رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل السابع والعشرون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل السابع والعشرون
في مبنى الرياض ،،،،
اضطرت غالبية المعلمات إلى تولي جدول حصص عاليا المثقل بالكثير لتعويض غيابها والتأكد من عدم تأثر الأطفال بهذا ..
كما إنعكس غيابها على آيــاز حيث تم ضغط جدوله هو الأخــر بسبب الإستعانة بمعلمات الأنشطة .. فأرهقته ثرثرة الأطفال اللامتناهية ..
بذل هو مجهوداً مضنياً لتعويد الصغار على التحدث بطلاقة باللغة الإنجليزية ، ولكنهم أجبروه على النطق بالعربية .. فأصابته تلك المسألة بالضجر والإحباط ..
اقتربت منه إحدى الصغيرات ، وجذبته من بنطاله لتقول ببراءة :
-مستر .. مستر
نظر ناحيتها ورد بإيجاز :
-ييس !
أشــارت بإصبعها وهي تدير رأسها للخلف لتجيبه بحزن :
-عمورة بيدلعني ، وبيقولي يا توتا
فغر فمه قائلاً بإندهاش ، وتعبيرات الصدمة تكسو وجهه :
-نعم !
أضافت الصغيرة قائلة ببراءة :
-أنا قولتله لأ يا عمورة ، مش تدلعني ، انت ناديني بإسمي على طول !
ضغط آيــاز على شفتيه ليهمس بغيظ :
-كمان ! ومن السن ده !!
إعتدل في وقفته ، وهتف بصرامة :
-عمــــر ! Come here ( تعالى هنا ) !
نهض الصغير من على مقعده ، واتجه نحوه ، ونظر له بنظرات بريئة وهو يرمش بعينيه ، فرق قلب آيــاز له ، وسأله بهدوء :
-انت بتدلع صاحبتك ؟
أومــأ الصغير برأســه ليجيبه بصوت طفولي :
-اه .. بأحبها أوي
لوى آيـــاز فمه ليردد بتهكم :
-بتحبها ؟
ارتسم على ثغر الصغير عمر إبتسامة سعيدة وهو يهتف بحماس ، ومشيراً بكفيه :
-ايوه ، وبكرة هانروح النادي سوا ، وهنركب مع بعض المرجيحة
مط آيــاز فمه ، وحك طرف ذقنه قائلاً بإيجاز :
-واو !
تابع الصغير قائلاً بفرحة :
-عارف يا مستر أنا هاجيبلها Pencil Case ( مقلمة ) عليها كيتي
سأله آيـــاز بفضول :
-دي هدية ؟
أشـــار الصغير على فمه وهو يهمس محذراً :
-اه .. بس ماتقولهاش
ربت آيـــاز على كتف الصغير ، وتشدق قائلاً :
-حاضر ، روح يا بني اقعد في مكانك !
...............................
في غرفة المعلمات ،،،،
-آه ياني يا نافوخي ! هاتنفجر !
قالتها رانيا وهي تدلف إلى داخــل الغرفة ، ثم ألقت بكتبها على الطاولة ، وسحبت مقعداً لتجلس عليه ، ثم أضافت بسخط :
-دول مش عيال ، دول شوية قرود !
أدارت رأسها للجانب لتجد ريمـــان جالسة في صمت ، وتدون شيئاً ما في مفكرتها متجاهلة إياها بشدة ..
إزدردت ريقها في عدم اكتراث ، وقررت أن تستفزها قليلاً ، لذا تراجعت بمقعدها وهي جالسة عليه للخلف لتأرجحه .. ودندنت مع نفسها بتلميحات مستفزة :
-أكدب عليك ، أهــا ، أكدب عليك ♫ ♪ !
رمقتها ريمـــان بنظرات حادة ، وكزت على أسنانها بضيق ..
ولجت ميادة إلى داخل الغرفة وهي تحمل في يدها كوباً من مشروب ( الينسون ) الساخن ، وأردفت قائلة بإبتسامة باهتة :
-صباح الخير
ردت عليها رانيا بحماس :
-صباحك فل يا ميادة
بينما تمتمت ريمان بإيجاز :
-هاي ميدو
سألتهما ميادة بفضول وهي تجلس على الأريكة :
-انتو فاضيين ولا ايه ؟
ردت عليها ريمان بضجر وهي ترمق رانيا بنظرات حادة :
-لأ ، أنا عندي Session ( حصة ) كمان عشر دقايق !!!
تقوس فم رانيا وهي تجيبها بإمتعاض :
-أنا لابسة في جدول عاليا طول اليوم
أضافت ميادة بجدية :
-كلنا يا بنتي لابسين ، كمان غياب هبة النهاردة عامل أزمة !
هتفت رانيا قائلة بتذمر :
-أنا معرفش ليه مش بيجيبوا حد زيادة يشيل معانا
ضغطت ميادة على شفتيها وهي تقول بنزق :
-يجيبوا ليه واحنا موجودين ؟
وقفت السكرتيرة أية على باب الغرفة ، وتسائلت برقة :
-بنات محدش شاف فيكم هناء ؟
ردت ميادة متسائلة بهدوء وهي تدير رأسها في إتجاهها :
-لأ .. بتسألي ليه ؟
أجابتها أية بنعومة :
-عندها اشراف ساعة التسليم مكان هبة
مطت ميادة ثغرها لتقول بتنهيدة منهكة :
-يا عيني عليها ، دي طول اليوم مطلعتش برا الكلاس بتاعها
ضحكت رانيا وهي تضيف بمزاح :
-بيتهيألي لو بلغناها هتهب في وشنا !
عبست أية قليلاً بوجهها ، وأشارت إلى نفسها بكفها وهي تبرر موقفها بـ :
-هاعمل ايه بس ، انتو بتكلموني ليه ؟ أنا ماليش دعوة
هتفت رانيا بجدية وهي تهز حاجبها :
-مش إنتي الإدارة ؟!
إحتجت أية بنبرة رقيقة :
-لأ .. أنا يدوب سكرتيرة ، لكن اللي عنده اعتراض يتكلم مع مس إعتماد !
نفخت ميادة بضجر وهي تقول :
-أووف ، ربنا يعينا
رسمت أية ابتسامة باهتة على وجهها وهي تتابع :
-بليز لو شوفتها قولولها
ردت رانيا بإيجاز :
-ماشي !
أردفت ريمان قائلة بجدية وهي تجمع أشيائها من على الطاولة :
-أنا رايحة ناحية الكلاس بتاعها ، لو لاقيتها هناك هابلغها
رفعت لها أية إبهامها ، وهتفت ممتنة :
-تمام !
تسائلت ميادة بإستغراب وهي محدقة في ريمان :
-انتي يا بنتي مش لسه عندك وقت ؟
سلطت ريمان أنظارها على رانيا ، وتقوست شفتيها مجيبة إياها بحنق :
-الجو هنا كئيب وخانقة ، وأنا مش ناقصة طاقة سلبية !
إلتوى فم رانيا بصورة واضحة وهي تردد بهمس :
-طاقة سلبية ، قصدها ايه دي ؟
أرجحت رانيا المقعد للخلف دون أن تنتبه لعدم إتزانه ، فسقط بها فوراً على الأرضية .. وبدت مضحكة للغاية وهي منكبة على وجهها ..
تعالت ضحكات ريمان الساخرة منها ، ورمقتها بنظرات متشفية منها ، وكأنها نالت بتلك السقطة ما تسحتقه ..
-قومي يا رانيا ! مايوقع إلا الشاطر !
قالتها ميادة بصعوبة وهي تحاول السيطرة على قهقهاتها ..
إحتقن وجـــه رانيا بشدة ، وكزت على أسنانها بغيظ وهي تنهض من على الأرضية ..
نفضت يديها ، وعدلت من حجابها وغمغمت بتذمر :
-ماشي .. ماشي ، بكرة نشوف مين هاتضحك في الأخـــر ..
.........................................
في قاعة الدراسة الخاصة بالمعلمة حنان ،،،
انتهت حنان من توزيع كتب الأطفال والواجبات المنزلية عليهم جميعاً ، ثم هاتفت أخيها قائلة بحماس :
-زي ما اتفقنا يا أحمد ، هاتيجي على التسليم تشوفها
أتاها رده من الجانب الأخر :
-حاضر ، أنا تقريباً 5 دقايق وهاكون عند البوابة ، وهاستنى جمبها ، هو فاضل كتير على التسليم ؟
أجابته بهدوء :
-ربع ساعة
تابع قائلاً بهدوء حذر :
-تمام .. هاكون موجود قبلها
-إن شاء الله
قالتها حنان وهي تشـــير للصغار بيدها ليعاودوا الجلوس في أماكنهم .. ثم أنهت المكالمة معه وبدأت تعيد ترتيب هندام الأطفال قبل إرسالهم إلى ذويهم ...
.........................................
في منزل عاليا ،،،،
تململت عاليا في فراشها ، وإستدارت لتنام على جانبها ، ثم وضعت الوســادة على رأسها لتكمل نومها .. ولكنها سمعت صوت دقات خافتة على باب غرفتها ، فرفعت الوســادة ، وإلتفتت برأسها نحوه لتهتف بصوت ناعس :
-ايوه
دلفت والدتها إلى الداخل ، ورسمت على ثغرها إبتسامة حنونة ، وأجابتها بنعومة:
-لولو .. الورد والدبدوب ده عشانك
حدقت عاليا بإندهاش في باقة الورد الحمراء ، وذلك ( الدبدوب ) ذو الحجم الكبير ، وتلك العلبة الصغيرة المغلفة معها .. وتسائلت بنزق :
-من مين دول ؟
أسندت والدتها الهدايا على طرف الفراش ، وأجابتها بهدوء :
-مش عارفة ، بس هما لسه جايين من شوية
فحصت عاليا الهدايا بدقــة ، وضاقت عينيها بغموض وهي تحاول تخمين من أرسلهم إليها ....
قطعت والدتها تفكيرها المتحير وهي تردد برقــة :
-ممكن يكونوا أصحابك
ردت عليها عاليا بسخرية وهي تهز كتفيها :
-هو أنا لحقت أوحشهم عشان يجيبوا ده ، دول أخرهم معايا عزومة على أي مطعم تيك أواي
أشـــارت لها والدتها بكفها وهي تتجه نحو باب الغرفة :
-طيب هاروح أنا أحضر الغدا ، وانتي لازم تشكري اللي بعتتلك الحاجة
حكت عاليا جبينها ، وغمغمت مع نفسها :
-مين بس اللي باعتهم ، ده مافيش ولا كارت ولا اسم ولا أي حاجة !!
فتحت بيدها الأخــرى العلبة الصغيرة ، وشهقت مصدومة حينما وجدتها مليئة بأفخم أنواع الشيكولاته ..
...............................................
في سيارة رامي ،،،
هــــز رامي رأســـه ممتناً وهو يبتسم بسعادة بعد أن أشـــار له العامل - والذي استأجره لإرســـال الهدايا إلى عاليا - بإبهامه معلناً إنتهائه من مهمته العاجلة ..
ثم رفع هو بصره للأعلى ، وهمس بصوت متحمس :
-ياما كان نفسي أشوف ردة فعلك وانتي بتفتحي الهدايا ! يا رب بس تعجبك !
طرق بأطراف أصابعه على المقود وتابع بتوجس :
-أنا عارف إن البنات الطبيعية بتموت في الشيكولاته ، والورد وجو الدباديب والحركات دي ، يا ترى انتي زيهم ولا هلاقيهم محدوفين من البلكونة ؟!!
................................
في الإستقبال الملحق بمبنى الرياض ،،،
زفــــرت هناء بضيق لأكثر من مــرة وهي تهتف بصوت شبه منفعل في وجــه منة :
-بجد ده ظلم ، إزاي كل ده يبقى عليا لوحدي
رتت منة على كتفها ، وأردفت قائلة بحذر :
-اهدي بس
لوحت بذراعها وهي تهتف بغل :
-اهدى ليه ومحدش حاسس بيا !
اقترحت منة بجدية :
-اتكلمي مع مس اعتماد
لوت هناء فمها لتضيف بسخط وهي ترمش بعينيها :
-هي بتسمع حد أصلاً
أخفضت منة نبرة صوتها وهي تقول :
-بيني وبينك هي مابتصدق تلاقي حد يشتغل وما يعترضش وتشيله
تنهدت هناء بإنهاك مرددة بغيظ :
-حرام والله ، أنا خلاص هاطق ، وبعدين أنا معرفش حد في كلاس هبة عشان أسلمه !!
قطبت منة جبينها ، وتشدقت قائلة بجدية :
-بصي ماتديش أي طفل لأهله إلا بكارت التسليم ، ويبقى انتي كده في السليم
نفخت هناء مجدداً وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها :
-اووف
تابعت منة قائلة بإحتراز :
-ماشي ، صدقيني كده أريحلك ! وبعد كده نتكلم معاها
-اوكي
احتضنتها بحنو ، وربتت على ظهرها ، وأضافت قائلة بحنو :
-روقي بقى يا هنووءة
ردت عليها بإقتضاب :
-ربنا يسهل
...............................
وما هي إلا لحظات حتى عج الإستقبال بأولياء أمـــور الأطفال الصغـــار ..
كانت الأمـــور تسير بسلاسةٍ حتى حضر أحدهم لإستلام طفل ما .. ولكن لم يكن بحوزته بطاقة التسليم .. فرفضت هناء إعطائه إياه دون التحقق من هويته ، فصــاح بها بغلظة :
-بأقولك أنا خاله
ردت عليه بضيق وهي ترمقه بنظرات حادة :
-وأنا هاعرف منين إنك خاله ! في كارت معاك ؟
أجابها بصوت محتد وهو يرمقها بنظرات قوية :
-لأ .. هي أمه قالتلي خده من المدرسة
انزعجت هناء من أسلوبه الفظ في الحديث ، وهتفت بإصرار :
-ماليش دعوة ، الأم تكلمني بنفسها وآآ..
قاطعتها بصوت هـــادر متعمداً إهانتها :
-انتي مابتفهميش !
احتقنت عينيها بشدة ، ولمعت بعبرات رقيقة ، وهتفت بصوت شبه مختنق :
-اتكلم كويس معايا ، أنا مش بأشتغل عندك
صــاح بها بصوت جهوري محدجاً إياها بنظرات مهينة :
-انتي اللي مش عارفة شغلك ولا آآآ.....
قاطعته الناظرة إعتماد بصوت صــارم بعدما جاءت على إثر صوته المرتفع :
-في ايه يا استاذ ، تعالي نتكلم على جنب !
تحرك الشخص الفظ مع الناظرة بعيداً عن الحضور ، وتابع قائلاً بإحتقار وهو يشير بإصبعه على هناء :
-الأخت مش عاوزة تديني ابن اختي
رفعت الناظرة حاجبيها ، وردت عليه بصوت صــارم وهي عابسة الوجه :
-أولاً هي مش أخت ، هي مس محترمة هنا في المدرسة ، ثانياً ، مع احترامي ليك ده مش اسلوب تتكلم بيه معانا ، وثالثاً وده الأهم .. ابن أختك أو أي طفل هنا ملزوم مننا لحد ما يستلمه أهله اللي احنا عارفينهم ، أي حد غريب بيجي يستلمه غير أهله لازم نكون متبلغين بده ، وإلا هانرفض نسلمه !
تجهم وجهه من أسلوبها الجاد معه ، وهتف بنزق :
-بس أنا مش غريب وآآ...
قاطعته بصوت أكثر جدية وهي تشير بكف يدها في وجهه :
-حضرتك احنا منعرفش سيادتك ولا آآ..
قاطعها بغرور وهو معتد بنفسه :
-أنا الرائد محمد من قوات الصاعقة ، وجاي أخد آآ..
قاطعته تلك المرة بنبرة غير مكترثة :
-وإن يكن ، برضوه ده مش يديك الحق تتكلم مع أي حد هنا ، وخصوصا لو هي التيتشر بتاعة طفلك ..!
.........................................
في قاعة الدراسة الخاصة بالمعلمة حنان ،،،
رتبت ســــارة بعض الأوراق المطبوعــة في حافظة ما وهي تولي ظهرها لحنان ، ورددت بصوت خافت :
-أنا هاحطهولك يا مس حنان في الرف اللي تحت
في نفس التوقيت ، دلف أحمد للقاعة بعد أن استأذن من الإدارة للدخول لأخته لإحضار شيء ما منها ..
لم تنتبه ســـارة لحضوره ، وظلت جاثية على ركبتيها وهي ترص الحافظات المختلفة في المكتبة الصغيرة ..
همست حنان لأخيها بحماس :
-بص كده وقولي ايه رأيك
رد عليها متهكماً :
-هو أنا شايف منها حاجة غير قفاها
حذرته بخفوت وهي توميء بعينيها :
-ششش .. طب اصبر !
نهضت ســـارة من على الأرضية ، وإستدارت في اتجاه حنان ، فتفاجئت بذلك الرجل المحدق بها ، فتلونت وجنتيها بحمرة باهتة ، وتنحنحت بحرج :
-احم .. انت مين ؟
هتفت حنان بحماس بادي في نبرتها وتعابير وجهها :
-ماتقليش يا سارة ، ده أحمد أخويا
ابتسمت ابتسامة باهتة وهي تقول :
-أها .. اهلا !
أردف أحمد قائلاً بهدوء :
-ازيك يا مس ؟
ردت عليه بإقتضاب :
-الحمدلله
أضافت حنان قائلة بجدية وهي تربت على كتف أخيها :
-هو كان جاي ياخد مني آآ..
قاطعتها ســـارة بصوت جاد :
-أنا مسألتش يا مس حنان ، خدوا راحتكم ، وأنا هاجي في وقت تاني ، عن اذنكم
تابعها الاثنين وهي تنصرف من القاعة حتى توارت عن أنظارهما ، فتسائلت حنان بتلهف :
-ايه رأيك فيها ؟
رد عليها أحمد بفتور :
-مش بطالة !
أضافت قائلة بعتاب :
-دي زي القمر يا حمادة
هتف أحمد بعدم مبالاة وهو يدس يديه في جيبي بنطاله الجينز :
-أنا مقولتش وحشة ، بس بردك أنا معرفهاش
سألته بمكر وهي تبتسم له :
-المهم شكلها عجبك ؟
لوى فمه مجيباً إياها بإيجاز :
-يعني !
أكملت حنان حديثها بتنهيدة سعيدة :
-ربنا يعملك اللي فيه الخير يا حمادة !
......................................
عند سيارة ريمان ،،،
أسندت ريمان متعلقاتها الشخصية على مقدمة سيارتها ، ومدت يدها نحو المقبض لتفتح الباب ، ولكنه سمعت صوتاً رجولياً مألوفاً يأتي من خلفها مردداً :
-مس ريمان بليز
إلتفتت برأسها نحو صاحبه ، وتبدلت تعابير وجهها للضجر حينما رأت آيـــاز أمامها ..
تنهدت بإحباط وهي عابسة الوجه ، بينما تابع متسائلاً بهدوء حذر :
-ممكن أخد من وقتك 5 دقائق ؟
سألته بإقتضاب وهي تعقد ساعديها أمام صدرها :
-ليه ؟
-أنا مش عاوز يكون في بينا سوء تفاهم أو آآ...
قاطعته بصوت شبه محتد وهو مقتطبة الجبين :
-مستر آياز من فضلك ، أنا مش حابة أحكي في أي حاجة حصلت قبل كده
أصـــر آياز على الحديث معها ، وتابع بنبرة هادئة :
-أنا شايف انه مش هاينفع نتكلم هنا ، وبأقترح نتقابل برا بعيد عن جو الضغط و..آآ...
قاطعته برفض تـــام :
-مافيش داعي
أردف آياز قائلاً بنبرة مُصرة :
-لأ .. بس أنا أفضل نسوي أي خلافات بينا ، مهما كان إحنا زمايل ، وماينفعش نكون مضايقين من بعض
ردت عليه ريمان بإمتعاض :
-مافيش خلاف ، ده سوء فهم وآآ...
-الله ! الله ! الله ! هو أنا كل ما أغيب شوية أرجع ألاقيكم مع بعض !
قالتها رانيا بصوت محتقن وهي تشير بإصبعها ، ورافعة لحاجبها للأعلى مستنكرة رؤيتهما معاً ...
رمقتها ريمان بنظرات مشتعلة قبل أن تهتف بحدة :
-من فضلك حاسب ، أنا مش ناقصة حرقة دم مع الأشكال دي
تقوس فم رانيا بإستنكار جلي ، وهتفت بتهكم :
-أشكــــال ، لألألأ .. انتي كده بتغلطي فيا ! وأنا ماسمحش ، ده كله إلا كده
حدجها آيـــاز بنظرات إحتقارية ، وغمغم بخفوت :
-لوكــال !
هتفت ريمان بإنفعال :
-حقيقي اللي جابك المدرسة هنا غلط
ردت عليها رانيا بثقة مغترة :
-أنا جيت بمجهودي الذاتي ، يعني لا كوسة ولا واسطة ولا بعوجة بؤ ..!
إغتاظت ريمان من أسلوبها المستفز في الحوار ، ولم تمهل نفسها فرصة للتفكير ، حيث إلتفتت إلى آيــــاز ، وتسائلت بنبرة جـــادة :
-قولتلي هنتقابل الساعة كام ؟
ثم عـــاودت النظر إلى رانيا ورمقتها بنظرات متحدية ..
اندهش آيــــاز من التغيير المفاجيء الذي أصابها ، وأجابها بلا تردد :
-المكان اللي تحدديه ، أنا معاكي
أشـــارت بأصابع يدها وهي تتعمد التحدث بنبرة ناعمة :
-طب هات رقمك ، وانا هاكلمك يا مستر ؟
مد يده بهاتفه المحمول إليها وهو يجيبها بإبتسامة خفيفة :
-اوكي
شهقت رانيا مصدومة وهي جاحظة العينين :
-ايه ده .. عيني عينك كده !
رمقتها ريمان بنظرات أكثر تحدياً ، وردت عليها بقوة :
-ايوه ، وإن كان عاجبك ..!
احتدت عيني رانيا ، وتلون وجهها بحمرة غاضبة ، وكزت على أسنانها لتقول بشراسة :
-يا جبروتك
فتحت ريمان باب سيارتها بعد أن أعادت الهاتف لآيـــاز ، وتابعت بنعومة غريبة :
-اوكي يا مستر ، على تليفون
بادلها آيـــاز ابتسامة عذبة وهو يرد عليها :
-sure ( طبعاً )
لوحت له بأصابعها وهي تصفق الباب :
-باي
أشـــار لها بكفه ، وإستدار مبتعداً .. بينما هزت رانيا جسدها بعصبية واضحة وهي تضيف بحنق :
-إلهي كاوتش العربية يفرقع وماتلحقيش تقابليه .................................. !!
تابع من هنا: جميع فصول رواية عاد لينتقم بقلم شيماء طارق
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا