مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية خط أحمر وهى الجزء الثالث من سلسلة عالم المافيا بقلم عبد ارحمن أحمد الرداد.
رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثامن
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل الثامن
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
كافح كثيرًا لكي تبقى عينيه مفتوحتان لكنه لم يستطع ونام بفعل التعب الشديد الذي سيطر عليه بسبب إصابته برصاصتين قبل بضعة أيام ، تابعت تغير ملامح وجهه وما إن أغلق عينيه حتى مسحت بيديها على وجهه بحب وقربت وجهها كثيرًا منه وهي تقول بحنين :
- هتقوم يا حبيبي وتبقى معايا علطول ، أنت غيرتلي حياتي ومستحيل هسيبك .. مش هخسرك ومش هسمح لأي حد يبعدك عني
***
انتهى من عمله بإحدى الشركات الصغيرة وترك مكتبه بعدما جذب هاتفه والمفاتيح الخاصة به ، تحرك إلى الخارج وسار الشارع الطويل كي يصل إلى المكان الذي يستقل منه سيارة ميكروباص لكي توصله إلى منزله وأثناء سيره وقفت سيارة «زين» بجواره واخرج رأسه قائلًا :
- نائل استنى
تفاجئ «نائل» به فتوقف واتجه إليه بابتسامة قائلًا :
- يااه عاش من شافك يا زين باشا
صافحه بحرارة قبل أن يبتعد ويقول بجدية :
- بقى كدا يا راجل ! تسيب شركتك اللي بقت أكبر شركة في الشرق الأوسط وتشتغل في شركة ملهاش أسم أصلا ! ده أنت اللي عملت الشركة ووصلتها للمكانة دي يا راجل
ابتسم ابتسامة خفيفة قبل أن يقول بجدية :
- مبقاش ليا مكان هناك خصوصًا بعد اللي حصل
شعر «زين» بالحزن على حاله لذلك تحدث بصوت هادئ :
- مش ناوي تسامح بقى وترجع !
رفع حاجبيه وهو يقول بابتسامة ساخرة :
- أسامح ! أسامح في الظلم اللي اتظلمته ولا في الإهانة اللي اتعرضتلها ؟ ياسمين مكتفتش بأنها صدقت البنت الـ**** دي لا دي قللت مني وحسستني إني ولا حاجة ، قولتلها هتندمي لكن مسمعتش الكلام ودي كانت النتيجة ، هي مش كانت عايزة الطلاق ! اديني نفذت رغبتها وطلقتها في اليوم اللي أثبت فيه براءتي .. أنا بعتبرك صاحبي واخويا يا زين بالله عليك متضيعش الأخوة اللي بينا دي
نظر إلى الأسفل بأسى قبل أن يرفع بصره مرة أخرى وهو يقول :
- طيب مش هكلمك في الموضوع ده تاني بس مش هسيبك تشتغل برا الشركة اللي ساهمت في نجاحها بشكل كبير ، لازم ترجع وتمسك منصبك من تاني
أغلق عينيه وتنهد قبل أن يفتحها مرة أخرى وهو يقول :
- مش هقدر أشتغل معاها في مكان واحد تاني ، مش هقدر خالص
وضع يده على كتفه وردد بإصرار :
- أنا مش هكلمك على الموضوع التاني علشان أنت رافض ده ، ياريت بقى مترفضش طلبي أنا كمان وترجع الشركة .. لو أنا أخوك فعلا زي ما بتقول يبقى ترجع الشركة وتنفذ طلبي الوحيد اللي بطلبه منك
لوى ثغره وفكر لثوانٍ قبل أن يجيبه قائلًا :
- هحاول يا زين ، أوعدك هحاول
***
- يعني مش لاقين جثته يا أيمن ! فهمني يعني أيه ؟ انا عايزة أدفن ابني
قالتها «اسماء» بغضب واضح من بين بكائها الشديد فأجابها «ايمن» بحزن :
- هنوصله يا أسماء .. ده شغلنا مش شغلك أنتي متخليش الزعل يسيطر عليكي
كانت تستمع «نيران» إلى شجارهم بوجه شارد ، كانت تبكي بصمت وعلى وجهها علامات الحزن الشديد كما سيطرت الصدمة عليها فهي لم تتوقع فراقهما سريعًا هكذا فهو كان بانتظار مولد طفلته والآن فارق الحياة قبل أن يراها بعينيه ، كلما تذكرت طلبه منها بالرحيل يزداد بكائها ولوم نفسها لأنها سمحت له بأن يلقى حتفه وحده ، تمنت لو أنها قُتلت معه حتى لا تعيش هذا الألم المميت
***
"قبل خمسة أسابيع"
هز «طيف» رأسه بالإيجاب قبل أن يقول باهتمام :
- وبعدين كملي
أغلقت عينيها وحاولت التنفس بصورة منتظمة ثم رددت بارهاق :
- اتنين منهم شالوا جثتهم وفضلت أنا مش مصدقة الموقف اللي انا فيه لغاية ما حد منهم مسك أيدي وخدني على مكان زي مقر وفيه ساحات تدريب كبيرة وهناك قصيت 10 سنين بتدرب وبفهم كل حاجة عن طبيعة المهمة اللي أنا متكلفة بيها لكن مطلعتش مهما .. طلعوا بيجهزوا رئيستهم الجديدة ، اكتشفت إن دي منظمة عالمية واسمها red line (خط أحمر) ، اللي بيمسك المنظمة دي بيفضل عهده مستمر لغاية ما يوصل 60 سنة ساعتها لازم يقتل نفسه وابنه او بنته يقتلوا أمهم علشان الأضحية تتم والابن أو البنت يتجهزوا علشان يمسكوا المنظمة ، العشر سنين تدريب دول اتعلمت فيهم الوحشية ، اتعلمت إزاي اقتل بدم بارد .. اتعلمت إن مفيش حاجة اسمها حب وحياة عادية .. فيه مصالح شخصية وعالمية فقط وعلشان كله يخاف مني لازم أبقى قوية .. قوية جدا واعمل حاجات تخليهم يعرفوا إني في مكاني الصح لكن أنا جوايا كنت متدمرة ، معايا سلطة وقوة لكن مش عايشة .. اللي حصل وأنا طفلة عمري ما نسيته وبياكل في نفسي ، نفسيتي معظم الوقت متمدرة .. متدمرة أوي
هز رأسه عدة مرات قبل أن يبتسم قائلًا :
- تعرفي إنك بمجرد ما خرجتي اللي جواكي هتحسي براحة نفسية محستيهاش من فترة ! أولا اللي عندك ده كان بسبب كتمانك لكل اللي حصلك في نفسك ومكنتيش لاقية البني آدم الحقيقي اللي تشاركيه همك ، كتمان تعبك ده حواكي هو اللي دمر فيكي ووصلك للحالة دي ، أنتي عيشتي حياة مش طبيعية وفي نفس الوقت كنتي لوحدك ومتأكدة إنك لوحدك بسبب كل اللي حواليكي بس طلعي الاحساس ده من جواكي واتأكدي ان فيه حد غيرهم هيسمعك وهيشيل حمل شوية عنك
اعتدلت ونظرت إليه بإبتسامة خفيفة قائلة :
- أنت ساحر ولا أيه ؟ كلامك بحسه مياه بتطفي النار اللي جوايا ، بحس كل كلمة بتقولها حقيقة
ابتسم هو الآخر وضم كلتا يديه وهو يقول :
- أنا بقول اللي ظاهر وراحتك دي بسبب إنك رميتي الحمل من عليكي وحكيتي لحد فاهم شخصيتك ، جلسة النهاردة خلصت بس متنسيش إن كل ما هتحكي كل اللي جواكي وتشاركيني فيه كل ما نفسك هتستريح أكتر وكل ما تحسي بتحسن وانك بشر مش إنسان ألى زي ما فهموكي
هزت رأسها عدة مرات قبل أن تنهض من مكانها وتقترب منه وهي تقول بابتسامة :
- ممكن نقعد مع بعض بعد شغلك ، يعني نتعشى ونشرب حاجة .. كدا
نهض هو الآخر من مكانه ومثل التفكير قليلا قبل أن يقول :
- بصي هو صعب علشان حاسس إني تعبان وعايز أريح بس هحاول علشان خاطرك
إتسعت ابتسامتها ورددت بسعادة واضحة :
- هستنى مكالمة منك ورقمي سيبته على مكتبك ، باي
***
أصبح يوم جديد ونهض «نائل» بتثاقل على غير عادته فهو أدى صلاة الفجر وعاد لينام نصف ساعة قبل ذهابه إلى العمل ، جلس على طرف فراشه وفرك بعينيه قليلًا قبل أن ينهض من مكانه ويتجه إلى المرحاض ليستحم قبل ذهابه إلى العمل ، مر من الوقت عشرون دقيقة قبل أن يخرج ويرتدي ثيابه ثم أقترب من المرآة وقام بتنظيم شعره ووضع العطر الخاص به ، عاد وجلس على طرف فراشه مرة أخرى ليتذكر هذا اليوم العصيب وظل هكذا لأكثر من نصف ساعة حتى أستمع لصوت شقيقته التي طرقت الباب ودلفت وهي تقول بتعجب :
- أيه ده يا نائل أنت لسة مروحتش الشغل ؟ أنا قولت إنك خرجت من بدري أصلك المفروض تخرج من ساعة
تفاجئ بما تقوله ونظر إلى ساعته فوجدها محقة وأنه قد تأخر ساعة عن عمله لذلك نهض من مكانه واقترب منها وهو يقول :
- فعلا اتأخرت يا حبيبتي ، انا همشي وخلي بالك من نفسك
تركها واتجه إلى الشركة ووصل بعد مرور ساعة ، دلف إلى الداخل وسط نظرات العاملين إليه وهمسهم بما حدث بالأمس لكنه لم يعطي إهتمام لأحد واتجه إلى الأعلى حيث مكتبه ، أقترب من «اسراء» وردد بجدية :
- أي أوراق مهمة ابعتيهالي على مكتبي
وقبل أن يلتفت ليرحل رددت بتردد :
- بس
عقد حاجبيه بتعجب وهو يردد بتساؤل :
- بس أيه ؟ اتكلمي يا إسراء فيه أيه ؟
زاغت عينيها في كل مكان بتوتر شديد وهي ترتب ما ستقوله له :
- أصل ..
- أصل أيه يا اسراء ما تتكلمي علطول !
قررت أن تتحدث ورددت بتتردد شديد :
- أصل مدام ياسمين قالتلي أي أوراق ابعتها ليها هي ولو حضرتك طلبت حاجة اقولك .. اقولك
ترددت كثيرا قبل أن تكمل بتوتر شديد :
- أقولك ملكش لازمة في الشركة أصلا
اتسعت حدقتيه بصدمة مما تقول وهز رأسه بالإيجاب قائلًا بشرود :
- طيب يا اسراء كملي شغلك ، أنا هعرف أحل الوضع ده
تركها واتجه إلى مكتب «ياسمين» وفتحه بغضب دون أن يطرق على بابه وما إن دلف إلى الداخل حتى صفق الباب خلفه بقوة ، اقترب منها بغضب وهو يقول بعدم رضا :
- نفسي أفهم أيه اللي سعادتك بتعمليه ده ! بتقللي مني قدام موظفين الشركة ؟ هي دي آخرتي ! الشغل ملهوش علاقة بحياتنا الشخصية
ظلت جالسة في مكانها ورفعت رأسها لتوجه بصرها تجاهه وهي تقول بسخرية :
- بقلل منك قدام الموظفين ! يعني مش أنت اللي قللت من نفسك قصادهم لما حاولت تتهجم على واحدة منهم في مكتبك ؟ والشغل ليه علاقة بالحياة الشخصية لأن الحياة الشخصية دي جت من الشغل ولا نسيت
كور قبضة يده وضغط عليها بغضب شديد قبل أن يردد بصوت مرتفع نسبيًا :
- لأخر مرة هقولها ، ابعدي حياتنا الشخصية عن الشغل وانا زي ما وعدتك أول ما هثبت برائتي هطلقك
نهضت من مكانها بغضب شديد وهي تقول بلهجة حادة :
- ياريت تطلقني دلوقتي وتخلصني
إبتسم إبتسامة مستفزة وهو يردد بثقة شديدة :
- مش قبل ما أثبت برائتي واطرد الـ**** اللي دافعتي عنها دي وموثقتيش فيا ، ساعتها هتندمي ندم عمرك كله
بادلته بنظرات قوية تدل على التحدي وعدم التصديق في آن واحد فرفع هو أحد حاجبيه وهو يقول بجدية :
- قريب إن شاء الله هرجع حقي
***
لكمة قوية أوقعته أرضا فنهض مرة أخرى وهو يلامس موضع اللكمة قائلًا :
- لا عاش يا زين ، أيدك طارشة
هز «زين» رأسه في كل الاتجاهات بفخر قبل أن يقول بابتسامة :
- عيب عليك يا بارق ده أنا زين الجيار بردو ، كنت أبرق للمجرم بس يعترف ويقر علطول
رفع أحد حاجبيه وهو يمثل عدم التصديق وردد بتحدي قائلًا :
- فعلا !! طيب يلا تاني طالما شايف نفسك كدا
فرك يديه بحماس شديد وهو يقول مازحًا :
- طالما أنت محرمتش يبقى يلا تاني يا برقوق
وقبل أن يقترب منه لكي يلكمه اوقفهم «رماح» الذي ردد بجدية :
- اسمعوني انتوا الاتنين
إلتفت الإثنين ونظروا تجاهه قبل أن يردد «زين» قائلًا :
- فيه أيه يا رماح باشا ؟
شبك كفي يده خلفه وردد بجدية واضحة :
- عندنا مهمة جديدة ، يلا على أوضة الاجتماعات علشان نتكلم ، خمس دقايق الاقيكم جوا علشان مفيش وقت
ردد الاثنين في وقت واحد :
- تمام سعادتك
***
انتقل طيف إلى شقته الجديدة والتي جهزها له «يوسف» لكي لا يشك به أحد لجلوسه بالفندق وقام أيضا بشراء الشقة المقابلة له حتى يبقى على مقربة منه ، جلس طيف واراح ظهره إلى الخلف وهو يقول بتعب :
- اها يا ضهري يانا .. جالي 7 حالات النهاردة وكل حالة حكاية ورواية شكل ، دول عندهم هنا في أمريكا الدكاترة النفسيين زي برشام الصداع كدا ، أنا كنت بقعد في مصر بالاسبوع ميجيليش غير حالة او اتنين
جلس «يوسف» بجواره وقال بابتسامة :
- اها هم كدا هنا فعلا ، أي حد يتضايق من حاجة يروح لدكتور نفسي .. معلش اديك بتعيد أمجادك كدكتور المهم الحالة الأهم سيزكا ، اللي أنت حكيتهولي في الطريق ده معلومات خطيرة جدا ولازم طبعا التفاصيل .. هي حكتلك قشور ، خش معاها في التفاصيل بحجة إنك بتعالجها
لوى ثغره وردد بعدم رضا :
- أنا بعمل كدا فعلا وده هو العلاج مش اكني بعالجها ، المشكلة الأكبر هي إنها معجبة بيا وخايف العلاقة تطور معاها أكتر من كدا ، دي عرضت عليا نتعشى النهاردة المفروض كمان ساعة بالظبط وقولتلها هحاول
ابتسم «يوسف» واعتدل في جلسته ووجه نظره إليه قائلًا :
- لو العلاقة اتطورت ده في مصلحتنا أكتر ، كل ما تقرب منك كل ما المعلومات اللي إحنا عايزينها هناخدها أسرع المهم دلوقتي لازم أنا كمان أقرب منها علشان اخش جوا المنظمة دي ودي مهمتي الجاية وأنت هتساعدني فيها بس مش دلوقتي ، في الوقت المناسب هقولك تعمل أيه بالظبط
فرد «طيف» ذراعيه في الهواء قبل أن يقول :
- ربنا يستر يا عمنا ، حاسس بمصيبة داخلين عليها .. اللي حكيتهولك ده يعني عبدة الشياطين شركاء في الليلة وهم ليهم تار قديم معايا يعني لو عتروا فيا مش هيحلوني
ارتفعت ضحكات «يوسف» واردف :
- متخافش أنا معاك وبعدين محدش هيكشفك طول ما أنت باسمك ده ، قوم يلا خد دش وظبط نفسك كدا وروح قابل سيزكا
***
أشار إلى خريطة لمنطقة صحراوية أمامه وردد بجدية وهو ينظر إلى كلٍ منهم :
- جاتلنا معلومات إن تم رصد شخص مسلح في المنطقة اللي قدامكم دي حفر في الرمل وفتح بوابة حديدية ودخل وقفل وراه وطبعا ده معناه حاجتين وهي إن ده نفق بيودي على مكان معين لوكر إرهابي أو مقرهم أساسا في النفق ده واحتمال كبير يبقى ده كارم اللي ابو مصعب قالنا على مكانه وهرب ، اللي مطلوب مننا هو الهجوم على النفق ده والمرة دي المهمة اصعب بكتير لأننا رايحين مكان مش عارفينه كويس ولا عارفين أيه اللي مستنينا تحت في النفق ده علشان كدا هنتقسم المرة دي على مجموعتين ، المجموعة الأولى بقيادة زين وبارق والمجموعة التانية بقيادتي أنا وفهد ، مجموعة زين وبارق هينتشروا في المنطقة علشان يتأكدوا إنها أمان وبمجرد ما يدونا الإشارة إن كل حاجة تمام مجموعتي أنا وفهد هنقرب وهننزل النفق ده بس لازم تكونوا عارفين إن إحتمال كبير أوي يكونوا مستنيينا تحت يعني المهمة دي أشبه بمهمة انتحارية بس لازم منها وإلا فيه حاجة هتحصل من ورانا ، قدامكم ساعة بالظبط تجهزوا علشان نتحرك .. أنا اختارت اقولكم في الوقت ده والهجوم بعد ساعة لأن ده أنسب وقت ومحدش هيتوقع إننا نتحرك دلوقتي ، يلا اجهزوا
تحرك الجميع إلى غرفة تبديل الملابس ليرتدوا زي الشرطة الخاص بهذه العمليات وبعد مرور نصف ساعة كانوا على أتم الاستعداد للتحرك إلى هذا المكان واتجه «زين» ليبلغ مجموعته بتفاصيل تلك المهمة الخطيرة وما إن انتهى حتى نظر إلى ساعته ثم رفع نظره ورمق «بارق» قائلًا :
- جاهز يا بارق ؟
هز رأسه بالإيجاب وقبض على سلاحه بقوة قائلًا بحماس :
- جاهز
هز رأسه ورفع صوته بعد أن رمق مجموعته :
- المهمة بتاعة النهاردة دي خطيرة بس انتوا قدها وزي ما المهمة الأولى نجحت دي هتنجح إن شاء الله ، جاهزين
رددوا جميعًا بصوت مرتفع وفي نفس الوقت :
- جاهزين يا فندم
- تمام توكلنا على الله
تحركت مدرعتين للشرطة كل مدرعة تحتوي على مجموعة من رجال الشرطة ، تحركت مجموعة «زين ، بارق» بسرعة أكبر من المجموعة الأخرى ليتم تمشيط تلك المنطقة قبل الهجوم على ذلك النفق وبالفعل وصلت المدرعة إلى تلك المنطقة وترجل منها «زين» وتبعه «بارق» وباقي المجموعة قبل أن يشير الاول بيده إلى إتجاه فتحرك ثلاثة رجال إلى حيث يشير وأشار إلى اتجاه آخر فتحرك ثلاثة اخرين واستمر على ذلك حتى تم توزيع المجموعة لتنتشر في تلك المنطقة بالكامل ، تحركوا بحذر وهم على أتم الاستعداد للأشتباك في أي وقت ، ضم «زين» سلاحه الرشاش وسار بحذر إلى خلف هذه المنطقة الجبلية العالية وبصحبته «بارق» ورجلين آخرين ، تقدموا إلى تلك المنطقة وقفز «زين» إلى خلف هذا الحجر الضخم لكنه لم يجد أحد فاعتدل ووقف ليستمع صوت رجاله عبر الجهاز اللاسلكي :
- مجموعة واحد المنطقة خالية يا فندم
- مجموعة اتنين المنطقة خالية يا فندم
- مجموعة تلاتة المنطقة خالية يا فندم
رفع جهاز اللاسلكي وتحدث إلى المجموعة الثانية والتي يقودها المقدم «رماح» وردد بجدية :
- المنطقة خالية من وجود أي عناصر مسلحة ، تقدر تتحرك
تحركت المدرعة الخاصة بالمجموعة الثانية ووصلت إلى الموقع قبل أن يترجل كل من بداخلها إلى الخارج ، ضم «رماح» سلاحه واقترب من هذا النفق بحذر شديد لينظر إلى «زين» الذي حضر وترك بقية رجالة ليتم تأمين المكان ، تنفس بصوت مسموع قبل أن يشير إليه برأسه قائلًا بجدية :
- جاهز !
حرك «زين» رأسه بالإيجاب وهو يردد بثقة واضحة :
- جاهز
***
على الجانب الآخر أسفل هذا النفق تحدث «ابو هشام» بقلق واضح وهو ينظر إلى الأعلى وكان العرق يتصبب من جبينه :
- ماذا سنفعل يا كارم ، سيارات الشرطة تتحرك فوق رؤوسنا ، هذا يعني أنهم علموا بمكاننا وانتهى أمرنا
ابتسم «كارم» وعاد بظهره إلى الخلف قبل أن يردد بثقة شديدة :
- لا تقلق هكذا يا أبا هشام ، حتى وإن اكتشفوا وجود النفق لن يستطيعوا الوصول إلى هنا ، لن يجدوا شئ سوى الحجارة عند دخولهم لذلك سيعودون من حيث أتوا
***
انخفض «رماح» وحفر بيديه في الرمال إلى أن وصل إلى الباب الحديدي الخاص بهذا النفق وقبل أن يفتحه نظر إلى «زين» وهز رأسه بمعنى أستعد ثم فتح الباب بقوة ليوجه «زين» سلاحه إلى الداخل لكنه لم يجد شئ لذلك أشار بيده إلى الأسفل بمعنى سندخل الآن وبالفعل قفز إلى الأسفل بشجاعة واضحة وقفز من خلفه «رماح» ورجلين آخرين لكنهم لم يتوقعوا ما رأته عينهم حيث كان المكان عبارة عن غرفة صغيرة ومحاطة بالحجارة من كل الاتجاهات ، أنزل «رماح» سلاحه وخلع القناع من على رأسه وهو يقول بعدم تصديق :
- ازاي يعني المكان اوضة بس !! اومال اللي دخل ده كان داخل ليه اصلا ؟
هز «زين» رأسه بعدم فهم وهو يقول بتفكير :
- مش فاهم ، ما هو أكيد الاوضة دي مش مفتوحة سبيل يعني علشان ظل من الشمس !
تأفف بضجر وقرر الصعود إلى الأعلى مرة أخرى بعد تأكده من عدم وجود أحد وصعد من خلفه بقية رجال الشرطة بينما بقى «زين» وحده بالاسفل فاقترب «رماح» ونظر من فوق إلى الأسفل وهو يقول بسخرية :
- أنت حبيت المكان تحت ولا أيه ! يلا اطلع
أجابه من الأسفل وهو ينظر إلى الحجارة المكونة لحائط الغرفة :
- لحظة يا باشا بتأكد من حاجة بس ، يارب يكون اللي في دماغي صح
اقترب أكثر من الحائط وبدأ يبحث عن علامة واضحة تشير إلى شيء وبالفعل وجد حجر على شكل مربع ولكنه مكسور من الجانب على عكس بقية أحجار تلك الغرفة فترك سلاحه وحاول سحب هذا الحجر بقوة وابتسم عندما وجد أن الحجر يتحرك بسحبه له فتراجع بظهره وسحبه بقوة إلى تجاهه إلى أن سحبه بأكمله ليجد طريق طويل من خلفه فاتسعت ابتسامته وردد ضاحكًا :
- أنزل يا باشا وهات الرجالة ، ليلتنا فل ان شاء الله
***
وصل إلى المكان المحدد والذي أرسلت إليه هي عنوانه ، أقترب من باب الدخول فوجد رجلين أمن قاموا بتفتيشه جيدا ثم سمحوا له بالدخول ، تقدم إلى الداخل وبحث بعينيه عنها في كل مكان إلى أن وجدها تشير إليه من طاولة تطل على المياه فاقترب منها بابتسامة إلى أن وصل إليها وردد قائلًا :
- أنا أول مرة اخش مطعم هنا واتفتش التفتيش ده كله
ضحكت على جملته وردد بثقة :
- التفتيش ده كله علشان أنا موجودة هنا أنت لحقت تنسى أنا أبقى مين
جلس على المقعد المقابل لها وردد بابتسامة :
- هو فيه دكتور ينسى حاجة تقولها مريضة عنده بردو ! أنا بس متخيلتش الموقف نفسه المهم فيه أكل هنا أيه علشان ميت من الجوع
ضغطت عدة ضغطات على شاشة موضوعة أمامها ثم نظرت إليه ورددت باهتمام :
- سيبني اطلبلك أنا على ذوقي
ثم نظرت إلى الشاشة مرة أخرى وضغطت عدة ضغطات قبل أن ترفع رأسها وتقول بجدية :
- أنا بحكيلك عن كل أسراري وحياتي الصبح أيه رأيك تحكيلي أنت بقى عنك دلوقتي واهو نتسلى شوية عقبال ما الاكل يجي
رفع أحد حاجبيه قبل أن يعقد ذراعيه أمام صدره قائلًا :
- بس فيه فرق ، أنتي بتحكي علشان أقدر اعالجك لكن أنا احكيلك ليه !
رفعت كتفيها وهي تقول بتلقائية :
- مش شرط علشان تحكي لحد عن حياتك يبقى علشان يعالجك ، مش يمكن يكون مهتم يعرف عن حياتك !
رسم إبتسامة مزيفة على ثغره قبل أن يردد مازحًا :
- خلاص ياستي هحكيلك بس بشرط تقوليلي بتتكلمي مصري بالجمدان ده ازاي !
ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تجيبه :
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا