مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية ذات الطابع الإجتماعى والمليئة بالكثير من التشويق والإثارة مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هند شريف علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى عشر من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف .
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الثانى عشر
إقرأ أيضا: رواية غرام
رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الثانى عشر
خيوط العنكبوت
...................
ربما يوماً ما سأعلم ماذا دهاني لأدخل إلي جحره بقدمي!!
ربما يوماً ما سأعرف بما كنت أفكر حين قررت معرفة الحقيقة !!
ربما يوما ما سأكتشف أي عش دبابير أقحمت نفسي فيه!!
............................................
صوت صراخ وبكاء وإستجداء من غرفة مغلقة بها ثلاثة رجال كل منهم ضخم الجثة ذات بنيان شديد القوة وفتاة تُضرب بكل شبر من جسدها كما لو كانت في حلبة مصارعة وفجأة يُفتح باب الغرفة ليدخل منه رب العمل فتجري عليه الفتاة تستجديه العطف وتطلب منه النجدة
كانت سالي واقعه في منتصف الغرفة ممزقة الملابس وجهها متورم ذات كدمات شديدة الزرقة والدماء تسيل من ذراعها وقدمها ملتوية وشعرها أشعث والدموع تنهمر بشدة من مقلتيها عندما رأت طارق داخل الغرفة زحفت إليه أمسكت قدمه تقبلها
سالي(ببكاء):أبووووس إيدك يا طارق بيه إرحمني أبوس إيدك سامحني خليهم يسيبوني
ركلها طارق بقدمه بعيداً تاركاً الذئاب تضربها كما تضرب الشاه للحركة والسيجار بفمه قائلاً
طارق(بنظرة إستعلاء):أنا كان ممكن أموتك بس لازم تندمي الأول علي خيانتك ياحلوة (ثُم نظر للرجال الثلاث) كملوا شغلكم لحد ما تموت وميبقاش فيها نفس وبعدين إدفنوها مش عاوز الدبان الأزرق يعرفلها طريق جرة
وخرج تاركاً ذئابه يكملون ما كانوا يفعلون وصوتها يصدح في المكان بصراااخ شديد (حراااااااااااااااااااام علييييييييييييييييييك)
لم يترك المنزل إلا بعدما سمع آخر صرخة تصرخها سالي ليتأكد من موتها
وعاد لمنزله كأن شيئاً لم يكن بعد نصف ساعة هاتف يخبره أنه لم يعد يوجد سالي علي وجه الأرض شعُر بالراحة ونام قرير العينين ولكن الذي لا ينام يراقبه وله عقاب عند ربه
....................................
كانت ريما قد تجهزت للقاء هذا الموظف الذي يملك الأدلة الكافية لإدانه ياسين
وبالطبع خرجت معها هايدي لمقابلته ذهبو للقائه في مقهي يقع علي النيل كان رجل في أوائل الخمسينيات ذات شعر غزاه الشيب ونظارات طبية مقعره
كانت ريما رافعه شعرها لأعلي بمشبك وترتدي سروال جينز وكنزة رياضية ونظارة شمسية كانت متلهفة لتعلم ما هي الأوراق التي ستودي بحياته إلي الأبد
جلست هي وهايدي وخلعت نظاراتها الشمسية كانت هايدي أول من بدأت الحديث
هايدي:أعرفك يا ريما الأستاذ أشرف الدراع اليمين لياسين باشا دي ريما هانم يا أستاذ أشرف اللي كلمتك عنها
ريما :تشرفنا يا أستاذ أشرف
أشرف:الشرف ليا يا ست هانم
جلسو ثلاثتهم وطلبوا ما أرادوا من المشروب وعندها بدأ الحديث
ريما:هايدي قالتلي أن عندك مستندات تودي ياسين ورا الشمس
أشرف(إلتمعت عيناه بحقد دفين):أيوة عندي كل اللي هيخليه يروح في ستين داهيه
ريما(تساؤل):زي إيه؟
أشرف(وهو يعتدل في جلسته):زي حاجات كتير صفقات سلاح ورشاوي ومخدرات ودي لوحدها مؤبد
هايدي:أيوة بس أنا أعرف أن المخدرات لازم تلبُس
أشرف(بإبتسامة):سيبي دي عليا يا هانم كله مترتب
ريما(بتفكير):بيتهيألي أن ياسين مش بالغباء ده علشان يحضر صفقة مخدرات
أشرف(بمكر):ومين قالك أنه هيكون عارف أي حاجه أصلا 2 كيلو هيروين من حبايب ياسين باشا في شنطة عربيته ومكالمة صغيرة لمكافحة المخدرات وتبقي خلصت.....حضرتك إطمني خالص وسيبي كل حاجة عليا ياسين أحسن حاجة أنه اه رجل أعمال بس لسه مدخلش مجلس الشعب يعني معهوش حصانة واللي بيكرهوه أكبر منه بكتير بتليفون صغير منهم هو كدا بح
ريما(بإرتياح):يااااااااااااااااه أخيرااااا هرتاح.......ممكن أسألك سؤال؟
أشرف:أه طبعاً إتفضلي يا أنسة
ريما:ليه بتساعدني وأنت دراعه اليمين ومعاك كل أسراره وأكيد بيديك اللي يكفيك وزيادة من الفلوس ؟
أشرف(وقد تجهم وجهه):ده موضوع قديم أوووي يا بنتي......
ريما(بحزم):أحب أعرفه لأني هثق فيك وهشغلك معايا ولازم أطمن أنك مش هتخونني زي ما خنته أنا اسفه يعني
أشرف(إبتسم بمرارة):لا يابنتي حقك بردوا هحكيلك كل حاجة بس لو اللي حكيته ده خرج بيننا إحنا التلاته (ثُم أكمل بقسوة) أنا مش هسامحك أبداً ويمكن أعمل فيكي أكتر من اللي هتعمليه في ياسين ده
ريما(وقد إرتعشت قليلا ولكن بهدوء ظاهري): مفيش كلمة هتطلع بيننا إحنا التلاتة مش كدا ياهايدي
كانت هايدي خائفة بالفعل من طريقته في التهديد ولذلك وافقت بسرعه عما قاله
أشرف(بإرتياح):تمام......(ثُم أردف بحزن) بنتي كانت بتشتغل هنا في الشركة كانت في يوم متأخرة في الشغل جه شادي إبنه كان سكران ومتنيل علي عينه إعتدي عليها ولما رحت لياسين بيه بحكم أني بشتغل عنده من زمان وبدل ما أبلغ البوليس طلبت منه أنه يتجوزها ويداري اللي حصل رفض وقالي بنفس اللفظ كدا
( خد القرشين دول وإديهم لبنتك شادي مينفعش يتجوزها الفلوس دي هتنسيك اللي حصل) وقتها كرهته وكرهت حاجة إسمها الفلوس وقررت أني أنتقم منه شر إنتقام ده بعد طبعاً ما إبنه سافر بس والله ما هسيب إبنه بعد ما أوديه في داهية وأخلص منه هوقع إبنه بردوا
قال الكلمة الأخيرة وهو يمسح دمعته متذكراً شرف إبنته
عندما سمعت ما حدث لإبنته شعرت بجسدها يتصلب كلياً كأنها تعيش ما حدث مرة أخري إعتداء بقسوة ووحشية , أغمضت عينيها في ألم وتكورت قبضتها في قسوة وإرتعشت يديها بشده حتي أمسكتها هايدي تضغط عليها لمؤازرتها حاولت أن تتماسك وتخفي الدموع في مقلتيها قائلة بصوت جليدي
ريما:بنتك حقها هييجي ياأستاذ أشرف وياسين وإبنه هياخد جزاءه
أشرف(يتنهد):عارف عارف كويس أنه هياخد جزاءه بس بنتي هتاخد إيه ؟
ريما(بوحشية):هتشفي غليلها وتريح قلبها من الكلب اللي عمل فيها كدا
أشرف(بحزن):أنا عارف أني مهما عملت جرحها عمره ما هيخف حتي لو قتلت ياسين وإبنه عارفه ليه...علشان روحها إندبحت بسكينة تلمة ولا أي حاجة ممكن تريح قلبها بنت خلاص فرحتها في أي حاجة ماتت قبل ما تتولد تعرفي أنها قاعده دلوقتي في مصحة رافضة الكلام مع أي مخلوق حتي أهلها بس كل اللي بعمله ده علشان ياسين ميستخدمش نفوذه في كل حاجه ويؤذي الناس بإسم الفلوس
كانت تستمع لكلماته ودموعها تنهمر لم تستطع تحمل المزيد من ذلك الألم الذي يلف روحها وتلك السكين التي تمزق قلبها
ريما(بدموع):أرجووك كفاية أرجووك....والله حق بنتك هييجي وهخليه يتجوزها غصب عن عينه ويطلقها في نفس اليوم وهخليها تتعالج في أفضل أماكن إنشاالله تسافر برا وكله علي حسابي (ثُم أمسكت يديه) أوعدك أني مش هسيبها غير لما ترجع لحياتها تاني
ربت أشرف عليها يديها والدموع ملئ عينيه
أشرف:أنتي ليه بتعملي معايا كدا ؟
ريما(بشرود):أنا إتأذيت من ياسين أذي كبييييير واللي حصل في بنتك..(أكملت بحشرجة) ممكن يحصل لأي واحده فينا وأنا مقبلش دا
أشرف:ربنا يخليكي يابنتي ياااااارب يحفظكم كلكم
هايدي(حاولت تغيير الموضوع):ها بقي يا أستاذ أشرف الورق اللي معاك هنقدمه للنيابة إمتي؟
أشرف(وقد إستعاد جديته):المستندات مش معايا دلوقتي هقابلك بكرا وأديهالك بس أنتي مش هتروحي أنتي هتبعتيها في ظرف أول ما أتصل عليكي تمام؟
ريما:طيب وليه منعملش كدا علي طول
أشرف:لأ طبعاً أنا لسه هتفق مع المنافس الاشرس لياسين وده بقي راجل واصل أوي أول ما هنحط المخدرات في عربية ياسين وأطمن انه هيتقبض عليه ساعتها بس أنتي تبعتي الملفات دي النيابة علشان كل حاجه تكون جاهزة قدامهم وكل اللي هيخلي الحاجات دي تمشي مظبوط هو الراجل ده تمام كدا
ريما(بتفكير):إممممم تمام
هايدي:طيب هقابلك بكرا إمتي ؟
أشرف(وهو يقوم):أنا هكلمك وأقولك إمتي....أنا مضطر أمشي دلوقتي مينفعش أتأخر أكتر من كدا سلام
بعدما رحل كانت ريما تشعر بالألم الشديد في قلبها وروحها ها هو رجل ينتقم لإبنته ويخاف عليها ولكن والديها هي كل ما كان يهمهم هو الفضيحة والأموال فقط شعرت بالراحة لأنها لم تخبر والدتها وجهتها فقط أنها ستسافر لندن لتقضي إجازة قصيرة ثُم تعود لباريس وبالطبع وافقت والدتها فجل ما يشغلها هو الحفلات التي تقيمها كل أسبوع وأخبرت والدها هذا أيضاً فحرصت علي ألا يراها في مصر ولو صدفة فهي أصبحت تجيد التخفي أخرجها من تشتت أفكارها صوت هايدي
هايدي:ريما أنتي معايا
ريما(إنتبهت لها):ها كنتي بتقولي حاجة؟
هايدي(بإنتصار):كنت بقولك خلاص حلمك قرب يتحقق وهتنتقمي من عمك وكله بعيد عنك
ريما(بتنهد):أيوة هحقق حلمي...يلا بينا نمشي من هنا قبل ما حد يشوفني
هايدي(بإبتسامة):يلا يا جميل
عادت للمنزل بعدما أوصلتها هايدي خلعت ملابسها وجلست تنعم بماء البانيو الدافئ حتي تسترخي عضلاتها........ظلت تفكر في كلام أشرف إبنته مذبوحة من الوريد للوريد شقت روحها إلي نصفين بإنتهاكها ولن تشعر بأي إنتصار حتي إذا قُتل شادي وياسين, تُري هل سيحدث لي ذلك هل ستظل روحي مذبوحة حتي بعد قتلك يا آسر!!!!
....................................
كان يجلس بجانب الفراش منتظراً وصول عُمر مع الطبيب فهي ترتجف منذُ نصف ساعة تقريباً وهو لا يعلم ماذا يفعل فهو لم يكن مسئول عن أي شخص من قبل سوي نفسه...حسناً فهو مسئول الأن ولكن ليس بهذا الحد سمع صوت صرير سيارة بالخارج علِم أنه عُمر خرج ليفتح له الباب
آسر(وهو يفتح الباب):إتأخرت يا عُمر
عُمر(بإبتسامة):معلش الدكتور كان عنده عملية مهمة , إتفضل يا دكتور أيمن
كان الطبيب في أوائل الاربعينيات من عمره ذات شعر أسود قصير وليس بالطول الفارع ....أرشده آسر للغرفة وتبعه عُمر وفي عينيه نظرة ماكرة فقد إشتاق أن يتأمل ذلك الجسد الصغير وتلك العينين العسليتين الطفولتين اللتان لم يمرا عليه من قبل
كان آسر مشغولاً مع الطبيب ولم ينتبه لنظرة العينين الجائعتين اللتان تلتهمان الجسد الضئيل المُلقي علي الفراش بإعياء
أيمن:دي عندها نزلة معوية حادة من نومة الأرض وعدم الأكل الكويس أنا كتبتلها علي مضاد حيوي لازم تاخده وتشرب شوربة وتدفي كويس وإلا هتقلب بحاجة مش كويسة
آسر(بهدوء):متشكرين يا دكتور...(ثُم أكمل)... خد ياعُمر الروشيتة م الدكتور وهات الدوا ده وأنت جاي ومتتأخرش
أخذ عُمر الروشيتة من الطبيب وذهب في حنق كان يريد أن يذهب آسر ويتركه مع هذه الشيكولا حتي يتلذذ بطعمها الذي لم يذقه من قبل
بعدما ذهب عُمر ليأتي بالدواء خرج آسر والطبيب من الغرفة
آسر(متململ في وقفته):هو الشوربة بتتعمل إزاي ؟
أيمن(إبتسم):متقلقش يا آسر باشا لما ييجي عُمر يوصلني هبعتلك معاه كل الأكل اللي تحتاجه بس ده هيكلفك شوية مصاريف...بس لازم تعملها كمادات
آسر(بهدوء):تمام ماشي..ولا يهمك يا دكتور كله هيكون عندك بكرا.....إتفضل إقعد علي ما عُمر يوصل
نظر الطبيب بإشمئزاز إلي الأريكة التي آشار لها آسر..
أيمن(بتردد):لأ خلاص أنا كدا مرتاح
لاحظ آسر نظرته للأريكة ولم يعلق أم يهتم أخرج لفافة تبغ ليدخنها في إنتظار عودة عُمر....بعد نصف ساعة تقريباً عاد عُمر بالدواء أخذ آسر منه الدواء ثُم
آسر:وصل الدكتور وهيديك أكل تجيبه وتيجي علي طول علشان اللي جوة دي تاكل ماشي
لمعت عيني عُمر بالفرح فهو سيعود لتلك الشقيه مرة آخري ولن يتركها حتي يتذوق رحيقها
عُمر(بهدوء مصطنع):تمام مش هتأخر....إتفضل معايا يادكتور
ذهب عُمر مع الطبيب بينما هو تذكر انه يجب أن يعطيها الدواء كما قال الطبيب دخل عليها الغرفة كانت مازالت ترتجف
أحضر كوب ماء من المطبخ وأخرج حبتين دواء من شريطين دواء أحدهما خافض للحرارة والأخر مضاد حيوي
أمسك رأسها حتي تعتدل لتأخذ الدواء شعُر بإرتجاف جسدها تحت يديه القويتين
آسر(برفق):يلا علشان تاخدي الدوا إفتحي بقك
فتحت فمها الرقيق بإعياء وضع الحبوب به وإبتلعت الماء ثُم أعاد رأسها علي الفراش ودثرها كما قال الطبيب ثُم خرج يبحث في المطبخ عن أي شئ يضع به ماء حتي وجد إناء صغير يفي بالغرض وضع به قليل من الماء وإقتطع قماشة من مفرش علي الأريكة....بلل القماشة ووضعها علي رأسها تارة وعلي يديها تارة ولكن عندما رأها تتعرق بشده إضطر أن يخلع عنها الحجاب وظهرت الخصلات الذهبية الطويله ظل يتخلل خصلات شعرها الناعم مبللاً يديه ببعض الماء حتي يذهب العرق وتهدأ ولكنه لم يكن يعلم أن هناك من يراقبه وعندما رأي هذا الشعر الحريري تمني أن تتخلله أصابعه ولكن بطريقة أخري
عندما شعُر آسر أنه بدأت تفيق كان علي وشك أن يرفع القماشة عندما رأي عينيها مسمرة علي باب الغرفة برعب وسحبت الحجاب بشده وضعته علي رأسها
نظر إلي الباب وجده عُمر يتأملها بطريقة أقل ما يُقال عنها فجة شعُر بإرتعاشها تحت الغطاء لم ينتظر أكثر قام وخرج مغلقاً باب الغرفة وراءه
عُمر(مصطنع الهدوء):أنا جبت الأكل اللي الدكتور قال عليه وحطيته في المطبخ
آسر(بنظرة ناريه):طيب خلاص يا عُمر تقدر تكلم طارق باشا وتقوله يومين تلاته وأنا هلم الموضوع
عُمر(بتوتر):وأنت مش عاوزني معاك هنا
آسر(بحزم):لأ شكراً لو عوزتك هكلمك
ولم ينتظر رده بل دلف إلي المطبخ ليأتي للفأرة الصغيرة بالطعام سمع صوت الباب الغرفة ترك ما بيده وهو علي يقين أنه عمر
وجد عينيها مفتوحه علي آخرهما والدموع تنهمر في صمت وأسيل منكمشة علي الفراش وعُمر يقترب منها في حركة يعلمُها آسر جيداً بكلمة واحدة تسمر عُمر مكانه
آسر(بصوت جهوري):تقدر تتفضل دلوقتي ولما أعوزك هكلمك
وإقترب بهدوء لا ينم عن الصراع الشديد بداخله أمسك عُمر من ذراعه خارج الغرفة دون أن يوجه نظرة للفأرة الصغيره القابعه بالفراش
عُمر(بضيق):فيه إيه يا آسر هي أول مرة !!
آسر(عض علي شفتيه كاتماً غيظه):أنت نسيت أن طارق باشا موصي أنها ميحصلهاش حاجه وكمان هي فعلاً مش أول مرة بس كان بيكون برضي الطرفين
عُمر(بعصبية):وأنت لما كنت بتحسس علي شعرها كان برضي الطرفين
إقترب منه آسر بسرعة البرق ناظراً له نظرة نارية أمسكه من ياقة قميصه متحدثاً بهدوء لا يمت بصلة لتلك النظرة
آسر:إمشي دلوقتي ياعُمر وهحاسبك ع الكلام ده بعدين
نفض عُمر يد آسر من قميصه وخرج صافقاً الباب ورائه بعنف تقبضت يداه حتي إبيضت مفاصله ضرب الأريكة بقدمه بعنف شديد كاد أن يطيح بها من شدة عصبيته
تذكر الطعام والفأرة المرعوبة من ذلك المتوحش دخل إلي المطبخ وعينيه نتفثان اللهب سكب الطعام ودخل عليها الغرفة بهذه النظرة المتوحشة
عندما وجدته يدخل عليها شدت عليها الحجاب والغطاء وأصبحت ترتعش أكثر من ذي قبل وكانت هي أول من بدأ الحديث
أسيل(بتلعثم):أنا...أنا أسفة بس هو بيرعبني أوي وبخاف منه ممم...معرفش ليه
لم يرد عليها كان يكفيه الذي هو فيه فقط وضع صينيه الطعام بجانبها علي الفراش قائلاً
آسر(بصوت جامد):لازم تاكلي وتشربي الشوربة دي علشان تبقي كويسه
ثُم أشار للدواء بجانبها ....الدوا أهه خديه لما تاكلي
ثُم خرج تاركاً أسيل متخبطه ماذا تفعل!!!!
أما هو عندما خرج شعُر بحاجته الشديدة لصوته المطمئن الذي يُشعره بالأمان والراحه شعُر بإشتياقه لحضنه الدافئ
أخرج هاتفه وقام بالإتصال وعندما رد الطرف الآخر تحولت نظرته النارية إلي أخري دافئة ونبرته الجامده إلي أخري حنونة
.................................................. .........
عندما كانت في طريقها إلي القاهرة تذكرت ما حدث بالمساء وما قالته لها هناء
كانت جالسة في ذهول بعدما أغلق مازن الخط في وجهها أفاق من ذهولها علي دخول هناء مندهشة أنها لم تقم من الفراش بعد
هناء(بإندهاش):أنتي لسه مقومتيش يانادين إيه اللي مقعدك لحد دلوقتي في السرير
قالت ذلك وهي تضع صينية الطعام علي منضدة بجانب الفراش
نادين(أفاقت من شرودها):ها بتقولي حاجة يا دادة ؟
هناء(بإبتسامة):اللي واخد عقلك ياحبيبتي إيه اللي مقعدك ع السرير لسة !!
نادين(بجمود):أصل ماما قرت الجرايد وكانت بتكلمني
هناء(بإشفاق..وقد جلست بجانبها):طيب ياحبيبتي أكيد عاوزة تتطمن عليكي واكيد هتنزل مصر مش كدا؟
نادين(بسخرية...وهي تقوم):هههههه آه عاوزة تتطمن عليا ثواني يادادة هتوضي وأصلي وأحكيلك كل حاجة
هربت سريعاً إلي الحمام في الحقيقة لم تكن تريد أي جدال مع هناء بخصوص والدتها فقد ألمتها بما فيه الكفاية ثُم تذكرت فجأه الهاتف الآخر الذي جعلها مندهشة بل لا تعلم ماذا تفعل هل أخطأت في حقه ام هو من تمادي بحمايته لها!!
أنهت صلاتها وبالطبع لم تنسي مسكن ألامها الذي يخمدها تماماً
جلست بجانب هناء بالفراش تناولت بعض اللقيمات حتي سألتها هناء ماذا حدث وكيف إختطفت أسيل
إنحسب الدم من وجهها عندما تذكرت صديقتها ونزلت الدموع من مقلتيها وهي تقص ما حدث لهناء
شهقت هناء مما حكته نادين وضعت يديها علي صدرها من الصدمة
هناء(بدموع):يا حبيبتي يا بنتي ربنا يصبر يا ست سميحة يااااارب..(أردفت بتأنيب)..بس مكانش ينفع يابنتي تعملوا كل ده من دماغكم
نادين(بحزن):عارفة والله يا دادة عارفه بس المهم دلوقتي أسيل أنا هسافر بكرا الصبح القاهرة علشان أكون معاهم ومش هسيبهم لحد ما أسيل ترجع بالسلامة
هناء(بحزن):يارب يابنتي ياااارب
نادين(برجاء):دادة ممكن تنامي جنبي إنهردة أنا خايفه ومحتاجه حد جنبي
إحتضتنها هناء بشدة قائلة في حنان أموي
هناء:طبعاً يا حبيبتي هنام جنبك
أقامت الطعام ثُم إستلقت بجانب نادين ودثرتها بالغطاء وإحتضنتها من الخلف وأخذت تملس شعرها الأسود الحريري ودموع نادين تنهمر في صمت
مسحت دموعها وأقنعت نفسها أن تُركز علي الطريق حتي تصل باكراً إلي القاهرة
وصلت عند الظهيرة القاهرة وإنطلقت سريعاً إلي المشفي التي ترقد سميحة بها
سألت عن غرفتها وإتجهت إليها في لهفة
دلفت إلي الغرفة متحاشية النظر إلي الصقر الذي ينظر إليها بحدة
كانت ترتدي فستان طويل باللون البني عليه جاكيت قصير بلون أفتح قليلاً عاقدة شعرها إلي الأعلي وترتدي نظارة شمسية تخفي عينيها المرهقتين من التفكير
أما هو فكان يرتدي قميص أبيض مفتوح الأزرار العلوية وسروال من الجينز مرتدياً نظارته الطبية نبتت ذقنه قليلاً خلال الأيام الماضية مما زاده وسامة عاقداً ذراعيه مستنداً إلي الشباك ووالده مستند إلي جانب فراش سميحة
نادين(محتضنه سميحة):حبيبتي ياطنط أنا اسفة والله كنت تعبانة بس أول ما بقيت كويسة جيت علي طول
سميحة(بدموع...ربتت علي يديها):ولا يهمك ياحبيبتي ....أنا بس كنت محتاجاكي جنبي لأن من ريحة روح قلبي أسيل
نادين(وقد أدمعت عيناها):وأنا مش هسيبك أبداً وأسيل هترجع إن شاء الله وكل حاجه هتبقي أحسن من الأول
ثُم إلفتت إلي ياسر تمد إليه يديها الصغيرة
نادين:حمد الله علي سلامة طنط يا عمو....أنا بجد أسفه إني سيبتكم في موقف زي دا
ياسر(مُقبلاً رأسها):متقوليش كدا يابنتي أنا عارف انك تعبانه ربنا يخليكي
هنا تحدث مازن مخفياً ضيقه من تلك العنيدة المتمردة
مازن(بهدوء مصطنع):حمد الله علي السلامة يا نادين
نادين(بتردد):الله يسلمك يا مازن
هنا دخل الطبيب وآمرهم أن يتركوا سميحة ترتاح قليلاً وخرجوا جميعاً من الغرفة
مازن(بترجي):من فضلك بقي يابابا روح إنت إرتاح أنا ونادين هنا مكانك أنت بقالك تلات أيام علي الحال ده
وقبل أن يعترض تدخلت نادين ممسكة بيد ياسر برفق
نادين(بحنان):مازن عنده حق يا عمو وبعدين طنط دلوقتي هترتاح حضرتك روح البيت غير هدومك وكل ونام شوية وبالليل تعالي علشان نقدر نواصل....أرجووك يا عمو
ياسر(بإستسلام):طيب بس لو فيه أي حاجه طمنوني وإوعوا تخبو عليا حاجه مفهوم !!
مازن(وهو يُقبل رأسه):مفهوم ياحبيبي....أنا هاجي أوصلك للعربية
ذهب مازن مع والده تاركاً نادين تعصف بها الأفكار كانت قد قررت ان تعتذر له عما بدر منها ولكن شيطانها رفض ذلك وعقلها اللعين نهرها....ليس هو بولي أمري هكذا سأتعامل معه...أفاقت من تفكيرها علي صوته المتعب وهو يجلس بجانبها
مازن(بإرهاق):بابا تعب أوي اليومين اللي فاته كل حاجة متلخبطة وأنا متكتف مش عارف أعمل إيه أنا لو أمريكا كان زمان أسيل رجعت بسهولة بس هنا في البلد الزفت دي مش عارف أعمل حاجة وبابا رافض إني أتصرف مع طارق ده خايف عليا وعلي أسيل (أسند رأسه إلي الوراء بتعب شديد) أنا بجد تعبت
أشفقت عليه بشدة وشعُرت بما هو فيه فالمسئولية حقاً كبيرة عليه....لمست كفه الكبير بيديها الرقيقة ثُم قالت
نادين(برفق):متحملش نفسك فوق طاقتها وبعدين عمو كلامه صح في خوفه عليك وإن شاء الله كله خير ...إحنا ممكن نتكلم مع اللي خطفها ده مباشر يعني نديله الفيديو ونخلص فاهمني!!
عندما لامست يديها الرقيقة كفية شعر برجفة تجري في جسده وإرتجاف يديها يدل علي أنها لم تفعل هذا من قبل......نظر لها ولم يتكلم فقط تحدثت العيون هو بإرهاق وإعتذار صامت علي ما بدر منه وهي بخجل وخوف من شئ لا يجب أن يحدث لها
سحبت يديها بسرعه وأطرقت رأسها في خجل
إستعاد رباطة جأشه سريعاً ثُم قال بهدوء
مازن:تفكتري ده الحل!! وبعدين هنوصله إزاي أصلاً
نادين(وقد إلتمعت عيناها):أنا إزاي غبيه كدا ......الرقم اللي هو طلبني منه أكيد لو كنت إديته للبوليس كانت تتبع الرقم ولقيناه وخلصنا
مازن(بسخرية):وانتي فاكرة أنه مجرم محترف زي ده غبي للدرجادي أكيد غير الرقم بسهولة يعني
نادين(بإحباط):اه صحيح......(ثُم أكملت بتفكير)..بس لو كلمنا شركات المحمول ممكن نعرف آخر مكان إستخدم فيه الرقم ويمكن يبقي ده أول خيط يوصلنا لأسيل
مازن(بدهشة):مش معقول أنتي لما بتشغلي مخك بتبقي جامده جدا...(ثُم أردف بإبتسامة)..طيب ما توريني الرقم ده فودافون ولا إيه بالظبط
أخرجت نادين هاتفها وسريعاً أعطته الرقم
مازن:كويس أنه إتصالات أنا ليا واحد صاحبي شغال في الشركة هكلمه ويارب يقدر يساعدنا
إستوقفته نادين قائلة
نادين(بتردد):طب مش هتبلغ عبد الرحمن بيه ده!!
مازن(بحزم):عبد الرحمن بيه ده عاوز يتحط قدام الأمر الواقع يعني لازم أعمل كل حاجة وبعدين أقوله إتفضل إعمل واجبك
قطع عليهم حديثهم صوت هاتف مازن وجده عبد الرحمن عبث ثُم ضغط علي زر الرد
مازن(بضيق):سلام عليكم
عبد الرحمن:وعليكم السلام إزيك يا دكتور مازن!
مازن:الحمد لله تمام....ها حضرتك عرفت حاجة؟
عبد الرحمن(بأسف):للأسف ملقيناش أي حد في سجلات المخدرات أو القتل
مازن(بحزن):طيب متشكر يا أستاذ عبد الرحمن
ثُم أغلق الهاتف بدون أن ينتظر الرد
نادين(بلهفة):ها لقي حاجة ؟
مازن(شخر بسخرية):لأ طبعاً ملقاش حاجة
نادين(بإحباط):طب روح يلا كلم صاحبك ربنا يستر
ذهب مازن ليتحدث مع زميله وعاد لنادين بوجه غير الذي ذهب به
مازن(بإبتسامة):الحمد لله إديته الرقم وقالي هعمل اللي أقدر عليه وأنا متفائل إن شاء الله
نادين(بإرتياح):الحمد لله يارب الحمد لله ....(ثُم أكملت بتردد)..بس أنا خايفه نكون بنتأخر علي أسيل خايفه يكون هو بجد....
قبل أن تُكمل هدر مازن فيها بعنف قائلاً
مازن(بغضب):إياكي تقولي كدا أسيل كويسة وهترجع تنور البيت من تاني إن شاء الله
نادين(بدموع):بس هو قالي أنه خلاص أنساها
مازن(بعنف):طول ما الفيديو ده معانا ميقدرش يعملها حاجة وبعدين هو شغال عند طارق يعني مبيعملش حاجة من غير إذنه وطارق أكيد عارف إننا ممكن نطربقها علي دماغه ....(حاول أن يهدأ قليلاً)...من فضلك يا نادين إهدي ومتفكريش في حاجة زي دي إحنا ما صدقنا إننا خدنا خطوة إيجابية
نادين(بتنهد):حاضر أوعدك إني هكون إيجابية أكتر من كدا
أومأ رأسه بإرهاق ثُم قال
مازن:أنتي أكيد جعانة انا هروح أجيب سندويتشات ناكلها في السريع وأنتي خليكي جنب ماما لو حصل أي حاجة كلميني
نادين:حاضر متقلقش مش هسيبها ثانيه
خرج وتركها متخبطة في مشاعرها وخائفة بشدة علي أسيل فهو إن كان رأي الفيديو ولكنه لم يري عين هذا الرجل الذي يقتل كأنه يشرب عصير ولا يزهق روح إنسان وصوته وهو يحدثها يخبرها الكثير كان يعني كل كلمة يقولها ولكنها لم تشأ أن تُقلقه أكثر من ذلك يكفيه ما هو فيه .....إبتسمت بخجل وهي تنظر ليديها كيف أفعل ذلك أزاحت خصلة من شعرها إلي الوراء وهي تُفكر لم تحظي بإهتمام كهذا من قبل تشعُر بما يشدها إليه دون رجعة ولكن يجب التوقف الأن وإلا سوف أنزلق للمحظور وهو لا يستحق فتاة مدمرة داخلياً مثلي فهو جيد وحنون ويستحق أفضل وليست فتاة مدمنة إنحدرت دمعة علي وجنتيها بينما هي تبتسم بمرارة علي كل ما مر بها ليس مكتوب لها شئ من السعادة او ربما!!!
.................................................. .....
كان طارق جالساً في مكتبه بنشوة الإنتصار بعدما أنهي حياة سالي مخبراً والدتها أنها تعرضت لحادثة علي الطريق العام ولم تنجو منها ودفع لعائلتها مكافأة عملها الشاق معه طوال السنوات الماضية وبذلك ظهر أمام الصحف الرجل النبيل الذي يستحق منصبه كنائب للشعب ويا لنا من شعب نصدق وبشدة أي لفتة حسنة حتي وإن كانت طبيعية ولكن من وظيفة الإعلام أن يجعلها كبيرة أخرجه من شروده إتصال هاتفي هام كان بإنتظاره
طارق(بسرعه):أيوة يا محمود طمني عملت إيه؟
محمود(بإبتسامة):متقلقش يا باشا عرفتلك كل حاجة عنهم وعن صاحبتها
طارق:طيب تعالي دلوقتي حالاً أنا مستنيك في المكتب
بعد نصف ساعة تقريباً وصل محمود لمكتب طارق وجد فتاة آخري غير سالي تعجب ثُم دلف للداخل
محمود(بإبتسامة):باشا إزيك يا باشا ؟
طارق(بهدوء):اهلاً يا محمود تعالي إقعد وإحكيلي بقي كل حاجة وبسرعه علشان عندي إجتماع كمان نص ساعة
محمود(بتردد):حاضر يا باشا بس كان عندي سؤال يعني...هو مين اللي برا دي!!
طارق(بجمود):دي السكرتيرة الجديدة سالي ماتت
محمود(بصدمة):ماتت!!!!
طارق:آه إيه يامحمود مالك ؟
محمود(إبتلع ريقه):لأ مفيش يا باشا بس ماتت إزاي ؟
طارق(بصوت جليدي):لأنها خاينة هي اللي خانتني وساعدت أسيل دي عرفت بقي هي ماتت إزاي!!
محمود(بدهشة):مش معقووول هي اللي قالت لأسيل علي كل حاجة
طارق(بعصبية):خلاص يامحمود إنجز وقولي إيه اللي عرفته
محمود(تنحنح):حاضر يا باشا....أنا روحت إسكندرية كلمة يمين كلمة شمال عرفت أن أهلها راحو القاهرة من ساعة ما عرفوا اللي حصل ولحد دلوقتي هما هنا أما صاحبتها فكانت هنا لحد يومين فاتوا وبعدين رجعت بيتها فضلت قاعده فيه يومين ورجعت إنهرده راحت علي مستشفي ولما سألت عرفت أن مامة البت اللي معانا في المستشفي فضلت قاعد مستني لحد ما شفت ياسر الصياد طالع من المستشفي رحت وراه لقيته راح شقة عند التجمع الخامس عرفت أن مازن أخو البت واخدها من واحد صاحبه لحد ما يلاقوا أخته .....ممكن بقي يا باشا أو ده اللي أنا متأكد منه أن الفيديو يكون في الشقة دي البت صاحبتها عمرها ما تسيبه في إسكندرية ولا أنت رأيك إيه يا طارق بيه
طارق(بتفكير):إممممممم فكرة بردوا يامحمود بص أنا مش عاوزهم يروحوا عن عنيك خالص وخصوصاً البت اللي هي صاحبتها دي مفهوم...أما موضوع الفيديو ده أنا عاوزك تعرفلي أبوها عمل إيه من ساعة ما جه هنا الأول وبعدين هقولك تعمل إيه ماشي
محمود(وهو يقوم):حاضر يا باشا تؤمرني بحاجة تانية !!
طارق:لأ بس تخلي حد من رجالتك وراها فااااهم!!
محمود:فاهم ياباشا متقلقش
ثُم ذهب تاركاً طارق يُفكر في كيفية الحصول علي الفيديو من صديقة أسيل دون المساس بأحد بهم ليس لأنه رجل نبيل ولكنه لا يريد لأحد المساس بمنصبه المبجل الأن تحديداً والإنتخابات علي الابواب
...........................................
في المساء خرجت ريما لتنعم ببعض الهواء النقي بعدما إقتربت بشدة من تحقيق هدفها قررت أن تختلي بنفسها قليلاً....إرتدت سروال من الجينز وبلوزة قطنية باللون الأزرق فوقها شال من اللون الأبيض وتركت شعرها للعنان
خرجت بالسيارة من المدينة التي تسكن بها إلي حيث زحام القاهرة ثُم ترجلت من السيارة أرادت أن تمشي بين الزحام أن تكون بين الناس لمرة واحدة في حياتها كان الجميع يتخبط بها ولكنها لم تُبالي كما كانت تفعل في الماضي رأت مقهي قررت الجلوس فيه قليلاً ثُم العودة للمنزل
النادل:أؤمري يافندم تشربي إيه؟
ريما(واضعه قدم فوق الأخري):عصير مانجو فريش
النادل:أمرك يافندم
إتصلت بها هايدي حتي تطمئن عليها
ريما:ألو أيوة ياهايدي
هايدي(بلهفة):إتصلت عليكي كتير مردتيش أنتي كويسة!!
ريما(بإبتسامة):ايوة كويسة متقلقيش معلش مسمعتوش
هايدي(بتساؤل):هو أنتي مش في البيت؟
ريما:لأ أنا قلت أخرج أشم هوا شوية
هايدي(بإبتسامة):طيب مستعدة للمفاجأة التانية!!
ريما(وهي ترفع يديها لتزيح خصلة من شعرها):ها في إيييييه تاني قولي بسرعة
لم تستطع أن تسمع هايدي بعد ذلك فقد إنفجرت في النادل الذي أوقع العصير علي ملابسها
ريما(بعصبية شديدة):إنت إيه مش تفتح يابني أدم إنت؟
النادل(ببرود):والله أنا بقالي ساعه بكلم حضرتك وانتي اللي مشغولة في التليفون
ريما(بغضب شديد):انت غلطان وكمان بتبجح دي قلة أدب متناهية يعني أنا عااااوزة المدير حالاً
كان علي وشك الرد عليها عندما أتي زميله في العمل
نادر(معتذراً):إحنا أسفين يا أنسة بجد جري إيه يا أحمد ما تعتذر للأنسة
أحمد(بغضب):أنا معملتش حاجه هي اللي غلطانه ولسانها طويل كمان
كانت علي وشك صفعه بيديها ولكنه أمسك يديها كاد أن يكسرها ولكن المدير أتي بهرولة أقام يديه من عليها
ريما(بغضب شديد):البتاع ده يمشي من هنا يإما مش هيحصلك كويس وهقفلك المكان ده غلط فيا وشتمني
المدير(معتذراً):إحنا أسفين ياهانم إعتذر للهانم يا أحمد بسرعه يإما تمشي من هنا
أحمد(بلا مبالاة):أنا مش هعتذر لواحده لسانها طويل أنا كدا كدا ماشي
ثُم خرج وترك المكان تحت أنظارهم المذهولة وأكثرهم غضباً وذهول ريما التي لم تتعرض لهذا الموقف من قبل
.................................................. ....
كانت تتناول الطعام علي مهل والرعشة مازالت مسيطرة علي جسدها بالكامل ظلت تفكر وتفكر هل هو حقاً من حملني إلي هذا الفراش عندما وجدني مريضة هل دافع عني أمام صديقه !!
من أنت يا آسري وكيف يتبدل حالي معك يوماً عن يوم ولما لا أخاف منك قدر شعوري بالشفقة نحوك والفضول ناحيتك!!
ماذا حدث بحياتك جعلك بتلك الوحشية وذلك الغموض شعُرت بصداع يلف رأسها ربما مما حدث منذ ساعات قليلة تناولت الدواء ثُم قامت بتثاقل من فراشها وقبل أن تفتح الباب سمعت صوته وهو يتحدث إلي الهاتف أرهفت السمع أكثر
كان يتحدث بحنان ودفئ في صوته سري في أنحاء جسدها بالكامل علي الرغم من أنه لم يكن موجهاً لها
آسر(بحنان):وحشتني أوي وحشني حضنك...هاجيلك طبعاً ياحبيبي....قريب أووي...لا صدقني المرادي وعد...عندي بس كام مشكلة بسيطة هحلها وأجيلك....خد بالك من نفسك وحافظ علي صحتك أرجوك....سلام ياحبيبي
تابع من هنا: جميع فصول رواية مشاعر حائرة بقلم تسنيم عبد الله
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا