مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة مروة محمد ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل الثالث من رواية غدر الزين بقلم مروة محمد هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والغدر .
رواية غدر الزين بقلم مروة محمد - الفصل الثالث
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية غدر الزين بقلم مروة محمد - الفصل الثالث
عاد زين الي الفيلا ليلا وجدها ساكنه كأن ليس بها احد تنهد طويلا وحمد ربه انه لم يجد أحد ينتظره...دخل مكتبه وجلس علي كرسيه مسندا جبهته علي سطح المكتب...دخلت ياسمين لتجده علي هذه الحاله لتهتف بغضب
=ايه اللي انت قلته ده...جواز ايه وخلود مين دي اللي عايز تتجوزها
رفع زين راسه بهدوء ثم تحدث غاضبا
=ملكيش دعوة يا امي بخصوصياتي ...وانا مش ملزم اعطيكي مبررات
هتفت ياسمين باهتمام
=ازاي يا زين انا امك ...الناس هتتكلم وهتقول إن زين السرجاني بسبب موضوع رجله اتجوز اي واحده والسلام وهيشمتوا فينا ...انا نفسي هتحرج لما دي تبقي مرات ابني...ده انا بتكسف لما بركب امها معايا العربيه ويفكروها صاحبتي ...وللاسف امها دي حته خدامه عندي.
صرخ زين في وجهها قائلا
=امي خلاص خلصنا من الموضوع ده ...ومش عايز نقاش فيه تاني...اخذت ياسمين تحدثه برجاء
=خلصنا ازاي يا زين ...ارجوك اهدي وفكر تاني في الموضوع...خبر زي ده ممكن يهد الدنيا فوق دماغنا
زفر زين حانقا وقام من علي كرسيه وهم بالخروج من المكتبه معطيا لها ظهرة قائلا بقسوة
=انا طالع انام يا امي ...لان من بكره لازم ابدا في ترتيبات جوازي من خلود
حاولت ياسمين تصنع الهدوء لكي لا تخسره
=طيب يا زين اللي يريحك ...تصبح علي خير
وبعد انا خرج من مكتبه واستدارت حول المكتب وجلست علي كرسي زين وقالت بشر
= مبقاش انا ياسمين اما نفيتك من علي وش الدنيا يا خلود...مش عارفه هو اتعرف عليكي ازاي...اكيد دي لعبه من العاب هاجر ...وطبعا تنفيذ باهر
بعد خروج زين من المكتب ...صعد الي غرفته وقام بتغيير ملابسه...ثم جلس علي سريره وحاول خلع ساقه الصناعيه وتذكر كلام والدته فود ان يحطم تلك الساق ويفرغ فيها غضبه لان احتياجه لها سبب كاف لان ترضي به فتاه مثل خلود بشخصيتها التافهه والطماعه التي لا نخجل من اي شئ كل الذي يهمها هو الوصول الي المال ...اخذ ينظم انفاسه ويتذكرها وهي في مكتبه بملابسها المثيرة والفاضحه فيزيد سخطه وغضبه منها ...فكيف لمثلها ان تكون زوجته؟ولكن مهلا...لمعت عينيه بشر فخلود الشخص الوحيد الذي سيفرغ فيها غضبه.
استيقظت خلود ترتسم عليها ملامح الاجهاد من سهرها طوال الليل تنتظر حازم ليفتح هاتفه ...قامت بغسل وجهها وارتدت ملابسها وخرجت من غرفتها ووجدت امها شارده...اندهشت خلود من وجود والدتها بالعاده في هذا الوفت تكون بالجمعيه...هزت كتف امها بحنان قائله
=مامي منزلتيش ليه في حاجه؟
افاقت هاجر من شرودها علي هزات ابنتها وقالت
=مش عارفه اتصلت بمدام ياسمين قفلت السكه في وشي
خلود بسخريه ولا مبالاه
=عادي فكك منها ...انا راحه المعهد سلام.
ذهبت خلود الي المعهد وجاءتها رساله بان هاتف حازم متاح ...قامت فورا بمهاتفته...كان واقفا في حديقه فيلته الصغيرة التي اشتراها فور طرده من الشركه...جائها الرد بالايجاب ...خلود بلهفه
=حازم...كنت فين امبارح ؟ طمني عليك.
تنهد حازم قائلا
=كنت بجيب عمي ومراته وبنته عندي بعد ما زين طردهم من بيته.
شهقت خلود قائله
=طردهم من البيت كمان؟
قطب حازم جبينه قائلا
=هو انتي عرفتي انه طرد عمي من الشركه ومقولتليش ليه؟
بررت وقالت
=انا كنت بتصل بيكي بس موبايلك كان مقفول.
حازم بنفاذ صبر
=خلاص انا حلتها.
خلود بتذمر
=وهيقعدوا عندك لامتي؟
حازم بابتسامه
=ياريت العمر كله
خلود بغيظ
=طب واحنا؟
حازم باستغراب
=احنا ايه مش فاهم.
خلود بخجل
=لما نتجوز...هنقعد فين؟
تلجلج حازم قائلا
=اه ربنا يسهل ...لما نجي لوقتها هاتصرف.
خلود بدلع
=طب مش هاشوفك قريب؟
حازم بتملص
=ربنا يسهل...هبقا اتصل بيكي...سلام.
بعد انتهاء المكالمه استدار حازم ليجد شهيرة امامه سالها بنعومه
=نمتي كويس؟
هزت راسها وابتسمت وقالت
=اه...ماما بتقولك تعالي عشان الفطار جاهز.
ذهبا سويا ليجدوا شرف وتفيده حول مائده الطعام ...تناولوا فطورهم في صمت ...نهض شرف وقال لحازم
=حازم تعالي نتكلم شويه
نهض حازم ليذهب معه الي حجرة الصالون وتبقي شهيرة وتفيده
شهيرة بتوتر
=يا ترى بابا عايز ايه من حازم؟انا خايفه تحصل مشكله جديده.
كانت تفيده شارده في اتجاه الصالون ولم تجيبها.
رجع شرف وحازم اليهم ...شرف بصوت اجش
=حازم طلب ايدك مني ياشهيرة.
صدمت شهيرة مما سمعته وقالت=ايه يا بابا؟
شرف بنفس صلابته
=حازم طلب ايدك وانا وافقت.
تضايقت شهيرة من قرارات والدها ...ومن طلب حازم فهو يعلم جيدا انها تحب زين وهو الوحيد الذي يملك قلبها...ركضت الي الحديقه بدموعها وانهارت عند اقرب مقعد بها ...ذهب خلفها حازم لايضاح الامر لها وليوعدها انه سيكون مخلص لها ويساعدها علي تخطي هذه المحنه...وضع يده علي ظهرها واخذ يمسد عليه بحنان ...نظرت شهيرة لحازم من بين دموعها قائله
=هو احنا ممكن ناجل الموضوع ده شويه.
ابتسم حازم وقال
=طب خليها خطوبه علي الاقل...وانا متاكد ان هيبقي جواز وسريع كمان ...اوعدك مش هتندمي ابدا.
اخفضت راسها قائله
=طب مش يمكن انت اللي في يوم من الايام تندم علي طلبك ده؟
وضع يده اسفل ذقنها ورفع وجهها وابتسم لاعينها وقال
=بالعكس ...الندم الحقيقي هو اني ماخدش الخطوة دي معاكي...انتي حلم عمرى من زمان...اه وعلي فكرة انا من بكرة هفتح شركتي ...وهتكوني معايا المهندسه المشرفه عن المشاريع
انشرح قلب شهيرة لانه بذلك سوف يحقق حلمها المكبوت.ووافقت علي الخطبه...لعل هذه الخطبه تنسيها امر عشقها الطاغي لزين.
في الشركه دخل زين مكتبه وتبعه اسر لمتابعه اعماله المتوقفه علي توقيعه منذ الحادثه ليجد زين انه ترك مكانه صديق مخلص ...نظر لاسر بامتنان قائلا
=تمام...الواحد ياخد اجازة وهو مطمن ان وراه صاحب مخلص زيك.
ابتهج اسر لمدح زين قائلا
=لا اجازة ايه...انا مش هقبل الا لو كانت اجازة عسل.
تنهد زين قائلا
=بس خلاص انا طردت شهيرة وعمي امبارح وقبل ما اطردهم افتكرت كلامك عن خلود وقلتلهم هتجوزها
تهللت اسارير اسر وقال
=خلاص يا زين تبقي خلود تكسب.
زفر زين واخرج من جيبه سيجارة ليدخنها حتي يستطيع التفكير في الامر ...مما اثار قلق اسر لان يصرف زين نظر عن الزواج من خلود استطرد قائلا
=زين ايه اللي مخليك متردد من جوازك من خلود؟
اطفئ زين سيجارته ومسح علي وجهه قائلا بصوت عالي
=انت ايه مش شايف لبسها عامل ازاي؟ازاي عايزني اربط اسمي بواحده كل اللي يهمها الفلوس؟
جائت الي اسر فكرة شيطانيه لاقناع زين
=زين متخليش عمك شرف يشمت فيك ويطلع عليك اشاعه انك متجوزتش عشان عندك مانع وهو اللي رفضك مش انت اللي رفضت بنته.
ابتسم زين بسخريه وقال
=وهيا خلود بقي اللي هتوقف شرف عن الاشاعه؟
اسر بهدوء
=ماشي انا معاك انها مش مناسبه...بس انت ذكرت اسمها قدام عمك ...وهو منتظر جوازك منها...ده غير انك لازم تثبتله انك يوم ما تفكر تشترى بتشترى اللي علي مزاجك مش مجبر.
نظر زين الي اسر بعدم اقتناع ولكنه لم يستطع مقاومه الحاح اسر فقال بتردد
=اسر عاوزك تجيبلي باهر خليني اخلص من المشكله دي
زين باهتمام
=ثواني ويكون عندك...وصدقني مش هتندم علي اي حاجه قلتهالك.
دخل باهر الي مكتب زين بقلق ...لا يعلم لماذا استدعاه ...ايعقل انه ارتكب خطأ...ام انه سيحاسبه علي اخطاء حدثت في عهد حازم
القي باهر التحيه علي زين بخفوت وقال
=افندم يا زين باشا.
نظر ليه زين وقال
=اقعد يا باهر...وبتبات زين المعتاد
=ازيك وازاي مراتك.
ابتلع باهر ريقه خوفا وقال
=بنبوس ايدك.
امال زين راسه للامام ودقق النظر في عيون باهر قائلا
=طب وخلود؟
توتر باهر قائلا
=بخير ...صممت امبارح تجيبلك بوكيه الورد بعد ما عرفت انك بتحب زهر البنفسج زيها
قست ملامح زين وقال
=يستحسن معدتش تيجي الشركه تاني...لانها هتبقي مراتي وانا مبحبش مراتي تتنطط في شركتي كل شويه ...حتي لو كان ابوها شغال عندي.
اضطربت نظرات باهر عند سماعه لتلك الكلمات ليقول بفرحه
=حاضر يا زين باشا...انت تؤمر...دا يوم المني...دا يوم السعد بالنسبه لنا.
ابتسم زين بسخريه قائلا
=بس يا باهر مش المفروض تاخد رايها الاول؟
باهر ببهجه
=اكيد موافقه ...انا هطير وهبلغها الخبر...واكيد هتفرح ...عن اذن حضرتك.
خرج باهر مسرعا الي بيته لكي يزف لهم الخبر ...اخذ زين ينظر الي اسر بعد مغادرة باهر متسائلا بقلق
=يا ترى اللي عملته ده صح ولا غلط؟ واخرته ايه؟
دخل باهر الي منزله مسرورا مناديا علي زوجته ...فهو بحاله مزاجيه جيده...فقد تحقق مراده ...خرجت هاجر من غرفتها مهمومه ...باهر بفرحه
=لو تعرفي اللي حصل النهارده يا هاجر ...قلبك هيقف من الفرحه.
كانت تنظر اليه بجمود فاثارت قلقه وهزها قائلا
=مالك يا هاجر؟ مين زعلك؟
=رفعت هاجر عينها وقالت بصوت منخفض
=مفيش انت جاي فرحان ليه؟ فرحني معاك.
تابع باهر فرحته قائلا
=النهارده عيد ياهاجر...زين استدعاني في مكتبه وطلب ايد خلود.
تفاجئت هاجر مما سمعته فانتباها القلق لانها ربطت هذا بعدم رد ياسمين علي اتصالها ...فارتبكت وقالت
=لو ده حقيقي يبقا عشان كده ياسمين قفلت السماعه في وشي النهارده.
لم ينتبه باهر لكلامها وردد قائلا
=تعرفي اني فرحان اووى يا هاجر ...اخيرا هنرتاح ونقب علي وش الدنيا.
هاجر بنفس شرودها
=يعني هو عايز خلود وياسمين مش موافقه
انتبه اليها باهر وقال
=اييه...مين قالك انها مش موافقه؟انتي هتتخيلي اوهام؟
ردت هاجر بصوت منخفض
=طيب ليه النهارده قفلت في وشي السكه؟
افاقت من شرودها علي دلوف خلود الي المنزل ...ذهب باهر الي خلود وجذبها بين احضانه قائلا
=حبيبه بابي.
ابتسمت خلود وقبلت والدها قائله
=عيون خلود.
ابتسم باهر وقال
==النهارده احلي يوم في حياتنا...زين طلبك للجواز
صدمت خلود وتسمرت بمكانها وتلجلجت مرتبكه
=زي...ن طلبني انا للجواز؟
رد باهر بفرحه
=ايوه ياحبيبتي وده احلي طلب لاحلي خلود.
ارتعدت اوصالها من تاكيد والدها للخبر وصرخت قائلا
=مستحيل ...انا لا يمكن اوافق.
هنا فاقت هاجر من شرودها وقالت بغضب
=انتي اتجننتي؟انتي متعرفيش اليوم ده انا خططتله ازاي؟
خلود بغضب
=لا ياماما...مستحيل ولو هتغصبوني ههرب وهعملكوا فضيحه.
صفعتها هاجر علي وجهها وقالت
=ده انا كنت قتلتك وشربت من دمك ...انتي لسه صغيرة ومتعرفيش مصلحتك ...احنا ادرى بيها.
خلود بدموع
=ومصلحتي اني اتجوز معاق.
رفعت هاجر اصبعه الي فمها بتنبيه قائله
=اششش ...اخرسي ...اياكي اسمعك تقولي كده...زين مش معاق ...دا حادث اتعرضله وركب ساق وبقا زيه زينا...بل احسن مننا بفلوسه اللي هتعيشك ملكه...وهتنقذنا من الفقر اللي احنا فيه.
نظرت خلودالي باهر لتستعطفه ...اشاح وجهه الي الجانب الاخر قائلا بجمود
=امك عندها حق ...دي الجوازة اللي كان نفسنا فيها من زمان ...احمدي ربنا انه طلبك انتي للجواز انتي بالذات
تركتهم ودخلت غرفتها وهيا تجر اذيال الخيبه...اسرعت باخراج هاتفها من حقيبتها لتتصل بحازم...كان نائما فعلي رنين هاتفه حدق في شاشته وجدها خلود زفر حانقا وقال
=يووه مش لسه مكلماني الصبح ...مضطر ارد لاحسن مش هتبطل رن ويمكن يكون عندها اخبار.
رد بصوت ناعس
=ايوه يا خلود.
اجابته بصوتها الباكي
=الحقني يا حازم هيجوزوني غصبن عني ...لازم تيجي تخطبني.
تنهد حازم قائلا=اهدي يا خلود ...انا حاليا مقدرش اتقدملك لاني خطبت.
صدمت شهيرة وقالت
=خطبت...ازاي وامتي وفين ومين؟...حازم انا لسه مكلماك الصبح.
حازم باسف
=خطبت شهيرة...كل حاجه جت بسرعه...معلش اعذريني.
قالت من بين شهقاتها
=اسف! اعذريني! ده اللي ربنا قدرك عليه؟ طب وانا؟
حازم بنفاذ صبر
=انا موعدنكيش بحاجه.
مسحت خلود دموعها بقوة وقالت
=طب مش حابب تعرف مين اللي اتقدملي؟
مط شفتيه وقال
=اي ان كان بتمنالك السعاده من كل قلبي ...تصبح علي خير.
ظلت خلود تنظر الي هاتفها بذهول ...الي ان حسمت امرها بالموافقه علي زواجها من زين لتنتقم اشد الاتنقام من حازم وشهيرة .
استيقظت خلود من نومها بتعب وباجفان متورمه من شده البكاء والذي انتهي باستسلامها التام للقدر مع الخوف من المستقبل...نهضت من الفراش متجهه الي الخارج لتلحق بوالدها قبل ذهابه الي الشركه...كاد ان يخرج من الشقه نادته قائله
=بابا انا موافقه علي الجواز من زين.
شعر باهر بالاطمئنان واغمض عينيه وحمد ربه ثم استطرد قائلا
= طيب مش نقول صباح الخير الاول؟
ردت خلود بحزن
=صباح الخير.
تنهد باهر وذهب اليها ليحتضنها قائلا
=خلود انتي مش ديما بتثقي في اختياراتي؟
قالت باستسلام
=ايوه يا بابا.
باهر بفرح=يعني يا خلود اقتنعتي بكلامنا امبارح؟
ابتسمت ابتسامه باهته وقالت
=اقتنعت ...بس ياريت يا بابا لو جيت في يوم ومرتحتش وعايزة اطلق توافق.
ربت باهر علي كتفها ومسح علي شعرها وقال
=وانا اوعدك يا قلب بابا انك هتكوني قويه بيا ديما.
ذهب باهر الي الشركه وزف خبر موافقه خلود لزين الذي لم يستغرب موافقتها لانه بعلم انها انسانه جشعه مثل والديها...تصنع زين الفرح ...واتفقوا علي ترتيبات الزفاف علي ان يتم بعد اسبوع من الاتفاق ...وبعث لهم كبير الصاغه الي المنزل لتنتقي مجواهرتها وهذا الشئ احزنها كثيرا ...كان تتمني ان تقابله ولو لمرة قبل الزفاف علي الرغم من كرهها الشديد له وان زواجها منه زواج قائم علي المصلحه ...لكن رفض زين الالتقاء بها لان مثل الاشياء ليست مهمه بالنسبه لها ...ولم ينسي ابدا امر ثوب الزفاف فقد بعث لاحضاره من ارقي بيوت الازياء في باريس وصمم علي اختياره بنفسه لانه لا يثق باختيارها يخشي ان تختار فستانا فاضحا ...وكل ذلك يعني انه لم يقصر باي شئ في ترتيبات الزفاف.
بعد مرور اسبوع...تجلس خلود في جناح العروس المخصص لها في فندق من اكبر الفنادق تفرك ايديها بتوتر وقلق مما هي مقبله عليه...تتذكر المرتين التي قابلت زين فيهم ونظراته المستميته لها وتتعجب لما رفض مقابلتها في الاسبوع الماضي ولو حتي مرة واحده قبل الزفاف ...الذي زاد من غضبها امره لابيها ان تنزل من علي درج الفندق لاستقباله بمفردها بدون ان تتباطا ذراع والدها مثل اي عروس ...افاقت من شرودها علي دخول والدتها للجناح ...انبهرت والدتها بها فقد كانت ترتدي فستان من اجمل فساتين العالم علي الرغم من استياءها لاحتشامه فقد كان ذو اكمام طويله ورقبه تغطي عنقها بالكامل وظهر مغطي تماما وليس به اي فتحات او اشياء مثيرة...اخبرتها والدتها ان زين ينتظر في القاعه وعليها الاسراع بالهبوط حتي لا يتذمر من تاخيرها...خرجت خلود من الجناح وتوجهت الي الدرج ولم تظهر عليها اي ملامح للفرحه كعروس ...هبطت الدرج تحمل فستانها حتي لا تتعثر به وتمسكت بالثوب جيدا وتمتمت بكلمات لعينه تخص بها زين ...وما ان وصلت لاخر الدرج حتي راته يتقدم اليها ببطء وبرود وثقه...مد يده اليها وقبلها قبله مصطنعه من جبينها وسحبها معه الي متعهد الدي جي واخذ منه مكبر الصوت مما اثار اندهاشها...نظر زين الي المدعوين وتحدث ببرود قائلا
=طبعا كلكم معزومين ومش عارفين مين العروسه...لاني تعمدت مكتبش اسمها في الدعوة...عشان اعرفكم عليها بنفسي.
تعالت الهمهمات بين المدعوين شغفا منهم لمعرفه هويه العروس ...اما عن حاله خلود كانت مذهوله من حديثه ...افاقت من شرودها عندما قال
=عروستي تبقي خلود الجويلي...بنت السيد باهر اللي بيشتغل عندي ووالدتها الست هاجر بتشتغل مساعده لامي في الجمعيات الخيريه ...شفتوا بقا انا راجل متواضع ازاي ...مش متكبر زى ما بتتكلموا عني.
ظهرت معالم الاستياء علي وجه ياسمين فحديثه بمثابه فضيحه امام صديقاتها...اما عن خليفه فشعر بالحزن علي اسلوب زين ...اما نهي فشعرت بالاسف علي خلود فهي امراءة مثلها ترى ان اسلوب زين محرج وقاسي.
صدمت خلود من حديثه عنها واحست بالاختناق خاصه مع فستانها الثقيل ونظرات المدعوين لها...اشار زين لمتعهد الدي جي ليبدا الحفل وقال للمدعوين لاسكاتهم
=ودلوقتي اقدر اقولكم انجوووى ونظر لخلود بخبث زى ما انا هستمتع مع عروستي...وسحبها لساحه الرقص ليفتتح الحفل برقصتهم السلو...وجدت نفسها بين احضانه ترقص وهو لا ينظر اليها...فاستطردت قائله
=ليه عملت كده؟قاصدك ايه من ده كله؟ليه مكتبتش اسمي في دعوة الفرح؟
ابتسم زين بسخريه ونظر الي عينها نظرة ثاقبه وقال
=هو ده كل اللي يهمك؟ان اسمك مش مكتوب؟طب وبالنسبه لما طلبت ايدك في مكتبي؟وشبكتك اللي جاتلك من غير ماتختاريها؟وفستان فرحك؟نزلتك من علي السلم من غير ابوك زى اي عروسه ؟دول مش يهموكي؟...ازاد قوله بقسوة
=لو كنتي اعترضتي علي كل ده صدقيني كنت هحترمك ومكنتش هفكر اعمل معاكي اي حركه تقلل من قيمتك....اقترب منها اكثر وقال
=تمام يا حلوة؟
قبل جبينها مرة اخرى وهمس قائلا
=اللي يقوله زين السرجاني...مفيش مخلوق يحاسبه عليه.
انتهت الرقصه وسحبها ليجلس سويا لاستقبال التهاني ...وفجاه ساد الصمت ليعلن عن دلوف شهيرة وهيا تتأبط ذراع حازم...صدم حازم عندما علم ان العروس هيا خلود وتذكر سؤالها
=مش حابب تعرف مين العريس؟لعن نفسه لانه لم يسالها...اتجه اليهم قائلا ببرود
=مبروك...ردوا عليها بمثل البرود...اما عن شهيرة هنئتهم بصوتها الرقيق واضافت لتهنئتها وقالت
=انا وحازم اتخطبنا...هنا نظر زين الي خلود نظرة اثارت ارتباكها فتوترت قائله
=مبروك ليكم انتو الاتنين
بارك زين لشهيرة وتعمد عدم مصافحه حازم ومباركته...فهمهم حازم قائلا
=بني ادم غبي.
هنا سمعته خلود ونظرت له نظرة تحدي وقالت
=زين مش هتبارك لحازم كمان؟
صدم زين من جراءتها ونظر لها نظرة ناريه مضمونها ان تصمت فاخفضت راسها وصمتت...في حين نظر الي شهيرة وقال
=يارب الفرح يكون عجبك اتفضلوا نهي وخليفه منتظرينك...ومتشكر جدا علي وجودك...والبيت بيتك لو حبيتي تزورى اختك في اي وقت.
كل هذا تحت مسامع وانظار خلود وحازم تتاكل في صدورهم نار الغيرة...ولم تسلم شهيرة من تضارب افكارها ...هل زين يحبها وتزوج بهذا الشكل ليكسر والدها ...وهل كلماته منذ اسبوع عن عودته لها صحيحه ؟كيف وهيا خطبت الان لحازم؟هل تسرعت؟
جلس زين بجوار خلود بتذمر قائلا
=ده اسلوب تكلميني بيه قدامهم؟
ابتسمت خلود وقالت
=واحده بواحده والبادي اظلم.
زين بتدقيق
=ايوبقا نروح بس وافهمك تقولي ايه ومتقوليش ايه.
اضطرب خلود وفالت=ازاي يعني؟
مسكها من يدها وضغطت عليها لتقف وقال
=طالما مستعجله تعرفي يبقي الفرح انتهي والف مبروك يا عروستي...وبينا علي عرش الزين.
خلود وهي تحاول ات تفلت يدها من قبضتها
=ايه ده هو احنا مش اول ليله لازم تكون بالفندق؟
رد عليها قائلا
=لا مبعرفش اخد راحتي في فنادف ...اروح عرشي احسن.
ذهبت معه كالمغيبه الي مكانه الذي يلقبه بعرش الزين.
وصلا الي الفيلا بسيارته والتي اصر علي قيادتها بنفسه بدون مرافقه احد غيرها...نزل من السيارة واتجه الي الفيلا وهي تتبعه ...دلفا الي الفيلا فوجدتها خلوظ مظلمه وليس بها احد فخافت وقالت
=هو مفيش حد هنا.
نظر لها زين من راسها الي اسقل قدمها باستهزاء وقال
=احنا جينا قبلهم ...انا بسوق بسرعه...زمانهم علي وصول ...تعالي ورايا ...ومش عايز كتر كلام.
صعد الدرج وتبعته مذهوله من اسلوبه وظلت تتمتم بكلمات لاعنه له واخرها قالت
=اوووف.
وصل لنهايه الدرج ونظر لها بسخريه وقال
=ايه لحقتي تزهقي؟ المشوار لسه كبير.
شهقت مصدومه وقالت=لسه في سلالم تاني ...؟تعبت .
اشار الي جناحه الخاص وقال
=وصلنا يا حلوة.
تنهدت بارتياح وقالت
=ايوة بقه اخيرا ...كان يوم صعب .
دخل زين الي جناحه وهي وراءه نظر لها وقال بصيغه اامره
=اقفلي الباب.
فرجت شفتاها من طريقته ...ايعقل لعروس ان تعامل بهذه المعامله؟ ولكن مهلا ايها الزين ...لنرى ما ستفعل بي بالاخير....اغلقت الباب والتفتت لتنظر الي الجناح وجدته كئيب يوجد سرير باللون الاسود...واريكه بنفس اللون ...استغربت من كبرحجمها ولكنها ايقنت انها ستكون له ليريح بها فراغ رجله ...ايضا وجدت غرفه للملابس وحمام ...نظر لها وقال
=عجبك جناجي؟
قالت باستهزاء=هو ده بقه عرش الزين؟
رد بثقه=ايوه عرش الزين عندك مانع؟
رفعت كتفيها باشمئزاز وقالت
=مش حلو...معجبنيش.
ابتسم زين بسخريه قائلا
=ميهمنيش رايك علي فكرة.
=ده جناحي واعمل فيه اللي يعجبني ...مش اللي يعجبك.
ثم استطرد قائلا
=انتي موجوده هنا مش علشان تقولي رايك لاعلشان تنفذي رغباتي فقط.
كادت ان ترد عليه الا ان رنين هاتفه اعلن عن اتصال...نظر الي شاشه هاتفه وجدهها امه زفر حانقا وفكر الا يرد عليها ولكنه اضطر للرد حتي لا تاتيه الا الجناح بنفسها...رد بصوت بارد
=نعم.
ردت بغضب
=زين انت ليه جيت قبلنا؟مستعجل علي ايه؟ انا كان لازم اتكلم مع البني ادمه اللي معاك واعرفها حدودها في الفيلا ايه.
غضب زين من تدخلها المستميت في شئونه وقال
=قلتلك ميت مرة ...مبحبش حد يدخل في اشياء تخصني ولا يعدل عليا...انا هقفل موبايلي...ابعتيلي حد بالعشا.
ارتعدت خلود من اسلوبه مع والدته ...فكيف سيكون اسلوبه معها؟
رمي هاتفه علي الاريكه وجلس...وقام بخلع ساقه الصناعيه وهو ينظر اليها ...شهقت خلود واشاحت بوجهها للجانب الاخر ...فتحدث بسخريه
=ايه يا حلوة؟هو انتي مكنتيش تعرفي؟
تلجلجت في حديثها قائله=لا...كنت عارفه...بس
ضحك زين وقال
=بس ايه؟اوووه نسيت...انك حساسه جدا للمواقف دي ...مبتستحمليش ...لذلك والدتك استعطفت ياسمين هانم وقالتلها بليييز بلاش تخلي زين باش يقلع الساق قدام خلود لانها ممكن تنهار ...هااا ...منهارتيش ليه بقا؟
اضطربت خلود وقالت
=لا ابدا اكيد انطي ياسمين فهمت ولم تكمل جملتها حينما ضحك ضحكه صاخبه وقال
=انطي ياسمين! لو سمعتك هترميك برا الفيلا...اسمها ياسمين هانم يا حلوة.
فرجت شفتاها وقالت
=ياسمين هانم! ازاي دي حماتي.
زين باشمئزاز=حماتك!صحيح زى ما قالت امي انت واحده لوكال.
خبطت خلود قدمها في الارض ووضعت يدها في خصرها وقالت
=ولما انا لوكال ...اتجوزتني ليه؟
ابتسم زين بسخريه قائلا
=عشان اعاقبك.
اندهشت خلودمما قال عن اي عقاب يتحدث؟
قالت
=عقاب؟ عقاب ايه؟
ابتسم ونظر لها قائلا=عقاب عن الاخبار اللي كنت بتعرفيها من امك وابوكي عن الفيلا وبتروحي تنقليها لحبيب القلب حازم.
شهقت خلود من الصدمه وحاولت انكار ذلك وقالت
=محصلش.
اغمض عينيه من انكارها وفتحهم ببطء وقال
=من البدايه مبحبش الكذب واللي بيكذب عليا مصيره تحت رجلي.
غضبت خلود من اسلوبه وقالت بتحدي
=ايوه كنت بنقله الاخبار...لاني كنت بحبه ...بس كنت غبيه...لاني ساعدته انه يوصل لشهيرة حبيبه القلب...ياترى حبيبه مين فيكم؟
هنا لم يتمالك زين غضبه وقام بارتداء ساقه الصناعيه وتوجه اليها ممسكا لها من كتفها بقسوة قائلا
=اياكي تجيبي سيرة شهيرة علي لسانك القذر ده؟
ترك كتفها ولكنها لم تتركه بلسانها االلاذع فقالت
=يااااه ...كل ده عشان جبت سيرتها؟لما انت بتحبها اوى كده طردتها هيا واهلها ليه؟اهو علي الاقل كانت سابتلي حازم.
استفزته مرة اخرى قام بسحب ذراعها للخلف تصبح ملتصقه به قائلا
=انا بحذر مرة واحده لاكن لو اتكرر الغلط متلوميش الا نفسك وصرخ بوجهها فااااهمه
بوجع شديد قالت
=فاهمه بس سيب دراعي هيتخلع في ايدك ارجوك.
زين بقسوة
=لو عايزة حياتك معايا تبقي كويسه اللي اقوله يتسمع بعد كده.
فرجت شفتاها قائله
=حياتنا! احنا ملناش عيش ما بعض...احنا لازم نطلق .
اقترب منها ببطء وهيا تتراجع ببطء حتي اصدمت بالحائط خلفها وقال بهمس فحيح كالافعي
=انتي متعرفيش ان اللي يدخل عرش الزين ميخرجش منه الا بالموت؟
شهقت قائله
=موت!انتي هتقتلني؟
ابتسم بسخريه وقال=مش يمكن انتي اللي تموتي نفسك؟
قالت خلود بتحدي
=طب واذا قلتلك انك هطلقني وقريب وبرضاك؟
ابتسم لتحديها قائلا
=وانا اموت في التحدي ...بس انا طول عمرى الكسبان يا حلوة.كادت ان ترد عليها فانهي الحوار باسلوبه
=احنا اتكلمنا كتير نتعشي وننام كفايه عليكي كده النهارده...الحمام قدامك ده اللي المكان اللي هتغيرى فيه ديما اما اوضه الملابس دي تخصني لوحدي.
تذمرت خلود وقامت بجذب بيجامه للنوم ودخلت الحمام تزفر بحنق وعندما فتحت البيجامه وجدتها مثيرة فكانت ستغيرها ولكنها لمعت براسها فكرة شيطانيه ...خرجت خلود من الحمام فوجدته يتناول العشاء متجاهلا لها ...قالت في سرها
=بالسم الهارى.
ابتسم لانه سمعها ورفع راسه لكي يعلمها انه سمعها ولكنه تسمر عندما وجدها بهذه الملابس ...حيث كانت ترتدي بيجامه هوت شورت بلون الاصفر الكنارى ...تبا لهذه الوقحه تعلم جيدا انه لن يحدث بينهم شيئا ومع ذلك تلبس هذه الملابس لاغرائه ...
تصنع التقزز منها قائلا
=ايه صفار البيت اللي دلقاه نفسك فيه ده.
مطت خلود شفتيها قائلا
=صفار بيض... ده كنارى صوا صيو.
قال باستهزاء
=انتي مفكرة انك بكده هتغريني؟احترمي نفسك انتي مش لوحدك في الاوضه ...انا موجود.
انحنت نحوه قائلا بهمس=انا مش شايفاك اصلا...كانك خيال.
امسكها من معصمها وجذبها حتي سقطت في حجره قائلا بنفس همسها
=وكده برضه خيال.
اضطربت خلود من حضوره الطاغي ونجحت في فك معصمها من يده وتوجهت نحو السرير ونزعت الغطاء لتنام...توجه نحوها قائلا
=انتي مش هتنامي هنا...انتي مقامك علي الكنبه دي...انا اشتيرتها واسعه علشانك مش علشاني...السرير ده بتاعي وملكي .
لوت شفتيها قائله
=خليهولك ...اشبع بيه .
توجهت الي الاريكه ...ولكنه مسكها من معصمه قائلا
=كده علي طول ؟منستيش حاجه.
ارتبكت خلود وظنت أنه يريد منها قبله
فاغمضت عينيها من قربه فانحني الي اذنها قائلا
=نسيت تقلعني الساق يا حلوة.
بعدت عنه مذعورة
=الساق لا لا...الا دي ارجوك بلاش.
ابتسم وقال
=انا لسه قايل انك موجوده لتنفيذ طلباتي ...فمتزعلنيش منك.
استسلمت لواقعها الجديد وانحنت ببطء لنزع الساق...اخذ يتاملها كثيرا ويستنشق رائحه شعرها ...اقسم لو راهب ورأي أنوثتها لكادت حصونه تحطمت...اما عنه ...بدا يلامس شعرها برقه وحنان فاحست بانامله الخشنه ورفعت عينها له وغرقت في بحورها الفيروزيه ...ولكنه تراجع عن فعلته وشدد علي شعرها بقسوة قائلا
=برافو...ده انتي طلعتي شاطرة اهو ....روحي اطفي النور ونامي ...عشان تصحي بدرى تلبسهالي يا حلوة...تصبحي علي خير .
تركته واطفات النور ونامت تلعن حظها الذي اوقعها في هذا الزين.
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا