مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية ذات الطابع الإجتماعى والمليئة بالكثير من التشويق والإثارة مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هند شريف علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف .
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الثالث عشر
إقرأ أيضا: رواية غرام
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الثالث عشر
مؤلمة الذكري
....................
ذكري .....ولكن لا ننساها حتي لو مضي بنا العمر كله
ذكري......تعيسة خانقة حزينة توجع القلب وتدمي العين
ذكري.......أسوأ ما فيها من أحببناهم وتسبب غبائهم في جراحنا
فتاة رقيقه في الخامسة عشر أي عمر الزهور بشعر حالك السواد شديد الطول كالأميرات كانت تجلس في غرفتها الصغيرة المتواضعه ترسم رافعه شعرها إلي أعلي بدبوس وترتدي فستان زهري اللون وترسم وجه تحبه كثيراً فهو ونيسها وحبيبها وخليلها في هذه الحياة
إبتسمت وهي تتذكر حنانه وحبه الشديد لها بل نظرته التي تتألق لها فقط أجفلت عندما شعُرت بنظر أحدهم مركز عليها.....قامت بسرعه تُعدل هندامها عندما رأته بهيئته المخيفة والتي تخاف منها كثيراً
كان أصلع الرأس ذو عينان زائغتان حمروان ينظران لها بنهم
إسراء(بصوت مرتعد):عمو عادل!! فيه حاجة هي ماما فين؟
عادل(يقترب منها):ماما لسه مجتش ياحلوة
إبتلعت ريقها في رعب وعادت خطوة للوراء
إقترب منها في خفة وسرعة حتي أمسكها من خصرها النحيل مستنشقاً عبيرها مرتعبه بشده تبكي وكادت أن تصرخ إلا أنه كتم فمها بشفتيه القذرتين ورائحته النتنة ضربها بقسوة إعتدي عليها بوحشية فقدت النطق والوعي فقط الدموع تسيل من وجنتيها وهو يكمل ما بدأه
جردها من برائتها قبل ملابسها
إنتهك حلمها قبل حرمتها......لأجل شهوة قذره لرجل شهواني ربما يعرف الحلال والحرام ولكن عقله وشهوته غيبوه عن الواقع الذي جعل فتاة في عمر الزهور تخسر ما لم تحلم به بعد........
عادت والدتها من الخارج محملة بأكياس كثيرة وضعتها علي الطاولة ودخلت للإطمئنان علي إبنتها
وجدته بجانبها علي الفراش نائم وكأن شيئاً لم يكن كأنه لم يقتل حلم وحياة وروح إنسان كانت علي وشك الإنطلاق.....والفتاة المسكينة راقدة جثة هامدة فاقده الحياة والروح مع أنها لم تفقدها حقاً عينان مفتوحتان ولكنها لا تعيان شيئاً مما حدث للتو فكيف تعي وهي لم تفهم بعد !!!
صرخة....أهة...ألم خرجت من الأعماق
كانت علي فراش أبيض شاحبة كالاموات عندما بدأت تستوعب ما جري صرخة أطلقتها شقت عنان السماء ثُم فقدان وعي مرة آخري
شاب في عمر السابعة عشر يجلس بخارج غرفة المشفي يغلي عروقه نافرة عيناه حمروان من كثرة البكاء ينتظر خبراً عن شخصان هما أحب إليه من نفسه وروحه
شقيقة فقدت روح وحياة قبل أن تبدأ حتي بإختبارها ووالد حسرة علي طفلته الوحيدة بين الحياة والموت......
.................................................. ......
كان عُمر يجلس مع فتاته المفضلة ناني علي الفراش ولم يخلوا تفكيره من قطعة الحلوي التي أراد تذوقها بشدة ولكن آسر منعه, كيف يجرؤ علي فعل ذلك
إن هذه الحلوي جديدة بالنسبة له فلم يتذوق من قبل أنسة في شكل طفلة إنها مزيج بين الطفولة والأنوثة فقد أريد تجربتها وبعد هذا من حقك أن تحظي بها يا آسر
وضعت الفتاة يديها علي صدره العاري إنتشلته من أفكاره السوداوية قائلة بأنوثة شديدة
ناني(بدلع):إنت مش معايا إنهرده ياعموورتي
نظر لها كأنه لم يتنهي منها بعد ثُم إبتسم بسخرية قائلاً
عُمر(إحتصنها):ليه بس ياناني
ناني(تداعب شعر ذقنه):علشان إنت مش مهتم بيا خالص ولا معايا
عُمر(قبلها قبلة قوية):لا ياحبيبتي معاكي بس مضايق شوية
لمعت عيناها ثُم أعطته كأس الخمر ليحتسي منه ما شاء ثُم
ناني:إيه اللي مضايقك يابيبي بس !!
لمعت عيناه بالحقد مرة آخري وتذكر ذلك الجسد الطفولي والشهي بالنسبة له ولكنه بالتأكيد لن يُخبرها بتلك السهولة
عُمر:سيبك إنتي يا ناني
ثُم أكملوا ما كانوا يفعلونه منذ قليل ولكن عقله لم يتوقف عن التفكير بهذه الحلوي
............................................
كانت تشعر بالدماء تغلي في عروقها....كيف يتعامل معها بهذه الطريقة
إنه مجرد عامل , لقد تعامل بقوة ولم يبالي بها ولا جمالها
في عصبية شديدة عادت للمنزل ولم تفكر في شئ سوي هذا الأحمد الذي تعامل معها كأنها مجرد دمية أو عثرة في الطريق
إستيقظت في الصباح شاعرة بالصداع فهي لم تنم جيداً بالطبع من كثرة التفكير في طريقة تعامل هذا الشاب الوقح وأيضاً فلديها الكثير اليوم لتقوم به أعدت كوب كابتشينو وجلست في الفراند منتظرة وصول هايدي لتخبرها بأخر الأخبار فقد إتصلت بها في الصباح وأخبرتها أنها ذاهبة للقاء أشرف حتي تأتي بالاوراق
بعد قليل وصلت هايدي وإبتسامة الإنتصار علي وجهها
ريما(بلهفة):ها جبتي كل حاجة ؟
هايدي(وهي تجلس):وأي حاجة....دي حاجات هتوديه في ستين داهية إن شاء الله حتي لو المخدرات دي منفعتش الملف ده في بلاوي صفقات سلاح شغل من تحت الترابيزة مع الكبار
ريما(بفرحة):الحمد لله ياااااااااااااه أخيرااااااا هرتاح
هايدي(وهي تربت علي يديها):الحمد لله ياحبيبتي (ثُم أكملت بتردد)..بس ياريما تفتكري إنه هيفيد بحاجة أو هيرجع اللي راح؟
نفضت يديها بعنف والدموع ملئ عينيها متذكرة ما حدث في لحظة
ريما(بعنف):حتي لو مش هيرجع اللي راح حتي حلو حياتي كلها فضلت كدا جحيم بس لازم أحرق قلبه لازم أكرهه في اليوم اللي إتولد فيه هو وآسر علشان ع الاقل مفيش واحده غيري يحصلها كدا
أجلستها هايدي برفق وربتت علي يديها محاولة تهدئتها
هايدي(تربت علي كتفها):حبيبتي إهدي بس أنا مش قصدي حاجة والله يا ريمو
ريما(بألم):أنا مش هسمح لحد يؤذيني تاني يا هايدي ومش هسمح إنهم يؤذوا حد غيري فاهمة
أومأت هايدي برأسها ثُم حاولت أن تُثنيها عن الموضوع بالحديث عن آخر ظناً منها أنها ستجعلها تضحك
هايدي(بإبتسامة):ها بقي ياستي قوليلي إزاي تخرجي من غيري إمبارح يا وحشة إنتي؟
تصلبت ملامحها عندما تذكرت هذا الاحمق الذي تحدث معها بهذا الأسلوب السئ وقالت بعنف غير شاعرة بنفسها ولا بهايدي الجالسة بجانبها
ريما(بضيق):قليل الذوق وقليل الأدب مش محترم ومغرور
هايدي(ببلاهة):هو مين ده!!!
نظرت لها ريما كأنها لم تسمعها حقاً ثُم تنبهت لها قائلة بضيق شديد
ريما:ده واحد قليل الذوق بيشتغل جارسون ف الكافيه اللي رحته إمبارح حرق دمي القليل الذوق ده...
كادت هايدي أن تبتسم من إنفعال ريما الغير مبرر ولكنها تداركت نفسها قائلة بهدوء مصطنع
هايدي:إيه بس اللي حصل يا ريمو ؟؟
قصًت لها ريما ما حدث في هذا الكافيه....إنفجرت هايدي ضاحكة حتي عبست ريما متسائلة بضيق
ريما:ممكن أفهم سيادتك بتضحكي علي إيه بالظبط؟
هايدي(بإبتسامة):أًصلك يعني هزأتيه وإنتي اللي غلطانة وكمان خلتيه يخسر شغله
ريما(بإنفعال):غلطانة إزاي يعني هو اللي غلطان طبعاً وقليل الذوق
هايدي(وهي تقوم):حبيبتي ريما أنا هقوك حاجة واحده بس إنتي تعبتي لما عاملتي الناس من فوق وقررتي إنك تحاولي تنزلي لمستوي الناس العادية قيسي الموقف ده بعقلك وفكري كوي سمين اللي غلطان هو مغلطش صدقيني إنتي اللي غلطانة
كادت أن تنفجر فيها ريما ولكن هايدي قاطعتها برفق
هايدي(بهدوء):متتعصبيش وتزعقي أنا همشي دلوقتي وفكري بعقلك الأول وعلي فكرة أنا نفسي إتعلمت كتير من تجربتك....سلام دلوقتي علشان عندي محاضرة مهمة
قبلتها من وجنتيها ثُم تركتها ذاهلة مما سمعته للتو هل هذه حقاً هايدي!!
لقد كانت فتاة سطحية من قبل...لا تفكر سوي في الأزياء والموضة مثلها مثل ريما في الماضي بالطبع ولكنها تغيرت ولكن أنا لم أستطع التغير لماذا!!!
.........................................
جاءها إتصال تليفوني من رقم مجهول في صباح اليوم التالي قامت من نومها في تعب فهي لم تذق للنوم طعم بعدما حدث البارحة....تلقت الإتصال بصوت نائم
نادين:ألو
الشخص:لو لسه عايزة صاحبتك المرادي من غير أخطاء يإما صدقيني هتموت وعمرك ما هتقدري تعملي حاجة حتي لو جبتي البوليس كله أنا عاوز الفيديو وإنتي عاوزة صاحبتك تمام!!
قفزت من علي الفراش واللهفة تملأ نبراتها والفرحة ممتزجه بالدموع في عينيها
نادين:الحمد لله يارب الحمد لله إنها عايشه.....أنا هعمل كل اللي تقولي عليه والله والمرادي بجد من غير أخطاء أوعدك
آسر(بهدوء):تمام هكلمك تاني أقولك تعملي إيه ومتنسيش الفيديو ده لو حد اخده صاحبتك في الباي باي
همًت أن تقول شئ ولكنه كان أغلق السماعة بالطبع
كانت لا تستوعب أن أسيل مازالت علي قيد الحياة....يالله ما هذا الخبر الرائع قامت من مكانها مسرعه وذهبت لغرفة سميحة بجانبها فتحت الباب بلهفة
نادين(بفرحة):أسيل عايشة
كان يجلس علي طرف الفارش يُحاول إطعام والدته بدون فائدة....إستيقط باكراً فهو أيضاً لم ينم جيداً بعد البارحة تلقي إتصالاً من والده يخبره أنه قادم قطع عليه حبل أفكاره دخول نادين المفاجئ والإبتسامة البلهاء علي وجهها وهي تقول كلمة واحدة إخترقت أذنه (أسيل عايشة)
سميحة(لم تصدق ما حدث): بجد بجد بنتي عايشة....أحمدك يارب الحمد لله
مازن(بذهول):بتقولي إيه!! وعرفتي منين!!
كانت علي وشك أن تخبره عن المكالمة والفيديو أمام سميحة ولكنها تداركت نفسها قائلة وهي تقترب من سميحة لتحتضنها
نادين(نظرت له نظرة ذات معني):ألف مبروك يا ماما مش قلتلك أسيل هترجع إن شاء الله
سميحة(بدموع ممتزجه بإبتسامة):الحمد لله يااااااارب الحمد لله أشكرك يارب
فهم مازن أنه يوجد ما لا تستطيع إخباره به أمام والدته إستأذن منهم ثُم لحقته نادين بعد قليل قائلة لوالدته
نادين(وهي تقبل رأسها):حبيبتي نامي بقي وإرتاحي دلوقتي لحد ما أروح أشوف أنكل ياسر جاي إمتي
سميحة(بإستسلام):حاضر يابنتي بس اول ما يحصل حاجة تعالي قوليلي
نادين(وهي تقبل يديها):طبعاً ياحبيبتي
خرجت من الغرفة وجدن مازن ينتظرها علي المقعد بجانب الغرفة ووقف بلهفة عندما خرجت
مازن(بلهفة):إيه اللي حصل فهميني يا نادين....إحنا لحد إمبارح الأمل جوانا إنطفي ومكنش فيه في إيدينا حاجة؟
نادين(بإبتسامة):كلمني اللي خطفها كلمني وقالي لو عايزاها أحافظ علي الفيديو زي عينيا بس المرادي من غير أخطاء وأنا وعدته يا مازن
مازن(بعنف):وأنتي فكرك إني هديلهم الفيديو كدا بسهولة من غير ما وديهم كلهم في داهية
نادين(بعصبية):يعني إيه بقي إن شاء الله هنسيب أسيل تموت علشان خاطر نوديهم في داهية وبعدين مفيش حاجة نثبتها علي طارق ده
أمسكها من ذراعها ودخل بها الغرفة التي كانت تجلس بها
مازن(بضيق):إحنا في مستشفي بطلي تعلي صوتك شوية الله (ثُم تركها محاولاً أن يهدأ قليلاً)..إحنا لازم نعمل نسخة م الفيديو ده وبعدين نديهوله
نظرت له بغل وهي تفرك ذراعها مكان يديها ثُم حاولت التحدث بمنطقية
نادين:بس هو أكيد مراقبني وعارف كل خطواتي
مازن(بتفكير):أيوة بس مش مراقبني وحتي لو مراقبني انا هدي الفيديو لصاحبي واخليه يعمل عليه نسخة تمام ؟
نادين(بسخرية):وانت واثق في صاحلك ده أوي كدا ليه؟
مازن(إبتسم رغماً عنه):ملكيش دعوة يلا بقي علشان زمان بابا جاي عاوزين نفرحه
بعدما خرج من الغرفة حمد لله أنه إقترب من شقيقته حبيبته فبعد ما حدث البارحة كان قد فقد الأمل تماماً في لقائها مرة آخري
نعود للوارء قليلاً
في المساء إتصل به زميله الذي يعمل في شركة إتصالات وحدث التالي
عمار:ألو سلام عليكم
مازن(بلهفة):وعليكم السلام ها يا عمار عرفت حاجة طمني ؟
عمار(بتردد):حاولت والله يا مازن بس أنا محتاج كام يوم كمان صعب ألاقيها في كام ساعة انا متأسف كان نفسي أساعدك
مازن(بإحباط):ولا يهمك متشكر جدا
عمار:عموماً أنا هفضل أحاول ولو وصلت لأي حاجة هكلمك
مازن(بضيق):أشكرك يا عمار متشكر أوي تعبتك معايا
ثُم أغلق الهاتف وهو ينظر لنادين الجالسة بجانبه بلهفة منتظرة سماع الخبر اليقين عن مكان صديقتها
نادين(بتردد):مالك ساكت ليه فيه حاجة؟
مازن(بإحباط):قالي صعب جداً يلاقيه في كام ساعة محتاج كام يوم
نظرت للأرض بإحباط والدموع بدأت بالهطول من وجنتيها...أمسك يديها بنظرة رجاء أن تظل قوية من أجل والدته ومن .......أجله أيضاً
نظرت له بوجه باكي بشدة ثُم تحدثت بحشرجة قائلة
نادين:تعرف أسيل مش صاحبتي وبس دي كل حاجة في حياتي بتخاف عليا أوي كأني بنتها مش صاحبتها لو زعلت منها في يوم بتكون حزينة اوي...أحن واحده في الكون ممكن تقابلها ومؤدبة أوي ونفسها كل الناس تكون بتضحك وكويسين عمرها ما ظنت ظن وحش في حد (ثُم أكملت بإبتسامة ممتزجة بدموعها)..شقية أوي زي الأطفال بالظبط كانت خايفة عليا ووعدتها إني هحكيلها إيه اللي فيا بعد المهمة دي....(ثُم أنفجرت مرة أخري في دموعها)..أنا اللي كان المفروض أتخطف أنا مستاهلش الحياة أصلاً أنا مدمنة وأهلي مش بيحبوني لدرجة إني مش فارقه معاهم
لم يستطع أكثر من ذلك ضمها إلي صدره في حركة فجائية منه ولم يعلم ما شعُر به بالضبط عندما شعُر بإرتجافة جسدها الضئيل بين يديه وصخب نبضاته المتسارعة
كانت هي أول من إنتفض من بين ذراعيه جرياً إلي غرفتها التي كان قد إتخذها لها في المشفي بعدما أصرت علي البقاء ولم يتقابلوا ليلتها غير الأن
إستيقظ من أفكاره ومشاعره الغريبة تماماً عليه علي وصول والده
إحتضنه مازن ثُم إبتسم قائلاً
مازن:بابا أسيل عايشة الحمد لله
لم يتمالك ياسر نفسه من المفاجأه وجلس علي أقرب مقعد وحمد الله كثيراً وظل يلهج بكلمة واحده فقط ولأول مرة تنهمر الدموع من مقلتيه
ياسر:بنتي عايشة إحفظهالي يارب إحفظهالي
إحتضنه مازن بشدة وهو يربت علي كتفه بل ودمعت عيناه أيضاً من أجل شقيقته الحبيبة فقد إشتاقها حقاً وإشتاق شقاوتها
مازن(بحنان):إهدي يابابا ياحبيبي إن شاء الله هتكون بخير....انا عاوز احكيلك اللي حصل
ياسر(بحب):ربنا يخليك ليا يابني .....ها بقي إيه اللي حصل؟
حكي له مازن ما حدث بالإختصار المفيد وأخبره ما سوف يفعله
ياسر(بفرحه):الحمد لله والشكر ليك يارب .....بس يا مازن أنا خايف عليك بردوا وبصراحه عاوز أبعد عن طريق طارق ده خالص هو له سككه وإحنا لينا حياتنا
مازن(بضيق):يا بابا أنا إتعلمت إني مخفش من حد طالما معايا الحق وصدقني أنا هصبر بس علشان خاطر أسيل في إيديهم غير كدا كنت إتصرفت تصرف تاني
ياسر(بخوف):بس أنا مش مستعد أخسرك يا مازن
مازن(زهز يربت علي يده):اللي زي طارق دهب يخاف أوي علي شكله ومظهره بيعمل كل حاجة في الدري يعني هو هيجاف أنه يعمل حاجة في أسيل علشان بس الصحافه متعرفش حاجة ويخاف يعمل فيا حاجه علشان نفس السبب
ياسر(يتنهد):ربنا يستر
مر اليوم بسلام عليهم وتحسنت حالة سميحة قليلاً....وبين الدقيقة والآخري تنظر نادين للهاتف لعل الخاطف يتصل بها في أي وقت...ولم يخلو تفكير مازن مما سوف يحدث فيالقادم فالشرطة ليست معهم وهو لا يملك سطلة أعلي من هذا الطارق وهنا يكمن في يديه أقوي سلاح علي الإطلاق وهو الصحافة يجب أن يجد ما يدينه بقوة ثُم ينشره بالصحافة ولكن أولاً تعود أسيل.....نظرت له عندما كان يتحدث مع والدته وتذكرت إحتضانه لها بالبارحة إرتجفت للذكري كم شعرت بالأمان والإحتماء من مجهول لا تعلمه ولكن تخاف كثيراً.......ربما هذه شفقة منه بل هي كلذل بالفعل فهو طبيب يدرس بالخارج لا يُعقل أن يُعجب بفتاة مدمنة مدمرة لحالها فقط حالتها ووظيفته يحتمان عليه هذا التعاطف والمسئولية الكبيرة التي يشعرها تجاهها
فقط لا تقعي نادين...فقط لا وألف لا
.................................................. ........
في زقاق ضيق ذات مباني متهالكة في منطقية شعبية مدخل المنزل يتكون من صالة ضيه بعض الشئ بها تلفاز صغير وأريكة بالية ومقعد واحد ومنضدة صغيرة وغرفتين بالكاد يتسعان لكل شخص فيهما والدهان متأكل بفعل الزمن...كان يشعر بإرهاق شديد ولكن رسم علي وجهه أجمل إبتسامة من أجلها ومن أجلها فقط
آتاه صوتها الحنون من الداخل دائماً تعلم بعودته دون أن يتحدث فقط تشعر به وبرائحته
عايدة(بحنان):إنت جيت يا أحمد!!
دلف إلي الغرفة الصغيرة بالمنتصف فراش من أقدم ما يكون جالسة عليه سيدة بان عليها الكبر شعيرات بيضاء وبعض التجاعيد التي تخللت وجهها ولكنها مازالت تحتفظ بجمالها الداخلي..إقترب منها مقبلاً يديها قائلاً بمشاكسة
أحمد:أموت وأعرف بتعرفيني منين يا أروبة إنتي
لكزته بخفة في ذراعيه وإحتصنته
عايدة(تقبله من رأسه):أنا بحس بيك ده أنت حتة مني روحي عنيا اللي بشوف بيها
تمدد علي حجريها وهي تداعب خصلات شعره الناعمة الحالكة السواد
أحمد(بتأثر):ربنا يخليكي ليا يا أحن أم في الكون كله
قام من مكانه مُقبلاً رأسها في حب
أحمد:أغير هدومي بقي وأعملك أحسن عشا يا برنسيسة
عادية(وهي تمسك يديه):إنت راجع بدري ليه يا أحمد فيه حاجه يا حبيبي
تصلب جسده قليلاً ثُم تصنع اللامبالاة
أحمد(بلا مبالاة):مفيش سبت الشغل
أصابتها الدهشة
عايده(بإستغراب):ليه ياحبيبي إيه بس اللي حصل؟
جلس أحمد بجانبها يربت علي يديها
أحمد(بحنان شديد):حبيبتي متخافيش كله خير متشغليش بالك إنتي....وبعدين الشغل ده كان مؤقت إنتي عارفة إن ليا وظيفه تانية
ربتت علي شعره مقبله إياه
عايدة(بحب):{بنا يكرمك ياحبيبي ويديك الخير دايماً
قبلها أحمد ثُم قام
أحمد(بإبتسامة):عاوزة أغير هدومي يابطة إنتي
إبتسمت لمشاكسته بحب ولم ترد فقد دعت في نفسها أن يديمه لها ويحفظه من كل شر
أما هو فخرج من غرفته يلعن طويلة اللسان التي جعلته يخسر مصدر رزق جيد له ولوالدته المريضة فقط لأنها مغرورة.....كان يجب أن أصفعها صفعة تعيد لها توازن عقلها
دلف إلي غرفته الصغيرة المكونة من فراش صغير و منضدة عليها مرآه غيرإستبدل ملابسه وأدي فرضه ثُم ذهب لإعداد الطعام لحبيبته الوحيدة في هذه الحياة
والدته التي أصيبت بشلل رباعي في جميع أجزاء جسدها بعد حادثة تعرضت لها هي ووالده الذي مات علي الفور إعتنت به رغم عجزها وعلمته أن كرامته فوق كل شئ وأن المال يأتي ويذهب ولكن الكرامة تأتي مرة واحدة فقط...بعد نصف ساعة تقريباً عاد لوالدته بصينيه عليها الطعام
أحمد(بإبتسامة):الأكل وصل يا برنسيس
عايدة(تبتسم):تسلم إيديك ياحبيبي....ربنا يخليك ليا ياقلبي
وضع الصينيه علي الفراش وجلس بجانبها يُطعمها بيديه
أحمد:ويخليك ليا يا حبيبتي إنتي
تناولوا الطعام ما بين مشاكسات أحمد لها وإبتسامتها الحنونة
بعدما غطت في النوم قبلها من رأسها وخرج في هدوء لينام هو أيضاً لينعم ببعض الراحة فغداً يوم طويل بالنسبة له
...............................................
في مكتب طارق الفخم جاءه إتصال هاتفي من آسر رد عليه بسرعه
طارق(بلهفة):أيوة يا آسر ها فيه جديد؟
آسر(بهدوء):كله تمام يا باشا أنا بس مش عاوزك تتصرف في أي حاجة من غير ما تعرفني لأني مشيت في حاجة ومش عاوزك تبوظها ممكن؟
طارق(بتفكير):يعني علي ضمانتك هاخد الفيديو ومن غير شوشرة!!
آسر(بحزم):قلتلك يا باشا كله هيكون تمام بس إنت متدخلش تمام!!
طارق:ماشي يا آسر تمام هستني منك تليفون تقولي إن كل حاجة خلصت
آسر(بهدوء):تمام يا باشا
ثُم أغلق الهاتف بدون كلمة آخري....
نظر للغرفة المغلقه منذ البارحة لم يفتحها سوي مرة واحده في الصباح وضع الطعام بجانبها وخرج بهدوء إلا أنها إستوقفته بصوتها الهامس الذي يدخل إلي أعماق أعماقك إلا هو وهي تقول كلمة جعلته ينظر لها بحدة بل بعدم فهم..إسترجع ما حدث منذ ساعات
إستيقظ من نومه مع أنه لم ينم حقاً فلنسميها قيلولة سريعة وضع الطعام علي الصينية ودلف إلي غرفتها وضع الصينية علي الفراش بجانبها ثُم هم أن يخرج ولكنها إستوقفته قائلة برقة
أسيل(برقة):ممكن أصلي لو سمحت
أجفل مما قالت ونظر لها في حدة ثُم قال
آسر:إيه؟؟؟؟
أسيل(مرتجفة):أصلي يعني انا مصلتش خالص وده حرام عليا
حرك رأسه يميناً ويساراً دليلاً علي نفاذ الصبر
آسر(بحزم):قومي صلي
آسيل(مترددة):بس لازم اتوضي الأول
يالله ستقودني للجنون وأنا لست في بال مرتاح حتي أستمع لها ولتفاهاتها
آسر(فرك ذقنه):قومي إتوضي وصلي وإنجزي
قامت مسرعه من أمامه ودلفت لدورة المياه التي كان أقل ما يُقال عنها أنها منبع للحشرات صرخت بشدة جاء إليها في هدوء قائلاً
آسر(بلامبالاة):في إييييييه؟
أسيل(بخوف):إنت مش شايف الصراصير والحشرات دي أنا بخاااااف
أمسكها من ذراعها وأدخلها لدورة المياه قائلاً بنفاذ صبر
آسر:إخلصي وبطلي تعصبيني علشان مش هيحصلك كويس
لم ترد عليه من كثرة رعبها أغلقت الباب في وجهه وتوضأت سريعاً وخرجت رأته مستنداً إلي إطار الباب بهدوء هرولت من أمامه سريعاً ثُم شرعت في الصلاة
كان صوتها وهي تدعو وتبكي يُذكره بها بشدة...ذكري الحاضرة الغائبة
كل ما فيها يُذكره بها كثيراً
عندما أنهت صلاتها شكرته بإبتسامة صافية كاد أن يقتلها لتلك الإبتسامة هادراً بها في عنف
آسر(بقوة):هقتلك
ثُم خرج صافقاً الباب خلفه بعنف ظلت ترتجف بشدة إثر هذه الكلمات والدموع ملئ مقلتيها إرتمت علي الفراش تبكي بشدة وهي تُحدث نفسها
(هو انا عملت إيه يعني أنا بس شكرته إنه خلاني أصلي...ثُم أكملت بتذمر طفولي...بس بردوا مش هسكت غير لما أعرف مالك وإيه اللي خلاك كدا ,إيه اللي خلاك قاسي كدا وعنيك دايماً جامدة)
بعدما خرج من غرفتها ظل يذهب ويجئ كالأسد المجروح الحبيس....إنها تشبهها كثيراً في طفولتها ...حيويتها ...حبها للحياة...حتي فضولها الشديد
جلس بإرهاق علي الأريكة واضعاً رأسه بين يديه متذكراً ما حدث منذُ ثلاثة عشر سنة...آآآآآآه كم أنتِ مؤلمة أيتها الذكري كأن ما حدث حدث بالبارحة وليس منذ سنوات طوييييله جدااااا
إبتسم لأول مرة منذ سنين عندما تذكر تلك الإبتسامة الصافيه عندما كان معتاداً أن يشاكسها أو يُغيظها
إشتقتُ لكي توأمة قلبي وحبيبتي فقط إشتقت
مؤلمة أنتي ذاكرتي بكل ما فيكِ
هل أجد ما يسر وقد فقدت من أحببت
ذاكرة مقيتة وياليت بيدي النسيان
ذاكرة دامية وياليت بيدي التناسي
ولكن لم أستطع!!!!
تابع من هنا: جميع فصول رواية مشاعر حائرة بقلم تسنيم عبد الله
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا