مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية ذات الطابع الإجتماعى والمليئة بالكثير من التشويق والإثارة مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هند شريف علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف .
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الخامس عشر
إقرأ أيضا: رواية غرام
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الخامس عشر
ربما!!
ربما يوما ما سأجد نفسي التي فقدتها
ربما سأجد روحي التي زُهقت منذ زمن طويل
ربما سأجد ذاتي التي أهفو لها
ربما يوما ما ستكون الشوكة التي في خاصرتي هي طوق نجاتي
ربما!!
...........................................
عاد للمنزل بعد يوم مرهق حقاً كان يبحث عن وظيفة في المساء تساعده في مصاريفه الشخصية ومصاريف علاج والدته وبعد عناء طويل وجد وظيفة جيدة في مركز للحاسوبات والمعلومات وهو يصعد درجات السلم وجد ما جعل الدماء تغلي في عروقه
وجد هذه المتعجرفه تقف متملمة أمام منزله بالتحديد تضغد علي الجرس وترتدي ملابس من المفترض أن تنم عن البساطة ولكن وهي ترتديها مازالت تنم عن الأناقة والجمال زفر بغضب ونظر لها بعينين حادتين كالصقر وصدع صوته في أذنيها جعلها تغفل وترجع للوراء بإرتعاشه
أحمد:إنتِ بتعملي إيييييييييييييييه هنا؟
نظرت له كان علي بعد درجتين منها وشرارات حاده تنبعث من عينيه البنيتين.....إرتعشت من نبرته وعادت للوراء بخوف ولكنها إبتلعت ريقها وهمست متلعثمة
ريما:أنا....أنا..كنت...يعني..
حرك رأسه في يأس عندما وجد أحد الجيران ينظر لهم في ريبة فهو في منطقة شعبية وهذه الخرقاء لا تعلم ماذا سيقال عنها بوقفتها هكذا معه أمام بيته.....حاول رسم إبتسامة مجاملة للرجل ونظر لها في ثقة قائلاً
أحمد:إزيك وإيه أخبار طنط معلش أنتي عارفه ماما تعبانه بقي وانا كنت برا إتفضلي إدخلي ماما مستنياكي جوا
فتح باب المنزل ودفعها برفق للداخل ونظر للرجل مرة آخري ثُم قال في هدوء مصطنع
أحمد:عاوز حاجة يا عم محمود؟
تنحنح الرجل في إحراج فهو يعرف أحمد منذ ويعرف أخلاقه الحميدة جيدا فكيف يظن به الظنون
محمود:لا يابني سلامتك سلملي ع الحاجه عايدة
أومأ أحمد برأسه ودلف للداخل بهدوء مصطنع لا يعبر عن إنفجاره التالي
أما هي فكانت تقف حائرة لا تعلم ماذا تفعل وكيف سمحت له يدفعها هكذا كانت علي وشك الخروج عندما وجدته يعترض طريقها واضعاً يديه في جيبي بنطاله والشرارات تنبعث من عينيه
أحمد:مغرورة وقلت ماشي بجحه ولسانك طويل وقلت ماشي
ثُم أكمل بعصبية شديدة وهو يقترب منها
أحمد:إنما غبية ومبتفهميش دي اللي مش هسكتلك عليها إزاي تيجي لواحد غريب بيته يا أنسة إنتي إفرضي متجوز إفرضي صايع وعايش لوحدي إفرضي أبويا شافك وهزأك وقال عنك بنت مش كويسة ممكن تديني بس سبب واخد يخليكي متفكريش في كل دا!!!!!
كانت ترتجف بشدة من كلماته وفي نفس الوقت تفكر بها جيداً
كيف حقاً لم تفكر في كل هذا هل هو متزوج ....هل هو شاب غير أمين...هل والده بالمنزل ؟؟
أجفلت عندما صوت هادئ وحنون ينادي عليه
عايدة:أحمد حبيبي فيه حد معاك؟؟
نظر لها أحمد في غضب ثُم أشار لها أن تجلس ودلف للداخل
أما هي ظلت تنظر للمقعد المهترئ والمنضدة الصغيرة في المنتصف إحتضنت ذراعيها بخوف ربما تكون هذه زوجته وأنا المتطفلة عليهم في هذا الوقت
إقترب من والدته في حب وعلي وجهه إبتسامته المعهودة وقبل يديها قائلاً
أحمد:معايا ضيوف ياحبيبتي شوية وأجيلك ماشي؟
عايدة(بإستفهام):ضيوف مين ياحبيبي!!
أجابها وهو يخرج من الغرفة
أحمد:لما أخلص معاهم هقولك علي كل حاجه ياحبيبتي
خرج وجدها مازالت واقفة ببلاهه وتحتضن ذراعيها بخوف إقترب منها وقال بصوت قوي
أحمد:أفندم جاية عاوزة إيه؟
أجفلت كأنها جاءت فقط اليوم لتجفل من هذا الصوت نظرت له بتردد
ريما:أنا أسفة إني جيت من غير معاد هي مراتك مضايقه؟
نظر لها بعدم إستيعاب ثُم إستدرك ما ترمي إليه وجاوب بهدوء ينبئ بإنفجار قادم
أحمد(جازا علي أسنانه):دي والدتي...ممكن لو سمحتي أعرف إنتي هنا ليه؟
ريما(بتردد):أنا كنت جاية...علشان...بص بصراحه أنا رحت المطعم سألت عليك بس زميلك قالي إنك سبت الشغل
أحمد(مُقاطعاً):أيوة يعني وجيتي سألتي عليا ليه؟
ظلت تفرك يديها المتعرقتين بشده فهي لم تحاول الإعتذار لأحد من قبل ولكن هذا الإعتذار سيبني الكثير من شخصيتها القادمة ويجب عليها ذلك...إبتلعت ريقها بصعوبة ثُم أخذت نفساً عميق وبدأت الكلمات تخرج من شفتيها وهي مغمضة العينين
ريما:أنا كنت بدور عليك علشان أعتذرلك عن الأسلوب اللي كلمتك بيه ولما روحت الشغل وقالولي إنك سبته مترددتش لحظة إني أجيلك لاني عارفة إني غلطانه في حقك......أنا أسفة بجد علي طريقتي معاك
أخرجت نفساً عميقاً من رئتيها كأنها كانت تحارب لتقول هذه الكلمات فتحت عينيها ببطء وجدته ينظر لها بتدقيق ثُم وأخيراً بعد عناء طويل أشار لها بالجلوس
أحمد:إتفضلي إقعدي
...............................................
كان يتذكر ما حدث منذ ساعات وهي بين أحضانه حتي إبيضت مفاصله نظر لها وجدها تغط في نوم عميق علي الرغم من دموعها المنهمرة...........
دخولها المخزي له في المشفي تقبل يده وراسه وتتوسله أن يتنازل عن محضر الشرطة ضد هذا القذر الذي إنتهك براءة وروح وحياة طفلة لم تختبر الحياة بعد وبكل صفاقة تخبره أنها تخاف من الفضيحة التي سوف تلتصق بها طلبت منه فقط أن تنفصل عنه وستعود شقيقته للعيش معهم بسلام
نفض يديه من يديها بعصبية ناظراً لها بكره قائلاً
يوسف:إنتِ إيه مش أم مبتحسيش الكلب ده أغتصب بنتك قتل فيها كل إحساس للحياة وعلشان إنتِ الوصية عليها وأبويا في غيبوبة يا عالم هيقوم منها ولا لأ تتنازلي عن المحضر اللي أنا عملته بغبائي بإسمك ؟؟
فوزية(والدته):يابني ده علشان مصلحة أختك الناس مبترحمش
شخر بسخرية قاطعها قائلاً
يوسف:ااااااه وحضرتك بقي بتخافي أوي من الفضايح مش كدا!!
فوزية(بتردد):قصدك إيه بكلامك ده يا يوسف ؟؟
يوسف(بصوت حاد):والله ما هسيبه ولا هسامحك ولا هي هتسامحك علي تخاذلك في حقها للدرجادي وإياكِ تيجي المستشفي هنا وتقولي إنك جاية تتطمني علي بنتك لاني هقطعها لو قربتي من هنا
تركها وذهب وهو يعلم بداخله أن هذا الحقير قد جعلها تتنازل عن المحضر في مقابل أن يتركها وألا يفضحها في مكان سكنها ولكنه أقسم بداخله انه لن يتركه أبداً لن يترك حق صغيرته
عاد ينظر لها في حب وهي مازالت متشبثة بقميصه كالطفل الصغير....حاول الفكاك من كفيها الصغيرين مقبلاً إياها وخرج ليطمئن علي والده في الغرفة المجاورة
دلف إلي الغرفة وجده كما هو حاله منذ أربع أيام علي هذا الحال لا يتحرك جسده موصول بأجهزة التنفس وعيناه تدمعان إقترب منه في حزن وأمسك يديه برفق ثُم همس له بصوت متألم
يوسف:أنا عارف إنت حزين أد إيه وحاسس بالذنب لانك مخلتهاش تعيش معانا بس أوعدك أن حقها هييجي والله العظيم ما هسيبه
فقط ضغطة صغيره علي يديه علم منها أنه يشعر به يستمع له ولكن لا يقوي علي الرد
أجفل عندما سمع هرولة في الخارج وصوت الأطباء يعلو بالقرب من الغرفة خرج من عند والده سريعاً وجدهم متجمهرين في غرفتها إنطلق مسرعاً لها وجد ما لم يتوقعه
إسراء تقف علي حافة نافذة الغرفة ناظرة له بعينين فارغتين هالات سوداء تحيط بهما وكلمة واحدة فقط خرجت من بين شفتيها المترجفتين
إسراء:مش قادرة
قفزت من النافذة مع صرخه قوية بإسمها خرجت من بين شفتيه
...............................................
كان يجلس داخل زنزانة متعفنة يجلس علي فراش حديدي مهترئ يرتدي ملابس زرقاء بعدما حُكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً ليس لان قضائنا لا سمح الله نزيه ولكن لوجود من هم أكبر منه يريدون القضاء عليه في أسرع وقت ووجدوا ريما أفضل حل لهم
نظر للسقف الذي يقطر ماءاً من شدة الرطوبة والأرضية التي لا يغطيها سوي الحشرات والفراش ذو الغطاء الخفيف إبتسم بسخرية فها هو ياسين الذي كان ينام علي أغلي الأغطية وينعم براحه فراشه وكان منزله من السيراميك وأغلي المفارش يرقد في أقذر الأماكن الأن ولا يعلم إلي الأن من وضعه هنا
حتي جاء الحارس الذي نطق بإسمه بأنه لديه زيارة قام من مكانه بتكاسل فهو يعلم أن إبنه الوحيد لن يأتي لانه عندما طلب مساعدته وهو في الخارج رفض وبشدة حتي أنه طلب من والدته أن تذهب له ولم ترفض بل ذهبت مسرعه وطلبت الطلاق وحصلت عليه أيضاً
دخل لغرفة الزيارات ليري وجه لم يتوقع أن يراه في حياته أبداً
.................................................. .
إستيقظت من نومها شاعرة بماذا لا تعرف ولكنه حتماً شئ غريب عليها منذ أن إقترب منها بهذا الشكل لا بل منذ إحتضانه لها وهي تشعر بأمان يلفها وراحة تنعم بها...... بعيداً في عالم آخر كانت لتحظي به وحدها ولكن هنا وهي بهذه الحالة يجب أن تتخذ حذرها
شعرت بتلك الذبذبات تطن برأسها بشدة بحثت داخل حقيبتها عن بعض الاقراص التي إحتفظت بها لتساعدها علي تخطي الأيام القادمة حتي تعود أسيل تناولت قرصين بقليل من الماء
غيرت ملابسها وإرتدت سروال من القماش وقميص قطني باللون الأزرق ورفعت شعرها لأعلي بدبوس وخرجت من الغرفة ولكنها لم تسمع أي صوت بحثت في أرجاء المنزل وجدت مازن مستلقي علي الأريكة في الردهة واضعاً ساعديه علي عينيه وعلمت أنه يغط في نوم عميق من أنفاسه المنتظمة نظرت لساعة الحائط وجدتها قد تعدت الحادية عشر علمت أنها نامت كثيراً
تنهدت بخفوت وهي تنظر له في حيرة وبدأت تسترجع كل ما حدث معها منذ إلتقت به حتي الأن , تغلغل داخل كيانها دون أن تشعر بذلك ....عشقت إهتمامه وأدمنت إحساسه بالمسئولية تجاهها وإن يكن كل ذلك مجرد شفقة نحوها لم تبالي فقط أحبت ما شعرت به شعرت بأنها تمتلك روحاً وكيان بأنها شخصاً ذات أهمية...ولكن هل سيستمر كل هذا وإذا إستمر هل سيكتمل !!
ظلت كل هذه الأفكار تطوح برأسها إلا أن حركت رأسها يميناً ويساراً بيأس وهمت بالعودة للغرفة إلا أن أوقفها هذا الصوت الذي يرسل الرعشة في أوصالها في الأونة الآخيرة
بعدما تناول والديه الطعام وأصر والده ان يخرج ليتمشي وحده قليلاً قرر أن يستلقي علي الأريكة في إنتظار عودة والده ولكن أبي النوم ان يصل لعينيه فقد كان عقله ملئ بالأفكار....من ناحية شقيقته التي يعيش علي أمل صغير أن يلقاها...ومن ناحية آخري حبيبة خرقاء تعتقد أنه يريدها شفقة إلي أن سمع تنهيدة خافتة خرجت من بين شفتيها فعلم انها قريبة منه تنظر له فأحب هذا ولذلك لم يخبرها أنه مستيقظ يستمع لتنهيداتها بالقرب من أذنه التي تزيد من خفقان قلبه وكأنه مراهق في مقتبل العمر....عندما سمع خطواتها تبتعد قرر إيقافها بصوت عذب مازن:رايحه فين ؟
أحب إرتعاشها...لذلك إعتدل بهدوء علي الأريكة ليتأملها عن كثب ثُم قال بصوت هادئ
مازن:تعالي يا نادين
لا تعلم هل هي من تقدمت منه أم قلبها الذي قادها كل له...كل ما تعلمه أنها تقدمت منه بهدوء لا يخبر أبداً عن قلبها الذي يهدر بعنف في صدرها....تلعثمت بإحراج لفكرة أنه ربما يكون قد رأها وهي تحملق به كالبلهاء لذا بادرت بالقول
نادين:أنا...صحيت لقيت البيت هادي ولما جيت لقيتك نايم ...قلت يعني ادخل جوا علشان مقلقكش
قالتها وهي تجلس علي المقعد المقابل للأريكة
قال لها وهو يفرك عينيه من الارق
مازن:أنا مكنتش نايم كنت مريح بس لحد ما بابا ييجي أصله خرج يتمشي من شوية ومرضاش ياخدني معاه
نادين(وهي تفرك يديها):طيب أنا هقوم أشوف طنط
مازن(مقاطعاً):ماما أخدت الدوا ونامت وانا مش عاوز اصحيها علشان هتقعد تسأل عن أسيل وانتِ عارفه
أومأت رأسها بالإيجاب ولم ترد بل ظلت تفرك يديها ولم ترد مازن:تفتكري هيكلمك إمتي؟
نادين(بأسي): خايفه ميكلمنيش يا مازن بجد ده كلمني بقاله كذا يوم ولحد إنهرده ماتصلش ياااارب
ارجع رأسه للخلف في تعب وفرك ذقنه في تفكير
مازن:أنا بجد مش عارف ممكن نعمل إيه ....مفيش حاجه تتعمل ماتعملتش بوليس وده التصرف الطبيعي في موقف زي ده بس محصلش أي حاجة....حاولت أعرف الرقم اللي بيكلمك منه معرفتش أي حاجة كل أملي الوحيد أنه ييأس ويجيبها لان مش في إيدي حاجة تانية تجمعت الدموع في مقلتيها لمجرد الذكر أنه ربما يكون قد أذي أسيل...أرجعت خصلة تائهه من شعرها للوراء ومسحت الدموع في حزن نادين:تفتكر ممكن يكون عمل فيها حاجة!!
لم تكمل جملتها حتي إنفجر بها بغضب
مازن:إياكي تقولي حاجة زي دي أسيل كويسة!!
إرتعشت من غضبه وشرارة عينيه ولكنها آثرت الصمت فهي تعلم ما يمرون به من ضغط عصبي الأن...
أومأت برأسها في خوف ثُم إبتلعت ريقها
نادين:أنا أسفه مكانش قصدي والله أنت عارف الضغط اللي إحنا وكمان إحساسي بالذنب ناحيتها وكدا أنا بجد أسفة
تنهد بتعب شديد ونظر لها نظرة مليئة بالعجز والحزن
مازن:أنا اللي أسف بجد يا نادين زي مانتي قلتي الضغط العصبي والله خايف عليها أوي وحاسس بالعجز إني مش قادر أعمل حاجة ولا حتي أرجعها.....أسيل مكانتش مجرد أختي الصغيرة دي كانت أختي وصاحبتي وحبيبتي والبنت اللي برخم عليها طول الوقت..
(إبتسم بحزن ثُم أكمل)..كانت بتحب ترخم عليا علي طول وانا بذاكر لحد ما أشيلها وأرميها في حمام السباحة وكانت كمان بتحكيلي كل حاجة بتحصل معاها أنا كنت جاي ومقرر مبعدش عنها أبداً فجأة ألاقيها هي اللي بعيدة
نادين(بتأثر):متحسش بالعجز أرجووك صدقني ربنا هيحفظها علشانكم كلكم وهي كمان بتحبك اووي وكانت دايماً تحكيلي عنك وعن قربكم لبعض والله إن شاء الله هي كويسة بس إدعي ربنا وهو هيستجيب
مازن(بدعاء):ياااااااااااااارب
بعدما أتي والده من الخارج إستأذنت منهم وذهبت لتطمئن علي سميحة.....
إحتضن مازن والده بشدة بعدما ذهبت نادين فنظر له ياسر وجد الدموع ملئ مقلتيه شد من إحتضانه له ونظر له في تأثر ها هو بعدما صبر وصبر أخرج مشاعره وهذا حقه...قال له ياسر بصوت يقطر حناناً
ياسر:أختك هترجع إن شاء الله يا مازن أنا واثق من دا صدقني أسيل قريبة أوي من ربنا وهو سبحانه بس بيختبر صبرها وصبرنا علي البلاء وهيحفظها لينا إن شاء الله أنا عاوز يكون عند يقين في الله
اخذه من يديه وأجلسه علي الأريكة وجلس بجانبه وأكمل والدموع ملئ مقلتيه هو الآخر
ياسر:أنا عارف إنك كنت بتكتم اللي جواك علشاني أنا وسميحة وخلاص مبقتش قادر
نظر له مازن في حب وتأثر وأومأ برأسه بدون رد بل عاد بذاكرته للوارء منذُ سنوات عندما كانت زهرته وصغيرته تملأ أرجاء المنزل بالحيوية والنشاط......بعد علمها بسفره وبعده عنها يستذكر دروسه في غرفته بالطابق العلوي إلي أن إقتحمت عليه الغرفة بوجه مغرق بالدموع ملئ بالغضب وعينان تشعان حزن وبصوت متهدج من كثرة البكاء ولكنه أيضاً قوي من كثرة الغضب آسيل:أنت بجد مسافر تكمل دراستك برا مصر وهتعمل ماجستير كمان!!
نظر لها بدهشة وقام سريعاً إليها أمسكها من ذراعيها ببطئ....هو يعلم بشدة مدي حبها له وإرتباطها به ولن تقبل بسهولة فكرة بعده عنها لذلك طلب من والدته أن تقوم بإخبارها هي لانه لن يستطيع ولكن رؤيتها بهذا الشكل جعلته ينتفض من فزعه عليها...إحتضنها بشدة وهي ترتعش كالفراشة بين ذراعيه أجلسها علي الفراش بجانبه وقبلها من رأسها ثُم قال بصوت يقطر حنان
مازن:أسيل حبيبتي إنتِ عارفة إن علشان أحقق حلمي لازم أسافر مش هعرف أحققه هنا مش إنتِ اللي كنتِ دايماً بتقوليلي إوعي تتخلي عن حلمك صح!!
نظرت له بعينين زائغتين من كثرة الدموع وأومأت برأسها في حزن
أكمل هو في محاولة منه لجعلها ترد عليه
مازن:حبيبتي ردي عليا علشان خاطري هما كام سنة هتخلصي من رخامتي عليكي مش كدا !!
أخيراً ردت عليه بصوت ملئ بالحزن والغضب الطفولي من كلماته
أسيل:متقولش كدا بقي يارييييييت تفضل ترخم عليا بس متمشيش
مازن(محتضناً إياها):يابت منا هفضل أرخم عليكي بردوا....علشان خاطري يا أسيل بقي انا مش عاوز أسافر وإنتِ زعلانه كدا ياحبيبتي أسيل(بدموع):أنا عاوزاك تحقق حلمك والله ونفسي تكون أحسن دكتور في الدنيا بس هتوحشني أوي أوي....بس انا هكلمك كل يوم واخنقك كدهون لحد ما ترجع
عند ذلك توقف عن التفكير ونظر لوالده بحزن وهو يلهج بداخله بذكر الله ويدعو أن تعود شقيقته غافلاً عن تلك الرقيقه التي تراقبه بعيون دامعة وقلبها يهدر بعنف في صدرها ومع كل خفقة ينطق بحبه لهذا الرجل الرائع
...............................................
لقد قرر وإنتهي لا مجال للنقاش فعقله قبل قلبه لا يريد الإعتراف هكذا وكفي...أمسك هاتفه وقام بالإتصال علي طارق ليُخبره ما قرر أن يفعله ولكن لما يخفق قلبي بهذه الطريقة ماذا تفعل بي هذه الحمقاء!! نهر هذه الفكرة بشده وأمسك الهاتف حتي كاد أن يهشمه
آسر(بهدوء مصطنع):أيوة يا طارق باشا أنا خلاص هحل مشكلتك
طارق(بلهفة):إزاااااي ياآسر طمني؟؟
آسر:إزاي دي بتاعتي أنا لكن بكرا هتلاقي البت اللي معايا مع أهلها ومفيش أي شوشرة والفيديو ده ملوش أي لازمة يبلوه ويشربوا ميته
طارق(بتساؤل):يعني إيه مش فاهم.....لازم تفهمني هتعمل إيه؟
آسر(بإصرار):لما تشوف اللي هعمله هتعرف
ثُم أغلق الخط بدون كلمة آخري كعادته وقام بالإتصال علي عُمر
آسر:أيوة يا عُمر تعالي أنا عاوزك ضروري خلاص هنحلها
عُمر(بفرح):تماااااااام وأنا جاي حاالاً
كان عُمر يشعر بالنشوة لأنه قرر وأخيراً أن يحصل عليها وسيحصل عليها اليوم اما هو هنظر لباب الغرفة المغلق ولا يعلم لماذا قاده قلبه ليلقي عليها نظرة ربما تكون الأخيرة
فتح باب الغرفة ببطء وجدها مستلقية علي الأرض تنظر للسماء وتقرأ بعض أيات الكتاب الحكيم حتي وصلت لأية مست شغاف قلبه كأن الله يحدثه هو ولا يحدث سواه ......علم بأن الله يُحدثه ويراه
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
صدق الله العظيم
كم آثرت به ومست به ما لم يستطع أن يمسه من قبل فقط ربه حدثه.....ظلَ نظره مُركز عليها وهي تقرأ وتنظر للسماء والدموع تنهمر من عينيها كان علي وشك الخروج حتي سمع إسمه يخرج من بين شفتيها مقترناً بالدعاء له
زلزلة...هياج..إرتباك..دهشة...لا يعلم حقاً ماذا حدث فقد سمع هذا الصوت الرقيق الهادئ العاشق يدعو له وهو علي وشك التخلص منها
أسيل:ياااااااارب إهديه يارب آسر أنا معرفش غير إن إسمه أسر ده اللي سمعت صاحبه بيناديه بيه يارب إهديه وقربه منك يارب إبعده عن كل شر وإحفظ حياته وإحميه
كانت تلهج بهذه الكلمات والدموع تنهمر من مقلتيها بشدة....شعرت بمن هو نظره مسلط عليها مسحت دموعها في إرتباك وخشيت أن يكون سمعها نظرت له في خوف وترقب
عندما نظرت له بتلك العينين المتوسلتين الدامعتين هتضرب قلبه ضرباً بالرصاص ولا تعطيه الفرصة للفكاك منهما لأول مرة منذ زمن طويل إبتلع ريقه في غضب منه من نفسه
إقترب منها في عصبيه فقامت مسرعة في خوف
خوف...ترقب...إرتباك هذا ما كانت عليه وهو مُشرف عليها كالوحش
تنحنحت في إرتباك ثُم بدأت هي في الكلام
أسيل(بصوت متهدج):أنا بجد أسفة علي كل اللي سببته ليك سامحني مكنش قصدي أجي وأصور الفيديو وأهرب في بيتك إنت بعيد عن كل الناس بجد أسفة
لحظة...لحظتان لم يستوعب ما قالته ولكن لم يظهر علي وجهه أي تعبير قال كلمة واحدة خرجت من بين شفتيه بنفس هادر
آسر:إنتِ بتعملي إيه علي الأرض؟؟
أسيل(ببراءه):بدعي ربنا يخرجني من المحنة اللي أنا فيها دي و...
لم تكمل كلماتها فقد تحولت نظرة الإرتباك إلي رعب خالص ونظرة رجاء لهذا الآسر ولمسة رقيقة من كفيها الصغيرين لقميصه
في البداية نظر لها بعدم فهم إلي أن سمع الصوت الذي جعل يديها ترتعشان فوق قميصه
عُمر(بمكر):معلش إتأخرت عليك
ولكنه لم يكن ينظر له بل كانت نظراته تخترق هذه الفأرة المرتعشه بجانبه والمتشبسه بقميصه كالطفل الصغي...أمسك يديها برفق لا يعلم كيف ولكنه تقدم من عُمر وأغلق باب الغرفة وجعل عيناه هو هي آخر ما تراه هي حتي تطمئن....ولم يكن يعلم أن قلبه كان بالداخل معها
وضع يديه في جيبي بنطاله متصنعاً اللامبالاة وقال بدون مقدمات
آسر:البت اللي جوا دي هترجع والفيديو مش هيعرفوا يعملوا بيه حاجه وانا كلمت طارق وقلتله
عُمر(بدهشة):ترجع إزاي يعني !!!
آسر(بهدوء):زي الناس هوديها بيتها وخلص الكلام
عُمر(بعصبية):لأ بقي مش كل حاجة بمزاجك أنا عاوزها الاول وبعد كدا إعمل فيها اللي إنت عاوزه
ماهذا الغليان الذي يشعر به...وما هذه العروق النافرة التي يشعر بها تكاد تنفجر في رقبته فرك قبضتيه ثُم حاول التحدث بأقصي درجات الهدوء لديه
آسر:مالك بتزعق كدا وبعدين يعني إيه عاوزها دي مش فاهم؟
عُمر(إزداد غضبه):عاوزها يعني عاوزها إنت فاهم قصدي كويس يا آسر وبطل بقي الدور ده البت زي أي واحده وداخله دماغي هخلص وبعدين رجعها زي مانت عاوز
كان قد وصل لأقص درجات الإنفجار لديه أمسكه من تلابيب قميصه وقال بصوت كالفحيح
آسر:لو فكرت مجرد تفكير إنك تقرب منها يا عُمر حياتك قصادك الفكره دي
نفض عُمر قميصه من قبضتي آسر وذُهل من هذا الحديث ولكنه ذهب وهو يرد عليه بصوت يكاد يخرق أرجاء المنزل
عُمر:مشكل مرة هتاخد وتعمل اللي إنت عاوزه ومن إنهرده كل اللي بيننا إنتهي والبت دي بتاعتي شئت أو أبيت يا آسر باشا
لم يرد عليه ولكنه علم بداخله أن عُمر لن يتهاون في أخذ حقه منها وهو لن يتحمل وهو يعلم جيداً قدرته علي حمايتها ولكنه خائف أيضاً عليها وبشده نظر للغرفة المغلقة وقرر إالقاء نظر عليها
فتح باب الغرفة وجد وجهها مصفر وعينان جاحظتان وشفتين مرتجفتين أقبلت عليه مسرعه وأمسكت قميصه في توسل
آسيل:إنت مش هتخليه يؤذيني أنا عارفه عارفه ومتأكده علشان كدا مش خايفه علي نفسي إنت هتحافظ عليا أنا عارفه ده قلبي بيقولي كدا
كانت تنطق بالحروف بصوت متهدج من البكاء والخوف والترقب لمحة من الخوف لاحت علي ملامحه ثُم إختفت في لمح البصر ولكنها لم تخفي عليها
رد عليها بهدوء لا ينم عن الثورة الهائجة بداخله الأن
آسر:أسفة علي إيه؟؟
إرتبكت من السؤال لا تعلم إن كل شئ يقوم به أو يقوله يزيد من إرتباكها...فركت كفيها الصغيرتين بتوتر وخوف ثُم قالت في محاولة بائسة منها لجعل قلبه يتحرك بشئ
أسيل:أنا كنت بدعيلك...بدعي إن ربنا يبعدك عن كل شر ويحميك من كل سوء ويهديك
هل يتحرك بداخلي شئ حقاً!!....هذه الفتاة تتغلغل بداخلي دون أن أشعر تُحرك بداخله كرهه وبشده أو أحبه وبشدة لا يعلم كل ما يعلمه هذا التخبط الذي يشعر به وخفقات قلبه المتزايدة والهادره في صدره......رد بغضب شديد
آسر:وإنتِ مالك بيا أصلاً...وتدعيلي ليه وتخافي عليا لييييه
أكمل وهو يمسكها من ذراعيها وأنفاسه الحارة تلفح وجنتيها المشتعلتين بشدة
آسر:ملكيش دعوة بياااااااا إنتِ فاهمه
لا تعلم ما تلك القوة التي أتتها ولكنها أجابته بقوة وعدم خوف
آسيل:مقدرش ميكونش ليا دعوة بيك مقدرش غصب عني....إزاي وإمتي ليه حبيت قاتل وخاطف معرفش
تلك الكلمة التي إخترقت حصونه بشدة وبرجه العاجي الذي يعيش به جعلته في حالة من التيه...تركها كأنها لسعته بسلك كهربائي أخذ نفس عميق قبل أن يستعيد هدوءه المصطنع قائلاً
آسر:أنتِ عاوزة ترجعي لأهلك ولا لأ؟؟
وعدتُكِ.. أن أحسِمَ الأمرَ فوْراً..
وحين رأيتُ الدموعَ تُهَرْهِرُ من مقلتيكِ..
ارتبكْتْ.. وَعَدْتُ..
بإلغاء عينيْكِ من دفتر الذكرياتِ
ولم أكُ أعلمُ أنّي سأُلغي حياتي
ولم أكُ أعلمُ أنِك..
- رغمَ الخلافِ الصغيرِ – أنا..
وأنّي أنتْ..
وَعَدْتُكِ أن لا أُحبّكِ...
- يا للحماقةِ -
ماذا بنفسي فعلتْ؟
لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،
والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ..
مطر يغسلني أنتِ.. فلا
تحرميني من سقوط المطر
بصري أنت. وهل يمكنها
أن ترى العينان دون البصر؟
تابع من هنا: جميع فصول رواية مشاعر حائرة بقلم تسنيم عبد الله
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا