مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة للكاتبة الجديدة ميمى عوالى ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل الرابع من رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى .
رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل الرابع
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل الرابع
بعد مرور ثلاثة أيام يقف الجميع أمام بوابة المنزل يودعون عبد الله بعد إجازته القصيرة معهم ويتجه معه رءووف وحليمة التى أصرت على مرافقتهم لتوصيله إلى المطار
كريمة ببكاء : مالحقتش اشبع منك ياعبدالله، مش كنت تفضل معانا كام يوم كمان يابنى
عبدالله : وبعدين بقى ياكوكو، لازم تاخدوا على كده، ممكن تلاقونى جيت قضيت معاكم كام ساعة ومشيت، اصبرى بس لحد الدنيا ماتتظبط معايا وهتزهقى منى
كريمة : عمرى يابنى ماازهق منك ابدا ده انت قلبى من جوه
نور الدين : خلاص ياكريمة، سيبيه عشان ماتأخريهوش، ثم وهو يوجه كلامه لعبدالله : تروح وترجع بالسلامة ياحبيبى، و طمننا عليك اول باول
عبدالله وهو يقبل يده : حاضر يابابا ادعيلى
ثم يقبل علياء ويحتضنها ويبادل صالح الاحضان مداعبا اياه وهو يقول : خليك انت كده لازق للمزة، خليك فاكرها
ليضحك صالح قائلا : اعمل ايه واختك معاد ولادتها بدأ من امبارح ولو عملتها وانا بعيد.. عمى وماما هيحتاسوا بيها
عبدالله : ربنا يقومهالك بالسلامة ياعم
ثم يعود لاحتضان والدته وتقبيلها مرة أخرى ويتجه إلى السيارة حيث رءووف وحليمة بانتظاره وما ان أغلق الباب حتى انطلق رءووف فى طريقهم
حليمة : انا قلقانة مش عارفة ليه
رءووف : ايه اللى قالقك بالظبط
حليمة : مش عارفة، حاسة انى مش متطمنة، انا عاوزة اكلم حنين ياعبدالله
عبدالله وهو يخرج الهاتف من جيب بنطاله : انتى هتقلقينى ليه، خدى كلميها ياستى واتطمنى وطمنينا
لتحدث حليمة شقيقته وأخذت توصيها بنفسها ثم اخذت تذكر لها بعض ذكرياتهما وهما مازالتا طفلتان وكيف كانتا تخبئان مدخراتهما باماكن سرية لم يكن يعلم عنها احد غيرهما ثم اخذت توصيها بنفسها مرة بعد مرة، ثم أعادت الهاتف لعبدالله وهى واجمة
عبدالله : مالك يابنتى، فيكى ايه، مانتى كنتى كويسة امبارح
حليمة بجمود: مش عارفة ياعبدالله، بس انا مش محتاجة أوصيك على حنين، حنين مالهاش حد فى الدنيا غيرى، اوعى تسيبها لوحدها
وفجأة قطع حديثهم صوت طلقات نارية تتجه إليهم من كل اتجاه لتدور السيارة حول نفسها عدة مرات قبل انقلابها مع اختفاء المهاجمين تماما
………………………
فى المستشفى
تجرى كريمة مهرولة وهى تحاول اللحاق بخطوات صالح وزوجها وبالخلف علياء تحاول الاستناد بيدها على الجدران وهى لا تستوعب بعد ماحدث، فقد جاءتهم مكالمة تليفونية تخبرهم بأن حادث ما وقع لهم بالطريق وان حالة الجميع خطيرة
وما ان وصلوا إلى غرفة العمليات، لم يستطع احد منهم معرفة مجريات الأمور، حتى خرجت إليهم إحدى الممرضات
كريمة بلهفة : طمنينا يابنتى الله يسترك
الممرضة : شدوا حيلكم ياجماعة، الحادثة شديدة
صالح : ايوة، يعنى حالتهم ايه بالظبط
الممرضة : الحقيقة البنت ماتت الطلقة جت فى رأسها، والاتنين التانيين الدكاترة بيحاولوا معاهم بكل مجهودهم،، لكن فى واحد حالته خطيرة اوى، واخد طلقة قريبة اوى من القلب، دعواتكم
لتتهاوى كريمة على مقعدها وهى تبتهل إلى الله وسط نحيبها، وفجأة علا صراخ علياء التى فاجأها المخاض لينقلوها على الفور هى الأخرى لغرفة الولادة
وكأن المصائب تأتى تاترى فهاهى الطبيبة تخبرهم بأن الولادة متعثرة وستضطر إلى إجراء جراحة قيصرية لنجدة الام والجنين معا
ان شاء الله خير ياكريمة، كان هذا صوت نور الدين وهو يحاول طمئنة شريكة حياته، برغم دقات قلبه التى تنبئه انه ليس خير بالمرة، فهذه الأحداث الجسام لم يمروا بمثلها قبلا
صالح وهو يكاد يصل لحد الجنون : مين بس اللى ممكن يعمل كده، وليه… احنا اكيد لينا أعداء فى السوق، بس ماتوصلش ابدا للقتل، ليه… ليه
كريمة ببكاء شديد : والمسكينة اللى جت من آخر الدنيا لقضاها، ياعينى عليها وعلى شبابها، والله حبيتها زى علياء بالظبط، كانت جميلة ياحبيبتى وروحها حلوة، ااه يابنتى، ياترى اختك هتعمل ايه لما تعرف
لتنفتح غرفة العمليات ويخرج بعض الممرضين ومعهم السرير النقال يرقد عليه رءووف وهو مضمد الصدر والرأس ويتجهوا به إلى غرفة الرعاية الفائقة مانعين الجميع عن الدخول اليه، لينتبهوا وللمرة الأولى لرجل يعرف نفسه إليهم بأنه وكيل للنيابة العامة
وكيل النيابة وهو يحيى نور الدين: انا هشام محمود وكيل النيابة العامة
نور الدين : اهلا وسهلا
وكيل النيابة : كنت عاوز أسألك لو بتتهم حد معين او لو ليكم اعداء
نور الدين : احنا مالناش أعداء، طول عمرنا مالناش اعداء
وكيل النيابة : ايوة بس ناس ليها حجم شغلكم وتجارتكم اكيد ليهم أعداء فى السوق على الاقل
صالح بغضب : بس ماتوصلش للقتل ابدا، احنا عمرنا ما اذينا حد
وكيل النيابة ينظر بتمعن لصالح : مين حضرتك
نور الدين : ده صالح ابن اخويا وشريكنا وجوز بنتى فى نفس الوقت
وكيل النيابة : تشرفنا ، ثم ينظر لنور الدين وهو يشير إلى أحد رجال الأمن… احنا هنحط حراسة على الأوضة لغاية مانتطمن على عبدالله كمان و……..
ليقطع حديثهم صراخ كريمة وانهيارها التام وسقوطها أرضا وهى بين صراخ وعويل وعند وصولهم اليها يتفاجئوا بالطبيب وهو يواسيهم لوفاة عبدالله، ليسقط نور الدين جالسا أرضا بجوار زوجته وهو يحتضنها والدموع تغسل وجهه بينما أسند صالح ظهره إلى الحائط وهو يبكى ابن عمه كبكاء الأطفال ليجد من تربت على كتفه بمواساه وعند التفاته يجد إحدى الممرضات تحمل طفلا وليدا بين يديها وتعطيه اياه قائلة مبروك ماجالك، ربنا يجعله لكم عوض عن اللى راح
ليأخذ ابنه من بين يديها ليقبله ويبتسم من بين دموعه وهو يردد : عبدالله
…………………………
بعد ثلاثة ايام
يجلس الجميع بغرفة علياء بالمستشفى يظللهم الحزن مع صوت بكاء عبدالله الصغير، كان صالح يحاول إطعام زوجته الا انها دائمة الاعتراض والبكاء
علياء ببكاء : مش قادرة ياصالح، مش عاوزة
صالح : ياحبيبتى كده غلط عليكى وعلى الولد، ليه تأذى روحك وتأذيه معاكى
كريمة وهى تربت على كتف علياء : كلى واشربى اللبن ياعلياء، عشان خاطر عبدالله، ثم وهى تحاول كبت بكائها : ده ربنا عوضنا بيه عن اخوكى وطبطب على قلبى بيه
علياء ببكاء: مش قادرة ياماما، مش قادرة
نور الدين : خلاص ياكريمة، خلاص ياصالح، سيبوها شوية، وحد فيكم يأكل عبدالله أو شوفوا حد من التمريض يتصرف
لينهض صالح حاملا عبدالله الصغير وهو يتجه للخارج
نور الدين : استنى اما اجى معاك اتطمن على رءووف، لعل وعسى يكون فى جديد
…………………….
أمام غرفة رءووف بالرعاية الفائقة كان يجلس رجل الحراسة بمكانه المعتاد ولكن نور الدين تفاجئ بوجود سارة تقف أمام الغرفة وهى تستند بيدها ورأسها على الزجاج باكية منتحبة
نور الدين ببعض الهدوء : انا مش منبه عليكى ماتعتبيش باب البيت من غير اذنى
لتلتفت سارة لعمها وتقول من بين دموعها : ازاى ياعمى…. ازاى كل ده يحصل وماحدش يفكر انه حتى يبلغنى، مهما كانت غلطتى…. دول ولاد عمى، اللى اتربيت طول عمرى وسطهم، فجأة كده يضيعوا الاتنين ….. ازاى ياعمى ازاى، لتنخرط مرة أخرى فى البكاء
نور الدين بصبر وهدوء : ماحدش بيختار نصيبه ولا بيعرف أجله امتى، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، اللهم لا اعتراض
سارة ببكاء طفل ملهوف على ابويه : هو رءووف حالته ايه
نور الدين : فى غيبوبة، رغم ان الطلقة جتله فى كتفه لكن لما العربية اتقلبت انصاب فى دماغه وادينا مستنيين فرج ربنا علينا
لتمسك سارة بيد عمها مستجدية اياه ببكائها: سامحنى ياعمى، ارجوك تسامحنى، انا كنت غبية، والله ماكنت اقصد ابدا، كنت معمية، كنت لاغية عقلى، سامحنى ياعمى وخلى رءووف لما يقوم بالسلامة يسامحنى، انا ماليش غيركم ياعمى، لما رجعت بيت بابا الكام يوم اللى فاتوا اكتشفت انى من غيركم ولا حاجة
لتنخرط مرة أخرى فى البكاء
نور الدين ببعض الحنان : خلاص ياسارة، كل شئ نصيب يابنتى، روحى شوفى عبدالله الصغير موجودين فى 507
لتومئ برأسها وهى تقبل يده و تتجه إليهم، بينما وقف نور الدين يراقب ابنه من وراء الزجاج وهو يذكر الله ويدعو له ان ينجيه ويعود إليهم من جديد وقبل ان يلتفت للعودة إليهم لمح اصبع ابنه السبابة يتحرك وعندما دقق النظر وجد ان رءووف يفتح عينيه ويغمضهما ببطء ليسرع إلى استدعاء الطبيب الذى هرع اليه واخذ يتابع وظائفه الحيوية وخرج اليه مطمئنا اياه بأن رءووف فى طريقه للعوده إلى الحياة وعندما طلب الدخول اليه اخبره الطبيب بأنه عاد للنوم مرة أخرى ولكنهم ينتظرون ان يفيق فى اى لحظة
وعاد نور الدين إلى غرفة ابنته يبشرهم بتحسن رءووف وانه فى طريقه للافاقة لتصر كريمة على الجلوس أمام غرفته فى انتظار عودته للحياه من جديد
وبعد مرور مايقارب الثلاث ساعات يسمعوا صوت الأجهزة يعلو فجأة ليجدوا الطبيب يهرع إلى داخل الغرفة وهو يتابع حالة رءووف وتفاجئوا به يتحدث معه بعض الكلمات ليربت الطبيب على كتفيه مهنئا اياه بسلامته، ويسمح لهم بالدخول اليه واحدا تلو الاخر لدقائق معدودة
………………..
فى صباح اليوم التالى ينتقل رءووف إلى غرفة اخرى بعيدا عن الرعاية الفائقة، لتمتلئ الغرفة بالزوار الذين وفدوا إليهم مابين معزيين ومهننئين بسلامته، وبعد أن هدأت الأمور إلى حد ما
رءووف بحزن : هنعمل الجنازة امتى يابابا
نور الدين : تصريح الدفن طلع يابنى، بس كنت مستنى اتطمن عليك
رءووف وهو ينظر لصالح : حد كلم مراة عبدالله
لتضرب كريمة على صدرها باكية : ومين اللى يقدر يابنى يوصللها خبر زى ده.. جوزها واختها مرة واحدة، ياضنايا يابنتى.. ازاى هتتحمل الخبر ده وهى بطولها فى الغربة
رءووف : صالح… عاوزك تحجزلها تذكرة وتبلغنى بمعادها عشان ابلغها وعاوز شنطتى اللى فى دولابى فى البيت، الشنطة الزيتى ياصالح، دى اللى فيها ارقامها واسمها بالكامل عشان الحجز
نور الدين بشفقة: هتقدر تبلغها يابنى
رءووف باسى: مافيش فى ايدنا حل تانى يابابا، حنين لازم تيجى تودع جوزها واختها
لينصرف صالح لتنفيذ ما طلبه رءووف، بينما التفت رءووف إلى علياء التى يبدو عليها الإرهاق الشديد ويقول : روحى ياعلياء….. انتى محتاجة راحة وهدوء… كده غلط عليكى وعلى عبدالله الصغير
لترتمى علياء باحضانه وسط دموعها قائلة : مش هقدر افضل فى البيت من غيركم
رءووف وهو يحتويها بين ذراعيه ويقبل راسها: خلاص متزعليش انا هطلب من الدكتور يكتبلى على خروج، ونمشى كلنا مع بعض
ليدق الباب ويدخل وكيل النيابة طالبا من الجميع الأنفراد برءووف
ليخرج الجميع تاركين رءووف يقص على وكيل النيابة الأحداث بالكامل وكان حريصا على عدم ذكر مايخص بحث حليمة حتى لا يعرض باقى عائلته للخطر، واخبر وكيل النيابة انه لا يوجد لديهم اى أعداء وانه يشك بانهم ليسوا المقصودين بالهجوم من الأساس ولكنه امر الله، لينصرف وكيل النيابة دون أن يصل لشئ قد يجعله يمسك باى طرف من أطراف القضية، بينما كان رءووف يفكر فى حنين ويخشى عليها من الاذى فهى مابقيت لهم من أخيه وقد وعد أخيه بحمايتها، فهل سيستطيع الوفاء بوعده ام انه سيكون للقدر شأن اخر ويفشل بحمايتها كما حليمة وعبدالله
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا