مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخمسون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخمسون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخمسون
جلست على مكتبها بعدما دلف "خالد" لمكتبـه ، شاردة ،تائهة...كل المعارك تمر بخاطرها...تنعت نفسها تارة بالغباء...وتعطي العذر لنفسها تارة أخرى...كل شيء أصبح أمامهـا معكر لا رؤية واضحة له...
أغمضت عينيها الباكية في تضرع إلى رب العالمين كي ينير بصيرتها للقرار السليم بهذا الموقف...أضاء هاتفها فجأة فتطلعت بالرقم المتصل في دهشة...لم تكن المرة الأولى التي تُهاتفها للي ولكنّ الآن وكأن هذا الأتصال الأجابة على دعوتها فأجابت بلهفة وهي تحاول أن تهدأ قليلًا وأجابت :-
_ الحمد لله أنك اتصلتي يا للي
قالت للي وظنت أن سبب هذه النبرة المرتعشة لربما يعود لآسر وآخر المستجدات بعلاقتهما فقالت :- اكيد حصل حاجة النهاردة! والله حسيت وحبيت اطمن عليكِ ، ها إيه اللي حصل ؟
استجمعت سما قوتها لتروي ما حدث مع خالد حتى بدأت بالحديث واستمرت تتحدث بصوت خافت لتنتهي بعد ما يقرب من العشر دقائق....قالت للي بعصبية :- ده المتوقع من واحد زي خالد ، كلام وجيه كله طلع صح
تحدثت سما بحيرة علها تجد مخرج :- قوليلي اعمل إيه حاسه أني تايهة !
صمتت للي للحظات ثم قالت بمحاولة أن تجد حل مناسب دون أضرار :-
_ لازم وجيه يعرف ، بس الأول لازم تمسكي على خالد دليل ، ممكن يكدبك لو قولتي الحقيقة وأنتِ مش معاكي دليل ضده....
قالت سما بقوة :- خالد معاه فيديو لجاسر ، ده دليل
اعترضت للي وقالت :- مش كفاية ، لأن ممكن يكون عامل حسابه وخفاه من الفون أو عمله بكلمة سر ما يبانش...
قالت سما بتوتر :- طب اعمل إيه ؟ مستحيل أوافق على الخطوبة دي
أجابت للي وما تبقى غير هذا الخيار أمامها :-
_ قولي لجاسر اللي حصل ، لأنه كمان لو ده ماضيه يبقى لازم جميلة تعرف الحقيقة قبل الجواز وتقرر...
هزت سما رأسها بموافقة وقالت :-
_ صح عندك حق....طالما جاسر هو سبب التوهة دي يبقى هو اللي يحلها بس هكلمه أزاي من غير جميلة ما تعرف ؟! انا مش عايزاها تعرف دلوقتي ولسه الموضوع ما اتحلش !
قالت للي بعد لحظات تفكير :- هكلم جميلة وأقولها أني مريضة ومحتجاها جانبي ، بصي هتصرف ودقايق وهرجع اكلمك تاني...
وافقت سما وانتهى الأتصال......
مرت لحظات ثِقال عليهـا حتى بدأ يعود إليها اليأس لتباغتها " للي" بأتصال مرة أخرى وأخبرتها :-
_ جميلة طلعت من الشركة وجيالي....استأذني أنتِ كمان وكأنك تعبانة وروحي ليوسف انا كلمت حميدة وفهمتها ، هتلاقيهم مستنينك في مكتب يوسف دلوقتي...
ترددت سما في السؤال ولكنها قالته بارتباك :- هو آسر معاهم ؟
اجابت للي بابتسامة طافت رغما على ثغرها وقالت بصدق :- مش عارفة ، بس ممكن تلاقيه..
سرت قشعريرة بجسد سما وشيء يغوص بأعماقها من التوتر ثم انتهى الأتصال....مرت لحظات حتى استطاعت أن تنهض ودلفت لمكتب خالد لتستأذن منه.....
تطلع بها خالد بنظرة ضيقة غامضة ثم قال :- أي لعب من ورايا مش هيفيدك ، أنا عارف أن جاسر عامل نفسه الملاك البريء قدام خطيبته ، فكري في صاحبتك..
قالت سما ببعض التلعثم :- انا محتاجة أفكر بهدوء ، أنت وترتني بأسلوبك.
نهض خالد من مقعده واقترب إليها قائًلا بنظرة غريبة :-
_ تعرفي أنك ساعات بتعجبيني !! بحب الميكس اللي في عنيكي من شقاوة وكسوف ، ساعات بفكر بجد أني اتجوزك مش مجرد لعبة !
صرت سما على اسنانها بقوة حتى لا تثور غاضبة بوجهه فصمتت رغما عنها...استطرد خالد بابتسامة خبيثة :-
_ بصراحة آسر غبي أنه فرط فيكِ ، مش لأنك الأحلى ، لأنك ضعيفة...وأنا بعشق البنت الضعيفة قدامي....بتجذبني
تنفست سما بحدة وقالت بغضب :- أنا مش ضعيفة ولا عمري هكون ضعيفة...والانسان المريض بعقله هو اللي بيحب يستضعف الناس اللي حواليه ، واللي بيشوفه قوي بيحقد عليه وبيغير منه
اشتعلت عين خالد بالعنف وقال :- تقصدي آسر ؟! رغم أنه معقد بس كلكم بتحبوه ، حتى أبويا وأمي بيحبوه ودايمًا كانوا بيقارنوني بيه هو وولاد عمامه...أنا بكرهم كلهم وبحتقرهم ، أنا محدش أحسن مني !
نظرت له سما بعمق وفهمت السبب خلف هذا الكره وقالت :-
_ دلوقتي فهمت أنت بتعمل كده ليه ، أنت مسكين ومحتاج تتعالج نفسي !
اقترب إليها بنظرة شرسة فركضت حتى باب المكتب ولكنه اغلق الباب حتى ابتعدت والتمعت عينيها كهرة خائفة فقال خالد وبدت ملامحه غريبة وكأنه مصاب بالجنون :- متخافيش أنا مش هأذيكي طول ما أنتِ معايا ، بس لو بقيتي معاه هقتلك ، مش هخليه يتهنى بيكِ
اشتدت عينيها برعب من تعابير وجهه التي وكأنها تحولت للشيطانية فتابع بضحكة :- عايزة تبعدي موافق ، بس ماتبقيش معاه ، ماهو يأما معايا أو مع غيري أنما آسر لأ
تمتمت وهي ترتجف رعبا :- أنت مجنون ومش طبيعي!!
خالد بسخرية :- آه مجنون...لما بشوف حاجة معاه بتجن ، اشمعنى هو معاه كل حاجة !
هتفت سما بغضب وقالت :- معاه ايه ؟! ده اتيتم من صغره ولا فضله لا أب ولا أم ، وبعدين اشمعنى آسر اللي بتعمله كده بالذات ؟!
هتف خالد بشراسة :- لأن من صغرنا وهو اكتر واحد بيقارنوني بيه ، آسر اشطر منك ! مؤدب اكتر ، محترم اكتر ، اذكى اكتر ،ناجح اكتر.....كل ذنبي أني انا وهو في نفس السن وحتى نفس المدرسة ونفس الكلية ! مليون مرة حاولت اتفوق عليه معرفتش ! ومليون مرة شوفت في عيون أهلي أنهم كانوا يتمنوا لو يكون هو اللي ابنهم....أنا ما اخترتش اكرهه ، هما السبب
يبدو أن خالد ضحية أكثر منه مذنب...ادمعت عين سما من هذا الكم من الكره الذي يحمله هذا الخالد حتى ظن هو أنها تدمع لأجله !!
رقت عيناه بشيء غريب وقال :- صعبت عليكي ؟!
قالت بصدق :- يمكن....بس ده مايمنعش أنك ضعيف وسيبت نفسك في القالب اللي أهلك حطوك فيه مع آسر ، يمكن لو كنت دورت جواك على شيء بتحبه وهتلاقي نفسك فيه كنت لقيت نفسك التايهة منك...
ضغط خالد على نواجذه بقوة وأشار للباب وهتف :-
_ مش كنتِ ماشية ، يلا اخرجي برا ، برااا
تنفست الصعداء وكأنه طردها من الجحيم حتى اسرعت للخارج كالطيف والتقطت حقيبتها وخرجت من مكتبـه بأسرع خطواتها....
********
بمكتب يوسف.....
وقفت حميدة مستندة على المكتب بينما وقف يوسف أمام الشباب الثلاثة بنظرات حائرة وقال :- يا ترى في إيه ؟
حميدة بقلق :- اكيد خالد ده ضايقها في شيء ، مش هتكلم للي غير لحاجة كبيرة.....
زفر آسر زفرة حارة غاضبة والتزم الصمت حتى لا ينفجر بهما جميعا...أطرقت سما على المكتب فأسرع يوسف فتح الباب.... وقفت تنظر لما خلف يوسف عندما فتح الباب لتجد عين آسر كعين الصقر التي تترقب الهدف.....ابتلعت ريقها بقوة وتوتر فقال يوسف :- ادخلي
دلفت سما لظاخل المكتب واغلق يوسف الباب....هرعت إليها حميدة بنظرات متساءلة بينما ابتعد آسر عنهم وتوجه لنافذة بعيدة ونظر إليها مواليا لهم ظهره....
قال جاسر بتعجب :- حصل ايه مع خالد ؟ ضايقك ؟
حافظ رعد على هدوئه وهو ينتظر اجابتها بينما بدأت سما تخبرهم ما حدث بالكامل مع نظرات جانبية لآسر الذي لم تعرف تعابير وجهه ولا رد فعله لما حدث....
شهقت حميدة من الدهشة ثم نظرت لجاسر بنظرات نارية.....احمرت غين جاسر من الغضب وهتف :- الحقير....هي حصلت يراقبني ويصورني كمان !
كاد أن يتحرك متوجها لخالد بمكتبه حتى يقتلع رأسه ولكن رعد جذبه بقوة وهتف :- استنى أنت رايح فين ؟! هي بالدراع !
صرخ جاسر بشراسة :- آه بالدراع وياويله مني ، ده صورني يارعد !
حميدة بعصبية :- ولما أنت كده عايز تتجوز جميلة ليه ؟! عايز تتجوز بنت معرفتش ولا اتكلمت حتى مع واحد ليه ؟! ما تسيبها للي يعرف قيمتها ويصونها ويحترمها ولا أنت تبقى مع خمسين واحدة برا ومطمن أن اللي على ذمتك محترمة وهتصونك أنما انت تعك عادي !!
جميلة لازم تعرف وتقرر تكمل معاك أو لأ مش هسيبها على عماها وبجد لازم أشكر خالد اللي بين حقيقتك قبل ما الفاس تقع في الراس والبت تدبس فيك !
تصاعد غضب جاسر وهتف بيوسف :- سكت خطيبتك انا مش ناقصها !
حاولت سما جذب حميدة حتى تبتعد عن جاسر بينما أقترب يوسف وقال لحميدة :- استني بس يا حميدة نفهم اللي حصل من جاسر وبعدين نحكم
التفتت حميدة بنظرات عصبية وقالت :- مش هستنى ، خالد مش غبي عشان يجيبله فيديو قديم ويبتز سما بيه اكيد الفيديو ده جديد بعد ما خطب جميلة كمان ! اسأله يا يوسف !
نظر يوسف لجاسر وكاد أن يسأله ليصيح جاسر بأنفعال :- آه بعد ما خطبت جميلة بس مش زي ما انتوا فاهمين ، سما بتقول أن الفيديو كان في مكتب وده حصل فعلا في فرح سمر في مكتب أبوها بس الموضوع مش كده..
أشارت حميدة بعصبية له وقالت :- جميلة كان عندها حق تشك فيك طول الوقت وأنا اللي كنت بطمنها وأقولها اصبري !! دلوقتي انا اللي هخليها تسيبك لأنك ما تستاهلش ضفرها اصلًا..
هتف جاسر بشراسة :- انا ما خونتهاش ، مش عارف اثبتلكم أزاي بس مخونتهاش والله ما خونتها وبعدين أنتِ مالكيش علاقة باللي بيني وبين خطيبتي احنا أحرار !
قالت سما بعصبية :- أنا اللي شوفت الفيديو ، مقدرتش اكمله ، واظن أنت عارف فيه إيه بالضبط ، المفروض ده يبقى اسمه ايه لو مكانش خيانة ؟!
تنهد جاسر بضيق شديد وأغمض عينيه بثقل على صدره حتى فتح الباب وظهرت جميلة.....
نظروا لها جميعا في قلق بينما طالت نظرتها على جاسر وانتفض قلبه من أن تكن استمعت لشيء....مرت لحظات وخيم الصمت المربك بينهما حتى قالت جميلة بشيء من الغموض :- نسيت تليفوني مع حميدة
تنفست حميدة الصعداء رغم أنها قررت أن تخبرها ولكن حقيقة الأمر يبدو صعب للغاية...
اقتربت حميدة بابتسامة مزيفة وأخذت هاتف جميلة الذي لم تنتبه له عندما اتت جميلة تخبرها أنها سترحل وتركت هاتفها بالخطأ من العجلة....اخذت جميلة الهاتف من يد حميدة بنظرة منكسرة ثم أجهشت بالبكاء وتأكد الجميع أنها استمعت لكل شيء......ركضت جميلة للخارج وتمتم جاسر بعض الكلمات المنفعلة وذهب خلفها.....
كادت حميدة أن تسرع خلفه ولكن يوسف منعها قائًلا :- لا استني...خليه يكلمها ويشرح لها اللي حصل من غير تدخل مننا...
أطرق رعد على المكتب بعنف وقال :- خالد....حسابك تقل أوي ياخالد..
يوسف بضيق :- هنعمل ايه في حكاية الفيديو ده ؟
استدار آسر الذي ظل صامتها وبعيدًا وقال :-
_ عايز تليفون خالد ، هعرف امسح اللي عليه كله وامسح أي حاجة على الايميل لو كان مرتبط بكمبيوتر تاني....
يوسف بحيرة :- هنجيب تليفونه أزاي ؟!
زم رعد شفتيه وقال :- أنا عندي فكرة احسن ، هتخليه يوقف عند حده وميقدرش يفكر حتى ينشر الفيديو ده
يوسف بلهفة :- ايه ؟ قول بسرعة ؟
تنفس رعد بثبات وقال :- حضرلي شيك ، بمبلغ ١٠٠مليون جنيه ، لازم خالد يمضي عليه ، ده غير اننا هناخد تليفونه ونمسح كل اللي عليه عن طريق الايميلات كلها....
سما بعدم فهم :- وده كله أزاي هيحصل ؟
صمت رعد لدقيقة ثم أخرج هاتفه وقال وهو يجري اتصال :-
_ واحد مابحبش اتصل بيه بس هتصل بيه غصب عني.....مافيش غير حل واحد.....برشام هلوسة ، نعمل اللي احنا عايزينه وبعد كده مش هيقدر ينطق...
يوسف بتعجب :- وهيعرف يمضي وهو بيهلوس ؟
اوضح رعد :- دي مهمة سما ، هتحطله البرشام ده في أي عصير وقبل ما يتوه تخليه يمضي على أوراق تخص الشغل واللي هيكون منها الشيك ، مش هيكون مركز أوي وبعد ما البرشام يعمل مفعوله هناخد التليفون منه ونمسح كل اللي عليه براحتنا...وبما أنه ماعندوش ربع المبلغ ده حتى في البنك فغصب عنه هيتلم والا هيتسجن...بس أهم حاجة أن الامضا على الشيك تكون نفس الأمضا اللي بيتعامل بيها مع البنك..مش عايز أي غلطة فيه
اعلن يوسف معرفته بالأمر :- أنا عارف أمضته كويس وعارف كمان البنك اللي بيتعامل معاه لأن مرتبه بيتحول فيه
رعد بتنهيدة :- كويس أوي ، حضرلي بقى الشيك بسرعة بحيث أنه يكون جاهز على بكرة الصبح...
سما بتساءل :- طب والشيك ده هتعمل بيه ايه بعد كده ؟
آسر بغضب :- مالك خايفة عليه كده ؟! اومال لو مكنتيش عرفتي حقيقته ؟!
نظرت سما للأسفل بحرج وضيق ولكن رعد أجابها بهدوء :- محدش هيعمل بيه حاجة ولا هنضر حد بيه ، لكن طول ما هو معانا خالد مش هيقدر يعمل حاجة واظن دي الطريقة الوحيدة عشان نبعد عن شره...
***********
بالطريق.....
ركض جاسر خلفها كي يلحقها قبل أن تذهب ، قبل أن تقرر شيء سيفتت كل ما شيده منذ أن قابلها ، وقف أمامها قائلًا بحدة :-
_ اوقفي بقى واسمعيني ، ما تحكميش عليا من غير ما تسمعيني !
نظرت حولها ولا زالت الدموع بعينيها وقالت بحسم :-
_ ماتنساش اننا في الشارع...وكمان مافيش بينا كلام بعد النهاردة
ارتفع منسوب العصبية بدمائه وقال بأنفعال :- طريقتك وعمرك ما هتغيريها....الفيديو اللي سما شافته هو اللي حصل يوم خطوبة سمر وأظن بما أنك سمعتي فأكيد سمعتيني وأنا بقول كده ، محدش بيتغير بين يوم وليلة يا جميلة وأنا عشان بحبك قاومت ، ضعفت شوية ده حقيقي بس والله العظيم قاومت ، لأول مرة في حياتي أقدر اتحدى نفسي ، أنتِ مش فهماني....صعب اكون قضيت حياتي كلها كده واتغير بين يوم و....
قطع حديثه عندما اكتشف أنه أفصح عن الحقيقة...تطلعت به بذهول....
أعترف !!
وللسخرية أنه يدافع عن نفسها فأدانها أكثر !
تاهت بنظرته الخائفة من رد فعلها فقالت بصدمة :-
_ قضيت حياتك كلها كده ؟! يعني أنت كنت بتزني ؟ أنا مش مصدقة ؟!!
كام مرة سألتك ؟! وكام مرة كدبت عليا وانكرت ؟!
فهمتني أن علاقاتك كلها كانت علاقات سطحية وعابرة مايتخافش منها !! ربنا كشفك على حقيقتك لأنك ما تستاهلنيش ، انا احسن وأنضف وأشرف منك
جاسر بنظرة تتألم أقر وأكد :- عارف...ومتأكد أنك احسن مني ، بس أنا فعلا اتغيرت عشانك ، لو تعرفي ده كان صعب اد إيه هتغيري رأيك فيا ، أنا ببقى انسان كويس وأنتِ جانبي..
ضيقت جميلة عينيها بسخرية وقالت :-
_ اتغيرت !! بأمارة إيه ؟! أنت خونتني واحنا لسه مخطوبين !
وحتى يوم الحفلة فهمتني أنك ياعيني قاومت ورفضت الغلط ، لو ده صح ايه الفيديو اللي سما شافته ومقدرتش تكمله ؟!
هتف جاسر :- لو كانت كملته كانت عرفت أني مظلوم ، كانت شافت بعنيها وأنا ببعد ومش عايز اغلط
تابعت جميلة سخريتها وهتفت بعصبية :- حجة!! والاسم رفضت !! اوعى تكون فاكر أني اطمنتلك ونسيت اللي حصل يوم الحفلة ؟! بس عشان كنت عايزة اكمل اديتك فرصة اكبر من قوة احتمالي ، لكن انا مش هقدر استحمل أني اتخان وتديني مبررات أنك ضعيف !
أنت لو مش عايز تتوب عشان نفسك عمرك ما هتوب عشان حد ! ماتجبنيش حجة ووسيلة لغلطك وتقول بحبك وتقنعني وترجع تخون وتتأسف وبرضو تقنعني أنك ضعفت !
أنا بشر ! فاهم يعني ايه ؟! يعني مش ملاك عشان اغفرلك الخيانة حتى لو ضعفت...لو الحب هيخليني افقد كرامتي مش عايزاه ولا عايزاك...
نظر لها نظرة تحمله كل عذابه وقال بتلعثم :- يعني ايه ؟
اجابت جميلة بعد لحظات وجسدها ينتفض من الألم :- يعني كل واحد فينا من طريق ، شوفلك حد غيري يقدر يستحملك ، انما أنا خلصت كل طاقتي في الصبر...
مرر يده على رأسه بنظرة شرسة ضيقة ثم قال لها :- كتب كتابنا بعد ٣اسابيع وما تنطقيش كلمة واحدة ، لا انا هسيبك ولا هسمحلك تسيبيني والا هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه
جميلة بذهول :- أنت بتهددني ؟!
هز جاسر رأسه مؤكدا :- آه بهددك ، بهددك عشان بحبك ومش هقدر ابعد ،بهددك لأني عارف أنك بتحبيني حتى لو ما قولتيهاش ، بهددك لأني اتغيرت واللي فات هو اللي بيطاردني وبيوقع مابينا ،لو ما صممتش دلوقتي واجبرتك تبقي معايا هنضيع حياتنا لحاجة هتعرفي بعدين أني كنت صادق فيها....آخر حاجة هعترفلك بيها عشان ماتقوليش أني خبيت عليكي....في واحدة من اللي كنت بعرفهم عملت عليا حوار أنها حامل واللي خلاني اسكت للبنت اللي كانت في الفيديو أني كنت عايز أعرف الحقيقة من خلالها ، امبارح اتصلت بيا لأنها ببساطة مش عارفة توصلي حتى التليفون مكنتش برد عليها لولا انها بعتتلي رسالة وقالتلي ان الموضوع ده كدب وتأليف لمجرد أن توتو حست أني هتجوز وابعد عنها....
هو ده كل اللي عندي ، هو ده اللي عايز اتوب منه من سنين ومن قبل ما أعرفك كمان وياما قرفت من نفسي بدل المرة الف....
لو كنت خونتك فده حصل بجسمي وبس وكانت مرة واقسمت بعدها أنها مش هتتكرر لو هموت....
كنت فاكر أنك واقفة جانبي على ما اعدى الفترة دي وعلى ما جيت ابقى فعلا انسان كويس لقيتك بتتخلي عني عشان اللي فات !
حملقت جميلة بصدمة أخرى أطرقت على رأسها :- حامل !!
صاح جاسر بغضب :- طلع كدب مش حقيقة ، نفسي الصفحة دي نطويها ونبدأ من جديد ..
هزت جميلة رأسها بدموع وقالت :-
_ مش هعرف ، صدقني مش هعرف ، شبكتك هتوصلك مع عم سمعة عشان المرادي بجد مش ناوية رجوع
جاسر بتوسل والألم يضج بعينيه :- هتمشي وتسيبيني !
انسابت الدموع على وجنتيها بألم شديد ثم تركته يقف واوقفت سيارة أجرة...
رحلت جميلة من أمامه وهو يقف ناظر لداخل العربة بنظرة مترجية...
************
بالمساء......
ظلت سما تربت على كتف جميلة التي كانت تبكِ بهسترية حتى وقفت حميدة وقالت :- مش هقدر أقول لبويا على موضوع فسخ الخطوبة ده يا جميلة...كتب الكتاب بيتحضرله من دلوقتي وفاضله حاجات بسيطة ، مقدرش اروح أقوله فسختي الخطوبة....الناس هتتكلم عليكي ومحدش هيسيبك في حالك ولا هيرحمك..
رفعت جميلة رأسها بأعين مدممة من البكاء وصاحت :- يعني مش كفاية أني اتخطبتله من الأول بسبب كلام الناس ودلوقتي كمان عايزاني اكمل عشان كلام الناس ؟! مش مهم الناس بس مش هتجوزه !
قالت رضوى وهي تفهم خطة حميدة :-
_ احنا في مكان شعبي يا جميلة والناس عارفة بعضها وبيسألوا ، هيطلع كلام كتير مش هتستحمليه خصوصا أن الفرح قرب...
كادت جميلة أن تصيح بعصبية حتى انتبهت سما لهاتف جميلة وهو يعلن اتصال....جذبته من على الوسادة وقالت وهي تنظر له :- دي للي
أجابت سما سريعا :- ايوة يا للي معاكِ
هتفت للي بقوة وقالت :- جاسر ساب القصر ومحدش عارفله مكان !! ابه اللي بيحصل ده يابنات ؟!!
نظرت جميلة لسما بتوجس ثم أخذت منها الهاتف وأجابت :- في ايه يا للي ؟
قالت للي بقلق :- في أن جاسر محدش عارف هو فين من ساعة ما خرج من الشركة ، تليفونه مقفول ، وشقته مقفولة ، ومرجعش للقصر لحد دلوقتي ووجيه والشباب قالبين الدنيا عليه ومش لقيينه
جميلة بدموع وتصميم :- بيهرب عشان ما يسبليش وقت أفسخ الخطوبة ! بس برضو هفسخها...
للي بضيق وحيرة :- بتهيألي يا جميلة لو فعلا اتغير يبقى اللي بتعمليه غلط ، ممكن بس تأجلي موضوع فسخ الخطوبة ده كام يوم تفكري فيهم كويس...عشان ماترجعيش تندمي...
جميلة بإصرار وقرار لا راجعة فيه :- أسفة يا للي مش هقدر....استحملت كتير ومش هقدر اتحمل تاني...
تنهدت للي بيأس ثم انتهى الاتصال بفشل اقناع جميلة بالتراجع....
نظر وجيه لزوجته وهو يقف بجانبها وعلى يمينه الشباب ثم قال بعصبية لجاسر الذي يقف كالتلميذ المعاقب مطأطأ الرأس :-
_ أدي نتيجة اخطائك واستهتارك ! نصحتك كتير وماسمعتش كلامي
ابتلع جاسر ريقه بغصة مؤلمة وقال بصدق وعذاب :-
_ معترف بغلطي وما انكرتش ، اتحايلت عليها تسامحني لكن مشيت !! أنا مش وحش زي ما انتوا فاكرين...أنا كنت تايه ومش لاقي نفسي ، عارف أنها استحملتني كتير وادتني فرص اكتر بس انا فعلا بحبها وبتغير عشانها وعشان نفسي....تفتكر يا عمي ما استحقش فرصة كمان ؟!
أخذ وجيه تنهيدة طويلة وأجاب باختصار :- اللي هعمله ليكم انتم الأربعة محدش يرجع يناقشني فيه ، ولا يقولي ليه أو عشان ايه ! فاهم يا آسر ؟
تعجب آسر من توجه الحديث إليه وقال :- واشمعنى انا اللي بتسألني ؟!
وجيه بسخرية :- اصلك بتعترض على كل حاجة !!
أنا خارج ساعتين بالضبط وراجع....وبالنسبة لموضوع خالد خلصوا اللي رتبتوه وسيبوا الباقي عليا...
التقط وجيه مفاتيح سيارته ونظر لزوجته بنظرة خبيثة قائلا :- تعالي معايا...
نهضت للي سريعا فهي تعرف أنه لا يخطو إلى للخير....
خرجت من القصر وهي تتمسك بذراعه حتى قالت بابتسامة ماكرة وهي تجلس بجانبه داخل السيارة :- احنا رايحين الحارة صح ؟
حرك سيارته ثم اتسعت ابتسامته بغمزة وقال :- صح جدًا يا شقية...طبعا أنتِ هتعرفي تقنعيها بطريقتك ، جاسر فعلا ندمان ده ابني وأنا عارفه
هزت للي رأسها بقوة وقالت :- هي عنيدة بصراحة ، بس على الأقل مش هسيلها غير لما اخليها تفكر على الأقل....
وجيه بتنهيدة :- لولا أني عارف ومتأكد أنه صادق مكنتش هروحلها بنفسي ، أنا مابحبش أظلم حد بس جاسر كل اللي عمله زمان بيجري وراه دلوقتي ، كل ما يتعدل ماضيه يحنيه !
للي بحماس :- طب بسرعة بقى قبل ما يناموا ، هتصل بحميدة أقولها أننا جايين..
*************
بمنزل الاسطى سمعة.....
استقبل الرجل وجيه وزوجته للي بينما رحب سقراط بهم مما جعل وجيه يتعجب وعامله برفق بالأخص بعد معرفته بما فعله مع الشباب.....
جلس وجيه على أريكة بصالة المنزل وبجانبه زوجته للي....حتى أتى سقراط بالمشروب سريعا وكاد وجيه أن يتحدث حتى سبقه سمعه قائلا :-
_ حميدة بنتي قالتلي على اللي حصل....وعشان اكون صريح معاك أنا كنت وافقت أني انهي الجوازة دي...
تحدث وجيه بلطف وبهدوء :- أنا مقدر موقفك وعارف حجم المسؤولية اللي عليك بالنسبة لجميلة...أنا مش جاي أدافع عن جاسر ، أنا جاي اوعدك أن جميلة هتكون متصانة معاه ، ده عهد عليا وانا اللي بضمنه قدامك
صمت الاسطى سمعه لدقائق فتابع وجيه :-
_ جاسر زي شباب كتير في سنه طايش لكن قرر يستقر ويفتح بيت ويكون مسؤول ، بدليل أنه لما قرر يشتغل وينجح هو وولاد عمامه نفذوا ده ونجحوا من غير مساعدتي ، انا هعتذر لجميلة بنفسي وهوعدها برضو بنفسي وهخلي جاسر يجي قدامك ويعتذرلها ، اللي حصل ده مش هيتكرر تاني...
قال الاسطى سمعة بتساءل :- طب لو حصل تاني ؟
وجيه بوعد :- انا اللي هقفله واخدلها حقها منه والقرار اللي تقرره هوافق عليه من غير مناقشة...
سمعه :- البت دي أمانه في رقبتي ومش عايز اموت وأنا قلقان عليها
ابتسم وجيه بصدق وقال :- وأمانة في رقبتي أنا كمان قدام ربنا وقدامك..
نهضت للي بابتسامة واسعة وقالت :- هما فين البنات عايزة أشوفهم ؟
أشار لها سمعه على غرفة جانبية وقال :-
_ هاتي جميلة بالمرة تقعد معانا
تابع وجيه حديثه بالطلب الآخر وقال :- في طلب كمان واظن أنت تعرف ظروفه...هو يخص سما....أنا عارف أن خالد اتقدملها وكلمك
رفع الاسطى سمعه يده بحدة وقال :- وبعد اللي عرفته لو رمى كنزو الدنيا تحت رجليها مالوش عندي عرايس...
ابتسم وجيه بأحترام وتقدير واستطرد :- أنا بطلبها لأبن أخويا آسر
**********
توجهت للي للغرفة المشار اليها ودلفت بداخلها حيث وجدت الفتيات جالسين بجانب بعضهن على الأريكة في هدوء تام.....
نظرت لجميلة وقالت بتحذير يشوبه المرح :-
_ وجيه جوزي حبيبي جاي بنفسه يعتذرلك ، عايزة ايه تاني ؟
نهض الفتيات من مقعدهن لتركض اليهن للي بابتسامة واسعة وصافحتهن بمرح .....قالت جميلة بعدما استطاعت ان توقف دموعها :-
_ بس أنا أخدت قراري خلاص
أتى صوت الاسطى سمعه من خلفهن وقال :- عمه بنفسه جاي يعتذرلك ويوعدك ان اللي حصل ده مش هيحصل تاني....يابنتي أنا مش حمل حد يتكلم علينا كلمة والناس مابترحمش...ده انتِ كتبت كتابك بعد أيام !
نظرت له جميلة بضعف وقالت بلمعة بكاء :- مش هقدر هستحمل يخوني تاني حرام عليكوا ، ليه محدش حاسس بيا
ربتت للي على رأسها وقالت :- جاسر ندمان بجد ، وجيه عمره ما هيحط نفسه في الموقف ده وهو شاكك في جاسر ، لولا أنه شايفه صادق والله ما كان جه هنا لو السما اطبقت على الأرض...
قال الاسطى سمعه بابتسامة :- يلا يابنتي عمه مستنيكي برا يتكلم معاكِ ، والله كفاية مجيته واعتذاره ليكِ بنفسه ، دي كبيرة يابنتي مش قليلة..
ورغم ذهابها لخارج الغرفة ولكن تبقى شيء بنفسها لم تندمل جراحه...ليست موافقة كلية....
هذه موافقة ظروف...موافقة تشبه الجريح الذي لا يعترف بألمه...
*************
**بقصر الزيان**
مر أكثر من ساعتين وظل الشباب ينتظرون عمهما بلهفة....حتى انتبهوا لصوت وقوف سيارة بالخارج.....نهضوا في لحظة واحدة من مقاعدهم حتى دلف وجيه وملامح وجهه ثابته لا تقل شيء....
أمر زوجته أن تصعد لغرفتهم وفعلت للي ذلك وهي تكتم ابتسامتها بسبب تعابير الخوف والقلق المرسومة على وجه الشباب وكأنهم اطفال ينتظرون موعد المرح.....
وقف وجيه أمامهم ونظر لجاسر مليا وقال :-
_ البنت وافقت بعد عذاب ، انا روحت اعتذرتلها بنفسي ووعدتها أن ده مش هيتكرر تاني ولو اتكرر....
هب جاسر من مكانه يضم عمه بابتسامة واسعة وفرحة ظاهرة قائلا :- يتكرر ايه بس انا توبت اقسم بالله ، بموت فيك يا احلى عم في الدنيا
ابتسم وجيه له وقال :- حافظ عليها لان دي أخر فرصة ليك بجد لو ضيعتها انا مش مسؤول...
تنفس جاسر الصعداء وقال :-الحمد لله عدت على خير وكل حاجة ظهرت وهي عرفتها ، أفرح بقى
بارك الجميع لجاسر حتى نظر وجيه لآسر نظرة غامضة وقال للشباب :-
_ باركوا لآسر كمان.....لأني خطبتله سما وخطوبته هو ورعد في يوم واحد ، وكلكم هتتجوزوا في ليلة واحدة مع بعض...
نظر جاسر بضحكة مكتومة لآسر ليقل يوسف بابتسامة بلهاء :-
_ الله على التدبيسة دي
رعد بابتسامة خبيثة نظر لآسر الذي اتسعت عينيه بذهول :- يابن المحظوظة !
تلجلج آسر في الحديث...اختنقت الكلمات بفمه من الصدمة...حتى استطاع التحدث :- لا....لا طبعا مش..موافق
وجيه بحدة :- أنا اتقدمت لوالد حميدة وخلاص اظن مش هتطلعني صغير ! وكمان أنا واخد منكم وعد قبل ما أمشي أن اللي هعمله يتنفذ من غير كلام.....
زم آسر شفتيه بقوة ثم استدار وركض على الدرج لغرفته بالطابق الثاني....
قال يوسف بضحكة عالية :- ده اتخض من الفرحة !
وجيه بابتسامة مرحة :- مهما كبرتوا هتفضلوا في عنيا أطفال...يلا تصبحوا على خير....
ذهب وجيه من أمامهم حتى قفز الشباب بضحكات عالية وقال جاسر بسخرية :- تعالوا نطلع نغلس عليه
رعد بابتسامة عريضة :- هنتجوز في يوم واحد....ده هيبقى فرح هيتكتب في التاريخ
تابع من هنا: جميع فصول رواية عاد لينتقم بقلم شيماء طارق
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا