرضااا لعدم قدرتها على الوقوف أو الانحناء إليهما : وانتو كمان يا حبايب قلبي وحشتوني خااالص قالت كلماتها وهي تضمهم لصدرها بحب
- أدهم بصدمة : مريومتنا ! مراااتي بقت ملكية عااامة لأ وبتحضونها يا كلاب يعني بتدلعوا مراتي وتحضنوها وأنا واااقف
- حازم ضاحكا على غيرة صديقه : هههههه أطفااال يا أدهم أطفااال هتغير من عيااال
- أدهم بغيظ : العيال دول نوعهم أيه رجااالة ولا مش رجااالة
- سيف بضحك : رجالة صغيرين
- أدهم : الصغير بكره يكبر يا أخويا كل واحد يلم ابنه بعيد عن مراتي بدل ما أعلقهم بمسمارين على باب الشقة عشان يكونوا عبرة لمن يعتبر قال مريومتنا قاااال اسمع يا قلب عمو أدهم أنتا وهوه ديه أسمها طنط مريم ولا أقولكم اسمها طنط بس متنطقوش اسمها
- مازن بلماضة قد ورثها عن ابيه سيف : أنتا متضايق ليه يا عمو أدهم هي اللي قالتلنا منقولهاش طنط ونقولها مريومة وهي مريومتنا احنا أنتا بقا ليه تزعل
- أدهم بغيظ : عشان هي مريومتي أنا يا ابن سيف مش مريومتكم أنتو يا أخويا مش مشاااع هي
- مالك وهو ينظر حوله كمن يبحث عن شيء متسائلا : أمال مليكة فين يا عمو أنا مش شايفها هي مجتش تلعب معانا ليه
- أدهم : مليكة نايمة في أوضتها شوية كده وهصحيهالكم تلعبوا معاها
- مازن بمرح : ليكااا ديه بتناام كتير أوي أنا هدخل أصحيها
وقبل أن يتحرك مازن ناحية غرفة مليكة جذبه مالك بقوة اكبر من سنه ف بالرغم من أن مالك اصغر سنا إلا أنه قد ورث قامة ابيه الطويلة وقوته ف كان يبدو أكبر من مازن أو يماثله عمرا وليس بأصغر ابداا
أمسكه مالك من يده حتى يوقف اندفاعه نحو غرفة مليكة قائلا بحزم لا يليق بطفل صغير : قولتلك قبل كده يا مازن متدلعهاش اسمها مليكة وبعدين أيه رايح تصحيها ديه عييييب أنتا ولد وهي بنت مينفعش تدخل أوضتها وهي نايمة صح يا عمو أدهم
- أعجب أدهم ب رجولة الصغير فقال مؤيدا لكلامه : صح يا مااالك رااجل يا واد لكنه قال بخبث : بس مفيهاش حاجة يا مالك لما يدلعها مش عيب وبعدين هي زي أختكوا
- مالك بعصبية : لأ ميدلعهاش يدلعها ليه وبعدين هي مش أختي
- حازم متعجبااا حديث ولده ف نهره قائلا : في أيه يا مالك لأ يا حبيبي مليكة اختك اللي لازم تخلي بالك منها وتحافظ عليها وتكون حمايتها أنتا ومازن واحنا مش موجودين
- مالك وهو يصر على رفضه التام لكلمه أختك قائلا : لأ يا بابا مليكة مش أختي
كانت الابتسامة تشق طريقها على وجه أدهم الباسم والجميع ينظرون بتعجب لمالك ودهشة أكبر لابتسامة أدهم الغريبة على موقف مالك لكن ما أن أردف مالك قائلا :
- مليكة مينفعش تبقى أختي عشان أنا هتجوزها ومحدش بيتجوز أخته صح يا بابا
هنا تسمر الجميع من الصدمة على حديث الصغير إلا أدهم الذي قد فهم مالك منذ أن تحدث ورفض تدليل مازن ل صغيرته
واقترابه منها فلقد لاحظ منذ مرات عديدة أن هذا الصبي يغار على طفلته يعلم جيدا تلك الغيرة الصغيرة التي تنبع من حب طفولي بريء فلقد جربها قبل ذلك مع زوجته وابنه عمه الحبيبة
لكنه فاق من شروده وقد تذكر أن من يتحدث عنها الصغير هي طفلته المدللة وقطعة من قلبه ما أن جاءت الفكرة على ذهنه أنها في يوم من الايام ستكبر وتتزوج وتترك أحضانه لتسكن بين أحضان سواه حتى جن جنونه غيرة على ابنته الوحيدة فقال غاضبا :
- اتفضل يا عم حااازم من أولها أهوه ابنك بيرسم على بنتي كل واحد فيكوا يلم ابنه مش هتبقا البت وأمها
- غمز له حازم بيعينيه قائلا : الوااد طااالع لعمه شقي من صغره وبيعرف يختااار
قال كلمته الأخيرة وجرى بعيدا عن أدهم ناحية المطبخ وأدهم خلفه وبيده سيف الذي سحبه وراءه ليدلف ثلاثتهم ويتركون زوجاتهم يضربن كفا بكف على مزاحهم الذي لا يتوقف
تحركت مريم تجاه الطفلين وأشارت لهم بأن يأتيا خلفها ثم أدخلتهم غرفة المعيشة وأحضرت لهما بعض الألعاب واضاءت لهم التلفاز ثم خرجت تاركة أياهم متوجهه لصديقتيها
ظل المزاح يعلوا في شقة أدهم بين الفريقين فريق الشباب في المطبخ وفريق النساء في " الريسيبشن" والمرح والود يسود جلستهم جميعاا
وقبيل المغرب بفترة كافية أعدت النساء الثلاث المائدة لتكون جاهزة للافطار وأيضا مائدة صغيرة لهن بالداخل حتى يصبحن بحريتهن كما اعتدن أن يفعلن ف الجميع يفضلن الانفصال في المجلس والمأكل ولا يفضلن الاختلاط
وجاء الشباب كلا منهم يضع ما بيده على المائدة أما أدهم ف كان يحمل بين يديه طبق يبدو رائعا ويقول بفخر :
- هدوقكم بقا جلاش رولز بالسجق تحفة هتسيبوا الأكل اللي جاي من بره وهتاكلوه أنا عملته مرة وعجب مريم ومليكة جداا فقلت أعطف عليكم وأمري لله وادوقكم آخر ابداعاتي
- سيف : يا ابني أنتا بسبب أبداعاتك ديه هتعمل علينا انقلاب في بيوتنا
- حازم : لأ انقلاب ده عندك أنتا لكن أنا مسيييطر عييب عليك
- جاءه من خلفه صوت ليلة قائلة بحزم مصطنع : حاااازم
- حازم بتراجع قائلا : قلب حازم من جوه
- ليلة : بتقول حاجة يا حبيبي
- حازم : لأ يا قلبي بقول أيه أنا ساكت أصلا سيف اللي عمال يقول أنا مسيطر ومعرفش أيه وكلام غريب كده
- ضحك أدهم على صديقه قائلا : يا سلااام على الرجالة اللي بتخاف وترجع في كلامها
- حازم بصوت خفيض لصديقه : كل عيش يا ابني وخليني ألحق أشوف بنتي اللي جاية
ضحك الجميع على مزاح حازم وليلة ورفع آذان المغرب تناول الجميع مشروب البلح باللبن مخلوطا بالموز والتي تحسن مريم صنيعه ثم قام أدهم بأمامتهم لصلاة المغرب وبعدما فرغا من صلاتهم تناولوا افطارهم في جماعتين منفصلتين و بعدما أنهى الجميع طعامهم سألهم أدهم عن رأيهم في طبقه الذي أعده خصيصا لهم أثنى الجميع على طبقه المميز ونال استحسان الكل كما نال أيضا سيف وحازم نظرات السخرية والتقريع من زوجاتهما لأنهما لا يستطيعان حتى صنع الشاي لا عمل طعام مميز كهذا ثم لكزا صديقتهما قائلين بصوت هامس :
- يا بختك
كتمت مريم ضحكتها وأصر أدهم والشباب على حمل الأطباق عنهن حتى لا يرهقن أنفسهن بالعمل الشاق في ظروفهن تلك
واكتفت الفتيات الثلاث بأعادة ترتيب المائدة كما كانت وتنظيفها وإلقاء بقايا الطعام
بعد قليل توجه الشباب للمسجد لاداء صلاة العشاء والتراويح وما إن عادا حتى سمعا صوت شجار من الداخل فتح أدهم الباب سريعا بعدما دق الجرس لتنبيه النساء وحينما دلف وجد أن الصغار ثائرين والنساء تحاول تهدأتهم دون جدوى وكان أكثرهم ثورة وغضب هو مالك تدخل أدهم بصوت عال حتى ينتبه الصغار ويتوقفوا عن الشجار قائلا :
- في أيييه بتتخانقوا ليه ؟؟
- جذب حازم ولده متسائلا : في أيه يا مالك بتتخانق مع اخواتك ليه ؟
- اقتربت مريم من أدهم هامسة : أدهم الصغير قدامي والله التاريخ بيعيد نفسه
- فهم أدهم جملة زوجته ف أشار بعينيه نحو ابنته الواقفة أمام مالك بتحدي متسائلا : مليكة ؟؟
- أماءت مريم برأسها ايجابا وقالت بابتسامة : غيرااان
- حاول أدهم كتم ضحكته وفي ذات الوقت غيظه ممن يحاول الاستيلاء على قلب ابنته هبط لمستوى مالك وسحبه من يد والده متسائلا : تعالا يا مالك أيه اللي حصل
- قابله الصبي بصوت غاضب كأنه رجل كبير ليس طفل لا يتعدى عمره الخمس سنوات قائلا: أزااي حضرتك يا عمو تخلي مليكة تلبس فستان زي ده
- نظر أدهم نحو فستان مليكة الذي يغضب مالك فلم يفهم فعاد متسائلا : ماااله الفستان يا ماالك ؟؟
- مالك بغيظ : حلو أوووي
- ضحك أدهم مليء فمه لكنه تمالك نفسه قائلا : طب وفيها أيه يعني لما يكون حلو
- شعر الصغير بخطأ ما تفوه ف اندفع قائلا : عشااان قصير وعريان وماازن بيعاكسها
هنا قد وضع أدهم يده على لب المشكلة الصبي الصغير يغااار على ابنته من ماازن حاوال أدهم احتواء الموقف تصنع الغضب وتوجه ببصره تجاه مازن قائلا :
- حد يعاكس أخته يا مازن ؟؟
- مازن بهدوء : عمو أنا معاكستهاش أنا قولتلها أنتي حلوة والفستان جميل عليكي هو مالك اللي كل شوية يزعق لمليكة ويقولها متكلميش ولاد غيري أنااا
- مليكة وقد جرت تجاه أحضان والدها فأفسح لها مكانا فقالت الصغيرة ببكاء : بابي مالك كل شوية يزعقلي وقالي فستانك وحش لكن مازن وزياد قالولي أن فستاني حلو
- أدهم وقد رفع حاجبه متسائلا بدهشة : زياد ! زياد مين ده كمااان
- ابتسمت الصغيرة ببراءة قائلة : زياااد صاااحبي في الكلاس
- أدهم : أمممم صاحبي في الكلاس طيب خدي يا مريم بنتك وغيرلها الفستان اللي عاجب زياد في الكلاس ده
ثم حدث نفسه قائلااا والله الواد مالك عنده حق قال زياااد قااال
أبت الصغيرة بشدة تبديل فستانها وقالت بتحدي واضح واصرار – بابي أنا مش عايزة أغير الفستان الحلو بتاعي ثم أشارت بأصبعها الرقيق نحو مالك قائلة ومش هلعب معاك تاني يا مالك أنتا وحش وعلطول بتزعلني وأنا مخصماك ومش هكلمك تاااني خااالص أبدااا
- أشار مالك بيده ملوحا بها لها : أحسن متكلمنيش وأنا كمان مش عايز أكلمك ولا ألعب معاكي
ثم ابتعد ليجلس بمفرده في غرفة المعيشة دلف أدهم خلفه هو وحازم وسيف ثم جلس بجواره مربتا على كتف الصغير قائلا :
- عااارف يا مالك أنا مبسوط منك أوووي عشان بتخاف على مليكة أختك وأراد التأكيد على كلمة أختك وحينما هم الصغير بالاعتراض أوقفه أدهم بأشارة من يده قائلا وكأنه يحدث شاب ناضج أختك يا ماالك طول ما أنتو لسة صغيرين مليكة هتفضل أختك ولما تكبر وتبقا راااجل كبيرقد بابا كده ساعتها نشوف بقا الموضوع التاني بس لازم يا مالك تخاف عليها من غير ما تزعلها منك وتخسرها ساعتها حتى لما تكبر مش هتوافق تكون غير أختك وبس كلمها بالراحة وهي هتسمع كلامك لكن لو زعقتلها مش هتحبك وهتبعد عنك فهمتني
- مالك بثقة وقد كتف يده أمام صدره الصغير قائلا : مليكة أصلااا مش بتزعل مني
- أدهم بغيظ من هذا الصبي : يا سلااام ليه يعني وبعدين ما هي زعلت وخاصمتك ومغيرتش الفستان
ما كاد ينهي جملته حتى وجد الشباب يضحكان بشدة ومالك يبتسم بثقة فلم يفهم لما يضحك هؤلاء إلا حينما ابصر ابنته المدللة قد أتت وجلست بجوار مالك وقد بدلت فستانها بآخر ثم قالت للصغير :
- أنا غيرت الفستان يا مالك متزعلش مني ثم طبعت قبلة رقيقة على وجنته
وقف أدهم مصدوما للحظة قبل أن يدرك ما فعلته ابنته للتو لقد استسلمت لأوامر هذا المالك والذي على ما يبدو أنه ملك قلبها الصغير بل وأتت راضية للاعتذار له واخيرا قبلته أمامه عند هذه النقطة ثار أدهم ونهشت الغيرة قلبه على مليكته يبدو أن مالك الصغير ليس بصغير أبداا لقد كان واثق تمام الثقة أن مليكة سترضخ لأوامره على ما يبدو أن هذه ليست المرة الأولى لهما يأمر ف تعصي وتخاصم ثم تعود وتتراجع وتستسلم بل وتعتذر وهل كل مرة تعتذر تقبله عند هذه النقطة جذب صغيرته ليخبأها داخل أحضانه قائلا بغضب حاول أن يخفف من حدته :
- مليكة حبيبتي مينفعش أن بنوتة حلوة زيك تبوس ولد كده عيب
- مليكة ببراءة : بس أنا مش بوست أي ولد خااالص غير مااالك
- أدهم بدهشة : طب مهو مالك ولد بردو ومينفعش تبوسيه
- مليكة بتعجب لحديث والدها : بابي مالك مش ولد غريب أحنا لما هنكبر هنتجوز ومالك هيرقصني زي سندريلا ويبوسني
تابع من هنا: جميع فصول رواية أبو البنات بقلم رهف سيد
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا