مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والعشرون من رواية كن ملاكى وهى الجزء الثانى من سلسلة عالم المافيا ولمتابعة الجزء الأول رواية بنت القلب
رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع والعشرون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع والعشرون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
انتهى الاثنان من الطعام ونظر «زين» إلى «طيف» قائلًا :
- أنا فضفضتلك عني وعن حياتي احكيلي بقى أنت مين بالظبط واهو نتسلى بدل الخنقة اللي احنا فيها دي
ضحك «طيف» وفرد ذراعيه في الهواء قبل أن يسند بظهره على الحائط وقال :
- طيب يا معلم ، أنا طيف أيمن ضياء ابن اللواء أيمن ضياء .. كنت حابب طب نفسي ودخلته بس اكتشفت إن الشغلانة دي صعبة هنا جدا بس قبل الاكتشاف ده جتلي نيران كانت فاقدة الذاكرة وكنت أنا الدكتور بتاعها وأنا اللي ساعدتها إن الذاكرة ترجع وبعدين دخلت ضباط متخصصين وبقيت ظابط شرطة لغاية ما بقيت زي ما أنا وبعدها اشتغلت مع نيران ونفذنا عملية برا مصر ضد منظمة إرهابية وحبيتها واتجوزنا وفي نص شهر العسل حصل اللي حكيتهولك قبل كدا .. توتة توتة خلصت الحدوتة
هز رأسه بالإيجاب ثم نظر إليه ونطق بهدوء :
- ماخلصتش ولا حاجة .. إن شاء الله ترجعلها من تاني وتكملوا حياتكم ، هي حياة ظباط الشرطة كدا لازم تتعود عليها
رفع «طيف» إحدى حاجبيه ونطق مازحًا :
- أنت بتتكلم زي بابا كدا ليه اوعى يكون هو اللي مخطط يخطفني علشان أنت اللي تفهمني الكلام ده !
ضحك «زين» ورفع يديه ليدافع عن نفسه قائلًا :
- لا لا ياعم أنت هتلبسني تهمة ولا ايه وبعدين مش هضرب نفسي رصاصة يعني .. روق كدا
في تلك اللحظة فُتح باب في الحائط وكان بشكل دائري وغريب ودلف رجل لا يظهر وجهه ، كان يضع سترة طويلة تغطيه من رأسه إلى قدمه ، أضاء الضوء من الخارج المكان بنسبة ضئيلة ورفع هذا الرجل السترة من على رأسه ليكشف وجهه فتفاجأ «طيف» به ونهض من مكانه وهو يقول بغضب :
- أنت ! أنا قلت عايز أفهم مش أتخطف وأترمي هنا .. أنتوا مين وايه خطتكم ؟
ابتسم نصف ابتسامة وأشار إلى الهاتف الذي بيده وقال :
- هتعرف كل حاجة في وقتها بس دلوقتي الموبايل بقى فيه نت .. صور فيديو لنفسك وأنت بتقول لأبوك يتراجع عن اللي في دماغه علشان لو فكر يشيل الشريحة من جسم نيران هتموت
قطب جبينه بعدم فهم وردد :
- أنا مش فاهم حاجة ومش هعمل حاجة غير لما أفهم
شبك «غارم» يديه أمامه وهز رأسه بالإيجاب قبل أن يجيبه :
- تمام .. الشريحة اللي في جسم نيران دي ليها تواصل مباشر مع المخ يعني بضغطة زرار واحدة نقدر نوقف دماغها وقلبها وتموت .. الشريحة دي هي اللي كانت مانعة الذاكرة بتاعتها ومحطوط عليها معلومات عادية كتير كأنها إنسان آلى واحنا اللي بنتحكم فيه واحنا برضه اللي رجعنالها الذاكرة بضغطة زرار ، لما الذاكرة رجعتلها راحت لسيادة اللواء وقالتله وهو طبعا بيجهز دلوقتي علشان تدخل أوضة العمليات علشان يشيل الشريحة ولو أنت ماحذرتهوش هتخسرها للأبد ، الاختيار في ايدك .. يا تسمع الكلام وتقوله اللي هقولهولك بالظبط يا إما هتندم باقي عمرك واه صح الشريحة اتزرعت في فهد وفيكم أنتوا الاتنين أثناء إغمائكم
شعر «طيف» بالقلق ورفع الهاتف بتردد وضغط على تطبيق الكاميرا ثم انتقل لتصوير الفيديو ...
***
أنهى حديثه مع الطبيب الذي سيجري العملية الجراحية ثم اتجه إلى «نيران» وربت على كتفها بحب ثم أشار بيده كي لا يستمع أحد ما يحدث وكانت إشارته بمعنى "لا تقلقي سيمر الأمر بسهولة .. أنا هنا بجوارك" فابتسمت وهزت رأسها بمعنى "أنا أعرف ذلك" ثم اتجهت إلى الداخل وجلس هو أمام غرفة العمليات وعاد بظهره إلى الخلف قبل أن يستمع لصوت رسالة من هاتفه فنزعه من جيب بنطاله وفتحه ليتفاجأ بفيديو من ابنه «طيف» والذي كان يقف في مكان مظلم ووجهه فقط الذي كان واضحًا ، ضغط على زر التشغيل ليستمع إلى محتوى الفيديو الذي كان يحتوي على :
- بابا .. الشريحة اللي في جسم نيران متوصلة بالمخ ويقدروا يتحكموا فيها ولو حاولت تشيلها هتموت ، بابا أرجوك انقذها وماتخليهاتش تشيلها ، كل حاجة هتبقى بخير حتى لو انهزمنا
توقف عن الكلام قليلا ونظر وراء الكاميرا كأنه يتلقى أمر ثم عاد يتحدث مرة أخرى :
- بابا خليك فاكر .. العهد الرابع تم تنفيذه
انتهى الفيديو وأسرع «أيمن» إلى غرفة العمليات وهتف بصوت مرتفع :
- استنى يا دكتور ماتعملش حاجة !
التفت الطبيب الذي كان على وشك البدء في إجراء الجراحة وردد بتساؤل :
- في حاجة يا سيادة اللواء ؟
هز رأسه بالإيجاب ونظر إلى نيران التي انتبهت له وقال :
- الشريحة لو اتشالت هتموت ، طيف لسة باعت فيديو يحذرني دلوقتي ..
***
نهض «زين» من مكانه قبل أن يرحل «غارم» واتجه إليه وهو يقول :
- استنى هنا ازاي هتسيبنا وهتمشي ! احنا هنا ليه وأنتم مين ؟ أقسم بالله لو ما نطقت لأدفنك هنا
ابتسم «غارم» ونظر إلى مكان الجرح وهو يقول :
- ايه اخبار الجرح دلوقتي !
ثم نظر إلى طيف وتابع :
- برافو يا طيف أنت دكتور شاطر .. عقل صاحبك وقُل له إنكم هتفهموا كل حاجة في وقتها
التفت بهدوء وتحرك إلى الخارج فتقدم «زين» ليلحق به لكن «طيف» أمسك بذراعه ونظر إليه قائلًا :
- استنى يا زين ومتتهورش .. هنفهم كل حاجة
ثم غمز له بمعنى فتعجب وصمت حتى رحل «غارم» ، نظر إليه وردد بتساؤل :
- أنت في خطة في دماغك ؟
هز «طيف» رأسه بالإيجاب وأجابه بصوت منخفض للغاية يكاد أن يكون همس :
- بابا مش هيسكت وهيعرف الفيديو ده اترفع منين بالظبط وهيوصلولنا
ابتسم «زين» وهز رأسه بالإيجاب وهو يؤكد على كلامه :
- عندك حق سهل أوي يعرفوا مصدر رفع الفيديو عن طريق حجمه .. أنا نفذت الحوار ده قبل كدا في مهمة
عبث وجهه مرة أخرى وتابع :
- بس الشريحة اللي في جسمنا دي دلوقتي أكبر خطر ، احنا كدا كأننا لعبة في ايديهم يحركونا مكان ما هم عايزين ولو حبوا يتخلصوا منا هيعملوا كدا بضغطة انتراية
نظر «طيف» إلى نقطة بالفراغ وردد بتعب :
- سيبها على الله ، كل مشكلة وليها حل
***
نظر «أيمن» إلى رماح الواقف أمامه وحضرت «فاطمة» وركضت تجاههما وما إن وصلت إليهم حتى رددت :
- تمام سعادتك تؤمرنا بايه
رفع هاتفه وبدل نظراته بينهما قبل أن يقول بجدية :
- عايز مباحث الإنترنت كلها تعرف مصدر الفيديو ده واترفع منين بالظبط وتبع أنهي شركة وكل حاجة عن الفيديو ده .. في أقل وقت عايز المعلومات دي كلها
حرك الاثنان رأسهما ورددا في نفس الوقت :
- تمام سعادتك
***
مرت تلك الليلة وأشرقت الشمس لتعلن عن بداية يوم جديد ، أنهى نائل ارتداء ملابسه بعدما عاد من المسجد ونظر إلى والدته فوجدها نائمة وهذا على غير عادتها فهي دائما ما تؤدي صلاة الفجر ، اقترب ليطمئن عليها ووضع يده على رأسها فوجدها تتنفس ، هنا ابتسم وقبل رأسها وقرر عدم إيقاظها فهي من الممكن أن تكون مرهقة ، تنفس بأريحية ثم انطلق إلى الشركة بصحبة «وحيد» وما إن وصل حتى تفاجأ بعدم حضورها لليوم الثاني على التوالي تأفف بضجر واتجه إلى مكتبه ليجري بعض التجهيزات قبل اجتماع اليوم ، مر الوقت وكان هو فقط من يُعد التجهيزات حتى أصبحت الساعة الثانية عشرة فاتجه إلى المسجد ليؤدي صلاة الظهر ثم عاد ليكمل العمل مرة أخرى ، أصبحت الواحدة إلا عشر دقائق وحضر ممثلوا الشركات فأدخلهم إلى غرفة الاجتماعات وهو لا يعلم ماذا يفعل في غياب «ياسمين» اتجه إلى مكتبه مرة أخرى وأمسك بالورق ونزع الذاكرة الخارجية من جهازه والتفت ليجدها أمامه ، ظل محدقًا بها لا يتحدث إلى أن اقتربت هي منه وقالت :
- شكلك متوتر وعمال تلف حوالين نفسك
رسم ابتسامة خفيفة وهو يجيبها :
- أول مرة أحضر اجتماع وبعدين أنتِ ماجيتيش امبارح وافتكرت إنك مش هتيجي النهارده فكنت متوتر ومش عارف أعمل ايه ، المهم يارب يكون مانع حضورك خير
نظرت إلى الأسفل والتقطت أنفاسها بصعوبة وهي تجيبه :
- زين اختفى .. اتخطف يوم فرحه أول امبارح وده سبب غيابي
اتسعت حدقتاه بصدمة ونطق مسرعًا :
- طيب ورجع ولا لا !! أكيد علشان كدا ماردش امبارح لما اتصلت بيه
هزت رأسها بأسف وأجابته :
- للأسف مارجعش ولولا إن في إجتماع النهارده وعارفة إنك هتبقى متوتر وكدا ماكنتش جيت
اتسعت حدقتاها ورددت مسرعة :
- اه صح أنا نسيت الانترفيو بتاع امبارح خالص .. أنت عملت ايه
أجابها بهدوء كي لا تشعر بالقلق :
- ماتقلقيش عملت الانترفيو أنا ودخلت على النت عرفت طبيعة الأسئلة وكدا وكتبت كل التفاصيل عن كل واحد ومعاه الـ CV بتاعه علشان تختاري أنتِ منهم
ابتسمت ابتسامة خفيفة ونظرت إليه لتقول بجدية :
- اختار أنت .. أنت نائب رئيس مجلس الإدارة وأنت اللي عملت المقابلة معاهم فاختار اللي شايفها كويسة ويلا بقى علشان نلحق الميتنج
ابتسم وهز رأسه وهو يقول :
- طيب تمام .. يلا بينا
بدأ الاجتماع وبدأ كل ممثل لشركة في التحدث عن مميزات شركته وعن المكسب الكبير لشركة الجيار إن تعاقدت مع تلك الشركة وما إن انتهوا حتى وقف «نائل» وبدأ شرح خطة الشركة ومتطلباتها ثم أشار إلى «ياسمين» وقال :
- وأنسة ياسمين هتوضح ليكم طبيعة المنتجات اللي هنحتاجها بكميات كبيرة حسب احتياج السوق
بالفعل نهضت من مكانها وبدأت في شرح كافة النقاط الهامة واستمر الاجتماع لأكثر من ساعتين ، انتهى الاجتماع ورحل الجميع وبقى «نائل» الذي تنفس بارتياح وهو يقول :
- الحمدلله عدى على خير
اقتربت منه وقالت بابتسامة :
- مبروك على نجاحك في الاجتماع ، كلامك بثقة وتوضيحك لكل حاجة خلاهم متمسكين أكتر بالتعاقد معانا
ابتسم هو الآخر وردد :
- الله يبارك فيكِ .. الحمدلله كدا مابقاش باقي غير بعض الحاجات الصغيرة قبل ما نبدأ في الفرع الجديد
هزت رأسها وكادت أن تتكلم إلا أن هاتفه ارتفع صوت رنينه فنزعه من جيب بنطاله ونظر إلى شاشته فوجد رقم غير مسجل ، أشار لها قائلًا :
- بعد اذنك هرد
هزت رأسها فضغط على زر الإجابة ورفعه على أذنه وهو يقول :
- الو ! مين معايا ؟ يارا !! بتقولي ايه ! طيب طيب أنا جاي حالا
أسرع ووضع هاتفه في جيب بنطاله ثم نظر إليها وقال بلهفة :
- أنا أسف يا أنسة ياسمين هضطر أمشي علشان ماما تعبانة جدا
وقبل أن يتحرك أوقفته قائلة :
- استنى استنى أنا جاية معاك هوصلك وهكلم الدكتور يجي يكشف عليها في البيت
وقف ولم يعرف بماذا يقول لكنه ردد بعدم تركيز :
- أنا مش عايز أتعبك .. أنا هروح اخدها على المستشفى
هزت رأسها بالنفي وأمسكت حقيبتها وقالت :
- لا هاجي معاك وهكلم الدكتور ومش باخد رأيك .. يلا
تحرك معها بقلة حيلة وهو يدعو الله بأن يمر هذا اليوم على خير وأن لا يُصيب والدته مكروه ، ضغطت على الريموت الخاص بسيارتها وأشارت له قائلة :
- اركب يلا
بالفعل استقل المقعد الأمامي واستقلت هي السيارة خلف المقود قبل أن تنظر له قائلة :
- هات العنوان علشان أعرف هنمشي ازاي
أعطاها العنوان وانطلقت بسرعة إلى منزله بعد أن هاتفت الطبيب وأبلغته بالعنوان ، مرت نصف ساعة في الطريق ووصلت إلى منطقة شبه عشوائية فنظرت له وقالت :
- هنتحرك ازاي ؟
نظر أمامه وأشار بيده قائلًا :
- ادخلي شمال وبعد كدا امشي على طول وادخلي أول يمين ، بس هتضطري تركني بعدها ونكمل مشي لأن الشارع ضيق جدا والعربية مش هتدخل فيه
هزت رأسها بالإيجاب وسارت في طريقها كما أرشدها ثم أوقفت السيارة ونظرت إليه ففهم وأشار إليها لكي تسير معه إلى منزله ، سارت معه ونظرت حولها بذهول فهو أخبرها بضيق الشارع وكانت تعلم أن المنطقة عشوائية لكنها لم تتخيل هذا ، سماع الأمر شيء ومشاهدته على أرض الواقع شيء آخر ، وصلا أخيرا إلى المنزل وصعد إلى الأعلى وهي من خلفه ، كان الدرج ضيق للغاية ويسمح بشخص واحد فقط وليس اثنين مجاورين لبعضهما مما دفعها للصعود خلفه ، فتح الباب باستخدام مفتاحه وانطلق مسرعًا إلى غرفة والدته ومال عليها وهو يقول بقلق شديد :
- ماما حبيبتي أنتِ كويسة ؟
هزت رأسها بضعف وأمسكت بيده وهي تقول بصوت خافت :
- خلي بالك من أختك يا نائل
انهمرت دموعه وقبل يدها قبل أن يقول باعتراض :
- لا يا ماما ماتقوليش كدا بالله عليكِ أنتِ هتبقي كويسة زي كل مرة ، أنتِ اللي هتخلي بالك منها .. ماتتعبيش نفسك بالكلام الدكتور جاي دلوقتي
تقدمت «ياسمين» بتردد ودلفت إلى الغرفة ورأته بتلك الحالة فحمحمت قبل أن تقول :
- الدكتور على وصول ، هو على أول الشارع هنا اهو
التفت إليها وهز رأسه بابتسامة يشوبها الألم ثم عاد لينظر إلى والدته التي أغلقت عينيها فظن أنها أغلقتها من التعب وسند برأسه على يدها حتى حضر الطبيب فاقتربت منه هي وترددت في فعل ذلك لكنها وضعت يدها على كتفه وقالت بهدوء :
- الدكتور وصل يا نائل ممكن تقوم وتسيبه يشوف شغله !
هز رأسه بالإيجاب وابتعد عن السرير ومازالت عينيه متعلقة بها بينما اقترب الطبيب وبدأ في الكشف عليها واتسعت حدقتاه بصدمة قبل أن يقف ويلتفت إليهما قائلًا بحزن :
- البقاء لله
لم يصدق ما سمعته أذنه ونظر إلى والدته بعينين مفتوحتين بشدة ثم نظر إلى الطبيب مرة أخرى وهز رأسه قائلًا :
- البقاء لله !! ازاي ؟ ماما ! لا لا ماما هتقوم
وأسرع إلى سريرها وهزها بقوة وهو يقول :
- ماما قومي .. ماتسيبينيش لوحدي يا ماما بالله عليكي أنا ماليش غيرك في الدنيا دي كلها ، أنتِ هتقومي وتبقي بخير زي كل مرة صح !! ردي عليا بالله عليكي ماتسكتيش كدا .. ماما أنتِ كنتِ بتدعيلي إن ربنا يسعدني وأنتِ سعادتي في الدنيا دي .. بالله عليكي كلميني عايز أسمع صوتك علشان خاطري
خرج الطبيب واقتربت هي منه بحذر وقد انهمرت دموعها ورددت بخفوت :
- اهدا يا نائل ده أمر ربنا هتعترض !
نظر إليها بعينين غارقة بالدموع وقال بدون وعي :
- ماما ماتت يا ياسمين ! ماما سابتني ومشيت ! سابتني لوحدي في الدنيا دي .. امبارح لما اتآخرت في الشغل لقيت القلق في عينيها وهي بتسألني اتآخرت ليه ودلوقتي مش هسمع السؤال ده تاني
زادت دموعه في الانهمار وتابع :
- كانت بتحس لو متضايق أو عايز أقول حاجة وكانت مهونة عليا تعب الدنيا والحياة .. معقولة مش هتكلمني تاني
نظر إلى والدته وردد كأنه ينتظر منها إجابة :
- ردي عليا يا ماما أنا مش حمل ده والله ، والله أنا لو أعرف ماكنتش قمت من جنبك ! مااتصلتيش بيا ليه وقولتي إنك تعبانة طيب وأنا كنت هسيب الدنيا كلها وأجيلك ، ردي عليا يا ماما ، ردي علشان خاطري ..
جلست بجواره ووضعت يدها على يده وقالت :
- بالله عليك اهدا يا نائل .. ماما ماكانتش هتحب تشوفك بالمنظر ده ، أنت دلوقتي راجل البيت والمفروض تقوم وتقف على رجلك وتخلص كل إجراءات الدفن وكل حاجة مش تقعد وتعيط كدا ، ادعيلها بس دلوقتي وبلاش عياط
أمسك بيد والدته ورفعها قبل أن يقبلها بعينين دامعتين ثم أنزلها مرة أخرى بهدوء وقام بتغطية جسدها بالكامل ...
تابع من هنا: جميع فصول رواية كن ملاكى بقلم عبد الرحمن أحمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا