مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الحادى عشر من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الحادى عشر
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الحادى عشر
لأول مرة منذ ثلاث سنوات تقريباً تستطيع النوم دون بكاء وعويل أو تفكير زائد بالماضي والحاضر و المستقبل، لقد كان لشادية تأثير السحر عليها ،فبمجرد أن استطاعت نطق اسمها الحقيقي عالياً بدت كأنها تجاوزت عقبةً كبيرة بالنسبة لها ، صحيح أنّه مازال هناك الكثير من العقبات لكنها الآن متفائلة أكثر بأنها ستتجاوزها .
استيقظت هذا الصباح وهي تشعر ببعض الاختلاف وربما القليل من السعادة التي افتقدتها طويلاً، انتظرت قدوم شادية على أحرّ من الجمر وما إن رآتها عبر النافذة تتقدم نحو منزلها حتى جرت لتفتح لها الباب، طالعها وجه شادية المبتسم ببساطة ، و بنظرات مترددة جعلت ابتسامتها السعيدة تتضائل حتى اختفت.
هتفت شادية بابتسامة مقتضبة: صباح الخير.
اجابتها بتردد: صباح الخير.
ظلت شادية تقف بالباب و تتطالعها بقليل من التردد، فأضافت أميرة بضعف مُنكسةً رأسها وهي تشعر بالخيبة: هل مللتي من سماع الحكاية؟؟؟
عقدت شادية حاجبيها باستغراب، سرعان مافهمت مقصدها فأردفت: طبعاً لا عزيزتي، ولكنني أودّ أن أدعوك إلى منزلي ،وخشيت أن ترفضي.
طالعتها أميرة باستغراب فأردفت شادية: لقد لاحظتُ أنك لم تخرجي من منزلكِ منذ قدومك إلى هنا، وأعتقد أن تغيير المكان سيساعدك أكثر على الحديث بأريحية.
بدى عليها التردد ثم أضافت شادية: ولا تقلقي، لقد أعطيت راشيل إجازة لهذا اليوم بمجرد أن تنهي عملها، فلن يبقى في منزلي سوانا.
فكرت أميرة للحظات ربما شادية على حق، تغيير المكان سيكون فكرةً جميلة، أماءت لها بالإيجاب فابتسمت شادية بسعادة، غابت أميرة داخل المنزل لدقائق لتحضر الرواية وسترةً جلدية فاخرة، ثم أغلقت منزلها بالمفتاح واتجهت مع شادية إلى منزل الأخيرة.
................................... .............................
لم يَزرِ النوم جفنيه طوال الليلة الماضية، حاول عدة مرات لكنه فشل، لم تكد تشرق شمس هذا اليوم حتى ارتدى معطفه ،حمل مفاتيح سيارته ثم اتجه نحو منزل والده .
هلعت زينب وهي تنظر إلى الساعة عندما استفاقت على قرع الجرس، لم تتجاوز الساعة السادسة والنصف صباحا، هرولت لتفتح الباب ليطالعها وجه براء الشاحب، شهقت بخفة وهي تضع يدها على وجنته قائلة بخوف: مابك براء؟؟ عزيزي لمِ وجهك متعبٌ هكذا؟؟
طبع قبلة على ظهر كفها وهو يبتسم ابتسامة فاترة مردفاً: لا شئ أمي ،فقط أريد أن أُحدّث جواد.
علمت زينب أنه لم ينم بسبب ذكرياته، ابتسمت له بهدوء وهي تومأ برأسها مضيفةً: بالطبع عزيزي، تعال ادخل سأوقظه لك.
- ظهر جواد خلفها فجأة مُعقباً: لا داعي أمي، فأنا مستيقظ.
نظر إلى براء الذي ابتسم معتذرا: انا آسف جواد أن كنت قد أيقظتك.
ربت جواد على كتفه مردفاً: لا عليك براء ،فأنا مستيقظ على كل حال، تعال .
مشى براء متجهاً نحو غرفة جواد الذي نظر إلى والدته قائلاً : أمي ،هلّا أعددت لنا بعض القهوة رجاء.
أماءت له زينب بالإيجاب وتوجهت نحو المطبخ وهي تنظر بحزن إلى براء ،بينما أغلق جواد باب المنزل ثم اتجه إلى غرفته.
جلس براء على كرسي امام طاولة خشبية في غرفة جواد، كانت الطاولة قد امتلأت بالأوراق المتناثرة هنا وهناك، دلف جواد خلفه وهو يرمقه بتفحص، اتجه نحو سريره ليرتبه قليلاً قبل أن يسأل ذلك الجالس بوجوم: لم تستطع أن تنام،أليس كذلك؟؟؟
أشار برأسه نافيا، ثم أردف: لا ،كلّما أغمضت عينيّ أرى وجهها أمامي، لذا أتيتك مُبكراً.
ابتسم جواد وهو يجلس على السرير قائلا: لقد خمّنتُ ذلك أيضا، لذلك استفقتُ باكراً اليوم.
تناول هاتفه ليعبث به قليلاً، ودون أن يلحظ براء فتح برنامجا لتسجيل الحديث بينهما، ثم رمى الهاتف بلا مبالاة ،كتّف يديه امام صدره قائلا: حسناً،متى أردت تحدّث.
مرّت عدة لحظات حتى قدمت زينب وهي تحمل القهوة لتقدّمها إلى براء وجواد، ثم خرجت دون أن تضيف شيئا.
وضع براء كوبه على الطاولة أمامه، شبك يديه ببعضهما ثم أسند رأسه للخلف، أغمض عينيه بألم ثم بدأ حديثه.
Flash Back.
مرّت ساعةٌ كاملة وهما على ذات الحال، براء يبكي في حجر أبيه الذي شاركه البكاء، وقدْ تفجرت داخلهما ذكريات مريرة حاولا نسيانها كثيرا، ولكنّ للقدر رأي آخر.
رفع رأسه دون أن ينظر إلى والده، كأنه شعر بالخجل منه ،مسح دموعه بقوة ثم اعتدل في جلسته ليصبح ظهره مواجهاً لوالده المُقعد، قبل أن يأتيه سؤال أبيه بنبرة هادئة: مالذي ذكّركَ بها براء؟؟
أغمض عينيه بقوة وزفر بصوت مسموع، ثم أجابه ببرود مصطنع: لم أنسها أبدا أبي ، لم تغبْ تلك المرأة عن ذهني أبداً.
ثم فتح عيناه ليستدير برأسه نحو والده مضيفاً: لقدْ قابلتها.
ظهرت المفاجأة واضحة على وجه أبيه، ازدرد ريقه بارتباك وهو يسأله: كيف؟؟؟ أين ومتى؟؟
اخذ براء نفساً عميقا زفره دفعةً واحدة مجيباً: إنني أُحقق في جريمة قتل، وهي متهمةً بمقتل رَبِّ عملها أبي.
توتر والده الذي ازدرد ريقه ليسأله بتقطع: و،،وماذا عن، ،؟؟
ابتسم بتهكم وهو يقاطعه قائلا بألم واضح في نبرة صوته: أتقصد ياسمين؟؟؟
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يتمتم: إنها معها، وقد قابلتها هي الأخرى.
اشاح وجهه عنه متابعاً: تخيّل أنني لم أعرفها، بل لم أتعرف إلى كليهما معا،.
أغمض عينيه مجدداً و هو يضغط عليهما بقوة، شعر بيد والده التي وضعها على كتفه، ليخبره قائلاً: دعِ القضية بني.
استدار نحوه من جديد ،ليقطب حاجبيه باستنكار قائلاً: ادعُ القضية؟؟ لماذا؟؟
- أجابه والده وهو ينظر إلى عينيه مباشرة: لمصلحتكِ عزيزي.
اشاح بوجهه بعيداً عنه بينما تابع أباه حديثه: براء عزيزي، لا أريدك أن تنتكس مجدداً ولا أريد أن أفقدك انت أيضاً.
قاطعه براء وهو يقف ساخراً: كما فقدتَ والدتي قبلاً؟؟ أليس كذلك؟؟
بقي محمد عادل ينظر إليه بعتاب، بينما أضاف براء وهو يعتدل في وقفته مضيفاً بعزم: لا أبي، لن أعتذر عن القضية ولن أتركها، بل على العكس سأثأرُ لك ولي ولأمي، لن اتراجع ولن أتهاون.
اكتسبت نبرته قسوة وهو يتابع قائلاً: لكن أولاً يجب أن أعرف لماذا ومن خلفها.
ثمّ استدار خارجاً من المنزل كاملاً، غير آبهاً بنداءات والده المُتوسلة من خلفه، استقلّ سيارته متجها نحو المعمل الجنائي.
دلفت زينب إلى غرفة زوجها بعد مغادرة براء، لم تسأله بل اكتفت بالنظر إليه بإشفاق، فتحدّث زوجها بنبرة متحشرجة: لقد عاد إلى نقطة الصفر ،سأفقده مجدداً.
اقتربت زينب حتى ضمت زوجها إلى صدرها، وهي تغمض عيناها تقاوم تلك الدموع التي تهدد بالهطول وهي على يقين مما قاله.
........................................................................
دلف براء إلى غرفة مكتبه المخصصة، رفع هاتفه ليطلب عادل وسلاف ،مرّت عدّة لحظات حتى دخلا كلاهما ،رمقه عادل بنظرات مستغربة فسأله: مالذي حصل في المستشفى براء؟؟
نظر إليه براء ولم يجب، فأردف عادل: لقد أخبرني الطبيب أنك تسببت لها بذبحة صدرية أخرى كادت تودي بحياتها، لماذا؟؟
لم يجبه، بل تجاهل ماقاله تماماً عندما سأله ببرود: أين تسجيل الكاميرات؟؟ أريد أن أراه؟
رفع عادل حاجبيه بدهشة، تبادل مع سلاف النظرات المترددة فأعاد براء سؤاله بانفعال طفيف : أخبرتك أنني أريد رؤية التسجيلات، هلّا أحضرتها من فضلك؟؟
اماء له بالإيجاب وتحرك من فوره، عندما لاحظ أن صديقه يكتم غضبه حاليا ولا يعلم السبب.
توجه براء بالسؤال التالي إلى سلاف: سلاف ، أريدك أن تبحثي عن اسم عليا حدّاد في السجلات الرسمية، أريد أن أعرف كلّ شئ عنها مهما كان صغيراً.
أشارت سلاف بالموافقة وتحركت هي الأخرى، تاركةً براء يقف أمام النافذة الزجاجية وهو يحاول السيطرة على غضبه، يعلم إن فقد سيطرته سيذهب إليها ويقتلها دون تردد.
طرقات خفيفه على الباب أخرجته من تفكيره القاتل، استدار ليجد عادل قد حضر، وأحضر معه شاباً في العشرين من عمره يحمل في يده حاسوباً محمولاً، أشار عادل للشاب بأن يجلس ففعل،أشعل الحاسوب بينما تقدم براء نحوه حتى وقف خلفه وهو يطالع الشاشة أمامه بتركيز شديد.
راجع التسجيلات منذ صباح يوم الجريمة ،لم يجد أي شئ مريب، التسجيلات كلها عادية وأغلبها تصور الخدم وأعمالهم الروتينية، تسجيلات قليلة لعمار وأميرة.
تجمد عندما رأى صورها ، شعر بالحنين إليها ولتوّه أدرك لما لازمه الشعور بالغرابه مذ رآهما أول مرة، كان يعتقد أنه يعرفهما ولم يكذب حدسه.
اعتدل في جلسته ثم واجهه عادل قائلا: لا شئ مريب البتة، المدخل الرئيسي أُغلق بعد مُغادرة عليا وآمال ، تبعتهما أميرة وصديقاتها، ولم يُفتح حتى عودة أميرة في الساعه الثانية صباحاً!!.
لم يُجبه براء ،بل دقق النظر في التسجيلات أمامه متحدثاً: لا ، هناك أمر غريب .
لم يفهم عادل فأضاف: انظر جيداً، الكاميرات تُسجل المدخل الرئيسي والحديقة، والبهوّ ايضاً،لكنها لاتُسجل الممر بين المطبخ وغرفة عمار ولا غرفة مكتبه.
رفع عادل حاجبيه بعدم فهم ، رفع كتفيه مجيبا: لا داعي لهذا، فلا يوجد مدخل آخر إلى القصر إلا البوابة الرئيسية، والأسوار كما ترى عالية جداً،، إضافةً إلى عدد رجال الأمن الهائل حول القصر.
رفع رأسه متفاجئا كمن تذكر أمرا هامّاً، قطّب جبينه وهو ينظر إلى عادل الذي طالعه باستغراب فسأله : مابكَ براء؟؟
- رمقه براء بنظرات غير مفهومة، اعتدل في وقفته ثم سأله بجدية: أخبرني عادل، كم عدد الرجال الذين استجوبتهم ليلة الجريمة؟؟
- رفع عادل كتفيه بلا مبالاة قائلا: أعتقد كان عددهم ثماني عشر رجلاً تقريبا، لمَ تسأل؟؟
- سأل مجددا: وهل كان من بينهم رجلٌ طويلٌ ضخمُ الجُثة وذو رأس أصلع؟؟
وقف عادل لثوان يتذكر، ثم حرك رأسه بالإنكار قائلاً: لا ،لم يكن بينهم رجلٌ بهذه المواصفات.
لم يحتَج لأكثر من هذا ليتيقن أن مرافق عمار الشخصي مفقود، ضيّق عينيه بتفكير لثانية قبل أن يضيف: اتبعني عادل،سنذهب إلى قصر عمار.
لم ينتظر اكثر من هذا، بل سارع ليستقلّ سيارته، رغم بعض الخوف الذي اجتاحه بمجرد أن تذكر كيف سيراها من جديد؟؟
.........................................................................
كانت أميرة في غرفتها تحاوطها صديقاتها اللاتي حاولن إخراجها من حالة الكآبة التي هي فيها، بينما دخل يوسف في هذه الأثناء وهو يبتسم بخبث، بعد أن أجرى اتصالاً هاتفياً بأحد المسؤولين رفيعي المستوى ليطلب إليه تنحيةَ براء عن القضية بحجةِ أنه كاد يودي بحياة مواطنة لبنانية لمجرّد شكّه فيها.
وقف بجوار الباب بعد أن استأذن من صديقاتها ليحدّثها، مرت أنجيلا بجواره وهي ترمقه بنظرات هائمة، فهي تعشقه منذ زمن طويل،لكنه لم يُعرها اهتمامه يوماً.
أغلق الباب ثمّ استدار نحو أميرة يسألها: كيف حالك الآن أميرة؟؟
نظرت إليه بفتور لتجيبه بملل: حالي كما هو جو، أنا متعبة للغاية.
اقترب منها أكثر وهو يرمقها بتفحص جليٍّ ، جلس بجوارها ثمّ مدّ يده ليعبث بشعرها قائلاً بتسلية: مارأيك لو نخرج إلى مكان ما؟؟
طالعته بدهشة وهي تُبعد رأسها عنه لتقول: أخرج؟؟ هل تراني في حالة تسمح لي بالخروج؟؟؟
هزّ كتفيه بلا مبالاة قائلا: ومالذي يمنع خروجك؟؟ لا يجب أن تبقي مسجونةً بين جدران القصر، يجب أن تخرجي لتنسي.
رفعت حاجبيها بدهشة بائنة وهي تتمتم: لمْ يمرّ على وفاة والدي سوى يومان جو، كيف لي أن أنسى؟؟؟
ومن ثمّ هناك مرض عليا وذلك الضابط ذو الدم الثقيل الذي يحتجزها في المشفى ولايسمح لأحد برؤيتها؟؟؟
ابتسم بخفه وهو يقول بنبرة ذات مغزى: لاتقلقي،ماهي إلا أيام قلائل وتعود عليا إلينا.
لم تفهم مقصده، وقبل أن تسأله سحبها من يدها ليجبرها على الوقوف متجهاً نحو غرفة الملابس قائلاً: هيّا أيتها الكسولة، بدّلي ثيابك لنذهب ونستنشق هواءً نقياً بعيداً عن القصر.
لم يدع لها أية فرصة للرفض فلم يتوقف حتى أوقفها أمام المرأة، فتح الخزانة المجاورة وهو يزمّ فمه بتفكير، امتدت يده لتمسك بفستان رمادي اللون طويل بعض الشئ وذو أكمام تصل إلى ما قبل المرفقين، ناولها إياه وهو يتمتم آمراً: لديكِ خمس دقائق لتلبسيه،وإلا دخلتُ أنا وألبستكِ إياه.
رفعت حاجبيها بدهشة من حديثه، فأشاحت بوجهها بعيدا بخجل، ابتسم هو لنقائها ولمس خصلة من شعرها الكستنائي برقة لا تليق به، ثم خرج من غرفتها، نزل عدة درجات ثم أخرج هاتفه ليبعث رسالة إلى أحد رجاله، ليأمره بتنفيذ ماطلب منه فور مغادرته القصر مع أميرة.
في هذه الأثناء دلف براء إلى القصر برفقة عادل، سأل أحد رجال الأمن عن مرافق عمار الشخصي ليخبره بأن سيمون لم يحضر إلى القصر منذ الليلة التي سبقت الجريمة، والغريب أنّ لا أحد يعلم له مكاناً ولا عنواناً.
دلف إلى داخل القصر متجهاً نحو المطبخ،وقف على مدخله مُلاحظاً وجود ممرّ يتجه من المطبخ مباشرةً إلى غرفة عمار دون المرور في البهوّ الكبير، مشى داخل المطبخ حتى خرج إلى الحديقة، كان يطالع المكان حوله بتفحّصٍ شديد، لا شئ يثير الاهتمام في الحديقة ،زهور الليلك منتشرة في كلّ مكان تقريبا، السور عالٍ يصعب تسلقه من الخارج، أشجار كثيفة اصطفت لتحاوط الحديقة، استدار ليعود أدراجه قبل أن يلحظ شيئاً ما بطرف عينه، تقدّم نحو إحدى الأشجار بحذر حتى وصل خلفها ا،لفت انتباهه وجود كومة من الأغصان اليابسة والحشائش في هذا المكان، أزاحها بيده وياللمفاجأة!!! بابٌ حديدي صغير ،قد احتلّ الصدأ معظم أجزائه وقد اختفى خلف هذه الشجرة والأغصان اليابسة، ابتسم بمكرٍّ وقد وجد مدخل المجرم إلى القصر، فقد دخل من الباب ثمّ إلى المطبخ،ومنه إلى غرفة عمار فوراً دون أن تلتقطه كاميرات المراقبة أو رجال الأمن المنتشرين حول القصر.
تجمد الدم في عروقه ، توقف قلبه عن النبض لثانية وهو يسمع صوتها الأنثوي يصدح من خلفه متسائلةً عمّا يفعله، التفت نحوها ببطء فإذا هي بطلّةٍ تخطِفُ الأنفاس بفستانها الرّمادي الذي تلائم مع لون بشرتها وشعرها الطويل لتبدو كأنها أميرةٌ حقيقية هربت من كتب الحكايات، طالعها بنظرات مختلفه هذه المرة، دمجت مابين الاشتياق والألم، غافلاً عن عينين تنطقان شرراً من مجرد تحديقه بها بهذه الطريقة.
تبعها يوسف حتى وقف خلفها ،ثمّ حاوط خصرها بيده رغم انزعاجها، رمق براء بنظرات متفحصه مبتسماً بخبث،كأنه يوجه رسالةً ضمنيةً إلى براء بأنها ملكه وتخصّه هو وحده.
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا