مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية ومثيرة جديدة للكاتبة صفية الجيار علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل العاشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل العاشر
"أمجنون أنتَ لتتزوج بي؟كيف تفعل هذا بي وبكَ وبعائلتك،ثمن وفائك لوعدك ستدفعه غاليًا".
تلك الكلمات كانت الفتيل لإشعال مواجهة محتدمة بين مراد ويسر،فهي تعاتبه وتعاقبه على زواجه منها، ومحاولته حمايتها مما هو قادم ،ولا تقدر قيمة ما فعله لأجلها ولأجله أيضًا،تعاقبه على ذنب لم يقترفه.
لكن تواجدهما بهذا المكان تحديدًا كان عقابًا لها أكثر منه،أن تجلس أمام قبور الأحبة شيء لا يستهان به، وألم لا تقوى القلوب على تحمله،لكن لكل فعل ردة فعل، وما فعله مراد بعد انتهاء عقد القران،كان لابد له من رد قوي ولاذع،وما فعلته "يسر" أيضًا لابد له من رد لا يقل عنه قوة، لذا نهض وهو يجذبها من يدها بعنف قائلًا:
_ يبدو أن الجنون قد مس عقلكِ أنتِ،ما هذا الهراء هل خيل لكِ عقلكِ الصغير هذا أني بحاجة للتعرف على ما أصاب عائلتكِ سابقًا! "يسر" أنا على دراية بكل ما حدث،وقبلت بكِ وبعائلتكِ.
وضع سبابته على جانب جبهتها،و انحنى بجزعه ودنا منها ثم تابع:
_ وملم بكل ما يدور بداخل عقلكِ،أعلم كرامتكِ لا تسمح لكِ أن تتزوجين من أحدهم إنقاذًا للموقف، أنتِ ترتعدين خوفًا من مواجهة المجتمع،ودعينا لا نتغافل عن خوفكِ بل الرعب الذي أصابك من عائلتي ومواجهتهما.
وضع كفي يديه على كتفيها؛فشعر برجفة جسدها بين يديه،وراحت مقلتيها تدور بحركة دائرية من فرط توترها،تابع بصوت رخيم يحمل بطياته الكثير:
_ "يسر"لا تُصغرين من شأنكِ،أخوتكِ رحلوا عنا وأسرارهما معهما،لا نعلم هل هما مذنبان بالفعل أم هناك رواية أخرى للحقيقة،إن كنت أنا "مراد عزام"أنتِ "يسر طاهر الدالي"ابنة "سمية الدالي"وشرف لي الزواج منكِ حتى وإن كان زواجًا مشروطًا وسينتهي بفترة تم الاتفاق عليها،سيظل زواجي منكِ وسامًا على صدري.
تتطلع بها وكأنه يتردد أن يكمل حديثه أم لا، لكن الضعف والحزن الذي رآهما بعينيها جعلاه يفصح عن ما بجعبته فتابع:
_ يسر لن أخفيكِ سرًا منذ أن حدث سوء الفهم ببداية لقاءنا احترمتكِ كثيرًا، وقدرت احترامكِ لعائلتكِ،وخوفكِ على مظهركِ أمام الناس وسمعتكِ، وتساءلت هل مازال هناك فتيات يفكرون هكذا بعصرنا هذا،وكل هذا قبل أن أعلم هويتكِ الحقيقية لذا أنتِ محل فخر للجميع.
كلماته كانت كمياه باردة انسكبت على نيران مندلعة بصدها فأخمدتها،وعندما لاحظت أن قلبها سيلين وستتخلى عن أسلحة الهجوم التي قررت التسلح بها، عاودت هجومها الأهوج مرة أخرى وقالت:
_لا تجعلني أضحك، ضحكي هنا تحديدًا أمر جنوني،أنتَ تزوجت مني وفاءً لوعدكَ،وبالفعل إنقاذًا للموقف ،لذا دعنا لا نتجمل، أنتَ وفيت بوعدك وأنا مجبرة على تلك المسرحية.
صمت قليلًا ثم قال:
_إذًا لنكملها،وهيًا الشمس قاربت على المغيب وتواجدنا هنا ليس له داعٍ.
لاحت منها نظرة حزينة تحمل بطياتها الألم والحزن والكثير من العتاب، أومأت برأسها ثم تمتمت قائلة:
_حسنًا هيا لنذهب لن نبقى هنا طوال العمر لكن مؤكد سأنضم إليهم يومًا ما.
**
{ حبيبي تعبت من بعده وشكله مصر يتعبني ليه يكسرني ويخسرني، وقابل ليه يعذبني، على دا الحالي ليالي طوال،بقرب هو يبعدني،طب أعمل أيه حاولت أرضيه،بحبه وهو بيسبني}
اصطحبت تلك الكلمات التي كانت تصدر من المذياع كاسرة حالة الصمت التي غلفت الأجواء "يسر" إلى عوالم لم تتخيل أن قدميها ستعود لتطؤها يومًا، وراحت تتذكر الأيام الخوالي وتلك السعادة التي غابت عنها، والعشق الكبير المزيف الذي أوهمها به زوجها السابق ،جاء إلى مسامعها صوت أجش حنون يردد اسمها،فعادت إلى واقعها الجديد وهو أن لديها زوج آخر ويجلس بجانبها الآن، ويتوجب عليها عدم التفكير بآخر طالما وافقت على الزواج منه،لكنها عنفت نفسها،مرددة بداخلها أنه زواج مشروط سيبقى على الورق إلى أن ينفصلا، ولا يوجد داعٍ للتعامل معه كزوج حقيقي، وضع يده تلقائيًا على كتفها ليجذب انتباهها ،انتفض جسدها على إثر لمسته؛فاعتذر قائلًا:
_ اعتذر ناديت عليكِ كثيرًا، أعتقد كنتِ بعالم آخر،لذا حاولت انتشالكِ من شرودكِ،هل أنتِ بخير؟
_بخير،هل سنذهب إلى منزلك؟
زين محياه بسمة لم تستطع تفسيرها،قال وهو يغمز لها بعينه:
_ إلى منزلنا،مؤكد زوجتي وابنتي ينتظرانني.
لم تستطع كبح تلك البسمة التي غزت ثغرها، وضعت كفي يدها على وجهها لتواريه خلفهما، وهتفت باستنكار وهي تومئ برأسها يمينًا ويسارًا :
_ لن أنسى ما حدث مهما حييت، يا إلهي كيف وضعت نفسي بوضعٍ كهذا! يا لغبائي.
بادلها الابتسام وقال:
_ الحمد لله أن أذان المتواجدون لم تلتقط الهراء الذي تفوهتِ به .
مالت برأسها على زجاج النافذة ومازالت تبتسم، وعادت بذاكرتها لما قبل ساعات، لموقف لا تحسد عليه.
_ملاد لوسا ميلا.
{مراد العروس جميلة}
هتف "حمزة":
_ يا إلهي يا صديقي،صغيرتكَ تخلت عنكَ من الآن، وأخيرًا جاءت من ستهز عرشكَ بقلبها،وهذا منذ اللقاء الأول فما الحال عندما تنضم يسر إلى منزلكم؟
جملة "حمزة" أحيت بعقل "يسر" المعضلة الحقيقية وأهم الأسباب التي رفضت من أجلها الزواج من مراد،والتي حاولت دفنها بقلبها،وهي أنه رجل متزوج ولديه طفلة،التفت مسرعة نحو مريم وتطلعت بها بصدمة ثم حدثت نفسها قائلة{ماذا هل أحضر زوجته وابنته لعقد القران،لما ارتضت على نفسها وضعًا كهذا،هل اطلعها على حقيقة زواجًا،وحتى وإن فعل كيف تأتي وتعيش تلك اللحظة،لا لا الأمر صعب للغاية لن أتزوج به في حضور ابنته وزوجته} وبدون وعي ورغمًا عنها ردت تلك الكلمة بصوت لم يسمعه سوى مراد ثم ركضت، فوقف الجميع يتطلعون ببعضهم البعض بصدمة ،أشار ليهم مراد بيده وقال:
_ حسنًا ليعود كل منكم إلى مكانه سأرى ما بها .
كانت تقف بالشرفة وجسدها يرتجف وتردد{لن أفعلها لن أتزوج منه أمامها}وضع يده على مرفقها ليجعلها تلتفت ناحيته وقال بتساؤل وتعجب:
_"يسر"ألم نتفق لما نهضتِ بهذا الشكل! عن أي ابنة وزوجة تتحدثين؟
دفعته بحدة بعيدًا عنها وقالت:
_ أي الرجال والآباء أنتَ! كيف تحضر ابنتكَ وزوجتكَ إلى عقد قراننا حتى ولو كان لزواجنا طبيعة مختلفة ،كيف تفعل هذا بي وبهما؟
حدق بها مشدوها وعندما مقصد حديثها قهقه بصوتٍ مرتفع حتى أدمعت عينيه وقال وهو يضرب كف بكفٍ:
_ زوجتي وابنتي،هل من بالداخل هما زوجتي وابنتي؟
وضع يده على معدته وحاول التماسك فقد انخرط في نوبة من فرط الضحك، قال وهو يقترب منها مرة أخرى:
_كنتُ أتمنى ذلك،أن تصبح لي طفلة كليان،لكن للأسف إنها شقيقتي مريم وابنتها، والآن أخبريني لما تخيلتِ أنها ابنتي؟
تبدلت الأدوار وعلامات الصدمة ارتسمت على صفحة وجهها وظلت لبرهة تحدق به، استغرق استيعابها للحقيقة ما يقارب الدقيقة،وبعد أن استعادت السيطرة على نفسها قالت وهي تشيح بنظراتها بعيدًا عنه:
_ اللعنة علي كيف فعلت هذا؟ عندما كنت ذاهب ذات مرة للتسوق معهما أتتذكر؟ ونحن بالشركة، تخيلت أنكَ متزوج ولديك طفلة،حتى أني عندما قال حمزة صغيرتك تخيلتها ابنتك.
_ اعتقد أن هذا سبب من ضمن أسباب رفضكِ؟
_ بالفعل هذا أول وأهم سبب.
جذبها من ذراعها وتابع وهو يحثها على التحرك رفقته:
_ إذًا لم يعد هناك سبب لرفضكِ الزواج، هيا الجميع ينتظرنا.
سوء الفهم الذي حدث وفكرة أن "مراد" ليس متزوجًا غيرت نظرتها للأمور وبدت كمن أصابها التيه وأصبحت مغيبة،فتم عقد القران دون أن تستوعب ما يحدث، وكأنها غرقت ببحر من اللاشيء، واكتشفت أنها أصبحت زوجة"مراد عزام" فجأة عندما هتف المأذون{بارك لهما وبارك عليهما وجمع بينهما بالخير}اختلج قلبها،وارتعدت أوصالها؛فصوبت أنظارها المضطربة نحوه و رمقته بريبة،وكأنها تتساءل هل حدث بالفعل هلى أصبحت زوجتكَ الآن ؟
بعد المباركات والتهنئات والتمنيات بحياة زوجية سعيدة على الرغم أن معظم المتواجدين يعلمون أن تلك الزيجة ليست سوى اتفاق بين الطرفين،تطلع مراد نحوها بتوتر ثم قلص المسافة بينهما متجاهلًا تواجد من حولهما،داهمتها رائحة عطره الرجولية القوية،فأجفلت وراحت تحرك أهدابها مرارًا،ألقى عليها نظرة تحذيرية فحواها ألا تضعف وترفض قربه حتى لا تنكشف حقيقتهما أمام والدته،فهو لم يخبرها بعد كيف اقنع عائلته بالزواج منها ،احتضن وجهها بين كفي يده بتوجس، ثم انحنى ليلثم جبينها ونبضات قلبه كادت أن تتوقف من فرط توتره،أما هي حدث ولا حرج كادت تسقط مغشي عليها لولا أنها تماسكت ،وضعت يدها على صدره تنتوي دفعه وصده؛ففهم على الفور ما ستفعله فاندفع للخلف كمن لدغه العقرب، وتنحنح بحرج ليوحي لمن يشاركانهما الغرفة أنه ابتعد عنها خجلًا من المتواجدين.
بعد قضاء ساعة من الوقت في مناقشات عائلية وأحاديث جانبية،شابها القلق والتوتر، فبالرغم من مباركة شروق للزواج، إلا أن الضيق كان يغلف محياها وبوضوح،ولاحظت "يسر" أنها ترمقها بتوجس بين الفينة والأخرى،وجه مراد حديثه إلى صديقه وقال:
_"حمزة"من فضلك قم بتوصيل عائلتي في طريق عودتك،سأعود بوقتٍ متأخر،ومؤكد ليان تحتاج للراحة خاصة أن درجات الحرارة بدأت بالانخفاض.
أومأ برأسه موافقًا،ونهض وهو يطلب من "رهف"أن تستعد هي الأخرى لكنها رفضت معللة ذلك أنها ستبقى مع ابنة عمها، لكن حدق به "مراد"محذرًا أن يتحدث ببلاهة ويكشف سره أو دعونا نقول مفاجأته التي يعلم أنها غير سارة بالمرة بالنسبة ليسر؛فقال حمزة:
_"رهف"لنقم بتوصيل الصغيرة وتعودين إلى منزلك،يسر لن تهرب غدًا أو بعد تتحدثان.
فهمت أنه يحاول تهيئة الجو لصديقه حتى يحظى ببعض الخصوصية مع زوجته؛ فامتثلت لطلبه، حملت مريم ابنتها لكن فور أن فهمت الصغيرة أن لحظة الذهاب قد حانت بكت وهي تهتف:
_لوساااا لوسااا{العروس}.
ورفضت الافتراق عن يسر لسبب لا يعلمه إلا الله،فتلك الطفلة سيكون لها أثر قوي على حياة يسر، قام مراد بتهدئتها ووعدها أنهم سيأتيان من خلفهم،عقلها الصغير لم يستوعب لكنها فقدت الأمل من بقائها فألقت بثقل رأسها على كتف أمها بحزن.
**
غابت والدتها عن جلستهم لبعض الوقت،وتطلع مراد نحوها بقلق،ولاحظ كرم توترها،فقد كانت تفرك كفي يدها بتوتر بالغ،أطلق "مراد" زفرة قوية توحي بالنيران المندلعة بصدره،فما سيقوم به الآن مؤكد سيقلب الموازين رأسًا على عقب،وعنادها الأهوج سيرهقه وبشدة،نهض بحذر بالغ بعد أنه حثه كرم بنظراته على المضي قدمًا فيما اتفقوا عليه مع سمية،قال بنبرة قوية صارمة:
_"يسر" ألم تحين لحظة الذهاب بعد؟
رفعت وجهها، وتطلعت به بعدم فهم وقالت:
_ أي ذهاب؟
_ذهابنا إلى منزلنا،هلى سنبقى هنا لنهاية العمر؟
نهضت وهي تنظر إلى خالها وكأنها تسأله{ماذا يقول هذا المجنون،عن أي منزل يتحدث،ألن تتدخل وتوقف هذه المهذلة؟}.
طأطأ رأسه بأسى،لأول مرة لن يكن عند حسن ظنها، وسيخذلها لكن لمصلحتها،اقتربت منه وقالت :
_"كرم" ما الذي يهذي به؟
أجابها بقلق:
_إنه زوجكِ، من الآن لا يوجد لي سلطة عليه متى أراد أن يصطحبكِ إلى منزله فليفعل.
ارتدت للخلف من هول صدمتها منهما،ألم تشترط عليهما أن تبقى بمنزل أبيها وأن ينفصلا بهدوء فور أن تهدأ الأوضاع،ألم يحثها كرم على الموافقة وأنه سيساندها ولن يخذلها أبدًا،ألم تعدها أمها ألا تسمح لأحد بإجبارها على ما لا توافق عليه؟ألم تخبرها أنها اتفقت مع مراد ولن يتم إلا ما تريده، إذًا ما هذا الهراء ،صاحت بهما:
_هل جننتما أنا لن أذهب إلى مكان ،لقد اتفقنا والكلمة بألف ميثاق يا مراد تذكر هذا،لقد اتفقت مع ماما،لن أتحرك من هنا قيد أنملة وأنتَ ستذهب،لن أترك أمي بمفردها.
_ لكن ماما ستترككِ إن لم تذهبين مع زوجكِ.
هذا ما قالته سمية وهي تغادر غرفة ابنتها، وتغلق بابها بإحكام، اخترقت تلك الكلمات قلبها كالرصاصة فأصابته إصابة لا يمكن مداواتها،تعالت أنفاسها من هول الصدمة وقالت:
_ماما لا أفهمكِ إنه يريد أن نذهب إلى منزله!
_وما العيب في هذا زوجكِ ويطلب انضمامكِ إلى أسرته ما العيب في هذا؟
_نحن اتفقنا لن أترككِ بمفردكِ،اتفقت معه،وزواجنا سينتهي إنها مسألة وقت فقط.
لم يكن هذا السبب الوحيد لرفضها الذهاب معه لكنه
أقوى الأسباب،أمها كيف تتركها بمفردها،لقد كانت تنتوي فور الانتهاء من عقد القران أن تعاود رحلة البحث عن عمل لتعول نفسها وأمها، لكن قالت سمية لتغلق جميع الأبواب بوجهها:
_ كل الاتفاقيات لاغية،مراد زوجكِ من بعد الآن لا يهمني طبيعة زواجكما المهم أنه تم وهو يريدكِ بمنزله لن أمنعه.
وقبل أن تفه بحرف مدت "سمية"يدها بحقيبة صغيرة بها بعض من حاجيات ابنتها وقالت:
_خذي هذه بعضًا من ملابسكِ غدًا سأحضر لكِ البقية إن شاء الله.
حدقت بها مشدوهة وقالت:
_ماما هل ستتركينني أعيش بمنزل رجل تزوجني انقاذًا للموقف!
_لقد فعلت بالفعل.
فهمت أن أحاديثها وتوسلاتها لن تجدي نفعًا، فاختارت ألا تُظهر ضعفها أمامه، لكنها قررت ألا ترضخ له وسينقلب السحر على الساحر وسيدفع ثمن مؤامرته تلك غاليًا،حنقها لم يكن عليه فقط وإنما على والدتها وخالها لكنها لم تدرك أن ما يفعلونه يصب بمصلحتها،مصلحتها فقط.
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا