مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة
رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا
قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والستون من
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيمرواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الرابع والستون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الرابع والستون
نظرت له بألم شديد فقد كانت دموعه أكبر اعتذار ممكن أن يتقدم به....ارتمت على صدره بضمة قوية دون كلمات....احاطها بذراعيه بكامل قوته وقال معتذرا وعينيه بها دموع لم تجف :-
_ أنا أسف يا حبيبتي.....أنا غلطان ، عاقبيني واعملي اللي أنتِ عايزاه بس اوعي تفكري تبعدي ، أنتِ كل حاجة ليا...
قالت بشوق وعشق :-
_ وأنت أزاي فكرت للحظة أني هبعد عنك ! زعلي منك حاجة ،وأني ابعد دي حاجة تانية....
قبّل رأسها معتذرا عدة مرات حتى رضيت وابتسمت بين دموعها.....ابتسم لها قائلا :-
_ ميزة اللي حصلي أني عرفت قيمة كل حاجة كانت معايا واتحرمت منها لكام يوم.....أولهم أنتِ....وأخرهم أنتِ.
حميدة بمحبة وهي تمسح عينيه من الدموع :- وأنا مابعرفش أزعل من روحي...وأوعى أشوف دموعك دي تاني...أنا واثقة فيك...المهم أنك تكون بخير
أخذها بضمة قوية وقال متنهدا براحة :- أنا بخير طول ما أنتِ مبسوطة وبخير....زعلك مني بيحسسني أني غلطت في حق نفسي غلطة كبيرة بس والله...
وضعت حميدة أصبعها على فمه لتوقفه عن الحديث وقالت بابتسامة :-
_ اوعى تحلف....اللي فات خلاص مش عايزة افتكره المهم أنك دلوقتي معايا وبخير...هضيع فرحتي برجوعك بشوية زعل ليه !! خدت دقيقتين زعل واتصالحنا والباقي وحشتني....
قبل رأسها قائلا بحنان :- والأحلى أنك تكوني مراتي بقلب أمي وأحبك بكل مشاعري....
****************
بقصر الزيان .....في الصالون ....
صعد وجيه لغرفته وتبعته لِلي بينما جلس جاسر مع آسر في الصالون وقال آسر بتساءل :-
_ هو رعد عرف اللي حصل ؟
أجاب جاسر موضحاً بهدوء :-
_ محبتش اقوله وارعبه وهو في بلد تانية زي ما اترعبنا كده على يوسف....لما كلمتني وطمنتني من لندن اتصلت بيه وحكيتله كل حاجة وهيجي ممكن بكرة أو بعده...بس قولي....ايه اللي عمي عمله مع ام نور بعد ما عرف ؟
تنهد آسر بضيق وقال :-
_ فكرتني بنور الله يرحمها....مكنش ينفع حد يعمل حاجة بعد ما نور ماتت ، خصوصا أنها خدت وعد من عمي قبل ما تموت أنه يسامح والدتها....كانت حاسة أنها هتموت...بصراحة حزين على البنت دي وصعبانة عليا...لولاها مكناش عرفنا الحقيقة بسهولة...
ردد جاسر الدعاء بالمغفرة ولمح زوجته تأتي من اتجاه المطبخ قائلة :-
_ الغداء جاهز.....
نهض آسر قائلا :-
_ لا مش عايز اكل دلوقتي ، محتاج أنام شوية ما نمتش كويس الأيام اللي فاتت...
مر من أمامهم صعودا لغرفته فأتت سما سريعا تقول :-
_ عملت كل الأكل اللي بتحبه يا آ....
لم تتابع جملتها بعدما انتبهت لعدم وجوده فأشارت لها جميلة على الدرج وقالت :-
_ طلع فوق ، اطلعي أنتِ كمان..
نظرت سما للدرج بانتباه واسرعت الخطا إليه حتى ارتقت الدرجات....
**بغرفة آسر **
فتحت سما الباب وتقدمت عدة خطوات وعينيها تبحث هنا وهناك ولم تراه !! فجأة شعرت بأصابع يد تُحيط خصرها من خلفها فاستدارت مبتسمة وهي تعرف صاحبها....اغلق آسر باب الغرفة بقدمه ثم جذبها إليه في شوق قائلا :-
_ وحشتيني موت يا سمكة ، كنتِ هموت وارجع عشانك..
وضعت يديها على كتفيه بابتسامة رقيقة وقالت :-
_ وأنت كمان وحشتني أوي....حمد الله على سلامتك.
ابتسم بخبث لحيائها وقال بمشاكسة :-
_ لسه وشك بيحمر لما بكلمك ! امتى هتبطلي كسوف مني !!
رفعت نظرتها يمينا ويسارا بتفكير ثم أجابت بابتسامة :-
_ مش عارفة...بس حاسة أن كل مرة بشوفك كأنها أول مرة بشوفك...نفس احساسي بيك ما بيتغيرش...
الصق جبينه بجبينها وقال لعينيها هائما بمحبة :-
_ هفضل أقولك وحشتيني لحد ما أعوض الأيام اللي فاتت..
ابتسمت ووجنتيها تشتعل احمرارا بخجل بينما لم تصدق أن ذلك القاسي تحول هكذا وأصبح أرق العاشقين !
***************
مر يومين.....كان خلالها عائلة الزيان من الرجال تنتظر وصول رعد وزوجته بالمطار بإستثناء لِلي التي امتنعت لوعكة صحية انتابتها بالصباح والفتيات الذين انتظروا بالقصر أيضاً....
استقبل وجيه ومعه الشباب الثلاث "رعد" بالمطار ولكن أول من ارتمى رعد بين ذراعيه كان يوسف....قال رعد بضمة قوية له :-
_ أنا بحمد ربنا أن جاسر قالي اللي حصل بعد ما اطمن عليك والا معرفش كان حصلي ايه ، انا عرفت اللي حصل والمفروض أنك بقيت كويس ومع ذلك لحد دلوقتي مش عارف اتلم على أعصابي يا يوسف...
قال يوسف بعدما استعاد صحته بعض الشيء وعادت لمعات المرح بعينيه :- أنا أسف أن بسببي قطعت شهر العسل بس..
قال رعد بحدة :- وأنت فكرك بعد ما عرفت اللي حصل كنت هعرف اكمل شهر عسل ومش أشوفك ! لما عرفت كنت عايز اخدك في حضني زي ما تكون أبني االي تاه مني ورجع بعد سنين !!
قالت رضوى بابتسامة هادئة :- حمد الله على سلامتك يا يوسف ، بصراحة من بداية معرفتي برعد بس كان أول مرة أشوفه متوتر وحزين بالشكل ده بعد ما عرف اللي حصلك.... يمكن دي أول مرة يبتسم فيها من أيام...
هتف جاسر بغيظ :- يعني اخلي عصابة تخطفني عشان سيادتك تتعطف وتسلم عليا وتمثل أني وحشك وكده يا ندل !!
ابتسم رعد بمرح وعانقه بضحكة عالية وفعل ذلك آسر ووجيه حتى قال وجيه :-
_ ليكم عندي اجازة تكملوا فيها شهر العسل اللي مكملش ده ، بس نشوف شغلنا الأول وبعدين ناخد اجازة....
************
بقصر الزيان.....
عاد الغائبون للقصر واستقبلهم الفتيات الثلاث حتى لاحظ وجيه اختفاء للي فسأل عنها جميلة قائلا :-
_ هي للي فين ؟!
أجابت جميلة وهي تنظر لرضوى بابتسامة :-
_ هي خرجت من نص ساعة بس بصراحة ما قالتش رايحة فين
تعجب وجيه بنظرات ضيق فمن المعتاد أنها تخبره قبل الخروج من المنزل!!
توجهت جميلة لرضوى بشوق وضمتها بقوة والفتيات حولها بينما كان دائرة الشباب الاربعة مثلها ويتشاركون الأحاديث والضحكات....
ظل وجيه ينظر لمدخل الباب بصمت وعينيه يملأها الضيق.....
تم أعداد طعام الغداء والتفت العائلة حول المائدة بينما جلس وجيه بمقعده صامتا ينتظر عودتها بعدما طال غيابها لبعد الساعة !!
انتبه له الجميع فقال يوسف بنظرة قلقة لصمت عمه :-
_ نستني شوية ياعمي ، احنا اتعودنا نتلم كلنا مع بعض الايام اللي فاتت...
انشغل الثنائيات بالحديث مع بعضهم البعض سراً....
كان جاسر يهمس لجميلته بكلمات تجعلها تكتم ضحكتها ثم تلكمه بضربة على ذراعيه حتى يصمت....
بينما آسر تتسلل أصابعه ليد سما ويأخذ أصابعها بضمة رقيقة مع نظرات عاشقة جانبية يتخللها بعض المكر....
رفع وجيه رأسه على مدخل باب غرفة الطعام ليجد للي تنظر له وهي تقف بالمدخل بعينين دامعتين !!
نهض من مقعده بنظرة متفحصة لوجهها وعينيها الباكية وتقدم اليها بعصبية ،كاد أن يهتف بغضب ويلقي الحديث بوجهها ختى ارتمت على صدره بدموع عينيها التي رافقت ابتسامة وكأنها وجدت ضالتها....
تعجب مما تفعله ريثما أمام الجميع ونهض الشباب والفتيات حتى يتدخلون بالأمر قبل أن تبدأ حالة الغضب بين عمه وزوجته....
ولكن قالت للي وهي ترتجف من البكاء :-
_وجيه....أنا حامل
تسمر وجيه مكانه...ماذا قالت ؟! للحظة لم يستوعب ما قالته !! يريد أن يثبت احدا ما قولها !! هل سيكون أب بعد هذا العمر الاربعيني!
ولما لا ليس بغريب ولكن هو ذاته امتنع عن الحديث لا يعرف لما !
كأنه للتو يختبر شعور الأبوة !! طفل من صلبه ، سيكن طفله هو ليس ابنا لشقيق له ، ارتبكت عينيه لتنظر له للي بدموع سعادة اضافت :-
_ عملت تحاليل وكنت مستنية النتيجة ، أنا هبقى أم اخيرا ، هيكون ليا طفل بدل اللي راح مني وقلبي مولع عليه لحد دلوقتي...
نظر الشباب لبعضهما البعض في شيء من الفرحة وشيء من الغيرة لأخذ طفل حيزا كان لهما بقلبه....
أول من اقترب له كان يوسف ....قال يوسف وهو يحاول أخفاء شيء بعينيه :- ألف مبروك يا عمي ، أنا فرحان أوي ليك..
تدرجت الابتسامة على وجهه لتصبح نظرة ملتعمة بشدة بعينيه وقال برجاء لهما :-
_ أنا هبقى أب يا يوسف...حلم كان بعيد أوي...كنت صدقت أنه مش هيتحقق...
التف حوله الشباب مهنئين بينما ظل يوسف ينظر له كأنه طفل سيفقد ذراعي والديه.....ضم وجيه زوجته بقوة وابتسامة وهو يربت على رأسها ببضع كلمات هامسة لم ينتبه لها أحد.....
قال يوسف بنبرة تبدو خائفة :-
_ بس هنفضل فرحتك الأولى ياعمي...هتفضل أبويا ومكانتي عندك محفوظة....أنا عارف أنك مش هتنساني لأن...
ضاق وجيه من قوله وجذبه من ذراعيه بعدمما التمعت عين يوسف بلمعة دامعة لم تفسح الطريق لخارج عينيه....قال وهو يحيط وججه بيديه :-
_ أنت بتقول ايه ياغبي ! كل واحد فيكم مكانته عندي هتفضل زي ما هي ولو بقى عندي الف طفل!
ضمه يوسف بابتسامة وقال :- كده أفرح براحتي واحتفل كمان
أخذ الفتيات الاربعة للي بينهما في عناق ومباركة بينما كانت للي تبكِ من السعادة وعينيها لا تفارق وجه زوجها الا قليلاً...
***************
**بغرفة وجيه **
سكنت لدقائق بين ذراعيه...ثم نظرت له للحظات مبتسمة ،مدققة ، تحفر ملامحه ببصرها ، ليقل مبتسما بحنان :-
_ جيتيلي بكل الأماني والفرحة....أنا هبقى أب !! من ساعة ما قولتيلي وانا برددها بيني وبين نفسي عشان أصدق...
رفعت أناملها لوجهه وقالت مشيرا لعينيه :-
_ سواء كانت بنت أو ولد ، عايزاهم نسخة منك ، بالذات عينيك..
قال بعدما قبل رأسها :-
_ لو جت بنت هسميها نور ، دي وصية ولازم انفذها...بس خايف يطلع ولد ويبقى شبهك
اتسعت ابتسامته بقوة وأضاف :- ساعتها هيزهق من كتر ما البنات هتحبه وتجري وراه ، ماهو مش معقول يبقى في ولد بالجمال ده !
قالت بمشاكسه :- طب لو بنت وطلعت شبهي ؟
قال بنظرة قوية :- مش هبعدها عني أبدًا ، انا عايز منك نسخ كتير..
ادمعت عينيها وقالت رغما :-
_ كل ما كنت بفتكر أبني اللي مات قبل ما يتولد بشهرين قلبي يوجعني ، معرفتش انساه حتى بعد السنين دي كلها ، دلوقتي احساسي وكأنه رجع لقلبي تاني وبيقولي وحشتيني يا ماما....نفسي اسمع أوي كلمة ماما
قبل خدها أيضا بقبلة ناعمة رقيقة وقال هامسا :-
_ هتسمعيها ، ومش هتكون مرة واحدة بأذن الله...بس ما تدمعيش تاني وتزعليني وتزعلي ابننا...
ابتسمت وهي تصمه بقوة وقالت :-
_ الأحلى أنه هيكون أنت ابوه ، اخترتله احسن أب في الدنيا..
منذ أن علمت عائلة الزيان بما تحمله في رحِمها زوجة كبيرهم "وجيه الزيان" وهم يوفرون لها جميع سُبل الراحة والهدوء بينما تبعها "حميدة" بشهر واحد فقط وأخبرت الجميع بحملها أيضاً.....
ذلك الشيء الذي جعل يوسف لا تفارقه الابتسامة طيلة اليوم...كأنه وجد شيء لطالما بحث عنه وهو صغير يخصه ، من دمه...
كان يشرد كثيرا ويتخيل كيف سيتعامل معه عندما يأتي ، وكيف سيكون له صديقا واخ وليس فقط أب له....سعادة كامنة بمنطقة الأبوة بداخل الرجال لا يُمكن نُكرانها....
***مرت ثلاث أشهر***
أصبحت فيهم "لِلي" على مشارف شهرها الرابع بينما "حميدة" ستكمل شهرها الثالث بعد عدة أيام....
بصباح هذا اليوم اجتمعت العائلة حول مائدة طعام الفطار صباحاً...يتشاركون الطعام مع الابتسامات والمشاكسة لتقل سما بابتسامة مرحة لحميدة :-
_ نويتي تسمي البيبي إيه يا حميدة ؟
ابتسمت حميدة وتوقفت عن تناول طعامها المخصص لحالتها الصحية بفترة الحمل وكادت أن تقول شيء حتى قال يوسف بابتسامة واسعة وهو ينظر لعمه وجيه الذي يترأس مائدة الطعام وعلى جانبه الأيمن زوجته لِلي....قال :-
_ هسمي...وجيه
هتف بقية الشباب بغيظ في ذات اللحظة وقالوا بعصبية:-
_ نعـــــــــم يا أخويا ؟!!!
صمت يوسف بنظرة متوجسة من نظراتهم المغتاظة وتمتم بقلق :-
_ إيه ؟! الاسم جميل وأنا بحبه !
كتم وجيه ضحكته وتابع تناول طعامه بغمزة ماكرة لزوجته التي كادت أن ترتفع ضحكتها ولكن تحكمت بها بالكاد من مرأى الشباب وغيظهم من يوسف....قال جاسر بغيظ :-
_ ما أنا عارف أنه جميل يا بــــارد !! أنا الكبير فيكم والأولى بالاسم ده ، لما اجيب ولد هسميه وجيه ولو سميت وجيه يا يوسف هغطسك في حمام السباحة في البرد اللي احنا فيه ده عريان....اصرف نظر احسنلك
عبس وجه يوسف بضيق بينما قال رعد بنبرة تحذيرية لهما :-
_ لا أنت ولا هو ، أنا طول عمري مريح عمي وماتعبتهوش معايا وانا اللي هسمي وجيه واللي هيتكلم بسلك الشاحن وهعلقه في شباك اوضته....ما تختبروش صبري عشان لنا بتعصب ببقى غشيم ويتخاف مني...
قال يوسف بقلق وهتف :- ما تتكلم يا عمي ؟!
ابتلع وجيه ما بفمه بالكاد وقال مبتسما :-
_ أنا مش عارف أقول إيه بصراحة...مش عيب تبقوا كبار وعقلين كده وتتخانقوا على اسم ؟!
قال آسر بحسم لهما جميعا :-
_ انتهى الأمر يا يوسف....الاسم ده يخصني أنا ، مافيهاش نقاش دي معروفة !
هتف يوسف بعصبية تشبه عصبية الأطفال :- يـــــا عمي !
نهض جاسر وهو يضم شفتيه بقوة وقال مشيرا لهما بتحذير شديد :-
_ ما تتحدونيش احسن، ما تخلونيش أرجع البلطجي بتاع زمان وافرض سيطرتي عليكم...
نهض رعد بنظرة متحدية ونظر لجاسر قائلا :-
_ انت عمرك ما سيطرت عليا !! ده انا كاتم أسرارك الدنيئة !
نظرت جميلة لجاسر بتقطيبة بعدما كانت تضحك في خفوت مثل باقي الفتيات فرمقها جاسر سريعا وتراجع بقلق قائلا لها :-
_ بيهزر يا روحي....
نظر لرعد بغيظ وقال وهو يلكمه كأنه يمزح:-
_ خد الاسم يا حبيبي ....خده بدل ما تاخد بإيدي في خلقتك
ابتسم رعد بانتصار فجلس جاسر ناظرا لجميلة وهمس :-
_ يابت....يابت ده أنتِ من غرست بمخالبي الزهورُ ! اتصدقي قول الحمير وتتركي قسم الصقورُ ؟!!....الصقور دي عايدة على جاسر...انا يعني.
قالت جميلة بسخرية :-
_ صادق ! ده أنت تمثال للصدق والمصداقية والانسانية !!
قال متساءلا بنظرة ضيقة :-
_ اعملك ايه عشان تثقي فيا؟! اجيبلك جمعية حقوق الانسان ؟ يمكن قلبك يلين !
ابتسمت رغما وقالت وهي تتابع طعامها في هدوء :-
_ بقى أنا قلبي قاسي ؟!
قال مبتسما بمشاكسة :- ساعات وساعات !
قال آسر بحدة بعدما تبين من حديثه جاسر مع رعد تنازله عن الاسم :-
_ بص يا رعد يا ابني....احنا ما اتخنقناش قبل كده بس انا مستعد...
قال رعد بلا اكتراث :-
_ ولا يهمني....
نهض آسر من مقعده وقال :- الفرعون العاشق جاهز للأحتفال
أجاب رعد وهو ينهض بثبات :- على الرحب والسعة
هتف وجيه لهما واخفى ضحكته مرةً أخرى :-
_ بطلوا خناق ، أنا قررت خلاص
نظر الجميع لوجيه حتى تابع وهو ينظر ليوسف بمحبة :-
_ يوسف أصغركم ، غير كده هو قرر من قبل الجواز كمان وقالي الموضوع ده ، ما تزعلهوش انا مابحبش أشوفه مضايق...وبعدين اللي أهم من الاسم انكم لما يبقى عندكم أطفال تربوهم صح وتكونوا مسؤولين عنهم ، مش الاسم اللي هيخليهم زيي مع أني اتمنى يبقوا احسن مني مليون مرة...
نظر يوسف لرعد وآسر في ود ورجاء فنظروا اليه بطيف ابتسامة وقال آسر باستسلام :- أمري لله...
تبعه رعد وهو يجلس عابسا :- اوامرك يا عمي...أنا برضو هزعل لو يوسف زعل....
اختلس جاسر نظرة منتصرة لرعد وكتم ضحكته.....
دق هاتف جاسر واعلن عن مكالمة فنهض مبتعداً عن الجميع حتى يتحدث دون ازعاج لأحد......وقف أمام المسبح بالحديقة وقال :- الو؟
اجابت "كاريمان" وكان رقم أرضي من المشفى وقالت بغضب :-
_ أنت فين ؟! توتو تعبانة وجبتها المستشفى...لسه الدكتور بيكشف عليه ومخرجش....تعالى بسرعة
ازدرد جاسر ريقه بقلق وقال :-
_ انا ببعتلك فلوس ، عايزة مني ايه تاني ؟! وبعدين هي لسه في السابع !
هتفت كاريمان بعصبية وقالت :-
_ يا أعصابك ؟! فلوس ! دي ما بطلتش سؤال عليك ومن كتر عياطها صعبت عليا وانا مافيش حد بيصعب عليا اصلا ! ممكن تولد بدري عن ميعادها وخصوصا أن شكلها تعبان أوي وعلى وش ولادة....لو ماجيتش هجيلك انا وأنت عارفني !
قال سريعا بتوتر:- لأ جاي ،ساعة واكون عندك بس أنتِ في أي مستشفى ؟
أخبرته كاريمان العنوان واغلقت الاتصال عندما وجدت الطبيب يخرج من الغرفة ويُعلمها بالأمر....
راقبت جميلة خروج زوجها بخطواته السريعة في توجس وقلق ...
***********
بالمشفى.....
دلفت كاريمان غرفة "تقى" المسماه بتوتو فقالت تقى بأنفاس بالكاد تأخذها :-
_ كاريمان...ابوس ايدك اعملي اللي هقولك عليه بالحرف
قالت كاريمان بنفاذ صبر :- قولي عايزة وهعمله يا توتو...
سخطت تقى سمعها بهذا الاسم الذي يذكرها بماضيها الشنيع وادمعت عينيها بقوة ثم قالت بعين تتيه كل لحظة :-
_ انتِ عارفة رقم القصر بتاع عيلة جاسر....خلي مراته تجيلي ضروري ، ارجوكي اعملي اللي بقولك عليه....
صدمت كاريمان وقالت بقوة :- انا كلمت جاسر وجاي في السكة ،هكلم مراته ليه وتقلبي الدنيا على دماغك ليه ؟! مش في مصلحتك اصلًا !!
هزت تقى رأسها بقوة وقالت بتصميم :-
_ اعملي اللي بقولك عليه ،ولو جه جاسر الأول ما تقوليلهوش أن مراته جاية....كده كده هتعرف ، يبقى اوصيها على بنتي قبل ما اسيبها للأبد....
قالت كاريمان بشيء من الشفقة :-
_ هتقومي بالسلامة ،ما تحطيش في دماغك انك هتموتي كده وحش لحالتك النفسية...
أخذت تقى نفس عميق بألم وقالت بتوسل وبكاء :-
_ اعتبري ده آخر طلب بطلبه منك ، ارجوكِ
أخرجت كاريمان هاتفها مرة أخرى من حقيبتها واحرت اتصال على الرقم الأرضي لقصر الزيان.....
كادت أن تصعد جميلة لغرفتها بعد تناول الفطار مع العائلة وكلا ذهب لعمله بينما بقية الفتيات جلسوا مع للي بغرفة الصالون بعد ذلك حتى اوقفتها أحدى الخادمات قائلة :-
_ في اتصال ليكِ يا مدام جميلة
استدارت جميلة بتعجب نظرا لعدم إتيان أي اتصال لها على الهاتف الأرضي للقصر وعائلتها يهاتفوها على هاتفها الخاص...من إذن ؟!
أومأت جميلة برأسها دلالاة الإيجاب واتجهت للهاتف على بُعد عدة خطوات على طاولة زجاجية.....أجابت بعدما وضعت السماعة على أذنها :-
_ الو ؟ مين معايا ؟!
قالت كاريمان باختصار:- أنتِ مرات جاسر ؟
اجابت جميلة في قلق لتتابع كاريمان بنبرة لا تخلو من الحقد والغيرة :-
_ في واحدة عايزاكي ضروري....خدي كلميها
اعطت كاريمان الهاتف ل"تقى" فتحدثت تقى ببطء وإعياء قائلة :-
_ محتاجة اتكلم معاكي ضروري...أنا كنت أعرف جاسر لفترة كبيرة قبل ما يعرفك ويتجوزك....دلوقتي أنا في المستشفى وربنا وحده اللي عالم هوصل لإيه....هسيبلك وصية
ارتجف جسد جميلة على ذكر اسم زوجها فقالت دون تفكير :-
_ اسم المستشفى وعنوانها ايه ؟
اخبرتها تقى بصوت خرج بالكاد ثم انتهى الاتصال......
**********
اندلعت نيران ملتهبة بقلبها حتى تسارعت أنفاس جميلة في حدة وهي تشعر أنها على خطا النهاية.....أتت للي من الصالون لتصعد غرفتها وتبدل ملابسها لملابس اكثر دفء في هذئا الطقس الشتائي....انتبهت لوجه جميلة التي وكأنها ستنشب اظافرها في عنق أحدهم...تساءلت للي بقلق :-
_ في إيه يا جميلة مالك ؟!
أخبرتها جميلة بالمكالمة وهي تبكِ بعصبية حتى سمع صوتها سما ورضوى وحميدة واتوا مسرعين بخوف وقلق....وبعد دقائق كانوا علموا بأمر المكالمة ...قالت حميدة بحدة :-
_ تروحي فين أنتِ اتهبلتي ؟! افرضي ده فخ لحد ناوي على شر !
وافقها البقية فقالت جميلة بدموع :-
_ أنا هروح وأعرف فيه ايه بالضبط وبعدين هي ادتني عنوان مستشفى مش مكان تاني ! هروح المستشفى واتأكد بنفسي
هتفت للي برضوخ :-
_ روحي بس السواق هيوصلك وهيفضل معاكي ، لو مش تعبانة كنت هروح معاكي وماينفعش ابعت حد من البنات معاكِ برضو....
خرجت جميلة بخطوات سريعة وكانت ملابسها مناسبة تماما للخروج لأي مكان.....
***********
بالمشفى.....
تقدم جاسر بخطوات مبطئة بالممر المؤدي لغرفتها والذي اعلمه عنه موظف الاستعلامات بالمشفى....وقف أمام غرفتها مترددا بنظرات مرتبكة وقلقة....اتت كاريمان فجأة واقتربت منه قائلة بسخرية :-
_ أنت خايف تدخلها ولا ايه ؟ عموما هي حالتها وحشة أوي وصحتها بسبب الحمل ادهورت اكتر....هتفضل في المستشفى لحد ما يجي ميعاد الولادة اللي ممكن يكون بعد أيام قليلة...شكلها هتجيب ابن سبعة !
تجاهل جاسر حديث كاريمان وفتح باب الغرفة....استقبلته تقى بنظرة دامعة وعاتبة ......أشارت له ليقترب منها فنفذ الأمر ببطء....
أمارات الضيق ظاهرة على وجهه بقوة وكأنه يود لو يركض من هنا بأسرع خطواته.....جلس على مقعد قريب منها لتقل تقى بدموع :-
_ ماجتليش غير مرة من شهرين تتهمني أن اللي في بطني مش ابنك....وغصب عني عملت تحليل النسب وانا حامل رغم أن ده خطر على صحتي وانا في الحالة دي بالخصوص....لكن عشان اثبتلك .....مطلعتش كدابة يا جاسر ....والبنت اللي في بطني تبقى بنتك وبالدليل....
قال جاسر بتنهيدة ثقيلة وضيق حاق بعينيه :-
_ اللي كان بينا بطلته وتوبت...بطلب من ربنا كل يوم يسامحني وبعمل كل اللي اقدر عليه عشان اكفر عن ذنبي...
قالت تقى ببكاء مرير:-
_ بتعمل كل حاجة الا الحاجة اللي انا عايزاها....مع أن ده حقي !
جاسر بعصبية وقد نظر اليها :-
_ حقك ؟! أنتِ عمرك ما كان ليكِ حقوق عليا !! أنا عرفتك وأنتِ كده وسيبتك وأنتِ كده بلاش كدب !! كنتي حريصة أنك ماتبقيش حامل في كل اللي فات وكل اللي قابلتيهم قبلي انما عندي أنا كنت ورقة كسبانة بنظرك وورطيني وجاية تقولي حقك !!
بأي حقك تطلبي مني اتجوزك ؟!
انتفضت تقى من البكاء وقالت بنظرة متوسلة :-
_ لو مكنتش مريضة مكنش الحمل هيكمل زي ما حصل قبل كده معاك ، غلطت كتير واذنبت اكتر ، كنت بموت ابني بإيديا ده غير الفجور والقرف اللي كنت عايشة فيه لحد ما المرض فوقني ...انا بطلب منك تكتب كتابك عليا بس...عشان بنتي ما تكبرش وهي مذلولة بذنب معملتهوش ! ويتقالها بنت حرام ! خليني اموت وانا قلبي مرتاح عليها .....
قال جاسر بألم ورفض :-
_ مقدرش....مقدرش اعمل كده في جميلة ، مش هتسامحني مهما عملت..
أنا مش رافض من نفسي ، أنا برفض غصب عني ، انا مش قادر أشوف حتى بكرة ايه في خيالي ....اللي أنا فيه مش سهل ياريت تفهمي...
اشتد بكاء تقى بقوة وقالت مترجية :-
_ حرام عليك ...بنتك هتتذل وسط الناس بسببك ، ورقة واحدة ممكن تخليها ترفع راسها ومحدش يعايرها ، حكم ضميرك
ظل جاسر صامتا بحيرة تغمر عينيه فتأملت تقى في بكاء صامت حتى نهض بعد فترة وكاد أن يخرج من الغرفة فأوقفه صوت تقى بتوسل :-
_ لو لسه في قلبك رحمة ارحمي بنتي وبنتك ،ما تسبيهاش ، أنت كده كده هتستلمها لو جرالي حاجة ، وساعتها هتعرف أن كان عندي حق وهتندم ...مش هسامحك يا جاسر ...مش مسمحاك
أغمض جاسر عينيه بألم وطعنة غرزت بقلبه حتى عندما فتحها كانت جميلة تفتح باب الغرفة وخلفها السائق....يظهر أنها علمت بالأمر ليس بالاستماع ولكن بابتسامة كاريمان وهي تستند على الحائط خارجـًا بنظرة منتصرة وشامته......نظرت جميلة له بدموع تنزلق على خديها بخذلان وحسرة.....حتى وقفت نظرته عليها بصدمة من وجودها الكارثي هذا !!
رمته بنظرة عنيفة ثم نظرت للممدة على فراشها تبكي بقوة واقتربت اليها....استجمع جاسر فكره المشتت وحاول ايقافها ولكنها أشارت له أن يبتعد ولا يلمس حتى اصبع واحد من اصابع يديها.....تسمر جاسر في مكانه من نظرتها الشرسة وتأمله اقترابها من تقى .....
قالت تقى في رجاء :-
_ اكيد أنتِ جميلة الحمد لله أنك جيتي....أنا
قاطعتها جميلة بدموع منكسرة وكتمت صراخها بداخلها وقالت :-
_ صاحبتك قالتلي على كل حاجة ، مستنية اتأكد من جاسر عشان اخد قراري......
التفتت جميلة لجاسر بنظرة عنيفة وقالت :-
_ البنت اللي في بطنها تبقى بنتك بجد ؟ وأنت كنت عارف من شهور ؟
انسدلت نظرة جاسر للأسفل في الم وغضب مكبوت من كل شيء وطال صمته.....هزت جميلة رأسها بالايجاب قائلة ببكاء حاد :-
_ يبقى صح .....
نظر اليها مجددا في رجاء قائلا :-
_ مكنش ينفع أقولك ، أنتِ اسهل قرار عندك أنك تمشي !
هتفت جميلة بصراخ وبكاء :- مكنش ينفع تقول بس ينفع تخبي وتكدب مش كده ! أنا قولتهالك كتير انا مكنش ينفع اتجوزك أنت بالذات وكل الظروف للأسف كانت ضدي...لو بإيدي مكنتش كملت مع واحد زيك ....
قالت تقى في رجاء وتوسل :- اكيد عرفتي طلبي من كاريمان ...ارجوكِ ...
قاطعتها جميلة بقدة وقالت :- هيتنفذ...طالما غلط لازم يصلح غلطته ، ماينفعش طفلة بريئة تشيل ذنب مقرف مالهاش علاقة بيه....المأذون اللي هيكتب كتابكم هيطلقني...
ضيق جاسر عينيه بعنف ونفذ رباط الجأش تماما فصاح بشراسة :-
_ كنت عارف أن ده اول حل بيجي في دماغك ! أنتِ دايمًا كده مش جديد عليكِ....واحد زيي تاب وندم وكان بيندم اصلا من قبل ما يعرفك ونفسه يتصلح ! بنظرك ما استحقش مساعدتك ووقفوك جانبي !!
واحد زيي من أول يوم دبلتك اتحطت في صباعه وهو خد أول خطوة بالفعل أنه يبعد صحيح ضعفت مرة بس كانت مرة واحدة ومحصلتش تاني ولا هتحصل تاني وصارحتك ومش عشانك بس ، عشان نفسي قبلك....عارفة ما قولتلكيش ليه ؟!
عشان عارف دماغك وقراراتك ....وعشان عارف انك أول كلمة هتنطقيها "طلقني" مش هتسمعيني حتى !! أنا هكتب كتابي على تقى عشان خاطر بنتي وعشان هي وامها يسامحوني ، بس طلاق مش هطلقك ووريني هتعملي ايه !!
التهبت نظرتها بسخرية ومرارة وقالت :-
_ دلوقتي بتطلع لنفسك حق !! دلوقتي أنت المظلوم ! لكن أنا فين؟ واحدة زيي عمرها ما خلت مخلوق يقربلها يوم ما تتجوز يكون واحد من كتر اللي عمله مش ملاحق على المشاكل !! أنا ما استحقش اتعذب كده !
وما استحقش اتحمل معاك ذنوب انا ما عملتهاش !! ما استحقش ابقى عايشة مع واحد وفي دليل حي قدام عيني لماضيه الـ.....انا مش عايزة أعيش معاك ،استحق عيشة احسن من كده !
أخذ جاسر نفسا عميقا ثم جذبها من يدها للخارج وهي تحاول الفكاك منه وهي تبكي بقوة...حتى اوقفها بممر خلفي للمشفى لا يوجد به مخلوق ....الصق ظهرها بالحائط وقال بغضب :-
_ تقصدي ايه ؟ عايزة تطلقي وتتجوزي واحد تاني تبني معاه احلامنا مش كده !! بس ده على جثتي....لو هموت مش هطلقك...أنتِ ليا وهتفضلي ليا لآخر عمرك وعمري...
اقترب من عينيها بنظرة شرسة فبكت اكثر من الم موضع قبضته على ذراعيها وقالت بضعف :-
_ مش هقدر اتحمل حرام عليك...ده فوق طاقتي !
ضمها جاسر بقوة وتبدلت قسوته للحنان وقال هامسا :-
_ وضع اتفرض عليا ومش بإيدي....مش قدامي أي حلول صدقيني...
شهقت جميلة من البكاء وقالت :-
_ كدبت عليا ليه ! يمكن لو كنت صارحتني من زمان كنت أقدر اقبل الوضع ده عن دلوقتي ، كدبك عليا ما بينتهيش !! ارحمني..وطلقني بقى
غلى الدم بعروقه مرةً أخرى وهزها من ذراعيها بعنف قائلا :-
_ قلت لو على جثتي مش هطلقك ، شيلي الموضوع ده من دماغك لأنه مش هيحصل !
نظرت له بعينيها الغارقة بالدموع وهتفت بحدة :-
_ مش هفضل معاك غصب عني ، مش هتحمل اكتر من كده ، غلطك شيله لوحدك أنا تعبت وزهقت منك ومن كل حاجة تخصك ....
قال بمحاولة أن يتحكم بأعصابه :-
_ مقدر صدمتك وزعلك ، هسيبك تهدي شوية يا جميلة وعارف هراضيكي أزاي...
صرخت بمرارة وعنف :-
_بطل بقى غرورك ده !! يوم ما تمس كرامتي يا جاسر يبقى قلبي هحطه تحت رجلي ، والحمد لله أن الوقت ما طالش وبقى في اطفال يتعذبوا ما بينا....كل واحد يروح لحاله من دلوقتي...
اتت كاريمان مسرعة بهذا الوقت وهتفت على بُعد خطوات :-
_ يا جاسر.....الدكتور طالب يشوفك ضروري
تنهد جاسر بهم ثفيل على قلبه وجذب جميلة من معصمها مرة أخرى للداخل حتى أشارت له كاريمان باتجاه غرفة مقابلة لغرفة تقى وقالت :-
_ الدكتور هنا ادخله
نظر جاسر لجميلة التي تكتم فمها من البكاء وقال :-
_ ما تتحركيش من مكانك ، هتكلم معاه وأشوف في ايه وراجع...
انتظرته جميلة حتى دخل الغرفة واغلق الباب وقالت للسائق بأنهيار:-
_ وصلني للحارة اللي ياريتني ما خرجت منها....عايزة امشي
تردد السائق فهتفت به بعصبية حتى سألها على العنوان تحديدا فأخبرته.......ثم خرجت من المشفى برفقة السائق....
جلست بالسيارة التي اتت بها وتحرك السائق بها في الطريق حتى مضت دقائق واعلن هاتف جميلة اتصال من جاسر الذي يبدو أنه انهى حديثه مع الطبيب وخرج من مكتبه....فتحت الاتصال وتلقت صوته العنيف وهو يصيح فقالت جملة واحدة قبل أن تغلق الهاتف تمامًا :-
_ مش هتراجع عن الطلاق يا جاسر....مش هقدر اكمل معاك صدقني ...
اغلقت الهاتف والقته بجانبها ودخلت نوبة شديدة من البكاء طوال طريقها للحارة الشعبية .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والستون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا