مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هدير محمود علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع من رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود.
رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل الرابع
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية جواز اضطرارى بقلم هدير محمود - الفصل الرابع
حينما سمعت صوت الكسر جرت بإتجاه المطبخ حيث مصدر الصوت وحينما دخلت وجدت الدماء تسيل من قدم أدهم لأنه دون أن ينتبه جرحته زجاجة كبيرة من زجاج الكوب المكسور ودخلت في قدمه لم تلاحظ مريم حرق يده وحاولت أن تسنده ف مسكته ف تأوه نظرت له متسائلة :
- مال أيدك كمان ؟
- مفيش اتحرقت أنتي شايفة أيه ؟
- هو أيه اللي حصل؟
- ده وقته أسئلة
- طب اسند عليا بالراحة نغسل الجرح ونطهره واربطهولك ونشوف الحرق ده كمان ده أنتا بقيت خرابة خالص
- ملكيش دعوة بيا مش عايز مساعدة منك مش مستني واحدة ست تساعدني لأ وتسندني كمان
- والله لولا القسم لكنت سبتك وخلي عنادك وطولة لسانك دول ينفعوك يلا خلص ومش عايزة أي تعليق
لم تنتظر استجابته ف جذبته من يده الآخرى واضعة ذراعه على كتفها واضطر هو أسفا أن يسند عليها حتى وصلا للحمام فوضعت يده المحترقة تحت الماء الجاري وانحنت حتى تحاول وقف نزيف قدمه بشكل مؤقت فوضعت مكان الدم قطعة كبيرة من القطن وذهبت للصيدلية الصغيرة الموجودة في الحمام وأحضرت بعض الاسعافات الأولية من شاش فازلين وضمادات ومرهم للحروق ومطهر وأخذته ل غرفته وأجلسته على السرير أعطته المرهم ليدهنه مكان الحرق ثم جلست على ركبتيها تطهر جرحه ثم ربطته بالضمادة ثم وقفت لتربط يده هي الاخرى انحنت كثيرا ل فارق الطول بينهما وكانت تلك المرة الأولى التي يقتربا فيها مثل هذا القرب شعر بخفقة في قلبه أثر ذلك ولا يعلم لما ترددت جملة مروان في ذهنه ترى كيف تكن مريم تلك ب رقتها في أحضانه ولأول مرة يتخيل وهو يضمها يشتم رائحتها التي غمرته لمجرد اقترابها منه ومالبث أن عاد من تخيلاته ف جذب يده ب عنف من يدها ونظر لها قائلا بكل الغيظ الذي يعتريه :
- خلاص شكرا هكملها أنا وبعدين مقربة مني كده ليه مفيش حياء خالص هو البجاحة كده عيني عينك
- مريم بعدم تصديق : بجاحة أيه ؟ تصدق أنك ناكر الجميل وأنا غلطانة أصلا إني بعملك أي حاجة كنت سيبتك كده أنتا مبيطمرش فيك حاجة علطول شكاك ونيتك وحشة يبقا أنتا كمان من جواك وحش احنا بنشوف الناس باللي جوانا يا دكتور ....
قالت كلمتها الأخيرة وذهبت للحمام لتنظف آثار الدماء الموجودة بالأرض كانت عيناها تسيل بالدموع من أثر كلماته الجارحة لها كان الحمام قريب من غرفته ف كان يراها بوضوح لماذا يصر على وجعها وما ذنبها هي بتخيلاته ..في تلك اللحظة خرجت هي إلى غرفتها وأغلقت بابها عليها وفعلت كما تفعل دوما حينما يضيق صدرها تذهب لتصلي لتخفف حملها وتلقي بهمومها على الذي لا يغفل ولا ينام ظلت تدعوه كثيرا وتبكي بكل ما أوتيت من قوة علها تستريح كان يسمع بكاؤها وهو مكتوف الأيدي لا يعلم ماذا يمكنه أن يفعل حتى تهدأ لابد أن يعتذر لها تلك المرة تردد كثيرا لكن في النهاية قرر أن لا مفر من الاعتذار استند على الحائط حتى وصل إلى غرفتها طرق الباب عدة طرقات حتى أجابته بصوتها الباكي قائلة :
- نعم ؟
- ممكن تفتحيلي
- ليه؟
- عايز أتكلم معاكي
- أه وترجع تقول بتتلكي عشان تقربي مني وتتكلمي معايا ومعرفش أيه مش عايزة أتكلم معاك مش ناقصة اتهامات ولا وجع
- صدقيني مش هضايقك
- وأنا مش عايزة اتكلم
- مريم لو سمحتي افتحي أنا مش قادر أقف أكتر من كده
بالرغم من غيظها منه لكنها تعلم بأن جرح قدمه يؤلمه وأيضا حرق يده ف رق قلبها له وقامت لتفتح له الباب
- اتفضل
- مش هضايقك هما كلمتين
- قاطعته قائلة : اتفضل اقعدعشان رجلك متقفش عليها كتير لأنها لسة بتنزف محتاجة تتخيط
- أدهم بتردد : أنا..أنا آسف متزعليش مني مكنتش أقصد
- تنهدت بقوة قائلة : ماشي يا أدهم
- ها هتخيطيهالي ؟ ولا هتتخلي عن واجبك المهني عشان زعلانة مني؟
- لا تقدر تروح المستشفى هما يخيطوهالك أنا عملتلك اسعافات أولية
- ليه مبتعرفيش تخيطي جرح ولا أيه ؟أمال ايه بقا دكتورة جراحة ومعرفش أيه أنا لو أطول كنت خيطتها أنا
- لأ أنا أعرف طبعا بس وعلى أيه بقا لتقول المرادي بتحرش بيك
- ابتسم وكتم ضحكته قائلا :مش للدرجادي يعني
- أنتا بتخاف تضحك ولا صحيح بتغريني بابتسامتك وبعدين أتعلق بيك وأقع ف غرامك ومقدرش أعيش من غيرك لا لا أنا مش كده خالص ولا الكلام ده يفرق معايا
- في تلك المرة لم يستطع أدهم أن يتمالك نفسه من الضحك ف ضحك بصخب قائلا:ههههههه ده أنتي بتقلديني بقا طب شوفيلي حل لرجلي ديه لانها وجعاني أوي
- مهو لازم مستشفى عشان الخيط والبنج
- سهلة في خيط هنا ومش لازم بنج
- أنتا بتهزر هخيطلك من غير بنج أزاي مش هتقدر الوجع هيبقى جامد
- لا متخافيش انا هستحمل انتي ناسية إني صعيدي ولا أيه؟وبعدين هما كام غرزة يعني مش مستاهلة ...
- مريم بسخرية: صعيدي أوي..ده انتا مبتتكلمش ولا كلمة صعيدي
- يعني أنتي اللي مقطعة الكلام أوي وبعدين ديه جينات يا دكتورة خلصي بقا لأن الجرح عمال ينزف
- طيب خليك هنا هروح أجيب الخيط من جوه وآجي
- ايه لقتيه ؟
- أه ممكن تمسك في الفوطة ديه عشان تطلع فيها وجعك
- ليه هو أنا هولد متخافيش أنا هستحمل
- براحتك
فكت الضمادة التي ربطتها مسبقا وقامت بتنظيف الجرح مرة آخرى وبدأت في الخياطة محاولة ألا تؤلمه وهو كان لا يظهر ألمه الذي لم يكن شديد للغاية ف يبدو أنها طبيبه محترفة في عملها انهت خياطة الجرح فلم يكن بالكبير لكنه كان عميق ويحتاج لخياطة
- أيه وجعتك أوي؟
- لا خالص أيدك خفيفة أنا مبتوجعش بسهولة
- بمناسبة الوجع ممكن أسألك سؤال
- اتفضلي
- هو أنتا ليه بتقصد توجعني بكلامك مين وجعتك وخلتك كده أكيد في حاجة هي اللي غيرتك أنتا مكنتش كده خالص
- محدش يقدر يوجعني خصوصا أنتو ..أنتو أضعف من أنكم توجعوا حد أنتو تتوجعوا بس يلا أنا هروح أوضتي شكرا
- العفو
هرع مسرعا إلى غرفته وأغمض عينيه ل ذكرياته وماضيه الذي يؤلمه كلما تذكره مازال جرحها يؤلمه أنه لم ولن يشفى منه أبدا ..استسلم للنوم ولم يشعر بشيء إلا حينما سمع طرقات على الباب كانت مريم طلبت الاذن للدخول كانت معها الطعام والدواء فقالت بإعتذار :
- معلش أسفة إني صحيتك بس لازم تاخد الدواء وقبله تاكل
- لا شكرا مش جعان وملوش لازمة الدواء
- والله أنا أدرى إذا كان ليه لازمة ولا لأ
- ما قولتلك إني مش سباك
- لا يا استاذ أنتا بتاع نساء وتوليد واحنا مش بنولد حد دلوقتي اتفضل كل حالا عشان تاخد الدواء
كان صدى ذكرياته مازال في رأسه وكأنه لم يفق منها وحديثها معه ذكره بألمه أكثر ف قرر أن يصب جم غضبه عليها ف رد عل حديثها قائلا بحدة:
- أنا مش هسمع كلام حد وأنتي عملتي اللي عليكي وشكرا ومستغني عن خدماتك لحد هنا خدي الأكل والدواء واخرجي بره عشان عايز أنام
- مريم بغضب حارق :أنتا بتكلمني كده ليه هو أنا جارية أنتا شاريها عشان تعذبها أنتا أيه يا أخي معقد ولا مغرور ولا فاكرني أيه أنتا حر في نفسك تاكل أو لأ براحتك....
خرجت ولكنها تركت الطعام والدواء تركته ل شجونه وذكرياته ووجع جرحه الذي لا يلتأم وهو الطبيب عاجز عن علاجه
وفي غرفتها جلست تقرأ إحدى الكتب ظلت هكذا حتى صلاة الفجر لم تشعر أنه مضى كل هذا الوقت ف هي حينما تقرأ لا تشعر بالوقت .. قامت لتتوضأ وتصلي تعجبت لأنها لم تراه فهي اعتادت أن يقوم لأداء الصلاة في المسجد وهي تعلم أنه لن يستطيع الذهاب للمسجد بسبب جرح قدمه لكنها لا تسمع صوته هل مازال نائما ؟ أم أنه قام وتوضأ وهي لم تشعر به ؟ قلقت عليه لانه لو استسلم لعناده ولم يأكل ولم يأخذ الدواء قد ترتفع حرارته ..ترددت كثيرا هل تدخل أم تتركه حتى لا يؤذيها بكلماته الجارحة ؟ لكنها قررت أن تدخل هي طبيبة وهو مريض عليها أن تتعامل معه الآن بهذا المبدأ حتى يشفى ....
طرقت باب غرفته عدة طرقات خفيفة ولا مجيب ففتحت الباب وجدته نائما اقتربت منه ووضعت يديها على رأسه وبالفعل وجدت أن حرارته قد ارتفعت أيقظته كان لا يقوى على الحديث ذهبت وأحضرت الترمومتر لتقيس حرارته وجدتها قد تجاوزت ال39 لابد من إخفاض الحرارة سريعا والحل الأمثل هو أن يدخل بملابسه تحت الماء
- أدهم أدهم
- عايزة أيه سيبيني أنااام أنا سقعاان أوي
- أدهم حرارتك مرتفعة لازم تدخل تاخد دش فورا
- رد أدهم وهو يهذي ببعض الكلمات : لا مش قادر ..ابعدي عني كلكوا خاينين كلكوا مش بتحبوا إلا نفسكوا سيبيني بقا ليه ليه وجعتيني أنا حبيتك وفي الاخر بعتيني رخيص ليه ؟
كانت تعلم أنه لا يقصدها هي بتلك الكلمات إنه يهذي من أثر السخونة إنها أمرأة آخرى هي من آلمته هي السبب في كونه هكذا معها يبدو أنه الآخر يخبأ جرح قديم مازال ينزف بداخله....
لما لا ننسى الجراح إننا ننسى أشياء كثيرة لكن الجراح تظل تؤلمنا مهما طال الزمن تترك في القلب وجع لا يشفى وحينما نتذكر نشعر بنفس وخزة القلب قد ننسى الاشياء التي تفرحنا لكن الأحزان لا تنسى تظل محفورة داخل القلب تأخذ من الروح تجعل الضحكة باهتة ولهذا دوما تجد أن من يكتب مذكراته لا يكتب سوى لحظاته الحزينة ونادرا ما تجد لحظات فرح الفرح نعيشه وننسى أن نكتبه لكن الحزن نكتب لعلنا بهذا نخفف وجعنا فنجد أن ألمنا قد سطر ونظل نذكره دوما..عادت من أفكارها على صوت أنينه علمت أنه لن يقوى على النهوض بمفرده ف قررت أن تساعده فلا خيار آخر أمامها ف هتفت به ليساعدها قائلة:
- أدهم ساعدني أسندعليا
- أدهم بوهن شديد :مش قااادر
- معلش حاول الحمام مش بعيد
حاولت كثيرا حتى نجحت أخيرا في انهاضه من فوق الفراش وتعرقلا كثيرا حتى وصلا أخيرا للحمام وبصعوبة بالغة أجلسته في البانيو بملابسه وملأته بالمياه الفاترة فالجو كان شديد البرودة ولن يتحمل مع حرارته المرتفعة هذا التغيير المفاجيء لدرجة الحرارة كان يرتعش كثيرا لكنه بدأ أن يعي ما حوله فقال بغضب :
- أنتي بتعملي أيه ؟ أنتي مجنونة؟
- شششش اسكت بقا مهو عشان العند بتاعك هوه اللي وصلك ل كده لأ والأنيل أنك دكتور معرفش دكتور أزاي هوه العند حتى في العيا كمان
- خرجيني من هنا بقا أنا مش قادر أقوم جسمي كله وجعني أوي
- ده من الحرارة يا دكتور يلا اسند عليا عشان نخرج ولا استني اجيبلك البشكير او البرنس بتاعك
- مش بلبس برنس مش بحبه البشكير ف أوضتي ورا الباب
- طيب استنا هجيبهولك
- لقتيه ؟
- أه يلا قوم
- أنا هقوم لوحدي
- مش هتقدر وكفاية عند بقا
كان مازال يشعر بالدوخة والألم في سائر جسده فقرر ألا يجادلها الآن
- طيب
- أنتا تقيل أوي خف نفسك شوية
- أنتي بس اللي صغيرة أوي
- ماشي اتريق اتريق ،طيب هدومك فين ؟
- هنا في الضرفة الشمال
- اتفضل هدومك أهيه أنا هخرج عقبال ما تغير
- أنا مش هقدر أغير لوحدي ممكن تساعديني
- مسحت شعرها بيديها وقالت بتردد وخجل :ماشي
كانت تحاول ألا تنظرإليه ألا تتقابل عيناهما فلقد كانا قريبين للغاية مما أخجلها واربكها بشدة
- أيه مكسوفة كده ليه ؟ عمرك ما غيرتي ل راجل يعني
- عمري ما غيرت ل راجل غريب
- وهما المرضى بيبقوا قرايبك
- وأنا هغير للمرضى ليه أنا دكتورة مش ممرضه وبعدين أديك لبست اتفضل بقا ريح على السرير عقبال ما أسخن الأكل
- مش ....
- قاطعته قائلة : مش مش ايه ؟المرادي هتاكل وهتاخد الدوا بالعافية
- أنا كنت هقولك مش قادر متتأخريش لأني بصراحة رجلي بتوجعني أوي وعايز أخد مسكن
- يعني مش جعان
- مش أوي
- ماشي
ذهبت لتسخن له الطعام وعادت بعد دقائق ورائحة الطعام قد جعلت أدهم يشعر بالجوع الشديد وما إن حضرت حتى مد يده ليتناول الطعام لكن المعلقة سقطت من يده لانه غير معتاد على الأكل باليد اليسرى
- هات خليني أكلك وأمري لله شكلك هتشغلني النهاردة عندك يلا أهوه كله بحسابه
- عايزة كام يعني؟
- الحساب يوم الحساب هو أنا مستنية فلوسك
- صحيح بمناسبة الفلوس الكريدت كارد بتاعك هتستلميه بكره
- ما أنا قولتلك مش عايزة حاجة أنا بشتغل ومعايا فلوس
- أنا تعبان ف بلاش الجدال العقيم ده
ابتسمت وتقابلت عيناهما لحظة لحظة هزته بعنف وخطفتها تلك هي المرة الأولى التي تتقابل عيناهما هكذا لذا حاول كلا منهما الهروب
- أنا شبعت الحمد لله
- وأنا هقوم أجيبلك مية عشان تاخد الدواء
ذهبت لاحضار الماء ثم أعطته أياه :
- اتفضل
- شكرا
- العفو ..يلا أنا هسيبك بقا وألحق أصلي الفجر
- فجر أيه ده الصبح طلع
- أهوه ده اللي خدته منك ضيعت عليا صلاة الفجر
- صحيح أنتي جهزتي نفسك عشان الشغل
- أه متقلقش كله تمام
- يعني هتروحي بكره لوحدك
- أه طبعا لازم استلم الشغل من بكرة
- وهتعرفي تتصرفي من غيري
- أه عادي هو أنا طفلة
- أه متنسيش أنا قولتلهم أنك بنت عمي بس هما هناك عارفين إني مش متجوز ومش بحب الستات أصلا ف مينفعش فجأة أقولهم إني اتجوزت
- تسائلت بخبث :حاضر بس هوه ده السبب ؟ ولا في حاجة تانية ؟
- حاجة تانية ؟قصدك أيه ؟
- يعني تكون بتحب واحدة هناك وخايف تعرف أنك اتجوزت
- ولا تانية ولا تالتة مقولتلك أنا مبحبش الصنف كله
- ماشي
- وأنتي رايحة المستشفى خدي العربية معاكي أنا مش محتاجها مش بتعرفي تسوقي؟
- مش مستاهلة هطلب أوبر أو كريم
- اسمعي الكلام يا دكتورة
- طالما قولت يا دكتورة يبقا هتتعصب وعلى أيه ماشي هاخدها ..بس أنتا هتعرف تتعامل لوحدك
- اه هعرف
- على العموم أنا هجهزلك أكل قبل ما أنزل وهخليلك الدوا جنب السرير وهكتبلك ورقة فيها المواعيد عشان متنسهوش
- لا شكرا متشغليش بالك أنا هطلب أكل من بره
- زي ما أنا سكت وهاخد العربية أنتا كمان هتسكت وتاكل من الأكل اللي هعملهDeal ؟
- Deal
- تصبح على خير أه استنا أما أشوف الحرارة وباغتته ب وضع يديها على رأسه ف أربكته فعلتها تلك وقد شعر برجفة تسري في جسده بأكمله من أثر لمستها له فقال ب توتر:
- كويس كويس وبعدين الحرارة بتتقاس بالترموتر يا دكتورة مش بالأيد
- احساسي أقوى وأصدق من الترموتر
- لوى شفتيه بسخرية قائلا :والله يعني أي مريض بتقسيله حرارته بأيدك واحساسك ؟
- سخيف أوي على العموم شكلك بقيت كويس
- كمان بالشكل يعني الحرارة بالاحساس وكويس ولا لأ بالشكل ، أممم هل ده الطب الحديث ؟ أنتي متأكدة أنك دكتورة ؟
- لأ سباكة
قالتها وانصرفت وهو ابتسم لكلمتها الأخيرة فها هي قد استخدمت كلمته التي دوما يقولها لها
أما هي ف توضأت وصلت ونامت حتى الساعة الثامنة صباحا قد اعتادت النوم المتقطع بسبب عملها نهضت ودخلت المطبخ حضرت غداءا سريعا له ثم بدلت ملابسها وقبل أن تنزل دخلت غرفته للاطمئنان عليه وجدته في ثبات عميق لم يشعر بدخولها اقتربت منه ووضعت يداها على جبهته فوجدت أن حرارته تبدو طبيعية وملامحه أكثر استرخاء ف خرجت وأغلقت الباب خلفها بهدوء واستقلت سيارته إلى المستشفى الجديد وهناك ذهبت للإدارة وأخبرتهم بحضورها ثم تعرفت على الدكتورة نور التي استقبلتها بترحاب قائلة:
- أزيك أنا نور زميلتك في قسم الجراحة
- وأنا مريم
- أهلا بيكي يا دكتورة مريم أنا فرحانه أوي أن أخيرا جابوا معايا واحدة دكتورة بدل دكتور خالد اللي وشي ف وشه طول اليوم
- هو مفيش غير دكتور واحد بس في الجراحة؟
- لا طبعا في بس أنا وخالد في أوضة واحدة وأنتي هتبقي معانا صحيح احنا مش بنقعد كتير عشان زي ما أنتي عارفة قسم الجراحة مبنريحش كتير بس عل العموم إن شاء الله تتبسطي في الشغل معانا
- أكيد بإذن الله
- صحيح هو أنتي قريبة دكتور أدهم؟
- أه بنت عمه
- سبحان الله أنتي شكلك حبوبة كده مش زيه
- هو أدهم صعب أوي كده؟
- هو معانا احنا بس كده
- قصدك ب "احنا "مين ؟
- قصدي الستات طبعا مهو أنتي أكيد بنت عمه وعارفاه
- لأ للأسف
- أنا معرفش أزاي هو دكتور نساء والغريب أنه شاطر والستات بتجيله مخصوص
- لأنه مجتهد وبيركز في شغله
- أوعي تزعلي مني عشان اتكلمت عنه كده
- مفيش زعل ولا حاجه
- سيبنا بقا من دكتور أدهم خلينا فيكي أنتي متجوزة بقا ؟
- كنت ..دلوقتي مطلقة
- حد يسيب الرقة والعسل ده
- ميرسي بس كنا مختلفين كتيير والنصيب انتهى لحد هنا
- عقبالي ما شكلي أنا كمان هحصلك
- ليه بعد الشر ربنا يهديلك الأحوال
- طيب تعالى أما أعرفك على روميوالجراحة
- قصدك مين ؟
- دكتور خالد
طرقت نور باب المكتب قبل أن تدلف إلى الداخل ثم بدأت بالتعارف قائلة :
- دكتورة مريم هتكون زميلتنا في قسم الجراحة وهتقعد معانا هنا في الأوضة
هب دكتور خالد من مجلسه واقفا وابتسم بكل ود وكأنه يعرف مريم منذ سنوات ومد يده لمصافحتها قائلا :
- أهلا دكتورة مريم المستشفى نورت
- فأشارت مريم بيدها في الهواء وكأنها تسلم عليه إشارة منها إنها لا تسلم على الرجال ثم قالت بابتسامة مجاملة : شكرا يا دكتور
- فهم خالد مغزى أشارتها ف سحب يده وأكمل حديثه قائلا :احناأكيد محظوظين أنك هتشتغلي معانا
- بنفس الابتسامة : شكرا
- لأ بجد على الأقل تريحينا من نور ومشاكلها بدل ما هي مصدعاني بالكلام على جوزها وحماتها
- ردت نور :أيه يا دكتور خالد نور بقت وحشة دلوقتي
- أجابت مريم على الفور:هو بيهزر معاكي يا دكتورة
تجاهل خالد نور وحديث مريم معها ونظرلها متسائلا :
- وياترى بقا دكتورة مريم متجوزة ولا هتكون متفرغة للشغل
- ردت نور بدلا منها :لأ مطلقة
شعرت مريم بالحرج الشديد من هؤلاء الفضوليين اللذان انشغلا بالحديث عن أمورها شخصية التي لا تعنيهما ف نظرت إليهما محاولة تغيير مجرى الحديث
- وهنا بقا طبيعة الشغل أيه ؟
- رد خالد قبل أن ترد نور : الشغل هنا حلو حلو أوى هو صحيح في ضغط شوية بس هترتاحي هنا أوى
- أجابت نور :حلو أيه الشغل هنا مبيخلصش طول الوقت حالات حالات خصوصا زي ما أنتي عارفة أننا المستشفى الوحيدة في المنطقة ف كل الحالات الطارئة بتيجي هنا
- ردت مريم بابتسامة :أكيد ضغط الشغل هنا مش هيبقا زي المستشفى اللي كنت فيها هنا المستشفى استثماري ومش كل الحالات تقدر تيجي فيها أما المستشفى اللي كنت فيها حكومي والحالات الطارئة مكنتش بتخلص يعني لو ريحنا طول اليوم نص ساعة يبقا كده اليوم فاضي
- رد خالد :ليه هو أنتي كنتي تشتغلي فين ؟
- مستشفى قريبة من رمسيس والعباسية
- على العموم كويس أنك جيتي معانا هنا احنا هنحاول نريحك على قد ما نقدر قالها خالد برقة
لم ترتاح مريم لطريقة حديثه فقد صدقت نور أنه "روميو "وملزق أوي كمان
وإذا ب خالد يسمع أسمه في ميكروفون المستشفى "دكتور خالد مطلوب في الاستقبال "
- طيب بعد أذنك يا دكتورة مريم
- أجابت نور :دكتورة مريم بس اللي بتستأذنها ونور خلاص ماشي يا دكتور
انصرف خالد وترك نور ومريم بمفردهما نظرت مريم ل نور قائلة :
- هو مش أوفر شوية
- ههههههه هوه أوفر كتيير هو خالد كده بس هوه طيب و رومانسي أوي يعني نحنوح بطبيعته زي ما دكتور أدهم كده بطبيعته على فكرة أنا وخالد كنا زملاء في الجامعة ثم استطردت بابتسامة ماكرة :على فكرة خالد كمان مش متجوز أصله لسه ملقاش اللي تخطفه زي ما بيقول
- ربنا يختارله الخير على العموم أنا مش بحب اتكلم في خصوصيات حد
- قصدك أيه متكلمش معاكي يعني
- لأ مش قصدي كده قصدي يعني ديه حياته متجوز أو لأ ده شيء ميشغلنيش ف حاجة ..
ظلا حتى أذان الظهر بلا حالة واحدة شعرت مريم بالملل الشديد ف هي غير معتادة على الجلوس بلا عمل هكذا أستأذنت نور لتذهب وتتوضأ وتصلي الظهر ..صلت ثم تذكرت أن تطمئن على أدهم هي أصلا لم تنساه كان بالها مشغول عليه طيلة الوقت كيف سيتصرف وهو بحالته تلك قامت واتصلت به ف البداية لم يجيبها ظنت أنه مازال نائما لكنها وجدته بعد ثوان يتصل بها مجددا
- أسفة صحيتك من النوم
- لأ كنت صاحي بس الموبيل وقع لما جيت أرد
- أيه فطرت ؟
- لأ هقوم أفطر
- على العموم الفطار جنبك على الفوتيه افطر وخد الدوا
- ماشي ..أيه أنتي يومك ماشي أزاي ؟
- ممل شوية أنا كنت واخدة على الشغل أكتر من كده وفي تلك اللحظة سمعت اسمها في الميكروفون "دكتورة مريم مطلوبة في الاستقبال " شكلهم سمعوني ف الشغل جه هقفل أنا هبقى أرجع أكلمك سلام
- سلام
ذهبت مريم للحالة ولم تكن شديدة الخطورة قامت بإجراء اللازم ومضى اليوم بعدد حالات قليل وبعد انتهاء يوم عملها أثناء خروجها من المستشفى عرض عليها خالد أن يوصلها بسيارته لكنها أعتذرت وأخبرته بأن معها سيارة كان يصر على أن يوصلها ل سيارتها لكنها لم تعلم بماذا تجيبه إذا سألها لما سيارة أدهم معها فقررت أن تخبره إنها لن تعود لمنزلها الآن لأنها ذاهبة للتسوق من إحدى الهايبر ماركت الموجود بجوار المستشفى وبالفعل ذهبت هناك وانتظرت نصف ساعة ثم عادت مرة آخرى لسيارتها وانطلقت عائدة إلى شقة أدهم الذي بادرها بالسؤال حينما رآها
- أيه أتأخرتي ليه ؟
- مفيش بس اضطريت أروح الهايبر ماركت اللي هناك
- نظر أدهم متسائلا :ليه يعني ؟
- لأن دكتور خالد اللي معايا في القسم كان عايز يوصلني بعربيته ولما قولتله إني معايا عربية قالي خلاص هوصلك مكان ما أنتي راكنة وأنا خوفت يكون عارف عربيتك ويسأل هي معايا ليه مهو الكدب ملهوش رجلين لازم تخليني أكدب يعني
- وهو خالد ده يوصلك ليه أصلا هو أنتي لحقتي تعرفيه.. أنا عارفه خالد ده مبيضيعش وقت ومفيش ست بتعدي من تحت أيده إلا ولازم يشبك معاها وأنتي أيه بقا الواضح أنك سيبتيه وأديتله فرصة ل كده
- رفعت حاجبيها بعدم فهم :فرصة أيه اللي أديتهاله ! واحد زميلي وبيتكلم معايا وكنا خارجين في نفس الوقت قالي هوصلك قولتله لأ أنا مش مروحة دلوقتي شكرا فين بقا أديته فرصة ومعرفش إيه
- وأيه يخلي واحد يوصل واحدة متجوزة أصلا ؟
- هو مش أنتا قايلي أقول إني مش متجوزة
- نعم ؟! أنا قولتلك متقوليش أننا متجوزين أنا وأنتي ..يعني أنتي قولتلهم أنك آنسة ؟
- لا طبعا قولت الحقيقة قولت إني مطلقة
- أأأأأأه قولتيلي بقا وطبعا خالد مصدق وقال واحدة مطلقة بقا وهتبقى على راحتها وعايشة لوحدها يعني سايبة ومش بس يوصلك لأ ده ممكن كمان يطلع يريحله ساعتين عندها ويرجع أخر فرفشة وطبعا أنتي بكلامك وطريقتك حسستيه ب كده معملتيش اعتبار لل راجل اللي أنتي متجوزاه أيه خلاص مش عارفة تبقي محترمة شوية وأيه من أول يوم كمان
كانت مريم تقف مصدومة من هول ما تسمعه من إهانات وتجريح من أدهم لم تتوقع قط كل تلك الكلمات الموجعة لكن سرعان ما لمت أشلاء كرامتها التي بعثرها وتركت العنان ل لسانها يخبره بما يستحقه ف نظرت له بكل عنف وإباء قائلة :
- أخرس خالص واحترم نفسك أنا مش هسمحلك تغلط فيا أكتر من كده أنا محترمة غصبن عنك وعن أي حد ومحدش يقدر يقول عني أي كلمة وحشة مين قالك أن المطلقة لازم تكون ست مش كويسة أو ماشية على حل شعرها زي ما بتقول هي ذنبها أنها اتجوزت واحد مكتوب في بطاقته أنه ذكر لكن ولا يعرف حاجة عن الرجولة أكيد الناس كلها دماغها مش قذرة زيك وشكاكين في كل اللي حواليهم مش عشان واحدة وجعتك توجع كل واحدة تقابلها أنا مش هشيل ذنب حد تاني أنا كمان اتوجعت أكتر منك وشايلة وجع محدش شايله لكن عمري ما حملتك الذنب لأنه مش ذنبك.. أنتا واحد مغرور ومعندكش احساس ولا دم ودلوقتي بس عذرت الست اللي وجعتك لأنك أكيد أنتا اللي خليتها تعمل كده أنتا متتعاشرش أصلا ده أنا بنت عمك وعملت فيا كل ده أنا خلاص مش هقعد معاك تاني طلقني حالا طلقني مش هفضل على ذمتك ثانية واحدة
كان أدهم غير مصدق حديثها معه فقد كانت تتحدث بعنف وبهجوم شديد عليه ولهجة لم يسمعها منها قط ..لم يرد عليها ولم يجيبها لأنه لو ترك العنان لنفسه لضربها لكنه أقسم على نفسه منذ يوم زواجهم أنه لن يمد يده عليها مرة آخرى فحاول أن يتحكم في غضبه لكنها لم تصمت حاولت استفزازه أكثر فقالت بلهجة أكثر حدة :
- لو راجل طلقني وإلا والله ل هنزل من هنا وهروح للمحامي وأرفع قضية خلع
- قال متصنعا البرود :والله وهتقولي عايزة تتخلعي ليه بقا؟
- هقولهم حارمني من حقوقي الزوجية هفضحك هعمل كل حاجة ممكن تتخيلها أو حتى متتخيلهاش طلقني حالا
هنا خرج أدهم من هدؤه ونظر لها في عصبية قائلا :أنتي طااالق روحي بقا اتجوزي اللي يديكي حقوقك الزوجية ما أنتو كلكم .....(قال لها لفظ بذيء )
نظرت له بغضب شديد وكانت ستمد يدها لتصفعه ردا على أهانته تلك لكنه أمسك معصمها بقوة وقال لها ب عنف :
- قسما بالله لو مكنتش ماسك نفسي عنك لكنت علمتك الأدب صح
أفلت يدها وتركها ودخل غرفته وقبل أن تدخل هي الغرفة لتأخذ ملابسها سمعت جرس الباب يدق لم تعيره انتباه وما هي إلا لحظات حتى أتاها الصوت الذي تعرفه جيدا الصوت الذي جعلها تتصنم في محلها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله الآن ؟؟
ترى من جااء إليهما وهل سيغير من وضعهما شيء ؟؟ أم ان علاقتهما قد انتهت عند هذا الحد ؟؟
تابع من هنا: جميع فصول رواية أبو البنات بقلم رهف سيد
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا