مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الثلاثون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثلاثون
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الثلاثون
زفر عادل للمرة الألف ربما وهو جالسٌ في سيارته خارج قصر عمار ،بعد أن هاتفه براء آمراً إياه بأن ينتظره هناك عندما كان في طريقه للعودة إلى القسم، وأمره أيضاً بأن يمنع الدخول والخروج منه لأيٍّ كان.
انتظر إلى الآن مايقارب النصف ساعة برفقة خطيبته سلاف ورجلين آخرين يعملان في القسم الجنائي.
لاحظت سلاف ضيقه فهمست له: اهدأ عادل، لا داعي لكلّ هذه العصبية.
زفر مرة أخرى مُبدياً انزعاجه قائلا: كيف لي أن اهدأ وأنا أقف أمام القصر منذ نصف ساعة ولا أعرف السبب؟؟ وهو الذي لم يكلف نفسه بأن يخبرني لمَ؟؟
اعتدلت في جلستها لتصبح قبالته وابتسمت ابتسامتها المميزة لتحدثه برقة: أنت تعلم أن براء لا يلقي أوامره جزافاً، وبما أنه طلب منا الانتظار هنا إذاً لابدّ من أنه وجد شيئاً هاماً.
ضغط على شفتيه بتفهم ثم أشاح بوجهه زافراً بملل: المشكلة انني أعرف.
هزت رأسها بيأس منه وماتزال محتفظةً بابتسامتها و أشاحت بوجهها للناحية الأخرى فلاحظت اقتراب سيارة براء بسرعةٍ غير اعتيادية، اختفت ابتسامتها وعقدت حاجبيها عندما رأت سيارتين كبيرتين تابعتين للقسم خلفه، فنكزت عادل في خاصرته لينتبه للأمر هو الآخر.
تبادلا النظرات المستغربة ثم ترجل كلاهما من السيارة، تزامناً مع وصول سيارة براء التي أوقفها بعشوائية على حافة الطريق ولم يهتم بإغلاقها او حتى إطفاء المحرك.
تقدم منهما مسرعاً ليصيح بهما وهو يهيئ سلاحه: هل خرج أي أحدٍ من القصر؟؟
أجابه عادل وهو مُقطبُ الجبين: لا ،مذ عدنا لم يخرج أحد، مالأمر براء؟؟؟
تجاوزه الأخير وهو يحثّ خطاه نحو القصر غير عابئٍ بإجابته.
التفت عادل إلى الرجال الذين تبعوه مع أسلحتهم المُجهزة، تبادل مع سلاف نظراتٍ مُترددة ثم أخرج سلاحه هو الآخر ،وانحنت سلاف إلى السيارة لتستخرج سلاحها هي أيضا ،ثم تبعا براء ورفاقه إلى الداخل.
دلف براء إلى القصر أمراً رجاله باعتقال كلِّ من تقع عينهم عليه من حرسٍ أو خدم، وتابع صعوده للأعلى وهو يعرف طريقه جيدا، تبعه عادل فوراً ،في حين بقيت سلاف مع بقية الرجال في الأسفل لتنفيذ أوامر براء.
وصل للطابق العلوي وفتح كل غرفةٍ تصادفه حتى وصل إلى غرفة يوسف، وقد عرفها من رائحة العطر الرجولي الذي فاح فيها، بحث داخلها فلم يجد أحداً ،توجه لخزانة ملابسه وفتحها فوجد الثياب مرتبةً ،صرّ على أسنانه بضيقٍ ثم خرج ليتابع بحثه عنه في الغرف الأخرى لكن لا أثر له.
كان عادل خلفه وهو حقاً لايعرف عمّن يبحث صديقه لكنه بقي ملازماً له كظله.
لم يجد ضالته في الأعلى فنزل للأسفل وهو خالي الوفاض وعلامات الضيق واضحة على مُحياه، وجد رجاله قد نفذوا أوامره بالحرف، وقد جمعوا كل الحرس والخدم وقاموا بتكبيل أيديهم للخلف.
صاح برئيس الحرس بنبرة مخيفة وقد وقف أمامه مباشرةً : أين يوسف؟؟؟
ارتبك الرجل المعني عندما رأى غضبه فلم يعرف بما يُجيبه، فانقضّ عليه ليمسك بتلابيبه وهو يعيد سؤاله مرةً أخرى بنبرة أقوى، عندما صدح صوت إحدى الخادمات قائلةً : لقد رأيت السيد يوسف خارجاً إلى الحديقة من باب المطبخ منذ فترةٍ قصيرة.
التفت نحوها كطلقةِ رصاص، ضيّق عينيه بتفكير ثم اندفع من فوره إلى الحديقة مُتجهاً مباشرةً إلى الباب الحديدي الصغير والذي سبق وأن وجده مُتوارياً خلف الأشجار ليجده مفتوحاً قليلاً.
ضغط على فكه بقوة ثم ضرب الباب بقدمه صارخاً باستياء: لقد هرب اللعين!!
تذكر لتوّه أن يوسف كان موجوداً في القصر عندما عاد هو إلى القسم ،لربما رآه عندما وجد كاميرا التسجيل بجوار غرفة عمار وهرب من فوره لعلمه بأن أمره قد كُشف.
لم ينتظر أكثر فعاد إلى الداخل ليأمر رجاله بجلب الجميع إلى القسم وإغلاق القصر وترك رجلين ليحرساه، وأمر ايضاً بإغلاق الباب الصغير بقفل.
..........
تابع طريقه للخارج فهرول عادل خلفه صائحاً : انتظر براء.
التفت نحوه فوقف عادل ليسأله لاهثاً: هلّا شرحت لي مالأمر ؟؟
نفخ بتعب ثم أجابه بنبرةٍ غشيها الغضب: يوسف هو الكوبرا، وهو شريك عليا في جريمتها، وأيضا هو من أمر بقتلي وقتل مدير المشفى.
جحظت عينا عادل حتى كادتا تخرجان من محجريهما صارخاً: ماذااا!؟؟
استغرقه الأمر ثانية ليستوعب ما قيل له ،ثم همس له تالياً: ولكن كيف عرفت أنه هو الكوبرا؟؟؟
استدار ليقابله بجسده قائلا بجدية: لديه وشم الكوبرا ذاته المرسوم على ذراع كلاً من سيمون وحازم، لكنه أكبر حجماً ومرسوم على كف يده الأيمن، أي أنه ذو مرتبةٍ اكبر من كلاهما.
رمش عادل وهو غير مصدّق لما سمعه، بينما أردف براء بسخط: لقد كان أمامي طول الوقت ولم أتعرف إليه!!
ربت عادل على كتفه متحدثاً : لا عليك براء ،سنجده بالتأكيد.
ثم أضاف بسؤال: أين هو سمير؟؟
أجاب بلا مبالاة: ذهب ليبحث عنه في جنازة عمار،وأنا متأكدٌ أنه لن يجده هناك.
اشاح بوجهه إلى الجانب فلفت انتباهه وجود سيارة يوسف ،جرى نحوها ليجدها مفتوحةً دون إغلاق ،بحث داخلها لكنه لم يجد مايفيده، اعتدل في وقفته ليضرب على سطح السيارة صارخاً بغل: أيها الوغد الحقير، سأجدك أينما هربت.
........................................................................
كانت جنازة عمار متواضعةً للغاية، فلم يحضر أيٌّ من المسؤولين أو رجال الأعمال ممن كانوا يُحسبون من أصدقائه، مما أثار دهشة أميرة التي كانت واقفةً برفقة ملك في ركنٍ منزوٍ ،مُرتديتان ملابساً سوداء كانت أميرة قد أرسلت عامل التنظيف في الشركة لشرائها.
حضر بعض الموظفين في الشركة إضافةً إلى بعض الحرس، وقفوا بجانب رجل الدين الذي كان يتلو بعض الآيات القرآنية فوق قبر عمار،وما إن انتهى حتى أهالوا فوق جثمانه التراب.
بأن التأثر واضحاً على أميرة وقد ذرفت الدموع عندما رأت أباها وهو يُدفن.
مسحت عبراتها بمنشفتها الورقية عندما دخل سمير إلى المقبرة برفقة بعض الرجال مما أثار دهشة الحاضرين.
انتبهت ملك لدخوله أيضا وقد وقف يجول بعينيه بين الحضور فهمست لأميرة: أليس هذا هو الضابط الذي تولى قضية والدك؟؟؟
نظرت أميرة إلى حيث أشارت لتجد سمير يتجه نحوها حتى وقف أمامها مباشرةً ليسألها بجدية: آنسة أميرة هلّا أخبرتني أين يوسف؟؟؟
انتبهت لتوها لغياب يوسف بالفعل عندما جالت بنظرها على المتواجدين بجانب القبر فلم تره، فأجابت بصوت بأن التأثر فيه: لا أعلم سيادة الضابط ،فأنا لم أره منذ الصباح.
قطب جبينه بانزعاج ليسألها مجدداً: متى كانت آخر مرة حادثته بها؟؟
ازدردت ريقها بوجل و تبادلت مع ملك نظرات قَلِقة لتجيب ثم نظرت إليه لتجيب: منذ حوالي الساعة، هاتفني ليبلغني بوصول جنازة والدي إلى المقبرة وأخبرني بأنه سيعرج عليّ لنحضر سوياً،لكن عندما تأخر اضطررت للقدوم إلى هنا بسيارتي.
زفر سمير بضيقٍ جليّ ثم أشاح بوجهه نحو الحاضرين الذين تابعوا إغلاق القبر وردم التراب فوقه، أعاد نظره إليها سائلاً بتحقيق : ألم تتصلي به لتسأليه عن سبب تأخره عنكِ.؟؟
بدأ القلق يساورها بسبب أسئلته الغريبة بخصوص يوسف ، بللت شفتيها لتجيبه على كلّ حال: نعم اتصلت به ،لكن هاتفه كان مغلقاً فاعتقدت أنه ربما سبقني إلى هنا.
رمقها بتفحص فقرأ الصدق في مقلتيها فأشار لها متفهماً ، تطلعت إليه لثوان قبل أن تسأله بتردد: مالأمر سيادة الضابط؟؟ لمَ تسأل عن يوسف؟؟؟
وقبل أن يجيبها صدح رنين هاتفه والذي ماكان سوى براء،فأجاب بنبرة تحمل الخيبة: نعم براء؟؟
خفق قلبها تلقائياً عندما سمعت اسمه وشعرت بالأمان ماإن حلّ ذكراه أمامها، فاستمعت باهتمام لحديث سمير الذي أجابه على سؤاله: لا لم نجده ،ولم يحضر إلى هنا أساساً.
أغلق الهاتف وهو يزفر بضيق ليلاحظ لتوه وجود ملك التي كانت تتابع مايحدث بانتباه بجانب أميرة، ارتخت تعابيره بتلقائية ليبتسم باقتضاب سائلاً : كيف حالك آنسة ملك؟؟
رمشت عينيها من تغيره المفاجئ، فأجابته بتوتر طفيف وهي تنقل نظرها بينه وبين أميرة: أنا بخير سيادة الضابط، شكراً لك.
هز رأسه متفهما وهو يرمقها بنظرات متفحصه كأنه يحفرها في خياله، حتى صدح صوت أميرة السائل بنبرةٍ أكثر قلقاً : سيادة الضابط أرجوك، هلّا أخبرتني مالذي يجري؟؟؟ ولمَ تسألون عن يوسف؟؟؟
تطلع إليها بتردد واضح ثم أجابها باقتضاب: أسرار تتعلق بالتحقيق آنستي، والآن اسمحي لي.
تحرك من أمامها فوراً بعد أن ألقى نظرة أخيرة ناحية ملك .
غادر مع رجاله تاركاً إياها في قلقها، زادت نبضاتها وهي تشعر بالخوف، أمسكت ملك يدها وصغطت عليها بدعم ،التفتت نحوها لتهمس لها: أنا خائفة ملك، مالأمر برأيك؟؟؟
ابتسمت لها ملك بتشجيع مُجيبةً بهمس مماثل: لا تقلقي أميرة، أعتقد أنه امرٌ متعلق بالتحقيقات كما أخبرك الضابط.
ازدردت ريقها بوجل وهي تشعر بالخوف والقلق قد تمكنا منها أكثر، تشعر بحاجتها للأمان والراحة لكنها لاتجدها.
..........................................................................
بعد انتهاء مراسم الدفن عادت إلى قصرها برفقة ملك التي آثرت ألا تتركها هذه الليلة وحيدةً ،لتتفاجأ بوجود حرس غرباء أمام القصر، حاولتا الدخول ليمنعاهما الحارسين لعدم معرفتهما المسبقة بأميرة، فاضطر أحدهما أن يتصل ببراء ليسأله بعد أن نال وابلاً من التوبيخ من ملك الغاضبة
..........
كان براء قد عاد إلى القسم ليضع خطةً محكمةً للقبض على يوسف واعتقاله، فعمد إلى تعميم اسمه على الحدود كافة ، و تمّ الحجر على طائرته الخاصة وسيارته أيضا.
وقف وسط مكتبه يعطي أوامره لعادل وسمير بتشكيل حواجز على كافة الطرق الفرعية والرئيسية وتعميم صورة يوسف عليها، فقد كان على يقين بأنه لم يخرج من بيروت العاصمة، وأنه مهما طال اختباؤه سيظهر بالتأكيد ،ولأجلها.
تحدث آمراً عادل: أريد مجموعة كاملة لتراقب قصر عمار وشركته ،اقسمها لقسمين اجعل قسما منها ظاهراً والآخر مخفياً، يوسف ذكي جداً يجب أن نتوقع منه أي شئ غير اعتيادي.
أشار له عادل بالإيجاب التفت جهة سمير ليأمره بأمر آخر عندما صدح رنين هاتفه والذي كان أحد الحرس المُنوط بهم حراسة القصر ليخبره بأن فتاة تقف أمام القصر تريد الدخول برفقة فتاة أخرى، لوهلة لم يترجم عقله مقصد الحارس، بينما صدح خلفه صوت فتاة غاضبة ويبدو أنها توبخهم ،عقد حاجبيه بريبة ليسأله: من تلك التي تصرخ بجانبك؟؟؟
أخفض الرجل الهاتف عن أذنه ليسألها بجدية: هلا أخبرتني مجددا من تكونين ياآنسة؟؟؟
وضعت يديها على خصرها لتجيب بترفع: أخبره أن اسمي ملك صديقة الآنسة أميرة.
سمعها براء بالطبع فضغط على فكه بقوة يالغباءك براء كيف نسيت أمر اميرة؟؟
أخبره الحارس بما قالته ملك،بينما كانت أميرة تقف بعيدا بخطوات قليلة وهي لاتكف عن ذرف العبرات، عندما رأت الحارس يتحدث مع أحد مرؤوسيه أنبأها قلبها بأنه هو، فتقدمت من الحارس بهدوء لتسأله بتردد: هل أستطيع محادثة رئيسك؟؟؟
بدى التردد واضحا على وجه الرجل لكنه أعطاها اياه ، ابتعد قليلاً عنه وضعت الهاتف على أذنها لتتحدث بنبرة باكية: سيادة الضابط براء؟؟؟
بينما كان هو يبحث عن حلّ معقول ليبعدها عن القصر أتاه صوتها الباكي فهدمت كل حساباته، خفق قلبه بشدة حتى كاد يخرج من مكانه، اختفى صوته لثوان ثم انتبه لوجود عادل وسمير معه ،ازدرد ريقه بصعوبة ثم ابتعد عنهما ليقف أمام نافذة مكتبه، أتاه صوتها منادياً باسمه هذه المرة دون تكليف: براء؟!!
ابتسم بخفه وهو يستمع لاسمه بنبرتها التي كانت كما المخدر بالنسبة لروحه، مخدرٌ يحفز دوبامين السعادة داخل أحشائه ليجعلها ترقص فرحا ،أغمض عينيه وهو يستمع لبحة صوتها المميزة وهي تعيد تكرار ندائها، اخذ نفسا عميقا ثم تحدث بصوت مبحوح: نعم أميرة ؟؟؟
كان وقع صوته مُنادياً باسمها مختلفاً لدرجة ابتسمت معها تلقائيا فأردفت بصوت خفيض: هؤلاء الرجال يمنعون دخولي إلى القصر، هلا افهمتني مالقصة؟؟؟
لثوانٍ طويلة لم يقطعها سوى صوت أنفاسهما، حتى ظنت أن الاتصال قد قٌطِع، فصاحت مجددا: براء؟؟ هل تسمعني؟؟؟
اتسعت ابتسامته اكثر وهو يتمتم: سأكون عندك خلال ربع ساعة.
دُهشت من نبرته الخفيضة فأتاها أمره تاليا: اعيدي الهاتف للحارس.
امتعض وجهها بوضوح من تقلبه المفاجئ فعادت إلى الحارس لتعطيه الهاتف ،ووقفت تنتظر مالذي سيأمر به .
أنهى الرجل محادثته مع براء، ليتجه بحديثه لها قائلا باعتذار : أنا اعتذر آنسة أميرة فأنا لم اكن اعرفك.
ابتسمت له بخفة، بينما تابع الحارس وهو يتنحى للجانب: بإمكانك الدخول والسيد براء قادم في الطريق.
أشارت له بالإيجاب ثم دخلت إلى القصر برفقة ملك ،التي لم تكف عن توبيخهم.
.............
أغلق الهاتف ثم التفت نحو رفيقيه متحدثاً بجدية وهو ينحني ليأخذ محفظته ومفاتيح سيارته: أنا ذاهب لقصر عمار، أميرة هناك مع صديقتها لوحدهما
جذبت كلمته الأخيرة انتباه سمير ،والذي توقع بحسبةٍ بسيطة أنه يقصد ملك،فانتفض من مكانه صائحاً به: انتظر براء انا قادم معك.
عقد براء حاجبيه بريبه في حين أن سمير لم يعطه الفرصة للرفض او حتى السؤال، فخرج مسرعاً من المكتب تحت أنظار صديقيه المستغربة.
........................................
وصل براء برفقة سمير إلى القصر وقد قاربت الشمس على المغيب، لم يسأله عن السبب الحقيقي لحضوره معه، فقد توقع - وبحنكته المعهودة- بآنه يعرف ملك .
كانت ملك في المطبخ تعد لأميرة كوباً من البابونج لتهدأ أعصابها عندما دلف كلاهما، رأى براء أميرة وهي تجلس في الصالة وحيدةً ، في حين بحث سمير عن ملك بعينيه فلم يجدها نفخ بإحباط جلي لاعتقاده أنها ربما رحلت.
توجه صوبها مباشرةً وقلبه يسبقه، وما إن وصل قربها وناداها باسمها رفعت انظارها لتقابل عيناه السوداء، كانت تحاوط جسدها بيديها كالأطفال، ظلت ساهمةً فيه لثوان لاتعرف عددها.
قُبض قلبه بشدة عندما رآى عيناها الذابلة ودموعها التي تحجرت في زاويتها،لاحظ شرودها به فاقترب منها بحذر شديد.
وقفت قبالته بهدوء مريب وظلت تبادله نظراته القَلِقة بأخرى جوفاء لا تعابير فيها ،ازدرد ريقه بصعوبة وقد اختفى صوته نهائيا حالما رآها.
زاد قلقه من هدوئها المخيف، كاد أن يتحدث عندما فعلت تالياً ماصدمه وأوقف نبضاته حرفياً.
لقد احتضنته....... بل وتشبثت به كرضيع يتشبث بوالدته خشية أن تبتعد عنه.
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا