مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب
رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثانى
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثانى
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
استقل سيارته مستعدًا للذهاب إلى قسم الشرطة الذى يعمل به إلا أن «نايا» استوقفته وهتفت بصوت مرتفع :
- زين استنى
أخرج رأسه من سيارته فوجدها أمامه مما دفعه للخروج ، توجه إليها بابتسامة قائلًا :
- نايا ، جيتِ فى وقتك أنا كنت رايح الشغل
- أنت بتتريق ؟
ابتسم بلطف وهو يداعب وجنتيها بحب :
- لا يا نيمو أنا أقدر ، طمنينى خالتى عاملة ايه
سارت معه مبتعدة قليلًا عن الطريق الداخلى للفيلا إلى الحديقة الكبيرة وهى تقول :
- كويسة بس سيبك منها وقل لى ياسمين مالها ، اتغيرت أوى .. أنا قلقانة عليها
نظر إلى نقطة بالفراغ أثناء سيره وهتف بحزن :
- مش عارف والله يا نيمو ، ياسمين كانت أقرب واحدة لبابا الله يرحمه وموته أثر عليها أوى لدرجة إنها بدأت تتقمص شدته وطريقته ، على اد ما أنا متطمن عليها فى الشركة على اد ما خايف الشخصية اللى بقت عليها دى تأذيها
وقفت ثم نظرت إليه قائلة بجدية :
- طب ما تكلمها أنت يا زين هى كانت قريبة منك أنت كمان
ابتسم بسخرية ولوى ثغره ليقول بحزن :
- كانت قريبة منى ، دلوقتى بعيدة عنى بشكل مش هتتخيليه وبعدين مين قالك إنى مااتكلمتش معاها ؟ أنا تعبت من الكلام معاها لكن هي مابتسمعش واللى فى دماغها نفذته برضه
فى تلك اللحظة حضرت الصغيرة «رقية» وحضنت قدم «نايا» بحب وهى تقول :
- نيمو وحشتينى
انخفضت إليها وداعبتها بحب وابتسامة وهى تقول :
- وأنتى كمان يا رورو وحشتينى ، قليلى بقى عملتى ايه فى الاتفاق اللى اتفقنا عليه
رمقهم «زين» بابتسامة قبل أن يقول :
- طيب أسيبكم بقى مع بعض علشان عندى شغل
نظرت إليه وهى مازالت منخفضة وتداعب الصغيرة ورددت :
- خلى بالك من نفسك
أرسل لها قبلة فى الهواء وهو يتراجع إلى الخلف قائلًا :
- حاضر يا نيمو يلا باي
***
دلف ليأخذ فنجان القهوة الخاص بها وهتف متسائلًا :
- أعملك حاجة يا بنتى ؟
نظرت إليه باهتمام لتقول بأدب :
- معلش يا عم وحيد ، عايزة فنجان قهوة علشان عندى صداع رهيب
- حاضر يا بنتى
تقدم خطوتين ثم توقف ونظر إليها لكنه تراجع وتقدم إلى الأمام مرة أخرى فهتفت هى بعدما لاحظته :
- فيه ايه يا عم وحيد ؟ عايز تقول حاجة !
التفت إليها وتقدم مرة أخرى وردد بحرج :
- في طلب كدا يا بنتى بس مش عارف وقته ولا ايه
هزت رأسها بابتسامة لتخفف عنه الحرج وأردفت :
- لا أبدًا وحتى لو مش وقته أنت بالذات ياعم وحيد ليك معزة خاصة ومن ريحة بابا الله يرحمه وهو كان بيحبك ويعزك جدا ، اتفضل قول كنت عايز تقول ايه
ابتسم بتودد وهو يقول :
- الله يكرم أصلك يا بنتى ، الموضوع إن كان في ...
صمت قليلًا ثم تابع :
- كان فيه شاب من الحتة عندنا وهو واد جدع وطيب ويستاهل كل خير بس الدنيا مخبطة معاه اليومين دول و مش لاقى شغل وكدا فلو يعنى ينفع يجى يشتغل هنا حتى لو يساعدنى أو يكنس يمسح يعمل أي حاجة تطلبيها
صمتت قليلًا لتفكر بالأمر ثم رفعت رأسها ورددت بابتسامة :
- لولا إنك أنت اللى طلبت الطلب ده ياعم وحيد أنا ماكنتش هقبل لأن الشركة كدا كويسة ومش محتاجين حد بس علشان خاطرك هاته وأنا هشوفله حاجة فى الشركة وربنا يفك كربه
تهللت أساريره وهتف بسعادة :
- الله يكرمك يابنتى ، ماتتخيليش هيفرح اد ايه لما يعرف الخبر ، عن اذنك بقى هروح أحضر القهوة
رددت بنفس الابتسامة التى لم تختفِ :
- اتفضل يا عم وحيد
رحل وبقيت هى وحيدة تتذكر مجيئها إلى تلك الشركة سابقًا عندما كان والدها حي يرزق ، تذكرت تلك الأيام ووالدها الذى عُرفت عنه قوة شخصيته وصرامته ، تذكرت صوته المرتفع وهو يتابع العمل فانهمرت دمعة من عينيها قبل أن تقول بحزن :
- الله يرحمك يا بابا
***
- ذاكرى يا رنّة امتحاناتك قربت
قالتها «أسماء» لتحث ابنتها على مذاكرة دروسها فأجابتها قائلة :
- ما أنا بذاكر أهو يا ماما وبعدين أنا زهقانة أوى ، البيت من غير طيف وتنّة مالهوش نفس وحاسة إنى مخنوقة
لوحت والدتها بيديها فى الهواء قائلة :
- ما أنتِ بتروحى الكلية الصبح ، استحملى وكلها شهر وطيف هيرجع هو ونيران والبيت هيرجع يتملى تانى
رمقت الكتاب بضيق وهى تردد بعدم رضا :
- شهر !! مفيش غير السيركت اللى هتسلينى ، ناس فى شهر العسل وناس فى شهر البصل والندامة
***
تركت حقيبتها الصغيرة على الكومود ونظرت إليه متسائلة :
- ها ادينا طلعنا فهمنى بقى حصل ايه ومين ده وعيد ميلاد ايه
ابتسم بلطف قبل أن يلقى بنفسه على الفراش ليريح جسده قليلا وأردف :
- بصى ياستى ، فاكرة حوار مازن اللى حكيتلك عنه واللى نصب عليه
هزت رأسها بعدما تذكرت ورددت بتلقائية :
- أيوة غارم
أومأ رأسه بالإيجاب ليتابع قائلًا :
- أيوة بالظبط ، الراجل ده هو غارم .. ده شكله وراه حكاية كبيرة ، مغير اسمه ليوسف ومدير الفندق ده
ارتفع حاجبيها بعدم تصديق وهى تقول :
- ايه هو مدير الفندق ؟ طب وهنثبت عليه إنه نصاب ونقبض عليه ازاى ، اعتراف مازن مش دليل
هز رأسه بتفهم وهو يحاول التفكير بطريقة لإيقاع هذا المجرم ثم نطق بتلقائية :
- حظه إنه جه تحت ايدى ، لازم أتعرف عليه أكتر وأكتر لغاية ما أوقعه
نظرت إلى الأسفل بضيق فهذا الشهر الذى اعتقدت أنها ستنفصل عن العالم فيه وتنفرد بحبها لكن ظهر هذا المدعو بـ «يوسف» ليسلب منهما راحتهما
لاحظ حزنها فاعتدل واقترب منها ليخفف عنها قائلًا بحنو :
- ماتقلقيش يا حبيبتى ، هنقضى شهر العسل عادى خالص وفى أوقات فراغنا نراقب يوسف أو غارم ده وبالمرة ننمى روحنا البوليسية شوية
ابتسمت ورفعت رأسها لتنظر إلى عينيه المحدقة بها ، حركت رأسها بالإيجاب قائلة :
- تمام
فتقدم ليطبع قبلة على شفتيها مما أنساها كل شىء حتى أمر "عيد الميلاد"
***
تقدم بخطوات متمهلة إلى الصيدلية المجاورة لمنزله وما إن وقف أمام الطبيب حتى ردد بحرج :
- لو سمحت يا دكتور معلش كنت عايز العلاج بتاع والدتى بس بستأذنك يعنى مش معايا فلوس دلوقتى وهجيبهالك يوم تانى لما ربنا يفرجها
ربت الطبيب «هانى» على كتفه وردد بابتسامة كى يزيل عنه الحرج :
- عيب عليك يا نائل ، أمك هى أمى والفلوس تجيبها فى أى وقت ، استنى دقيقة هجيبلك العلاج
بالفعل مرت دقيقة وقام «هانى» بوضع الأدوية فى حقيبة بلاستيكية صغيرة ومد يده بها قائلًا :
- بالشفاء إن شاء الله
تناولها منه «نائل» بعد أن رسم على وجهه ابتسامة قائلًا :
- تسلم يا دكتور والله مش عارف أشكرك ازاي
ربت على كتفه مرة أخرى بقوة وأردف :
- ماتشكرنيش يا نائل احنا جيران وأخوات ، يلا روح ادى العلاج للست الوالدة وربنا يكتبلها الشفاء
- يارب
انطلق إلى منزله بخطوات متعجلة لكنه توقف عندما استمع لمن يناديه من بعيد فنظر فى اتجاه الصوت ليجد عم «وحيد» يتجه إليه بخطوات مسرعة كي يلحق به قبل دخوله المنزل ، ظل فى مكانه إلى أن أتى إليه وردد بابتسامة :
- ابسط ياعم شوفت علشان أنت ربنا بيحبك
عقد ما بين حاجبيه وهو يهز رأسه متسائلا بتعجب وحيرة :
- مش فاهم قصدك يا عم وحيد
- ابسط يا نائل ياابنى أنا كلمت الست ياسمين مديرتى فى الشركة وقلت ليها إنك تيجى تشتغل ووافقت الحمدلله
اتسعت حدقتيه بصدمة وتهللت أساريره بسعادة وأردف بلهفة :
- أنت بتتكلم جد يا عم وحيد ؟ بجد وافقت اجى اشتغل فى الشركة ؟
هز رأسه بالإيجاب بابتسامة سعيدة وهو يؤكد عليه قائلًا :
- ايوة يابنى وافقت ، يلا اجهز بقى علشان هتروح معايا بكرا من بدرى
تراجع بظهره وهو يشير إلى الأعلى بسعادة وقد ارتفع صوته :
- من النجمة هتلاقينى معاك ، الحمدلله يارب .. يابركة دعاكى ياما
صعد مسرعًا إلى الأعلى ثم توجه إلى غرفة والدته وهتف بسعادة :
- باركيلى يا ست الكل
هتفت بصعوبة من وسط تألمها :
- فيه اية يا حبيبى فرحنى
اتجه إليها وجلس على حافة السرير أمامها وهو يقول بسعادة أثناء تجهيزه للدواء كي يعطيه لها :
- ابنك هيشتغل فى شركة ، عم وحيد ربنا يكرمه كلم صاحبة الشركة عنده ووافقت إنى أشتغل
أمسكت بذراعه وهى تقول بابتسامة وسعادة بالغة :
- بجد يا ضنايا !!
هز رأسه بالإيجاب وهو يقول بابتسامة :
- بجد يا حبيبتى ، يلا بقى علشان أديكى الحقنة علشان وشك باين عليه التعب جامد
انهمرت دمعة من عينيها وهى مازالت تمسك بذراعه بحب وأردفت :
- أنا كنت فعلا تعبانة بس لما شوفتك فرحان كدا يا ضنايا نسيت التعب وبقيت كويسة
ابتسم قبل أن يقبل رأسها بحب وهو يقول :
- ربنا يخليكى ليا يا أملى وضهرى فى الحياة دى
***
مر الليل سريعًا بعد يوم طويل وأشرقت شمس يوم جديد على طيف الذى نهض مبكرًا كعادته وأخذ حمامه ثم رفع سماعة الهاتف وطلب الطعام ثم نظر إلى «نيران» التى كانت كالأطفال فى نومها ، ظل محدقًا بها لدقائق وكأنه أحب النظر إلى هيئتها تلك ولم يرد الكف عن ذلك لكنه نظر إلى ساعته فوجدها الحادية عشرة صباحا فتذكر تلك الحفلة التى سيعدها الفندق للاحتفال بعيد ميلادها ، ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه بعدما تذكر أنه لم يخبرها بالأمر فأسرع وداعب أنفها بحب وهو يهتف باسمها :
- نونى ، نونى حبيبتى اصحى الفطار جه
فتحت عينيها لتجده قريبًا منها للغاية وكادت أنفه تلتصق بأنفها فابتسمت بحب وهى تطوق يديها على رقبته قائلة :
- ايه النشاط ده كله يا باشا
اقترب أكثر وقام بتقبيلها ثم عاد ونظر إليها قائلًا :
- اللى يعرف القمر ده لازم يبقى نشيط ، قومى يلا نفطر علشان ننزل .. محضرلك كام خروجة كدا أحسن من امبارح
تحمست كثيرًا ونهضت فى الحال ، جلست تتناول الإفطار معه حتى مر الوقت وانتها أخيرا ، نظر إليها وهو يسحب الطعام من أمامها وأردف :
- يلا شوفى هتعملى ايه واجهزى علشان ننزل
***
وصل أخيرا إلى الفيلا واصطف سيارته أمامها ثم ترجل منها وخطى إلى الداخل فوجد والده يخرج من المكتب وعلى وجهه الضيق ، ردد بتساؤل وهو يشير إلى الساعة :
- كنت فين كل ده يا يوسف ! الفجر هيأذن
كان يضع سترته على كتفه حينما اتجه إليه وأردف بابتسامة :
- ما أنت عارف يا بابا سهران مع أصحابى ، بخلص الشغل معاك وبطير عليهم
جلس على المقعد وردد بعدم رضا :
- وهتصحى بدرى ازاى للشغل وأنت راجع متأخر كدا
ابتسم وهو يتجه إلى الدرج حتى يصعد إلى غرفته وأردف :
- دى بقى بتاعتى أنا ، المهم إنى هروح .. تصبح على خير يا بوب
اتجه إلى الأعلى واستحم قبل أن ينام على سريره ، أمسك هاتفه ليتفحصه قبل نومه فوجد رسالة على تطبيق "تليجرام" من خطيبته «ياسمين» :
" شكرا يا يوسف ، معلش تعبتك معايا"
ابتسم وهو يكتب إليها :
" شكرا ايه يا ياسو ، هو في بينا الكلام ده !! ده أنتِ خطيبتى وحبيبتى "
كان على وشك إغلاق الهاتف إلا أنه تلقى رسالة أخرى ولكن من صديقته «هايدي» :
" وحشتنى يا حبيبى ؟ "
نظر إلى الفراغ وردد بتعجب :
- البت دى غبية ولا ايه؟
ثم كتب لها فى الحال :
" أنتِ هبلة يا بنتى ! ماأنا كنت لسة معاكى "
ثم أغلق هاتفه بسرعة قبل أن يتلقى رسالة أخرى تمنعه عن النوم الذى اشتاق إليه ...
***
اصطف «رماح» سيارته أمام المطعم ودلف إلى الداخل وتوجه إلى مكتب «غيث» وما إن طرق الباب حتى أتى صوته من الداخل :
- ادخل
فتح الباب ففوجئ به «غيث» ونهض من مكانه وصافحه على الفور ثم أشار إلى المقعد قائلًا :
- تعال اقعد ، استريح
وما إن جلس «رماح» حتى سأله غيث قائلًا :
- تشرب ايه؟
ابتسم بلطف قبل أن يجيبه قائلًا :
- تسلم ، أنا عايزك بس تبلغ ليان تيجى علشان في موضوع عايزكم فيه
عقد ما بين حاجبيه متعجبًا ثم سأله :
- ليان !! اشمعنى هو الموضوع مهم ؟
أومأ رأسه بالإيجاب وقال بإيجاز :
- جدا
رفع هاتفه وقام بمهاتفة «ليان» التى كانت منشغلة باستلام طلبيات المطعم ، أبلغها بالحضور الآن لأمر طارئ وما هى إلا ثوانٍ حتى حضرت وتفاجأت بوجود رماح فهتفت بابتسامة :
- رماح باشا منور المطعم
ابتسم ليجيبها قائلًا :
- منور بأصحابه ، اقعدى علشان فيه موضوع مهم عايزكم فيه
نظرت إلى «غيث» بتعجب ثم نظرت إلى رماح وتوجهت إلى المقعد ويدور ببالها شىء واحد فقط وهو " ما هذا الأمر الخطير ؟ "
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا