مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل الخامس والثلاثون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الخامس والثلاثون
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل الخامس والثلاثون
انتهى حفل الخطبة البسيط أخيراً، غادر موكبهم عائداً إلى العاصمة بجميع من قدموا فيه ماعدا سمر التي بقيت مع عائلتها على أن تعود بعد يومين، فاقترحت أميرة على ملك بأن تحضر لتبات عندها بدلاً من أن تبقى لوحدها.
جالسةٌ إلى جانبه في طريق العودة وقد سيطر عليها القلق والتوتر، فهو لم يتحدث معها منذ أن حادثته تلك السيدة في شأن خطبتها، كانت تنظر إليه بتردد وتنفخ بملل كل لحظة، لم تعد تحتمل هذا السكون المُريب ،فالتفت نحوه بجسدها تسأله: مالأمر؟؟ لمَ كلّ هذا الوجوم؟؟؟
رمقها بنظرة بطرف عينه ثم عاد ونظر للأمام دون إجابة، ابتسمت بمكر وقد علمت سبب جموده، فحمحمت لتسأله مجدداً بنبرة حاولت جعلها جدية: إذاً براء، لقد رأيت إحدى السيدات قد تقدمت لتتحدث معك.
سكتت للحظة تتفحص انفعالاته قبل أن تضيف بحذر: ماالذي أرادته منك؟؟؟
طالعها لأكثر من ثانية بتفحص شديد فيما هي تُجاهد ابتسامتها الماكرة والتي لاحظها بذكائه، نظر للأمام من جديد وقد ابتسم بخبث هو الآخر فأجابها ببرود: لقد طلبت أن تخطبك.
ضغطت على شفتيها لتمنع ضحكتها ثم أضافت باستغراب مُصطنع: تخطبني أنا.؟؟
همهم مشيراً بالإيجاب فعقبت وهي عاقدةٌ حاجبيها: وماذا أجبتها؟؟
تنهد بعمق وسكت لثوان ليزيد من فضولها ثم أجابها بتهمل وهو يمط شفتيه: أخبرتها أنني سأسألك ثم أجيبها.
صدمها جوابه فعلاً، توقعت أن ينفجر فيها، أن يصرخ في وجهها ربما، لكن أن تكون هذه إجابته وبكل برود ؟؟؟ لا لم تتوقعها أبداً.
مرّت عليها ثوانٍ وهي ساهمةٌ في ملامحه بشرود، فلم تلحظ ابتسامته الماكرة ولا نظراته المُتسلية، البلهاء أعتقدت أنها ستثير غيرته لكنه قلب الطاولة عليها، نعم عزيزتي، إياكِ واللعب مع ضابط شرطة!!!
تحدث براء وهو يتصنع عدم الإكتراث : لا تقلقي، لقد سألتُ والد ملك عنه وقد أخبرني بأنه شابٌ خلوق، بالإضافة إلى أنه طبيب .
رفرفت بأهدابها وهي تهمس بعدم استيعاب: وهل توافق أن أُخطبَ له براء؟؟؟
رفع كتفيه بإجابة لامُبالية: ولم لا، إن كان شاباً ذو أخلاقٍ حميدة ومركزٍ مهم وعائلته......
لم يكمل عندما انقضت عليه بغتةً لتضربه على ذراعه وكتفه مُحاولةً الوصول إلى وجهه صارخةً فيه: أيها الأحمق، ومن قال لك أني أريد أن اتزوجه، أيها الأبله...
لم يعد يستطيع السيطرة على ضحكاته وهو يتحاشى ضرباتها، كاد يفقد السيطرة على السيارة لولا أنه تدارك الوضع واصطفّ على جانب الطريق بسرعه، يحمدُ الله أنه تذيّلَ الموكب وإلا لحدث
اصطدام لامحالة.
أمسك بكلتا يديها ليكبلهما سوياً صائحاً بها: وهو يقاوم ضحكاته: أهدأي يا مجنونه!!!
تلوت بين يديه وهي تهتف به بعصبيه: لا أريد، اترك يدي، من أعطاك الحق لتقرر حياتي ها؟؟؟
أجابها بوجهٍ جاد: ألستِ من أرسلها إليّ وأخبرتها بأنني ابن عمك ويجب أن تطلبكِ مني؟؟؟؟
رمشت عيناها وازدردت ريقها بحرج وقد خبت مقاومتها شيئاً فشيئاً،فتحدثت بتوتر: أنا....انا.....
لم تستطع المتابعه فعبست كطفلةٍ مُذنبة وأجفلت عينيها للأسفل.
راقت له ملامحها وهي تحاول أن تبرر فعلتها كالأطفال، لكن ملامحه لم تَلِنْ وهو يسألها مجدداً بجفاء: لمَ فعلتِ هذا أميرة؟؟؟
لم تستطع أن تجيبه لإنها ببساطة لاتعرف الإجابة ،نظرت إليه بتردد وهي تُجاهد في تحرير يديها منه لكنها فشلت، فهمست بضعف وهي على وشك البكاء: اترك يدي.
آلمه منظرها فتركها لتعود مكانها وهي تفرك معصميها دون أن ترفع ناظريها إليه.
........................................................................
كان عادل مُسابقاً لسيارة براء ،فلاحظ توقف سيارته على جانب الطريق، عقد حاجبيه بريبة في البداية فلاحظت سلاف ذلك ، استدارت لتنظر إلى سيارة براء ثم أعادت نظرها إلى عادل لتهمس له: لاتقلق عليه ،إنه معها.
نظر إليها بعدم فهم ليسألها: ماذا تقصدين؟؟
رمقته بنظرة مُتهكمة وهي تُعلق: لاتخبرني أنك لم تنتبه لملاحقة براء لأميرة طول النهار؟؟؟
عقد حاجبيه اكثر مُجيباً: بالطبع لاحظت ذلك، لاتنسي أنه يراقبها.
صاحت باستنكار: فقط؟؟
نفخ بنفاذ صبر: لا أفهم مقصدك سلاف،هلا وضحتي لي؟؟؟
اقتربت منه قليلا وهي تهمس له بثقة: أقصد يا عزيزي أن صديقك قد وقع في الغرام.
رفع حاجبيه بدهشة بائنة ناظراً لها فأشارت له بالإيجاب، ثم أعاد نظره إلى الأمام وهو يحلل حديثها في عقله، نظراً لكل تلك التقلبات التي مرّت على براء منذ بداية الجريمة خاصةً فيما يتعلق فيها، لربما إذاً سلاف على حق!!
.......................................................................
تأملها لبعض الوقت بتسلية طفيفة، فيما هي لم ترفع رأسها بعد، ثم عاد وسألها من جديد بنبرة هادئة لكنها حازمة: لمَ فعلتِ هذا أميرة؟؟
رفعت عينيها بتردد فيما أضاف: لمَ أخبرتِ تلك السيدة بأن تطلبكِ مني؟؟؟
أرادت أن تصرخ في وجهه بأنها فعلتها لتثير غيرته لكنها لم تستطع، فتولت عيناها تلك المهمة.
قرأ في غاباتها حباً صادقاً ،الآن أصبح متيقناً من هذا لكن هذا لايكفيه، بيد أنه لايستطيع إجبارها على الإعتراف لأنه ببساطة لن يتمكن من مُبادلتها الإعتراف مادام يوسف طليقاً.
مرت لحظات حتى يأس من إجابتها فأشاح بوجهه عنها ،أشعل المحرك وكاد أن يتحرك عندما همست: أردت أن أُغيظك.
شرد أمامه ليتحدث بلطف دون أن ينظر إليها وقد لانت ملامحه : وأنا كذلك.
تجعد جبينها بعدم فهم في حين تابع: أخبرتُ السيدة بأنك لا تستطيعين الزواج الآن.
أدار المقود لتتحرك بهم السيارة على الطريق ولم يتابع حديثه، فسألته بخفوت: والسبب؟؟
طالعها بتسلية هامساً: وهل يهمك السبب؟؟
ابتسمت بفرح وهي تشير له بالنفي، اشاحت بوجهها للأمام ففعل المثل، ثم زاد من سرعته ليلحق ببقية السيارات وقد اقتربت الشمس من المغيب.
........................................................................
وصل الموكب إلى العاصمة مع غروب الشمس، ثم تفرقوا ليمشي كلاً منهم في طريق مختلف، أخذ سمير خطيبته إلى منزلها لتجلب بعض الأغراض ثم يوصلها بعدها إلى قصر أميرة، بعد أن رفضت دعوته لها على العشاء مُتعللةً بتعبها طول النهار على أن تعوضها له في الغد فوافق على مضض.
دلفت سيارة براء إلى القصر ،فنزلت أميرة بعد أن شكرته، فيما ترجل هو الآخر ووقف مُستنداً على السيارة ينتظر دخولها، سارت بضع خطوات ثم التفتت إليه لتسأله بتردد: هل ...هل تودّ الدخول؟؟
ابتسم وهو يعتدل في وقفته هامساً لها: وهل ترغبين بدخولي..؟؟
رددت بسرعة وعفوية: أجل أحب أن تدخل.
انتبهت لنفسها ولهفتها فأخفضت انظارها بخجل، اتسعت ابتسامته وهو يتقدم نحوها ثم أشار لها بيده لتدخل ويتبعها.
جلس على إحدى الآرائك فيما جلست أميرة على أخرى قريبة، توجهت آمال إلى المطبخ لتتركهما وحدهما،ليسود الصمت للحظات شعر بأنها فقط تريد أن تتحدث معه، لكنها لم تجد بعد حديثاً لتبدأ به، فسألها هو : أخبريني أميرة؟؟
رفعت رأسها موليةً إياه كل اهتمامها فأردف: مالمهنة التي كنتي تحلمين أن تمارسيها عندما كنتِ صغيرة؟؟
زمت فمها بتفكير ثم أجابت: أتعلم؟؟ كنت دائماً ماأحلم بأن أصبح كاتبةً روائية وكنتُ أشعر بأنني موهوبة، لكنني لم أجد الوقت الكافي لأنمي موهبتي .
ابتسم بخفه وهو يردف: وهل جربتي الكتابة من قبل؟؟
أشارت له بالإيجاب فأضاف: هل أستطيع أن أقرأه؟؟
بدى التردد على مُحياها فتابع بتشجيع: هيا، لربما أكون أنا أول المعجبين بقصصك.
ابتسمت باتساع وهي تقف لتتجه إلى الدرج مُسرعةً، غابت لبضع دقائق ثم حضرت وهي تحمل في يدها دفتراً صغيراً وجلست بجانبه لتناوله إياه، أشار لها نافياً : لا أميرة، أريدك أن تقرأيها أنتِ.
ترددت بدايةً لكن نظراته لها كانت مُشجعةً ،أخذت نفسا عميقا ثم فتحت دفترها لتقرأ له قصة كانت قد كتبتها منذ فترة ليست بالطويلة.
.........................................................................
وقف يوسف أمام صندوق أفعاه الأليف، والتي وقفت قبالته بكبرياء مُتخذةً وضعية الهجوم، وقد كان خلفه أحد رجاله والذي كان مُكلفاً بمُراقبة أميرة، بعد أن أخبره بشأن مغادرة براء برفقة أميرة وغيابهما اليوم بطوله.
سأل رجله بهدوء مخيف: إذاً، لقد كانت برفقته طوال اليوم؟؟
أشار له الرجل إيجاباً دون أن يتحدث، فشرد في ذكرى قريبة، عندما طلب إليها إن يخرجا في رحلةٍ ترفيهية فرفضت مُتعذرةً بجامعتها وشركتها،والآن تخرج معه بكل أريحية.
تنفس بعمق وهو يهمس لنفسه: وكأنه لم يكفني التوبيخ الذي نلته من المجلس الأعلى، لتأتيني أخبار هذا اللعين لتزيد شقاءي.
سكت للحظة ليتابع : أعتقد أنها لم تفتح هديتي إذاً،وإلا لضاعف براء عدد الحرس حولها.
ضيّق عينيه لثوان ثم التفت نصف التفاته نحو الرجل ليحدثه من فوق كتفه: اذهب فوراً إلى خالد وأخبره بأن يتجهز ،في الغد سننهي كل شئ.
أشار له بالطاعة ثم خرج، ليترك يوسف وهو يتأمل أفعاه، حرك رأسه لتقلده ،انشق ثغره عن ابتسامة شيطانية وهو يحدثها: لقد حان دورك عزيزتي، هل انتي جاهزة؟؟
وكمن فهم كلماته،أخرجت الأفعى لسانها لتحركه أمامها وكأنها تخبره بأنها مُستعدة لفعل كل مايلزم، لتُريح صاحبها.
...................................................................
أنهت أميرة تلك القصة القصيرة والتي روتها لبراء، نظرت إليه بابتسامة خجولة هامسةً: ما رأيك؟؟
ابتسم باقتضاب وهو يتمتم: حسنا،إنها قصة رائعة ومفرداتها جميلة، لكن برأيي ينقصها الإحساس.
رفعت حاجبيها بدهشة من حديثه فسألته: ماذا تقصد ؟؟؟
أمال رأسه للجانب وهو يتحدث: أتعرفين ماهو المكون السري في روايات وقصص الأدباء والكُتاب المشهورين ؟؟؟
حركت رأسها للجانبين بإنكار، فأجابها: الألم.
بدى عليها عدم الفهم فيما أردف: يجب أن تشعري بالألم لتكتسب رواياتك إحساساً مُرهفاً يقتحم مشاعر القارئ.
عقدت حاجبيها بعدم فهم فتسائلت : أتقصد الألم الجسدي؟؟
أشار نافياً بابتسامة صغيرة هامساً: لا ،أقصد ألم الفقدان،أو ألم الحب بمعنى أدق، فهل سبق وأن شعرتي بألم الحب أميرة؟؟؟
رمقته بنظرة متفحصه لعدة لحظات ثم سألته بغتةً: وهل جربت أنت هذا الإحساس؟؟
حرك رأسه إيجابا بشرود لتضيف: أخبرني كيف كان؟؟؟
طالعها بغموض للحظة، وفي اللحظة التالية امتدت يده لتقبض على عنقها بكلِّ قوته، اتسعت عيناها بصدمة من فعلته إلا أن حديثه تالياً زادها صدمةً عندما أردف: أخبربني بمَ تشعرين أميرة؟؟
لم تستطع أن تجيبه بسبب قبضته القوية، شعرت فعلاً بالاختناق فنظرت إلى عينيه تتوسله لكنه لم يأبه، بل تابع حديثه: هل تشعرين بالاختناق؟؟
أشارت له بالإيجاب وهي تفتح فمها تُجاهد بالتقاط أنفاسها، رفعت يديها لتحاوط يده التي تقبض على عنقها تحاول أن تحررها، فصاح بها وهو يضغط على أسنانه: هل تريدينني أن احرركِ؟؟
أشارت إيجاباً وهي تربت على يده بكفيها، فتابع: هل تستطيعين أن تُحرري نفسك ما لم أحرركِ أنا؟؟
حركت رأسها بإنكار وهي تشعر فعلاً بأنها على حافة الموت خنقاً، حررها فجأةً ليضمها إلى صدره بقوة هامساً لها في أذنها بنبرة مُعذبة: هذا هو شعور الألم من الحب أميرة.
لم تستوعب بعد أنه تركها، سعلت في صدره وهي تشهق بقوة ،حتى أتتها كلماته تلك فتنبهت حواسها كلها معه، في حين أضاف بخفوت : يجعلكِ تشعرين بالاختناق، تُجاهدين لتأخذي أنفاسك لكنك لا تستطيعين، تتوسلين للتحرر منه لكن توسلاتك ودموعك ستكون بلا فائدة.
لمَ تشعر بأنه عاشقٌ مُعذب مُلتاع؟؟؟ ظلت تفكر في كلماته التي ولجت قلبها دون سابق إنذار، وهي تزدرد ريقها بصعوبة جمّة.
بينما هو يحاصرها بين أضلعه ويغمض عينيه بألم، هل حقاً تسأله إن كان قد تألم من الحب؟؟؟ لو أنك فقط تعلمين أنكِ سبب كل عذابي ياأميرتي، لو ؟؟؟
تمالك نفسه ليبعدها عن أحضانه وهو يتأمل وجهها وتلك العلامات التي سببها لها على رقبتها،ازدرد ريقه بصعوبة وقد بان الألم واضحاً على مُحياه وهو يهمس لها : أعتذر إليك.
طالعته باستغراب شديد فيما تحدثت بأولى كلمات خطرت على ذهنها بعفوية: لمَ أشعرُ بأنك تسكن جدران ذكرياتي؟؟
توسلتها عيناه بألا تتابع لكنها لم تفهم إشارته فأضافت بهمس خافت : حتى إذا غلبني سلطان النوم أراك تحتلُّ أحلامي؟؟؟ لمَ أهربُ دائماً من عالمي لعزلتك؟؟ من نفسي إلى أحضانك؟؟ مني إليك؟؟
ظلّ للحظات يرمقها بنظرات غير مفهومة لها، رفع يده يريد أن يلمس وجنتها فيما أغمضت عينيها وهي تنتظره أن يفعلها، لكنه لم يتجرأ، لم يستطع أن ينكث عهده لنفسه بألا يلمسها حتى يتخلص من يوسف.
كوّر يده ثم انتصب واقفا في اللحظة التالية، ففتحت عيناها بصدمة ، رفعت رأسها لتراقبه وهو يتمتم: أراكِ في الغد.
ثم خرج دون أن يضيف كلمة أخرى، مما زاد من استغرابها منه ومن تصرفاته، مررت يدها على شعرها ودفنت وجهها بين يديها، انتبهت بعد لحظات قليلة على صوت هاتفها مُعلناً عن رسالة قصيرة، بحثت عن الهاتف في حقيبتها لتفتحه فإذا بها برسالةٍ من براء ،قد كتبَ فيها(( رقيقةٌ أنتي ،كبتلةِ ياسمين تفتحت هذا الصباح،أخشى أن ألمسها فأؤذيها)))
....................................................................
أرسل إليها تلك الكلمات التي خطّها قلبه قبل أنامله، أغلق الهاتف ثم أعاد ظهره للخلف وهو يضغط برأسه إلى الكرسي خلفه، ماذا يجري معك براء؟؟؟ لم تعد تتحكم بقلبك ولا بتصرفاتك؟؟
فتح عينيه وهو يزفر باختناق جليّ ،لم يعد يحتمل الانتظار بعيداً عنها، لقد كانت هنا وبين أحضانه لكنه لم يستطع أن يصرخ ويخبرها بحبه الدفين لها، يقسم أنه كان بُعيد شعرةٍ عن الاعتراف لكنه لم يستطع!!!
تنفس بعمق وهو يدير رأسه ليرى ملك وهي تدخل إلى القصر ،أدار سيارته خارجاً و هو ينتوي الذهاب إلى منزل والده لحاجته للثياب النظيفة، فهو لم يعد إليهم منذ أن عرفها عليهم.
بينما هو يقود السيارة شعر بصوتٍ مُريب فيها، ركنها على جانب الطريق ثم نزل ليتفحصها، لم يعرف ماعلّتها لذا اتصل بعادل ليأتيه ويسحبها معه إلى أقرب محل تصليح سيارات.
...................................................................
جلست ملك وهي تشعر بالغرابة بعد أن قرأت الرسالة التي أرسلها براء لأميرة، بعد أن قصّت على مسامعها
ماحدث بينهما.
رمشت عيناها وهي تقول لأميرة: لاأعلم ،ولكن ماأراه وقرأته في هذه الرسالة ،إنه غزلٌ صريح!!!
رفعت انظارها لتقابلها متحدثةً بهمس: أعلم هذا.
ثم مدت يدها إلى حقيبتها لتخرج الرسالة الأولى التي أرسلها إليها بالأمس لتعطيها لملك، والتي زاد استغرابها من تلك الكلمات التي تقرأها، التفتت إلى أميرة قائلةً: أميرة، إن كلماته هذه اعتراف منه بأنه يحبك!!!
اجفلت عينيها للأسفل لتجيبها بشرود: أعلم، لكنني لا أفهم السر وراء عدم اعترافه لي صراحةً.
أغمضت عينيها بقوة لتضيف: أنا تائهة ملك، أشعر بأنني ضائعة.
ربتت ملك على كتفها بدعم هامسةً لها: لا تفكري في الأمر كثيراً أميرة، من المؤكد أن له عذره، اصبري قليلاً وأنا متأكدة من أنكِ ستفوزين في النهاية.
أشارت لها بالإيجاب، ثم استندت عليها لتصعد إلى غرفتها علّها تستطيع أن تنام،ولو أنها على يقينٍ من أنها لن تفعل!!!!
................................................................
من المؤكد أن صعودها إلى غرفتها كانت فكرةً بمنتهى الغباء، لم تستطع النوم لإنها ببساطة ماإن تغمض عيناها حتى تقتحم مخيلتها صورة عينيه بعد أن ضمها إليه، ونبرة صوته المُعذبة .
زفرت باختناق وهاهي تجلس في الصالة الكبيرة وحدها، بعد أن هجرها النوم فهجرت الفراش بدورها، فكرت وفكرت وفكرت، لكنها لم تصل إلى نتيجة.
مسحت على وجهها عندما شعرت بحركة خفيفة آتيةٌ من الدرج، تطلعت لتتفاجأ بملك وهي تنزل الدرجات مُرتديةً ملابس العمل، تفاجأت الأخيرة بها أيضاً فهتفت بسؤال: لمَ أنتِ جالسةٌ هكذا أميرة؟؟؟
تمعنت في وجهها اكثر وهي تضيف : لم تنامي ،صحيح؟؟
أشارت لها بالإيجاب لتسألها بدورها: إلى أين انتِ ذاهبة في هذا الوقت المُبكر ملك؟؟
اقتربت منها وهي ترسم ابتسامة بسيطه على شفتيها قائلة: هناك شُحنةٌ ستصل اليوم ويجب أن أكون هناك لحظة تسليمها،أم أنكِ نسيتي؟؟؟
أغمضت عينيها للحظة قبل أن تردف: نعم بالفعل، لقد نسيتُ أمر تلك الشحنة تماماً.
تحدثت ملك وهي ترفع حقيبتها على كتفها: ادخلي إلى غرفتكِ عزيزتي ،أريحي جسدك قليلاً ولا تنسي أن هناك اجتماعاً يجب أن تحضريه.
تنهدت بتعب ثم اهدتها ابتسامةً لم تصل إلى عينيها، راقبت ملك حتى خرجت ثم قررت الصعود إلى غرفتها،فمازال الوقت باكراً على كلِّ حال.
صعدت الدرجات بتأنٍ ،لكنها توقفت أمام غرفة والدها، اشتاقت إليه بشدة فتقدمت ناحية الباب لتفتحه، تنفست بعمق وهي تقاوم دموعها بينما عيناها تتفحص الغرفة، خطت ناحية السرير الكبير ،كان على الطاولة الصغيرة بجانبه صورةٌ كبيرة لها ولوالدها وهو يضمها إلى صدره بحنان.
حملت الصورة وهي تبتسم بحزن،ضمتها إلى صدرها وهي تتوسد السرير، نامت على جانبها الأيمن للحظات وهي تزيد ضمّ الصورة إلى صدرها ،أغمضت عيناها بقوة ثم انقلبت على ظهرها ،فتحت عيناها لتطالع السقف الخشبي بشرود لعدة لحظات، لكنها انتبهت على أمرٍ غريب.
كان في السقف فوق السرير مُباشرةً شقٌ رفيع ، عقدت حاجبيها باستغراب ثم اعتدلت في جلستها ورمت الصورة على السرير بإهمال.
ناظرت الشق بتفحص جليّ ،ثم وقفت فوق السرير، مدّت يدها للأعلى لتتفاجأ بأن يدها لامست السقف، تلمست الشق بحذر، انتبهت لتوها بأن الشق ممتدٌ ليأخذ شكل مربع ، تجعد جبينها وهي تمدُّ يدها الثانية لتضغط على المربع فتفاجأت به ينضغط للأعلى، أصابها الخوف فتراجعت للخلف مُحررةً إياه.
فُتِحَ المربع لتعلم لتوها بأنه منفصلٌ عن باقي الخشب الذي شكل السقف، تحررت ثلاثة أضلاعٍ منه، في حين بقي الضلع الرابع مُعلقاً بالسقف.
توسعت عيناها وهي ترى أمامها حقيبةً جلديةً سوداء صغيرة، ازدردت ريقها بتوتر وهي تقترب منها بحذرٍ شديد.
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا