مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها رواية تزوجت طفلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع من رواية فرعون بقلم ريناد (رينووو) .
رواية فرعون بقلم ريناد - الفصل السابع
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية فرعون بقلم ريناد - الفصل السابع
محروس :ستك تعبت وعمك ومرت عمك وامك راحو معاها وانا شيعت عيال عمك ياخدو بالهم من الفلاحين فالغيط وانى جيت عشان آخد بالى منكم 😁
جواهر بصت لمحروس برعب وهو بيبص لليل كأنه ديب بيبص على لفريسته وهو ميت من الجوع
جواهر باصه لمحروس لكن بتتكلم مع ليل :
ليل رَوحى رَوحى انتى دلوكيت ...
ليل واقفه متحركتش ومستغربه من رعب جواهر من عمها محروس ومش عارفه ليه محروس بيبصلها كده
ليل :طيب طيب ياجواهر هروح اهو ..وراحت تلم فى كراساتها واقلامها لكنها اتفاجئت بأيد محروس بتمسك ايدها بقوه خلى كل اللى فأيدها وقع .
ليل :اوعى اكده سيب ايدى ..انتا ماسك يدى ليه ..
محروس :سيبى اللى فيدك ياليل ومتسمعيش كلام جواهر ..جواهر عاوزاكى تمشى عشان متاخديش من الحجات الحلوه اللى انا عجيبهالها كل يوم بعد مانتى تمشى ...شوفى اكده انا عجبلها ايه كل يوم وتاكله لوحدها الطماعه دى ...وابتدا بأيده التانيه يطلع من جيبه شيكولاتات وحلويات كتير ...
ليل بصت لجواهر اللى كانت دموعها نازله وبتهز دماغها برفض وبعدين بصت لمحروس ونتلت ايدها منه بعنف ..
ليل :مين قالك انى عاوزه حاجه من الحجات اللى جايبها وفرحان بيها دى
انى معاوزاش حاجه ومعخدش حاجه من حد واصل ...اوعى وافتح الباب ديه خلينى اطلع وارجع بيتنا
قرب محروس من ليل وهو بيبص لكل حته فجسمها وهو عاضض على شفته التحتانيه ...تروحى فين بس دانى مصدقت الاقى الفرصه دى اللى مستنيها بقالى كتير
ليل: فرصة ايه دى اللى انتا مستنيها وعتبصلى اكده ليه ..انتا عاوز منى ايه يامحروس
محروس :محروس اكده حاف ..من غير عمى ولا خالى ولا اى حاجه ..يلا اني مسامحك... وحكاية عاوز منيكى ايه دي.. يعنى جواهر مقالتلكيش عاوز ايه....؟ يعنى عاوزه تفهمينى انكم كل الشهور دي مع بعض ومحكتلكيش حاجه عن عمها محروس؟ له دنا أكده ازعل منك قوى ياجواهر عاد.
جواهر اتقدمت ووقفت قدام محروس واتكلمت بحزم : سيب ليل تمشى يامحروس واللى انتا عاوزه اني هعملهولك
محروس زق جواهر من قدامه : له انى معاوزش منك انتي حاجه.. اني اللي عاوزه هاخده مع ليل المرادي خليكي انتي على جمب
ليل :ايه هو اللي هتاخده من ليل ديه..
عمك عاوز مني ايه ياجواهر.. ؟خليه يوعي من طريقى عاوزه اروح
محروس هيهجم عليها لكن قبل مايخطي خطوه ناحيتها باب الاوضه اتفتح مره وحده ودخلت جنه ام ليل منه زي الإعصار.. ايه ديه؟ انتو كيف قاعدين ومحروس معاكم وقافلين الاوضه على حالكم.؟
جواهر اتنفست الصعداء اول ماشافت جنه وحطت ايدها على صدرها وغمضت عنيها
ليل :يلا بينا يمه اني كنت لسه بلم حاجتى عشان اروح اهو.. وابتدت تلم فحاجتها بسرعه
جنه ؛ وانتا يامحروس قاعد فالبيت ليه؟ مروحتش ليه مع امك التعبانه عشان تطمن عليها؟
محروس بلعثمه ؛ مانى ملقتش حد فالبيت وقلت مينفعش اسيب بِنِته لحالهم فالبيت ميصوحش
قلت اقعد معاهم لحدت مالجماعه ياجو
جنه اتنهدت بغضب : فيك بركه يامحروس.. بس يعني مش كان احسن تروح مع اخوك ومرته وتسيب جميله جار بتها؟
محروس :له معشان هما الاتنين يسندو امى جوا عند الدكتور ويغطوها وياخدو بالهم منها عشان متتكسفش مننا احنا الرجاله.. حكاوي حريم عاد ياخاله
جنه ديقت حواجبها بعدم اقتناع وردت عليه :اممم يلا ياليل همى شويه
ليل :ايوه يمه يلا اني خلصت اهو يلا بينا وبصت لجواهر ؛ سلام ياجواهر.
جنه اخدت بنتها ليل من ايدها ونزلت بيها وخرجت من بيت جواهر وهما ماشين فالطريق...
جنه :ليل مفيش مرواح لبيت جواهر تانى
ليل وقفت مره وحده وبصت لأمها باستغراب : ليه يمه؟
جنه :من غير ليه يانضرى... قلت مافيش مرواح هناك يعنى مافيش.. لحد اهنه وخلاص جزره وقطمها جحش
اتأففت ليل ومدت في مشيتها قبل امها على البيت ولما وصلت دخلت البيت وجرى على اوضتها وقفلت بابها عليها وحست بخنقه... وهى بتسأل نفسها ازاى هتقدر تستحمل ماتشوفش جواهر تانى كل يوم ؟
وازاى هيعدى يومها من غيرها؟....
لكن السؤال الاهم هو ليه محروس عم جواهر عمل معاها اكده وكان عاوز منها ايه!
************
ماهر
غريب النهارده ميعاد مرواحه للمدرسه بتاعته.. أول مره هيبعد فيها عن عيوني مده طويله من غير مااشوفه...
حاسس بنغزه فقلبي محستش بيها من يوم ماسبت اميره امه وبعدت عنها وخسرتها ، نفس الاحساس ،... ...نزل غريب فطر معانا لأخر مره وبعدها ودع الكل.. كنا بنتقطع على فراق غريب.. سميره وناديه وكل عمال الفيلا وخدامينها.. ماعدا سميه واولادها الاتنين... اتجننت وانا شايف غريب واقف قدامها زي المتسول اللي مستنى اللي قدامه يحن عليه بأى حاجه تطلع من ذمته وهو هياخدها ويكون راضى وشاكر... لكن المتسول بيلاقى اللى يحن عليه ويرأف بحاله لكن غريب حظه وقعه فحد معندوش زرة رحمه فقلبه.
شفت الذل فعيون ابنى اللى بتترجى سميه عشان بس شوية حنيه فلحظه وداع... لكن الخزلان كان من نصيب عيونه وخيبة الأمل كانت من نصيب قلبه فخرج بسرعه وانا متأكد. ان قلبه اتفتت مليون حته .
خرجت وشفته قاعد جوا العربيه ركبت وسوقت العربيه على وجهتنا انا وابنى عشان اوصله بايدى للمجهول
اول ماوصلنا نزل غريب من العربيه وراح ينزل الشنط وانا قفلت العربيه ورحت عشان اساعده ولما خلص مد ايديه عشان يقفل شنطة العربيه لكنه وقف لما حطيت أيدى على كتفه...
ماهر : انا عارف انى مخلف راجل.. وعارف انك هترفع راسى وتخلينى فخور بيك زى منا طول عمرى بفتخر بأن عندى ابن زيك.. عاوزك تاخد بالك من نفسك عشان خاطرى ياغريب .
غريب :متخافش عليا يابابا وبأذن الله هكون بخير.. انتا بس ادعيلى دايما .
ودعه ماهر بحضن بعد ماساعده يدخل الشنط جوا المبنى التابع للمدرسه وسابه ورجع ركب عربيته واتوجه على شركته
غريب واقف في الممر بعد مادخل مكتب المختص وخلص كل حاجه وخلاص هيطلع عشان يشوف اوضته اللي هيقعد فيها.... فجأه لقى ولد وقف قدامه وبص للكارت اللى فايده....
ايه دا انتا فأوضه ١٠٢
غريب: والله الكارت بيقول كده !
الولد :دي اوضتي انا كمان... يعنى انتا شريكى فالاوضه.... يلا يلا تعالا هساعدك تطلع الشنط دنا من امبارح هنا ومستنى شريكى فالاوضه عشان نتعرف على بعض ونتونس بدل الملل اللى الواحد قاعد فيه كده
الولد مد ايده : انا قاسم عبد السلام العو ...ومتعلقش عالاسم عشان علاقتنا تبتدى حلوه .
غريب سلم عليه : غريب الدمنهورى
قاسم : اهلا وسهلا بيك ياغريب وبأذن الله هتكون مبسوط معانا.
غريب رفع حاجبه : هى المدرسه بتاعتك وانا مش واخد بالى ولا ايه
قاسم :برحب بيك يبنى وبديك طاقه اجابيه ملقتش حد يديهالى من امبارح مالك!.. طب خلاص بأذن الله هتتفحت معانا
ابتسم غريب ابتسامه خفيفه وهو بيمشى مع قاسم فى ممر طويل وفأخره فيه سلم لدور تانى،
الاتنين طلعو مع بعض... قاسم مبطلش كلام مع غريب لكن غريب كان بيكتفي بابتسامه أو ايمائه بدماغه أو همهمه ودا دايق منه قاسم لأنه مبيحبش الأسلوب دا وكان نفسه شريكه فالاوضه يكون زيه كده فرفوش وكلمنجى عشان يهونو على بعض سنين الدراسه....
لكن تأتي الرياح بما لاتشتهى السفن وغريب كان واخد الوضع الصامت دايما .
*********
سميه
خلصت من غريب وبعدته من البيت، لأول مره احس ان البيت مريح ،وان هواه بقا خفيف على قلبى لما بتلفت حواليا مش بلاقى غريب ولا بحس بأنه حواليا...
لكن فرحتى ببعد غريب نغصها عليا ماهر اللى اتحول من اليوم اللى مشى فيه غريب لواحد تانى خالص.
بقى دايما زعيق وشخط ونتر فكل اللى حواليه... كان مدخل كل البيت فى حالة انذار دائم... وخصوصا دياب ونادر.... كان بيقسى عليهم اوى منعهم من الخروج ....وعلطول حابسهم فاوضهم عشان يزاكرو وهددهم انهم مش هيشوفو الشارع لو منجحوش السنادي وخصوصا انهم فى ثانوى فى تالته هما الاتنين بعد دياب اللى المفروض اولى كليه السنادى لكنه كوع ونادر نام السنه اللى فاتت فتانيه وبقو مع بعض حتى مع كل الدروس اللي بياخدوها.
اما انا فتقريبا مش بيتكلم معايا ولو اتكلم بيكون عشان يتخانق على اى سبب... لغة الحوار انعدمت مابينا خالص..... دايما السجاره فايده والعه ولما تقرب تخلص يولع منها التانيه... السجاره وفنجان القهوه بقو أصحابه....
اتغير ماهر وبقي انسان لايطاق من ساعة بُعد غريب عنه...... ماهر كأنه بيعاقب اي حد محبش غريب بقسوته دي ...
لكن لا ... دا لو عمل أضعاف اللى بيعمله برضو أهون على قلبى من قعدة غريب معايا فبييت.
*********
طاهر رجع البيت بعد ماخلص فلاحه وشغل فالأرض لقى جنه قاعده وشكلها متدايقه
طاهر : ايه مالك الطحين بتاعك اتكب ولا ايه... شايله طاجن ستك ليه..
جنه : مافيش يابو ليل الله يعطيك العافيه ويقويك وقامت جابتله كوباية ميه شرب وقعدت جمبه وبصت للأرض
طاهر: يبت مالك وغوشتينى فيكى ايه
جنه :مفيش ياطاهر قولتلك... هقوم احضر لك الغدا استريح لغاية مااخلص.
ليل خرجت من اوضتها لما سمعت صوت ابوها وراحت باست ايده وقعدت جمبه.
طاهر بصلها وديق حواجبه : ايه هو كلو قالب وشه ليه... اتعاركتو انتى وامك ولا ايه
ليل : له بس امى عتقول انى مش هروح لجواهر تانى 😢وعنيها دمعت.. وكملت وجواهر مش بيخلوها تطلع من البيت ومتقدرش تاجي هي حداى منتا عارف وانى عحبها قوى دى صحبتى الوحيده يبوى
طاهر بص لجنه اللي كانت خارجه من المطبخ شايله صينية الاكل فايدها
جنه : ايوه ياليل مش هتروحى تاني هناك واصل.
بصلها طاهر بتساؤل لكن قبل مايسال اتكلمت هى
جنه : ليل كبرت خلاص ياطاهر ولازمن تقعد فالبيت لحدت ماياجيلها عدلها .... البت ملهاش طلعه تانى، تقعد وتتعلم الطبخ والنفخ عشان لما تروح فبيت جوزها تكون عتعرف كل حاجه...
واهي اتعلمت وعرفت تفك الخط وتستقري واكفايه عليها أكده... وكمان من هنا ورايح لو طلعت تطلع بملس(عباية رأس سودة)
طاهر : وه وه ليه كل ديه البت لسه صغار ايه حوصول لكل ديه
جنه : محوصولش حاجه البت كبرت ياطاهر وكمان شهر وهتم ١٢سنه يعني كلها سنتين وتبقى فسن الجواز اللى كل بنات البلد عتتجوز فيه يبقى كبرت ولا مكبرتش؟... وبعدين اقولك الحق... اني عخاف عليها قوى وحاطه عنيه فوسط راسى بسببها ومخليانى موسوسه ..وكل هبابه اروح اكبس على بيت اهل جواهر وبصراحه بقيت استحى منهم ...الواحد يكون حسيس ....ليل هتقعد فالبيت مليهاش طلعه وهبقى مستنيه بفارغ الصبر اليوم اللى اطمن عليها فيه فبيت جوزها وقلبى يرتاح.
طاهر ابتدا ياكل وهو بيفكر فكلام جنه وقرر انه لازم يفكر فموضوع جواز ليل ويبتدي يدورلها على واحد غلبان يرضى يتجوزها ويقعد معاهم فبيتهم ويصرف هو عليهم هما الاتنين... ولأن طاهر عارف ان الحكايه دى مش بالساهل هيبتدى يدور من دلوقتى ..
********
جواهر
بعد ماام ليل جت واخدتها انا قلبي رجع مكانه بعد ماكان واقع فرجليه لما دخل محروس علينا وكان عاوز يعمل فليل زى مابيعمل فيا ..
خفت عليها قوى ..خفت تتكسر كسرتى ..على كد مافرحت بان امها خدتها على كد ما حز فنفسي ان امى معتخافش علي زى خوف جنه على بتها اللي خلاها تلحقها فالوقت المناسب
محروس انتقم مني لما ليل مشيت ومطالهاش ..عاملنى بعنف وقسوه مزقت روحى قبل جسمى وسابني ومشى وانى اتكلفت بغطايا ونمت
مكانش نوم كد ماكان هروب من الواقع اللى عايشاه ومعاناتي اللي مبقتش بس بالليل ..بقت بالنهار كمان
امى رجعت هى وستى مبروكه وطلعتلى فوق بصت عليا وكلمتنى سمعتها بس مردتش عليها ...سابتني ونزلت ..كان نفسي تكشف الغطا من عليا وتشوف دموعي اللى كانت ناشفه على وشي وتسألنى مالك وانا كنت هحكيلها على كل حاجه يمكن تقدر تخلصنى ...كان نفسي تحضنى وتخفف حتى وجع قلبي ...لكن ده محصلش نزلت امى وانا فضلت نايمه وهى اتلهت فى خدمة البيت وخدمة ستى اللى مبتخلصش .
عدى اليوم واستنيت ليل تاجى تانى يوم فمعادها لكن مجاتش ..وعدى يوم ، ويوم ، ويوم وليل برضو مجاتش ...عرفت انها خلاص مش هتاجى تانى ...وعرفت انى رجعت وحيده من تانى ، مفيش فحياتى غير عمي محروس وعذابي معاه.
********
ليل
امى منعتني انى اروح لجواهر ..ومنعتني انى اطلع من البيت ..وكل يوم بقت تقعد معاى تعلمنى الطبيخ والخبيز ..
امى كانت اشطر وحده فالبلد بتعرف تخبز ، وكمان وكلها محدش داقه فيوم ومعجبهوش وقال تسلم الايد اللى طبخت ...
كانت طول اليوم مكربانى فالخدمه تقولش صابحه اتجوز !
كنت بخلص خدمتى واللى وراى واقعد لحالى ..مشتاقه لجواهر قوى
كانت روحى تلوب عليها ونفسى اشوفها ..كنت خايفه عليها قوى مش عارفه ليه وكل ماافتكرها قلبي يتقبض من الخوف عليها ...
لما شفت محروس وشفت خوفها منه حسيت ان فيه شَي مش تمام ...اصل دا عمها ..ليه تخاف منه الخوف ديه كلياته ...وكمان هى كانت دايما تقولى ان محدش عيضروبها واصل وانهم مجلعينها يعنى هو مش عيضروبها ..يوبقى ليه الرعب اللى شفته فعنيها ديه لما شافته ...
وليه تقولى روحى بسرعه كانت خايفه عليا منه ليه ...
وكمان كلامه الغريب وبصته اللى تخوف دى كان بيبصهالى ليه؟ ...
داحتى كان جايب لجواهر حجات حلوه كتير ..يعنى عيحبها ...طب هى ليه بتكرهه اكده !...انى نفوخي هيوج منى ..
اخ ياجواهر لو بس اشوفك مره وحده بس.... هموت عليكى ياخيتى ...وكمان عشان اسألك على كل اللى شاغل بالي عليكى .
ليل مسكت الكتب القديمه بتاعت جواهر اللى مديهملها وابتدت تفتحهم وتقرا فيهم عشان تضيع الوقت وتنقل الكتابه من الكتب فالكراسات عشان خطها يتحسن زى ماجواهر كانت دايما تقولها الكتابه الكتير بتحسن الخط
ليل كانت فرحانه بنفسها ...اتعلمت تقرا وتكتب ودا كله بفضل جواهر ..كانت مهووسه بأى ورقه فيها كتابه لازم تمسكها وتقراها وكانها بتنتقم من سنين جهلها .
*********
غريب
النهارده ليا حوالى ٣ شهور فالمدرسه وتقريبا الترم الاول على وشك الانتهاء
المدرسه دى نظامها وصرامتها والجهد اللى التمارين بتتطلبه كان صعب وشاق على الكل وكل الطلاب بتشتكي منه ...الا انا ...كنت حاسس ان كل غضب وقهر جوايا بيطلع مع العرق اللى بيشر من جسمى بعد تدريب شاق فى عز الضهر تحت الشمس ...
بالليل الكل كان بينام من التعب زى القتلى ...الا انا كنت بخرج لمكان التدريبات وافضل اعيد كل التدريبات بتاعت النهار لوحدى مره تانيه ..
جسمى مع طولى والتمارين ابتدا يبقى فورمه كل زمايلى بيحسدونى عليه ...كان قاسم مسمينى مز العسكريه ...
قاسم قاسم قاسم ... كابوسي اليومى ...الرغي حينما يتجسد فى هيئة انسان ...بيتكلم فكل حاجه واى حاجه وطول الوقت ...
احيانا برد عليه وكتير اوووى بصدرله الطرشه ..لكن يسكت ؟ لا دا يتكلم ويقوم مره وحده يقعد الناحيه التانيه ويرد على نفسه كانه انسان تانى ...
احيانا اسكت واحيانا لما يفيض بيا اضربه بأى حاجه جمبى عشان يسكت لكن المصيبه انه بيزيد بيصرخ ويصوت ويلم علينا بقية الطلاب اللى مفكرين انى ضاربه علقة موت وهو واقع عالارض وبيتلوي بتمثيل مقنع ميقومش الا لما اهدده انى هضربه بجد
الطلاب عرفوه والكل عرف حركاته ..
.قاسم كان اسماعيل يس الدفعه اللى مجنن الكل والكل بيضحك عليه وعلى تصرفاته ، لكن الكل بيحبه عشان قلبه طيب وصاحب صاحبه
انا كمان مانكرش انى حبيته واتعودت عليه وعلى حركاته الهبله بس احيانا بيزيد عن الحد المسموح فبوقفه عند حده ..
كلامى معاه قليل ..واصلا مع الكل كلامى قليل مبتكلمش الا للضروره
ودا خلى الكل ينفر منى ويتهمونى بالغرور والتكبر ...
قاسم كان دايما يحكى عن نفسه وعن عيلته وهزارهم ومشاكلهم وكل تفاصيل حياتهم ...كان بيفضل يتكلم وانا مردش عليه ولا اديله اى رد فعل كانه بيتكلم مع نفسه ويمكن دى الحاجه اللى مخلياه يحكى قدامى ادق تفاصيل حياة عيلته ...
مع انى مكنتش برد عليه لكنى كنت بستمتع جدا بحكاياتهم هو واخواته ..حبهم لبعض ...هزارهم ...
ترابطهم ..الجو الاسرى الدافى اللى كان دايما بيقول انه اشتاقله ...حنان امه اللى من يوم مابعد عنها حاسس انه زى مايكون لسه مفطوم جديد ....
كل الحجات دى انا كنت مفتقدها وكان نفسى اعيش ولو ليوم واحد حياة قاسم اللى بيحكيلى عنها وسط اسرته ومع اخواته
قاسم عنده اخين اكبر منه احمد ومحمود وعنده اخت وحده وهى الكبيره بتاعتهم اسمها مودة ودى على حسب كلامه معقده وعندها فوبيا ومضربه عن الجواز وبتطلع عقدها عليهم
مهووسه بالنضافه والترتيب والنظام وممشياهم على نظام عسكرى حتى ابوها وامها
اخواته الاكبر منه الاتنين فى كليات واحد اخر سنه حقوق والتانى اول سنه تجاره واختهم الكبيره خريجة اداب انجليزى
الاب: عبد السلام العو موظف بسيط فى السجل المدنى لقب عيلته العو ده مشكله لوحده كان بيخلى الزمله علطول يتريقو عليه .
الام : ماجده ست بيت
عندهم عماره الام وارثاها عن ابوها لانها البنت الوحيده لاهلها هى اللى ساكنين فيها وايجارها هو اللى عايشين منه بجانب مرتب ابوه وحالتهم الماديه مستوره
هو حتى ميعرفش انى عارف ادق التفاصيل اللى بيحكيهالى عن عيلته وبصراحه انا مش ببينله انى مركز معاه وهو بيحكى عشان يمكن يراجع نفسه وميحكيش تانى وانا بصراحه بقيت مدمن على حياة العيله دى وعلى تفاصيلهم اليوميه اللى بموت من الضحك عليها بس لما اقعد لوحدى مش قدام قاسم
تنهيده خرجت من صدر غريب فجأه خلت قاسم اللى كان بيزاكر ينتبه وهو حاطط القلم فبوقه وعامله سجاره مسكه بأيده ونفخ دخان كداب وهو بيبص لغريب :
اتكلم ياغريب ...فضفض يبنى وقول ايه اللى كاتم على نفسك وبتطلعه فالتنهيد وقربت تحرق الاوضه زى التنين ...
قول وصدقنى لما هتتكلم هترتاح ووحده وحده مع بعض هنقدر نفك العقد اللى عندك ومع العلاج و المهدئات هترجع طبيعى وزى الفل .
غريب بص لقاسم ورفع حواجبه وهز دماغه .
قاسم :لا متسألنيش انا تبدا منين ابدا من مكان منتا عاوز تبدا وتاكد انى هسمعك للاخر .
قاسم :لا لا وحده وحده استنى اتكلم بالراحه مش كل الكلام مره وحده كده! احنا مع بعض هنروح فين اتكلم النهارده شويه وبكره شويه .
ياااه كل ده حصل معاك وساكت ...طيب يبنى اطمنك هتتعالج بس العلاج هياخد مننا وقت شويه ...
هو التعذيب والعنف اللى كنت بتتعرضله وانتا صغير من الاولاد جيرانكم وعلقات الموت اللى كنت بتاخدها هتقدر تتخطاها ....
لكن حادثة الاغتصاب اللى اتعرضتلها على ايد العصابه اللى خطفتك عشان تاخد فديه من ابوك وبعد كده احلويت فعين الراجل لما شافك مز وابيض وعنيك ملونه وشعرك احمر مصفر كده هتاخد وقت فالعلاج اكتر بس متقلقش هتخف .هتخف بس انتا خليك قوى .
برق غريب عنيه وفتح بوقه وهو بيسمع كلام قاسم ولما خلص مسك غريب منبه جمبه على الكوميدينو الحديد وحدف بيه قاسم جه فى جبينه بالظبط خلاه حول عنيه وهو بيصرخ :
قتلت الدكتور النفسى بتاعك ياغريب
طب ابقى توف فوشى لو خفيت ...
ووقع على السرير بتمثيل وهو مغمض عين ومفتح عين ...لكنه انتفض بسرعه وقام لما شاف شبح ابتسامه اترسمت على وش غريب وهو بيصرخ :
يالهوى اخيرا امنية حياتى اتحققت وشفت سنانك ...احمدك ياااااارب
*********
جواهر :الحياه رجعت ممله من تانى ..كئيبه ، مفيهاش غير المزاكره بالنهار ومحروس وخوفى منه بالليل
لغاية مافيوم سمعت احلى خبر ممكن اسمعه فيوم من الايام .....
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية فرعون بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا