مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة مروة محمد ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل الخامس والعشرون من رواية غدر الزين بقلم مروة محمد هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والغدر .
رواية غدر الزين بقلم مروة محمد - الفصل الخامس والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية غدر الزين بقلم مروة محمد - الفصل الخامس والعشرون
خرجت خلود مهروله من حجرة مكتب اسر لتدلف سريعا الي حمام غرفه مكتبه حتي عندما يحضر زين يجدها تخرج من الحمام ...وبالفعل جاء زين وجدها تخرج من الحمام فسالها بقلق
=مالك يا خلود؟
اجابته بارتباك
=الظاهر ان اكل المطعم تحت قلبلي معدتي .
فامسكها من يديه وقال وهو متوجه نحو الباب
=تعالي نروح المستشفي بسرعه.
اوقفته خلود وقالت
=لا انا هبقي كويسه ...متقلقش عليا ...يمكن اخدت برد ولا حاجه .
تنهد زين وقال
=احنا كده كده هنروح المستشفي ...عشان نهي بتولد ...وبالمرة اطمن عليكي .
سرت خلود لهذا الخبر وقالت
=طب يالا بينا ...مستني ايه ...نفسي اشوف النونو واشتاله والمسه.
زين بملل
=كنت مستني سيادتك تخلصي وصله التواليت بتاعتك
تذكرت خلود انها كذبه من كذباتها وشردت مجددا في امر اسر وكيف تتصرف معه في حيال عدم اخذه للاجازة.
ذهب زين وخلود الي المستشفي ليجدوا خليفه وياسمين وتفيده وشهيرة وفي حاله سعاده بسبب وضع نهي لمولودها ...بعد افاقه نهي الكل دخل عندها ...وبعدها بقليل دخلت الممرضه حامله الطفل واقتربت من خلود تعطيه اليها لانها كانت بالقرب من نهي فاعتبرتها اختها ...حملت خلود بسعاده ادت بها الي تساقط الدمع من عينيها وقالت
=بسم الله ما شاء الله ايه الجمال ده شوف يا زين شبهك خالص
نظر له زين بطرف عينه ورد باقتضاب
=شبه خليفه
حمله خليفه من يد خلود وقال لزين
=ماشي يا اخويا وانت تطول اصلا انه يبقي شبهك انت عايز الواد يعنس ده قمر زى امه
زمت ياسمين شفتيها وقالت
=امه امه مين هو في احلي من اولادي واحفادي طبعا هيطلعوا كلهم شبهي
ردت عليها تفيده وقالت
=الجمال جمال الروح يا ياسمين مش جمال الشكل
ارادت شهيرة تلطيف الجو فقالت
=انا الصراحه بحسدك يا خلود الممرضه فكرت انك اخت نهي وشيلتهولك...وانا لا
كادت خلود ان ترد عليها ولكن انعدمت الرؤيه لها وترنحت حتي تشبثت بذراع احدهم وسقطت ...سقطت خلود وتم نقلها الي غرفه اخرى للاطمئنان عليه وتم عمل التحليلات اللازمه وتركيب محلول لافاقتها...ذهب زين الي الطبيب المعاج ليعرف نتيجه التحاليل التي اثبتت انها حامل في الشهر الثاني ...قطب زين جبينه وتحدث الي نفسه كيف لها ان لا تعلم بهذا الامر ...ام انها تعلم ولم تخبره
اخذ الطبيب وذهب الي غلرفته وجدها تجلس في حاله شرود فتاكد انها كانت تعلم بالحمل ...قلقت ياسمين من منظره وقالت
=خير يا دكتور ...اخبار التحاليل ايه ...يارب يكون اللي في بالي.
رد الطبيب بهدوء
=والله يا ياسمين هانم ...الظاهر هيطلع اللي في بالك ...لو اللي في بالك انها حامل.
انفرجت اسارير ياسمين وقالت بسعاده
=مبروك يا خلود ...مبروك يا زين ...الف وحمد وشكر ليك يارب.
رد عليها زين بهدوء
=الله يبارك فيكي يا امي ...مبروك يا خلود .
نظرت خلود الي وجهه وقالت بارتباك وتوتر
=الله يبارك فيكي يا زين ...مبروك ليك انت كمان.
نظر زين لها بشرود ورد بهدوء قائلا
=الله يبارك فيكي يا خلود.
ابتسمت ياسمين بسعاده وقالت
=النهارده الفرحه فرحتين ...ان اتولد اول حفيد ...وحملك يا خلود.
تحدث الطبيب بهدوء
=الحقيقه ان الحمل ضعيف جدا ...ولازم له راحه تامه ...ومواظبه علي الاكل الصحي والفيتامينات
زين بجديه
متقلقش يا دكتور ...من ناحيه الراحه والاكل وكل شئ حضرتك طلبته احنا هنقوم بيه علي اكمل وجه ...اكتبلنا بس علي مواعيد المتابعه علشان نبقي نيجي نتابع من حضرتك .
صافح الطبيب زين وقال له
=مبروك مرة تانيه يا زين باشا ...لو احتاجتوا لاي حاجه ...انا في مكتبي ...عن اذنكم .
دخل خليفه ليطمان علي خلود فوجد امه في حاله سعاده
شكلك طلعت حامل يا خلود.
ردت عليه ياسمين بسعاده ودموع تتساقط منها
=ايوه يا خليفه ...خلود حامل ...ربنا استجاب لدعوتي .
كل هذا وخلود مسلطه انظارها علي زين في حاله ترقب وخوف حيث انها لم تنتبه علي تهنئه خليفه الا بعد ان هزتها ياسمين واعلمتها ان خليفه يباركها فردت بجمود
=الله يبارك فيكي يا خليفه...عقبالك
ضرب خليفه يد علي يد وقهقه ضاحكا وقال
=نهاار اسوح ...عقبال مين يا خلود ...انتي الحمل جابلك زهايمر ...لا انا هروح بنفسي اجبلك الواد عشان تتاكدي بنفسك
ثم استطرد قائلا
=ماتيجي معايا يا ستو ياسمين
تذمرت ياسمين وقالت
=ستو في عينك ...قليل الادب ...انا اناااه ...ويستحسن يقولولي مامي ياسمين .
خرجت ياسمين مع خليفه يتناقران سويا وتركوا زين وخلود يتاكلها الخوف من زين
بدات خلود حديثها بتوتر وقالت
=ايه يا زين ...مالك ...انت مش فرحان ؟
نظر لها زين بجمود وقال
=بالعكس فرحان ...بس مضايق منك ...اذا تبقي حامل وبتخلصي في الشهرين ومفيش فايده بتخبي عليا ده غير انك عماله تقنعيني بالخلفه.
اتسعت حدقه عيون خلود من الصدمه وقالت
=اخبي عليك ...وانا اخبي عليك ليه ان شاء الله...انا لو حامل هقولك دي حاجه مبتستخباش .
ثم استطردت قائله
=ولا هو كل حاجه لازم تشك فيها ...لازم تقلبها عليا...قول بقي انك مش عايز الحمل وبتجبها فيا .
ارتبك زين من حديثها فهي محقه كل الحق ...هو لا يريده ...ولكنه وجد امر حملها لشهرين حجه لكي يقلب عليها
زين بتوتر
=لا طبعا ...احنا اتكلمنا في الموضوع امبارح ...ووعدتك اني هتقبله ...بس الموضوع صعب في يوم وليله تطلعي حامل ..مش يمكن كنتي عارفه
ابتسمت خلود بسخريه وقالت
=فهمت انت تقصد ايه ...انا عارفه ومقولتلكش الا لما اتاكدت انك متقبل الفكرة ...مش صح كده يا زين .
نظر لها زين بجمود وقال
=النهايه واحده ...انك حامل زى ما كان نفسك مبروك عليكي الحمل
في صباح اليوم التالي ذهب زين الي الشركه بمفلرده واتصل علي اسر ليستدعيه فابتسم اسر بمكر لانه علم انه سيعود الي منصبه بعد تهديده لخلود ...قابله زين باقتضاب وقال
=اسر معلش بعتذرلك ...خلود مش هتقدر تشتغل مكانك ...لانها حامل
صدم اسر من معرفه الخبر وتاكد ان امر انهاء خلود اصبح صعب بالنسبه له لانها ستنجب طفل لزين وبعدذلك سيكون تاثيرها علي زين اقوى ...فاتجه خياله الي خطه خبيثه اكثر ...اتصل علي طاهر ليخبره انه يريد رؤيته ...اعتذر طاهر بسبب مرضه وعرض علي اسر ان يحضر الي منزله ...تردد اسر ان يذهب حتي لا يرى غاده ...ولكن الامر لا مجال له من الانتظار ...ذهب اسر الي طاهر ففتحت له غاده الباب وكان وجهها شاحب كانها هي المريضه وليست ابيها...دخل اسر وجلس علي المقعد وذهبت غاده لتخبر والدها بمجئ اسر
فقاطعها اسر بغلاظته
=عرفتي اخر الاخبار يا خايبه ...مش خلود حملت ...مش كنتي انتي اولي ؟
كاد ان ترد عليها لولا دخول طاهر
=ازيك يا اسر ...غاده هاتيلنا اتنين قهوة علي المكتب بسرعه ...خير يا اسر بيه ...عايزني في ايه ...اذا كان علي موضوع شرف مردش عليا لغايه الان .
اسر بمكر وخبث
=لا شرف ايه بقه ...اللعب الوقتي هيبقي علي تقيل ...زيارة منك لشركه حازم بحجه انك عايز تشوف شرف وتحطيلي الكاميرا الصغننه دي هناك .
طاهر بقلق
=ازاي ...افرض حد شافني ...وبعدين انت هتستفاد ايه من كل اللي بتعمله ده ...لا معلش يا اسر اعذرني ...شرف لو علم ده نابه ازرق ...هينسفني فيها .
رد اسر ببرود
=انا مخلصتش كلامي ...انت مش هتحط كاميرات وبس ...انت هتحط مستند مهم جدا في وسط الاوراق ....وصورة وامضاء عليها من ورا.
قطب طاهر جبينه وقال
=صورة ...صورة مين ...وازاي هعمل ده كله وانا بس رايح اسال علي شرف ...اللي بتقوله ده يا اسر كلام محدش يقدر يعمله ...وبالذات انا .
دخلت غاده بالقهوة ووضعتها علي سطح المكتب قائله
=ابعد بابا عن المواضيع دي اسر ...انا ممكن اروح اشتغل هناك ...وانفذلك كل اللي انت عايزة ...من غير ما حد يشك فيا ...مش بابا اللي هيعرف يعمل ده.
اتسعت حدقه عيون طاهر وقال
=ازاي تتصنتي علينا بالشكل ده ...ومين قالك انا هسمحلك تعملي كده ...متخليش حقدك علي صاحبتك يوصلك تعملي حاجه لو اتكشفتي هتتسجني .
غاده بغرور
=متقلقش عليا يابابا ...هيا اللي بدات بالحرب معايا ...وخلت جوزها يطردني من المعهد ...والبادي اظلم ...ويا روح ما بعدك روح ...انا تحت امرك يا اسر.
نظر لها اسر بثقه وقال
=هتقدرى ولا هتخيبي زى المرة اللي فاتت ...كله بتمنه يا غاده ...المرة اللي فاتت خسرتي قدامها ...المرة دي لو كسبتي ...ليكي عندي مفاجئه.
غاده بغرور
=انا المرة اللي فاتت خسرت ...بس انت متعرفش انا عملت ايه قصاد خسارتي ...وكنت ناويه اكمل ...بس مش لاقيه الطريق اللي اكمل فيه .
نهض اسر وقال
=ويا ترى لقيتي في خطتي الطريق اللي تكملي فيه ...لو خطتي هي الطريق ده ...يبقي برافو عليكي ...ومبروك عليكي المكسب مقدما يا غاده .
طاهر بخوف قال
=بلاش يا غاده ...انا معنديش استعداد اخسرك ...متبقيش زينا يا غاده ...كفايه مستقبلك اللي ضاع في المعهد ...انسيها وانسي كل اللي فات وابدأي من جديد
نظر اسر الي طاهر نظرة غل وحقد فبكلامه هذا من الممكن ان يستميل غاده لمنطقه فقال له
=انت اللي نسيت يا طاهر ...اني مبعرضش عليك عرض ...ده امر ولازم يتنفذ ...وطالما انك كبرت ومعنتش قادر تنفذه ...فبنتك مستعده تنفذه بدالك ...
نظرت غاده الي والدها وقالت بحزن دفين
=ياااه ...انت لسه فاكر اني بنتك وبتخاف عليا ...ده انا نسيت اني بنتك من زمان ...وان كان علي مستقبلي فطز ...لو كان مستقبلي هيزلني للي يسوا واللي ميسواش .
طاهر بقوة مضطربه
=خلاص يا غاده انا اللي هعمل كل ده بدالك ...خليكي انتي بعيد ...دي مهمتي زى ما اسر قال ...وانا هكون قد المهمه ...بس بلاش انتي ارجوكي.
تحدثت غاده ببرود وقالت
=لا معلش يا بابا ...ده تارى انا ...وانا الاولي بيه ...انا هدفي مش الفلوس ولا زين ولا الشركات ...انا هدفي خلود شخصيا ...لازم ادوقها من نفس الكاس اللي شربتهولي .
اسر بمكر
=تعجبيني يا غاده ...وانا عن وعدي ليكي ...لو نجحتي في المهمه دي ...هنفذلك حاجه كنتي بتحلمي بيها من قريب ...اصل اكتشفت انك الوحيده اللي تنفعيلها .
خرج طاهر بعد ان ودع اسر لمقابله فتيات الليل ليظبط ايقاع عقله بعد استفزاز ابنته له ...خرجت من بعده غاده لتذهب الي اسر في شقته حيث انه امرها بذلك ...فتحت الباب بالمفتاح الخاص به فوجدته انه لا يفتح فقرعت الجرس ففتح لها وذهب الي الاريكه ليجلس عليها ...زمت شفتيها علي مقابلته وقالت
=انت غيرت طبله الباب ليه ...وبعدين مش انت وشوشتني وقلتلي تعالي عايزك ...في ايه قالب وشك في وشي ليه ؟
نظر لها بجمود وبرود ولم يرد عليها فاغتاظت منه
انت مبترديش عليا ليه ...اتخرست سيادتك ...ولا عاجبك صوتي
وضع ساق علي ساق وقال
=بصراحه وحشني صوتك اوى يا غاده ...ومبسوط منك جدا انك هتنتقمي من خلود ...خصوصا بعد ما الهانم طلعت حامل وهتمتلك كل حاجه .
ذهبت الي البار وصبت لها مشروبا وقالت باستمتاع
=انا كمان همتلك كل حاجه باللي بعمله ده ...مسالتش نفسك بعد ما طردني انا ليه عرضت عليك احط ايدي في ايدك تاني ...وانتقم من خلود معاك .
نظر لها بمكر وقال
=غاده انا عارف انك مش بتعملي حاجه من غير مقابل ...لذلك انا قلتلك تعاليلي الشقه ...ومش عايز اتكلم من ساعه ما دخلتي عشان اسمعك .
تحدثت غاده بحقد وقالت
هاتكلم انا يا اسر ...انا هفضحك خلود ...في مقابل اعترافك للطفل اللي في بطني ...يعني تتجوزني شرعي وعلي ماذون انفذلك خطتك .
نظر اليها بعينين متوهجتين من الغضب وقال
شرعي ...شرعي مين يا ام شرعي ...انتي بتحلمي ...وانا ايه عرفني اني ابوه ...ما يمكن ابن واحد ما اللي تعرفيهم
صدمت غاده مما سمعته وقالت
=ايه ...انا معرفش حد غيرك ...انت اول واحد لمسني ...واخر واحد
نهض اسر من مقعدها وامسكها من ذراعها وارجعه اللي خلف ظهرها قائلا بغضب
=مش اخر واحد ...يا زباله يا حقيرة ...انتي زيك زىهم ...زى امي اللي خلفتني بعلاقه غير مشروعه ورمتني في الشارع .
غاده بالم
=اسر ...علشان خاطرى ...انا حامل وتعبان ...ومش حمل هزك فيا ده .
رماها اسر بعنف علي الارض لعلها تجهض جنينها ليرتاح منها وقال بغضب
=تقومي حالا من هنا ...تاخدي بعضك وتمشي ومشوفش وشك تاني ...وان كنتي مفكره انك هتكسريني بالخطه اللي هتنفذيها ...لا يا ماما ده انا اجيب غيرك ينفذوهالي ....بره يا زباله.
في فيلا زين
بعد خروج نهي وخلود من المستشفي ظل الوضع المسيطر علي خلود وزين هو الصمت بعد مناقشتهم البارده في المستشفي
في اليوم التالي لخروجهم ...استيقظ زين ليجد خلود تخرج من الحمام بعد استفراغ ما في معدتها...نظرت له ببرود وقالت
=الحمام جاهز ...قوم خد شاور علي بال ما اجهزلك هدومك ...واحضرلك الفطار .
نظر لها بدقه فهي ما زالت علي وضعها من اعمال ولا ترتاح كما امرها الطبيب فقال لها
=هو مش الدكتور قال ممنوع الحركه ...ولا انا سمعت غلط ...ناقص تقولي عايزة تيجي الشركه معايا .
ردت بهدوء
=لا طبعا ...انا مش هنزل الشركه خلاص ...وان كان علي بعمله فهو حركات بطيئه ...وبعدين في الحركه بركه زى ما بيقولوا ...ويمكن ساعتها يحصل اللي نفسك فيه .
زين بصدمه
=ايه هو اللي نفسي فيه ...وضحي كلامك ...مبحبش اللف والدوران .
نظرت له باعين قويه وقالت بغضب
=زى يعني يحصل اجهاض من زياده الحركه ...اهو ساعتها ترتاح ...ومتفضلش قالب خلقتك في وشي .
صدم زين من حديثها وقال
=انا ...انا اتمني انك تجهضيه ...الظاهر ان انتي اتجننتي .
اتجهت نحوه ونظرت الي عيونه بتحدي وقالت
=لا انا متجننتش ...ده اللي نفسك فيه ...انت مش عايز اي شئ يربطني بيك .
رفع زين يده الي اعلي وكاد ان يضربها بالقلم لولا انها اسرعت باغماض عينها فانزل يده وقال
=انا لو مش عايز حاجه تربطك بيا ...مكنتش قربت عليكي عمرى ...بس معلش انا اللي غلطان اللي بسمح لنفسى اقف وقفتي دي واسمع لتفاهتك .
بعد طرد اسر لغاده فكرت غاده مرار وتكرار كيف ستعيش بهذا الطفل المجهول للنسب ...اتجهضه ...ام تحتفظ به ...حتي لو احتفظت به من سيكون والده ...قطع تفكيرها صوت هاتفها لتضئ الشاشه بصوت حسام ...لمعت في عيونها فكرة ان يكون حسام هو المنقذ لها من هذه المحنه ...ردت عليه ...فاعلمها انه يريدها ان تاتي له في المرسم ...وافقت بسرعه ولم تتردد لحظه ان تذهب له ...ذهبت غاده الي حسام في المرسم ...واستقبلها استقبالا حارا ...حتي انها تعجبت من استقباله ...ولشده تعبها ...تحدثت معه بهدوء وقالت
=خير يا حسام ...كنت عايز تشوفني ليه ؟
اخذ حسام يلاطفها ويداعبها قائلا
=كان نفسي اشوفك ...ايه ما وحشتكيش ...ولا احنا معناش اصحاب ؟
رفعت غاده عيونها الباهته له وقالت
=مش الفكرة ...انا بس استغربت من اخر لقاء بينا وانت مش يتكلمني .فقلت اكيد محتاجني في حاجه .
نظر لها حسام بترقب وقال
=انتي مالك يا غاده ...تعبانه ولا حاجه ...في حد مضايقك؟
ارتبكت غاده وقالت
=حد ...حد مين ...انا مش تعبانه ولا حاجه انا بس مخنوقه من يوم ما طردوني من المعهد وانا مش لايقه حاجه اعملها .
تردد حسام ان يسالها مباشره عن اسباب طردها من المعهد فربت علي يدها بحنان قائلا
=خلاص تعالي اشتغل معايا في المرسم ...انا عارف انك بتحبي الالوان وبتفهمي فيها ...لغايه ما نشوف واسطه ترجعك المعهد تاني .
رفعت وجهها له باندهاش ...فكيف له ان يساعدها ...وهي المتسببه في مشاكل له ولغيره فردت عليه بهدوء
=انا زعلانه يا حسام علي حالتي ...شفت كنت فين وبقيت فين ...انا ضيعت يا حسام ضيعت من كل الاتجاهات ....انا حامل يا حسام .
قطب حسام جبينه وقال
=المفروض تكوني فرحانه ...علي حد علمي انك متجوزة من واحد مرتاح ماديا ...ولو خلفتي ده هيخليه يحول جوازكم من عرفي لشرعي .
اجهشت غاده وانهارت من البكاء وقالت
=فرحانه ...انا استحاله افرح ...لانه اخد الورقتين العرفي وقطعهم ورماني في الشارع ومش معترف لا بعلاقتنا ولا بالجنين .
اتسعت عيون حسام من هول حالتها وقال
=وانتي كنتي منتظرة ايه من واحد زيه ...طبعا لازم يرميكي في الشارع ...ولا يعترف بيكي ولا بالطفل واي واحد في مكانه هيعمل كده .
اخذت غاده تزداد في بكائها وقالت من بين شهقاتها
=انا مش عارفه اعمل ايه ...اتمسك بالطفل ولا اجهضه ...ولا اموت نفسي وارتاح .
حاول حسام التخفيف عن غاده فقال
=تجهضيه ايه ...انتي اتجننتي ...ذنبه ايه الطفل ذنبه ان ابوه طلع راجل واطي .
رفعت يدها الي وجهها تمسح دموعهاوتنهدت وقالت
=خلاص ...يبقا مفيش غير حل واحد ...اموت نفسي وارتاح بعد ما اولده .
ذهل حسام مما يسمعه فقال بقوة
=انت ازاي كده انتي واللي ذيك ...تغلطوا الغلطه ...وفي الاخر ترموا اخطائكم وتستلموا لضعفكم .
تنهدت غاده وقالت
=عندك حل تاني ...قولي ازاي هولده وهاواجه المجتمع بيه ...اول واحد ممكن يرميني ويتبرى مني ابويا .
تحدث حسام وقال
=مشكلتك دي ليها حلول كتير ...بس انتي اللي مخك تخين ...عايشه حياه كلها غلط في غلط .
تنهدت غاده وقالت
=لا مشكلتي دي ملهاش غير حل واحد من حلين ...يا ابوه يعترف بيه ...يا اي حد يتجوزني بالطفل ويكون ابوه .
تحولت مشاعر حسام من الرافه بها وبحالها الي السخط عليها فقال
=لا يا غاده ...مفيش راجل هيكون عنده استعداد يشيل اخطاء غيره ...حتي ولو بيحبك.
ردت بهدوء وقالت
=يبقي مفيش الا حل واحد ...ان ابوه يعترف بيه ...بس ازاي انا خلاص استنفذت معاه كل الحيل ومفيش فايده .
رد عليها حسام وقال
=انا مستعد اساعدك ...بس ليا عندك خدمه ...وقبل الخدمه لازم اعرف هو مين .
وضعت غاده يدها علي وجهها وقالت
=انا متشكرة ليك جدا ...وتحت امرك بس رجعلي حقك ...اما هو مين فهو اسر اللي كان وصل هلا بعربيته للمعهد .
تسارعت انفاس حسام من الصدمه واتسعت حدقه عيناه وقال بغضب.
=انا هرجعلك حقك يا غاده بس بشرط ...تقوليلي ايه اللي دفعك تطلعي علي هلا اشاعه علاقتها باسر ...ومين اللي دفعك تروحي تزرعي كاميرا في فيله زين ؟
شهقت غاده ووضعت يدها علي فمها من هول ما يعرفه حسام عنها وقالت بحزن
=يعني انت كنت عارف ده كله وعلشان كده خلتني اجيلك النهارده ...وانا بهبلي كنت مفكراك فعلا هتساعدني ...ده انا كنت مفكراك طوق النجاه بالنسبه ليا .
اسرع حسام قائلا بثقه
=انتي مفكراني اهبل وبعيط ومش هنتقم منك بعد اللي عملتيه في هلا...لا فوقي يا ماما ...دي هلا انضف انسانه عرفتها في حياتي ...وبعدين خلي بالك انا دلوقتي القشه اللي لازم تتعلقي بيها ...فياريت تقصرى وتقوليلي الحقيقه عشان اقدر اساعدك .
هزت غاده راسها بحزن وقالت بانكسار
=ماشي هقولك ...اللي دفعني اني احط كاميرا في فيله زين واطلع اشاعه علي هلا ...ودافعني دلوقتي اني اروح اشتغل عند حازم واحط صور خلود عنده ...هو اسر برضه.
نظر لها حسام بذهول
وقال بغضب
=انا كان اخر واحد اتوقعه هو اسر ...ممكن لصاحب العمر يعمل كده في صاحبه ...يستخدمه في وضعه باساليب قذرة بالشكل ده .
غاده بحقد
=واكتر من كده ...من يوم يومه وهو بيكره ...وعايز يقضي عليه
نظر لها حسام وقال
=اوعدك يا غاده ...انا هتصرف واجيبلك حقك ...بس اوعديني اقطعي علاقتك بيه ...ومعنتيش تنفذي اي خطط له حتي لو عقد عليكي شرعي ...لان اللي زى ده ملوش امان .
ظلت خلود علي وضعها هي وزين في حاله توتر وفتور من الاثنين ...ايضا كانت نهي حزينه علي حالها كثيرا لان والدها لم يزورها حتي بالمستشفي ...وعلمت من والداتها بحكاياته القديمه مع حماتها ياسمين ...حاله الحزن التي مرت بها نهي اثارت اهتمام خليفه فاستفسر خليفه عن حالتها مما ادي الي اندفاعها وقولها الحقيقه
=خليفه ...انا حباك تعرف ايه اللي خلا بابا ما يزورنيش في المستشفي ولا حتي يطمن عليا .
قطب خليفه جبينه وقال
=ايه هو السبب ...لسه برضه علشان توتر العلاقه بينه وبين زين ...بس اعتقد زين مكنش طول الوقت في المستشفي ...كان ممكن يعرف الاوقات اللي مش موجود فيها ويجيلك .
وضعت نهي يده علي وجهها ومسحته وقالت
=لا ...السبب هو مامتك...مامتك بالنسبه لبابا جسر عالي صعب انه يعديه علشان يوصلنا .
خليفه بسخريه
=نهي ...مالك يا حبيبتي انتي سخنه ...جسر ايه وبتاع ايه امي لما عادته عادته علشانا ولو شافتنا متقبلينه في حياتنا هتتراجع .
تنهدت نهي وقالت
=الموضوع مش انها معادياه علشانكم ...الموضوع من زمان اوى ...وبابا ومامتك بيكرهوا بعض جدا .
خليفه بهدوء
=عارف انها عداوة من زمان ...علشان عمي مكنش عايز امي تفضل معانا ...وحاول يطردها كذه مره وهيا تمسكت بينا .
هزت نهي راسها بالنفي وقالت
=لا مش كده ...الحقيقه ان بابا ومامتك كانوا بيحبوا بعض زمان ...وبابا رفض يتجوزها ...راحت متجوزة والدك ...ومن ساعتها وبابا مش طايقها.
فرج خليفه شفتيه وقال
=الظاهر انك اتجننتي يا نهي ...جبتي الكلام ده منين ...زين لو سمع الكلام ده هيهد الدنيا ....انا لازم اعرفه .
مسكته نهي من يده وقالت بفزع
=استني بس يا خليفه ...تقدر تقولي هتستفاد ايه لما زين يعرف ...بالعكس العداوة هتزيد بين بابا وزين ....وانا اللي هتهرس في النص هبقي مابين بابا وزين اخوك .
اخذها خليفه بين احضانه وربت علي ظهرها وقال
=متخافيش يا نهي ...محدش يقدر يجبرك علي حاجه ...انا بس لازم اعرف زين عشان يفهم ايه سر العداوة ...مش يمكن بعد ما يعرف يرجع عمي تاني ؟
فجأه فتح باب غرفه المكتب علي خليفه ونهي واذا به زين استمع الي كل شئ دار بينهم...دخل زين وجلس بهدوء ووجه حديثه الي نهي باقتضاب قائلا
=لو سمحتي اعمليلي فنجان قهوة ...حابب اتكلم مع اخويا علي انفراد ...وياريت مدخليش حد علينا .
التفت اليه خليفه وجلس بجواره ووضع يده علي وجهه قائلا بهدوء
=عارف انت هتقول ايه ...بس صدقني انا لسه سامع زيك...ومش عارف هتصرف ازاي .
نظر له زين ورد باقتضاب
=ملهاش صرفه يا خليفه .
خليفه بقوة وحزم
=انت عارف انت بتقولي ايه ...ازاي مش عايزنا نتصرف في موضوع زى ده ونعرفهم ...تعرف ان الموضوع ده اللي من سنين كان ممكن يكون سبب في تدمير حياتنا .
اسرع زين وقال
=علشان كده بقولك ملهاش صرفه ...انت بتقول ان كان ممكن يكون سبب في تدمير حياتنا ...واهو محصلش حاجه ...نحاول بقي نحافظ علي شويه الحياه ونفتح عينا عليه من جديد .
انتبه خليفه علي كلام زين وقال
=قصدك ايه نراقبه مثلا ...عمك شرف ما بيخرجش من البيت من يوم ما شهيرة واجهته ...ده حتي الشركه مبيروحهاش .
ابتسم زين بسخريه وقال
= وده يخليني اشك فيه اكتر ...اعتقد انه بيدبرلنا حاجه جديده ...ولما تحصل مايبنش هو في الصورة .
ظل زين يفكر في عمه شرف كثيرا ...وما هي خططه القادمه غافلا عن راس الافعي وهو اسر
علي الجانب الاخر ظل حسام يفكر في موضوع اسر وكيف سيعلم زين بهذا الامر فهو يريد اخبار زين بدليل قطعي وليس اعتمادا علي كلام غاده ...ذهب له في شقته بعد عن علم من غاده العنوان وتحدث معه بكل هدوء ...
حسام
=انا جايلك النهارده علشان موضوع غاده
ابتسم اسر بسخريه وقال
=غاده ...غاده مين ...اه غاده صحبتك ...وانت بقي المحامي بتاعها .
حسام بثبات
=انا رأيي تحل الموضوع ودي ما بينكم
=بالنهايه غاده بتحبك ومستعده تضحي علشانك ...وفي الاول وفي الاخر هيا ورقه جواز عند ماذون تنسب نسب الطفل ...وبعد كده طلقها
خطه حسام في هذه النقطه هي تقريب غاده من جديد الي اسر وتنفيذها لخططه حتي يتم ايقاع اسر في الفخ
نهض اسر من مقعده وفتح باب شقته وقال لحسام
=اتفضل من غير مطرود ...انا اسمي مااعطيهوش لساقطات ...الكلام انتهي .
بعد ان نزل من عنده ذهب حسام الي غاده ليعلمها برفض اسر ...انهارت غاده من البكاء وقالت
=والعمل يا حسام .
رد حسام بهدوء
=الحل انك تساوى الامور ما بينكم ...وتنفذي كل خططه علشان نقدر نوقعه ...ومن خلال كده توصلي للورقه العرفي .
هزت غاده راسها باستسلام وذهبت الي منزلها ووضعت نفسها علي الفراش تفكر في حالتها ...واثناء تفكيرها جاءها اتصال من اسر فانتفضت ورد عليه
=اسر ...كنت عارفه اني مش ههون عليك ...حتي لو مش عايز تتجوزني انا موافقه علي كل طلباتك .
رد اسر ببرود
=الا يا حلوة ...بعد اللي عملتيه ...ملكيش عندي الا الفضيحه ...وصور جميله مع رجاله كتير ...ايه رايك بقا .
غاده بتعب
=حرام عليكي ...انا تعبت منك ومن جبروتك ...انت ايه يا اخي مبتخافش ربنا .
اسر بسخريه
=لا مبخافش ...انتي هتعمليلي فيها مصلحه اجتماعيه ...وقتك انتهي معايا يا ماما ...سلام يا زباله .
اغلق الهاتف في وجهها وظلت غاده تنتفض وتفكرفي حيله تاخذ بها حقها بعيدا عن حسام وعن اي احد اخر . عرض
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا