مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية ذات الطابع الإجتماعى والمليئة بالكثير من التشويق والإثارة مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هند شريف علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع عشرمن رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف .
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل السابع عشر
إقرأ أيضا: رواية غرام
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل السابع عشر
أنتِ بالذات!!
................
إلي متي ...الي متي تُسلب منا أحلامنا ونشاهد بصمت
إلي متي نحارب وحدنا طواحين الهواء آملين الا نيأس
إلي متي تمر حافلة الحلياة بجانبنا دون إعتبار لوقوفنا
إلي متي نخسر كل شئ..كل هدف..ونسقط بعيداً تنجرع مرارة الفقد
...........................
دهشة ممزوجة بعشق..نبضات قلبه التي تعصف به كالأمواج...نظرة عينيها المغشيتين بالدموع وإرتجافة جسدها الضئيل....كل هذا كان كفيل بتحطيم كل الحواجز التي بناها هو لنفسه ,هبً إليها أخذاً إياها بين أضلعه كأنما يزرعها يمدها الأمان ويستمده منها..يعطيها الحنان ويأخذه منها
إرتجافة جسدها بين ذراعيه جعلت قلبه يدق ناقوس الخطر...فقد أقسم علي حمايتها حتي من نفسه
نظر لوجهها المغطي بالدموع وشفتيها المرتجفتين فقد كانت ترتعد بشدة وتردد بتحشرج
أسيل:أنا...أنا قتلت روح..قتلت إنسان..أنا...
كانت الكلمات تتقطع علي شفتيها وتسابقها دموع عينيها...زرعها مرة آخري بين أضلعه ودً لو يضعها بداخله ولا يخرجها أبداً
شعُر بسكون جسدها بين ذراعيه نظر لها وجدها لا تتحرك ولكن مازالت الدموع تتسابق في الهطول
لأول مرة منذ أن دخلت جحره يناديها بإسمها هزها برفق
آسر(إبتلع ريقه):أسيل إنتِ كويسة؟
لم تكن تعي أي شئ أمامها نظرت له بوجه مُغرق بالدموع وجسد إستعاد إرتعاشه مرة آخري وشفتين زرقاوين
أسيل:أنا قتلت روح...قتلت إنسان عاوزني إزاي أكون كويسة!!
نظر لها بتشوش ثُم إنتقل بنظره للجسد الملقي بالقرب منهم إقترب منه في حذر ثُم نزل علي ركبتيه ينظر له لمكان الطلقة وجدها بالقرب من أذنه والدماء تسيل بغزارة
ها هو آسر من يقتل كل يوم ولا يبالي وهي تقتل مرة واحده وتبكي بشدة...هو من فقد الشعور منذ زمن تجعله هي يشعر بذنوبه التي أثقلت كاهله منذ سنوات..تجعله يري أعين كل من سلبهم حياتهم دون وجه حق في عين عُمر الذي قُتل أمام ناظريه الأن...هو لم يكن يبالي حتي بحاله تذكر شريط ذنوبه أمام عينيه في لحظة واحده ثُم نظر لها وجدها تنظر له بنفس العينين المتوسلتين اللتان كانتا سبب كبير في شقائه إلي الأن
قالت له في خوف وهلع
أسيل:هو مات خلاص؟
رد عليها في تردد
آسر:مش عارف الحقيقه
نظرت له في تردد وخوف من رد فعله
آسيل:ممكن نوديه المستشفي ؟؟
لما يشعر بالتخبط فهذا يحدث معه كل يوم..لما توقف عقله عن التفكير الأن...هلا توقفت فقط عن النظر له بتلك الطريقة إنها تسلبه الإرادة أمام عينيها المتوسلتين وشفتيها المرتجفتين هكذا
سمع صوتها الرقيق يناديه مرة آخري وهي مازالت منهارة علي الأرض
أسيل(برجاء):أرجوك أنا مش عاوزاه يموت ولو بإيدينا نلحقه يبقي نلحقه دلوقتي أرجوك
لم يرد عليها ولكنه تذكر شيئاً هاماً قام مسرعاً أخذاً إياها من يديها وخرج من المنزل...حاولت مجاراة خطواته ولكنه كان أسرع منها فتح باب السيارة ووضعها في المقعد الأمامي ربط لها حزام الأمام وجلس علي المقود وإنطلق
صرخت في وجهه والدموع بدأت في الهطول من مقلتيها قائلة في هلع
أسيل:إنت هتسيبه يموووت حرام عليك أرجوك خلينا نرجع
نظر لها نظرة مشوشة ثُم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وقام بالإتصال علي سيارة الإسعاف أخبرهم أن هناك في هذه المنطقة رجل مصاب بطلق ناري واغلق الخط ثُم رمي الهاتف أمام عينيها المذهولتين ولم ينظر لها مرة آخري فقط إتخذ طريقه
أما هي فنظرت له ومن بين دموعها لاحت نظرة إمتنان وعشق خالصة بعينيها ثُم همست بشفتين مرتعشتين
أسيل:شكراً
لم يستطع النظر لها فقد فاق كل قدراته علي التحمل وقد قرر فعل ما يفعله الأن لها ولها فقط....فقط قال بهدوءه الظاهري
آسر:العفو
إنطلق إلي منطقة المقطم حيث يقطن منذ زمن بعيد ترجل من السيارة و اخذها معه ثُم دلف للمنزل تركها في الردهة ودلف لغرفة النوم أتي بشئ وخرج ثُم نظر لها نظرة لم تفهم معناها وأخذها وخرج مرة آخري وهي كل هذا لا تستوعب ما يجري ولكن عندما صعدوا للسيارة لم تستطع أن تصمت أكثر لذلك قالت بوجل
أسيل:هو احنا جينا هنا ليه ورايحين فين خلاص هتموتني ؟
قالت الكلمة الأخيرة والدموع تسارع في السقوط من مقلتيها
لدهشتها إبتسم إبتسامة واسعه ولم يرد عليها بل إتخذ طريقه وإنطلق لنهاية المطاف
.................................
أكرر للمرة الألف أني أحبك.. كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟
وحزني كالطفل.. يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر.. دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين والتي لا تعرفين.. أحبك أنت.. دعيني أفتش عن مفرداتٍ.. تكون بحجم حنيني إليك.. بالماء، والعشب، والياسمين دعيني أفكر عنك.. وأشتاق عنك.. وأبكي، وأضحك عنك.. وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين..
عاد في المساء كان قلبه مثقل الهم بالمشاعر والقلق لا يعلم ماذا يفعل
ولم يعد يعلم ما يريد فهو منهك القوي...هذه الغبية لا تعلم مدي عشقه لها بل هو متيم بها وكل ما تقوله انها شفقه منه وكيف تكون شفقة حبيبتي وأنا أتنفس هواء عشقكِ أنتِ فقط!!
علم من سكون المنزل أن الكل نائم...إقترب قليلاً من غرفتها وأسند ظهره للباب هامساً بالقرب منها وهو يتنفس بصعوبه
مازن:آآآآه لو تعرفي عملتي فيا إيه ياأم دماغ ناشفة إنتِ..إزاي لسه مش شايفه حبي..لسه مش عارفه أد إيه بحبك...نفسي بس تشيلي من دماغك فكرة إني بعمل كدا معاكِ شفقة....آآآآآآآه يا نادين لو تعرفي بحبك أد ايه بحبك وبس..يمكن كنت غبي لما إتصرفت بعصبية معاكِ بس صدقيني غصب عني....سامحيني ياحبيبتي
أخرج نفساً عميقاً ثُم دلف للشرفة يستنشق بعض الهواء بعدما أخرج بعض ما يعتمل بداخله وإبتسم إبتسامة تحمل أعظم معاني العشق
لم يكن يعلم انه ترك ورائه فتاة تتمزق بالداخل مسندة ظهرها وراء باب الغرفة وإستمعت لكل همسة خرجت من بين شفتيه
كانت تبكي بشدة وإنهارت وراء الباب لما سمعته منه لم تكن تعلم بهذا الكم من المشاعر ولكن انا لا أستحقه فأنا ملوثة حتي أخبره بحبي يجب أن أكون جديرة به وسأكون جديرة به ولكن ليس الأن......جسدها كان هامداً فهي بحاجة لجرعه وجرعه كبيرة أيضاً أصبح جسدها يتأكلها كثيراً والصداع لا يكاد يترك رأسها حتي يعود مره آخري
كانت تبحث كالمجنونة داخل الغرفة عن أي شئ يهدئ هذا الصداع قليلاً حتي وجدت قرص داخل سروال لديها تناولته وتمددت علي الفراش في محاولة منها للإسترخاء تسترجع شريط ذكرياتها الأليم والدموع تتساقط في صمت
...................................
في مكان آخر بعيد كل البعد عما نمر به كان هناك رجل في أواخر الخمسينات ِأشيب الشعر زادت التجاعيد من وجهه الجميل طيبة وكان هناك حنان يتدفق من عينيه البنيتين لكل من يراه...مستلقي علي فراش لأنه ممنوع من الحركة فهو مصاب بشلل رباعي كانت الممرضه قد وضعت أمامه كتاب الله علي الصفحة التي يريدها ليقرأ ما تيسر منها...بعدما قرأ ما أراد طلب من الممرضه خلع نظارته الطبية وأن تضع المصحف في مكانه
نظر للسماء والدموع ملئ عينيه يتذكر ما حدث منذ سنوات عندما طلبت زوجته المصون الطلاق بسبب الأموال وأصرت أن تأخذ طفلته بعيداً عنه وتركت له الإبن لانه علي حسب كلامها يستطيع تدبر أمره علي عكس الفتاة..وعندما إنتهت عدتها تزوجت أحدهم ولم يكن سوي طامع في منزلها الذي ورثته عن عائلتها وهكذا إنتهي به الحال قعيد عندما إعتدي هذا الحقير علي طفلته التي لم تكمل السادسة عشر ربيعاً وهو من الصدمة أصيب بالشلل الرباعي ودفع إبنه الأكبر الثمن بقتله لهذا الحقير ودخوله مركز إعادة التأهيل للقصر
ليخرج شخصاً آخر غير يوسف الحنون المتفهم الذي عرفه منذ الأزل
كانت الدموع تتسابق بالهطول وهو يمسحها بحزم ويدعو لإبنته بالرحمة علي ما فعلت هكذا ظل جليس هذه المشفي منذُ وفاتها حتي عندما خرج إبنه من مركز التأهيل لم يرد أن يُخرجه من المشفي فقد قال له أن يريد أن يعمل أولاً حتي يجد لهم مكاناً جيداً للعيش ومنذ ذلك الوقت وهو يذهب له للإطمئنان عليه وكلما تأخر الوقت يخبره أنه مشغول في بعض الأعمال وسيعود قريباً
أهكذا تنساني يوسف وأنا من أردتُك سندي في هذه الدنيا بعد رحيلها وبعد كل ما حدث أخرجه من ذكرياته صوت الممرضة وهي تخبره بإتصال هاتفي طلب منها وضع الهاتف علي أذنيه بلهفة لأنه يعلم أنه هو
إبراهيم:يوسف!!
آسر(يوسف):إزيك يابابا؟
تنهد إبراهيم في حزن ثُم قال
إبراهيم:إتأخرت عليا أوي يابني ووحشتني وإنت وعدتني إنك هتيجي وإتأخرت عليا أوي
تذكر ما حدث منذ ساعات فغلف وجهه الجمود وعيناه إمتلئتا بحزن عميق ثُم قال بصوت يخرج لأول مرة من أعماق أعماق قلبه
يوسف:أنا هجيلك بكرا خلاص ويمكن مفضلش جنبك علي طول بس علي الأقل هرجع يوسف بتاع زمان إبنك اللي ربيته وإديته كل حاجه وعلمته كتير أوي أوعدك بس كل اللي بطلبه منك إنك تسامحني يا بابا سامحني
أنهي المكالمة وهو يخرج نفساً عميقاً جداً محملاً بعبق السنوات التي مضت من حياته وكل الألام التي مرً بها..إنطلق بسيارته تاركاً خلفه روح تبكي رحيله ولكنها لن تبرح مكانها في قلبه أبداً
..................................
في تلك المنطقة المهجورة أتت سيارة إسعاف وبالطبع بعد فوات الآوان إبتسم أنت في مصر...كان عُمر قد لفظ أنفاسه الآخيرة عند وصول سيارة الإسعاف قام أحد الأطباء بالإتصال علي الشرطة لتقوم بالتحقيق في هذه الجريمة...بعد حوالي ساعة تقريباً أتت سيارات الشرطة حاول الضباط تفتيش المنزل للبحث عن هوية المقتول أو أي شئ يدلهم علي القاتل ولكن لم يكن هناك سوي دماء عُمر..قامت الشرطة بوضع الشمع الأحمر علي باب المنزل وجثة عُمر للمعمل الجنائي حتي يفحصها وكان هناك أحد الضباط الذي يعملون تحت إمرة عبد الرحمن وكيل النائب العام عندما تحقق من شكل عُمر تذكر أنه رآه من قبل
قام بالإتصال علي عبد الرحمن
عبد الرحمن(بتساؤل):بتتصل بيا دلوقتي ليه يا محمود؟
محمود(بتردد):انا أسف يافندم ولكن فيه جريمة قتل حصلت في مكان قريب من الصحرا والمقتول واحد م الإتنين اللي كانوا في الفيديو اللي حضرتك وريتهولي من أسبوع تقريباً
إعتدل في مكان يسترجع ما حدث ثُم تذكر أنه يقصد الفيديو الذي أتي به مازن..قال له بحذر
عبد الرحمن:وعرفت هو مين!!
محمود:للأسف لأ يا فندم إحنا فتشنا المكان حتة حتة وفتشناه بس مفيش أي حاجه عنه عرفناها
عبد الرحمن:طيب أنا عاوز صورة ليه تجيبها وتيجي حالاً عند بيتي علي ما ألبس وأنزل أقابلك تمام؟
محمود:تمام يا فندم نص ساعه وأكون عند حضرتك
أغلق عبد الرحمن الهاتف وهو متوجس من القادم فربما يكون هذا الرجل هو من إختطف إبنة ياسر الصياد وإذا كان هو فعلاً فأين ذهبت بعدما مات وهل عثُر طارق عليها أم ماذا حدث!!
ولكن طارق ليس بهذا الغباء ليقتل رجلاً ويترك آثره وراءه فهو عضو في مجلس الشعب وذو سلطة كبيرة....إتخذ قراره بعدما أنهي إرتداء ملابسه وقام بالإتصال علي ياسر حتي يخبره ما حدث
كان ياسر وزوجته يتلمسان الراحة بعد تعب كبير لأن غداً وعلي حسب ما قاله مازن أن إبنتهما ستعود لهما لم يسألا كيف لأن قلبهم المشتاق لم يعطهم هذه الفرصة....رن هاتفه عدة مرات وعندما علم هوية المتصل تسلل من جانب زوجته لخارج الغرفة ثُم ضغط علي زر الرد
ياسر(بضيق):أيوة يا عبد الرحمن
رد عليه بتردد
عبد الرحمن:إزيك يا ياسر..أنا أسف إني إتصلت في وقت زي ده لكن إحنا لقينا واحد من الإتنين اللي بنتك مصوراهم هي وصاحبتها مقتول في بيت في الصحرا
رد عليه ياسر بصدمة وذهول ممتزج بخوف شديد
ياسر:إنت بتقول إيه أنا مش فاهم حاجه لقيت أسيل طيب
رد عليه عبد الرحمن بأسف
عبد الرحمن:الحقيقه لقينا جثته لوحدها بس عاوز أتأكد أن هو علشان كدا لو تقدر تيجي دلوقتي إنت وصاحبتها علشان تتعرف عليه يبقي ده بيقربنا خطوة من أسيل
رد عليه بسرعه ولهفة
ياسر:أكيد طبعا مسافة السكة وأكون عندك
أغلق الهاتف ونظر لمازن الواقف أمامه بتساؤل فأخبره ما حدث لكن طلب منه عدم إخبار والدته الأن بما يحدث حتي لا تفزع فربما شئ سئ قد حدث
لذا ذهب مازن لغرفة نادين طرق الباب عدة مرات حتي ردت عليه بصوت نائم مرهق
نادين:ممممممممم
مازن:نادين قومي بسرعه فيه تطورات في موضوع أسيل
طرق مرة آخري بقوة حتي تستفيق وبالفعل فتحت عينيها تحاول التركيز بعد سماعها إسم أسيل..فركت عينيها بتعب ثُم قامت من الفراش نظرت لوجهها في المرآه وجدت آثار الكحل في عينيها المتورمتين من البكاء حاولت مسح اثار لليلتها البائسه سريعا وخرجت لتجد ياسر يذهب ويجئ في الردهة حتي رآها وهرُع إليها قائلاً
ياسر:عبد الرحمن كلمني يابنتي وقالي أنه واحد من الإتنين اللي وأسيل صورتوه إتقتل وكان عاوزك تيجي علشان تتعرفي عليه وده في صالح أسيل
ردت عليه في صدمة
نادين:إيه!! طيب وأسيل ولقوها ولا لأ
رد عليها مازن في حزن
مازن:لأ ملقوهاش ممكن نروح دلوقتي نشوف الراجل ده !!
نادين:طبعاً
رد مازن وهو ينظر لوالده
مازن:خلي حضرتك هنا يا بابا علشان لو ماما صحيت متلاقيناش كلنا برا وتقلق وعلشان أعصابك بردوا
حاول ياسر الإعتراض ولكن أصر عليه مازن فإستسلم لطلبه وإنطلق مازن ونادين في طريقهما
.........................................
عندما دلفت لمنزل هايدي وجدته قد إختلف كثيراً عن آخر مرة ذهبت بها فقد كان مليئاً بالدفئ والهدوء....من الواضح أن هايدي لم تتغير وحدها بل عائلتها بالكامل أخويها الصغيرين ووالدتها ووالدها طريقتهم المحببة في السلام عليها حديثهم معها وعن العريس المنتظر لإبنتهم شعرت بالدفئ يسري في كل أنحاء جسدها
وجدت صديقتها تركض نحوها كفتاة في الخامسة عشر بإبتسامة مشرقة تجرها من ذراعيها بعيداً عن والديها لتحدثها عن محمد خطيبها
هايدي:إتأخرتي ياوحشة كنتِ فين؟
إبتلعت ريقها ثُم قالت
ريما:كنت بزور ياسين الحسيني وكمان رحت لبنت الأستاذ أشرف زي ما وعدته
ردت عليها هايدي بدهشة
هايدي:رحتي لعمك؟؟
قاطعتها ريما بقوة قائلة بألم
ريما:مش عمي...وأيوة رحتله علشان أشمت فيه بس..
بدأت الدموع تتساقط من عينيها وهي تكمل بحزن
ريما:مقدرتش حتي أشمت فيه بعد كل اللي عمله فيا مقدرتش أشمت فيه شفتي
إنهارت جالسة علي أقرب مقعد...جلست هايدي بجانبها تحتضنها بشدة تبثها الأمان وهي تقول بحنان متدفق
هايدي:ده لأن إنتِ كويسة والحمد لله إن ربنا حاسبه علي كل بلاويه إنتِ أحسن منه علشان كدا حسيتي بالشفقة ناحيته...وبعدين هو حضرتك جاية يوم خطوبتي تعيطي فيه إيه ياحجه
إبتسمت من بين دموعها وحمدت الله كثيراً علي وجود هايدي في حياتها
ريما:بابا كلمني يا هايدي وقريب أوي هرجع البيت
إبتسمت هايدي بفرح وإحتضنتها قائله
هايدي:إيه الخبر الحلو دا الحمد لله وإتصالحتوا خلاص
ردت عليها ريما بإبتسامة هادئة
ريما:تقريباً هي كانت مكالمة صراحة ولما أقابله أكيد هنتكلم أكتر بس لما أخلص من آسر
توحشت عيناها عند نطق إسمه....تفاجئت بهايدي تسمكها من ذراعيها بقوة قائلة بعنف
هايدي:كفاية لحد كدا بقي يا ريما إرحمي نفسك إنتِ تعبتِ إدي لنفسك فرصة تعيشي حياتك بقي باباكي وكلمك وهترجعي بيتك سبيه وإنسيه بقي
نفضت ذراعيها من هايدي قائلة وبدأت الدموع تنهمر من مقلتيها
ريما:أنساه إزاي وانا كل لما أنام بفتكره وبقعد أفكر يا تري كل اللي حصل ده حصل بجد ولا أنا كنت بحلم....أعيش حياتي إزاي وهو سرق الحلم اللي أنا بحلم بيه في حياتي !!
توقفت عن الحديث ونظرت لصديقتها بألم قائلة
ريما:أنا أسفة بجد إني بوظتلك اليوم خلينا فيكي ياعروسة بقي وتعالي نزين البيت وبعدين نتكلم ممكن؟
نظرت لها هايدي بحب شديد ثُم إحتضنتها قائلة
هايدي:عاوزاكِ تعرفي إني بحبك أوي ونفسي بس تعيشي حياة طبيعية وتعرفي إني هفضل جنبك ومش هسيبك أبداً
تمسكت بها بشدة كأنها طوق النجاه والدموع مازالت تتساقط ثُم قالت
ريما:ربنا يخليكي ليا ياهايدي وميحرمنيش منك أبداً..يلا بقي تعالي نشوف العروسة الجميلة هتلبس إيه بكرا
وبدأت الفتاتان في إنتقاء فستان يليق بهايدي وحاولت ريما نسيان ما تحدثتا به ولم تنسي أنها لم تخبر هايدي عن أكبر مقابله في هذا اليوم التي جعلتها أكثر إنتعاشا ولا تعلم السبب
........................................
دخل إلي والدته وجدها تنظر له بريبة إبتسم إبتسامه واسعه ثُم إقترب منها مُقبلاً كفيها وقال بمشاكسه
أحمد:حبيبتي مخاصماني ولا إيه؟
إبتسمت عايدة لمشاكسته الجميلة ثُم قالت
عايدة:مين كان معاك برا يا ولد ومتقوليش واحد صاحبك فاهم؟
ضحك أحمد بشدة فمازالت والدته تعامله كمراهق لم يتعدي العشرين
أحمد:لا ياستي مش واحد صاحبي هحكيلك كل حاجة
حكي لها بإختصار عن زيارة ريما وعما حدث من قبل معها لاحظ إبتسامة والدته الهادئة ثُم قالت بحكمة
عايدة:من الواضح إن البنت دي ملهاش حد يفهمها علشان تيجي لواحد غريب بيته حتي لو كانت جاية تعتذر
رد عليها أحمد بمنطقيه
أحمد:تقريباً كدا أهلها مش مهتمين بيها خالص دي كانت في المطعم الساعه 11 بالليل ياماما لوحدها تخيلي؟
عايدة:ربنا يحميها ويهديها هي واللي زيها معظم الاهالي اللي معاهم فلوس كدا أصلاً
أحمد:بس هي غريبة يعني لو شفتيها وهي بتتكلم معايا في المطعم متقوليش أبداً إن هي دي البنت اللي كانت هنا من شوية متوترة ومكسوفة ولابسه لبس عادي بالنسبة للبس اللي كانت لابساه وقتها
نظرت له عايدة نظرة فاحصة فضحك بشدة ثُم قال
أحمد:يا ستي أنا مشوفتهاش غير مرتين مرة هزأتها والمرة التانية هي إعتذرت متبصيش كدا انا بس بستغرب عليها وليه جت إعتذرت
عايدة(بإبتسامة):إمممممم طيب....إنت معاك حق فعلاً دي حاجه غريبة بس طمني عليك بقي لقيت شغل ولا لسة
رد عليها أحمد بهدوء ناظراً للناحية الآخري وهو يتذكر من تسببت في تركه عمله محاولاً جعل والدته لا تقلق فإضطر للكذب عليها
أحمد:لقيت شغل في شركة أدوية مندوب مبيعات
عايدة(بفرحة):الف ألف مبروك ياحبيبي ربنا يوفقك يارب
إحتضنها أحمد بشدة قائلاً
أحمد:ربنا يخليكي ليا يا أمي وميحرمنيش منك أبداً...هقوم بقي أعملك أحلي عشا يا أحلي عايدة
ثُم ذهب لغرفته لتبديل ملابسه ولم يخلو تفكيره من تلك الفتاة الغريبة قبل يومين تحدثت معه بعجرفه متناهية واليوم تتحدث معه بتردد وخجل شديدين ....إبتسم بعجب وذهب لتحضير العشاء لوالدته
..............................................
الطريق كان كل منهما شارداً في عالمه الخاص هو حائر وخائف هل أصابها مكروه أم هربت أم ماذا حدث....خائف من القادم ولا يعلم ما سيكون رد فعله عما سيحدث
أما هي فكانت خائفه وبشده تتمني أن تكون صديقتها بخير وتعود مع علمها أنها سترحل عندما تعود هي ولكن لا يهم المهم أن تعود فقط...خفقات قلبها متزايدة بشدة لقربها منه تتمني لو تدعمه بكلماتها ولكن لن ينفع أي شئ الأن بعدما قررت ما قررته....تتمني لو تخبره كم تحبه هي الآخري بل كم تعشقه وبشدة ولكن كيف ذلك وهي لا تستحق رجلاً رائع مثله
عندما وصلا للمشفي التي أخبرهم عبد الرحمن أنه سيكون بها تعالت ضربات قلبها كالطبول وإرتعشت يداها تمنت لو تطلب منه الدعم لها قليلاً ولكن لم تستطع
شعر بترددها عند دخولهم المشرحة لم يستطع أن يجافيها أكثر لذلك أمسك يديها يبثها الأمان والإطمئنان...أما هي تشبثت بيديه كأنها طوق النجاه
عندما رُفع الغطاء عن جثة عُمر شهقت نادين بقوة والدموع تتساقط من عينيها حتي كادت أن تسقط لولا ذراعي مازن القويتين أخرجها من هناك سريعاً وحاول تهدئتها ثُم سألها عبد الرحمن عنه
ردت عليه في تقطع ومازالت تبكي
نادين:أيوة..ده..واحد منهم فعلاً هو أنا متأكدة
عبد الرحمن:طيب هبعت معاكم ظابط للمكان اللي لقوه فيه يمكن تلاقي حاجه تخص أسيل أو تدلنا عليها
أومأت برأسها ورد عليه مازن بالموافقه وإنطلقوا إلي المكان المنشود
ظلوا يبحثون ويبحثون بلا هوادة عن أي شئ يخصها ولكن لسوء الحظ لم يجدوا أي شئ حتي إنفلتت أعصاب مازن...ضرب قبضته بالجدار بغضب شديد
مازن:يعني هتكون راحت فين يعني إختفت كانت قشايه مثلاً
كان يقول هذا الكلام وهي يأخذ الردهة ذهاباً وإياباً إذا كانت تستحق هذا الإسم من الأساس
حاولت نادين تهدئته ولكن بلا جدوي وعادوا للمنزل وهو يستشيط غضباً وخوفاً ورعباً
............................
وَدَّعتُكِ الأمس ، و عدتُ وحدي مفكِّراً ببَوْحكِ الأخيرِ كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ كتبتُ بالضوءِ و بالعبيرِ كتبتُ أشياءَ بدون معنى جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ مَنْ أنتِ
مَنْ رماكِ في طريقي ؟ مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟
و كانَ قلبي قبل أن تلوحي مقبرةً ميِّتَةَ الزُهورِ مُشْكلتي . . أنّي لستُ أدري حدّاً لأفكاري و لا شعوري أضَعْتُ تاريخي ، و أنتِ مثلي بغير تاريخٍ و لا مصيرِ محبَّتي نار ٌ فلا تُجَنِّي لا تفتحي نوافذ َ السعيرِ أريدُ أن أقيكِ من ضلالي من عالمي المسمَّم ِ العطورِ هذا أنا بكلِّ سيئاتي بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ كشفتُ أوراقي فلا تُراعي لن تجدي أطهرَ من ما عندي من شرور للحسن ثوراتٌ فلا تهابي و جرِّبي أختاهُ أن تثوري و لتْثقي مهما يكنْ بحُبِّي فإنَّه أكبر ُ من كبيرِ
كان في طريقه لوالده يتذكر ما حدث منذ سويعات قليلة هل يخفق هذا القلب حقاً..هل يشتاق من فراق ساعات..هل يتألم بشدة من ساعات قليلة..تري ماذا سيحدث بعد ذلك...
إنطلق بها علي الطريق السريع متجهاً إلي مجهول آخر وهي مضطربة خائفة تنظر له بين الفينة والآخري تشعر بكل الحزن يكمن بداخل قلبها تشعر بإقتراب ساعة إفتراقهم...لا تعلم أين هم ذاهبون ولكنها قلبها يخبرها بذلك
لم تستطع النوم ظلت تنظر له بعينان خائفتان حائرتان تتسائلان
كيف أحببتك ولماذا...كيف خفق قلبي لك وتبدلت حياتي بك
ولكن هل للحب أسباب.. تذكرت بيأس
"حنيني إليك إغتراب ....ولقياك منفي "
كان يعلم بأن نظرة واحدة لتلك القابعه بجانبه كفيلة بإنهيار كل حصونه التي بناها لاجلها لذلك لم ينظر ولكنه شعر بأنفاسها وبإضطرابها وبخوفها
وهل أصبح يشعر الأن أيضا!!
ها هي قد عادت إليه كل الخصال التي كان دفنها منذ زمن بعيد
عندما وجدت نفسها أمام منزلها في الإسكندرية نظرت له بدهشة وحزن شديدين...كانت تحدثه بعيناها المستجديتين
أنا وهو الحرب وما بيننا
أنا وأنت فقط وتُكتب النقطة لنهاية سعيدة
لما ليس ما بيننا بهذه البساطة !!
لما تنقلب دائماً إلي إما أنا أو أنت!!
أنا أبحث عنك فيك
وانت تطرد نفسك منها
والجميع يدعونها حرباً
وأنا وحدي أحذف الراء
تركتني قبل أنا تأتي
إتنظرتك بعد الرحيل
جافيتني رغم البكاء
وأحبتتك رغم العناء
لا أنتظر عطفاً..أنا أنتظر حباً
أنا باقية..باقية
فقد تأتي يوماً..قد تأتي يوماً
طالباً الحنان...كارهاً القتال
مستسلماً لإنسانية فيك
سأحرص علي أن أحييها....لنصبح أخيراً أنا وأنت وتتلألأ النقطة
وقد لا تأتي..ولكني سأبقي
فقط لأُعلمك أني لم أخذل قلبي
أو حتي لتختال بتوقي للعذاب
فإبتسامتك وانت مختالاً تستحق
سأبقي فقط لأري أنا وأنت حتي وإن كانت...والحرب ما بيننا
أما هو فقد نظر لها بدون أي تعبير يُظهره لها فقط وضع ظرفاً كبيراً في كفيها الصغيرين دون أن يتركهما حقاً قائلاً
آسر:إنتِ دلوقتي في أمان وأوعدك مبقاش فيه حد هيؤذيكِ تاني لأني مش هسمح بكدا....الظرف ده متفتحيهوش إنتِ هتعرفي تفتحيه إمتي
يمكن منتقابلش تاني وده أفضل ليكِ إنسي أي حاجة حصلت واللي في الظرف ده هيخليكي تحققي حلمك ضد طارق واللي زييه
كانت ترتعش والدموع تنهمر من مقلتيها بشدة وتنظر له بإستجداء طفله تُخبره بعيناها أن يأخذها معه فهي لا تبالي إن بقيت معه لآخر العمر
كان الألم واضح بعينيها المغشيتين بالدموع وقلبها يهدر في صدرها بعنف
هل خروج الروح من الجسد مؤلم لتلك الدرجة المخيفه أم انها هي من تبالغ بالأمر!!
هل ما يشعر به الأن يحدث حقاً...ما هذا البركان العاصف بكيانه
أهي الأمواج تتلاطم في فصل الشتاء...أرجوكِ يكفيني ما أنا فيه
إن نظراتك تعذبني بل تقتلني بلا رحمة....رأفة بي إذهبي حتي أتنفس وتظهر مشاعري للعيان...فأنا أخفيها عنكِ حتي لا تتأذي...ولكن تلك العينان الساحرتين المستجديتين لا تساعد أبداً
ترجلت من السيارة بعدما تشربت ملامحه كأنما تودعها بصمت كان إنتفاض جسدها واضح إليه ولكنه لم يظهر أي من هذا أمامها
إنتفضت بذعر عندما سمعت مكابح السيارة تنطلق بعيداً بعيداً جداً أخذه روحها معها دون رحمه
ذهبت بجسد بلا روح فقدت روحها في مكان ما ولن تعود أبداً ربما
عندما رآها حارس البيت الفخم هرول إليها في فرحة أخذاً إياها إلي المنزل
إحتضنتها الخادمة بشدة وهي تلهج بالشكر لله علي عودتها وإنطلقت للهاتف تحدث والدها لتخبره
كان مازن وياسر ونادين يجلسوا بالردهة وكل منهم غارق في أفكاره حتي أذنيه إلي أن أخرجتهم من أفكارهم رنات هاتف ياسر المتتالية نظر له بملل ثُم أعطي الهاتف لمازن قائلاً
ياسر:ده البيت رد إنت يا مازن أنا مش قادر أتكلم
أخذ منه الهاتف وضغط علي زر الرد قائلاً
مازن:الو
الخادمة(بلهفة ودموع):الست أسيل رجعت الست أسيل رجعت
دهشة ممزوجة بفرحة عارمة مع عدم إستيعاب لما سمعه للتو رد بتقطع
مازن:إنتِ..بتقولي إيه أسيل مالها ؟؟
ردت عليه الخامة بإبتسامة حانيه
الخادمة:أيوة يابني رجعت والله رجعت بشحمها ولحمها
إبتسم وإتسعت إبتسامته ثُم نظر لوالده ونادين في محاولة لإستيعاب ما سمعه للتو بادر ياسر بالسؤال بلهفة عندما سمع صوت أسيل
ياسر:مالها أسيل يامازن طمني؟؟؟
رد عليه مازن بفرحه عارمة شديدة محتضناً إياه والدموع ملئ مقلتيه
مازن:أسيل رجعت البيت يابابا رجعت
نظر له والده نظرة غير مستوعبة لما قاله وتسابقت الدموع من عينيه محتضناً مازن بشدة لسانه يلهج بالشكر لله فقط
أما نادين فكانت تضحك من بين دموعها المنهمرة وهي مستندة علي المقعد
دخل ثلاثتهم الغرفة علي سميحة التي كانت تغط في نوم عميق محتضنه صورة إبنتها الحبيبة
جلس ياسر بجانبها واضعاً كفيه علي وجنتيها قائلاً بفرحة
ياسر:بنتنا رجعت خلاص يا سميحة رجعت
تقلبت في مكانها والإبتسامة لاحت علي وجهها..هزها برفق والإبتسامة لا تفارق وجهه
ياسر:بنتك رجعت ياسميحه قومي يلا
نظرت له بتشوش بعينين زائغتين لا تستوعب ما سمعته للتو
سميحة:بتقول إيه يا ياسر
إنطلقت نادين تحتضنها بشدة قائلة والدموع تنهمر من مقلتيها
نادين:أسيل رجعت البيت ياطنط والله الداده كلمتنا وقالت إنها رجعت خلاص
إنتفضت من الفراش والدموع تنهمر من عينيها بشدة والإبتسامة لا تفارق وجهها وتحتضن نادين وإقترب مازن منها فإحتضنته أيضاً حتي كاد أن يلتصق بنادين من شدة قربه منها إلا انها إنسحبت بهدوء
قالت سميحة والدموع تتسابق علي وجنتيها وهي تقوم من الفراش
سميحة:يلا يلا بينا نروحلها يلا
لم يعترض أحد علي ما قالت بل كان جميعهم سعداء لدرجة انهم لم يشعروا بالوقت الذي مر عليهم في طريقهم للإسكندرية بل كانوا يسابقونه للقاء من إشتاقوا للقائها
تابع من هنا: جميع فصول رواية مشاعر حائرة بقلم تسنيم عبد الله
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا