مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة أميرة أنور والتي سبق أن قدمنا لها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية نيران انتقامه بقلم أميرة أنور
رواية نيران انتقامه بقلم أميرة أنور - الفصل الأول
نظرات ثاقبة، وحادة، الغرور مرسوم على وجهه، يسير بشموخه المعتاد، لاحت بسمة الاِنتصار على وجهه، اليوم سيحصل على كل ما أرده، فعل هذا المشروع من أجل أن يفوز بتلك الصفقة، منذ أربع أعوام عقد مشروع على كلية الهندسة والتي كانت كليته السابقة، سـ يدرب المتفوفين من الفرقة الرابعة ستكون هذه الفكرة منحة للطلاب والجامعة وسـ يختار أكفى متدرب ويقوم بتعينه في شركته...
في مثل هذا اليوم جميع الطلاب يحضرون المحاضرة المتواجد بها، الجميع يتمنوا أن يحظوا بمثل هذه الفرصة، الفتيات جميعهن يبتسمن حين يأتي، فـهو فتى أحلام كل منهن..
سار بطريقه نحو مكتب عميد الجامعة، يشعر بهمهمات الجميع ولكن لم يلتفت لكلام أحد، أوقفت إحدى الفتيات قائلةٍ بدلال بعد أن قدمت له بيدها وردة حمراء:-
_آسفة جداً إني وقفتك بس حبيت أقدم دي ما تتصورش من يوم ما دخلت الكلية وكنت في سنة أولى وأنا مستنية اليوم دا ونفسي تختارني بأي طريقة ممكن تقبل مني الوردة دي...!
نظر لها ببرود لتلك المشاعر الساذجة والتي جاءت لتقدمها من أجل مصلحتها، هو لا يحب هذا النوع من الفتيات، رد عليها بـ بسمة ساخرة ثم قال بهمس:-
_يبقى هتستني كتير ومش هتتقبلي بلاش أسلوب الدلع معايا لإني مش بحبه!!
تركها ورحل، فنظرت له بضيق بينما هو فـ ابتسم بسخرية وقال لنفسه:-
_إيه جو رد قلبي اللي بتعمله دا
.........................................................
اليوم استيقظت من نومها متأخرة، شعرت بأن الحظ ليس معاها، فكل يوم تقوم بنشاط ولكن النوم غلبها حيثُ كان العمل بليلة الماضية مرهق بشدة، ارتدت ملابسها في سرعة ثم نزلت من منزلها ، خرجت من بنايتها صاحبة الأساس القديم ووقفت تنتظر سيارة أجرة فاليوم لن يتحمل المواصلات...
بتلك اللحظة وضع أحد يده على كتفها الصغير، مما جعلها تشعر بالرهبة، استدارت بكل خوف بعد أن شهقت قائلةٍ بهلع:-
_مين!! ست "حنان"
ابتسمت الست "حنان" بنفور ثم قالت ببرود:-
_شوفتك من بعيد فقولت أسالك على الأيجار أصل عمك "حسان" بيلم الإيجار وقالي شوفي "يقين"
تنهدت "يقين" بضيق ثم نظرت إلى ساعة يدها خائفة من التأخير، يجب أن تظهر بهذا اليوم التزامها الشديد، أخيراً وبعد أن رأت سيارة أجرة بجانبهم، وبهدوء شديد ردت عليها وقالت:-
_هقبض بكرا إن شاء الله وأجيب لك الفلوس واشكري لي عم "حسان" إنه صبر عليا الأسبوع اللي فات
لم تمهلها الفرصة حتى ترد عليها، أسرعت من أمامها وأخدت سيارة الأجرة التي مرت من جانبهم، أمرته أن يسرع لمقر كلية الهندسة":-
_بسرعة لو سمحت على كلية الهندسة.
وبعد مرور القليل من الوقت وصل السائق وأوقف محرك سيارته أمام الكلية..
نزلت بسرعة رهيبة واتجهت نحو مكتب عميد الكلية، نظرت من النافذة فوجدت الشاب الذي ينحني الجميع لذكاؤه ولسلطته يجلس أمام العميد، أول مرة ترى وجهه عن قرب، الجميع يتحدثون عنه ولكنها لا تبالي إلا بمشروعه الذي سيحقق لها النجاح والمال فيما بعد
عدلت ملابسها وتأكدت بأنها ليست متوترة، دقت على باب المكتب وحين سمح لها بالدخول رفعت رأسها بثقة ودلفت...
بصوتٍ رقيقة قالت:-
_صباح الخير يا دكتور " مهاب"
ثم نظرت إلى دكتور إحدى المواد الخاص بها والمميز لديها وقالت ببسمة صغيرة:-
_صباح الخير يا دكتور "أحمد"
حدق بها "أحمد" بنظرات فخورة ثم أشار نحوها ونحو الشاب المشهور وقال:-
_أحب أعرفكم ببعض بما إنكم من أشطر الطلاب اللي درستلهم وإن شاء الله يا "جواد" واثق جدا إن "يقين" هتكون زيك بالظبط
...................................................
حزن، وجع، انقباض، كل هذا يصيبها بشدة، دموعها على خديها لا تتوقف، شعورها بالحرمان يحتل قلبها ليس بحرمانٍ من الطعام أو المال فهي تمتلك كل شيء ولكنها انحرمت من أهم إحساس ممكن أن تعيشه أي فتاة بحياتها، قامت من فراشها واتجهت نحو المرآة، تنظر لنفسها تحدق بجمالها الذي أصبح لا قيمة له، إلى عيناها البنية التي تجذب من ينظر إليهما، ابتسمت بسخرية ثم قالت بحسرة:-
_كل دا مش هيفيد وأنا مش قادرة أجيب عيل أحس وهو موجود بأحلى إحساس ممكن تعيشه الست جمالي قدام "علي" ولا حاجة قدام كلمة بابا
عادت وجلست مكانها، وشردت في كل أحلامها التي تمنتها وتمنت أن تفعلها مع طفلها..
بتلك اللحظة دلف "علي " ومعه بعض الزهور التي قطفها من حديقة منزله، لم تشعر به، بدأ يسير باتجاها ببطء حتى لا تنتبه له، جلس خلفها حين وصل للفراش ثم همس بصوت حنون يملؤه الحب:-
_حبيبتي بتفكر في مين؟
انتبهت له، فـ بتسمت بحب، استدارت لتنظر في عينه وقالت بترحيب:-
_حمدلله على السلامة يا حبيبي هقوم أعملك آكل!!
قامت من مكانها وكأنها تتلاشى الجلوس معه، يرى خلف ابتسامتها الجميلة والتي تحذبه ، شبح نعم الشبح الذي يهدد حياتهما، وهو الحزن، فقط هو من يشعر بما يحدث معها، منذ أن أحبها وسكنت بداخله وهو يشعر بأوجعها، بحبٍ شديد أمسك يدها وقال:-
_"مريم"!!!
نظرت له "مريم" ورفعت حاجبيها باستغراب، ما الشيء الذي سيقوله لها، تفكر بشدة، هناك من يوسوس بداخل أذنيها ويخبرها بأنه يريد تركها من أجل أن ينجب، لو كان هذا فهي مستعدة على فعل أي شيء من أجل سعادته.
ردت بهلعٍ:
_قول يا حبيبي
وقف أمامها، ملس على وجهها بحب كعادته، ثم قال بحنو:-
_مين مزعل أميرتي؟.؟
كيف لها أن تقول كل ما بداخلها هي لا تريد أن تسبب له إزعاج، رد عليه باقتضاب:-
_مافيش يا حبيبي متشغلش بالك بيا يالا بقى خليني اجهز لك الاكل إنت كنت سهران في الشركة للصبح أكيد جعان..
تنهد "على" بقوة ثم قال باقتراح:-
_ استني بس أنا بكرا عندي أجازة وبابا ممكن لو طلبت منه يديني يومين حلوين نروح و نرجع أيام الفرحة
باعتذار ليس له أي مبرر قالت:-
_مليش نفس يا حبيبي
تأفف بشدة فـ لقد نفذ صبره رد عليها بـ:-
_أنا عارف إن موضوع الخلفة تعبك بس إنتي عندك 24وأنا 30يعني لسة في أول شبابنا هنتعلاج سنة وإتنين وعشرة ولو محصلش نصيب عادي نعمل حقن وبعدين أنا أصلاً مش عاوز أطفال دلوقتي
مد يده ببعض الزهور وقال:-
_نسيت اديكي الورد يا وردتي
وكأنه يجعلها تنسى ما قاله، كيف لهم ألا يكون لديهم طفل صغير يملأه حياتهم، ابتسمت بهدوء ثم قالت بلامبالاه:-
_شكرا حطه جنبك هروح أعمل الأكل
.................................................
عاد للمنزل بعد أن تذكر أنه لم ترك ملف الاجتماع، كاد أن يفتح باب منزله ولكنه سمع صوت، نعم هذا الصوت مألوف عليه بشدة، يعلم بقوة من صاحبه، كان الصوت ضعيف جداً ولكن الضحكة التي تصدر عالية ليس إلا صوت ضحكة زوجته، وضع مفتاح شقته في سرعة وفتح الباب، تأكد بالفعل أن هذا صوتها، كيف هذا وهي تستيقظ بعد العصر وإذا حدثها قبل هذا الوقت تقول له بغضب أنها لا تحب من يوقظها من غفلتها، كان سيبعت سواقه لأخذ هذا الملف منها ولكنه فضل ألا يزعجها، انكمش حاجبه بضيق، تحدث بانفعال طفيف:-
_يعني هي بتصحى تكلم صحابها ولو أنا اللي صاحتها تتعصب
كان سـ يناديها بتلك اللحظة ولكنه سمع منها ما جعله مصدوم حيثُ قالت:-
_يا بني "عادل" جوزي نزل وبيرجع على بليل تعالى نخرج أصلك وحشني أو أجيلك البيت من يوم ما تفرقنا بسبب وأنا اتجوزت وأنا بقيت عايشة في تعاسة
ابتلع "عادل" ما في حلقه بصدمة، أي تعاسة هذه هو كان يعطيها كل شيء، سار ببطء نحو غرفة النوم، كان باب الغرفة مفتوح ولكنها لا تشعر به حيثُ كانت تقف أمام المرآة وتقول بدلع:-
_عارف أنا لبسة إيه دلوفتي لبسة قميص نوم باللون اللي بتحبه واللي ما لبستهوش لجوزي
كاد قلبه أن يتوقف عن العمل، رجولته تنهار، زوجته تقتله بخنجر مسموم، تنفس بصعوبة، ماجريمته حتى تفعل هكذا هو كان يقدرها ويعاملها بما يرضي ربه..
لم يستطيع أن ينتظر أكثر، شعر بأن الله بعته بتلك اللحظة حتى لا تخدعه أكثر، زاد أحمرار وجهه بقوة، كور يده بشدة ثم أقترب منها وجلبها من خصلات شعرها قائلاً بقسوةٍ:-
_تعالي يا خاينة!!!!
.........................................................
جلست بحديقة الفيلا، تفكر في أحفادها، كلمنهم بداخله ألم كبير، للدرجة التي جعلت قلبها ينزف من الداخل، كادت أن تصاب بازمة قلبية من الحزن، تعيش من أجلهم فقط، وضعت بتلك اللحظة إحدى الخدامات يدها على كتفها وقالت بتساؤل:-
_مين مزعلك يا ست هانم!!؟
تنهدت بشدة ثم أجابتها بوجعٍ:-
_والله يا "جميلة" خايفة على "جواد" و "مريم" حياتهم بقت مرة كل واحد فيهم جوا وجع كبير أوي
أمسكت "جميلة" بيدها حيثُ تعلم ما يدور برأس تلك السيدة العجوز، هي لا تريد إلا الاستقرار لاحفادها
طمنتها بـ:-
_بكرا سي "جواد" يتجوز وتطمني عليه وست "مريم" وهي مبسوطة مع جوزها وربنا يفرحهم دايما ودايما
هزت رأسها بلا وكأن قلبها يقول غير ذلك:-
_حاسة إنها زعلانة من حاجة بفكر أعزمها بكرا هي وجوزها واتكلم معاها أو أروح لها.
ابتسمت "جميلة" ثم قالت بتمني:-
_إن شاء الله ما فيش حاجة يا ست "حكمت"!!
بلهفة شديدة قالت:-
_يارب يا بنتي يارب...
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية صغيرة على الحب بقلم سلمى عيسوى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا