رواية سيد القمر الأسود - زينب مصطفى - الفصل الرابع والعشرون
تسللت جيلان بهدوء الى حديقة القصر وهي تتلفت خلفها بتوتر وضربات قلبها تقرع كالطبول من شدة الخوف وهي تسرع في اتجاه غرفة مكتب عمر تحاول التسلل اليها من شرفتها نصف المفتوحه
وهي تتعثر في مشيتها من شدة ارتباكها خوفا من ان يراها ايآ من العاملين في القصر..
فتوقفت فجأه قليلا خلف احد الاشجار تحاول ان تهدء من ضربات قلبها التي تتصاعد بزعر وخوفها وتوترها يسيطران عليها وهي تنظر للمكان من حولها جيدا تتأكد من خلوه من أيآ من الخدم و الحرس ..
ثم تسلقت بسرعه نافذة المكتب نصف المفتوحه
ودخلت الى المكتب الخالي وهي تتنفس بسرعه شديده من شدة الخوف والتوتر
فنظرت من خلف الستائر بقلق تتأكد مره اخرى من انه لا يوجد احد قد رأها او شعر بتسللها للغرفه
فتنفست بتوتر وهي تبتعد سريعا عن الشرفه و تفتح ضوء كشاف هاتفها حتى تستطيع الرؤيه وسط الظلام الدامس الذي يعم الغرفه..
فتلفتت حولها تبحث فوق المكتب و داخل الادراج والخزانات التي تملاء المكان الا انها فشلت في العثور عليه
فقالت بحيره و غضب وهي تبحث بيأس وتوتر مره اخرى فوق المكتب الخشبي والادراج الجانبيه..
= وده راح فين ده كمان.. انا متأكده انه كان بيسيبه هنا..
ثم تابعت البحث دون جدوى فقالت اخيرا بغضب
= معقول يكون خده معاه .. او يكون مخبيه في درج او مكان سري هنا..
فإنحنت اسفل المكتب وبدأت في البحث بشكل اكثر دقه عن اي درج او خزنه قد تكون مخبئه و مخفيه عن العيون
حتى لفت نظرها مقبض احد الادراج السفليه الذي يكاد مخفيا فسحبته بلهفه وهي تسلط الضوء على محتوياته وقد بدء اليأس يتمكلها الا انها صرخت فجأه بانتصار وهي تجد اخيرا الحاسب موجود بداخله..
فأخرجته بحماس شديد وبدأت في تشغيل الحاسب الذي استجاب لها سريعا
الا انها شعرت بالغضب يتملكها وهي تجده مغلق بكلمة سر معقده ...
فأخرجت هاتفها واتصلت بصادق الذي اجاب على الفور بلهفه
= ها لقتيه..
جيلان بابتسامه منتصره
=طبعا لقيته ..انت مش متخيل انا دورت عليه قد ايه وفي الاخر طلع مخبيه في درج سري تحت المكتب
صادق بجديه
= طبعا لازم يخبيه ولا انتي فاكره انك هتدخلي تلاقيه رامي حاجه مهمه زي دي على مكتبه .. دا لو كان عمل غير كده كنت خفت وافتكرت انه كشفنا.
.
جيلان بتوتر..
=كشفنا..انت هتخوفني ليه وتخليني ارجع في كلامي..
صادق بمرح كاذب ..
= وانتي هتخافي من ايه ياقمرنا ما كل حاجه ماشيه زي ما احنا عاوزين واكتر..المهم اعملي زي مافهمتك وانا هاكون معاكي على الخط..
جيلان بتوتر..
= طيب انا فتحت الجهاز..والجهاز مقفول بكلمة سر..اتصرف ازاي
صادق بثقه
= اسمعي طبيعي ان الجهاز يكون مقفول بكلمة سر معقده وطبيعي برضه انك مش هتقدري توصليلها
مهما حاولتي..بس متخافيش..انا عامل حسابي واستخدمت اكبر المتخصصين في مجال التهكير ..
ثم تابع بثقه
= يعني كل الي عليكي تعمليه انك تركبي الفلاشه و بس وهي عليها فيروس هيتحكم بالجهاز و هيفتحه بمنتهى السهوله ..
ثم تابع بتشجيع..
=يلا نفذي الي قلتلك عليه.. وانا هافضل معاكي على الخط..
وضعت جيلان بتوتر الفلاشه الاولى بداخل الجهاز الذي بدء في اصدار ارقام كثيره متتابعه لاكثر من خمس دقائق كامله ..
وهي تجلس تراقب ساعتها بخوف وتوتر متصاعد حتى كادت ان تسحب الفلاشه وتلغي كل ما اتفقت عليه مع صادق..
الا انها تنفست براحه وهي ترى الجهاز يستجيب اخيرا ويكتب كلمة الترحيب..
جيلان بانتصار..
= الجهاز فتح..
صادق بصرخة نصر ..
=طب يلا حطي الفلاشه التانيه بسرعه خلينا نخلص من ابن الرشيدي قبل ما يخلص علينا..
هزت جيلان رأسها موافقه بتوتر وهي
تركب الفلاشه الاخرى التي قامت على الفور بتبديل كل المعلومات والارقام التي على الجهاز للارقام الاخرى التي اعدها صادق للايقاع بعمر..
جيلان بارتباكوهي تراقب المكتوب فوق شاشة الجهاز..
= انا شايفه ايميل جديد بيتبعت للشركه صاحبت المناقصه بالاسعار الجديده الي احنا دخلناها على الجهاز ..
صرخ صادق اخيرا بانتصار وهو يكاد يجن فرحا..
= ودا يبقى المسمار الاخير في نعشه ...ويبقى خلاص خلصنا من ابن الرشيدي و للابد..
ثم تابع بسعاده كبيره..
= اقفلي الجهاز بسرعه واطلعي على اوضتك والجهاز هيمسح كل الي دخلناه عليه وهيرجع للارقام القديمه الي كانت موجوده عليه واستحاله حد هيقدر يوصل للي عمل كده او يعرف انه الايميل والارقام الجديده اتبعتت من عليه ..
هزت جيلان رأسها وهي تقول بتوتر وهي تغلق الهاتف معه ..
= طيب سلام انت دلوقتي ..وهكلمك بعدين..
ثم اغلق
ت سريعا الحاسوب و تأكدت من ارجاع كل شئ الى مكانه الاصلي وخرجت سريعا من غرفة المكتب وهي تتلفت حولها بتوتر حتى وصلت اخيرا الى غرفتها فإرتمت على الفراش
وهي تقول بغل..
= انت الي ابتديت يا عمر ولو كنت مش ليا يبقى مش هتبقى لأي حد تاني وخصوصا الجربوعه الي انت اتجوزتها..
ثم مررت يدها في شعرها وهي تقول بغرور..
= وبكده مش هتلاقي غير حضني وفلوسي هما الي هينقذوك خصوصا لما تلاقي نفسك رجعت لنقطة الصفر من تاني.. وانا متأكده ان فلوسي هتقدر تزودها وتكبرها بس ساعتها هتبقى انت و الفلوس .. ملكي انا .. و لواحدي
ثم اغلقت عينيها و بدئت في إحاكة احلام سعيده تضمها بعمر
في صباح يوم مشرق ..
جلست حبيبه على رمال الشاطئ وهي ترتدي فستان مخصص للشاطئ شفاف عاري الظهر وقصير وقدانهمكت بتركيز شديد في بناء قصر من الرمال بطريقه متقنه يساعدها عمر الذي قام بجلب بعض ماء البحر لها وخلطه ببعض الرمال حتى تستطيع ان تشكله بسهوله ومهاره..
فابتسم بحب وهو يجلس على الرمال يضمها بين ذراعيه من الخلف يراقبها وهي تعمل بدقه ومهاره في وضع اللمسات النهائيه لقصرها الرملي
فقال باعجاب وهو ينظر للقصر من فوق كتفها..
= حلو اوي يا حبيبتي مين الي علمك تشكلي الرمل بالشكل ده..
ابتسمت حبيبه برقه وعينيها تمتلئ بالدموع ..
=بابا الله يرحمه هو الي علمني ..كان دايما ياخدني اسكندريه ونعوم كتير ولما نتعب نخرج نقعد على الشط ونبني سوى حاجات كتير بيوت قصور حيوانات اي حاجه كنت اتمناها كان بيبنهالي من الرمل ويوعدني انه لما يقدر هيجبهالي ..وماما تفضل تضحك علينا وفي الاخر تنزل تساعدنا وتجيب لنا المايه من البحر وتخلطها بالرمل علشان نقدر نشكلها بسهوله..بس طبعا من بعد وفاتهم وانا مشفتش البحر الا وانا معاك
ابتسم عمر بندم وهو يضمها بحمايه اليه ويتذكر قسوته الشديده عليها وانه بغبائه كاد ان يتسبب في وفاتها بعد ان تركها وحدها في حوض السباحه وتصرف بعدم مسئوليه باعتماده على الخادمه في اخراجها منه فأدارها اليه يقبل عينيها ويذيل دموعها بحنان..
=الله يرحمهم يا حبيبتي .. وربنا يقدرني اعوضك عن كل الالم الي شفتيه في حياتك..
ثم تابع وهو يبتسم بتوتر ويشير لقصر الرمال يحاول إلهائها عن متابعة ذكرياتها الحزينه..
=ايه ده انتي ليه عامله حمام سباحه كبير اوي كده وفي مكان مقفول و عامله حواليه شجر وشلال مايه ..
ثم اشار لاحد الجوانب وهو يتابع بتساؤل
= بس مش احسن لو كنتي حطتيه هنا عشان يبقى قريب من البحر..
ابتسمت حبيبه وهي تقول بحماس
= بصراحه انا بقيت بحب العوم اوي بس غصب عني ببقى خايفه وقلقانه من ان حد ممكن يشوفني بالمايوه حتى وانا متأكده ان مفيش حد غريب موجود حواليا بس.ببقى برضه متوتره وخايفه فعشان كده حمامات السباحه الداخليه والمقفوله بتبقى مريحه اوي نفسيا ليا..
ثم تابعت بمرح..
= بس برضه ده ميمنعش اننا ندلعها بشلالات مايه وشجر وورود علشان تبقى مريحه للعين مش مجرد حمام سباحه في مكان مقفول..
ابتسم عمر وهو يتأمل حمام السباحة الرملي بتفكير..
=رغم ان مفيش اي راجل ممكن يشوفك او يبقى متواجد جنب حمام السباحة او حتى في القصر بس انتي عندك حق اهم حاجه انك تبقي مرتاحه ومش قلقانه خصوصا وانتي في مكان لابسه فيه مكشوف..
ثم تابع باهتمام وهو يشير للقصر الرملي
=طيب والاوضه الكبيره اوي دي تبقى اوضة إيه..
ابتسمت حبيبه وهي تجيب برقه..
= دي بقى تبقى اكبر اوضه في القصر كله ودي هتبقى للمعيشه الي العيله كلها هتتجمع فيها..يعني يتكلموا يضحكوا يشوفوا فيلم سوى يعني اوضه لاجتماعات العيله..
ابتسم عمر ابتسامه متفهمه وقال بحنان..
= طيب دي اوضة اجتماعات العيله
ثم اشار لغرفه اخرى وقال بإهتمام
= طيب ودي تبقى اوضة ايه...
اجابت حبيبه بحماس وهي تشرح له مكونات القصر وهي تتابع وضع اللمسات النهائيه عليه تحت نظرات عمر المعجبه..
بعد مرور بعض الوقت..
وقف عمر يصور باهتمام حبيبه التي ترفع اصبعيها علامة النصر وهي تبتسم بفخر وسعاده طفوليه عدة صور بجانب قصرها الرملي بعد انتهائها من بنائه ..ثم رفعها فجأه بين زراعيه وهو يقول بمرح..
= كفايه النهارده لعب لحد كده.. ندخل نرتاح وننام شويه..علشان تبقي مرتاحه واحنا خارجين نتعشى بره بليل
فلفت يديها حول عنقه وهي تقول بدلال..
= حاضر.. بس هاتخرجني فين النهارده..
انحنى عمر وقبل شفتيها برقه
= بليل هتعرفي بنفسك..انما دلوقتي وقت النوم والراحه
ثم توجه بها الى داخل الفيلا وهو يتبادل الحديث معها بمرح..
في المساء..
جلست حبيبه التي ارتدت فستان صيفي خفيف ابيض ذو ورود حمراء انيق بجانب عمر في سياره فيراري سوداء مكشوفه وهي ترجع رأسها للخلف مغلقة العينين وتتنفس بعمق وهي تتلقى بسعاده دفعات الهواء البارد المنعش التي تملاء السياره
ثم نظرت بسعاده لعمر الذي يرتدي بنطال وقميص ابيض خفيف صيفي وانيق بنفس اللون ويقود السياره بهدوء وحرص خوفا عليها ..
حبيبه بسعاده..
= مقولتليش احنا رايحين على فين ..
ابتسم عمر وهو يقبل باطن يدها بحنان..
= النهارده مش هانروح بعيد وهنتعشى في مكان مفتوح هيعجبك اوي...
ثم توقف بالسياره في مكان مفتوح يقع على البحر..ثم أشار لشاطئ خاص أمامه..
= وأدينا يا ستي خلاص وصلنا اتفضلي..
ثم ساعدها على النزول من السياره وهو يلف زراعه حول خصرها بحنان ويشير الى الشاطئ خلفها ..
= من هنا يا حبيبتي..
ابتسمت حبيبه وهي تتلفت من حولها تتأمل المكان بانبهار بدايه من الشاطئ المضاء من حولها بأنوار بيضاء هادئه الى الصخره الكبيره الدائريه التي تقع بداخل البحر ولها امتداد حجري طويل يصلها بالشاطئ ومحاط بأضواء هادئه تتلئلاء برقه..
والامواج ترتطم برفق على الصخره والمصفوف فوقها بأناقه طاولة طعام منفرده مزينه بورود حمراء وبيضاء تنشر عطرها بقوه في المكان في حين تنتشر في الاجواء اصوات موسيقى رومانسيه هادئه..
حبيبه بانبهار وهي تتجه الى الصخره
=مش ممكن المكان هنا يجنن ..
ثم تابعت وهي تنظر لعمر بانبهار..
= عمري ما كنت اتخيل ان فيه اماكن حلوه اوي كده ..
ابتسم عمر وهو ينحني الى الاسفل وسط دهشتها ويقوم بخلع حذائها الصيفي الخفيف من قدميها ويقول بحب ..
©
= انا مبسوط ان المكان عجبك خصوصا اني طلبت انهم ينفذوه بالشكل ده علشان عارف انك بتحبي£ الاماكن الي زي دي..
تأملت حبيبه المكان وهي تقول بدهشه ..
= معقول انت الي طلبت تنفذ كل ده علشاني انا..
ابتسم عمر وهو يلف يده حول خصرها يضمها اليه بعد ان تخلص من حذائه هو الاخر وقام بثني ارجل بنطاله قليلا من اسفل..
= طبعا عملت كده علشانك ولسه هعمل اكتر من كده مليون مره بس تكوني مبسوطه و سعيده..
ثم ولدهشتها قام بخلع حجابها عنها ووضع بداخل جيب بنطاله ثم مرر اصابعه في خصلات شعرها ينشرها حول وجهها بعشق ..
= ده ملوش لزوم هنا ..الشاطئ ده ملكيه خاصه لينا ومفيش حد موجود فيه غير انا وانتي وبس..
ثم تابع بحنان ..
= تعالي..
ليتوجه بها الى الممشى الحجري المصقول و المضاء بأضواء بيضاء متلئلأه وموج البحر يرتفع بين حين وأخر فيلامس الممشى وينشر من حولهم رذاذ و زخات من ماء الموج منعشه..
فمشت بانبهار على الصخره التي تمتد الى داخل الماء والمياه تداعب قدميها بلطف في حين ينتشر رذاذ ماء البحر حولها ..
وعمر يلف زراعه حول خصرها يضم جسدها اليه بعشق متملك وهو يبتسم سعيدا لسعادتها وهي تغلق عينيها وترفع وجهها للاعلى تتلقى المزيد من رذاذ الماء بسعاده طفوليه..
حتى وصلوا الى المائده المعده بأناقه والمزينه بالورود والازهار
فساعدها على الجلوس الى مقعد مريح كبير مزدوج ..
ثم جلس بجانبها يلف زراعه من حولها يقربها منه في حين تزيل يده الاخرى الشعر المندى بقطرات الماء عن وجهها ووضعه خلف إذنها وهي مازالت تنظر للمكان من حولها بسعاده وانبهارطفولي
عمر بحنان ..
= مش كفايه فرجه على المكان لحد كده وتبدئي تاكلي والا الاكل مش عاجبك..
حبيبه وهي تتأمل الطعام اللذيذ والمعد باحترافيه ومهاره شديده ..
= بالعكس الاكل شكله حلو اوي بس
انا من كتر الفرحه حاسه اني شبعانه ..
بدء عمر في تقطيع الطعام الى قطع صغيره ووضعها في فمها وهو يقول بحنان..
= لا انا مينفعش معايا الكلام ده ..انا جايبك هنا علشان تغيير الجو يساعدك على انك تاكلي ..خصوصا ان اكلك ضعيف ومش عاجبني..
ثم تابع بحنان وهو يقبل شفتيها برقه ..
= افتحي الشفايف الحلوين دول وكلي يا حبيبتي من ايدي وبلاش تزعليني..
فتحت حبيبه شفتيها تلقائيآ وبدئت في تناول الطعام من يده حتى انتهت وقالت وهي تشعر بالامتلاء..
= خلاص مش قادره يا عمر مبقاش في مكان في معدتي خلاص..
ابتسم عمر وهو يمرر يده بحنان على بطنها وقال بحب..
= خلاص يا حبيبي كفايه كده ..المهم انك تاكلي وتاخدي بالك من نفسك علشان ابقى مطمن عليكي ..
حبيبه بطاعه..
= حاضر يا حبيبي اوعدك بس كفايه اكل خلاص بجد شبعت..
ابتسم عمر وهو يقف ويسحبها اليه بهدوء يضمها بين زراعيه دون ان يتحدث وهو يتمايل بها ببطئ شديد وحميميه على انغام الموسيقى الهادئه التي تنبعث في المكان..
ثم رفع وجهها اليه يتأمل ملامحها بعشق وهو يمرر يده بافتتان في خصلات شعرها..
فأغمضت عينيها وهي تدفن وجهها في صدره بحب شديد طغى على كل حواسها وهي تشعر به يميل على عنقها يقبله بشغف شديد قبلات صغيره متناثره وهو يردد اسمها بعشق مرارا حتى تحول الاسم الى غزل..
فينتقل من عنقها الى شفتيها يقبلهم بلهفه شديده تلقتها هي بلهفه مماثله وهو يتذوقهم ببطئ وعشق شديده ويده تمر على جسدها تضمها اليه بعشق متملك ثم رفعها اخيرا بين زراعيه
وهو مازال يقبلها بشغف شديد جعلها لاتدرك اين ومتى وكيف تحرك بها وكيف وصلت الى غرفة النوم الغريبه على عينيها والتي تشعر باهتزاز ارضها بلطف من تحت قدميها ..
فحاولت ان تسئله اين هم الا انه سيطر مره اخرى على حواسها وهو يضمها اليه بشغف ..
يقبل شفتيها بنهم وعشق جارف وهو ينزع ثيابها عنها ويغرق معها في عاصفه من المشاعر الملتهبه..
في الصباح ..
استيقظت حبيبه فإبتسمت بسعاده وهي تشعر براحه وأمان شديد بعد ان وجدت نفسها نائمه فوق ذراع عمر والذي يضمها اليه بعشق وحمايه في حين يلتف من حولهم ويغطيهم غطاء ابيض خفيف ..
فإبتسمت بخجل وهي تشعر بيده تمر برقه فوق ظهرها العاري وهو يضمها اليه و يقول بحنان..
=صباح الخير يا حبيبي..كل ده نوم..
ابتسمت حبيبه برقه ووجهها يشتعل خجلا وهي تشعر باصابعه تدلك جسدها برقه..
لتقول بصوت مبحوح..
= صباح النو....اه عمر انت بتعمل ايه..
فضحك وهو يرفع الغطاء عنها و يقول بشقاوه
= هو انا لسه عملت حاجه ..انا لسه هاعمل يا قلب عمر
ثم انقض على شفتيها يلتهمهم مره اخرى بنهم شديد ..
بعد مرور بعض الوقت ..
تأملت حبيبه اليخت الجديد الذي قضت فيه ليلتها العاصفه مع عمر
و الذي كان يرسو بجانب الشاطئ الذي تناولوا عشائهم به وهي تقول بدهشه وهي تشاهده يحرك اليخت ثم يبتعد به عن الشاطئ ..
= هو انت غيرت اليخت القديم..
لف عمر يده حول خصرها يقربها منه بحمايه وهو يقول بغضب مكبوت..
= ايوه غيرته او تقدري تقولي بعته واشتريت ده ..لو مش عاجبك انا ممكن اغيره ..
حبيبه بدهشه..
= بالعكس دا حلو اوي ..بس اقصد انت بعت اليخت القديم ليه انا عارفه انك كنت بتحبه اوي..
ضمها عمر اليه بتملك وحمايه وهو يدفن وجهه في عنقها..
= بالعكس انا كرهت اليخت ده جدا وخصوصا بعد الي حصلك عليه كفايه انك كنتي هتضيعي مني وكنتي هتغرقي وانتي فيه ..
ثم تابع بغضب اثار دهشتها..
= ولو مكنتش بعته انا كنت هاحرقه واتخلص منه..
ثم تابع بابتسامه خفيفه يحاول انهاء الحديث عن ذكرياتهم السيئه والتي يحاول وبقوه استبدالها بذكريات اخرى سعيده ..
= تعالي يا حبيبتي نفطر وبعدها افرجك عليه...
ليمر عليهم اليوم مابين السباحه الخفيفه فوق اليخت حتى لا يرهقها والمرح والتخطيط لمستقبل سعيد يضمهم هم وطفلهم..
بعد مرور بعض الوقت..
استلقت حبيبه فوق صدر عمر على ظهر اليخت وهي ترتدي ثوب سباحه من قطعتين احمر اللون وقالت وهي تبتلع ريقها بتوتر..
= عمر ممكن أسئلك سؤال وتجاوبني بصراحه ..
قبل عمر اعلى رأسها وقال وهو يمر بيده على اعلى كتفيها يزيل عنهم التوتر..
= إسئلي ياحبيبتي..
حبيبه بتوتر وتردد
= انا فيه حاجات كتير اوي مش فهماها..
= يعني انا عارفه انك في الاول مكنتش بتحبني و انك كنت بتمثل
عليا الحب علشان كنت فاكر اني مشتركه مع شريف في مؤامره عليك..بس الي مش فهماه انت ليه وافقت من الاول اني اشتغل في القصر عندك طالما شاكك فيا وليه مضيتني على ورقة جواز عرفي من غير ما اعرف يعني هتستفاد ايه من كده انا مش فاهمه..
اعتدل عمر جالسا وسحبها لتجلس بين احضانها ثم قبل عنقها بحنان وضمها اليه بتملك وهو يقول بجديه..
= انا هاجوبك على كل اسئلتك بس توعديني ان الي هقوله مهما كان صعب او مش مقبول ميأثرش على حياتنا الجديده مع بعض و تعرفي ان كل ده ماضي و انتهى واني ميهمنيش دلوقتي غيرك واني هعمل المستحيل عشان اسعدك و أنسيكي كل الاذى والحزن الي اتسببت ليكي فيهم
هزت حبيبه رأسها موافقه بتوتر وهي تستمع اليه يضيف بجديه..
= اول حاجه لازم تعرفيها اني انا ممثلتش عليكي الحب ..انا كنت فعلا بحبك .. بحبك وانا كاره الحب ده وكاره احساسي بالضعف الي عمري ماحسيته الا معاكي..
وعشان تفهمي مشاعري وسبب كل الي عملته معاكي..
لازم تعرفي ان انا راجل مش سهل احب او ممكن تقولي مستحيل احب ..الحب الوحيد في حياتي هو كان حبي لجدتي ..غير كده مفيش ..عايش للشغل والصفقات والمتعه السريعه كلمة حب دي مش موجوده في قاموسي ..
ثم تابع بجديه
= بس كل ده انتهى لما جالي تقرير ان مي بنت خالتي بتقابل وبتسهر كل يوم مع واحد شغال عندي اسمه شريف..
طبعا انا اول حاجه عملتها طلبت تقرير كامل عن شريف ده..
ثم ابتسم بحنان وهو يلاحظ توترها الشديد عند سماعها اسم شريف فرفع وجهها اليه وطبع قبله رقيقه على شفتيها مطمئنآ وهو يتابع..
= ولما جالي التقرير قريت كل حاجه عنه بس كان فيه حاجه تانيه لفتت نظري في التقرير..صورتك..
ثم تابع بضيق وغيره وهو يضمها اليه بتملك شديد
صورتك وانتي قاعده معاه بتتكلموا وصور تانيه وانتوا بتضحكوا وصور وانتم بتاكلوا على الكورنيش وكمان صور ليكي وانتي بتديله فلوس ساعتها حاسيت بمشاعر كتير متلخبطه وانا كل شويه اظبط نفسي مطلع التقرير وبتأمل صورك من غير سبب مقنع..
ثم تغيرت نبرة صوته وهو يتابع بجديه تحت نظرات حبيبه المصدومه من اعترافه..
= وفجأه اتحول اهتمامي بطريقه عجيبه من شريف وعلاقته بمي لشريف وعلاقته بيكي انتي ...
عاوز اعرف انتي مين اسمك سنك اهلك تعليمك.. صوتك رنته عامله إزاي .. ملمس جلدك .. طعم شفايفك بتخيل ضحكتك الرقيقه الي شفتها في الصور بتضحكيها ليا انا مش له ..
ثم تابع وهو يضمها بتملك اكثر اليه ويقبل اعلى رأسها..
حاسيت اني بقيت مهووس بيكي من مجرد كام صوره شفتهم وده قلقني وخوفني جدا وحاولت اتجاهل اخبارك او اي حاجه ممكن ترجع تفكرني بيكي
بس برضه مقدرتش اقاوم ولقيت نفسي من غير سبب ولأكتر من إسبوع بروح كل يوم للمول الي انتي بتشتغلي فيه..واقف اراقبك من بعيد زي اي عيل مراهق وخايب اول مره يقع في الحب ..
ثم مرر يده على شعرها برقه وهو يتابع
= وكنت فعلا اكتر من مره على وشك اني اكلمك بس حكمت الي فاضل من عقلي وأمرت ان يجيلي تقرير مفصل عنك ..
وبعدها حصلت الحادثه ..
شعرت حبيبه بانقباض قلبها خوفا وهي تستمع اليه فحاولت الابتعاد بتوتر عن زراعيه الا انه أعادها مره اخرى اليه وهو يضمها اكثر الى دائرة احضانه بحمايه ويهمس في إذنها بحنان..
= كل ده انتهى وخلص يا حبيبتي ..انا بس بحكيلك علشان نقفل باب الماضي خالص وننهيه بس لو مش عاوزاني اكمل....
الا انها قاطعته وهي تقول بتوتر..
= لاء كمل انا عاوزه اعرف كل حاجه..
قبل عمر وجنتها بحنان وهو يتنهد بتعب ..
= بعد الحادثه انا مكنتش فاقد الذاكره ولا حاجه دي حجه انا قلتها علشان اطمن شريف واقربه مني لحد ما اعرف مين الي وراه ..
حبيبه بدهشه وتوتر..
= يعني انت مكنتش فاقد الزاكره وكنت عارف اني انا الي ضربتك على راسك..
ابتسم عمر وهو يقول بهدوء ..
= لا اهي دي انا مكنتش اعرفها.. انا لما اتصبت وبصيت وشفتك قدامي قبل ما اغيب عن الوعي اتخيلت اني من شدة ما أنا مهووس بيكي اتخيلت اني شفتك قدامي وانا بموت..
ثم تابع..
= بس برضه كنت شاكك و تقريبا عارف انك انتي الي اتسببتي في اصابتي خصوصا لما لاقيتك جايه تشتغلي في القصر دا غير حجابك الي ربطيلي بيه الجرح ووقفتي النزيف والي لولاه كنت فعلا موت..
انهارت حبيبه فجأه في البكاء وهي تستمع اليه وتتخيل انها كادت فعلا ان تتسبب في مقتله..
ليرفعها عمر على ساقيه يضمها اليه بحنان وهو يهدهدها بين احضانه كالطفله وهو يهمس في إذنها بحنان..
= خلاص بقى يا حبيبي دا ماضي وانتهى وان كنتي انتي غلطتي في حقي مره من غير قصد فأنا غلطت في حقك مرات كتيره وبقصد ودا من شدة حبي وغيرتي عليكي و من كتر خوفي ان كل الحب الي شايفه منك يكون تمثيل خلاني اتصرف معاكي بعنف وقسوه..
ضمتها حبيبه اكثر اليها وهي تقول ببكاء..
انا اسفه يا حبيبي ..اسفه والله غصب عني شريف ضحك عليا..ولما شفتك رافع المسدس في وشه خفت.. و من غير تفكير ضربتك في دماغك بشنطتي
مسح عمر دموعها بحنان وهو يقول بمرح حتى يخفف عنها حزنها
= شنطتك..هي البلوه الي ضربتيني بيها دي تبقى شنطتك.. انا عاوز اعرف حالا انتي كنتي حاطه في شنطتك دي ايه..
ضغطت حبيبه على شفتيها وهي تقول له بصوت هامس غير مسموع ..
=...........
فقال باهتمام وهو يقرب إذنه منها
= علي صوتك بتقولي ايه
حبيبه بتوتر طفولي
= أوزان حديد من بتاعة الموازين ..
عمر بدهشه ..
= ايه..اوزان حديد في شنطتك ودول كنتي بتعملي بيهم ايه
حبيبه بتوتر وهي تنظر ارضا بحزن
= كنت شرياهم ادافع بيهم عن نفسي علشان كنت برجع من الشغل متأخر وبخاف لاحد يتحرش بيا ..
رفع عمر وجهها ينظر اليها بتعاطف
= طيب ليه مشترتيش صاعق او حتى بخاخ تدافعي بيه عن نفسك
حبيبه بصوت ضعيف
= علشان الصاعق تمنه غالي عليا والبخاخ مكنتش بعرف استخدمه وكنت بخاف اجي ارش على الي بيتحرش بيا اغلط وارش على نفسي .. فجاتلي فكرة اني احط حاجه تقيله في شنطتي ولما احس بالخطر اضرب الي بيهاجمني بالشنطه علطول ..
ضمها عمر اليه بحمايه وهو يقبل اعلى رأسها ويقول بتوتر..
= يبقى انتي مغلطيش و انا فعلا استاهل الضرب بشنطتك لاني ساعتها كنت فعلا خطر كبير عليكي يمكن اكتر من الي كانو بيحاولوا يتحرشوا بيكي في الشارع ..
حبيبه باندفاع
= متقولش على نفسك كده يا عمر انا عارفه انك بتقول كده علشان متزعلنيش بس الحقيقه اني غلط لما اتصرفت بتهور وصدقت واحد زي شريف الله يرحمه..
عمر بجديه..
= لا يا حبيبه انا فعلا كنت خطر عليكي .. وبعترف اني كنت شخص سئ جدا وان كان كل تفكيري وتخطيطي كان رايح لاتجاه واحد بس.. اني اعمل بأي طريقه علاقه مؤقته معاكي ..يعني اغريكي بالفلوس او اوهمك بالحب او حتى امضيكي على عقد جواز صوري من غير ما تعرفي واجبرك تنفذيه المهم انفذ الي انا عاوزه وخصوصا اني وهمت نفسي ان انا لو عملت معاكي علاقه وخدت الي انا عاوزه منك كل الاحاسيس الغريبه والقويه الي بحسها نحيتك و مخوفاني هتموت وتنتهي..
ثم اضاف بندم
= و عشان كده مضيتك على عقد الجواز العرفي علشان اجبرك تنفذيه لو كل الطرق التانيه اتسدت في وشي على امل ان هوسي وحبي ليكي ينتهي وارجع لعمر العملي الي مفيش حد يفرق معاه والي انا متعود عليه..
ثم اضاف بحب وهو يضمها اكثر اليه..بس الي حصل كان عكس كده ..كل يوم ولحظه ولمسه ونظره ليكي كانت بتغرقني في حبك اكتر وكل مره كنتي فيها على وشك انك تضيعي مني كانت بتوضحلي أد ايه
انا بحبك و مستحيل اقدر ابعد عنك
و عشان كده انا مرتاح وانا بحكيلك بصراحه عن كل الي جوايا وكلي امل يا حبيبتي انك تسامحيني وتعذري واحد عمره ما حب قبل مايشوفك و عشان كده غلط كتير
ثم صمت وهو يغلق عينيه بتوتر خوفا من ردة فعلها بعد اعترافاته القويه..
ليستمع اليها تقول بصوت هادئ..
= عمر...
نظر لها عمر وقال بتوتر ..
=نعم يا حبيبتي..
حبيبه بابتسامه خجله
= أنا حاسه اني جعانه اوي ..
عمر بدهشه..
= ايه...
اقتربت منه حبيبه ثم قبلته من وجنته بتطمين بعد ان شاهدت شحوبه وتوتره وقالت برقه..
= بقولك ..جعانه..بس نفسي اطبخلك الغدا بنفسي..ممكن..
عمر بلهفه وقد فهم انها قد صفحت عنه ..
= ممكن يا حبيبتي بس ليه تتعبي نفسك في اكل كتير جاهز في التلاجه جوه..
هزت حبيبه كتفها وهي تقول بدلال..
= مش عاوزه أكل اكل جاهز انا عوزاك تاكل من ايدي النهارده..ها ممكن..
ابتسم عمر بحنان وهو يقف ثم يرفعها بين زراعيه ويقول بعشق
=ممكن يا روح عمر اي حاجه تطلبيها هي أمر بالنسبالي..
حبيبه وقد امتلئت عينيها بدموع عشقها وحبها له..
=ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك ابدا..
ابتسم عمر وهو يمسح دموعها برقه ويقول بمرح..
= هو انتي جعانه اوي ..
حبيبه بابتسامه رقيقه وهي تلف زراعيها حول عنقه..
توء ..مش اوي يعني...
ابتسم عمر وهو يقترب من شفتيها يقبلهم برقه وهو يقول
= يبقى نأجل الغدا شويه وتيجي معايا في حاجات كتير لسه عاوز أعترفلك بيها..
ثم غمز بعينه وهو يتجه بها الى غرفة النوم بالاسفل..
= بس عملي..
ثم زاب فيها وبها وهو يغترف بدون حساب من شهد شفتيها.
تابع من هنا: جميع فصول رواية تمرد صحفية بقلم دودو محمد
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا