مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الثامن من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثامن
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثامن
ساد الصمت للحظات قبل أن يقطعه قهقهة براء الساخرة ، اختفت ابتسامته فجأة وهو يتمتم موجهاً حديثه إلى سلاف: مالذي قلته للتو؟؟ هل شربتما شيئا اليوم؟؟
نظر كلا من عادل وسلاف لبعضهما باستغراب بينما تابع و هو يكزّ على اسنانه: أتخبرونني أن والدة أميرة قامت من قبرها حيث دُفنت منذ ثلاث وعشرون عاما لتقتل زوجها ثم تعود لقبرها مرة أخرى ؟؟
- تحدثت سلاف محاولة إيصال فكرتها إليه وهي تمد يدها ناحيته بورقة ما:سيدي هذه نتيجة التحاليل واضحة ولا تقبل النقاش.
استلّ الورقة من يدها ليقرأ ما دوّن فيها ،عقد حاجبيه وهو لا يصدق ماقرأ، كيف يكون القاتل والدة أميرة المُتوفية؟؟
في هذه اللحظة دخل جميل وهو يدندن بأغنية ما،ويحمل في يده حاسوباً محمولاً، لاحظ الجمود المسيطر على براء ورفيقيه ، وقبل أن يسأل نفخ براء بضيق ثم تحدّث موجها كلامه إلى عادل وسلاف: لا اعلم، ولكن هناك امرٌ غريب في هذه الورقة، إذا كان عمار والدها الحقيقي فإذاً هي ليست مُتبناة، ولكن كيف تكون والدتها هي القاتلة وقد توفيت منذ زمنٍ طويل؟؟
سكت لثانية فبدى كمن يفكر قبل أن يضيف: ربما يكون القاتل الحقيقي هو من وضعها لتضليلنا؟؟؟
نطق جميل أخيرا بجملة تهكمية و هو يعبث بحاسوبه بصوت مسموع : أمنيتي أن يكون المجرم أمامي الآن ،لأرى وجهه وأنا أخبره أنه ارتكب جريمة بلا داعٍ.
سكت وهو يبتسم بسخرية ويحرك رأسه للجانبين، لكنه شعر بمن يراقبه فرفع رأسه ببطء ليجد كلاً من براء وعادل وسلاف ينظرون إليه باستغراب، خبت ابتسامته بينما نطق براء بما يشبه السخرية: هل لدى حضرتك أية معلومات قد تفيدنا دكتور جميل؟؟؟
تنحنح جميل بخشونة ثمّ تحدث: آسف سيدي.
ثم أخذ نفسا قصيرا وهو يقول: الحقيقة سيدي نعم، هناك ما أودّ مشاركتكم به.
عبث بجهازه قليلا قبل أن يضعه على الطاولة لتظهر عدّة صور لخلايا الدم في الجسم، ثم بدأ حديثه بجدية: سيدي ، لقد شككتُ في امرٍ ما منذ بدأتُ بتشريح الجثة في الأمس، لقد كان الطُحال متضخماً بشكل غير طبيعي، وهذا ما جعلني أُرسل عينةً منه ومن الدم للتحليل فوجدتُ أن الضحية مُصابٌ بمرض سرطان الدم الليمفاوي المُزمن، أو مايُعرفُ باللوكيميا.
بدى الجميع متفاجأً من حديث جميل، عقد براء حاجبيه سائلاً: كم كانت المدة المتبقية له للحياة قبل أن يُقتل،؟
ابتسم جميل بانتصار مُردفاً: وهنا المفاجأة الكبرى سيدي، الضحية لم يكن قد تبقّى له سوى عدة أسابيع ، أقصد ليس أكثر من ستة أسابيع.
وقف بشموخ وهو يكتف يديه أمام صدره بتفكير فقال بصوت خفيض: إذاً القاتل لم يكن على معرفة بمرض عمار!!
- أضاف جميل قائلاً: لا اعتقد هذا سيدي، يبدو أن القاتل من خارج القصر.
ضيق عينيه وقد زمّ فمه بتفكير ثم سمع عادل يتحدث: المريب في الأمر أنه لاآثر لكسرٍ أو خلع في القصر، وأيضا الحرس والخدم لم يسمعوا شيئا غريباً، إذاً كيف دخل القاتل إلى غرفة عمار ليقتله ويخرج قبل أن يكتشف أمره أحد؟؟
اردفت سلاف: إذا من المعقول أن يكون القاتل من داخل القصر؟؟.
اتسعت عيناه بصدمة وقد تذكر أمراً ما،نظر إلى سلاف يسألها: هل هذا هو لون الشعرة االأصلي؟؟
أجابت الأخيرة باحترام ؛ لاسيدي، إنها مُلوّنة بصبغةٍ شقراء.
ضيّق عينيه بتفكير ثم التفت نحو جميل ليسأله: أيها الطبيب، لنفرض أنني ابتلعتُ أدوية مهدأه أو منومه منذ ست وثلاثين ساعة تقريباً، فعل سيظهر ذلك في تحاليل الدم؟؟؟
رغم استغراب جميل من السؤال إلا أنه أجاب بعملية: حسب نوعية الحبوب التي تناولتها، لكن بالمجمل قد يظهر ذلك في تحاليل الدم والبول أيضاً.
- انفرجت أسارير براء قليلا وهو يهتف به: إذاً هيئ نفسك لتذهب معي.
ثم التفت إلى عادل متحدثاً : وانت عادل اجلب سلاف واتبعني.
ودون انتظار اي سؤالٍ منهم تحرك هو متجهاً نحو سيارته، وفي داخل رأسه ترنّ عبارات والدته (علاقتهما اكثر من علاقة فتاة ومربيتها)
( ارتجافة خفيفة في يديها، اهتزاز حدقة عينها، علامات انسحاب المهدئات من الجسد)
ابتسم بشرٍّ وهو يتوعد داخله ،لوكان ما يفكر فيه صحيحاً.
..............................................................
وقف يوسف في منتصف الدرج يضع إحدى يديه على خصره، والأخرى يعبث بهاتفه وبعد أن أرسل رسالةً ما إلى أحدهم نزل الدرجات المتبقية حتى أصبح في الصالة ،جلس على إحدى الآرائك ينتظر حتى نزلت عليا تبحث عنه بعينيها، وما إن جلست أمامه حتى هتف بضيق: لقد حاولت الدخول إلى غرفة عمار، لكن الحارس الذي يقف أمامها منعني.
أجابت عليا بتعب واضح في نبرتها: لا عليك بني، سندخل عندما تسنح لنا الفرصة لمَ العجلة؟؟
استدار نحوها بجسده ليقول وهو يكزّ على أسنانه بغيظ: يجب أن نصل إلى تلك الحقيبة بأسرع وقت ممكن، لأن البقية هناك لن ينتظروني طويلاً.
تنهدت عليا وهي تعيد ظهرها للخلف وهي تقول: حسناً إذاً، سننتظر حتى المساء ونفعل معه مافعلنا مع آمال،لا تقلق عزيزي قريباً ستحصل على الحقيبة وما في داخلها.
نفخ بضيق وهو يعبث بشعره، أدار رأسه في أنحاء الصالة ليقول: و كيف حال أميرة الآن؟؟ إنني لاأراها كثيراً هنا؟؟
ابتسمت لمجرد ذكر اسمها فقالت: إنها نائمة في غرفتها، لقد قضت الليلة الماضية وهي تبكي على والدها.
ابتسم يوسف بدوره بسخرية متحدّثاً: لو تعلم حقيقة والدها لما ذرفت دمعة واحدة.
ثم استقام من مكانه، فسألته عليا باستغراب: إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت المبكر؟؟
أجابها وهو يلبس سترته الجلدية: يجب أن أرى سيمون في المنزل الذي استأجرته لعلّه يعرف مكان الحقيبة، لقد أمرت رجالي بأن يعذبوه حتى يعترف.
تركها مكانها ثم اتجه إلى الخارج، اراحت رأسها على الكرسي خلفها لتغمض عينيها وهي تفرك صدرها بألم، مالبثت بضع دقائق حتى سمعت صوت الجرس ، ثم سمعت بعدها صوت براء يأمر الخادمة بأن تنادي آمال.
بلعت ريقها بارتباك وهي تراه يتقدّم ناحيتها وعلى وجهه ابتسامة خطيرة، وقف قبالتها وهو يرمقها بنظرات لا تُبشرُ بالخير مطلقاً، تقدمت نحوه آمال وعلى وجهها علامات الاستغراب لاستدعائها.
نظر إلى آمال متحدّثاً و هو يشير إلى جميل خلفه: سيدة آمال، أرجو منكِ أن تذهبي ناحية السيد جميل هناك، وافعلي كلَّ مايأمركِ به.
حركت آمال رأسها موافقة ثم تحركت نحو جميل ليبتعدا قليلاً عن مسمع ومرآى براء.
التفت مجددا نحو عليا وهو يرمقها بنظرات متفحصه، جلس وهو يزمّ فمه بتفكير بينما هي تنظر إليه بتوترٍ شديد ، حتى قطع هو هذا الصمت المريب قائلاً: إذاً سيدة عليا، أخبريني قليلاً عن والدة أميرة؟؟
ازدردت ريقها بوجل وهي تتمتم بصوت خفيض: أتقصد السيدة ليلى ماهر؟
ابتسم بسخرية وهو يهزّ رأسه بالإيجاب ، فتابعت حديثها بارتجاف وتقطع: ل لقد توفيت السيدة ليلى أثناء ولادة أميرة طبيعيا .
ضيق عينيه وهو يتأمل وجهها جيدا: لماذا ماتت؟؟ اقصد ماالسبب؟؟
بلعت ريقها مجددا وهي تضيف: ل لقد أصابتها حُمّى النفاس بعد أيام قليلة من ولادتها.
ابتسم بخبث وقد لمس أول خطأ منها ، فعاد يسألها بمكر: هل تعرفينها جيدا.؟؟
- أجابت بارتباك وهي تفكر في أسباب تلك الأسئلة: نعم ،أعرفها جيداً.
- سكت قليلاً قبل أن يسألها بغتةً: هل تشبه ابنتها كثيراً؟؟
حاولت أن تُهدّأ نفسها وهي تجيبه: نعم، إنها تشبهها كثيرا.
استحضر في ذهنه صورة وجه أميرة ولون عينيها، وبمقارنةٍ بسيطة اكتشف كمّ التشابه بين الوجهين، أعاد ظهره للخلف وصمت حتى سمع صوت سلاف خلفه فصاح بها بهدوء مريب: سلاف، تعالي لتأخذي عينةً من السيدة عليا.
زاغت نظراتها بين وجهه وبين سلاف التي تتقدم نحوها بثبات، فهتفت بربكةٍ خفيفة: ل لماذا تريدون عينة مني؟؟ ألم تقل أن العينة ستؤخذ ممن تواجد في القصر ساعة الجريمة فقط؟؟
نظر في عُمق عينيها الخضراوين وهو يهتف متجاهلاً سؤالها اصلاً: أخبريني سيدة عليا، هل هذا هو لون عينيكِ وشعركِ الحقيقي؟؟؟
هدأت حركتها فورا وهي تنظر له بارتعاب، ضيّق عينيه أكثر وهو يخبرها: لقد وجدنا شعرةً ما لونها مُطابقٌ للون شعركِ.
سارعت بالإجابة على سؤاله دون تفكير: لا ،هذا ليس لون شعري الأصلي.
لم تُدرك بغبائها أنها أعطته الإجابة على أغلب أسئلته، فاقترب منها بجسده قليلاً وهو يهتف بهمسٍ أقرب إلى صوت الفحيح: إذاً كما ظننتُ فعلاً، أنتي والدة أميرة الحقيقية، أليس كذلك؟؟
تجمدت حدقتيها وهي تنظر في عينيه المُظلمتين، تسارعت أنفاسها باضطراب كبير وإحساس بالبرودة الشديدة زحف إلى جسدها ،شعرت بتسارع دقات قلبها وهذا النغز الذي تعرفه جيدا ً بدأ بضرب صدرها بسرعه ودونما رحمة، ارتجف رمشيها عدة مرات قبل أن تتثاقل عينيها وتسقطُ مُغشيةً عليها، وآخر مارأته كان عينيّ براء تنظر إليها بانتصار، وآخر كلمة نطقتها قبل أن تسحبها دوامة لا متناهية من السّواد كانت ( أميرة)
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا