رواية سيد القمر الأسود - زينب مصطفى - الفصل السابع
إرتدت حبيبه ملابسها على عجل بعد ان قامت بتجهيز حقيبة ملابسها ولملمة أشيائها القليله ثم جلست بتوتر على حافة فراشها تنظر بقلق وترقب الى ساعة يدها التي قاربت على العاشره مساءٍ ..
لتسارع بالرد على هاتفها بعد ان ارتفع صوت رنينه فجأه ...
حبيبه بلهفه
=ايوه يا شريف انت فين انا خلاص جهزت
شريف بصوت هادئ
=انا تحت في الحفله هاتي شنطة هدومك وقابليني في الجنينه
هبت حبيبه واقفه وهي تحمل حقيبتها وتقول بلهفه..
=استناني دقايق وهكون عندك
ثم اغلقت هاتفها وهي تنظر للمكان من حولها بألم تودعه بعينيها وقد منعت نفسها بحزم من البكاء وهي تهمس لنفسها بتشجيع
=هو ده الصح انا مش لازم اضعف كفايه اوي لحد كده
ثم اغلقت الباب من خلفها وهي تمسح دموعها بحزم
خرجت حبيبه الى الحديقه التي يقام بها الحفل وعينيها تبحث بلهفه عن شريف وهي تحرص الا تقع عينيها على عمر او مي او على اي من مظاهر الاحتفال البازخه التي تملئ المكان
لتجد شريف يقف بعيدا ينتظرها بهدوء وهو ينظر الى الاتجاه الاخر دون ان ينتبه الى وجودها
اشارت حبيبه له بيدها بلهفه وتوجهت اليه بسرعه وهي ماتزال تحمل حقيبتها
حبيبه بتوتر
= شريف...
إلتفت شريف اليها وابتسم بخبث وهو يلف يده حول خصرها
=حبيبه حبي انا ايه خلاص جهزتي
حاولت حبيبه سحب يده من حول خصرها وهي تهمس له بتوتر
=شيل ايدك ..انت اتجننت والا إيه
مال شريف على إذنها يهمس لها
=إهدي كده و إفردي وشك وبلاش تخليهم يشكوا فينا المفروض اننا مخطوبين وهنكتب كتابنا وهنتجوز بكره
عقدت حبيبه حاجبيها برفض و اجابت بغضب وهي تفك يده بعنف من حول خصرها
=مخطوبين والا مش مخطوبين شيل ايدك من عليا ومتلمسنيش تاني بدل ما اعملك فضيحه هنا
نزع شريف يده من عليها وهو يتلفت حوله بتوتر
=لاو على ايه تعمليلي فضيحه .. مش مستاهله ..وأدي ايدي بعيد عنك أهو ولا تزعلي
حاولت حبيبه التحكم بغضبها وهي تقول بتوتر
=المهم قابلت عمر وقلتله انك هتاخدني معاك
شريف باستخفاف هو يتلفت حوله يراقب مظاهر الثروه والبذخ المنتشر حوله بحسد وحقد
=لاء لسه..وعموما هو هيعترض ليه انتي هتمشي هيجيب الي احسن منك
ثم تابع بحده
=الف واحده تتمنى الشغلانه دي بس انتي الي فقر
ابتلعت حبيبه ريقها بألم وهي تخفض رأسها تمنع عنه رؤية الدموع التي تكاد ان تسيل من عينيها
حبيبه بتعب
=فقر..فقر المهم امشي من هنا و يلا روح قوله انك هتاخدني معاك وخلصني
ثم اضافت باختناق
=انا خلاص مبقتش طايقه اقعد هنا
نظر شريف لها بتهكم وهو يهمس لنفسه بسخريه
=الانسان ده غريب ..مستعجله اوي على قضاها ..
حبيبه بضيق وقد شعرت ان مظاهر الاحتفال من حولها تزيد من شدة اختناقها
=انت بتقول ايه ..علي صوتك
شريف بابتسامه لزجه
=بقول مستعجله على ايه..خلينا
نتفرج على وحوش المال بيحتفلوا ازاي
حبيبه بدهشه
=عاوز تتفرج ..يعني انت مش زعلان ان مي هتتخطب لواحد غيرك
تعالت ضحكات شريف وهو يقول بسخريه
=وانا ازعل ليه.. حبيبتي هتتجوز ملياردير كبير واكيد هينوبني من الحب جانب
رفعت حبيبه عينيه اليه بدهشه تحولت الى غضب
=يعني برضه عاوز تكمل في القرف الي كنت بتعمله ومش عاوز ترجع عن الي في دماغك..
شريف بسخريه
=بعد كل الي عملته ده عوزاني أسيبه بعد ما خلاص قربت احقق كل الي انا عاوزه...مش بقولك هتفضلي طول عمرك هبله
حاولت حبيبه الرد بغضب الا انها تفاجأت بيد تبعدها عن شريف وتجذبها بعيد عنه وصوت عمر يقول بسخريه غاضبه
=اول مره أتفق معاك في حاجه ياشريف
شريف بارتباك
=عمر بيه ..إزي حضرتك يا باشا وألف مبروك على الخطوبه..
عمر بابتسامه ساخره
=الله يبارك فيك ..يعني شايفك واقف بقالك مده مع بيبه و مجتش باركتلي انا ومي هانم فقلت أجيلك انا بنفسي
شريف بخنوع
=دا شرف ليا يا باشا ويارب تفضل راضي عني كده علطول
عمر بابتسامه ساخره
=لا متقلقش انا راضي جدا عنك ومقدر التزامك والمجهود الي بتعمله في الشغل في الفتره الاخيره..وأكيد ليك مكافأه عندي
شريف بسعاده
=انا خدامك يا باشا ومتعرفش قد ايه انا فرحان انك راضي عني
ابتسم عمر دون ان يعير كلام شريف اهتمام وهو ينظر بتهكم لحبيبه التي تدير وجهها بغضب الى الناحيه الاخرى
=انا شايف شنط ..ايه يا شريف انت ناوي تيجي تعيش معانا هنا والا ايه
شريف بخنوع
=دي شنط حبيبه ..اصل بعد إذنك يعني انا هاخد حبيبه خطيبتي وهنمشي عشان هنتجوز كمان يو...
عمر مقاطعا بغضب اثار خوف شريف
=ششش...مينفعش الكلام ده هنا تعالوا معايا نتكلم جوه..
حبيبه بغضب وقد فاض بها
=انا مش داخله جوه ..وهمشي والي انت عاوز تقوله ..قوله هنا.. احنا مش عبيد عندك
شريف بغضب
=حبيبه انتي اتجننتي ازاي تتكلمي كده مع عمر بيه
اشار له عمر بالصمت وهو يميل على إذنها و يبتسم بغضب مكتوم
=ادخلي يا حبيبه واسمعي الكلام والا متلوميش غير نفسك..
نظرت حبيبه اليه بخوف وقد استشعرت غضبه المكتوم لتقول بارتباك خائف
=انا مش داخله ولا رايحه معاك في حته..انا هاخد شنطي وهمشي من هنا حالا
نظر اليها عمر باستخفاف ثم سحبها بقوه من خلفه وهو يتجاهل حديثها
تملكت من شريف بالدهشه وهو يتبعهم بسرعه و يكاد يركض من خلفهم
حتى وصل الى غرفة المكتب الخاصه بعمر الذي اشار له بغلق الباب وهو يخلع الجاكيت الخاص به ويثني كمي قميصه الى الاعلى ويقترب من شريف
بهدوء اثار خوفه حتى اصبح امامه
= عيد كده إلي انت كنت بتقولهولي بره..
شريف بقلق وهو ينظر الى حبيبه الجالسه بغضب على احد المقاعد ثم الى عمر ليقول بتردد
= بقول يعني بعد إذن حضرتك
طبعا..هاخد حبيبه معايا علشان هنتجوز بعد يو...
الا انه لم يكمل حديثه بعد ان اطاحت به ارضا لكمه قويه من يد عمر جعلت الدماء تسيل من انفه و تغرق وجهه ..
لتندفع حبيبه وهي تصرخ برعب تحاول الوصول اليه..الا ان يد عمر منعتها وهو يدفعها للجلوس بعنف مره اخرى على المقعد ويقول بسخريه
= انت جاي بكل بجاحه تقولي انا جاي اخد مراتك علشان أتجوزها
وقفت حبيبه وهي تصرخ بغضب
=مراتك ..مرات مين ..انت بتقول ايه إنت تقصدني انا بالكلام ده
اقترب عمر منها ثم دفعها للجلوس مره اخرى على المقعد وهو يقول بتحذير
=اخرسي..مش عاوز اسمع صوتك وحسابك معايا بعدين
ثم اشار لشريف المذهول مما سمعه والذي نهض وهو يترنح من قوة اللكمه التي جعلت رأسه تدور من شدة الالم
=طيب هو معذور وواضح انه ميعرفش حاجه لكن انتي ازاي تلعبي لعبه غبيه زي دي ..
شريف بتقطع مذهول..
=معلش سامحني ياباشا انا مش فاهم حاجه ..بس يعني..اقصد..حبيبه يعني ..تبقى..يعني ..ايه..انا مش فاهم
عمر ببرود
=اولا اسمها حبيبه هانم مش حبيبه
ثانيا ايوه ..حبيبه تبقى مراتي والي هي بتعمله قدامك ده علشان هي زعلانه من اعلاني خطوبتي على مي
انتفضت حبيبه بغضب مذهول
=ايه الكلام الفارغ الي انت بتقوله دا انا لامراتك ولا انت جوزي انت بتقول كده ليه
ثم التفتت الى شريف وهي تقول بانهيار
= دا بيكدب.. بيكدب يا شريف ومش عارفه هو بيقول كده ليه.. متصدقوش وخرجني من هنا انا خلاص قربت اتجنن
عمر بابتسامه بارده
=بقى كده ..طيب عشان نخلص من الموضوع ده ونقفله خالص وعشان هو بس ابن عمك ويعتبر في مقام ولي امرك انا هوريه عقد جوازنا
ثم اخرج من درج مكتبه عقد زواج واعطاه لشريف الذي قرئه بذهول ثم اشار لحبيبه باتهام
=ده عقد جواز عرفي وانتي ماضيه عليه
اندفعت حبيبه بغضب اليه ثم سحبت العقد من بين يديه بعنف وهي تقرئه بذهول وقد تأكدت من صحة توقيعها
حبيبه بغضب وذهول وقد انهمرت دموعها بغذاره
=طب ازاي انتم عاوذين تجننوني انا متجوزتش حد ولا مضيت على حاجه..
ثم اندفعت بعنف تحاول مهاجمة عمر وهي تصرخ بجنون
= انت بتعمل فيا كده ليه.. عاوز مني ايه
انت عاوز تجنني ..انا مش مراتك وممضتش على حاجه... العقد دا مزور
ثم ذادت من مهاجته وهي تقول بهيستريه وعمر يكبلها بيديه ويمنعها من مهاجمته
= سيبني.. انا عاوزه امشي من هنا .. عاووه امشي..انتو بتعملوا فيا كده
ليه حرام عليكم
لف عمر يديه من حولها مكبلا اياها باحكام ومانعا لها من مهاجمته وهو يقول بصرامه لشريف
= اتفضل انت يا شريف دي مشاكل عائليه وانا هحلها معاها..
وياريت تنسى الكلام الفارغ الي انت قولتهولي بتاع خطوبتك وجوازك من حبيبه اظن ميصحش الكلام ده بعد ماعرفت انها مراتي
ثم تابع بتحذير جاد
= بلاش تزعلني منك تاني عشان انت عارف ان زعلي وحش
تراجع شريف للخلف بخوف وهو يقول بخنوع
=لا ياباشا سامحني خلاص انا مكنتش اعرف وأوامرك هتتنفذ حتى لو كانت على رقابتي..
ثم تابع وهو يخرج سريعا من الغرفه
=سلام يا عمر بيه وألف مبروك على الجواز يا حبيبه هانم
ثم همس بغضب لنفسه وهو يغلق الباب خلفه بحرص
=يا بنت الكلب يا حبيبه طلعت أذكى مننا كلنا وبتلعبي لمصلحتك...
ثم تابع بخبث
=بس الحوار ده عاوز تفكير عشان أقدر أطلع منه بمصلحه
ثم تابع بقلق
=بس مش عارف أبلغ الكلام ده لصادق بيه وألا استنى لما اشوف هقدر استفيد منه إزاي
ثم ابتسم بتهكم وهو يتجه الى الحفل مره اخرى
=انا بقول استنى والكفه الي تربح انا معاها حبيبه او مي مش هتفرق المهم الي انا عاوزه يتم ..اه ماهو فيها لأخفيها ومصلحتي اولا
في نفس التوقيت
لف عمر زراعيه حول حبيبه المنهاره بشده مانعا اياها من مهاجمته وهي تقول ببكاء
=سيبني.. بقولك سيبني انا همشي من هنا غصب عنك والا هصوت وهعملك فضيحه وهقول لخطيبتك على كل حاجه
ضحك عمر ببرود وهو يمسح الدموع عن وجنتيها
=بجد هتقولي لخطيبتي لااا انا حاسس اني مرعوب وقلبي هيقف
من شدة الرعب
ضربته حبيبه بعنف في ساقه وهي تصرخ بغيظ
=بقى كده طيب .. استحمل بقى الي هيجرالك..
ثم صرخت بصوت عالي هيستيري
=إلحقوني ..حد في المخروبه دي يجي يلحقني الراجل ده مجنون وبيقول اني مراته ..حد يلحقني منه
تنهد عمر وهو يقول بنفاذ صبر
=اهدي يا بيبه وخلينا نتكلم
صرخت حبيبه بغضب هيستيري وهي تحاول فك زراعيه من حولها
=معدتش تقولي بيبه دي تاني انا اسمي حبيبه فاهم وشيل ايدك من حواليا خليني امشي والا هصوت واعملك فضيحه
تنهد عمر بفروغ صبر وهو يقول بغضب ويضغط باحترافيه بإصباعيه على الشريان الرئيسي في عنقها فتسبب في غيابها الفوري عن الوعي
=أخلص بس من الحفله الخانقه الي تحت دي و أفوقلك
ثم حملها باهتمام بين زراعيه وصعد بها الى غرفته في الاعلى..
و اغلق الباب من خلفه ووضع حبيبه باهتمام على الفراش و أخرج من الجارور المجاور للفراش حبه منومه ذات مفعول قوي ورفع رأسها فوق زراعه وهو يربت باصابعه على وجنتها بهدوء..
= حبيبه افتحي شفايفك خدي الحبايه دي هتخليكي تنامي مرتاحه
فتحت حبيبه عينيها بصعوبه وهي تقول بتعب وعدم تركيز
=انا فين ..انا حاسه اني تعبانه قوي
مال عمر عليها ووضع الحبه في فمها وساعدها على ابتلاعها بالماء وهو يقول بهدوء
= معلش خدي الحبايه دي وانتي هترتاحي
ابتلعت حبيبه الحبه واغلقت عينيها بتعب وقد جعلتها الحبه تستغرق في النوم بسرعه وعمق شديد
و عمر يتابعها بعينيه بغضب وقلبه يؤلمه بالرغم عنه لرؤيتها منهاره ومتعبه بهذا الشكل الا انه تحكم في مشاعره سريعا وهو ينهر نفسه بقوه لاستمرار تأثيرها الشديد عليه وعلى مشاعره
ليقوم برفع الحجاب عن رأسها ويده تنزلق الى جسدها وهو ينوي نزع ثيابها عنها الا انه توقف فجأه و شعور بالاختناق يسيطر عليه وكأن يد تعتصر قلبه بقسوه
عمر بغضب
= جرى ايه يا عمر انت هتضعف تاني وألا ايه..
ثم سحب الغطاء الذي تتدثر به الى الاعلى مغطيا به جسدها بالكامل وقام بنزع ملابسها عنها بسرعه وهو يحرص على ان لا يرى او يلمس اي جزء من جسدها حتى انتهى سريعا
ليغلق عينيه بتعب وقد وصل مدى توتره الى اقصاه ويداه تتحرك دون اراده منه الى شعرها تتخلل خصلاته بحنان وعينيه تتأمل بالرغم عنه ملامح وجهها الرقيقه ..
ليهب فجأه مبتعدا وقد أجبر نفسه على المغادره من جانبها وهو يقول باختناق
= خليني اخلص من الحفله الزفت الي تحت دي بسرعه ..خلاص مبقتش متحمل
ثم اغلق باب الغرفه بالمفتاح الخاص به وهو ينظر لساعته بقلة صبر
= كلها ساعه وأرجعلك تاني
في صباح اليوم التالي..
جلس عمر على الاريكه الكبيره المتواجده في غرفة نومه يراقب بتفكير وغضب حبيبه المستغرقه في النوم على فراشه..
ثم نظر الى ساعة يده وتنهد وهو يتراجع للخلف ويغلق عينيه بتعب
والصراع يشتد بداخله بين عقله الذي يطالب بعقابها وقلبه الذي يتألم من مجرد التفكير بما ينتوي على فعله بها الا انه قال بغضب وهو ينهض فجأه ويتجه للحمام الخاص بغرفته وهو يمنع نفسه من النظر اليها حتى لا يضعف
= اظن كده خلاص هي قربت تفوق ولازم استعد
ثم اغلق باب الحمام من خلفه و بدء في الاستحمام والشعور بالغضب يتملكه بشده
في نفس التوقيت....
تقلبت حبيبه في الفراش وفتحت عينيها وهي تقول بخفوت
= انا فين..انا حاسه اني تعبانه اوي..
ثم عقدت حاجبيها وهي تحاول الجلوس وعينيها تجول في الغرفه بحيره..
= دي أوضة عمر انا ايه الي جابني هنا
لتنتفض جالسه وهي تتلفت حولها بصدمه وتنظر لجسدها شبه العاري برعب
= مين الي جابني هنا وقلعني هدومي ..يا مصيبتي انا عريانه
ثم تذكرت فجأه ما حدث بالامس وادعاء عمر الكاذب بزواجه منها
شهقت حبيبه برعب وهي تقف بسرعه تبحث عن ملابسها وقد ادركت انها قد نامت معظم ساعات الليل بغرفة عمر وعلى فراشه
الا انها فشلت في العثور عليهم لتقوم سريعا بلف غطاء السرير حول جسدها تستر نفسها بها وقد تساقطت دموعها بشده وقد سيطر الرعب على كل خليه بجسدها وعقلها لايستوعب ما يحدث لها
ارتعشت حبيبه بخوف وهي ترى باب الحمام يفتح فجأه ويظهر منه عمر الذي يتساقط الماء من جسده الرياضي شبه العاري وقد اكتفى بلف منشفه صغيره حول خصره ويقوم بتجفيف شعره المبتل بمنشفه اخرى
تراجعت حبيبه بصدمه للخلف وقد اكتسى وجههى باللون الاحمر القاني
في حين توجه عمر للمرآه وقام برش بعض العطر على جسده وهو ينظر لحبيبه باستخفاف
= انتي لسه هنا بتعملي ايه منزلتيش على أوضتك ليه
حبيبه بصدمه وذهول وعقلها لايستوعب حديثه
=هنا ..هنا فين ..انا اصلا كنت بعمل هنا ايه وايه ..ايه الي قلعني كده وفين .. فين هدومي..
استمر عمر بارتداء ملابسه ثم استدار لها وهو يغلق ازرار قميصه وهو يتأملها بابتسامه ساخره
=لا يا بيبه كده انا ازعل منك..ايه هتعملي نفسك مش فاكره حاجه من الي حصلت بينا والا ايه
ثم تابع بسخريه شديده متجاهل صدمتها الواضحه
=والا تكوني بتقولي كده علشان عاوذانا نكرر تاني الي عملناه بليل ..عموما مينفعش دي كانت مره ومش هتتكرر تاني اصلي مينفعش أكل من طبق حد تاني أكل منه قبل مني
ثم تابع وهو يتأملها بإهانه شديده
= وعموما لو انتي لسه انك عاوزه انا رجالتي موجودين تحت بس يارب هما يقبلوا اصل زي ما انتي عارفه الحاجات دي مينفعش فيها الاجبار ..
شحب وجه حبيبه بشده حتى اصبح في بياض الموتى وجلست على طرف الفراش تتمسك بالغطاء الملتف حولها بشده وجسدها تتملكه بروده شديده وكلماته المسمومه تتغلغل كالسم بداخلها وعقلها يستوعب معنى كلماته ببطيء شديده
اغرقت الدموع وجهها وهي تقول بصوت ضعيف مهتز وقد تجاهلت كل اهاناته و عقلها يركز على شئ واحد
=انت تقصد إننا..انك..
عمر بسخريه
=ايه مش قادره تقوليها..ايوه نمنا مع بعض
ثم تابع بسخريه مقيته
=حتى لو كان الاداء مش عاجبني
بس اهي تسليه تبدد الملل شويه
اندفعت حبييه اليه تهاجمه بعنف وهي تبكي و تصرخ بغضب شديد
= يا ابن الكلب..يا حقير يا زباله انت عملت فيا ايه
سيطر عمر عليها وكبلها بين زراعيه وهو يقول بغضب
=ايه هتعمليلي فيها شريفه والا ايه..
والا فكراني مش عارف حقيقتك ودخل عليا وش البرائه الي انتي لبساه
ثم دفعها بعيدا عنه باحتقار وكأن ملمسها يدنسه وهو يقول بقسوه
=فوقي لنفسك دا انا عمر الرشيدي وتاريخك الاسود كله كان عندي من اول ما اتولدتي ورموكي في الملجأ لحد ما جيتي اشتغلتي عندي هنا
صرخت حبيبه فيه وهي تلطم خديها بهيستريه ودموعها تغرق وجهها بشده
=ليه عملت فيا كده.. دا انا عمري ما أذيتك ولا أذيت حد..حرام عليك.. حرام عليك ضيعتني
ثم خفت صوتها وكأنها تحدث نفسها بذهول
= انا طول عمري شريفه ومحافظه على نفسب وعمر ماحد لمسني انت بس الي سمحتلك بإلي عمري ما سمحت لحد بيه علشان كنت فكراك
غيرهم كلهم لكن انا كنت غلطانه..انا كنت هبله وعبيطه وغبيه بس مستحقش منك الي انت عملته فيا
مستحقش ابدا الي انت عملته فيا
لتنهار في نوبة بكاء قويه
= ربنا ينتقم منك انا عمري ماهسامحك على الي انت عملتوه فيا عمري ما هسامحك
اغمض عمر عينيه بألم وهو يشعر بكلماتها ودموعها تطعنه بداخل قلبه
حتى كاد ان يذهب اليها ويأخذها بين أحضانه ويطمئنها انه لم يممسها بسوء
الا انه تراجع بغضب وهو يستشعر تأثيرها الشديد عليه حتى بعد اكتشافه
سوء اخلاقها وعلاقتها المتعدده مع الرجال وتخطيطها المسبق لايقاعه بحبها
ليقوم بفتح احد الادراج ويخرج بعض الصور التي تظهرها عن بعد وهي تقف بنافذة المنزل الذي كانت تختبئ به هي وشريف ثم القاها في وجهها وهو يقول بغضب شديد
=ولما انتي شريفه زي مابتقولي كنتي بتعملي ايه انتي وشريف لوحدكم في مكان مقطوع زي ده ..ايه كنتم بتبيعوا سبح
امتقع وجه حبيبه بشده وهي تعجز عن الرد
وهو يسحبها من زراعها بغضب حارق تغذيه غيرته العمياء عليها لتتفاجأ بصفعه قويه على وجهها طرحتها ارضا
وجعلت الدماء تسيل عن وجهها وهو يصرخ فيها بجنون
=راجل وست لواحدهم لمدة شهر كامل في بيت بعيد تفتكري كانو بيعملوا ايه
ماتردي يا شريفه كنتم بتعملوا ايه سوى
زحفت حبيبه بخوف بعيدا عنه وهي تشعر بالخوف الشديد يستولي عليها
الا انها اجابت ببكاء شديد
=انت مش فاهم حاجه ..انا..انا..
عمر بسخريه مقيته
=انتي ايه ..انتي اخرك ليله وتترمي في الزباله وحتى الليله دي كتير على واحده قزره زيك بس انا حبيت أديلك درس متنسهوش طول عمرك
ثم تابع وهو يرفعها بعنف عن الارض ويقول بقسوه
=ايه خيالك المريض صورلك انك هتوقعيني في حبك وإنك هتبقي
حرم عمر بيه الرشيدي...فوقي الي زيك يدوبك أسمح لهم ينضفوا جزمتي او جزمة مراتي ويبقى كتير عليكي كمان لو سمحتلك بكده
ثم تابع بجبروت رهيب وهو يفتح الباب على وشك المغادره
=فوقي ..مش عمر الرشيدي الي يتضحك عليه من واحده زيك
سالت دموع حبيبه على وجهها وهي تنظر اليه بصدمه تشعرها وكأن قلبها سيتوقف عن النبض من شدة الالم وشريط طويل من الالم والذل والظلم الذي عانتهم في حياتها يمر امام عينيها كل من مر في حياتها استغلها او حاول ان يستغلها ولكن ماحدث لها الان يتجاوذ كل ما مر عليها.. لقد فقدت كل شئ على يد شخص قاسي مجنون شرفها كبريائها قلبها مستقبلها الذي دمره بفعلته البشعه
لتهب واقفه بغضب مجنون وتسحب تمثال للزينه مصنوع من الحجر ثقيل موضوع بجانب الفراش ثم تحاول ضربه به من الخلف وهي تبكي وتصرخ بجنون
=ومش حبيبه عبد الرحمن الي كلب زيك يدوس على شرفها وتسيبه عايش على وش الدنيا
استدار لها عمر بسرعه وإلتقط التمثال من يدها وهو يكبلها بقوه ويقول بغضب
=انتي بتعملي ايه انتي اتجننتي
الا انها قاومته بقوه وبدئت في ركله بقوه وخمش وجهه بأظافرها وأسنانها وهي تصرخ بصوت عالي تسبب في تجمع قاطني القصر
=والله لاقتلك..انت عملت فيا كده علشان فاكر ان مليش حد يدافع عني لكن انا هاخد حقي بإيدي يا حقير يا زبالة الرجاله
صفعها عمر بقوه ألقتها أرضا وأسالت الدماء من أنفها
ليرتفع فجأه صوت دولت هانم وهي تقول بصدمه
عمر انت بتعمل ايه ..ايه الي بيحصل هنا.. وانتي يا حبيبه مين الي عمل
فيكي كده
صرخت حبيبه بها وهي تبكي و تتمسك بالغطاء الملفوف حولها بانهيار
=حفيدك ..حفيدك اغتصبني.. عمر بيه اغتصبني بس انا مش هسيبه وهاخد حقي فاهمين انا مش ضعيفه وهاخد حقي منه
شهقت دولت هانم وترنحت وهي تضع يدها على قلبها و تقول بعدم تصديق
=الكلام الي بتقوله حبيبه ده صحيح ياعمر انت فعلا عملت فيها كده
اقترب عمر بتوتر من جدته وهو يدرك انها على وشك الاصابه بأزمه قلبيه
قاتله
ليحاول التخفيف من شدة وقع الامر عليها خوفا من اصابتها بنوبه قلبيه قاتله
=لا طبعا مش صحيح حبيبه مراتي .. انا متجوزها عرفي..وكل الكلام الفارغ الي بتقوله ده علشان غيرانه اني اعلنت خطوبتي على مي امبارح
هبت حبيبه واقفه تحاول مهاجمته بغضب شديد
=انت كداب ..كداب وزباله انا مش متجوزاك وكل الي بتقوله ده كدب متصدقهوش دا بيكدب والله بيكدب
الا انها تفاجئت بيد دولت هانم تسحبها وتحتضنها بحنان جعلها لا تستطيع ان تكمل وتنهار في نوبة بكاء قويه بين زراعيها لتتوقف فجأه عن البكاء ودولت هانم تمسح دموعها وهي تبتسم برقه
= انتي عندك حق في كل الي بتعمليه انا مقدره غيرتك وصدمتك في الي حفيدي عمله معاكي بس يا حبيبتي مهما حصل مينفعش تتهمي جوزك باغتصابك
ثم تابعت وهي تنظر لعمر بغضب
=وانت يا عمر انا عارفه ان اتهامها ليك اكيد جرحك بس برضه دا ميدلكش حق تمد ايدك عليها وتبهدلها بالشكل ده
ثم تابعت بصرامه
= اي واحد يبقى متجوز واحده و فارض عليها ان جوازهم يبقى عرفي
وفي السر ...وكمان يفرض عليها انها تحضر حفلة خطوبته على واحده غيرها يبقى ظالم ..وانا حفيدي استحاله يبقى ظالم بالشكل ده
تنهد عمر بغضب
=يا جدتي..اسمعيني بس
الجده بصرامه
= انت الي هتسمعني وهتنفذ يا عمر والا هتبقى قطيعه بيني وبينك طول العمر وانت عارف اني قد كلمتي
ثم ابتسمت في وجه حبيبه الباكي برقه
=انت هتجيب المأذون حالا وهتكتب كتابك رسمي على حبيبه وهتعمل لها فرح كبير تعوضها بيه عن احساسها بالظلم وهي شايفه جوزها بيخطب واحده غيرها وعامل لها فرح كبير و هي مش قادره تتكلم
حاول عمر التحكم بغضبه خوفا على جدته وهو ينظر لحبيبه بتهديد مستتر وكأنه يطلب منها رفض فكرة الزواج منه
=ماهو ممكن يا جدتي حبيبه نفسها متوافقش خصوصا ان هي الي مكنتش عاوذه تعلن جوازنا
نظرت الجده لحبيبه بلوم
=الكلام ده حقيقي ياحبيبه انتي الي مش عاوذه تعلني جوازك من عمر
ابتسمت حبيبه بارتعاش وقد شعرت ان اعلان زواجها من عمر سينقذها من الفضيحه والعار الذي كان بانتظارها لتنظر لعمر وهي تقول بتحدي
= انا مكنتش عاوذه اعلن علشان كنت خايفه من رد فعلك انتي وعصمت هانم مكنتش عاوذه أزعلكم لكن طالما حضرتك عرفتي ومعندكيش مانع فانا موافقه..
نظر لها عمر بغضب حارق واجهته هي بتحدي وهي تميل عليه تهمس في أذنه بتشفي
=مبروك يا عمر بيه هتتجوز الست الي كنت عاوذ تعزم رجالتك عليها..شوفت ربنا وانتقامه جابلي حقي قبل حتى ما الدم الي على وشي ينشف
ثم رمقته باحتقار و كراهيه وهي تعود الى الغرفه بصحبة جدته التي كانت تثرثر بسعاده عن خططها للزواج... وعمر صامت يحاول السيطره على غضبه الذي يشعر بصعوبة السيطره عليه فلو اطلقه سيحرق كل شئ
تابع من هنا: جميع فصول رواية تمرد صحفية بقلم دودو محمد
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا