مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع عشر من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب
رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع عشر
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع عشر
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
في صباح اليوم التالي اتجهت «ياسمين» إلى الشركة ودلفت وسط همس العاملين بسبب ماحدث فهم علموا بكل ما حدث ليلة أمس بالشركة ، لم تعطهم أي اهتمام واتجهت إلى مكتبها بينما نظرت «مايا» إلى «سمر» وقالت :
- الراجل كان هيموت بسببها وهي جاية ولا على بالها
- فعلا أنا كنت فاكرة إن النهارده مش هيبقى في شغل بسبب اللي حصل
تدخل جاسر وقال :
- سيبكم من الكلام ده .. في أكتر من كدا ، أنا سمعت إن نائل ويوسف أخوات بس من أم مختلفة وحصل بينهم خلاف ويوسف هو اللي عمل كدا في نائل
اتسعت حدقتيها بصدمة مما سمعته لكن سرعان ما رسمت ابتسامة على وجهها وهي تقول :
- بقى يوسف أخو نائل !! ده كدا كل حاجة وضحت على الآخر ...
فتحت الحاسوب الخاص بها وباشرت عملها إلا أنها توقفت لفترة من الوقت بسبب وصول بريد الكتروني من الشركة التي كانت تنوي التعاقد معها ، اخطرتها الشركة بإلغاء نية التعاقد معهم بسبب تعاقدهم مع شركة مصرية أخرى مما سبب صدمة كبيرة لها ، تركت مكانها واتجهت إلى مكتب «نائل» لتخبره بالأمر لكنها تفاجأت بعدم تواجده فتذكرت في الحال ما حدث بالأمس وأنه لن يأتى للعمل إلا بعد فترة زمنية لا تقل عن أسبوع
على الجانب الآخر دلف «زين» إلى مكتب زميل له ليتابع التحقيقات فأسرع «محمد» وقال :
- اتفضل يا زين باشا
كانت «هايدي» تبكي بصوت مسموع فصاح الضابط المسئول «محمد» قائلًا :
- ممكن تنقطينا بسكاتك وكفاية عياط !
تحدثت من بين بكائها بصوت متقطع :
- أ..نا ليا الحق أكلم المحامي بتاعي ، لو سمحت عايزة أكلم المحامي بتاعي
مل من بكائها المستمر وطلبها لمهاتفة المحامي الخاص بها فمد يده بالهاتف الخاص به قائلًا :
- خدي الموبايل اهو كلمي المحامي .. يارب نخلص بقى
تناولت منه الهاتف وكتبت رقم «يوسف» وضغطت على زر الاتصال قبل أن تنتظر للحظات حتى أجابها :
- أيوة يا يوسف الحقني أنا اتقبض عليا في قضية مخدرات .. يعني ايه مش هينفع !! مشاكل ايه اللي أنت فيها ؟ بقولك اتقبض عليا .. تصدق أنت ندل وجبان
نظر «زين» إلى «محمد» وقال مازحًا :
- ايه ده يا باشا هي بتكلم الاكس بتاعها ولا المحامي
نهض وأخذ منها الهاتف وهو يقول :
- كفاية عليكِ كدا
وقبل أن يضعه بجيب بنطاله مد «زين» يده قائلًا :
- بعد اذنك يا محمد باشا عايز بس أشوف الرقم يمكن حد تبعهم
وبالفعل أخذ الهاتف وكتب الرقم على هاتفه فتفاجأ أنه رقم «يوسف» ، ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغره وهو يقول :
- ما شاء الله ده أنا فيا حاجة لله .. تعرفي يوسف ده منين يا قطة
صمتت قليلًا بسبب قلقها وأجابته :
- ده .. ده خطيبي
وقف واتجه إليها بعدما رفع إحدى حاجبيه بابتسامة :
- خطيبك !! هو يوسف ده بيخطب كام واحدة بقى على كدا !
حاولت تغير مجرى الحديث وقالت :
- والله يا باشا أنا الحبوب دي باخدها تعاطي مش تجارة
رفع حاجبيه وقال مازحًا :
- يعني هو تعاطي شاي بلبن ! دي مخدرات يا ماما ... وبعدين بقى خلي الباشا يكمل التحقيق معاكِ وأنا هشوف الأمور خطيبك ده
***
"طيف أنا في مكان ضلمة أوي .. أنا خايفة .. أول مرة أكون خايفة كدا ، أنا اتخطفت .. أيوة اتخطفت ، طيف أنا سامعة صوت برا .. صوت خطوات بتقرب مني .. طيف خليك فاكر إن العهد الأول تم تنفيذه"
استمع لهذا التسجيل مرارا وتكرارا ولم يمل منه ، كان يفكر في صوتها ويدقق السمع لعله يجد ما يفهمه من حديثها ، كانت جملتها الأخيرة غير مفهومة ، لماذا تحدثت بهذه الطريقة ؟ وما هذا العهد الذي تم تنفيذه ؟ ، زادت أسئلته حتى إنه قام بإحضار ورقة وقام بكتابة كل الأسئلة التي تدور برأسه وكتب أيضا تلك الرسالة التي اعتقد أنها كلمة سر لتتواصل بها معه وأثناء انشغاله بهذا دلف اللواء «أيمن» إلى المكتب ومعه «رماح ، فاطمة» واقترب منه قائلًا :
- طيف معني الرسالة دي إنها لسة عايشة وده المهم عندنا
هز رأسه رافضًا لحديث والده ونظر إلى الورقة التي بيده وهو يقول :
- الرسالة دي مش دلوقتي .. مش معقولة هتبقى محبوسة أو مخطوفة بقالها شهرين وتيجي تقولي أنا اتخطفت .. على الأقل كانت هتقول أنا بقالي فترة كبيرة في المكان ده وصيغة الرسالة كانت هتتغير ... الرسالة دي اتسجلت أول ما اتخطفت وبعتوها دلوقتي وأكيد في حاجة ورا كدا ، عايزين يخلونا نلف حوالين نفسنا ، في مليون سؤال أهمهم هي جابت الموبايل منين أصلا وايه الصيغة اللي قالتها في نهاية الرسالة دي ! دي نفس طريقة كلام البنت اللي انتحرت في الفندق .. جابت سيرة عهد برضه ، أنا مابقيتش فاهم حاجة
في تلك اللحظة دلفت «نيسان» إلى المكتب وكانت تتنفس بصعوبة وهي تقول :
- ج..الي رسالة من ف..هد
تجمد «طيف» في مكانه بينما تقدمت «فاطمة» وأخذت منها الهاتف قبل أن تنقر على زر التشغيل ..
" نيسان أنا فهد .. أنا في مكان ضلمة أوي .. أنا معرفش حصل ايه وجيت هنا ازاي .. أنا معرفش ازاي معايا موبايل أصلا .. أنا سامع صوت خطوات بتقرب مني .. نيسان خليكِ فاكرة إن العهد التاني تم تنفيذه"
انتهى التسجيل ونظر «طيف» إلى كلٍ منهم وهو يقول :
- زي ما اتوقعت .. اللي خطفها له علاقة بالقضية اللي كان بيحقق فيها فهد .. نفس صيغة الرسالة وعهد برضه بس نيران عهد أول وطيف عهد تاني
نظرت «نيسان» إلى اللواء «أيمن» وقالت بخوف شديد :
- معنى الكلام ده ايه! نيران هي كمان بعتت رسالة ؟ ازاي أنا مش فاهمة حاجة
اقترب منها ورسم ابتسامة على وجهه ليبث الطمأنينة في قلبها وأردف :
- روحي أنتِ دلوقتي واحنا هنحاول نعرف مصدر الرسالتين دول وهنوصل لمكانهم قريب إن شاء الله
***
نظرت إليه بصدمة وهي تحاول إقناع عقلها بما قاله لكنها لم تقتنع ، هزت رأسها وقالت بعدم تصديق :
- ازاي يعني يا غيث ! أنا مش فاهمة كلامك ، أنت مقتنع باللي بتقوله ؟
هز رأسه بالإيجاب وقال بثقة :
- أيوة مقتنع .. مفيش حل ليها غير كدا لو عندك حل ليها غير كدا قوليه
جلست ونظرت إلى الفراغ بتفكير ثم رفعت رأسها وقالت :
- أنت عايز تفهمني إننا بنتعامل مع أشباح وعفاريت ! والنبي أنت شكلك اتجننت .. أشباح ايه يا غيث ! وايه علاقة الأشباح أصلا بقضية الديب ويب ، في نقط كتيرة محتاجة تتحط على الحروف
جلس هو الآخر وأمسك يديها وهو يقول :
- لو قرأتي كلام طيف اللي في الملف غارم قال بالنص كدا أنا شبح وبعمل اللي بحس فيه بمتعة ليا وفي نفس الوقت هدد أنه يبعد حد منهم عن التاني وده حصل ، معني كدا إن غارم شبح فعلا أو جن وفي الحالة دي احنا خسرانين مهما عملنا .. دول مش عصابة ماسكين أسلحة واحنا بنطاردهم زي ما كنا بنعمل .. لو اللي بقوله ده صح يبقى نيران وفهد عمرهم ما هيرجعوا تاني ولو مش مصدقاني شوفي على النت قواضي اختفاء الناس مرة واحدة ومحدش بيسمع عنهم حاجة
سحبت يدها وقالت معترضة :
- يعني أنت عمرك سمعت عن عفاريت بتخطف ظابط شرطة ! سيبك من فيلم الرعب اللي فتحته ده وفكر بعقل شوية
***
مر يومين وقام «زين» بإعادة «نائل» ووالدته إلى المنزل بسيارته ، نظر «نائل» إلى والدته وقال :
- اطلعي أنتِ يا ماما وأنا جاي
- طيب يا حبيبي
صعدت واتجه هو إلى «زين» قائلًا بابتسامة :
- تسلم يا سيادة الرائد على كل اللي عملته
- على ايه يا نائل مفيش حاجة ، المهم ريح أنت ومترجعش الشركة غير لما تبقى كويس
هز رأسه بالرفض وقال :
- أنا هرجع بكرا إن شاء الله ، أنا كويس ومفيش حاجة
خرج من سيارته وقال معترضًا :
- يا نائل هتاخد إجازة بمرتب عادي المهم ريح نفسك بس كام يوم كدا وبعدين ارجع عادي
ابتسم وأصر على موقفه قائلًا :
- مش حكاية مرتب .. أنا لازم أروح علشان أكمل كذا حاجة كنت بجهزها وأنا والله كويس ومش حاسس بتعب ولا حاجة ، أنا خلاص قررت أرجع بس مستغرب إني من ساعة ما خرجت من العمليات مشوفتش أنسة ياسمين خالص ولا حتى اتطمنت عليا
توتر قليلا من جملته لكنه أخفى ذلك وقال بابتسامة :
- بالعكس هي اتطمنت عليك وكانت عايزة تيجي تزورك بس كانت مشغولة جامد في الشركة وبتقولك ألف سلامة
ابتسم «نائل» بلطف قائلًا :
- الله يسلمها
دلف إلى داخل السيارة مرة أخرى وهو يقول :
- طيب هضطر أمشي أنا وحمدلله على سلامتك يا بطل
- الله يسلمك يا باشا
اتجه بسيارته إلى المنزل ليلحق بـ «نايا» قبل أن تصطحب شقيقته الصغرى إلى منزلها ، وصل فوجدها تمسك بيد شقيقته وتسير على الطريق فقاد سيارته حتى وصل إليها وخرج منها وهو يقول :
- في قمرتين يمشوا تحت الشمس دي ! أنتوا ماشين في نار جهنم دي ازاي ده الجو نار
تفاجأت بوجوده وضحكت وهي تقول :
- ماله الجو يا زين ما هو جميل اهو .. مفيش أحسن من الصيف أصلا
تجهمت تعابير وجهه وقال بعدم رضا :
- طيب يلا هوصلكم في عربيتي حيث التكييف والدلع والروقان بدل الفرن اللي ماشيين فيه ده
بالفعل اتجهوا إلى السيارة واستقلت هي المقعد الأمامي بجواره بينما استقلت شقيقته المقعد الخلفي ، تنفس بأريحية وهو يقول :
- ياااه ما أحسن التكييف وما اجمله
ثم نظر إليها وقال بحب :
- وحشتيني يا قمر
أشارت بوجهها على «رقية» فتحدثت هي :
- نحن هنا يا زين
نظر إلى الخلف حيث توجد ثم وجه بصره إلى الطريق أمامه وهو يقول :
- ما تسدي ودنك يا رورو وبحبحيها علينا شوية ده أنا بقالي أسبوعين في قضايا ومهمات وماشوفتهاش ماتبقيش قاسية كدا
ضحكت «نايا» ونظرت إلى «رقية» قائلة :
- لا يا رورو ماتسمعيش كلامه وقوليله عيب كدا
نظرت شقيقته إليه ورددت ما قالته «نايا» :
- عيب كدا
- عيب !! ماشي ماشي ده أنا كنت ناوي اخدكم أنتوا الاتنين ونتغدى بكرا مع بعض بس خلاص بقى مالكمش في الحلو نصيب
نظرت «نايا» إليه وقالت :
- نتغدى بكرا ايه يا زين ! بكرا أول يوم في رمضان ياابني ! صباح الخير
اتسعت حدقتيه وخبط بيده جبهته وهو يقول :
- اخ .. نسيت خالص والله ، طب ايه رأيكم نفطر مع بعض كلنا .. أنا وأنتِ ورقية وخالتي
هزت رأسها بالموافقة على الفور وقالت بسعادة :
- طبعا موافقة بس كلم ياسمين تفطر معانا
اختفت ابتسامته وقال بضيق :
- ياسمين مش هترضى أنا عارف أنا بقولك ايه وعلى العموم كلميها وأنا هكلمها ولو رضيت تمام
***
حل المساء وغير «نائل» ملابسه واتجه إلى الخارج فأوقفته والدته قائلة :
- رايح فين يا نائل ؟
ابتسم وهو يجيبها :
- نازل أجيب سحور يا ماما .. مش عايزة حاجة أجيبهالك معايا ؟
هزت رأسها بالنفي واقتربت منه وهي تقول :
- لا بلاش تنزل أنت .. ابعت يارا تجيب هي السحور واستريح انت .. ده أنت حتى لسة خارج من المستشفى النهارده
تقدم ورفع يدها ليقبلها قبل أن يقول بابتسامة :
- أنا كويس جدا وبخير يا ماما .. أنا أقدر أجري كمان أنتِ بس قلقك زيادة وبعدين أنا زهقت من المستشفى وقعدة البيت عايز أنزل أشم شوية هوا كدا
وافقت على طلبه وربتت على كتفه قائلة :
- طيب يا ضنايا ربنا يسترك دنيا وآخرة ويحفظك من كل شر يارب
قبل يدها مرة أخرى ثم انطلق إلى الأسفل واتجه إلى مطعم صغير بالقرب من منزله وهتف بصوت مرتفع :
- عايز بـ 7 جنيه فول ياعم رفعت واتوصى
- حاضر يابني
بالفعل أعد له ما طلبه ثم اتجه إلى أحد المحلات وقال :
- معلش يا ست أم نعمة عايز 6 بيضات
- طيب يا حبيبي .. خد اتفضل
أخذ منها ما طلبه وعاد إلى المنزل مرة أخرى ، نادى على شقيقته التي حضرت على الفور وقال :
- خدي يلا يا يويو جهزي السحور .. اخ نسيت أجيب عيش
تدخلت والدته التي خرجت من غرفتها وقالت :
- مالهوش لزوم يا نائل في هنا عيش كتير هنسخنه ونتسحر
ابتسم ثم نظر إلى شقيقته وقال :
- طيب يلا جهزيه يا يارا وأنا هسخن العيش عقبال ما تجهزيه
***
أعدت الخادمة السحور وجلس «زين» على السفرة وتبعته شقيقته التي جلست بجواره ، تعجب من غياب شقيقته الكبرى «ياسمين» فوجه بصره إلى «هانم» وسألها عنها قائلًا :
- امال فين ياسمين يا هانم ! هي لسة نايمة ولا ايه ؟
نظرت إلى الأسفل وهي تجيبه :
- طلعت أصحيها يا زين باشا بس قالتلي إنها مش عايزة تتسحر
نظر إلى الأمام وشرد للحظات فهو افتقد اجتماع العائلة وخاصة في شهر رمضان ، انتهى كل هذا بفقدانه لوالديه والآن شعر بأنه فقد شقيقته الكبرى أيضًا ، فاق من شروده على صوت الصغيرة «رقية» وهي تقول :
- هي ياسمين مابقتش تحبنا خالص !
حاول رسم ابتسامة لكنه فشل وقال بحب :
- ياسمين هتبقى كويسة وترجع زي زمان تاني .. ماتقلقيش يا رقية ويلا نبدأ سحور علشان عاملك مفاجأة حلوة أوي بعد السحور
تحمست الصغيرة وبدأت في تناول الطعام ، مر الوقت وانتهوا من تناول الطعام وغسل الاثنان أيديهم قبل أن تقول الصغيرة بحماس :
- فين المفاجأة دي يا زين .. احنا خلصنا أكل اهو
ابتسم واصطحبها إلى الخارج بعدما وضع يده على عينيها حتى تكتمل المفاجأة وما إن وصل إلى الخارج أمام الفيلا حتى نزع يده لترى هذا المشهد الرائع فنظرت إليه بانبهار وسعادة ، نظر إليها بحب وسعادة وقال :
- ايه رأيك في الزينة والفوانيس دي ؟ أنا فضلت أعلقهم ساعتين كاملين علشان يعجبوكي
قفزت في الهواء بسعادة غامرة ثم حضنت قدميه وهي تقول :
- حلوة أوي .. أنا بحب الفوانيس والزينة
انخفض حتى يقترب منها ووضع رأسها بين كفية وهو يقول :
- ها بتحبيني اد ايه ؟
أشارت بيدها وهي تقول بسعادة :
- اد العالم كله
ابتسم وضمها بسعادة إلى صدره وهو يفكر ما الذي سيحدث لها إن أصابه مكروه بسبب عمله
***
أعدت «أسماء» السحور بمساعدة «رنة» واقترب «طيف» من السفرة وجلس ، كان بداخله حزن شديد فهو كان يخطط لقضاء شهر رمضان الأول معها لكن ماحدث لم يتوقعه أحد ، فاق من شروده على صوت «رنة» التي قالت :
- بقولك ايه يا طيف تعرف حد في مباحث الإنترنت ؟
ضيق حاجبيه بتعجب وأيضا كان ذلك نفس رد فعل «أيمن» وقال الاثنان في وقت واحد :
- ليه ؟
حاولت رسم ابتسامة وهي تمد يدها بهاتفها وتقول :
- الرقم ده بيغلس عليا وشتمته مرة وحطيته على البلاك ليست بس كلمني من رقم تاني .. الرقمين أهم
هز «أيمن» رأسه بالإيجاب وقال :
- بعد ما نخلص سحور اكتبي الرقمين في ورقة وهاتيها وأنا هتصرف
نظر «طيف» إليها وقال مازحا :
- ده أكيد أمه داعية عليه علشان يعاكس بنت لواء وأخوها رائد .. لما تجيب الواد ده قُل لي يا بابا علشان أمسي على قفاه شوية
هنا تحدثت أسماء قائلة :
- يلا كلوا بلاش كلام فاضل على الفجر نص ساعة علشان تلحقوا تشربوا مياه
بدأوا في تناول الطعام وكانت «رنة» تأكل بسرعة شديدة فصاح «طيف» :
- ايه يابنتي هتفطسي كدا هو حد بيجري وراكِ ؟
لم تنظر له وأجابته وهي تضع الطعام في فمها :
- أعوذ بالله .. عايزة أخلص علشان ألحق آكل الأيس كريم بتاعي
ارتفع حاجباه بتعجب وقال بتردد :
- قصدك الأيس كريم اللي كان في الفريزر ؟
تركت الطعام ونظرت إليه بقلق وهي تجيبه :
- اه هو اللي في الفريزر .. اوعى يكون اللي في بالي ؟
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه لم يستطع إخفائها وقال :
- للأسف كنت زهقان وبفتح الفريزر بالصدفة لقيته في وشي بس ايه ماأقولكيش .. طعمه تحفة أنتِ بتجيبيه منين الأيس كريم ده ؟
رمقته بغضب وقالت بعدم رضا :
- حرام عليك يا طيف ده سابع أيس كريم ليا تاكله .. أخبيه منك فين بس
ضحك رغمًا عنه وأيضا ضحكت «أسماء» ومعها «أيمن» قبل أن يقول «طيف» :
- ماهو في حل وهو إنك تجيبيلي معاكِ وبالتالي مش هطمع في نايبك ، ولا أنتِ عندك رأي ت....
قاطعه صوت رنين هاتفه فسحب منديل ليمسح يده ثم دس يده بجيب بنطاله وسحب هاتفه ليتفاجأ برقم غير مسجل لديه فضغط على زر الرد ورفعه على أذنه وهو يقول :
- أيوة !
جاء الصوت من الجهة الأخرى :
- سيادة الرائد طيف أيمن معايا
هز رأسه بالإيجاب وهو ينظر إلى والده وأجاب :
- أيوة أنا الرائد طيف
جائه الخبر الذي لم يكن يتوقعه على الإطلاق من هذا الشخص الذي تحدث برسمية :
- احنا لقينا زوجة حضرتك نيران ...
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا