مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتب علي اليوسفي؛ وسنقدم لكم الفصل التاسع والثلاثون من رواية أشلاء بقلم على اليوسفى هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمليئة بالكثير من الغموض والأكشن والعشق.
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل التاسع والثلاثون
رواية أشلاء بقلم على اليوسفى - الفصل التاسع والثلاثون
جالسةٌ في رواق المستشفى الطويل على كرسي الانتظار الأزرق، محاوطةً جسدها بيديها وتحرك جسدها للأمام والخلف بحركةٍ رتيبة مُقلقة، شاردةٌ في نقطة في الفراغ، لا ترمش إلا لتسقط دمعتها الحزينة .
كان سمير ينتظر عند باب الطوارئ وهو يشعر ببركان من الغضب يغلي داخله، يبتهل إلى الله بأن يحمي براء ويساعده،خطا عدة خطوات أمام الباب العريض حيث غاب براء مع عدد من الأطباء خلفه مذ وصلوا، ولغاية الآن لم يتكرم أحدهم ليخرج ويطمئنه.
لاحت منه التفاتةٌ نحو تلك الواجمة، أشفق قلبه عليها، لقد كلف عادل بأن يهاتف ملك ويخبرها علّها تأتي وتواسيها، فيما هو يفكر سمع صوت ملك المُنادي: سمير،أميرة!!!
عدت ملك راكضةً نحو أميرة لتضمها إليها، لكن الأخيرة لم تحرك ساكناً بل ظلت على شرودها مما أقلق ملك، استقامت من مكانها ومشت ناحية سمير تسأله: مالها أميرة؟؟؟ لمَ هي على هذه الحال؟؟
ابتسم باقتضاب وهو وهو يربت على كتفها بخفة: لا تقلقي حبيبتي،هذا من أثر التعب فقط.
التفتت نحوها لتهمس كمن لم يصدق: هل رآها طبيب ما؟؟ لإن حالتها مُخيفة؟؟
تنهد بتعب وهو يشير برأسه نافياً: لا ،لم تقبل بأن يكشف عليها أي طبيب، كان كل همها أن ينقذوا براء.
زمت فمها بعدم رضا وهمّت بالاعتراض، لكن قاطعها فتح الباب وخروج أحد الأطباء من الداخل، انتفض سمير من مكانه ليسأله بلهفة: طمأني أيها الطبيب، كيف حاله الآن؟؟
خلع الطبيب كمامته الطبية ليتحدث بعملية: اطمئن لقد استطعنا إنقاذ حياته لغاية اللحظة، لكنه للأسف دخل في غيبوبة.
شهقة مُرتعبة فلتت من فم ملك ،فيما أصاب الجمود سمير ليهتف بجزع: غيبوبة؟؟ لماذا؟؟؟
اعتدل الطبيب في وقفته، ليتحدث بجدية حسب خبرته الطبية: سيدي،سم أفعى الكوبرا يستهدف الجهاز العصبي للإنسان،أي أنه سيؤثر إجباراً على وظائف الجسد الحيوية، لقد تمكن السم من جسد سيادة الضابط مما تسبب في انخفاض معدلات ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم ،وبالتالي دخل جسده في غيبوبه كإجراء احترازي منه، لم يستطع الإفاقة منها حتى بعد إعطائه المصل المُضاد للسم.
بدى سمير كالتائه وهو يستمع لحديث الطبيب ،فتمتم بأسىً: ومتى سيستفيق؟؟؟
- سيتم وضعه تحت المراقبة لمدة أربع وعشرين ساعة، لنرى بعدها.
رفع يده ليربت على كتفه بدعم: جسد سيادة الضابط قوي، سيقاوم السم فلا تقلق.
تحرك الطبيب من أمامه تاركاً إياه شارداً في حديثه، نعم يعلم أن براء قوي،لكن هذا لم يمنع قلقه.
لم تحرك ساكنا مذ خرج الطبيب، فقط توقفت عن حركتها الرتيبة لتستمع إلى ماقاله دون أن ترفع ناظريها إليهم، شعرت بنغزة عظيمة في قلبها حينما علمت بأمر دخوله في غيبوبة، تقدمت ملك لتجلس إلى جانبها هامسةً لها بتقوية: لقد سمعتي الطبيب أميرة، سيكون بخير فلا تقلقي.
رفعت رأسها لتناظرها بوجوم، لاتقلق؟؟ هل من المفترض أن تطمئن بمجرد سماعها لهذه الكلمة؟؟ توأم روحها مُسجىً في الداخل في غيبوبة وهم يخبروها بألا تقلق!!!
اكتفت فقط بتنهيدة مُتعبه خرجت من فمها، ثم عادت إلى حالها الأول.
...........................................................................
تمّ القبض على رجال يوسف بعد تبادلٍ لإطلاق النيران مع رجال سمير، قُتِلَ بعضهم فيما جُرح بعض رجال الأمن ومامن حالةٍ خطرة، وتمّ نقل جثمان يوسف إلى المشرحة.
أُلقي القبض على خالد أيضا، الذي اعترف أنه مسؤولٌ عن تجنيد الشباب لخدمة مصالح الكوبرا، وترويج المخدرات بين الشباب والمراهقين.
كما اعترف أيضاً بأنه قد دسّ _ وبأوامر مباشرة من يوسف _ رجلين ليقوما بخطف عليا من المستشفى، وقد التعامل معهما من قبل مؤمن ورفاقه، وايضاً تمّ تحرير زوجة غالب وابنته.
أعلم عادل والدي براء بنبأ دخوله المشفى ،فأصرّا على ان يذهبا إليه ولم يمنعهما تأخر الوقت.
.. . ........................................................
انتصف الليل وهي ساكنةٌ على حالها، لم تحرك ساكنا ولم تنبس بحرف، فيما ملك تراقبها بقلق وهي مُستندةٌ على الحائط قربها، لا تشعر بالراحه من جلوسها هكذا، حتى أنها كفت عن البكاء.
تقدم سمير الذي كان يحمل مشروباتٍ باردة باقتراح من ملك ذاتها، هرولت ملك حتى أخذت منه كوباً من العصير وابتسمت له بامتنان،ثم سارت لتجلس بجانب أميرة، رفعت الكوب أمامها هامسةً لها: أميرة، عزيزتي يجب أن تشربي هذا.
لم تقم بأية ردّة فعل ولم ترمش حتى، لولا صوت أنفاسها لاعتقد الناظر إليها أنها تمثال حجري.
كادت ملك أن تعيد الكرّة علّها تقتنعها عندما جذب انتباهها صوت ضجةٍ قريبة، وقفت مكانها وهي تطالع سمير بقلق، ثم وجهت أنظارها إلى الرواق حيث ظهر الطبيب محمد عادل بكرسيه المُدولب يدفعه عادل، وبجانبهما كانت تمشي زينب التي هرولت ماإن رأت سمير لتهتف: أرجوك أخبرني يابني،كيف حاله الآن؟؟
علمت ملك أنهما والدي براء، فيما تنبهت أميرة لصوت زينب وارتجف جسدها تلقائياً، لكنها بقيت على وجومها.
ابتسم سمير باقتضاب ليجيب وهو ينظر إلى والد براء الذي وقف بجانبه للتو: إنه بخير لاداعي للقلق، لقد تمّ إعطاؤه المصل المُضاد ،وهو الآن تحت المراقبة.
هتف والده بجزع: أرجوك يابني أريد أن اطمأن عليه، لن يرتاح قلبي مالم أراه بعينيّ !!
تحدث سمير محاولاً تهدأته: صدقني ياعم إنه بخير، لكنه في العناية المشددة الآن ولن يسمحوا لكم بالدخول إليه
.
تهدل كتفاه بقلقٍ طبيعي ناجم عن عاطفة أبوةٍ صادقة، ورغم شعورها بالأسى هي الأخرى إلا أنها همست لزوجها وهي تربت على كتفه بدعم: لا بأس عزيزي، المهم أنه بخير.بابتسامة بلاستيكية.
رفع رأسه إليها لتهديه ابتسامةً مُطمئنة، فهز رأسه موافقا رغم عدم اقتناعه، لكن مابيده حيلة.
تقدم عادل ليهمس لسمير بأمر ما، ثم حرك رأسه بالإيجاب والتفت صوب والد براء: يجب أن أذهب الآن لنستكمل التحقيق، لكنني سأعود في الغد لأراه.
..............................
غادر عادل وسمير المشفى، ليبقى والدي براء وملك التي تعرفت إليهما وعرفتهما بنفسها.
لاحظت زينب للتوّ جمود أميرة المخيف، استغربت هيأتها وقد قدرت _،بحكم خبرتها الطبية _ بأن أميرة قد دخلت في حالة صدمة.
تقدمت نحوها بحذر لتهمس: مرحبا.
تعرفت على نبرتها المميزة فوراً ، رفعت رأسها ببطء شديد، طالعتها بغموضٍ لعدة لحظات قبل أن تهمس بنبرة لاروح فيها: أنتِ لستِ والدته الحقيقية، أليس كذلك؟؟
رفعت زينب حاجبيها باستغراب فيما أردفت الأولى: لو كنتي والدته الحقيقية لما حضرتي لتحدثيني،وأنا ابنة من دمّر حياتك، صحيح؟؟
خمنت زينب أن أميرة قد علمت بالحقيقة، استدارت لترى زوجها مُنشغلٌ في الحديث مع ملك، التفتت إليها من جديد وهي تتمتم: هلّا رافقتني لنتحدث خارجاً؟؟
لم تعارضها،بل وقفت لتمشي بجانبها بخطواتٍ ثقيلة ،يُخيل إلى من يراها أنها جثة، تعابيرها غادرتها الحياة، حتى الدموع غادرت عينيها،كأنها لم يعد بها المزيد لتغسل قلب صاحبتها.
......................................
وصلتا إلى الاستراحة المُلحقة بالمشفى، والتي كانت في الطابق ذاته، جلست أميرة إلى كرسي ما لتجلس زينب على آخر مقابلها، شبكت يديها على الطاولة أمامها لتطالع وجه أميرة المُجهد،وعينيها التي تبحث عن الحقيقة فتمتمت بجدية: مالذي تريدين معرفته أميرة؟؟؟
بللت شفتيها لتسألها بخفوت: هل ماسمعته صحيح؟؟ هل حقاً والديَّ من آذى عائلة براء؟؟؟
عقدت حاجبيها لتتفحصها مُتحدثةً: لا أعتقد أن براء هو من أخبرك، أليس كذلك؟؟؟
هزت رأسها نافيةً بخفة فأردفت: لقد علمتُ هذا، لم يكن براء ليخبرك مهما حدث.
ازدردت ريقها بتوتر وهي تسألها بتردد كمن يخشى من الإجابة: لمَ لمْ يخبرني؟؟؟
رفعت كتفيها بقلة حيلة لتجيبها ببساطة: لا أعلم ولم يخبرني، لكن وعلى حسب معرفتي ببراء،أستطيع أن أجزم أنه خشي عليكِ من الصدمة.
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تردد: أي أنه لم يكن يريد الانتقام مني لما فعله والداي، صحيح؟؟
امتدت يدها لتمسك بيد أميرة مقاطعةً إياها بسرعة: قطعاً لا، عزيزتي براء يحبكِ منذ نعومة أظفارك، لقد تعذب في بُعدكِ كثيراً وعندما وجدكِ لم يكن على استعدادٍ بأن يخسركِ مجدداً أبدا.
أخفضت صوتها لتضيف بهمس: لقد خشي أن تبتعدي عنه إن علمتي بماضي والديكِ مع عائلته.
همست بصوتٍ لايكاد يُسمع: هل هو من أخبرك بهذا؟؟
ضغطت على يدها بحنان وهي تشير لها بالنفي: لا ،لكنني أعرفُ طريقته بالتفكير جيدا.
ربما هو أيضاً على علمٍ بطريقة تفكيرها، فهي الآن تفكر جدياً في الابتعاد عنه، ربما قد يتعذب بفراقها لكن هذا خيرٌ له من أن يتعذب وهي بقربه، لربما ينساها رغم تيقنها من استحالة ذلك ،ولكن فليحاول.
...................................... ..................................
لم يستفق في اليوم التالي، إلا أن الطبيب طمأنهم عنه ،وقد أخبرهم بأنه سيتم نقله إلى غرفة عادية بحلول المساء بانتظار استفاقته من الغيبوبة.
غادرت أميرة المشفى قبل أن يتم نقله ،لم يكن بها الجرأة لأن تراه وهو ضعيف على سرير المرض، ولجت غرفتها لتجلس على السرير بتعب، لمحت حاسوبها المحمول مُلقىً بجانبها إضافةً إلى الحقيبة ومحتوياتها.
حملت الحاسوب لتضعه في حجرها ثم فتحته، ولجت إلى القرص حتى ظهرت المربعات الأربعة ،لم تفكر مرتين وهي تطبع أحرف اسم عليا فيها وياللمفاجأة.... إنها كلمة السر الصحيحة!!!
لم تتغير تعابيرها الواجمة وهي تتفحص محتوياته، كانت عبارة عن عدة ملفات، أهمها كان رسالة طويلة من والدها موجهةً إليها، فتحتها أولا لتطالع كلماتها دون أي تعابيرٍ على وجهها.
(( ابنتي العزيزة.
لاأعلم إن كنتِ قد علمتِ الحقيقة بعد ام لا، وإن كان الاختيار الثاني فسأحكيها لك.
لكن اعلمي أولا ياابنتي أنني كنتُ أجبنُ من أن أخبرك الحقيقة وجهاً لوجه، نعم ياأميرتي فأنا جبان.
ولدتُ لعائلةٍ فقيرة ،كل أملاكها كان عبارةً عن فرن صغير كان والدي يعملان به، حتى انفجر بهما يوماً ليتركاني وحيداً لعمي الوحيد، كفلني عمي وهو لايجدُ مايسدّ به رمقي ورمقه، مات عمي بعد ثلاث سنوات وفي اليوم ذاته أخرجني صاحب المنزل لأتشرد في الشوارع أتوسل للناس واستجديهم لأجل حفنةٍ من المال.
لقد أخبرتك بهذا قبلا أعلم ذلك،لكنك لم تعلمي ماحصل فيما بعد.
لكِ أن تتخيلي ياابنتي، صبيٌّ صغير مشردٌ في الشارع، حافٍ عارٍ وبدون مأوى ينام في شوارع بيروت الباردة في أيام الشتاء ، لا يملك مايسد به ريقه ،حاولت أن أتسوّل في الشارع،لكن أحدا لم يرأف بي بسبب الأحوال السيئة في بلادي وقتها ، لذا امتهنت السرقة))
رفعت أميرة حاجبيها بدهشةٍ حقيقية ،رغم كل ماسمعته من حقائق من يوسف بالأمس، لكن يبدو أن لدى والدها مفاجآتٍ أكثر، إنها صدمات أكثر منها مفاجآت.
(( نعم ياابنتي، أعلم أنكِ مُندهشةٌ الآن مما سمعته، ولكن هذه هي الحقيقة دون تزييف، بدأتُ أسرقُ كي أؤمن قوت يومي، حتى تعرفت إلى رجل ذو أخلاق طيبة ، آواني في محل الحدادة لديه، وافق على أن انام فيها ليلاً و أعمل نهارا فيها،وكذلك ساعدني على العودة إلى المدرسة، وهناك تعرفتُ إلى سليم خاطر، شاب في مقتبل العمر، رافقته إلى أن انهينا دراستنا الثانوية ودخلنا الجامعة، حينها عرّفني إلى عائلته، والدته وزوجها وابنتهما، كانوا عائلة ثرية.
بعد فترةٍ ماتت الوالدة ليتبعها زوجها خلال أسبوع، ليبقى الفتاة التي علمتُ من نظراتها أنها معجبةٌ بي، وصديقي الطيب الغبي.
كانت ثروتهم كبيرة نسبياً، عدد من الأراضي والمزارع والمنازل والمحال التجارية، إضافةً إلى المنزل الكبير الذي يسكنونه.
التمعت عيناي بطمع، وانا الشاب الذي يجاهد نهاره بطوله بين الدراسة و العمل ليؤمن قوت يومه ،وهو الشاب الوحيد المدلل كثير السفر والترحال، وقد كان دائماً ما يذهب إلى عمه الثري في أمريكا.
أصابتني الغيرة فبدأت أعوده على مصاحبة فتيات ليلِ وأيضا علمته على شرب المخدرات التي كان يؤمنها له صديقُ سوءٍ لكلينا ،حتى أصبح يتغيب عن المنزل لأيام.
كنت بدوري أغوي شقيقته لتقع في غرامي، لكنني لم أحسب حساب أن أقع أنا في غرامها.
ذات ليلة أخذت سليم إلى الملهى الليلي وهناك شرب حد الثمالة، ثم عدنا إلى المنزل وقتلته هناك، ثم دفنته في الحديقه ))
شهقت بهلعٍ مبرر،والدها سارق محتال وأيضاً قاتل؟؟
وهي من كانت دوماً تتباهى بأنه أباها وانها ابنته؟؟؟ فعلاً ياللشرف العظيم!!!!
(( نعم حبيبتي كما قرأتي بالضبط، عدتُ بعدها الى غرفتي والتي خصصها لي ٠سليم في منزله لأنام بها وكأن شيئا لم يكن، مرت فترة على غياب شقيقها حتى اعتادت الشقيقة الأمر ويأست من عودته، وهنا بدأ دوري،أخبرتها بأنني أحبها وأنني أريد الزواج بها ، ثم جلبتُ ثلاثة شبان على اساس أنهم رجل الدين و الشهود لنعقد قراننا المزيف، بعد مدةٍ اقنعتها بأن تكتب لي وكالة عامة بجميع ممتلكلتها، والتي آلت إليها جميعاً بعد قتلي لشقيقها، وقد وافقت كونها تحبني.
بعد اسبوعٍ واحد كنتُ قد بعتُ الممتلكات جميعها و تهيأت للسفر إلى أمريكا لأبدأ حياة جديده هناك،كان بإمكاني تركها وحيدة هنا وأسافر، لكنني لم أستطع، شئٌ ما داخلي منعني ولم اعرف يومها بأنني أحبها ، لذا وضعتُ لها كميةً كبيرة من المُخدر وسافرتُ برفقتها، ولم يسأل أحدٌ عن سبب نومها الطويل، يكفي أن تظهري مالكِ فيصبح الجميع خدماً عندكِ.
في أمريكا، بدأت فوراً في العمل في الممنوعات، وقد كان تهريب الآثار والمخدرات أبرزها، وزوجتي المفترضة كانت تبقى حبيسة القصر الذي اشتريته بمساعدة صديقِ سوء قديم،وهو نفسه من ساعدني على الدخول في هذا المجال.
صدقيني ياابنتي إن قلتُ لك بأنني لم أكن أعلم ما يحدث لي ،كلّ ماأعلمه أنني كنت أستلذّ بضربها وتعذيبها بشكلٍ دائم، حتى أنني أجهضتها مرتين لأنني لم أكن أريد لأحدٍ أن يشاركني فيها،حتى لو كان ولدي ومن صلبي.
حتى حملت بكِ،لم تخبرني حينها، بل طلبت إليّ أن تزور قبر والديها فسمحتُ لها بالعودة إلى لبنان شرط أن يصحبها اثنين من رجالي، لكنها غافلتهما في المطار وهربت منهما، جُنّ جنوني حينما أعلموني بالأمر ، ركبتُ سيارتي وقد اعتزمتُ على أن أذهب بنفسي لأبحث عنها.
لكن اعترض طريقي رجالُ إحدى الشخصيات البارزة والتي كنتُ أنافسها، لاأعلم ماحدث بالضبط،فقط أذكر أنني استفقتُ بعد عدة ساعات لأجد نفسي مُحاصراً في سيارتي التي سقطت عن الجرف، اتصلت بسيمون ليأخذني إلى المشفى، وهناك علمتُ أنني لن أستطيع الإنجاب مرة أخرى.))
وضعت كلتا يديها فوق رأسها ،ياآلهي ترفق بي أتوسل إليك، هذه حقائق كثيرة لأعرفها في يوم واحد!!!!
ذرفت الدموع لتتابع قراءة الرسالة الطويلة.
(( رغم كلّ مااصابني لكنني لم أتوانى في البحث عنها، بعثتُ رجالي في كلّ مكان لكنهم لم يجدوها إلا أنني لم أفقد الأمل، وبعد أربعة أعوام علمتُ من أحد رجالي بأنه قد شاهد تقريراً على قناة محلية في لبنان وقد ظهرت زوجتي فيه، لم أفكر مرتين وأنا أرسل سيمون مع بعض الرجال ليحضروها لكنها لم تكن وحيدةً بل كانت معها طفلة لم تتخطى الثلاث سنوات، أعلمني سيمون بالأمر فظننتُ أنها نتيجةُ علاقةٍ غير شرعية بين زوجتي ومُضيفها وبأنه خليلها، وقد ضربه رجالي حينها حتى تسببوا له بالعجز في أطرافه السفلية وأيضا قاموا باغتصاب زوجته أمامه وبحضور ابنه ذو التسع سنوات))
انتحبت في صمت وهي تغمضُ عينيها، وتضرب على رأسها بكلتا يديها، إذاً بسبب وجودها هي في الحياة ظنَّ والدها بأنها ابنة الطبيب محمد عادل، فقام رجاله بضربه وهتكِ شرف زوجته بسببها هي.
كيف لها أن تنظر إلى عينيّ براء ووالده وهي تعلم أنها سبب دمارهم، كيف؟؟؟؟؟
فتحت عيناها بعد قليل لتكمل الرسالة، فهي تشعر أن هناك حلقةٌ مفقودة ،( من قتله)؟؟؟
(( عندما جلبوها إليّ كنتُ عازماً على الانتقام منها أشد الانتقام، لهروبها مني أولا وخيانتها لي مع رجلٍ آخر ثانياً .
لكنها صدمتني بحق عندما اعترفت لي بأن الصغيرة ابنتي وأصرّت على هذا،فجلبتُ طبيباً ليأخذ من الصغيرة عينةً ويقارنها بعينةٍ مني وياللمفاجأة ،،كنتي ابنتي في الحقيقة.
لاتتخيلين ياابنتي كم شعرت بالسعادة المُطلقه حينما سمعت الخبر ،وقد أبدلتُ اسمك إلى اسم أميرة،لإنكِ توجتي نفسكِ أميرةً على قلبي وحياتي رغماً عني.
كنتي رقيقةً جميلة في صغرك، حاولت أن أُبعد والدتك الحقيقية عنك لكنني لم أستطع لتعلقك الشديد بها،فأمرتها بأن تربيكي على اساس أنها مربية ، بل وههدتها بإنها إن أخبرتك الحقيقة فسأبعدها انا، لهذا سكتت ونفذت الأوامر المطلوبة منها بحذافيرها.
أتعلمين من هي هذه السيدة أميرة،؟؟ نعم كماخمنتي حبيبتي،إنها عليا هي والدتك الحقيقية.))
لم تعد تحتمل، تشعر بأنها على وشك التقيؤ لكنها قاومت هذا الشعور، لتتذكر لتوها أنها لم تأكل شيئا منذ يومان.
كادت تغلق الحاسوب لولا أنها لمحت باقي كلمات رسالة والدها.
(( عزيزتي أرجوك لاتغلقي الرسالة قبل أن تنهيها، لتعلمي إن للحكاية بقية .
عندما أصبح عمرك سبعة أعوام تعرفتِ إلى يوسف اتذكرين؟؟؟
عندما دخل للمرة الأولى منزلنا مع زوج والدته صديقي آنذاك، بدايةً ام أتعرف إليه، لكنني علمتُ فينا بعد بأنه ابن سليم خاطر، شقيق عليا والدتك.
كان ولداً غير شرعي ،فوالديه الحقيقين لم يكملا مراسم الزواج في أمريكا، فاضطرت والدته لأن تتزوج بشخصٍ آخر عندما اختفى سليم بمدة قصيرة .
لا أنكر إنني حاولت أن اقتل يوسف ،خشيت من أن يخبرك بالحقيقة أو أن يتآمر مع عليا ضدي لكنني فشلتُ في قتله،فزوج والدته كان الرجل الثاني في المافيا حيث كنت أعمل، وحتى بعد وفاته تولّى يوسف هذا المنصب.
لقد علمتُ يا ابنتي ،بأنّ عليا ويوسف قد اتفقا على قتلي ليثأرا مني على قتل سليم، والذي لاأعلم كيف علما بشأن هذا.
اعلمي يابُنيتي أنني أكتبُ لكِ هذه الرسالة قبل موعد عيد ميلادك الواحد والعشرون، وقد أوصيت سيمون بأن يعطيكي إياها لو أصابني مكروه،فقد علمتُ أنهما ينتويان قتلي يوم عيد ميلادك، وقد اكتشفتُ هذا بعد مراقبتي لهاتف عليا،وأنا لاآبه صدقيني ،فخيرٌ لي أن أموت على يد من أحببتُ بصدق ولاآبه للطريقة.
آخر ما أريد أن أقوله لك حبيبتي أنني قد استقلتُ من المافيا حيث كنت أعمل، وقد أخذت قبل هروبي مستندات كثيرة تثبت تورط رجال وأسماء كثيرة ،اعطها كلها للضابط براء عبدالساتر، ذاك الضابط الذي سبق وقابلته في الحفل.
قد تسألين نفسك لم اخترتُ براء حصرا؟؟ حسنا لأنه يبحث خلفي وقد علم أن لي يداً في انتشار المخدرات بين الشباب ،ولهذا أرسل أرسل رجلا ليراقبني.
وأيضا مع هذه المستندات ستجدين أوراق لمنزل عليا، منزل عائلتها القديم ،لقد اشتريته لها منذ عودتي إلى هنا.
في النهاية سامحيني يا ابنتي أرجوك، أعلم أنتي مُثقل بالذنوب والخطايا ،لكنني أحتضر على كل الأحوال، ،فأنا مريضٌ ياابنتي، مريض بمرض سرطان الدم، وكأن الله ينتقم فني لكل شخص آذيته في حياتي.
سامحيني يا ابنتي ، واخبري والدتك بأن تسامحني
رغم صعوبة هذا لكن فلتحاول.
احبك ابنتي .
والدك المهم، (( عمار))
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية وكفى بها فتنة بقلم مريم غريب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا