مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل التاسع والأربعون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل التاسع والأربعون
قصد خالد أن يشمت ، ويثبت أنه انتصر ، وأنه من ضمن مراتٍ كثيرة قد ربح أمام خصمه !! مؤامرة على قلب مكسور منذ البداية !
عجزت ان تقول شيء بعد موافقتها ، ماذا قالت ؟!
وكيف وافقت على ذلك ؟!
وكيف وضعت قلبها في النيران هكذا ؟! هي وحدها ستكن خاسرة !
ستخسر ما تبقى من قلبها وشعورها بالحياة.
ودت لو تنسحب ، وأن تقول اخطأت التعبير وتوضح ، وأن تعتذر وتركض من هنا ، منهما معاً ، أو من كل شيء
لم تقوى على النظر بعينيه...عينيه التي تصاعدت بها الصدمة حتى باتت لا تطرف ! ثابته عليها لا تحيد ، ربما يريد منها أن تعتذر وتقول لأ وتُكذب ! أن تفعل أي شيء يجعل نيرانه تهدأ قبل الثورة الغاضبة....
لم تقل شيء ! ولم توضح ، لم تنطق بحرف بل نظرت للأسف بنظرة منكسرة حزينة ، ليتها حتى ختمت انتقامها بنظرة أشجع من هذه !
نعم هي تنتقم ولا سبيل للجدال....
بينما يوسف وحميدة انتابتهم حالة من الذهول والصمت
رمقه خالد بنظرة عميقة وقال بابتسامة واسعة شامته :-
_ مالك يا آسر ؟! مش مصدق أني هستقر ولا إيه ! أنا قلت بقى طالما هسافر واقعد فترة كبيرة يبقى خير البر عاجله ، وبصراحة آنسة سما ما تتعوضش ومش هلاقي زيها
كفى هذا الألم الذي يصفع قلبه كلما نَطق اسمها ، يشعر أن ليس من حق أي رجل هذا ، ويبدو أنه سيكون آخر رجل من حقه هذا الأمر !!
ابتلع آسر مراراة عالقة بحلقه ، لا يستطع أن يكون محايدا هذه المرة ، ولا أن يبارك ويتظاهر ، لا يستطع حتى التظاهر...صر على أسنانه بقوة كادت تسحقهم ثم ذهب بعدما رماها بنظرة نارية...
ذهب خلفه يوسف راكضا حتى قالت حميدة بعصبية :-
_ يلا يا سما عشان نروح
قال خالد وكأنه لا يعلم ما سبب عصبية آسر :-
_ هو أضايق ليه !
لم تعيره حميدة أي اهتمام ولو حتى نظرة حتى جذبت سما من معصم يدها لتذهب فقال :- أنا عرفت عنوانك على فكرة و...
لم تمهله حميدة بل أخذت سما من جانبه وخرجت من المكان.....
************
***بقصر الزيان***
أشرفت للي على آخر تحضيرات الطعام مع الخدم بينما جلس وجيه مع رعد وجاسر في الصالون بانتظار وصول يوسف وآسر....
خرجت للي من المطبخ وكادت أن تصعد أول خطوة للطابق الثاني حتى استدار بفزع عندما سمعت باب القصر يفتح بقوة ويدخل منه آسر كالعاصفة ويركض خلفه يوسف مترجيا حتى يهدأ....
هتف يوسف بقلق :- يا آسر ارجوك اسمعني ، آســـــر !!
أتى وجيه ومعه الشابان الآخران بقلق إلى يوسف بينما آسر صعد للطابق الثاني من جانب للي بوجه يقتدح غضبا وعينان كأنها تنظر للجحيم منذ عقود !!
قال جاسر موجها الحديث ليوسف بحدة:- حصل ايه ؟!
تحدث وجيه بضيق مع نظرات قلق تأكل عينيه :- ماله آسر يا يوسف !!
ازدرد يوسف ريقه بصعوبة وأخبرهم بما حدث في المطعم...فغرت للي فاها بصدمة بينما طلت نظرات جاسر على الغضب وهتف :-
_ حساب خالد معايا ، أنا اللي هعرف أربيه واوقفه عند حده
رعد بعصبية :- آسر اللي وصلها لكده ، وهما الاتنين أغبى من بعض
كادت ان يتحدث يوسف فهتف وجيه بهم وقال :-
_ كفاية....محدش ليه دعوة بخالد أنا هعرف أتصرف ، كنت عارف أنه خبيث وهيفهم اللي بعمله..
يوسف بخوف :- الحق آسر يا عمي ، أنا خايف عليه ، مش هيرضى يتكلم مع حد وهو في الحالة دي غيرك أنت
تنهد وجيه بضيق شديد وقال لهم :- استنوني في المكتب على ما ارجع
صعد الدرج وصعدت خلفه للي بخطوات سريعة.....
قال جاسر بغضب :- اللي ينولني خالد دلوقتي هخليه مش عارف اسمه من الضرب
رعد بضيق :- يبقى أنت كده بطوله اللي هو عايزه ، بطلوا بقى غباااء وتسرع ، خالد عمل كده غيظ في آسر
يوسف بغيظ :- كنا فاكرينه هيبعد اتاريه خطط أنه ما يسافرش غير وهي خطيبته وبكده يسافر وهو مطمن ، لعبها صح للأسف
رعد :- عشان آسر هو اللي خربها من الأول
جاسر بحدة :- يعني أنت مش عارف اللي فيها ؟! هو غصب عنه !
عقد رعد ذراعيه بقوة أمام صدره وهتف :- وهي تعرف ده ؟! هتستحمله ليه ؟! ورغم أنها طلعت غبية في قرارها ده ولكن بعذرها لأنها ما تعرفش عن آسر حاجة ، أي حد مكانها كان ممكن يعمل كده
يوسف بحيرة :- فكرت أقولها بس خوفت ، الموضوع ده مش مسموح لحد يتكلم فيه ، عمي نفسه مايعرفش عنه حاجة
رعد بحيرة وضيق :- لازم نلاقي حل
**********
امر وجيه زوجته للي بالابتعاد وأن تنتظره بغرفتهما حتى يعود....انصاعت للي للأمر حتى أطرق وجيه على باب غرفة آسر بممر بعيد ومنزوي عن جميع الغرف الأخرى المتفرقة....
بعدما ثارت ثورته وجعل جميع ما بالغرفة متناثرا على الأرض بغضب شديد...نزفت باطن يده إثر إصابته باحد شظايا زجاج ڤازة كبيرة تناثرت لأشلاء...أطرق وجيه الباب بحدة عدة مرات ولم يتلقى رد....
وقف آسر ينظر لنزف يديه ودموع ساقطة من عينيه وهو يردد "خائنة مثل غيرها "
كان الغضب والنيران بعينيه تمتزج مع دموع نادرا ما سقطت ولكنه رغما عنه سقطت من قوة الألم الذي يطوف بكيانه...
وكأنه يستلم العزاء لفقيد حينما كان يجب عليه المباركة والتهنئة ! يبارك لخروج روحه ! ايبتسم أحدهم وهو مطعوناً ؟!!
هتف وجيه من الخارج بعصبية :- أفتح الباب يا آسر ولا هكسره
فتح الباب بعد لحظات وتوجه آسر بيده التي تنزف اتجاه باب الشرفة ، دموعه لا بد أن تتوقف ولا يراها أحداً....
دخل وجيه الغرفة ولم يتفئ كثيرا بالفوضى العارمة التي لحقت بالغرفة بينما عيناه على آسر الذي يقف مواليا له ظهره باتجاه الشرفة....
اقترب منه حتى وقف خلفه وقال :-
_ دي مش النهاية على فكرة ، لسه قدامك فرصة و____
قاطعه آسر وهو يطرق بيده التي تنزف على الحائط وصاح بعنف :-
_ حتى لو في فرصة مش عايزها ، خلاص ما تلزمنيش
ضيق وجيه عينيه على يديه التي عكرت صفو لون الحائط ببقى الدماء واخذ يديه في قلق وقال :- أنت بتنزف !!
لم يتابع عندما رأى الدموع بعين آسر ، طفله يبكي!!
تسمر وجيه مكانه وهو ينظر له بقوة ويعلم أن الحب من الممكن أن يصل بالرجل لهذا الأمر....ولكنه تفاجئ رغم ذلك...
ضمه بقوة وقال بوعد :- مكنتش حابب ابدًا أشوفك كده بس أنت لازم تهدا وتفكر بعقل...
أغمض آسر عينيه بألم شديد واحتمى بكتف عمه وخبأ دموعه ثم قال :-
_ خلاص يا عمي كل شيء أنتهى ، مش عايزها
ابتعد وجيه خطوة بنظرات بها مزيح من الحيرة والضيق :-
_ قصدك ايه ؟ هتسيبه ياخدها منك ؟ هو مش عايزها ، ده بيتحداك أنت !
مسح آسر عينيه كالطفل المتمرد وقال بغضب :-
_ وأنا كمان مش عايزها ، هي وافقت برضو عشان تتحداني ، بعد اللي قولته ، وبعد ما اعترفتلها ، لعبت بيا ووافقت على واحد تاني ، مستحيل اسامحها
التقط وجيه علبة مناديل من على الطاولة وبدأ بتطهير الدماء من يد آسر وتابع حديثه :- ما تنساش أنك عملت كده قبلها ، لازم تعترف أنك غلطت في حاجات كتير وصلها لكده..
أجاب آسر بوجه شاحب وقوة منهزمة بصوته :-
_ يمكن....لكن رجعت واتأسفت واعتذرت ، رجعت وكنت ناوي أصلح كل اللي فات ، اللي واجعني أنها ما اعترضتش ! يمكن كنت قدرت موقفها ، لكن بعد اللي شوفته منها النهاردة صعب اسامحها....
وجيه بتنهيدة ضائقة :- أنت محتاج تهدأ قبل ما تقرر أي شيء ، هجيب صندوق الاسعافات وراجعلك
خرج وجيه من الغرفة بينما تهالك جسد آسر على الفراش وكأنه أصبح عجوز فجأة ، نظر ليديه الجريحة بنظرة ذابلة يائسة .....
عينيها عند الموافقة كانت قاسية ، كانت تتحداه بأنها ستكن مع رجل آخر....سلاح تستخدمه المرأة لتؤلم بيه رجل أحبته وهجرها ....ولكنها لا تعرف أن هذا الهجر كان الم قاطن به لسنوات ، لم يهجرها ولكنه قرر الشفاء وحده حتى يعود اليها سالما ، وعندما عاد وجدها حبيبة أخرى !
***********
**بغرفة السطوح**
نظرت حميدة لهاتفها التي تكررت عليه الاتصالات من "للي" ووضعته على المنضدة الخشبية بجانب فراش سما التي تكورت كالطفل تجهش بالبكاء....نظر اليها الفتيات الثلاث ومن المفترض أن تكن نظراتهن شفقة خالصة لحالتها ولكن تخلل نظراتهن غضب فهتفت حميدة :-
_ أنتِ اللي عملتي كده في نفسك وأنتِ اللي راجعة تعيطي !
جميلة بأنفعال :-
_ آخر حاجة توقعتها أنك توافقي على خالد ، بتعاندي مين ؟ أنتِ فاهمة نتيجة قرارك ده ٱيه ؟ هتقدري تتجوزي واحد أنتِ مش عايزاه والاسوء من كده بتحبي واحد تاني وقريبه كمان !!
رضوى بعصبية :- أنتِ غلطانة وغبية وحطيتي نفسك في موقف وحش أوي ، كان ممكن ترفضي قدامهم هما الاتنين وتسيبيلهم الشغل وتبعدي خالص....
أخذت سما أنفاسها بالكاد من البكاء وقالت وهي تنتفض برعشة شديدة :-
_ معرفش وافقت أزاي معرفش ، والله العظيم كنت هرفض وكنت هقولها بس لما لقيته قدامي افتكرت كل مرة عذبني فيها ، كل مرة قالي بكرهك ومش عايزك ، كل مرة خلاني أكره نفسي عشان بحبه...انا مقولتش موافقة عشان اتجوز خالد ، أنا كنت عايزة احسسه هو وجعني أد ايه ، وأن اللي عمله مش بسهولة اسامحه عليه...
اقتربت حميدة وقالت بشفقة على حالتها :-
_ العياط مش هيحل مشكلة ، قومي اغسلي وشك لحد ما نشوف حل للحكاية دي
قالت رضوى وهي تنظر لهاتف حميدة :- للي بترن على تليفونك يا حميدة
نظرت سما للهاتف بلهفة ثم نظرت لحميدة فأخذت حميدة الهاتف وأجابت :- ايوة يا للي
هتفت للي بعصبية :- ايه اللي سما عملته ده ! آسر جه القصر وشكله ما يطمنش ، ليه عملت كده ووافقت ؟!!
حميدة وهي تنظر لسما بضيق :- اللي حصل حصل وخلاص يا للي ، هتتحل بأذن الله ، بنحاول نهديها الأول وبعدين نشوف حل ننهي موضوع خالد..
لمحت للي وجيه يدلف للغرفة ويأخذ صندوق الاسعافات وسألته فأجاب :- آسر ايده بتنزف
عبس وجهها بضيق حتى خرج وجيه من الغرفة مرة أخرى وقالت عبر الهاتف :- آسر دخل القصر وشكله كأنه هيتخانق مع حد ودلوقتي وجيه بيقول ايده بتنزف ! مش عارفة العصبية بينهم ممكن توصلهم لحد فين
رددت حميدة كلمات للي فاتسعت عين سما بفزع عندما علمت امر يده وخطفت الهاتف متسائلة ببكاء :- آسر ماله يا للي ؟
للي بمحاولة أن تهدأ من نبرة صوتها كي لا تغضب :-
_ طالما قررتي تتخطبي لواحد تاني يبقى اتعودي ما تسأليش تاني على آسر ، انا مش هقولك
ارتفع صوت سما ببكاء مرير وقالت :- انا ما قررتش حاجة بس أنا مش عارفة أنسى اللي عمله ، أنا لا هبقى مع خالد ولا غيره
تنهدت للي ببعض الراحة وقالت :- كده تمام ، واصلا خالد ماينفعكيش يا سما ، وجيه خوفني منه لما كلمته عنك ، أنتِ ماينفعش تكوني مع حد غير آسر بصراحة بس محتاجين تبقوا اهدى من كده وبلاش عند
صمتت سما ورغم ذلك تابعت بكاء......
انتهت المكالمة ومر المساء عليها بظلمة قابعة على قلبها ،ظلمة ثقيلة على أن تستطع تحملها
***********
باليوم التالي......بمكتب خالد بشركة آل الزيان
دلفت سما للمكتب بعيون لونهما احمر ومنتفخة من كثرة بكائها بالأمس....للحظات كثيرة ترددت في المجيء ولكنها لابد أن تضع النقط على الحروف اليوم.....ستتحجج بأي شيء ،ولكنها ستنهي الأنر مع خالد للأبد.....
كادت أن تجلس على مقعدها حتى تفاجئت بظهور آسر....لم تكن عيناه حالتها أفضل من عيناها بل أشد حزنا ولكنها تفاجئت أكثر بما يحمله بين يديه....
ابتلعت ريقها وهي تنظر له بتوتر شديد وارتباك.....ودت لو تركض اليه وتخبره أنه ستحبه للأبد....وأنها لن تكون مع رجل غيره ، وأنها الآن تخلصت من شيء كان يضيق مضجعها ويؤرق انفاسها.....وكانت تعلم أنها المته ، سددت له ضربة قاسية ، طعنة مسمومة ، ولكن رغما عنها لو يعرف ....انتبهت ليده الملتفة بالشاش الأبيض ، يبدو أن هذا الجرح الذي اخبرتها به للي بالأمس.....وضع آسر العلبة المزينة على مكتبها وتبدلت ملامحها الحزينة بصمت وغموض الى ابتسامة لم تصل لعينيه....قال بهدوء غريب :- الف مبروك ، جبتلك هدية بمناسبة خطوبتك ، اتمنى تعجبك
تجمد جسدها ، وقلبها ، وكل شيء بها وهي تنظر اليه في صمت وذهول ، أنه تقبل مثل ما تقبلت بالسابق !!
لو كان يشعر مثلها فإنه الآن لابد وانه يئن الم وقهر...
ابتسم بسخرية وفتح العلبة ببساطة حتى أخرج منها القلادة التي كان ينوي أن يهديها بها يوم خطبتهم ، قلادة تحمل صورتها ومطبوع عليها أول حروف اسمائهما وتحتضن الحروف كلمة...أحبك إلى الأبد...
رفع القلادة أمام عينيها وقال بسخرية بعينيه دموع مختبأة :-
_ يوم ما خدتي الملف بتاعك في صورة وقعت منه ، طبعتها في السلسلة دي وكنت ناوي أقدمهالك هدية يوم خطوبتنا
صمت بشيء من القهر طل بعينيه ثم تحامل على نفسه وتابع بابتسامة مزيفة:-
_ لكن بما أنك اخترتي فالهدية دي ماتنفعش تفضل معايا ، في كل الحالات هي من حقك ، بس الفرق أني بهديهالك وخلاص....نسيت أني حبيتك في يوم
اطرفت عينيها بصدمة....بكل الاحتمالات لم تتخيل أن يكن الاستسلام والقبول هو رد فعله ! في يوم ما عاتبها أنها قبلت...لماذا يفعل مثلها الآن ؟!
تابع بذات الابتسامة الساخرة :- كنت اتمنى تختاري حد أفضل من خالد بس اكيد ده اختيارك وحريتك ، الف مبروك يا سما
قالت بدموع :- حسيت اللي حسيته ؟ شوفت الوجع ممكن يوصلك لفين ؟ موقفك ما اتغيرش عني برضو....أنت قبلت رغم أنك لومتني قبل كده أني قبلت !
آسر بغموض :- احنا ما ننفعش مع بعض ، بس اكيد هنبقى أخوات كويسين
كان يريد ارباك ثباتها ، وثورتها ، ويعرف أن الحب لا يمكن أن ينقلب لشيء آخر أكثر بعدا ، اعلنت عينيها ثورات الدموع والغضب وهتفت :-
_ طالما أنت راضي يبقى جهز نفسك عشان هتبقى أنت الشاهد على عقد جوازي...طالما أنت أخويا بقى !
تطلع بها بذهول...ايصل بها الجبروت إلى هذا الحد ؟!
اراد بشدة لو يصفعها ، نظرة عينيه وكأنها آتية من الجحيم وهتف بشراسة :-
_ لو كنت كدبت قبل كده لما قولتلك بكرهك فأنا دلوقتي صادق لما هقولها....أنا بكرهك ، من كل قلبي بكرهك وبحمد ربنا أنك ظهرتي على حقيقتك..
تابعت بدموع عينيها وبتحدي :- مش أنت اللي بتقول يبقى رافض ليه ؟
كانت تنتظر منه أن يعترف بحبه مرة أخرى ، أن يحاول اصلاح الأمر ،ربما كان تغير أشياء كثيرة.....
قالت بنظرة معذبة :- أنت مش هتقدر تعمل كده !
نظرة عينيه لم تخبرها شيء فأجاب :- لأ هقدر..بس عمري ما هسامحك
طفرت الدموع أكثر من عينيها وابتعدت خطوة حتى تستند بيدها على حافة المكتب كي لا تسقط....
**********
**بمكتب يوسف**
تحدث يوسف مع حميدة بسبب ما حدث بالأمس فقال يوسف بعصبية :-
_ آسر مش بسهولة هيسامح ، أنا عارفه
تطلعت به حميدة بعصبية وقالت :-
_ ماهو السبب في اللي هي فيه !! دي البت اتبدلت وبقت واحدة تانية بسببه !! بقى دي سمكة اللي مكنتش بتبطل هزار وضحك ؟!
فضل يتغابى لحد ما خلاها تبقى زيه
يوسف بضيق :- الفراق وحش أوي يا حميدة ، ربنا ما يكتبه على حد ، للحظة تخيلت نفسي مكانه قلبي اتقبض !
اللي بنحبهم بنبني معاهم احلامنا الجاية ، وكل اللي بنتمناه ، راحتنا وضحكتنا معاهم ، حتى بنتخيل مواقف هتحصل قبل ما تحصل !! ، صعب ده كله يقع فجأة ويبقى مع حد تاني يبنيه من أول وجديد...
حميدة بقبضة بقلبها :- بعد الشر يا يوسف
نظر لها مبتسما وقال :- أنا ممكن انسى الأكل بس أنتِ لأ
كان يريد ضحكتها ونالها....
************
تأخر خالد حتى بعد صلاة الظهر....دلف للمكتب والابتسامة على وجهه ظاهرة حتى وجدها تضع رأسها بين يديها على المكتب بأسى شديد...اقترب لها وجلس قبالتها قائلا :- أقدر أقولك دلوقتي الف مبروك ، أنا روحت لوالد أنسة حميدة وطلبتك منه ، قلدت رعد بصراحة
رفعت سما رأسها اليه وأصبح كل شيء سواء ، حتى أنها لم تعد تتفاجئ من شيء ، نظرت له بعينيها الحمراء من البكاء وقالت :-
_ بس انا مش موافقة ، أنا أسفة بس
قاطعها خالد بحدة :- آه....كنت متوقع تقولي كده
تطلعت به بريبة حتى نهض وقال بسخرية :- ماتفتكريش أني اتقدمتلك عشان سواد عنيكي !! اظن أنتِ عارفة اتقدمتلك ليه ! بس الرفض مش سهل زي ما أنتِ فاكرة
نهضت من مقعدها بغضب وهتفت :- هتجبرني اتجوزك ؟! كان باين عليك أنك حقير
اخرج خالد هاتفه من جيبه وعرض مقطع فيديو يخص جاسر وفتاة أخرى وهم بوضع مخل تماما ....شهقت سما بصدمة من رؤيتها لهذا الشيء ثم ابعدت عينيها باستغفار فقال بضحكة ساخرة :-
_ اللي أعرفه أن كتب كتاب صاحبتك بعد ٣أسابيع ، تحبي افركش الجوازة وانشر الفيديو في كل حته ؟
كادت سما أن ترفع يدها وتصفعه ولكنه قبض على معصمها بنظرة شيطانية وقال بسخرية :- مش هتستفادي حاجة ،فكري بعقل ، أحنا مش هنتجوز بس هنتخطب لفترة ، لحد ما اوصل لهدفي وكل واحد يروح لحاله....بهدوووووء
سما ببكاء :- وهدفك أنك تكسر آسر صح ؟ هو ده كان هدفك من البداية وأنا اللي كنت غبية
خالد بضحكة شامته :- اصله طوله عمره محسسني أنه ملاك وأنا شيطان ، وأنه احسن وأذكى وأفضل مني ، حاجة بسيطة عشان يعرف أنه مش ادي ويبطل غرور....خطوبتي أنا وأنتِ هتبقى مع رعد وصاحبتك رضوى....ابو صاحبتك صمم ياخد رأيك الأول وهيرد عليا بكرة عشان عرف أني مسافر ومعنديش وقت.....وافقي والا هقلب الخطوبة عزا واطربقها على دماغ الكل....
نظرت له في ذهول وصدمة تامة......
حتى آن موعد الخطوبة بعد مرور ثلاثة أيام......
تابع من هنا: جميع فصول رواية عاد لينتقم بقلم شيماء طارق
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا