مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى عشر من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب
رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الحادى عشر
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الحادى عشر
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
بقولك طردته وسجنته كمان بتهمة السرقة ..متزعلش بقى
قالتها «ياسمين» هاتفيًا لـ خطيبها «يوسف» الذي قال غير مصدقًا :
- طردتيه ! بالسرعة دي ؟ وده علشاني ولا علشان حصل حاجة ؟
ابتسمت بخبث وهي تدور بالمقعد الخاص بها وتنظر إلى الأعلى ثم قالت :
- طبعًا علشانك يا حبيبي امال أنت فاكر ايه، المهم متزعلش نفسك وهستناك توصلني النهارده
لمعت عيناه وهو يجيبها بمكر :
- حاضر أنتِ تؤمري يا ياسو ، هخلص كل اللي ورايا وأجيلك
كادت أن تتحدث مرة أخرى إلا أن أخاها فتح الباب ودلف إلى الداخل ومن خلفه «نائل» فاعتدلت في جلستها وهى تبدل نظراتها بين الاثنين بعدم تصديق وصدمة ثم قالت بخفوت :
- اقفل يا يوسف هكلمك تاني
وتركت هاتفها قبل أن تنهض من مكانها وتتجه إلى أخيها ، نظرت إليه ثم أشارت إلى «نائل» وأردفت :
- البني آدم ده ايه اللي جابه هنا تاني ؟
ابتسم ابتسامة واسعة وهو يشير إليه قائلًا :
- البني آدم ده هيشتغل هنا وبما إنك مديرة الشركة ومفيش مدير عمليات يتابع الشغل وأنشطة الشركة ويساعدك فأنا قررت أعينه مدير العمليات في الشركة يعني الرجل التاني بعدك
توسطت خصرها بيدها وصرخت فيه باعتراض :
- نعم !! مدير عمليات ايه ؟ أنا الشخص ده لو فضل في الشركة أنا اللي هدخله العمليات .. زين متعصبنيش على الصبح
التفت له وأشار برأسه كي ينتظره في الخارج فاستجاب لطلبه ، انتظر خروجه وما إن خرج حتى توجه ليجلس على المقعد ووضع قدمًا فوق الأخرى وقال :
- اقعدي يا ياسمين أنا هفهمك
جلست على المقعد المقابل له وهتفت باعتراض :
- تفهمني ايه يا زين ؟ أنت عايز تمشي كلامك عليا !
- أمشي كلامي عليكي ايه يا ياسمين ؟ الراجل أنتِ ظلمتيه وده كله علشان رفض يساعدك في التمثيلية بتاعتك على يوسف .. أنتِ من امتى وأنتِ قلبك قاسي كدا ؟ هو حكالي كل حاجة وأنا مصدقه لأني بعرف اللي بيكدب من اللي بيقول الحقيقة وماينفعش اللي قلتيه ليه ده ، هو اختار فقره بنفسه علشان تعايريه بفقره ؟ بابا عمره ما علمنا كدا ولا ربانا على كدا
ظلت تهز قدمها بحركة انفعالية دون أن ترد عليه فتابع هو :
- أنا عرفت إنه خريج تجارة وده هينفعك وينفع الشركة لو فهم الشغل وهخلي سهى تتابع معاه وتفهمه كل حاجة علشان يمسك هو الشغل لأن اللي زي نائل ده موثوق منه ومضمون عن أي حد تاني في المنصب ده
انتظرت حتى أنهى حديثه ثم قالت باعتراض واضح وقوي :
- خلصت كلامك ؟ أنا مش موافقة وأنا وهو مش هنبقى في شركة واحدة وبعدين أنت متمسك بيه أوي كدا ليه !! ده أنت لسة عارفه وكمان اشتغل يوم واحد في الشركة مش من زمن يعني علشان تصر على كلامك كدا
لوى ثغره وأردف :
- دماغك ناشفة ، متمسك بيه علشان باين عليه محترم و اد الشغل ده غير إني بلغت ظابط صاحبي يعمل تحريات عنه علشان أبقى واثق منه جدا ولما التحريات تخلص هعرف إذا كانت نظرتي صح ولا غلط وهو هيشتغل هنا سواء برضاكي أو رفضك .. أنا عينته هنا في الجزء الخاص بيا واللي عندك اعمليه
ثم نهض من على كرسيه واستعد للرحيل وفي نفس الوقت فكرت هي في الأمر وابتسمت بخبث قبل أن تقول :
- خلاص موافقة إنه يبقى مدير عمليات الشركة بس بشرط
تحمس هو للأمر وقال مبتسمًا :
- شرط ايه؟
وضعت قدمها فوق الأخرى وقالت :
- يجي يعتذر دلوقتي عن كل اللي قاله
ارتفع حاجبيه بدهشة لما تقوله وهتف معترضًا :
- يعتذر !! يابنتي أنتِ اللي شاتماه ؟
رفعت إحدي حاجبيها وأصرت على كلامها قائلة :
- ولو هيجي يعتذر برضه ، ده لو عايز تديله المنصب ده وأنا ماأطفشهوش وأهينه أكتر
رفع كفيه أمام وجهها وقال بضيق :
- خلاص يا شيخة هجيبه يعتذر .. يارب يرضى
على الجانب الآخر قص «نائل» ما حدث على «وحيد» فربت على كتفه بحنو قائلًا :
- متزعلش يابني ، مش عارف والله أقولك ايه بس هي اتغيرت أوى من ساعة ما مسكت الشركة ، طالما زين قالك كدا يبقى هينفذ وعده وأقدر أقولك مبروك على المنصب الجديد من دلوقتي ، زين ده أطيب واحد في ولاد الجيار ودمه خفيف ويتحط على الجرح يطيب وكويس إنك حكيتله كل حاجة
نظر إلى الأسفل وردد بحزن :
- والله قلقان يا عم وحيد لو اشتغلت هنا مش هترحمني ، دي مش بني آدمة أبدا دي شيطانة على هيئة بشر
كاد أن يتحدث إلا أن «زين» قد فتح الباب وخرج فلاحظ «وحيد» فتقدم منه وهو يصيح :
- عم وحيد وحشتني والله ، ازيك يا راجل يا طيب
عانقه بحب وهو يربت على ظهره فهتف «وحيد» بحب وود :
- ازيك يا زين ياابني والله أنت اللي واحشني ، مابقيتش تيجي الشركة خالص زي الأول
اعتدل وربت على كتفيه وهو يجيبه بابتسامة :
- والله غصب عني الشغل مطلع عيني
- ربنا يعينك يابني ويحفظك
ثم نظر إلى «نائل» وردد :
- مش هوصيك على نائل ، ده زي ابني وأنا أضمنه برقبتي
هز رأسه بابتسامة قبل أن ينظر له ويقول :
- طبعًا ياعم وحيد أنت تؤمر وعلشان توصيتك دي أنا هعينه مدير عمليات الشركة
اتسعت حدقتيه وردد بصدمة غير مصدق لما قاله :
- أنا ! هبقى مدير عمليات الشركة !! ازاى ده أنا مش فاهم حاجة عن الشغل ولا طبيعته ازاى أبقى في منصب كبير كدا
ربت على كتفه قبل أن يقول بابتسامة :
- متقلقش يا وحش ، سهى هتدربك على كل حاجة وتفهمك الشغل بس في حاجة صغيرة .. ياسمين وافقت بس عايزاك تعتذر
خفض رأسه إلى الأسفل ثم رفعها مرة أخرى وقال بهدوء :
- بس أنا مغلطتش علشان أعتذر
ابتسم وهو يربت على كتفه قائلًا :
- أنا عارف بس خدها على اد عقلها ويلا .. أنا عارف أختي كويس أوي ، هاا
فكر قليلًا في طلبه وأخذ القرار الأخير وهو الاعتذار لها حتى ينتهي من كل هذا ، أومأ رأسه ودلف معه إلى المكتب فرمقته باستعلاء ، تنهد وحاول إخراج تلك الكلمات التي كانت صعبة عليه وأخيرًا استطاع إخراجها وقال :
- أنا آسف على اللي قلته
رمقته من رأسه لأخمص قدميه بتعالي قبل أن تقول :
- تمام بس تشوف شغلك وسهى هتعرفك الشغل كويس ومش عايزة غلطات لأنك المفروض هتراقب الموظفين وتتابع الشغل وده مش هزار
أجابها بإيجاز شديد :
- إن شاء الله
هنا تدخل «زين» ورفع صوته بابتسامة وهو يقول :
- هاااه الحمدلله ، يلا بقى تعالى أوريك مكتبك الجديد يا نائل
تحركا معًا إلى الخارج لكنهما فوجئا بـ «يوسف» الذي كان مبتسمًا وسعيدًا بسبب علمه بطرد أخيه من الشركة لكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامة وعاد وجهه للعبوس مرة أخرى عندما وجده أمامه مرة أخرى ، ابتسم «زين» بخبث وقال متصنعًا :
- ايه ده يوسف ازيك يا عم عاش من شافك
ابتسم إليه بتصنع ثم عاد ينظر إلى «نائل» مرة أخرى بغضب فتدخل «زين» قائلًا :
- أعرفك بـ نائل مدير عمليات الشركة الجديد ونائب رئيس مجلس الإدارة
اتسعت حدقتيه بعدم تصديق وظل يبدل نظراته بين الاثنين وقد عجز عن الرد
في هذا الوقت شعر «زين» بالسعادة لشعور الصدمة الذي ظهر على وجهه بشكل كامل فهو يبغضه كثيرًا وكان ضد خطوبة شقيقته لهذا الفاشل كما يدعوه والآن بعد معرفته حقيقة خداعه لشقيقته زاد كرهه له وتوعده بكل شر إن حدث لشقيقته شيء بسببه ، سحب «نائل» قبل أن يقول :
- بعد اذنك ، يلا يا نائل علشان أوريك المكتب بتاعك
تركه ورحل بصحبة «نائل» وبقى هو في مكانه غير مدرك لما يحدث ...
***
اتسعت حدقتيها بصدمة بسبب معرفته لهذا الأمر وكذلك طيف الذي نظر إليها ثم نظر إليه وردد متسائلا :
- أنت تعرف موضوع خطيب نيران ده منين ؟
ابتسم بفخر وأجابه بثقة قائلًا :
- مش بس أعرف موضوع خطيبها .. أنا عارف كل حاجة عنكم وعن آخر مهمة نفذتوها برا مصر وعن كلمة "قلب الفندق" مش دي الكلمة اللي كانت في الفندق بتاع المهمة واللي المهمة اتسمت باسمه "بنت القلب" !أنا أعرف كل حاجة عنكم وعن النفس اللي بتتنفسوه ونصيحة كل اللي بتخططوا له انسوه واشتروا حياتكم أحسن .. أنتوا عرسان وداخلين على دنيا ومش حمل حاجة أنتوا مش ادها
لم يعرف «طيف» ماذا يقول في تلك اللحظة ، اكتفى بالنظر إلى «نيران» التي كانت تستمع بصدمة ولم تستعب كم المعلومات التي كان على علم بها ، تحرك بنظره إلى «غارم» الذي لم تفارق ابتسامة الشر وجهه وردد :
- احنا عمرنا ما هنخاف وإذا كنت بتراقبنا فده برضه مش هيخوفنا بس هسألك سؤال واحد .. ايه سر ثقتك المستمرة دي وليه مقتنع إنك أنت اللي هتغلب مش إحنا ؟
بدل نظراته بينهما وتراجع للخلف خطوتين وهو يقول :
- لأني زي ما قلتلكم في الاول أنا شبح
ثم هم بالانصراف وتركهما في حيرة أكبر فهم لم يتوقعا هذا كله ، نظرت إليه وأردفت :
- معنى كلامه ده ايه؟
حرك رأسه ولوى ثغره وهو يقول :
- معرفش بس هو حاجة من اتنين ، يا إما مسنود أوي يا إما شبح زي ما بيقول
ضيقت ما بين حاجبيها ورددت بعدم رضا :
- شبح ايه يا طيف ، هو في عفريت أو شبح بيمسك فندق وبينصب على الناس
ابتسم «طيف» وأجابها :
- وده ينقلنا للخيار التاني وهو إنه مسنود أوي ، ما هو المثل بيقول ياللي ليك ضهر تتسند عليه دوس على الناس وماتقلش ليه
رفعت حاجبيها بإعجاب وأردفت :
- تصدق أحسن مثل قلته من ساعة ما اتجوزنا
- ليكي نفس تهزري وتقولي أمثال في المصيبة اللي إحنا فيها دي ؟
ارتفع حاجبيها بتعجب واتسعت حدقتيها وهي تقول :
- أنت اللي قلت المثل على فكرة
ثم ضربته في كتفه وتابعت :
- وبعدين ركز كدا وسيبك من الهزار ده علشان دخلنا في الجد والتدريب هيبقى عملي يا معلم
رفع إحدى حاجبيه ليقول معترضًا :
- ايه معلم دي ؟ إحنا شغالين في جزارة !! اسمها يا كبير
ضربته مرة أخرى في كتفه وقالت :
- على أساس يا كبير دي مش بنتاجر في المخدرات مثلا يعني ، بقولك ايه اظبط كدا واسمعني علشان أنا اللي هحط الخطة زي المهمة اللي فاتت
- ايه هتشعلقينا وندخل من الشبابيك تاني ؟
حركت رأسها بالإيجاب وأكدت على ذلك قائلة :
- برافو عليك هو ده اللي هيحصل والمرة دي هنكون لوحدنا يعني الغلطة بموتة .. هيقرأوا علينا الفاتحة لو معرفناش ننفذ صح
دفن وجهه في كفيه وأردف :
- جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح .. ده مابقاش شهر عسل ده بقى طحينة بحياة حزينة
أبعدت يده عن وجهه ورفعت رأسه بقوة وأردفت :
- بطل ولولة بقى واسمعني .. فين طيف الجد بتاع من شوية ولا أنت اتحولت
رسم ابتسامة واسعة على وجهه وأردف :
- اديني انشكحت أهو ، قولي خطتك اللي هتخليهم يقرأوا علينا الفاتحة بكرا .. كل من عليها فان
نهضت من مكانها واتجهت إلى حقيبتها وأحضرت دفتر ملاحظات صغير وقلم ، عادت إليه مرة أخرى وبدأت في رسم واجهة الفندق بعناية شديدة وبعدما انتهت أشارت إليه قائلة :
- بص ده الفندق واحنا هنا ، عندك كل البلكونات بعاد عن بعض بس هنقدر ننط من البلكونة بتاعتنا على البلكونة اللي جنبنا ونتنقل بين البلكونات لغاية ما نوصل للدور الرابع ده واللي فيه المكتب بتاع غارم .. هندخل من الشباك ونقلب المكتب بتاعه على أى أوراق ونرجع زي ما جينا
صفق بيديه وردد بابتسامة :
- عاش أوي ومين سوبر مان اللي هينفذ المهمة دي
رفعت إحدي حاجبيها قائلة:
- أنا وأنت يا طيف
اتسعت حدقتيه وهتف بصدمة وصوت مرتفع :
- نعم ياأختي ؟ أنتِ بتتكلمي كأننا هنتمشى خطوتين .. اللي بتقوليه ده استحالة ولو حضرتك متدربة فأنا ميح خالص ومش هعرف أتشعلق زي القرد كدا بين البلكونات
لوت ثغرها ونظرت إليه بحزن :
- طب والحل ؟ أنت فعلا مش هتعرف تنط ولا تعمل ده .. اممم طيب بص خليك أنت وأنا هروح لوحدي
أمسكها من معصمها قبل أن تقوم من مكانها وردد معترضًا :
- اقعدي يا نيران هو أنتِ رايحة تجيبي طماطم !! ايه رايحة لوحدي دي ، هنروح مع بعض بس عندي طريقة تانية وأرجوكي ماتفهميش غلط
ضيقت نظراتها ورددت بتساؤل :
- ماأفهمكش غلط ليه !! مخبي عني ايه يا ابن سيادة اللواء ؟
قلب الورقة ومسك القلم وبدأ في رسم شيء جديد وما إن انتهى حتى أشار إلى الورقة وقال :
- ده الأسانسير الخاص بغارم واللي بلاحظ إنه بيطلع منه لمكتبه وقدامه بالظبط مكتب لسكرتيرة خاصة بيه ده غير السكرتيرة بتاعة مكتبه .. إحنا لو قدرنا نطلع لمكتبه بالليل هيكون مفيش سكرتيرة تحت ولا فوق وأمر بتوع الريسيبشن أو الأمن محلول وهنقدر نختفي من قصادهم بس علشان نطلع ونعمل ده لازم حاجة تشغلهم عننا ومحدش يشوفنا واحنا داخلين الأسانسير
هزت رأسها بالإيجاب وأعجبها مُخططه :
- تمام أوي والحاجة اللي هتشغلهم دي عليا أنا ، هنطلع مكتبه ندور على أي حاجة تخصه ولو مالقيناش هنضطر نراقبه من بعيد لبعيد لغاية ما يوصلنا حاجة من هيثم ، وأنت بلغ سيادة اللواء دلوقتي بكل حاجة علشان يبقى معانا خطوة بخطوة ونحاصر غارم ده
***
خرج «فهد» من سيارته واتجه إلى ذلك المنزل المذكور بالمستند الذي تلقاه من اللواء «أيمن» ، طرق بخفة على الباب وانتظر قليلًا قبل أن يفتح رجل كبير السن الباب ، نظر إليه وردد :
- حضرتك فارس حسين
صمت «فارس» قليلًا قبل أن يجيبه بتردد :
- أيوة يابني أنا فارس .. ماقلتليش أنت مين ؟
ابتسم «فهد» ومد يده ليصافحه قائلًا :
- أنا النقيب فهد من المباحث وطبعا جايلك بخصوص قضية الديب ويب عارفها
تبدلت تعابير وجهه وظهر التوتر وردد متسائلًا :
- القضية دي عدى عليها زمن .. 15 سنة ياابني ، عايز تعرف ايه
ابتسم «فهد» وتقدم إلى داخل المنزل دون أن يأذن له «فارس» ، نظر في كل مكان والتفت إليه قائلًا :
- عدى زمن لكن بدأت تاني ياعم فارس وأنت عارف يعني ايه تبدأ تاني يعني فيها خراب وناس هتموت وهنبقى مركز للعصابات والمافيا العالمية .. أنا عايزك تقولي كل حاجة من الأول كأني بحقق في القضية القديمة
***
ظل يتحرك ذهابًا وإيابًا يفكر في حل لتلك المعضلة والتي ستودي بحياته وتنهي كل ما بدأه ، اتخذ القرار الأخير ورفع هاتفه على اذنه بعدما اتصل بأحد رجاله :
- أيوة .. نفذ كل اللي قلتلك عليه
- تمام يا باشا وبالنسبة لمراته وبنته ؟
جلس على مقعده ووضع قدمًا فوق الأخرى وأردف بجدية وتوعد :
- نفذ ومش عايز غلطة مفهوم ؟
- مفهوم يا كبير
***
فُتح باب الزنزانة التي يوجد بداخلها سجناء عملية تهريب المخدرات التي نفذها الرائد زين الجيار ، دخل سجين جديد وجلس بجوارهم ، رمقهم جميعًا بنظرات مجهولة وسرعان ما وجد أخيرًا قائدهم ومن يبحث عنه فنهض من مكانه واتجه ليجلس بجواره وما إن فعل ذلك حتى نظر إليه قائلًا :
- الباشا بيسلم عليك أنت والرجالة
انتبه «مجدي» له وزادت ضربات قلبه مع زيادة خوفه وقلقه فعو يعرف أن نهايته الآن ولا مهرب من ذلك ، عجز عن الرد ولُجم لسانه من شدة الخوف ، خلع السجين الجديد حذاءه وسحب من نعله قارورة صغيرة بها محلول ما ورفعها أمام وجهه وهو يقول بابتسامة :
- لو خايف أنت والرجالة على أهلك يبقى تخلصوا ده دلوقتي ومن غير نفس
ثم رفع صوته ليسمعه باقي السجناء :
- أهلكم تحت ايدينا ولو ده مانفذتوش هيموتوا وبعدها هتموتوا أنتوا كمان !! أنا واثق إنكم هتختاروا الاختيار الصح
نظر كلٍ منهم إلى الآخر بنظرات خوف إلى أن قرر واحدٍ منهم أن يتناول منه السُم ، فتح القارورة وارتشف منها القليل ثم مد يده بها مرة أخرى إليه وعاد ليجلس مكانه منتظرًا الموت ...
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا