مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة أميرة أنور والتي سبق أن قدمنا لها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والعشرون من رواية نيران انتقامه بقلم أميرة أنور
رواية نيران انتقامه بقلم أميرة أنور - الفصل الحادى والعشرون
وصلت إلى منزله، لقد رأت عالم جديد عليها، مازالت تشعر بالهلع ولكن لا تريد أن تقول إحساسها حتى لا يغضب عليها، أوقف محرك السيارة أمام البوابة الداخلية ثم أمرها بالنزول:-
_انزلي يا "يقين؟
أقدامها لا تحملها، متوترة بشدة، تتذكر بيتها الصغير، والجيران الذين لم يقف منهم غير" منذر" صديق الطفولة
الآن هي في حياة جديدة، هل جدته سـ تتقبل وجودها، مازالت لا تعلم، تقدم عنها في السير بينما هي فـ لم تسير إلا خطوتين فقط
نظر خلفه حيثُ شعر بأنها لا تلحقه، شعر بخوفها لذلك ابتسم في وجهها وقال بطمأنينة:-
_كل حاجة هتتحل "حكمت" هانم حقنية واستحالة تتعامل وحش معاكي وإنتي عارفة دا كويس
انتابتها الراحة الآن انتهى الشعور بالخوف، اتجهت نحوه فـ أمسك يدها، شعرت بالقشعر، ولكن أجبرت على السير معه
اتجه نحو مجلس جدته التي كانت تقرأ كتابً عن التنمية البشرية، تحدث بصوتٍ عالٍ:-
_يا بختهم والله الكتب دي محظوظة؟!
حدقت به بفرحة وأخيراً هل القمر والنجوم، حبيب قلبها الوحيد التي تشتاق له بكل الأوقات، اصتنعت الحزن، هتفت باقتضاب وكأنها تعتمد هذا الشيء:-
_لا زعلانة منك أسبوع بعيد طب "مريم" وفي بتها دا إنت حتى يا بني آدم ما تصلتش بيا
أمسك يدها ثم قبلها بحب ومن ثم قال بحزنٍ:-
_عارف والله يا حبيبتي بس كنت مشغول
كان يقول هذا وهو ينظر إلى "يقين"، نظرت لها "حكمت"
بحب ثم فتحت ذراعيها وقالت بحنو:-
_تعالي يا "يقين"
كانت "يقين" تشاهد ما يحدث بينهم وتبتسم، رأت في القاسي حنان، أول مرة ترى ابتسامته، اتجذبت لها لقد كان وسيمً بها، اقتربت من الجدة، وابتسمت لها ثم قالت بهدوء:-
_نعم يا "حكمت " هانم
ضربتها "حكمت " بخفة على رأسها ثم قالت بحنو:-
_طب هو متكبر يقولي كدا إنتي بقى متكبرة أنا تيتا
هزت "يقين" رأسها بطاعة، بينما "حكمت" فـ أكملت:-
_يالا يا حبايبي روحوا ارتاحوا وبليل هقولكم حاجات مهمة عن أهلكم...
أصابهم الفضول، ما هو الشيء الذي تريد أن تخبره به، ظلت تنظر لها والفضول مرتسم على وجهها بشدة، بينما "جواد" فـ لا يهمه شيء غير توضيح ما سـ يحدث لـ "يقين"...
............................................
وأخيراً قدر أن يفتح الباب بيده، أصابته الصاعقة حين رأها مغشى عليها وحبات العرق متجمعة على وجهها، ترتعد بشدة، أنفاسها تخرج بصعوبة، صرخ بهلعٍ:-
_دكتور بسرعة يالا
بالفعل أسرعت موظفة لتتحدث مع طبيب الشركة المتواجد من آجل اتباع صحة الجميع أول بأول
حمل" شريف" "فرحة" واتجه بها نحو المكتب، وحين وصل ظل يمسك يدها ويدفئها لها، بتلك اللحظة دلف "محمد" زميلها والدموع في عينه متقيدة، بلهفة شديدة سأله:-
_مالها يا أستاذ "شريف"
ثم اقترب منها وأمسك يدها وقال بلهفة:-
_"فرحة" مالك ردي عليا أنا "محمد" سماعني...
حدق "شريف" به بغضب، أكلته النيران بداخله، صرخ به بانفعال:-
_"محمد" اطلع برا متهيالي "عادل" مشي يعني معندكش حاجه في الشركة
لم يستطع "محمد" ألا يغضب عليه، هذه صديقته، أصبح لا يطيقه، منذ أن جاءت للتدريب وهو يتعامل معها بأسلوب غير لأئق، بانفعال شديد رد على حديثه:-
_أظن مش إنت اللي بتدربني وأظن مش إنت اللي جايبني عشان تقول لي أمشي من ساعة ما جينا وإنت بتتعامل معاها بطريقة وحشة
انهى كلامه وكاد أن يحمل "فرحة" ولكن يد "شريف" منعته هو لن يسمح بذلك، لن يسمح أن يلمسها غيره، جذ على أضراسه ومن ثم قال بأمر:-
_اطلع برا عشان مارتكبش معاك جريمة!!!!!
ازدات الجمرات، من هو حتى يتحكم بصديقته هكذا، ازدات الغضب للدرجة التي جعلته يقترب من "شريف" حتى يمسكه من ياقة قميصه:-
_وسع من وشي "فرحة" مش هتقعد هنا تاني ومش هنيكي التدريب دا الأستاذ الكبير ومش عارفين خفى "يقين" فين وإنت وبتحارب صاحبتي وخلاص وأنا ومش عارف مين ملتزم بيا أصلا شركة ناجحة بالكدب
كان يستطيع أن يرد ولكنه تعامل مع الموضوع بصمت حيثُ دلف الطبيب مسرعاً حتى يفحص "فرحة"
بلهفةٍ شديد نطق "شريف" كلماته:-
_دكتور شوف مالها هي كانت نازلة في الأسنسير وفجاة عطل بيها
هز الطبيب رأسه بينما "محمد" فـ ظل يحملق بها والدموع مازالت في عينه...
أخيراً انتهى الطبيب من الفحص، نظر إلى "شريف" وقال بهدوء:-
_هي بس انصدمت من اللي حصل ليها وشوية وهتفوق
.................................................
استمعت "آيلا" لحديثه بكل إيجابيه، هي لا تنكر أنه أحزنها ولكنها سـ تفعل أي شيء من آجل هذا الحب
تنهدت بقوةٍ ثم قالت بضحك:-
_أنا كنت بهزر معاك صدقت ولا إيه؟
نظر لها بعدم تصديق، شعر بأنها تمثل هذا حتى لا تشعر بالإحراج، رد على ما تقول بهدوء:-
_قصدك إيه إنتي زعلتي ولا إيه؟!
هزت رأسها بلا ثم أجابته بكل برود:-
_لا بس كنت بشوف لو قولتلك كدا هتعمل إيه أصلي شايفاك عمال تقول لي كنتي فين كنت هقولك إن في حد متقدملي وبابي ومامي وافقوا وأنا بفكر
رد عليها بلهفةٍ:-
_سيبك من أمك وابوكي إنتي قولتي إيه...؟؟؟
لاحت بسمة السخرية على فمها ثم وبنفس النبرة قالت:-
_وإيه اللي مخليك ملهوف تعرف ردي دا يا صديقي...!!!
ابتلع ما في حلقه بكل هدوء ثم أجابها على ما سألته بتوتر:-
_مافيش بس فضول
هو لا يستطيع أن يعرف لما يريد أن يقتلها هي وعقلها الذي يفكر وهذا الذي تقدم لخطبتها، دقات قلبها تتزايد ومن كثرتها أصبح يرتعد بقوة
بتلك اللحظة هتفت بثقة:-
_طب قول لفضولك وعرفه إني وافقت عليه...
كور يده بشدة ثم هب واقفاً وقال:-
_طب يالا هوصلك عشان رايح لصحبي
................................
حدقت به ببرود، هي لن ترد عليه، هذا هو عقابه، سـ ترد له كل شيء، اليوم عرفت وتأكدت بأنها لا تستطيع أن تضيع حب حياتها، لقد كان معها في مراحل حياتها، طفولتها، ومراهقتها، والآن...
عاد يسألها وهو يصرخ:-
_ما تردي يا هـــانـــم...!!!!
هزت في رأسها ببرود ثم قالت بكل هدوء:-
_ممكن توسع عشان في ناس في الشارع وماينفعش اقف مع حد ما بحبهوش أصلاً
رفع حاجبه بقوة ثم قال بغيظ:-
_ما بتحبهوش!
جذ على أنيابه ثم قال بتحذير:-
_أوعي تتكلمي معايا بطريقة تخليني أمد أيدي عليكي أنا غلطان إني أعتبرتك عاقلة واتعملت معاكي وكأنك كبيرة
وضعت يدها على خصرها ثم قالت بضيق:-
_أوعى تتكلم عليا بالطريقة دي أنا مش صغيرة فاهم ولا لاء....
أمسك يدها ثم سحبها لداخل المدخل، ولكنها تركت يده بعصبية وقالت بانفعال:-
_وسع بقى عاوزة أمشي
أشار بعينه نحو السلم حتى تغير ملابسها ولكنها اصتنعت عدم الفهم:-
_بتشاور ليه في صرصار ولا حاجة يا أستاذ "منذر"
تنهد تنهيد عميق حيثُ فقد الصبر الذي يمتلكه، بأمر حدثها:-
_اطلعي غيري لشيلك واطلعك وأغير لك أنا...!!!
ضربت أقدامها بالأرض ثم اتجهت نحو السلم حتى تصعد ثم قالت بحنق:-
_مش هروح دروس خلاص قفلتني
ابتسم بسعادة ثم قال بكل برود:-
_أحسن برضه دا أحلى حاجة عملتيها
..........................
جلس بالغرفة المجاورة لغرفته، حدق بها حيثُ كانت واقفة بعيد عنه، تحملق بكل شيء في الغرفة...
يمكن يكون هذا المسكن الجديد أكبر بكتير من مسكنها القديم...
كان لا يستطيع أن يعبر عما بداخله، لا يعلم من أين يبدأ الحديث، كلما أرد قول شيء يعود ويصمت، ولكن تشجع أخيراً وقال:-
_"يقين" أنا....!!!
عاد وتوقف عن الحديث، أما عنها فـ نظرت له وهي مستعدة تمامًا لسماع حديثه، تريد أن تنتهي من تلك الدراما التي تحدث لها بسبب أبيها المصون...
هزت رأسها وكأنها تحاوره وتقول إنها تسمعه
أكمل حديثه بتوتر:-
_أنا آسف أنا غلطان أنا مكنش ينفع أعمل كدا معاكي
أنا كنت فاكر لما أجيبك وانتقم أبوكي هيتوجع..
ابتلع ما في حلقه وهو ينظر لملامحها التي انقلبت للسخرية بعد سماع كلمته الأخيرة.
واصل حديثه بحزن:-
_بس نسيت إن الأم اللي كلها حنين سابت ابنها عشان واحد هو بقى الأب الراجل اللي بيتعامل بعقله هيفكر فيكي، حسيتك شبهي لما قولتي إنه عمره ما هيزعل عليكي
ردت عليه بكل هدوء:-
_عشان كدا جبتني هنا...حسيت إن البنت اللي أبوها داس عليها والناس والكل المفروض متجيش عليها
هز رأسه بلا وأجابها بانفعال:-
_لا يا "يقين" بس حسيت إني شبهك وإن الصدفة اللي خلتني اعرف إنك موجودة هي اللي عاوزانا نتجمع بس أنا عمري ما تعملت مع ست لأني بشفهم كلهم زيها عشان كدا مش هعرف أكون صديقك ولا حتى حبيبك أنا بس هحترمك
هي لا تريد أن تكون صديقته ولا حتى حبيبته، تنهدت بكل برود ثم قالت بنبرة جادة:-
_يا باشمهندس إحنا لو صفينا لبعض هنرجع نكره بعض أنا هشوف فيك أمك اللي أخدت أبويا من حضن أمي وإنت هتشوف العكس
هز رأسه ثم قالت بنبرة تحمل النيران:-
_انتقامي وانتقامك واحد أنا وإنتي شربنا من نفس الكاس يا "يقين" عشان كدا أنا وإنت لأزم نتقم منهم هما....
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية صغيرة على الحب بقلم سلمى عيسوى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا