رواية سيد القمر الأسود - زينب مصطفى - الفصل الخامس والعشرون
جلس عمر في غرفة مكتبه بشركته بالقاهره برفقة نادر و رؤساء كبرى شركاته التنفيذيين يتناقش معهم في خطواتهم التاليه قبل ظهور نتيجة المناقصه ..
عمر بجديه بعد انتهاء مناقشتهم..
= وبما اننا خلصنا مناقشة كل خطواتنا الجايه.. تليفونتكم واجهزة الكمبيوتر بتاعتكم تتسلم لنادر بيه واتفضلوا معاه هتاخدو اجازه لمدة يومين هتقضوهم في قريه من قرانا السياحيه ..
احدى المدراء بدهشه..
= أجازه ليه يا عمر باشا و احنا المفروض مضغوطين جدا ومستنين نتيجة المناقصه..
عمر بحزم..
=الي قلته يتنفذ انت مش هتخاف على شغلي اكتر مني ..وإلي عنده اعتراض يتفضل يكتب استقالته ويعتبر نفسه بره الشغل من دلوقتي..
امتقع وجه المدراء وهم يهمهمون بموافقه سريعه..ويهرعون لتسليم اجهزة هواتفهم واجهزة الحاسب المحمول الخاصه بهم..
في حين تابع عمر بجديه..
=نادر هايتصل ببيوتكم وهايعرف عائلاتكم انكم هتغيبوا يومين تلاته علشان عندكم شغل مهم .. ودا طبعا علشان ميقلقوش..وانتم كمان تبقوا متطمنين عليهم..
ثم اشار بيده لباب مكتبه
= ودلوقتي اتقضلوا نفذوا الي قلت عليه..
هز نادر رأسه موافقآ وهو يفتح باب المكتب ويظهر من خلفه بعض رجاله الاشداء الذين قادوا مدرائه للخارج وهم يفرضون عليهم حراسه مشدده..
اغلق نادر الباب خلفهم ثم قال بجديه..
= انت بتبعدهم ومقلتلهمش ليه على نتيجة المناقصه... انت شاكك فيهم والا ايه..
عمر بحزم
=لاء طبعا ولو شاكك في اي حد منهم ولو واحد في الميه كنت رميته بره الشركه بعد ماخدت حقي منه ..بس انا بعمل كل احتياطتي ومش عاوز اسيب اي حاجه للصدفه..
ثم تابع بجديه..
= المهم عاوزك تنفذ كل الي قلتلك عليه وبنفس الترتيب الي اتفقنا عليه مش عاوز اي غلطه..
نادر بابتسامه واثقه..
= عيب يا عمر بيه كل الي انت عاوزه و اكتر هيتنفذ وبمنتهى الدقه..
عمر بابتسامه ممتنه ..
= انا متأكد من كده انا عارف ان ضهري مسنود بيك يا صاحبي ....
ابتسم نادر وهو يقول بهدوء
= طول ما انا عايش هيفضل ضهري في ضهرك والي يحاول يئذيك كأنه بيئذيني انا بالظبط..انت عارف ان انت بالنسبالي مش صاحب شغل ولا حتى صاحب عادي ..انت بالنسبالي اخ.
ابتسم عمر وهو يربت على كتفه بموده وثقه .. في حين ابتسم نادر بموده هو ايضا الا انه عقد حاجبيه فجأه وهو يتلقى اتصالا في سماعة الاذن..
فقال لعمر باهتمام..
= صادق ابو الدهب هنا وطالع الشركه الظاهر جاي يقابلك.. أخليهم يطردوه..
عمر بإبتسامه قاسيه..
= ودي تيجي دا ضيفنا واكرام الضيف .. دفنه ..خليه يجي..
هز نادر رأسه بايجاب ثم تحدث مع رجاله يأمرهم بعدم الاحتكاك بصادق وتركه يتابع طريقه الى الشركه دون تدخل منهم ..
بعد قليل..
اشار عمر لنادر بالجلوس قبل ان يصل
صادق الى مكتبه ويدخل برفقة مدير مكتب عمر ..
صادق بتكبر وابتسامه شامته..
= عمر بيه قلبي عندك ..انا لما سمعت الي حصلك قلت لازم أجي أشوفك وأشوف لو محتاج اي حاجه انت عارف انت بالنسبالي اكتر من أخ..
عمر بهدوء..
=متشكر يا صادق..بيه..بس اظن المشكله دي مفيش حد يقدر يساعدني فيها..
وضع صادق ساق فوق ساق وهو يقول بتكبر وشماته
=أنا مش عارف انت إزاي تعمل غلطه زي دي وتجازف بكل الي تملكه في مناقص صعبه بالشكل ده ..
عمر بهدوء..
= هي ماكنتش صعبه وانا كنت واثق اني هكسبها وهكسب منها اضعاف ما هاصرف عليها بس في حد..هاعرفه.. لعب في الارقام الي اتبعتت للشركه الفرنسيه وده الي خسرني المكسب
الي كان هيطلعلي منها ..
صادق بقسوه ..
=قصدك خسرك كل الي وراك وكل الي قدامك ومش بعيد تتسجن كمان ..
ثم تابع بشماته..
=متتكسفش ياعمر...انت عارف ان السوق صغير واقل حاجه بتسمع فيه..وإلي حصلك ده هز السوق وسمع في كل حته..
تراجع عمر للخلف في كرسيه وقال بهدوء..
=دا انت عارف كل حاجه ومتابع..بس برضه مش فاهم لحد دلوقتي زيارتك دي ليه..
ابتسم صادق وهو يقول بقسوه وتهكم..
=يعني هيكون ليه...جاي طبعا اعرض عليك مساعدتي..
عمر وهو ينظر له بغموض..
=وإلي هي........
صادق بابتسامه منتصره..
=انا معايا خمس شركا غيري كلنا اتفقنا اننا نحاول نساعدك بس من غير ما نخسر طبعا..فإحنا هنقدملك عرض.. واتمنى توافق عليه..
هز عمر رأسه بصمت وهو يستمع اليه يتابع بثقه..
=هنشتري كل ممتلكاتك الي هنا وبره مصر وهناخد حق تنفيذ المناقصه مع الشركه الفرنسيه من الباطن...وهنديك تمنهم كاش وبكده ممكن على الاقل تسدد الي عليك و تنقذ نفسك من السجن...
ثم دفع اليه بمستند ورقي وهو يقول بغرور..
=وده السعر الي هندفعوا ليك..
عمر بتفكير...وهو يتناول المستند منه و ينظر للمبلغ الكلي بصدمه وغضب...
=انتوا عاوزين تشتروا كل ممتلكاتي بأقل من ربع تمنها..
صادق بقسوه...
=ده تمن كويس جدا وانت اكتر واحد عارف ان مفيش حد ممكن يدفعلك كاش اكتر من كده و انك لو استنيت علشان تجيب السعر الي تستحقه شركاتك هتكون اتسجنت واتبهدلت..
عمر بغضب..
=يعني بتستغلوا الفرصه وبتخسفوا بالتمن الارض..
صادق ببرود..
=الدنيا فرص يا عمر ..ومنافسك لو جه تحت رجليك يبقى لازم تفرمه...
انتفض عمر واقفآ بغضب..
=تحط مين تحت رجليك وتفرمه انت مش عارف انت بتتكلم مع مين ..
اقترب نادر سريعا من عمر وقال مهدئا..
=هو اكيد ميقصدش يا عمر بيه ..بس هو التعبير خانه..
في حين وقف صادق وتراجع بخوف للخلف وهو يقول بتوتر ..
=انا مقصدش يا عمر بيه ..وعموما انا جاي ليك بعرض والشغل مفيش فيه مجاملات..
جلس عمر وهو يمرر يده بغضب في شعره تحت نظرات صادق المستمتعه برؤية لحظات سقوط عمر..
عمر اخيرا باستسلام ...
=انا موافق.. تحب نمضي العقود امتى
صادق بلهفه وانتصار وهو يكاد يرقص من فرط السعاده...
=بكره في باريس.. نعمل حفله كبيره في مقر شركتك الي هي طبعا هتبقى شركتنا ونعزم الصحافه ونمضي العقود هناك ..
عمر بغضب...
=انت بقى عاوزها تبقى فضيحه.. مش كده..
صادق ببرائه مزيفه...
=انا..إزاي تقول كده ..دا الشركا بتوعي هما إلي مصممين على كده عاوزين يحتفلوا ...ماهو مش كل يوم هيقوموا بصفقه كبيره زي كده...اظن من حقهم..
تأمله عمر قليلا ثم قال بتوعد..
=طبعا من حقهم بس خليك فاكر ان انت الي حكمت ..بس الي هنفذ وبطريقتي...
صادق بتوتر..
=يعني ايه مش فاهم...
عمر وهو يقف ويقول بهدوء ..
=يعني انا موافق وبكره هاكون موجود في باريس علشان كل واحد ياخد حقه..و دلوقتي اتفضل ونتقابل بكره في الحفله..
ابتلع صادق ريقه بتوتر وتوجه بخطوات سريعه نحو باب المكتب الا ان صوت عمر البارد بحده استوقفه فجأه..
=صادق بيه ..
إلتفت صادق إليه بتوتر..عمر بتهكم غاضب..
=البدله الي انت لابسها دي مش لايقه عليك ..
ثم تابع بسخريه
=انت مسافر باريس وأكيد هاتلاقي هناك الي يناسبك اكتر من كده...
نظر صادق لملابسه بدهشه وهو يتمتم بدهشه..
= البدله مش لايقه عليا ..هويقصد ايه بكلامه ده
الا انه غادر سريعا و قد غلبه توتره وعقله يحاول ايجاد تفسير لكلمات عمر الغامضه ..
في نفس التوقيت ...
تنهدت جيلان بغضب وهي تقف امام بوابة الشاطئ الخاص بعمر بعد ان رفض الحرس دخولها اليه..
لتصرخ فيهم غاضبه ..
=انتم اتجننتوا انتوا مش عارفين انا مين ازاي تمنعوني من اني ادخل..
الحارس الامني بجديه..
=احنا أسفين يا هانم بس دي تعليمات عمر بيه.. مفيش حد يدخل او يخرج من هنا الا بإذنه..
جيلان بغضب
=بقى كده طيب ان ما خليته يطردكم كلكم بره ما بقاش انا جيلان هانم ابو الفضل..
ثم توجهت الى سيارتها وجلست فيها وهي تكاد تنفجر من شدة الغيظ خصوصا وهي لا تستطيع الوصول الى عمر بعد ان تجاهل مكالمتها الهاتفيه منذ الصباح
فتنهدت بضيق وهي تقوم بالاتصال به مره اخرى في محاوله اخيره منها..الا انه تجاهلها ايضا لتقول بغضب..
=اهدي يا جيلان طبيعي يكون مشغول ومش طايق يكلم حد بعد الي حصله..بس انا لازم اوصل للي اسمها حبيبه دي بأي شكل..حتى لو اضطريت اكلمها علشان تخليهم يدخلوني..
ثم تابعت تحدث نفسها بغضب..
= أهو ده إلي ناقص جيلان هانم ابو الفضل تستنى إذن واحده جربوعه زي دي علشان تعرف تدخل لملك من أملاكها..بس معلش خلاص كلها النهارده بالكتير وهتترمي في الشارع وأخلص منها..
ثم أسرعت بالاتصال بها الا انها وجدت رساله مسجله بعدم صحة الرقم الذي تحاول الاتصال به
رمت جيلان هاتفها بغضب على المقعد بجانبها وهي تكاد تنفجر من شدة الغيظ..
= أهي غيرت الخط كمان ..
ثم اغلقت عينيها بغضب ويأس وهي تكاد تأمر السائق بالمغادره الا انها فتحت عينيها فجأه
وهي تقول بلهفه..
=دولت..هاتصل بدولت ازاي مفكرتش في كده...
ثم قامت بالاتصال سريعا بدولت هانم التي اجابتها بعد اكثر من محاوله..
دولت هانم ببرود..
= أيوه مين...
جيلان بلهفه وهي تحاول صبغ صوتها بالتعب..
=انا جيلان يا دولت هانم.. انا موجوده قدام البوابه بره كنت عاوزه اطمن عليكم بس الحرس مش عاوزين يدخلوني..
دولت هانم ببرود..
=معلش يا جيلان دي أوامر عمر واحنا منقدرش نكسرها.. اتصلي بعمر وهو يإمرهم يدخلوكي
ضغطت جيلان على شفتيها وقالت بغضب مكتوم..
=لا وعلي ايه يا طنط انا خلاص هرجع القاهره تاني بس كنت عاوزه اي حاجه من عندك ترفع الضغط علشان حاسه اني هبطانه شويه..
دولت هانم ببرود..
= سلامتك يا جيلان ..استني ثواني وانا هابعتلك الخدم بالدوا..
ثم أغلقت الهاتف..
جيلان بغضب..
=ماشي يا حربايه ان مكنتش اخليه يرميكي في دار مسنين مبقاش انا جيلان..
في نفس التوقيت..
اغلقت دولت هانم الهاتف ثم قالت للمرافقه لها...
= معلش يا سناء خدي شريط دوا ضغط واعطيه للهانم الي قاعده في عربيتها بره .. وانا هكلم الحرس علشان يخلوكي تخرجي لها..
ثم تابعت بغضب
= لما نشوف أخرتها معاها ايه..
سناء باحترام..
=حاضر يا هانم..
ثم اسرعت بتنفيذ أوامر دولت هانم..
بعد قليل...
خرجت سناء من البوابه المقامه على حدود الشاطئ وتوجهت الى جيلان التي قابلتها بإبتسامه رقيقه مخادعه وهي تقول برقه..
=إزيك يا سناء عامله إيه..
سناء باحترام ..
= الحمد لله يا هانم ..اتفضلي شريط الدوا..
جيلان بابتسامه رقيقه..
= شكرا يا سناء واسفه اني تعبتك وخليتك تخرجيلي مخصوص بس اعمل ايه ضغطي وطي فجأه وحسيت إني عاوزه أخد اي حاجه ترفعه..
سناء بدهشه من معاملتها الرقيقه المفاجأه معها..
=مفيش تعب ولا حاجه يا هانم..وألف سلامه على حضرتك..
ابتسمت جيلان وهي تقول برقه..
=الله يسلمك يا حبيبتي وإشكريلي دولت هانم على الدوا ..
ثم تابعت فجأه ..
=اه ..كنت هنسى خدي الظرف ده وصليه لحبيبه هانم ..زمايلها في الشغل باعتينه لها وانا كنت المفروض كنت اوصلهولها بنفسي بس زي ما إنتي شايفه الحرس الغبي مش راضي يدخلني..
ابتسمت سناء وقالت باحترام..
= ولا يهمك يا هانم انا هدخلهولها..
ابتسمت جيلان وهي تقول بإنتصار..
=شكرا يا سناء..ادخلي انتي بقى علشان متتأخريش ..و متنسيش تسلميها الجواب علطول علشان شغلها ميتعطلش..
ثم دخلت الى السياره وطلبت من السائق ان ينطلق بها قصر عمر الرشيدي في القاهره..
في نفس التوقيت..
توجهت سناء الى حبيبه التي تجلس على كرسي صغير وتقوم بزراعة بعض الازهار في حديقة الفيلا..
سناء بابتسامه صادقه..
= صباح الخير يا حبيبه هانم ..
حبيبه بابتسامه رقيقه..
=صباح النور يا سناء ..في حاجه..
مدت سناء يدها بالمظروف الورقي وهي تقول باحترام..
= الظرف ده جيلان هانم بعتاه لحضرتك بتقول ان زمايلك في الشغل باعتينه ليكي...
نظرت حبيبه للظرف وهي تقول بدهشه..
=زمايلي انا هيبعتولي ظرف مع جيلان ليه..ما انا بكلمهم كل يوم ولو فيه حاجه كانو قالولي ..
ثم تابعت برقه..
=عموما هاتيه واتفضلي انتي ومتشكره على تعبك...
سناء بقلق وهي تشعر انها قامت بشئ خاطئ ..
=العفو يا هانم..
ثم اسرعت الى دولت هانم لتخبرها بالامر في حين فتحت حبيبه المظروف ..
فوجدت بضع كلمات مكتوبين بخط غير واضح..
= أنا جيلان هانم يا حبيبه ..اتصلي بيا على الرقم الي مكتوب ده 010.......في حاجه مهمه لازم تعرفيها بخصوص عمر..
ثم وجدت شريط دواء موضوع بداخل المظروف الا انها تجاهلته وهي تسرع بالاتصال بالرقم المدون امامها بلهفه و بدون تفكير وهي تتجاهل تحذيرات عمر المتتاليه وتأكيده مرارآ عليها بعدم التحدث مع اي شخص في الهاتف الا بعد علمه وبموافقته..
حبيبه بلهفه...
=ايوه يا جيلان انا حبيبه ..في ايه عمر ماله..
جيلان بإنتصار وسخريه
=أخيرا عرفنا نوصلك يا ليدي حبيبه .. حراسه و امن وارقام تليفوناتك اتغيرت ..دي ولا ترتيبات تأمين الليدي ديانا
حبيبه بتوتر..
=انتي بعتالي رقمك علشان تسمعيني كلامك البايخ ده والا في حاجه مهمه عاوزه تقوليها...
جيلان بغيظ ...
=طبعا في.. اسمعيني كويس عمر....
إنسالت دموع حبيبه بألم وهي تستمع الى جيلان تتابع بشماته
= و زي ما انا قلتلك عمر خلاص مبقاش يملك حاجه... دا غير انه ممكن يتسجن كمان
حبيبه برعب ..
=سجن ... عمر يتسجن ..مستحيل
جيلان بمكر..
=طبعا سجن أومال انتي فاكره إيه..
طبعا دا الا لو إ....
حبيبه بلهفه
=إلا لو إيه..
جيلان بثقه
=الا لو حد سدد له الي باقي عليه ..
حبيبه بلهفه ودموعها تتساقط..
=انا عندي شقه ممكن ابيعها وكمان عندي حوالي مليون جنيه في البنك..
قهقهت جيلان وهي تقول بقسوه..
=شقة ايه ومليون جنيه الي بتتكلمي عنهم دول شوية فكه و احنا بنتكلم في ملايين..
إنهارت حبيبه في البكاء بصوت مسموع وهي تقول بانهيار..
= يعني ايه عمر فعلا هايتسجن دا انا كنت أموت لو حصله حاجه..
جيلان بتهكم وقسوه ..
=بتحبيه اوي كده بجد والا ده كله تمثيل وهتباني على حقيقتك لما فعلا تعرفي انك الوحيده الي ممكن تنقذيه..
حبيبه بلهفه ودموعها تتساقط..
= انا ..طب إزاي ...قولي وانا هنفذ اي حاجه ..اي حاجه بس عمر مايتئذيش..
جيلان بقسوه..
=تسيبيه ..
حبيبه بصدمه..
=ايه..
جيلان بقسوه وتعالي.
=زي ما سمعتي تسيبيه وانا هانقذه من السجن وهادفعله الفلوس الي لسه باقيه عليه..ومش كده بس انا كمان هاديله فلوسي يشتغل بيها ويرجع كل الي راح منه ويرجع تاني عمر الرشيدي الي بتتهز له اسواق المال..
سالت دموع حبيبه وهي تستمع اليها تتابع بقسوه..
=وقبل ما توافقي في شرط تاني لازم تنفذيه..
حبيبه بضعف ..
= ايه هو...
جيلان بقسوه..
=تنزلي الي في بطنك وقبل ما تكدبي وتقولي انك مش حامل انا عرفت من مصادري الخاصه انك حامل ..وده اكيد الي مخلي عمر متمسك بيكي اوي كده ..
حبيبه بصدمه ..
=عوزاني أقتل ابني...
جيلان بتهكم ...
= تقتلي ابنك ..ايه الدراما الذياده دي..اولا انتي لسه مكمله شهرين يعني الجنين لسه متكونش وحتى لو كان اتكون فده شرطي علشان انقذ عمر ..تنزلي الي في بطنك وتغوري من هنا خالص مش عاوزه اي حاجه تربطه بيكي ..مفهوم
صمتت حبيبه وبدأت في البكاء بإنهيار دون ان تسطيع ان تجيب..
جيلان بقسوه ..
=ها قولتي ايه..
حبيبه بانهيار
=انا مقدرش ابعد عن عمر او اقتل ابني زي ما انتي عاوزه ..حرام عليكي انتي كده بتحكمي عليا بالموت.. دول هما كل حياتي ..
جيلان بقسوه
= ما تموتي والا تروحي في داهيه ..انا عاوزه رد و دلوقتي حالا هتعملي الي قلتلك عليه والا لاء..
أغلقت حبيبه عينيها التي اغرقتها الدموع بألم وأجابت بصوت ضعيف مهزوز..
=موافقه..انا هنفذ كل الي انتي عاوزاه بس اضمن منين انك هتنفذي كلامك ..
جيلان بارتياح
=متخافيش انا هنفذ كل كلامي وزياده كمان طالما عمر هيبقى ليا..
ثم اضافت بقسوه..
=انا بعتلك شريط حبوب في الظرف الي بعتهولك..هتاخدي منه دلوقتي حبيتين مع بعض والصبح حبيتين كمان وبعدها الحمل هينزل بكل بساطه..
ثم تابعت بقسوه ..
=انا هتصل بيكي كمان نص ساعه عشان أتأكد انك نفذتي الي انا قلتلك عليه..وافتكري ان حياة عمر ومستقبله بين ايديكي ..
ثم أغلقت الهاتف في وجهها وإنهارت حبيبه في البكاء وهي تكاد تغيب عن الوعي من شدة البكاء..
بعد خمس دقائق ...
جلست حبيبه في غرفتها تتأمل شريط الدواء في يدها التي ترتعش من شدة الخوف ويدها الاخرى تمر بحب وحمايه على بطنها وهي منهاره من شدة البكاء
= أنا مش قادره أعمل كده..مش قادره ..انا موتي عندي أهون من اني اسيب عمر واموت ابني ..
ثم قررت في لحظه مجنونه التخلص من حياتها نهائيا فقامت بإفراغ شريط الدواء بالكامل في يدها استعدادا لتناوله وانهاء حياتها ..
الا ان وفجأه...اقتحمت دولت هانم الغرفه برفقة ممرضتها الخاصه وهي تقول بشده ..
= سناء لبسي حبيبه هانم الاسدال ده..
أغلقت حبيبه يدها على حبات الدواء تخبئها في يدها ..ومسحت دموعها بيدها الاخرى وهي تقول بدهشه وضعف..
=في ايه يا ماما ..
دولت هانم بشده..
=دي أوامر عمر يا حبيبه إلبسي الاسدال وهو جاي في الطريق..
لبست حبيبه الاسدال ولفت الحجاب فوق رأسها بناءٍ على تعليمات عمر ..
في حين أشارت لها الجده بهدوء ..
= و دلوقتي تعالي معايا..
تبعتها حبيبه لخارج الغرفه وهي تقول بخوف وارتباك..
= في ايه يا ماما..فهميني في ايه
الا انها تفاجئت بفردين من الحراسه يقولون باحترام..
= اتفضلي معانا يا حبيبه هانم
ارتعشت حبيبه وهي تتبعهم بخوف..
وجلست في بهو الفيلا برفقة دولت هانم التي يظهر على وجهها الغضب في حين وقف الحارسين امامها يراقبون بدقه كل حركه او إلتفاته منها حتى ولو صغيره مما جعلها تكاد تموت من شدة الخوف والقلق وهي تنظر الى يدها المغلقه والممتلئه بحبات الدواء التي لم تستطع التخلص منها خوفا من ان يروها..
لتستمع بتوتر و بعد اقل من نصف ساعه لصوت مكابح سيارة عمر التي توقفت بسرعه وعنف امام باب الفيلا الخارجي..
وشاهدت بخوف اندفاع عمر الغاضب الى داخل الفيلا وهو يشير الى الحرس بدون حديث بالخروج والذين اطاعوه وغادرو المكان على الفور ..
ثم أشار لحبيبه بغضب مكبوت أثار رعبها
= اتفضلي قدامي على أوضتنا فوق..
دولت هانم في محاوله لتهدئته
= اهدى يا عمر محصلش حاجه الحمد لله..
عمر بغضب أثار رعب حبيبه..
جدتي أنا مش قادر اتحكم في اعصابي ومش عاوز اي حد يتدخل حتى لو كان الحد ده هو انتي يا جدتي ..
ثم صرخ في حبيبه بغضب اثار زعرها..
= مش قلتلك تطلعي قدامي على الاوضه..ايه مبتسمعيش..
تحركت حبيبه امامه بخوف وعقلها يحاول ايجاد ما اثار غضبه الشديد عليها..حتى كادت ان تسقط وهي تصعد الدرج من شدة خوفها منه..
الا انها تفاجأت به يحملها سريعا ويصعد بها الى غرفتهم ويغلق الباب بالمفتاح من خلفه..
فتراجعت للخلف وهي تنظر له بخوف وتقول بارتباك..
=في ايه يا عمر بتبصلي كده ليه..
نظر عمر حوله ثم سحب هاتفها وألقاه بعنف في الحائط فتحطم بشده وتناثرت اجزائه في الغرفه مما جعلها تنتفض برعب وهو يقول بصرامه شديده..
= فين شريط الحبوب الي اديتهولك جيلان..
حبيبه بارتباك وخوف..
= ش..شريط ايه..
عمر بحده وغضب..
مش عاوز كدب والا متلوميش غير نفسك..
ثم صرخ فيها بغضب شديد
= فين شريط الحبوب ..انطقي..
إنهارت حبيبه في البكاء دون ان تجيب ..
فإقترب منها عمر وسحبها من كتفيها وهو يقول بخوف شديد
=خدتي منه ..انطقي ..خدتي من شريط الحبوب ..
هزت حبيبه رأسها بنفي وهي تبكي وتفتح كف يدها وتظهر كمية الحبوب الكبيره المخبئه بداخل كف يدها..
نظر عمر الى يدها وهو يقول بذهول..
=الحبوب دي كلها في ايدك بتعمل ايه..انتي كنتي ناويه تعملي ايه في نفسك ..انطقي
انهارت حبيبه في البكاء وسقطت ارضا الا ان يد عمر دعمتها قبل السقوط وجلس بها ارضا وهو يأخذها بين زراعيه بحمايه ويده تمر على جسدها يحاول تهدئتها وهو يقول بصوت مرتعش بالرغم عنه ..
=حبيبه ردي عليا يا حبيبتي متخافيش انتي خدتي من الحبوب
دي
هزت حبيبه رأسها بنفي وهي ماتزال تبكي بإنهيار فضمها بشده يحتضنها اليه وهو يغلق عينيه بألم ويقول بضعف..
= الحمدلله ..الحمدلله
ثم رفع وجهها الباكي اليه وهو يقول بجديه..
=انا سمعت المكالمه الي كانت بينك وبين جيلان ..هي قالتلك تاخدي حبيتين بس علشان..
ثم اغلق عينيه يحاول تهدئة غضبه وهو يتابع بغضب
=علشان تنزلي الحمل..يبقى الحبوب دي كلها كانت بتعمل ايه في اديكي...
حبيبه بخوف..
=اصل ..اصل انا..كنت.. كنت
ثم انهارت فجأه في البكاء وهي تحتضنه وتقول بضعف..
=أنا أسفه يا عمر غصب عني انا مقدرتش انفذ الي قلتلها عليه مقدرتش ابعد عنك او اموت ابني ..
احتضن عمر وجهها بين كفيه وهو يقول بذهول..
= مقدرتيش تنفذي الي قولتيلها عليه لكن قدرتي تموتيني يا حبيبه..
حبيبه بوجع ودموعها تسيل وتغرق وجهها
= انا يا عمر..انا أموتك..دا انا عمري كله فداك
عمر بوجع وعينيه امتلئت بالدموع وهو يحتضنها بشده اليه..
= لما تحاولي تموتي نفسك يا حبيبه ..يبقى بتموتيني وبتخلصي عليا وبتعملي الي مقدرش يعمله ألد أعدائي.. لاني من غيرك انا لاهقدر اعيش ولا استمر في الدنيا دي..
شهقت حبيبه من شدة البكاء وهي تضمه اليها بلهفه وتقول بخوف..
= بعد الشر عنك يا حبيبي انا كنت هاعمل كده علشانك ..مقدرتش اشوفك بتنهار و في ايدي انقذك واقف اتفرج عليك..
رفع عمر وجهها اليه ومسح دموعها وهو يقول بتعب..
=يعني مكنش ينفع تستني لما أجي وتسئليني..اي حد يقولك اي حاجه تصدقيها وتجري تنفذي الي بيقولك عليه..
حبيبه بصدمه..
=قصدك ان جيلان كانت بتكدب عليا..
ضمها عمر بتملك وعشق شديد بين زراعيه وهو يقبل اعلى رأسها ويده تمر على بطنها بحمايه وهو يقول بتعب..
=اقصد انك لازم تتعاقبي وجامد جدا علشان كل ما تيجي تتصرفي بغباء تفتكري عقابك ..فتعقلي ..
ثم سحبها من زراعيها وجعلها تستلقي فوق ساقيه وهي تقول بصدمه ..
=عمر انت هاتعمل ايه..
عمر بجديه..
هاعمل الي كان لازم يتعمل من اول ماقابلتك يا قلب عمر
تابع من هنا: جميع فصول رواية تمرد صحفية بقلم دودو محمد
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا