مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية ذات الطابع الإجتماعى والمليئة بالكثير من التشويق والإثارة مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هند شريف علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف .
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الثانى والعشرون
إقرأ أيضا: رواية غرام
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الثانى والعشرون
غداً ألقاك
.....................
أن تري الحب والعشق في عين من تحب أروع بكثير من أن تسمع منه كلمات الغزل
لن تكون أبداً بحاجة لكلمات عندما تلتقي عيناك بمن تحب
لأن الصمت في تلك الحالات أبلغ من الحديث
أن تسكن بين ذراعيه تشعر بالدفئ والأمان..تستمع لدقات قلبه التي تهدر بين اضلعه فتعلم أنه يعشقك بصدق
لن تحتاج سوي للسكون معه والهروب بعيداً عن الواقع
لقاء من تحب ورؤيته يبتسم لك تلك الإبتسامة العاشقة أروع من كل شئ ربما تمر به
...............................
خرج من المسجد بعدما أدي صلاتيّ العصر والمغرب وجلس يتحدث قليلاً مع هذا الرجل الكبير في عُمر والده تقريباً وإتفق معه أن يأتي كل يوم ليُقابله حتي يخبره عن الله هذا ما طلبه يوسف بالضبط بعدما هدأت نفسه قليلاً جملة واحدة (أرجوك عاوز أعرف ربنا أكتر وأتعلم عنه)
إستقل سيارته وهو يعرف وجهته تحديداً نعم هذا القرار لابد منه ويجب أن يفعله لا يستطيع الإنتظار أكثر....توقف أمام بيتها والإبتسامة الهادئة تداعب شفتيه وهو يقول في سره (لم أفعل هذا قط أن أقف أمام بيت فتاة عشقتها بكل جوارحي وأنا في الثلاثون من عمري!! )
أخذ نفساً عميقاً وهو يخرج هاتفه المحمول ليطمئن علي والده في المشفي جاءه الصوت المعتاد للممرضة ثُم قال
يوسف:لو سمحتي عاوز أكلم الأستاذ إبراهيم
الممرضة:أقوله مين حضرتك !!
يوسف(بهدوئه المعتاد):إبنه يوسف
كان إبراهيم كالعادة يقرأ في المصحف بينما أوقفته الممرضة الشابة قائلة
الممرضة:إبنك علي التليفون يا أستاذ إبراهيم هحطلك السماعة علشان تكلمه
أنهي الآية التي كان يقرآها بينما قلبه يدق بعنف وإرتعشت عضله خده بينما إغرورقت عيناه بالدموع وهو يومئ برأسه لتضع السماعة علي أذنه....جاءه صوت يوسف المبحوح
يوسف:إزيك يابابا وحشتني أوي
رد عليه بلهفة وقلبه مشتاق لرؤيته
إبراهيم:حبيبي يايوسف وإنت كمان وحشتني أوي أوي طمني عليك عامل إيه ؟
لأول مرة منذُ زمن طويل يشعر أنه بخير حقاً دون قيود وضع يديه تلقائياً يتلمس المصحف القابع بجانب صدره وإبتسم في حنان وهو يقول
يوسف:الحمد لله أنا كويس أوي يا بابا صدقني أنا بخير....قريب أوي هنرجع زي الأول بس إدعيلي أرجوك
أدمعت عينا إبراهيم هذه المرة كثيراً هو يقول
إبراهيم:بدعيلك علي طول ياحبيب قلبي ربنا يفك كربك ويهديلك الحال يابني ....(ثُم أطرق وهو يسأله بتوجس)...يوسف المصحف لسه معاك؟
ضحك هذه المرة كأن والده يقرأه فيعلم ما به قال بهدوء
يوسف:أيوة يابابا مبيفارقنيش لحظة لأن ربنا رحمته وسعت كل شئ مش كدا
زفر أنفاسه بإرتياح وهو يبتسم قائلاً
إبراهيم:الحمد لله والشكر لله...أيوة طبعا رحمته سبحانه وتعالي وسعت كل شئ
يوسف:حبيبي أنا مضطر أقفل دلوقتي وهكلمك تاني إن شاء الله...خد بالك من نفسك علشان خاطري ومتنساش دواك
إبراهيم:حاضر ياحبيبي وإنت كمان....لا إله إلا الله
يوسف:محمد رسول الله
أغلق الهاتف وهو يُعيد نظره للنافذة لماذا لا تفتحها حتي يطل وجهها الملائكي ويكتمل يومه ويستطيع النوم في هناء...لماذا لا تفتحها لتعيد له صفاء روحه بعينيها الصافيتين كصفاء السماء...لقد تأخرتِ حبيبتي ولكن لا مانع لدي في إنتظارك إلي آخر عمري فأنتِ وأنتِ فقط بر الأمان بالنسبة لي فساعديني للوصول إليكِ يا بر أماني....فجأة أطل وجهها الملائكي من النافذة مما جعل نبضات قلبه تتوقف عندما رآها ترتدي منامة قطنية باللون الوردي رافعة شعرها العسلي كما لون عينيها بالضبط وترتدي نظارة طبية وبيدها ورقة وقلم وتستند بجذعيها إلي النافذة تنظر للسماء وتبتسم وتبدأ بكتابة شئ ما
قبل هذا بساعات طويلة بعدما رحلت من المشفي هي ومازن كانت حالته النفسية قد تحسنت كثيراً ولكنه كان ينظر لها بريبة يريدها أن تتحدث تقول أي شئ ولكنها لم تنبت بحرف فقط (تصبح علي خير )
دلفت لغرفتها أدت فرضها وغيرت ملابسها ثُم إندست تحت الغطاء وإبتسامة عاشقة لا تفارق شفتيها بينما تتذكر نظرته وهو يخبرها بحبه بطريقته الخاصة فقط لها...غرقت في نوم عميق بينما هو لا يفارق أحلامها في صحوها أو منامها....في صباح اليوم التالي إستيقظت بعد نوم عميق لم تتذوقه منذُ زمن ثُم إغتسلت وأدت فرضها ثُم فتحت النافذة وهي تضع حجابها علّها تراه مرة آخري ولكنه لم يكن هناك...تُري أين هو !!
تنهدت بإحباط وهي تزيح الحجاب وتستعد لتناول الفطور ولكن أجفلها ظهور مازن أمام غرفتها بنية الدخول لها...حاولت أن تبتسم بهدوء وهي تقول
أسيل:أنا كنت جاية أفطر معاكم يدوب صليت
إبتسم هو الآخر ولكن بتوتر ملحوظ عليه ثُم
مازن:عارف بس كنت عاوز أتكلم معاكي شوية قبل ما ننزل تحت ممكن؟
ردت بحذر وهي تعود للغرفة
أسيل:أيوة طبعاً ممكن إتفضل
دلف مازن للغرفة وأغلق الباب ورائه ثُم جلس قبالتها علي الفراش وأخذ نفساً عميقاً
مازن:عارفة وإنتِ صغيرة مكنتيش بتخبي عليا حاجة خالص وماما دايماً كانت تضايق منك لأنك بتحكيلي علي كل صغيرة وكبيرة حتي لما كنتِ بتكلميني وأنا برا وتقوليلي ع المقالب اللي بتعمليها في كل بودي جارد بابا بيجيبوا ليكي (إبتسم بسخرية ثُم أكمل)..كنتي مجنونة متهورة بس عمري ما شفتك حزينة حتي لو خسرتي حاجة أو حاجة ضايقتك دايما تقولي الحمد لله خير وهتتعوض إن شاء الله....(وأكمل بهدوء شديد يحاول السيطرة علي أعصابه)...إنما اللي شايفها قدامي دلوقتي مستحيل تكون إنتِ..اللي قدامي مجرد شبح للبنت اللي دايماً متفائلة وبتضحك دايماً هادية مش بتتكلمي حتي لما بابا حاول يخرجك م اللي إنتي فيه رفضتي لما سألتك عن اللي حصل وليه بتحميه قلتي كلمة واحدة بجمود (أنقذ حياتي من الموت و الإغتصاب)..أسيل أرجوكِ أنا قلقان عليكي إنتِ أختي وحبيبتي وبنتي وإوعي تفتكري إن إهتمامي بنادين وخوفي عليها هيبعدني عنك...من فضلك إتكلمي فضفضي ليا وإحكيلي
كان جسدها يرتجف مع كل كلمة تخرج منه تتزايد دقات قلبها المتعانقة بصدرها وأغشت الدموع مقلتيها وهي تنظر له ثُم بصوت متحشرج ردت عليه
أسيل:أنا كنت قاعدة في عشة مع واحد غريب عني لمدة متقلش عن أسابيع وكنت لسة متهورة زي منا...حاولت أدخل جواه وأعرف إيه دوافعه للي بيعمله وليه بيقتل وليه يخطف ومع ذلك مقربش مني ولا لمس شعرة مني حماني حتي من نفسه وأنقذ حياتي من صاحبه...كان ممكن يخلص مني في أي لحظة لأنه مش خايف من الفيديو علي حسب ما فهمت ملوش سجلات في البوليس ومع ذلك معملش أي حاجة....عرفت ليه بقي بدافع عنه لأنه أنقذ حياتي من الموت و الإغتصاب وأنا أنقذته من الضياع وإديته فرصة يتوب
لم تستطع أن تكمل فإنفجرت في البكاء وظل جسدها يرتجف بشدة أخذها بين أحضانه يهدهدها كما كان يفعل معها وهي طفلة ربت علي شعرها وهو يقبل قمة رأسها ويقول بصوت مبحوح
مازن:حبيبتي سامحيني أوعدك مش هتكلم معاكي في الموضوع ده تاني بس بطلي عياط علشان خاطري ووريني إبتسامتك اللي وحشتني
هدأ جسدها قليلاً وإبتسمت له من بين دموعها وأنفها المحمر فإبتسم هو الآخر وهو يقبل جبهتها قائلاً بمرح
مازن:يلا بقي ياهانم إدخلي إغسلي وشك علشان ماما متقبضش عليا بتهمة عياط البرنسيسة أسيل
ضربته بدلال علي كتفه وهي تقوم قائلة
أسيل:اه برنسيسة فيه مانع يا دكتور
فرد ذراعيه بإستسلام وهو يبتسم
مازن:لا يافندم مفيش أي مانع...هستناكي تحت يابطة
تناولوا الفطور في جو هادئ نوعاً ما لا يخلو من المرح الذي إفتقدوه جميعاً...قررت أن تعيد كتابة مقالاتها ولكن ياسر إعترض وبشدة بينما مازن حاول تهدئته قائلاً
مازن:يا بابا ياحبيبي هي هتكتب مقالاتها علي النت هتعمل مدونة وتنزل عليها المقالات
قام ياسر من مكانه في حدة وهو يقول بحزم
ياسر:لا يعني لأ يا مازن خلاص أنا مش مستغني عنها تاني وبعدين إنت محسسني إنهم مش هيعرفوها من النت ما تتكلم كلام عاقل
حاولت سميحة تهدأته قائلة بتوتر
سميحة:طيب إهدي بس شوية يا ياسر الضغط هيعلي عليك
ولكنه لم يبالي بما تقول ثُم نظر لأسيل ووجهها المغرق بالدموع قائلاً بحزم
ياسر:أنا مش مستعد أخسرك يا أسيل وده آخر كلام عندي صحافة وكتابة يبقي تنسي المقالات السياسية النقدية غير كدا معنديش
ثُم ترك المائدة وتوجه لعمله قائلاً كلمة آخيرة
ياسر:أنا رايح الشغل وإحتمال أتأخر وإنت يا مازن حاول تشوف شقة كويسة تعملها عيادة بيتهيألي إنه خلاص لازم تبدأ شغلك
كان الجو مشحون بالتوتر بينما هي تبكي بشدة وهي تنظر لهم بألم..أخذتها سميحة بأحضانها وهي تقول بحنان
سميحة:ياحبيبتي إنتي عارفة بابا خايف عليكي هو بس يهدي ونحاول نقنعه بحل وسط مش كدا يا مازن !!
نظرت له تطلب منه الدعم بعينيها ولم يخذلها بل إبتسم مطمئناً إياها
مازن:أيوة طبعااً ومتخافيش ياحبيبتي هنقنعه إنك تعملي إسم مستعار ومفيش أي حاجة تعرف هويتك أنا هروح دلوقتي أدور علي شقة وهعدي عليه في الشغل أكلمه...يلا بقي يابطتي وريني الضحكة الحلوة
تهللت أساريرها وهي تقفز إليه تحتضنه وتقبله بحنان بينما هو يبتسم ويقول
مازن:يلا بقي هقوم أغير هدومي وأمشي.....
قبلها من قمة رأسها وقبل يد والدته ثُم رحل بينما سميحة أخبرتها أنها ستجلس في الحديقة تستمع بالهواء النقي وسألتها الإنضمام إليها وهي وافقت علي الفور
عندما حلّ المساء عاد مازن يحمل معه موافقة ياسر علي كتاباتها المقالات....قفزت إلي أحضانه تقبله ثُم أبيها الذي قبل قمة رأسها قائلاً بحنان
ياسر:علشان خاطرك بس أرجوكِ خدي بالك من نفسك ولازم إسمك يكون مستعار ولو حسيتي بأي خطر تبطلي كتابة ممكن؟
أومأت برأسها بحب ثُم توجهت لمازن بسؤال
أسيل:ها ياحبيبي لقيت حاجة تقدر تعملها عيادة؟
جلس علي المقعد بإرهاق وهو يقول
مازن:بدور والله ياأسيل بس واحد صاحبي كلمني وقالي علي شقة كويسة هروح أشوفها بكرا إدعيلي
أسيل:يارب ياحبيبي يكرمك يارب....طيب هقوم أنا أصلي عاوزة أبدأ كتابة شوية وأنام
قبلتها سميحة من وجنتيها
سميحة:روحي ياحبيبتي ربنا يوفقك ويحفظك من كل سوء
قاطعهم مازن وهو يتأبط ذراع أسيل قائلاً
مازن:خديني معاكي يا بطة أنا عاوز أنااااااااااااام
ضحك الجميع بينما يأخذ ياسر سميحة من كفيها قائلاً
ياسر:وأنا كمان هاخد عروستي وأنام
ذهب كلُ إلي غرفته بينما هي إرتدت منامتها القطنية ورفعت شعرها لأعلي بدبوس تاركة العنان لبعض الخصل تلتف حول وجهها وأمسكت ورقة وقلم ثُم فتحت النافذة ونظرت للسماء بإبتسامة صافية مُحدثة نفسها
(إشتقت لك كثيراً...أريد أن أراك...ُأُمني نفسي برؤياك)
أجفلت لوهلة حتي كاد قلبها أن يخرج من صدرها من كثرة نبضاته التي تكاد تسمعها عندما رأته بنفس الهيئة ونفس الإبتسامة التي تدمر كل ذرة سيطرة لديها...تعالت أنفاسها معانقة دقات قلبها الهادرة في صدرها قدميها المرتجفتان...شفتيها المرتعشتان بإبتسامة مترددة بينما هو ينظر لها كعادته بعينان يملؤها العشق والإشتياق الشديد وإبتسامة عاشق حتي الثمالة هربت إلي الداخل عندما تنبهت لشعرها المتطاير بينما هو يضحك ملئ شدقيه علي طفلته الصغيرة
...........................................
دخل إلي غرفته رمي سترته علي الفراش بإهمال ثُم أخرج ملابسه من الخزانة وضعها علي الفراش يريد أن يستحم لعلّ المياه تُريحه من الإرهاق الجسدي والذهني منذُ الأمس وهو يفكر هل يجب عليه أن يتصل بوالديها ليخبرهم أم يتركهم هكذا فهم من تركوها في المقام الأول ومن وجهة نظره أنهم لا يستحقون أبداً إبنة مثل نادين فهي جوهرة.....وقف تحت المياه الباردة وهو يتذكر سكونها بين أحضانه دون غيره إنها تثير به المسئولية بشكل غريب
يسكنها حزن وشجن يريد أن يخفيه ويجعل إبتسامتها دائمة..يالله فقط أريدها معي أن تسكن بداخلي...وأسكن بداخلها..أريد أن أعتصرها بين ذراعي حتي تمتزج روحها بروحي فأرتاح وأعلم أنها لي وحدي
أنهي حمامه ووضع المنشفة علي خصره وشعيراته المبللة تغطي جبهته رمي بنفسه علي الفراش وهو يمسك هاتفه ليتصل علي إياد يريد فقط أن يسمع صوتها لن يستطيع النوم قبل الإطمئنان عليها...بعد بضع رنات رد عليه إياد بمرح
إياد:نعم يا عريس
إبتسم من طرفته قائلاً
مازن:أيوة عريس إنت مالك يعني..عاوز أكلم خطيبتي بقي ممكن؟
إستعاد إياد هدوئه
إياد:مازن أنا قلتلك مينفعش كتر الكلام ما بينكم دلوقتي
حاول أن يكون منطقياً في رده قدر الإمكان
مازن:بص يا إياد بجد وجودي جنب نادين هو اللي هيسرع علاجها أولاً لأنها عندها مشكلة في الثقة بالناس وحاسة إن محدش بيحبها ولما أنا متصلتش بيها الفترة اللي فاتت أديك شفت اللي حصل...هي محتاجة تحس إني جنبها ومش هسيبها أبداً...أوعدك ياسيدي إني هقلل من زياراتي علي أد ما أقدر بس مكالماتي معلش مش هقدر
أطرق رأسه يفكر بكلامه بعقلانية وجد أنه علي حق رد عليه بتفهم
إياد:كلامك صح يا مازن وأنا معاك في كل اللي بتقوله بس تفضل عند وعدك ومتجيش كتير
أرخي رأسه للخلف بإرتياح وهو يقول
مازن:الحمد لله إنك إقتنعت...أوعدك صدقني هقلل من زياراتي...ممكن بقي أكلمها ؟
قام من مكانه متوجهاً لغرفة نادين وهو يرد بمكر
إياد:ماشي بس مش هسمح بأكتر من دقيقتين إنت عارفني محافظ
ضحك بشدة علي دعابته قائلاً وهو يتخلل شعره المبلل بأصابع يده
مازن:إخلص يابني البت وحشتني الله
طرق باب الغرفة إبتسم قائلاً
إياد:تليفون علشانك يا أنسة نادين...مازن
لم يكمل جملته حتي إختطفت منه الهاتف وقالت بصوت ملهوف
نادين:مازن
خرج إياد بهدوء وأغلق باب الغرفة ورائه أما علي الجانب الآخر لما يشعر بالحرارة تجتاح جسده بالكامل من مجرد نطقها لحروف إسمه الذي يعشقه من بين شفتيها..إبتسم وهو يقول بصوت مبحوح
مازن:يا عيون مازن
إرتجفت يديها علي الهاتف وإحمرت وجنتاها تلقائياً ثُم نظرت ورائها لم تجد إياد لذا جلست علي المقعد وهي تتلاعب بخصلات شعرها فقد تناولت دوائها من أجله فقط فقد وعدته بهذا لذلك هي تشعر بالهدوء والسكون
أجفلت عندما أتاها صوته الرخيم وهو يقول
مازن:حبيبتي عاملة ايه إنهردة؟
ردت عليه بخجل شديد وهي تقول
نادين:الحمد لله تمام وإنت؟
زفر نفساً عميق وهو يعتدل في جلسته قائلاً
مازن:حبيبك مشتاااااااااااااق أوي
لم تستطع التحمل أكثر من ذلك إنه يغزوها بكلماته...يقتحمها بهمساته..يخترقها بصوته العاشق الذي لا يبالي بشئ سواها
نبضات قلبها تهدر في صدرها بعنف..عضت علي شفتيها السفلي بخجل وخرج صوتها متحشرج قائلة
نادين:أسيل عاملة إيه طمني عليها ؟؟
تنهد بإحباط لن تقول أي شئ يجب أن يأخذها بين أحضانه حتي تخبره بحبها هذه العنيدة..قريباً جداً حبيبتي سيحدث هذا
مازن:أسيل هتبدأ تنزل مقالات علي النت هتعمل مدونة أقنعنا بابا إن إسمها هيكون مستعار إنتي عارفة بعد اللي حصل بيخاف عليها أوي
جاءه صوتها فرحاً كثيراً وهي تقول
نادين:أكيد مبسوطة أوي صح !!
إبتسم هو الآخر قائلاً
مازن:أوي دي طلعت من دلوقتي تكتب وتفكر في إسم مقال تنزله
نادين:ربنا يوفقها يارب وإنت هتعمل إيه في شغلك ؟
تنهد بعمق قائلاً
مازن:بكرا هشوف شقة ولو كويسة هبدأ أعملها عيادة
فرحت كثيراً بهذا الخبر وهي تقول بسعادة
نادين:بجد!!...ربنا يوفقك يارب ويكرمك...بس أنا حساك مش مبسوط ليه؟
رد بحزن قائلاً
مازن:كان نفسي تكوني معايا في كل خطوة في شغلي
عندما لم يسمع ردها علم أنه أحزنها بهذه الكلمات لذا إستدرك قوله قائلاً
مازن:بس أنا واثق إن إرادتك قوية وهتكوني كويسة بأسرع وقت وإعملي حسابك ياهانم مفيش خطوبة فيه جواز علي طول إنتي فاهمة ؟
ضحك بشدة عندما وبخته قائلة بغضب
نادين:مازن إتلم الله...ويلا إمشي بقي علشان الدوا اللي باخده ده بيخليني عاوزة أنام
قام من مكانه يرتدي ملابسه ثُم قال وهو يضحك
مازن:حاضر حاضر أهو متزوقيش...تصبحي علي خير ياحبيبة قلبي
ردت بخجل
نادين:وإنت من أهله...باي باي
إستوقفها قائلاً
مازن:نادين!!
نادين:نعم!
جاءها صوته مبحوح محمل بعاطفة شديدة
مازن:بحبك
لم تستطع الرد أغلقت الهاتف في وجهه سريعاً في محاولة فاشلة جداً لتهدئة نبضات قلبها الثائرة وقدميها المرتعشتين أما هو فنظر للهاتف وإبتسم ثُم أكمل إرتداء ملابسه غطّ في نوم عميق لم ينمه منذُ أن عاد لمصر
......................................
في صباح اليوم التالي إستيقظ كعادته توضأ وأدي فرضه ثُم إتجه إلي غرفة والدته بعدما جهز لها وجبة الإفطار ليُطعمها قبل أن يذهب للعمل وجدها تصلي جلس بجانبها علي شفتيه إبتسامة بلهاء لم تفارقه منذُ الأمس..أجفل علي صوت عايدة الحنون وهي تقول
عايدة:اللي واخد عقلك ياسيدي !!
نظر له بإبتسامة هادئة قليلاً وهو يضع صينية الطعام أمامها ويطعمها بيديه
أحمد:أنتي طبعاً يا ست الكل
نظرت له بمكر وهي تقول
عايدة:لا خلاص بقي أنا راحت عليا في واحدة تانية كدا شقرا وجميلة
نظر لها بدهشة وهو يضحك قائلاً
أحمد:إيه ياوزة اللي بتقوليه ده بس !!
إبتسمت بحنان وهي تنظر لعينيه التي إلتمعت لمجرد ذكرها
عايدة:حبيبي عنيك لمعت أول ما جبت سيرتها تفتكر إن كلامي مش صح !!
لأول مرة يشعر بالإرتباك أمام والدته أخذ نفساً عميقاً ثُم أدار نظره الناحية الآخري وهو يقول بتحشرج
أحمد:ماما من فضلك أنا عندي شغل دلوقتي وهقابل ريما بعد ما أخلص علشان أساعدها في المذاكرة وقبل ما تتخضي صاحبتها هتكون معاها علشان كدا هناديلك طنط أم محمود تعملك الغدا وتطمن عليكي ماشي
أتبع حديثه وهو يُقبل يديها ثُم جبهتها مرتدياً سترته وخرج من المنزل وهو تائه ولأول مرة يشعر بهذا التيه إنه يحبها حقاً يحب جرائتها الغريبة عليه..خجلها الفطري..إرتعاشها..شعرها الأشقر..عيناها وآه من عيناها سهم متوهج من المشاعر المتناقضة....كيف حدث هذا !!
إنه أحمد المتحكم دائماً بمشاعره لا يفكر في أي فتاة ولا ينظر لها بأي طريقة أما معها هي فإخترقت حصونه أصبح يراها حتي لو لم تكن معه
أصبح يعشق تفاصيلها التي حفظها عن ظهر قلب ومع ذلك هي تمتلك الشجاعة أكثر منه لمواجهته وإيجاد الحجج للحديث أما هو يقف حائر لا يعرف كيف يتصرف لا ليس حائر إنما....جبان؟!!!
................................
قامت بالإتصال علي هايدي بعدما تناولت فطورها وإرتدت أكثر ملابس تجعلها متواضعة بعض الشئ وتُزيل هامة الغرور التي تحيط بها فطرياً قميص قطني طويل باللون القرمزي وسروال واسع أسود حقيبة رياضية مع حذاء من نفس اللون أسود رافعة شعرها الأشقر لأعلي وتركت العنان لبعض الخصل الهاربة منه لتنساب علي عينيها الذهبيتين المختفيه بنظارة شمسية ....ردت عليها هايدي بصوت متعجل
هايدي:نازلة أهو والله إصبري
إبتسمت بإشراق وهي تقول
ريما:طيب متتأخريش مستنياكي..سلام
أغلقت الهاتف وهي تلقي نظره أخيرة علي مظهرها الذي إعتنت به كثيراً اليوم من أجله...هي في داخلها تعلم أنها إعتنت بنفسها من أجله فقط
إبتسمت بخجل وهي تتذكر صوته العميق الذي يطن في أذنيها منذُ الأمس أجفلها صوت هايدي النزق وهي تصعد السيارة بجانبها
هايدي:منا قلتلك روحي إنتي وإسبقيني ولا هو لازم تسربعيني يا مستفزة انتي ؟
إبتسمت وهي تدير المحرك لتنطلق بالسيارة إلي الجامعة بينما هايدي لكزتها في كتفها قائلة
هايدي:إنتي بتضحكي علي إيه حضرتك ها !!
إتسعت إبتسامتها وهي تقول
ريما:ياستي مبسوطة الله وبعدين أنا عديت عليكي إنهردة لأني عاوزة منك خدمة وليا مزاج أخرج معاكي ها ؟
إبتسمت هي الآخري بسعادة لهدوء صديقتها النفسي
هايدي:إنتي تؤمري ياستي بس مش أعرف سر الإنبساط ده إيه ؟
اخذت نفساً عميقاً ثُم
ريما:ما هو الإنبساط له علاقة بالخدمة الصراحة يعني
نظرت لها بتساؤل تحثها علي الإستكمال بينما إرتعشت يداها علي المحرك قائلة
ريما:إنتي عارفة إني بقالي أكتر من شهر غايبة عن الجامعة وفيه حاجات كتير أنا معرفهاش يعني وخصوصاً حاجات الحسابات وكدا (ثُم أكملت بتردد شديد وهي تصف السيارة داخل موقف السيارات) بصراحة كلمت أحمد إمبارح ولما عرفت إنه خريج تجارة طلبت منه مساعدتي
نظرت لها هايدي بغضب وهي تضرب باب السيارة بعنف ثُم
هايدي:إنتي أكيد إتجننتي ومتعلمتيش م اللي حصل قبل كدا صح؟
تراجعت للوراء وهي تتذكر ما حدث في الماضي مرة واحدة ثُم إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تنظر لها بألم
ريما:أنا منسيتش اللي حصل قبل كدا يا هايدي وعمري ما هنساه بس أحمد مش كدا أبداً...دايما بيتخانق معايا علي تأخري برا ولبسي وكل حاجة غلط كانت في حياتي هو وانتي السبب في تغييرها....(ثُم أكملت والدموع تأبي مغادرة مقلتيها) وعلشان تعرفي إنه كويس طلب إنه يقابلني برا بشرط إنك تبقي موجودة
قبل أن تهم بالمغادرة أوقفتها هايدي من مرفقها وهي تقول برفق
هايدي:أنا أسفة بجد ياحبيبتي مكانش قصدي والله بس من خوفي عليكي خلاني قلت الكلام ده
فاجأتها بسؤالها وهي تقول
ريما:ولا خوفك من المستوي الإجتماعي اللي بيننا وإني أتعلق بيه ع الفاضي!! (ثُم أكملت بسخرية وهي تضع يديها ناحية قلبها )
إطمني أنا خلاص إتعلقت بيه أو بمعني أصح حبيته فعلاً
إحتضنتها هايدي بشدة وهي تتمتم بكلمات الإعتذار
هايدي:حبيبتي أنا بجد أسفة مش قصدي والله أبداً كل اللي بتقوليه ده وبعدين هو لو بيحبك يبقي مفيش حاجة هتفرق بينكم أبداً
ثُم أكملت مداعبة وجنتيها
هايدي:وأنا موافقة ياستي إني أجي معاكي طبعاً أهو ناخد درس إحنا الإتنين ونشوف الواد الأمور اللي وقعك ده
إبتسمت بخجل ثُم لكزتها بمرفقها بينما قلبها يهدر في صدرها بعنف شديد وتتسائل بخوف( هل يحبني حقاً...هل سيحارب من أجلي كما سأفعل أنا أم سيتركني عند أول إختبار!!)
..............................................
لأول مرة منذُ أن إستلم وظيفته يأخذ راحة أو بمعني أصح يطلب إذن ساعتين نعم إنه يفعل هذا من أجل أن يراها تلميذته الحبيبة التي أحبها منذُ أن إخترقت حصونه بجرأتها الغير عادية إطلاقاً..أمسك هاتفه وهو يتصل بها والإبتسامة الجذلي تداعب شفتيه....آتاه صوتها الخجول المحبب
ريما:ألو
يالله كيف بكلمة واحدة من بين شفتيها أن تجعل قلبه يدق بعنف هكذا..أجلي حنجرته قليلاً وخرج صوته أجش
أحمد:ألو...إزيك يا ريما ؟
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تجحد هايدي الواقفة بجانبها بنظرات غاضبة تكاد تنفجر من الضحك علي مظهرها الخجول هذا
ريما:الحمد لله تمام..إنت أخبارك إيه؟
(أحببتكِ وإنتهي الأمر...هذه هي أخباري ) أجابها بهدوء يناقض مشاعره المتناقضة
أحمد:تمام الحمد لله...أنا خلصت شغل عندي شفت بالليل بس دلوقتي فاضي تحبي نتقابل ؟
أخذت نفساً عميقاً تحاول تهدئة قلبها المتلهف للقائه ثُم أجابت بتردد
ريما:ممكن طبعا...بس ممكن أسأل صاحبتي ؟
رد بإبتسامة
أحمد:طبعاً إتفضلي
أدرات وجهها لتلك الضاحكة أمامها ثُم بنظرات غاضبة وصوت خفيض
ريما:أحمد فاضي دلوقتي هنقابله ماشي !!
أومأت برأسها بإستسلام والإبتسامة مازالت تزين شفتيها
أعادت الهاتف لأذنها وهي تنفث لهباً من تلك الواقفة أمامها لذا جاءه صوتها غاضب بعض الشئ
ريما:خلاص هنيجي تحب نتقابل فين ؟
أجابها بتساؤل
أحمد:هو أنتي هتضربيني ولا حاجة ؟
تنبهت لصوتها الغاضب ثُم تنحنحت بحرج وهي تقول بوجه محمر
ريما:أنا أسفة جداً مش قصدي والله بس أصل...
قاطعها ضاحكاً بشدة
أحمد:خلاص خلاص أنا بهزر معاكي ها بقي ياستي قوليلي أقابلكم فين؟
إبتسمت بخجل وهي تجيبه
ريما:قولي إنت فين وإحنا هنعدي عليك بالعربية
رفض بهدوء
أحمد:لأ معلش قوليلي تحبو نتقابل فين وأنا أجي ؟
حاولت الإعتراض ولكنه رفض بحزم هذه المرة
أحمد:يلا بقي ياريما لو سمحتي قولي هتروحوا فين !!
أومأت برأسها في إستسلام وهي تجيبه
ريما:فيه كافيه في(.........) عارفه ؟
أوقف سيارة آجرة وهو يقول لها
أحمد:أيوة عارفه وركبت تاكسي أهو روحوا بقي علي هناك
إستقلت السيارة وبجانبها هايدي ثُم
ريما :أوك ربع ساعة ونكون عندك....سلام
بعد وقت ليس بالقليل دلفت للمكان وجدته في إنتظارهم كان يرتدي قميص أبيض وبنطال قماش أسود وأرخي ربطة عنقه قليلاً...ثُم الهواء الذي يداعب خصلات شعره البينة بخجل....حبست أنفاسها من مظهره المدمر إحمرت وجنتاها لا إرادياً وهم يقتربون منه بينما هايدي لكزتها في ذراعها بقوة وهي تقول بصوت خفيض
هايدي:إنتي ياحجة إصحي وصلنا
نظرت لها مجفلة ثُم له وجدته يقف بإبتسامته شديدة الجاذبية وهو يقول
أحمد:حمد الله علي السلامة ده أنا إفتكرتك توهتي !!
إبتسمت بخجل بينما تمد يديها بالسلام قائلة
ريما:معلش بجد الطريق كان زحمة أوي...أقدملك هايدي صاحبتي وده أحمد ياهايدي اللي كلمتك عنه
رد أحمد وهو يشير لهم بالجلوس
أحمد:تشرفنا أنسة هايدي
ردت بإبتسامة
هايدي:الشرف ليه أستاذ أحمد...ريما مبطلتش كلام عنك..آآآآآآآآآآه
تلك الآه التي صدرت عنها نتيجة لضربها في قدمها بقوة
نظر لها متسائلاً بقلق
أحمد:إنتي كويسة !!
حاولت الإبتسام بصعوبة وهي تجحد ريما بنظرات متوعدة قائلة
هايدي:أيوة كويسة متقلقش خالص أنا تمام...بس متقوليش يا أنسة إسمي هايدي وبس
إبتسم هو الآخر ولكن نظره كان موجهاً ناحية تلك الخجول التي لم تنبت بحرف منذُ أن بدأوا الحديث
أحمد:خلاص ماشي إتفقنا يا هايدي....هاا بقي تشربوا إيه ولا تتغدوا الأول ؟
سبقتها هايدي بالإجابة قائلة بمرح
هايدي:بصراحة إحنا في محاضرات م الصبح وعاوزين نتغدي
نظرت لها بغضب بينما إحمر وجهها بشدة عندما وجدته يحدق بها بعمق
إرتبكت ولتتدارك نفسها خلعت نظارتها الشمسية قائلة
ريما:خلاص أنا هعزمكم تحبوا تتغدوا إيه ؟
كانت هايدي علي وشك الرد ولكن جائهم رده الغاضب نوعاً ما
أحمد:وأنا كيس جوافة حضرتك !!
نظرتا له بدهشة كبيرة لذا فركت يديها ببعضها بتوتر قائلة
ريما:مش قصدي كدا يعني إحنا متعودين إني بعزم صحابنا الولاد والبنات عادي
عصر قبضته حتي إبيضت سلامياته وهو ينظر لها بغضب ثُم توجه لهايدي بالحديث
أحمد:شوفي هتحبوا تاكلوا إيه يا هايدي علي ما أعمل تليفون وإستنوا لما أجي وأنا هطلب
ثُم قام من مكانه دون أن يوجه ناحيتها كلمة
نظرت لهايدي وجدتها تمسك قائمة الطعام مبتسمة...اخذتها منها بعنف وهي تسألها بتذمر طفولي
ريما:ممكن أعرف حضرتك بتضحكي علي إيه دلوقتي ؟!
نظرت لها بهدوء هذه المرة ثُم
هايدي:لأن كلامك عنه طلع صح ولأنه طلع راجل بجد (ثُم أكملت ونظرة حنان تشع من عينيها ) ومبسوطة أوي أنك بتحبيه لأنه يستاهل
نظرت لها مندهشة مما قالته للتو...نعم هو مختلف بكل المقاييس..ونعم أيضاً إنها تحبه بل تعشقه...
إنتبهت كل منهما لعودته ولكن وجهه كان مختلف هذه المرة هادئ وغامت عيناه بمشاعر غامضة ثُم وضع هاتفه علي الطاولة قائلاً
أحمد:معلش كنت بطمن علي ماما .....ها طلبتوا حاجة ؟
لم تستطع الرد واللون الأحمر بغزو وجنتيها لأفكارها بينما هايدي تتدارك الموقف بعدما نظرت مرة آخري للقائمة ثُم
هايدي:إحنا هناخد إتنين سكالوب بانيه وأي حاجة ساقعة
أومأ برأسه وهو يشير للنادل بل يتضاحك معه ثُم طلب له معهم.....بعد حوالي الساعة والنصف كانوا قد إتفقوا علي ميعاد يتقابلون به بشكل دوري ليساعدها علي مادة الرياضيات في قسمها الرياضيات والفيزياء
إستأذن منهم بعدما دفع الحساب قائلاً
أحمد:معلش مضطر أمشي دلوقتي علشان ألحق الشفت بتاعتي
أوقفته قائلة بغباء شديد
ريما:طيب إستني أوصلك علشان.....
لم تكمل جملتها إذ أن التي عيناه إلتمعت بغضب أسود أوقفتها وهو يقترب منها وأنفاسه غضبه الحارة تلفح وجهها
أحمد:هو أنا لازم أقولها بصراحة متعرفيش تفهميها لوحدك أنا مش هخليكي توصليني ومش هخليكي تعزميني لأني مش عيل سيس زي زمايلك في الجامعة إتفقنا!!!
لم ينتظر منها رداً أوقف سيارة أجرة وإنطلق بعيداً
لماذا كنتُ بهذا الغضب...لماذا تعمدت إهانتها...كل هذا فقط لمعرفتي بحبها لي !!!!
....................................
خذني الي المستحيل
الي الضي البعيد
الي ملتقي لا اراه
كن قويا ..كن جريئا ..كن حاضرا في الغياب
فقط كن انت
......
اسرقني من غيابات ماضينا
اسرقني من سجن الانتظار
اسرقني من قيد الابتعاد
اسرقني الي منفاك ..الي وطنك
اليك
....
انا ابحث عنك في نفسي
وابحث عن نفسي في بحثي
واركض الي المستحيل بك
واركض من المحتوم اليك
..
انت معركتي الاخيره
وانا مقاتله لا اعرف الانسحاب
اسلحتي اليك تهدي
وجيشي يحارب لك
وانا لا اهوي الاستسلام
انا لا اهوي الاستسلام
فكن انت
كن جريئا
غامضا
حزينا
ولكن لا ترفع راياتك البيضاء
فماذا اكون انا بلا جيش بلا فرسان
فماذا اكون انا ان لم تكن أنت؟!
في صباح اليوم التالي إستيقظت تشعر بأن هناك شئ ما ناقص..قلبها يكاد يرتجف بين أضلعها ولا تعلم هل هو بفعل رؤيته ليلة أمس أم بفعل إشتياقها الدائم له....بكل بساطة تريد أن تراه بل تستميت للقائه ولكن كيف هذا وهناك الكثير من القيود التي تكبلهما معاً...ولكنها لن تستلم فهي لم تُخلق ضعيفة وحبها يحتاج لقوتها لمواجهة العالم بآسره
هناك شئ يجب عليها فعله أولاً...أدت فرضها كالعادة ثُم أخرجت الظرف الذي كان أعطاه لها من قبل ثُم بحثت عن شئ محدد فيه حتي وجدت ضالتها وهي تبتسم بإنتصار....خرجت من غرفتها سريعاً وهي تبحث عن الهاتف ثُم قامت بالبحث عن الرقم في الدليل ثُم
أسيل:السلام عليكم مستشفي (........)؟
موظفة الإستقبال:أيوة يافندم أي خدمة !!
أسيل:لو سمحت كنت عاوزة أسأل عن مريض عندكم...إبنه بييجي يسأل عنه كل فترة ملوش غيره تقريباً
ردت عليها بنفاذ صبر (هيام)
هيام:أيوة يعني حضرتك المريض ده إسمه إيه أو مرضه إيه بالظبط؟
أمسكت الورقة مرة آخري علّها تجد ضالتها وبالفعل وجدت إسمه في نهاية الورقة..إتسعت عيناها بدهشة إسمه إبراهيم ألم يكن هذا إسم والد الشاهد الآخر إذن هو إسمه يوسف وليس آسر!!
أجفلها صوت الموظفة النزقة وهي تقول
هيام:يا أنسة لو سمحتي انا معنديش اليوم بطوله
إبتلعت ريقها وهي تقول بتردد
أسيل:المريض إسمه إبراهيم وإبنه إسمه يوسف .
سمعت صوت أوراق من سماعة الهاتف ثُم
هيام:أيوة يافندم الأستاذ إبراهيم موجود هنا هو عنده شلل رباعي حضرتك تقربيله؟
وجدت نفسها تقول دون تفكير
أسيل:أيوة أنا خطيبة إبنه...ممكن أعرف مواعيد الزيارة إمتي ؟
هيام:يوم الأحد والأربعاء من 3 إلي 5 مساءاً
شكرتها وأغلقت الهاتف وقلبها يهدر في صدرها بعنف إنه آسري أنا وليس يوسف لماذا لا تفهمون !!
أجفلت علي صوت مازن وهو يقول بنزق
مازن:أسيل بقالي ساعة بكلمك وإنتي ولا كأنك هنا !!
أخفت الورقه في جيب منامتها سريعاً وهي تجيبه بتوتر
أسيل:معلش...أصلي سرحت شوية
نظر لها بعمق ثُم سأل بتوجس
مازن:أمال إيه الورقة اللي خبتيها دي وكنتِ بتكلمي مين ؟
ضغطت علي جيبها وهي تنظر للأسفل تفكر في أي شئ ثُم أجابته بتردد
أسيل:دي ولا حاجة فيها رقم واحدة زميلتي أيام ما كنت بشتغل في الجريدة هي عندها...مدونة وكنت بسألها عملتها إزاي
هز رأسه في عدم إقتناع وهو يرتدي سترته قائلاً
مازن:أنا خارج دلوقتي رايح اشوف الشقة اللي قلتلكم عليها إمبارح وماما بتقولك هي راحت تزور واحدة صاحبتها وجاية علي طول هتعملي إيه؟
أجابته بملل وهي تعيد خصلاتها الكستنائية للوراء
أسيل:بفكر أخد اللاب وأطلع أقعد علي البحر شوية يمكن أكتب حاجة
رد عليها بقلق
مازن:بس أنا هخاف عليكي تخرجي لوحدك !!
كتفت ذراعيها في حركة دفاعية ثُم بتمرد طفولي
أسيل:أنا مش صغيرة يا مازن ومحدش هياكلني يعني وبعدين خلاص هاخد البودي جارد علشان أريحكم خالص
إبتسم وهو يمسك يديها مقبلاً قمة رأسها
مازن:حبيبتي أنا مش قصدي حاجة ده بس من خوفي عليكي متزعليش مني
شعرت بسخافتها لذا إبتسمت وهي تقبل وجنتيه
أسيل:عارفة ياحبيبي أنا اللي أسفة مكانش ينفع أكلمك كدا....يلا بقي يا أستاذ روح شوف مواعيدك بس إبقي كلم ماما إنت عرفها علشان إنت عارف هتتعصب وهترفض حتي لو أخدت البودي جارد
إبتسم إحتضنها بقوة قائلاً
مازن:ماشي ماشي صدريني أنا في وش المدفع ياهانم
إبتسمت بشقاوة وهي تؤكد قائلة
أسيل:أيون يلا بقي إتفضل إمشي
أشعث شعرها قليلاً ثُم تركها وخرج بينما هي إرتدت ملابسها المكونة من فستان بدون حمالات ملئ بالورود من منطقة الصدر بينما إنساب علي جسدها بلون كريمي وسترة قصيرة باللون الوردي ثُم إرتدت حجاب باللون الوردي والكريمي وحذاء صيفي ونظارتها الشمسية ثُم إنطلقت ولم تطرد الحارس الشخصي هذه المرة
وجدت مكان هادئ نوعاً ما علي شاطئ البحر جلست علي الرمال وضعت سماعات الهاتف في أذنيها وفتحت الحاسوب المحمول وبدأت تكتب
كان يراقب المنزل منذُ الأمس نام في السيارة ينتظر ماذا!!...لا يعلم حقاً ولكنه لم يستطع أن يغادر هكذا فقط أدي صلاة الفجر بالمسجد بجانب منزلها ولم يتحرك منذُ البارحة....غادر أخيها منذُ قليل وبعده بوقت ليس بالقليل رآها
رباه كم كانت جميلة بوجهها الخالي من مساحيق التجميل وفستانها المشرق كما كانت هي دائماً ولكنها تخفي عينيها التي يعشقها بنظارة شمسية....إنطلق بسيارته ورائها بينما توقفت سيارتها أمام شاطئ البحر الهادئ ترجلت منها ثُم جلست علي الشاطئ وهي تضع سماعات في أذنيها...إرتجف قلبه بين أضلعه بينما يترجل هو الآخر من سيارته عاقداً العزم وهو يتوجه ناحيتها يجب أن يتحدث معها..يشتاق لصوتها..يشتاق لعيناها..يشتاق لإحساسه وهي بين ذراعيه..أخذ نفساً عميقاً محاولاً السيطرة علي إرتعاشة قدميه وهو يتقدم منها...
لا تعلم لماذا أجفلت...شعرت بأنفاسه قبل أن يصل إليها...قلبها يخبرها أنه هو..نعم إنه هو...كان صدرها يعلو ويهبط بشدة دون أن تجرؤ علي رفع عينيها.....بعد لحظات قليلة رفعت عينيها إلي القامة الطويلة الواقفة بجانبها...إنه هو بشحمه ولحمه يقف أمامها بقميص رمادي اللون وسروال من الجينز تعلو عينيه تلك النظرة العاشقة التي يخصها بها
كلمة واحدة خرجت من بين شفتيها المرتجفتين
أسيل:آسر!!!
كان يتأمل تفاصيلها بتمهل شديد...صدرها الذي يعلو ويهبط...قلبها الذي يكاد يخرج من بين أضلعها ويسمع قرعه كالطبل...وجنتاها كحبة الفروالة الناضجة وشفتيها المرتجفتين بينما عيناها تبثه إشتياق لم تستطع إخفائه...كل تفصيلة صغيرة تأملها بدقة ونهم...كأنه يتشرب تلك الملامح التي خلبت لبه وأرقت لياليه
وضعت الحاسب المحمول علي الأرض بحركة متوترة ثُم وقفت أمامه تارة تفرك يديها المرتبكتين وتتلاعب بفستانها تارة آخري
للحظات تلاشي الكون من حولهم ولم يبقي سوي هدير الأمواج المتلاطمة تعزف لحن إشتياقهم وأنفاسهم المتلاحقة تردد هذا اللحن..وتلاقي أعينهم العاشقة تؤكد نغماته
إبتلع ريقه بصعوبة وهو يحاول تهدئة نبضات قلبه الثائرة عبثاً...قائلاً بصوت أجش
آسر:يوسف
لوهلة لم تفهم مقصده بل لم تستوعب إلا انه وضح بإبتسامة
آسر:إسمي يوسف مش آسر
عضت شفتيها السفلي ثُم تمتمت بصوت خفيض
أسيل:عرفت
نظر للبحر في تأمل ثُم قال بهدوء
آسر:ممكن أقعد !!
إزداد إحمرار وجنتيها بينما يخرج صوتها متحشرجاً
أسيل:إتفضل
تمدد علي الرمال بجانبها بأريحية ومازال يتأملها لذا تململت في وقفتها قليلاً ثُم جلست هي الأخري
نظر للبحر مُطولاً ثُم أعاد نظره لها يسألها بهدوء ظاهري لا يحاكي ما يعتمل في صدره من مشاعرة جياشة ورغبة شديدة في إحتضانها
آسر:عاملة إيه؟
كلمة واحدة كانت كفيلة بإندفاع الدموع لمقلتيها...تعالت أنفاسها ثُم إبتلعت ريقها بصعوبة قائلة بحزن
أسيل:إنت شايف إيه !!
تفاجئت من رده الهادئ ولكنه الحازم بنفس الوقت قائلاً
آسر:شايفك قوية تقدري تواجهي أي حاجة وأي حد..شايف عندك حلم ولازم تحققيه مهما كانت الصعوبات
أخذ نفساً عميقاً ثُم أكمل بصوت مبحوح
آسر:إنتي بقوتك دي قدرتي تدخلي جوايا..ترجعيلي روحي اللي تاهت مني..غيرتيني في كل حاجة...عرفتي بقي إنك قوية
قال الكلمة الآخيرة بصوت عميق جداً تغلغل بداخلها حتي ترسخ بقلبها..إرتجفت بشدة ثُم أحاطت نفسها بذراعيها في محاولة فاشلة لبثها القوة التي تريدها...إستعادت نفسها بعد قليل ونظرت له
أسيل:إنت الشاهد الجديد في القضية صح ؟
هذه المرة إتسعت إبتسامته ثُم رفع إحدي حاجبيه قائلاً بمرح غير معتاد منه
آسر:اللي أعرفه إنك صحفية شاطره أوي وفضولية جداً وأكيد عرفتي إنه أنا الشاهد ده
توتر فمها في حركة طفولية جداً ثُم عقدت حاجبيها ونظرت له بغضب
أسيل:أيوة صحفية شاطرة وفضولية...بس إنت إسمك مش يوسف إسمك آسر...آآآآآسر
وجدته يحدق بها وينظر بعيناها فقط ولم تتحرك شفتاه بكلمة واحدة...وضعت يديها علي وجنتاها علّها تخفف بعضاً من سخونتها ثُم أخفضت نظرها وهي تتلاعب بالرمال بكفيها الصغيرين...أجفلت من نبرته الهادئة والمعبقة بمشاعر منتفضة بدائية جداً بالنسبة له
آسر:وحشتيني
هل تستطيع وصف ما تشعر به الآن...قلبها سقط بين أضلعها..صدرها يعلو ويهبط بشدة...بينما إرتجفت قدميها وإرتعشت يداها..عضت شفتيها السفلي بخجل حتي كادت تدميها ولم يكن هذا يُمثل ذرة مما تشعر به..إنها تشعر بأن العالم بأسره إختفي ولم يبقي سوي نبرة صوته الحميمة وكلمته التي لن تنساها أبداً...لم تستطع رفع عينيها عن الآرض بينما شعرت بملمس يديه الخشنة فوق كفيها الصغيرين رفعت عينيها إليه بوله وتتعالي نبضات قلبها بشدة كقرع الطبول في الزفاف...وجدته ينظر لها نظرة عشق خالصة وعيناه غائمة بمشاعرة جياشة لم يستطع السيطرة عليها أكثر من ذلك ثُم وبصوت مبحوح
آسر:كان نفسي أوي أقابلك من زمان..يمكن مكانش كل ده حصلي..دلوقتي برائتك هي اللي بتحميني..عنيكي هي اللي بتحرسني..متمسك بدعاكي ليا
ثُم وضع يديها علي قلبه وإبتلع ريقه قائلاً
آسر:قلبي ده كان إسود..مضلم ومشافش النور غير بحبك ليه...غير لما أخدتيه من ضلمة ذنوبه لبراءة عيونك..أوعدك إني مش هتخلي عنك ومهما بعدنا إنتي في قلبي وخيالي..إنتي أصلاً في كل حتة فيا...مش محتاج وعدك لأني عارفك وعارف إن قلبك ملكي أنا وبس
كانت تشعر بنبضاته من تحت قميصه الخفيف حتي كاد قلبه أن يخرج من بين أضلعه...مبهورة بكمية المشاعر التي ألقاها في وجهها للتو
إرتجفت يداها بشدة علي قلبه ولكنه لم يكن ليفلتها أبداً...نظرت له بتشوش وخجل شديد ثُم إستعادت شجاعتها بعدما إبتلعت ريقها بصعوبه
أسيل:أنا إخترتك إنت...معرفش إزاي وليه..بس قلبي مدقش لحد قبلك ولا بعدك...مش عاوزة أعرف إيه اللي حصلك قبل كدا كل اللي عاوزاه منك إنك تأكدلي إن مفيش قتل تاني ولا حاجات من دي تاني
إبتسم ومازال كفيها علي قلبه...تلاعبت يديه بظاهر كفيها وهو يقول بصوت أجش
آسر:مش هيكون فيه قتل تاني ولا تجارة مخدرات ولا أي حاجة من دي....إنما اللي حصلي قبل كدا
سكت قليلاً بينما لاحظت توتر نبرة صوته وهو يقول
آسر:هتعرفيه بس مش دلوقتي...لما ربنا يكتبلنا نتقابل تاني...لما أكون جدير بيكي وبحبك..إنما دلوقتي......
قاطعته وهي تضع كفها الرقيق علي فمه بينما الدموع تنهمر من مقلتيها
أسيل:إن شاء الله هنتقابل تاني وإنت جدير بيا دلوقتي مش بعد كدا
قبّل باطن يديها ثُم مسح دموعها برقة بالغة قائلاً
آسر:أرجوكِ متعيطيش أنا عاوزك دايماً متفائلة ومبتسمة...أنا بس محتاج فترة أرجع فيها لنفسي وأنظم حياتي بس عمري ما هبعد عنك إنتي دايما قدام عنيا وهكون عارف بتعملي إيه طول الوقت...بس أرجوكِ سيبيني ألاقي نفسي الأول علشان أقدر أكون كلي ليكي من غير ماضي مشوه وحاضر أسود...كل اللي عاوزه منك إنك تفضلي قوية زي ما عرفتك ومتخافيش من أي حد وتدعيلي لأنك كل ما هتدعيلي كل ما هيقصر وقت بعدي عنك ودعاكي هيوصلني في كل اللي بيحصلي
أومأت بالإيجاب والدموع حبيسة مقلتيها ثُم إلتمعت عيناها كأنها تذكرت شيئاً سحبت يديها من كفه برفق...راقبها وهي تخلع سلسلة رقيقة كُتب عليها (لا إله إلا الله) ثُم وضعتها بين يديه قائلة بعزم
أسيل:السلسلة دي جدتي إديتهاني وأنا صغيرة قالتلي علشان ربنا يحفظني في كل خطوة ليا ويحميني وطلبت مني مقلعهاش أبداً إوعدني إنك متقلعاش أبداً من رقبتك مهما طال بعدنا علشان وقت ما نتقابل تلبسهاني تاني
إرتدي السلسلة ثُم قبّل باطن وظاهر يديها دون أن يُفلتها...إحتضن كفيها قائلاً
آسر:أوعدك إني مش هقلعها أبداً مهما طال بُعدنا...وإنتي إوعديني إنك تاخدي بالك من نفسك وتبدأي تحققي حلمك يا أجمل وأرق صحفية
إبتسمت بخجل وإغرورقت مقلتيها بالدموع بينما إرتعشت يداها بين كفيه ولكنه لم يفلتها بل شدد عليها ثُم رفع وجهها ليتشرب ملامحها للمرة الآخيرة قائلاً
آسر:علشان خاطري بلاش تعيطي مش عاوز أشوف دموعك..قوتي بتكمن في إبتسامتك وتفاؤلك ولو عيطتي في يوم إعرفي إنك كدا بتضعفيني
إبتسمت من بين دموعها وهي تقول بشجاعة زائفة
أسيل:خلاص أهو مش هعيط أوعدك إن شاء الله مش بس متتأخرش عليا ممكن ؟
كانت عيناها حمروان وأنفها منتفخ وشفتيها منفرجتين قليلاً بينما صوتها أشبه بطفلة صغيرة تستجدي والدها البقاء...رباه كيف تجمع بين الأنوثة والطفولة بهذه الطريقة...أخذ نفساً عميقاً ثُم أغمض عينيه محاولاً السيطرة علي نفسه قدر الإمكان حتي لا يقوم بما لا يُحمد عُقباه
قال بصوت أجش
آسر:أوعدك ياحبيبتي إن شاء الله مش هتأخر عليكي
قبّل يداها مرة آخري بينما هي تسحبها بخجل وتنظر حولها بوجنتين محمرتين قائلة
أسيل:يوسف بطل
ضحك من قلبه لأول مرة منذُ زمن...مستمتع بشدة بخجلها الذي يطغي عليها ثُم حررها من آسر يديه وهو يقف هامساً في أذنيها
آسر:متنسيش إني بحبك...باي باي ياحبيبتي
لم تستوعب ما قاله للحظات بينما قلبها يهدر بين أضلعها بعنف وصدرها يعلو ويهبط ووجنتاها يعلوها إحمرار الخجل وعندما رفعت رأسها وجدته قد رحل بكل بساطة لم ينتظر ردها لأنه يعرفه جيداً دون الحاجة للحديث ولكن في يوم من الأيام ستخبره بها قولاً وفعلاً
....................................
بعد مرور شهران واليوم بالتحديد موعد محاكمة طارق الحداد...البلد علي قدم وساق...جلبة خارج المحكمة وداخلها...الكثير من الصحفيين تقف أمام المحكمة وحول أسوارها.....تبحث الصحافة هنا وهناك عن هذا الشاهد الوحيد الذي قدم إفادته منذُُ شهران بالتحديد ولم يظهر بعدها أبداً حاولوا دون جدوي الحصول له علي مكان سكن أو عمل ولم يجدوا واليوم فقط سيظهر....الساعة التاسعة والنصف تبدأ المحاكمة بحضور محامين الإدعاء ومحامين المدعي عليه...بحضور الشاهد والأوراق التي تُثبت تورط طارق في صفقات مشبوهة (أسلحة-مخدرات-قتل) كل شئ بل وظهور شهود جدد كان طارق قد أذاهم من قبل ولم يجرؤ أي منهم علي قول شئ ولكنه وجدهم بل تكفل بحمايتهم إلي هذا اليوم الموعود....تحضر المحاكمة وهي وأخيها وعيناها لم تفارق عيناه لحظة حيثُ أنهم لم يتقابلوا منذُ أن رأها عند الشاطئ حتي اليوم..حتي أنه لم يعد يأتي عند نافذتها فتراه....طارق ينظر له من داخل القفص بتوعد وغضب شرس بينما هو تعلو ثغره تلك الإبتسامة الساخرة....بعد حوالي الساعتين والنصف من مجادلات ومرافعات وسماع الشهود إنتهت المحاكمة والصحافيين ملتفون حوله بشدة ولكن للحظة من الزمن توقف الكون من حوله بينما رصاصة خائنة تنطلق نحوه وعيناه لا تفارقها والدموع تنهمر من مقلتيها بصرخة خرجت من بين شفتيها وهو يسقط علي الأرض!!
تابع من هنا: جميع فصول رواية مشاعر حائرة بقلم تسنيم عبد الله
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا