مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع أحدث رواية للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع رواية رومانسية تتسم بالواقعية ذات طابع إجتماعى مميز مع الفصل العاشر من رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني
رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل العاشر
تابع أيضا: قصص رومانسية جريئة
رواية برلنت بقلم قسمة الشبيني - الفصل العاشر
عاد سعفان للمنزل ذلك اليوم متأخرا بتعمد ، فهو لا يريد أن يضع رأسه فوق وسادته ويراقب تصارع أفكاره طيلة الليل ، أجهد بدنه حتى اكتفى أملا فى غفوة سريعة ومريحة .
ألقى بدنه المجهد فوق فراشه دون أن يبدل ملابسه فلم يعد لديه طاقة لأى حركة ، أغمض عينيه ليرى ابتسامة وفيق الذى نبأته بإكتشاف أمره .
فتح عينيه يطالع سقف الغرفة ، ترى ما الذي سيصل إليه بمشاعره تلك ؟؟
ثار قلبه فورا ؛ محاولة جديدة . عليه أن يحاول التقرب منها عله يحظى بقرب ينهى عذابه ذا .
دارت عينيه بأفكاره ، تلك الغائبة والتى رأى بعينيه ما وصلت إليه من جرح وإهانة ، أتقبل بتجربة جديدة ؟؟
******
مر يومين قبل أن تلتقي ايناس برلنت حسب اتفاق مسبق للتسامر وكان اللقاء بمنزل برلنت التى رحبت بصديقتها وقدمت لها الحلوى التى أعدتها خصيصا لضيافتها قبل أن تتساءل عن اخبار ايناس وتطمئن على استقرار حياتها الزوجية وتدعو لها بصلاح الحال.
لم تغفل ايناس بل تغافلت عن تشديد وفيق كى تخبر برلنت بذكر سعفان لها ، هى ليست مطمئنة لهذا الأمر .
هزتها برلنت : ايناس مالك سرحانة فى إيه ؟؟
نظرت لها ايناس : ابدا .. انت وصلك اخبار عن ماهر ؟؟
قطبت برلنت جبينها بضيق : ماهر !! ليه السيرة دى ؟
تنهدت ايناس : ابدا فكرت إنه هيحب يردك ويراجع نفسه فى اغلاطه .
ابتسمت برلنت بتهكم : يراجع نفسه !! ايناس ماهر ماكانش وحش مع كل الناس .. ماهر كان وحش معايا انا بس .. هو انتقم من ضعفه قدام مراته الاولانية فيا .. انتقم من حبه ليها بكرهه ليا .. ماهر كان عايش معايا شهوة وعنف علشان يهرب من وجعه لانه شايف إنه مش لازم يتوجع
صمتت ايناس بدهشة : يعنى انت اوجدتى له عذر ؟
عادت تبتسم بتهكم : عذر اقبح من ذنب .. عذر يدينه مش يبرأه .. خلاص يا ايناس ربنا يغن كل من فضله .. لا هو هيفكر يرجعنى ولا انا هقبل ارجع له .. احنا الاتنين دخلنا حياة بعض غلط والنتيجة اللى وصلنا لها طبيعية جدا .
عقدت ايناس ساعديها ونظرت نحو برلنت بتركيز : يعنى ممكن تكملى حياتك مع حد تانى ؟؟
ضحكت برلنت : قصدك تالت !!
وكزتها ايناس لتتابع : انا دلوقتي ماعنديش استعداد اعمل اى حاجة غير أنى ابنى نفسى .. يبقى لى كيان مستقل .. انا فى اربع شهور تقريبا بقى لى معارف وزباين هنا وهناك .. انا عاوزة ابقى برلنت ب برلنت مش بحد تانى .
اتسعت ابتسامة ايناس : عارفة يا برلنت وواثقة انك هتبقى زى ما انت عاوزة .. علفكرة سعفان بيسلم عليك .
قطبت جبينها مدعية التركيز : سعفان مين ؟؟
ابتسمت ايناس براحة لعدم تعرف صديقتها لصاحب الإسم وتابعت : سعفان كهربائي السيارات اللى شهد معاكى فى النيابة
زاد تلاقى حاجبى برلنت : وانت شوفتيه فين ده ؟؟
أشارت بكفها بعدم اهتمام : هشوفه فين !! ده وفيق صلح عربيته عنده وسأله عليكى وباعت لك معاه السلام .
احتلت الدهشة قسمات برلنت وعادت لها روحها الهجومية الرافضة لأى كيان ذكورى بالقرب منها : وباعت لى سلام بصفة إيه ؟؟ انا ماصدقت قفلت الصفحة دى بكل اللى فيها .
غادرت ايناس بعد وقت لتنفرد برلنت بنفسها تتعجب أمر هذا الرجل ، لم يذكرها !!
ولم تعتبره جزء من صفحة يجب طيها ؟؟
الأمر كله مثير للريبة ، ترى لزوجها السابق ضلع فى هذا الأمر !!
زفرت بضيق قبل أن تلقى بنفسها فى غيامات من نعاس تستلذ الهروب به من ضغوط حياتها التى يفرض عليها أغلب ما فيها .
**
جلس سعفان أمام ورشته صباحا يرتشف بتلذذ قهوته التى قدمها له رجب ، نظر للفتى الذى يعمل على التنظيف والترتيب كعادة صباحية قبل أن يقرر أن يتبع كل ما يثير شغفه من هذا اليوم وليرى ما الذى ستؤول له النهاية .
لا ينكر شغفه بها ، شغف لم تتمكن الفرقة من القضاء عليه . شغف بعث بقلبه ووجد ملاذه فيه فنمى وتمكن منه .
أشار لفتاه : خد يا رجب
اقبل رجب مستبشرا لحسن مزاج رئيسه هذا الصباح ليتساءل سعفان : انت تعرف إيه عن الست برلنت ؟؟
نظر له رجب بغباء واضح : برلنت مين يا اسطى ؟؟
نهره بنظرة حازمة : انت مخك فوت ياد ؟؟ الست برلنت اللى كانت متجوزة ...
ااااه
قاطعه رجب بتفهم لتتوقف كلماته المؤلمة ويتابع رجب : وانا هعرف عنها إيه يا اسطى ولا اعرفها منين ؟؟ هى ربنا ابتلاه باللى اسمه ماهر ده والحمد لله خلصت منه .
عاد سعفان يتساءل : ماتعرفش عنها اى حاجة ؟؟
حك رجب مؤخرة رأسه : اللى سمعته من امى إنها كانت متجوزة قبله واحد طلقها علشان مالهاش فى الخلفة .. ماهر بقا لقاها فرصة تربى عياله بعد ما مراته الاولانية طفشت منه بردو .
شرد سعفان بعقله تاركا رجب يسرد عليه ما تناقلته الألسن من ذكرها ليتوقف عقله أمام نقطة واحدة ؛ لا تنجب
أهذا سبب قبولها ماهر ؟؟
بهتت ملامحه مع تباطؤ واضح بدقات قلبه حين قفز سؤال أمام عينيه ؛ أيقبل أن يحيا بلا أبناء ؟؟
أينتصر شغفه بها على رغبة كل رجل بذكر له فى ولد يخلفه؟؟
تنهد بألم وقلبه يردد : هوصل معاكى لفين يا برلنت ؟؟
انتبه ل رجب الذى لازال يثرثر لينهره : خلاص يا رجب امشى رتب العدة وهات لنا لقمة على ما ربنا يفرجها بزبون .
غادر الفتى ليحول سعفان أمر قلبه وشغفه لله ، إن ساقه إليها فكل الخير معها وإن تقطعت السبل فعليه بالرضا
لكن فى المرة القادمة سيحسن استغلال اى فرصة تصل به إليها .هو يعلم أن الأبناء رزق وأن رزقه لن يخطئه
ومنذ ذلك اليوم بدأ يفقد الأمل ويحاول ترويض قلبه ليرضا رغم كم الألم الذى يعنيه لذلك .. مر شهر كامل وبدأ سعفان يإنعدام الأمل فى قرب محتمل لكنه رغم ذلك لم يخسره كليا .
*****
استيقظت برلنت واعدت الفطور قبل أن ينضم لها أبيها ، جلس بالقرب منها متسائلا : انت نازلة يا برلنت ؟
ابتلعت الطعام لتجيب بحماس: ايوه يا بابا هسلم شغل ومش هتأخر وفى بضاعة جديدة جاية النهاردة .
ابتسم بود : ربنا يوسع رزقك يا حبيبتي .
نظرت له بتساؤل : مالك يا بابا ! عاوز تقول حاجة ؟
حمحم بحرج : صراحة يا بنتى فى موضوع كده عاوزك فيه
تركت الطعام وانتبهت له ليتابع : تعرفى عمك عبد القادر صاحبى !! كلمنى من يومين عن واحد قريبه
تجهم وجه برلنت وقد وصل إليها مرمى الحديث لتقاطعه بحزن : تانى يا بابا ؟؟
اسرع ينقذ الموقف : يا حبيبتي ده عمك عبد القادر بيشكر فيه اوى وهو ارمل من سنة وعنده ولد وبنت ..
تابع برجاء : مش هتخسرى حاجة لو قابلتيه .
أخفت وجهها عنه تخفى تضارب الغضب والحيرة بقسمات وجهها ثم عادت تنظر نحوه : من فضلك يا بابا انا لسه مش قادرة اتحمل فكرة الجواز تانى .. انا موجوعة يا بابا وطبعا مفيش راجل بيستحمل وجع ست من راجل تانى .. هنرجع نوصل لنفس النقطة ... بلاش يا بابا .. يمكن بعدين اقدر لكن اكيد مش دلوقتي خالص .
ربت أبيها فوق كفها مبتسما بحنان ، يكفى أنها قد تقبل على تلك الخطوة يوما ما ، لن يتعجل الأمر ويصل بها لفشل جديد ، فهو لا يثق أن تتجاوز هذا الفشل مجددا .
***
سلمت برلنت الطلب الأخير لتتخذ طريق العودة للمنزل شاعرة بكامل الرضا فقد جنت من عملها أكثر مما توقعت .اعتادت مؤخرا أن تحمل المزيد من المعروضات التى تراها مناسبة مع كل طلب وأصبح حدسها يصيب كثيرا مؤخرا .
وقفت تتأفف الزحام المروري بهذه العاصمة المختنقة قبل أن تنظر بجميع الاتجاهات لتعبر الطريق بحذر واجب .
خطت خطوات ثابتة قبل أن تتوقف مع نفير سيارة منبها لها لتتراجع .مجددا .
جلس سعفان بالمقعد المجاور للسائق الذى يجرب سيارته بعد تصليحها ليتساءل : تمام يا بيه العربية ميت فل اهيه ؟؟
ابتسم الرجل مستحسنا : تمام يا اسطى ايدك تتلف فى حرير انا هوصى كل اصحابى يتعاملوا معاك .
اتسعت ابتسامة سعفان لتذوب فى اللحظة التالية ، جحظت عينيه للأمام بشخوص مقلق وهو يراقبها تعبر الطريق مسرعة .
ضخات سريعة شديدة الحرارة سرت ببدنه لينتفض قلبه مذكره بوعده أن يحسن استغلال اى فرصة تلوح بالأفق ،وهل من فرصة أعظم من رؤيتها ؟؟ اسرع مشيرا : وقف يا بيه نزلنى بسرعة
دهش الرجل لتبدل حاله : لسه مااتحسبناش ؟؟ هرجعك ..
قاطعه سعفان برجاء : بعدين يا بيه الدار امان .. عدى عليا فى الورشة بس نزلنى دلوقتى بسرعة .
هدأ الرجل سرعة السيارة وقبل أن يتوقف تماما كان سعفان يقفز خارجها ويعدو عابرا الطريق غير عابئ بالنفير الذى ينطلق من هنا وهناك وكل أمله أن يلحق بها قبل أن يخسر مجددا .
زادت ضربات قلبه وهو يراها أمامه وخطواته تقترب منها . نظر لها مبتسما ؛ تلك الخطوات الواسعة التي تميزها عن بنات حواء
اتسعت ابتسامته وهو يزداد قربا ويتبعها حتى وصلت للمنزل ، انتظر بالقرب ساعة كاملة يتقصى اخبارها بحرص قبل أن يقفل عائدا لورشته وقد اكتفى بما نال مؤقتا .
هداه الله لبيتها وماذا يريد بعد ؟؟؟
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا