مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية ومثيرة جديدة للكاتبة صفية الجيار علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى عشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثانى عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثانى عشر
فيلا "نجيب الدالي"
في وقت لاحق من اليوم الذي تلى زواج يسر،
لم تمرر منار ما حدث صباحًا مرور الكرام ، بل على العكس تمامًا ظلت طوال اليوم تستشيط غضبًا من كرم وابنتها بل من عائلة الدالي بأكملها، ولعنت اليوم الذي أصبحت به زوجة أحد أفرادها ، لقد أصبحوا لعنة وحلت فوق رأسها، فكرت قليلاً كيف تثأر منهم لكن نظرات كرم صباحًا أربكتها، ونتيجة لذكائها الذي يقف بصالحها دومًا راجعت الأحداث التي حدثت منذ خطبة ابنتها؛ فاكتشفت أن هناك عدو غيرها آخر لعائلة الدالي يود الفتك بطاهر وعائلته؛ لذا ارتاحت قليلاً؛ وقررت تلبس دور البريئة أمام زوجها وابنتها طالما أن هناك من سيتكفل بأمر تدمير ابنة سمية، لكنها لم تستطع كبح خوفها مما هو قادم فذلك الشخص لن يستطع أحد الوقوف بوجهه أو مجابهته، وما إن يقرر إضرام النيران لن يستطع أحد إخمادها دون أن تزهق أرواحًا لا ذنب لها.
قررت أن تتحدث لابنتها وتستفسر عن توقيت ذهاب يسر للعيش بمنزل زوجها، ليس للوصول إلى حقيقة الأمر، فما يحدث لم يعد يعنيها وإنما لتبث الخوف بقلبها مرة أخرى، فمنذ خطبتها لحمزة تجرأت وأصبحت تقف بوجهها وتطالب بما تريده دون خوف، وهذا لا يروق لها، وربما جرأتها تلك تجعلها تُقدم على ما تخيلت والدتها أنها لن تفعله مطلقًا.
داهمت غرفتها كالإعصار دون استئذان، دارت بعينيها بالغرفة فلم تجدها، لكنها رأت ظل شعرها يتراقص على الجدران ،يبدو أن نسمات الهواء تداعبه؛ فعلمت أنها بالشرفة، فتوجهت نحوها بغضب مصطنع وقالت:
_رهف أريد أن أتحدث معكِ قليلًا هلا عدتي إلى الداخل ؟
شهقت رهف على إثر تفاجئها بها، فالتفتت تتطلع بها بفزع وقالت:
_ماما منذ متى وأنتِ هنا؟
_ لقد جئت للتو ،هيا دعينا لا نضيع الوقت، هناك حديث باقٍ من البارحة لم نكمله أنسيتِ؟
_ لا لم انسى.
وضعت هاتفها المحمول على أذنها وقالت وهي ترمق والدتها بنظرات استفهامية :
_ حسنًا يا حمزة نتحدث بوقتٍ لاحق.
سألتها والدتها:
_ هل كنتِ تتحدثِ مع حمزة؟
_هممم .
ارتبكت منار خشية أن تكون أذان حمزة التقطت حديثهما، عادت إلى الداخل خلف ابنتها التي مرت بجانبها دون أن تعيرها أي اهتمام، و قالت بنبرة تشي بمدى غضبها:
_ هل كنتٍ بمنزل عمكِ طاهر البارحة؟
_ وما الضير في الذهاب إلى منزلهم اليوم أو البارحة!؟
الضير أني نبهت عليكِ مرارًا، ذهاب إلى هناك ممنوع، والالتقاء بتلك الحرباء ممنوع، والتفكير أنني سأترككِ تفعلين ما يحلو لكِ ممنوع، عنادكِ سيجلب إليكِ المشاكل؛ لذا من الآن سنعد إلى عهدنا القديم، لا تتخيلي أن خطبتكِ من حمزة ستجعلكِ تنجين بفعلتكِ، أعلم جيدًا أين كنتِ البارحة، و من اليوم ممنوع الخروج معه إن كان يريد لقائكِ يأتي إلى منزل أبيكِ، الله اعلم أين يذهب بكِ .
ألقت كلماتها المسيئة دفعة واحدة بوجه ابنتها ؛ فجرحت روحها وعذبت قلبها، كسوط بيد جلاد يعذب ضحيته بكل ما فيه من عزمٍ وقوة، متخليًا عن الرحمة والرأفة بالضعيف، التفتت لتغادر الغرفة فقد أتمت مهمتها بنجاح وهي " دب الخوف والرهبة بقلب ابنتها" فهي تعلم مدى ضعف شخصيتها.
هل رأيتم طفلًا صغيرًا يلتجئ إلى أمه يشكو لها ما فعله الآخرين به، هل رأيتم طفلة بعمر الثلاث سنوات تعاتب أحدهم على كسر لعبتها المفضلة ودمعاتها تنهال كالشلال على وجنتيها؟ هل حدث وعاصرتم موقفًا كهذا؟ هذا هو حال رهف عندما تطلعت بوالدتها وقالت بأسى وصوتها يغلفه الضيق، وكأنها تجاهد ألا تلفظ أنفاسها الأخيرة :
_ماما،ماما، لا تذهبي انتظري.
نبرة صوت رهف كانت تشي بأن كارثة ما قد حلت ؛فالتفتت إليها والدتها وحدقت بها بتعجب، تعجبت لرغبة ابنتها في المكوث بغرفتها بعد جدالهما، أليس هذا غريبًا بعض الشيء، تابعت رهف الحديث بأعين جامدة خالية من الروح:
_ماما، "ماما" هل تدركين معنى تلك الكلمة، هل تساءلتِ يومًا عن معناها أو كيف تكون الأم، ما هي مظاهر ممارستها لواجباتها، تلك المشاعر المتبادلة بين الأم وابنتها هل تعرفين عنها شيئًا، هل شعرنا بها يومًا، ماما أخبريني الأمومة كيف تكون وما معاييرها لديكِ؟ هل فكرتِ يومًا بي بالطبع لا، لو فعلتِ لما نظرتِ لي كطفلة، أنا كبرت لم أعد تلك المراهقة التي تخيفها صفعة من يدكِ، أو ترهبها صرخة منكِ، نضجت للدرجة التي اتخذ بها القرار وقد اتخذت بالفعل، حمزة خطيبي ونعم أصبتِ القول أصبحت أقوى بوجوده، إن أردت الزواج منه سأفعل فقط ليخلصني من عذاب العيش معكما، أتتوق للعيش بجو أسري متكامل بجو لم تتم تهيئته لنا من قبل، فحربكِ الأزلية مع العمة سمية لم ولن تنتهي، آه يا ماما تلك الحرب سلبت منا سعادتنا، معلوم هي حرب من قديم الأزل.
كانت تلك المواجهة هي الأولى من نوعها بينهما، و ما قالته رهف لم تستطع أو تتجرأ على قوله منذ تلك الحادثة، فمنذ ذلك الحين وهي وحيدة، ضعيفة لا يوجد بجانبها سوى يسر، لقد تخلى عنها الجميع، مات من مات وهرب من هرب وانخرط بالأعمال من خشى على شركاته من الإفلاس؛ فبقيت وحيدة بمهب الريح، كشجرة جاهدت لتبقى شامخة لسنوات، وحين نجحت الرياح في زعزعة جذورها، أيقنت أن الهلاك آتِ لا محالة، فيئست و قررت الاستسلام، لكن من حسن حظها أرسل لها الخالق المدد والعون ،ومدد وعون رهف هو بحمزة، لذا صراخها واندفاعها كانا موجة من موجات غضب عارم قررت أن تفصح عنه، وتخلص روحها من أثره، لكن أوقف سيل صرخاتها صفعة قوية من أيدي اعتادت على الصفع منها، أيدي لم تربت عليها منذ سنوات، أيدي سرقت منها الكثير، حتى في أشد أوقاتها ضعفًا، وأصبحت على ما هي عليه الآن بفعل صفعات تلك اليد، قالت منار محذرة إياها :
_إذًا توجب علي صفعكِ مرة أخرى؛ حتى تتذكرين كيف تحترم الابنة أمها.
حدقت بها باندهاش وقالت وهي تحتضن وجنتها بيدها، كما لم تفعل والدتها يومًا:
_ تذكري تلك الصفعة جيدًا، بعدها لن يصبح شيئًا كما كان، دمتِ أمًا لم تكن أمًا من قبل.
****
فيلا مراد عزام
كانت يسر تلهو رفقة مريم وليان بالحديقة، فلقد اتخذتا عدم تواجد "شروق" فرصة وركضتا إلى الخارج، بينما هناك زوج من الأعين تراقبهما باهتمام، أعين تخشى عليها من قسوة قلب والدته المستحدثة، أعين زوج مضطر أن ينفصل عن زوجته ما إن تسنح لهما الفرصة، رغم الكثير من الأمور التي لم يفصح عنها بعد، حتى لا يخل باتفاقه معها ، لفت نظره أنها تتجمد بمكانها من وقت لآخر وتتطلع بمريم بحزنٍ، وكأن مكتوب على جبينها هيا ابكي، هيا احزني ليتجهم وجهك فور النظر لي، تملك منه القلق ناحيتها فظل يتابعها، أما هي لاحظت مراقبته لهم وقررت عدم الالتفات إليه أو الاهتمام بوجوده، وتمسكت بلا مبالاتها المعهودة معه رغم النيران المتأججة بصدرها ،مازالت مريم تُذكرها بشقيقتها، ومنذ تعرفها عليها وهي تعاود إحياء بداخلها مشاعر كانت قد نستها منذ سنوات، فشعور العيش مع أشقاء بالمنزل أحيا بقلبها الحنين إلى إخوتها اللذان رحلا عن الحياة دون سابق إنذار، استمرت باللعب مع الصغيرة رغم كل ما بداخلها، وبعد وقت لاحظت غيابه عن الشرفة فخُيل لها أنه ذهب إلى النوم، لذا قررت أن تفر هاربة هي الأخرى قبل أن تتم مداهمتهم من قبل والدته.
صعدت إلى الأعلى بحذر وهي تدعو ربها ألا تتقاطع طرقاتها مع طرقات شروق، وبالفعل كان الله بجانبها هذه الليلة ولم تنفرد بها في غياب الابن، دلفت إلى الغرفة تسير على أطراف أصابع قدميها تدعو ربها أن لا يخونها حظها تلك المرة وتجد البغيض كما أطلقت عليه مستيقظ، اشرأبت بعنقها لتستبين ما إذ كان مازال مستيقظًا أم لا، وعندما لم تجده علمت أنه غط بنومٍ عميق، فتنفست الصعداء وتحركت على راحتها بالغرفة ثم ابدلت ملابسها لترتدي منامة قطنية باللون الأسود ومشطت شعرها البني الحريري ،ثم قررت أن تغفو سريعًا لتهنئ بنومٍ مريح، فقد أرهقها الأرق وعدم النوم لليالٍ عدة، توجهت نحو السرير وانحنت بجذعها لتجذب الدِثار الذي تلتحف به، لكن باغتها حضوره فجأة حين مر إلى داخل الغرفة وهو يحمل فنجان ما بيده، فخرجت منها شهقة فجائية والتفتت نحوه بفزع قائلة:
_ أنتَ! ماذا تفعل هنا؟
عاودت بسمته السمجة اعتلاء ثغره، ورمقها بنظرات عابثة متفحصة، ثم أولاها ظهره وقال :
_ سؤال غبي، يبدو أنكِ نسيتِ أنها غرفتي أنا أيضًا.
خطت عدة خطوات من خلفه وقالت:
_ لما تنظر لي هكذا؟ ها أجبني.
استمر بالسير نحو الأريكة وأجابها:
_ نبرتكِ الآن جعلتني أتذكر تلك الصحفية التي تفقأ أعين أي رجل ينظر إليها، لقد اشتقت إلى العمل معكِ، ليكن بعلمكِ.
توقفت لبرهة تحدق بالفراغ أمامها فكلماته أصابت روحها بالحزن، فهي لم تكن تعمل لجلب المال فقط ،وإنما لحبها لعملها، فأرادت معاقبته على فظاظته فقالت:
_ الفضل يعود لكَ، حذرتكَ كثيرًا، لكنك ضربت بكلماتي عرض الحائط، والنتيجة خسرت العمل وابتعد عن عائلتي وتوفي والدي، وبالنهاية صرت زوجتكَ، أي ذنب اقترفت حتى احظى بهذا الحظ العسر يا ربي!
لقد أصابت كلماتها الجارحة الهدف جيدًا، و ذكرته بكم الآلام والخسائر التي تعرضت لها؛ فتمزق قلبه، ترى أشعرت بمدى تألمه من أجلها، أرأت الحزن البادي بعينيه، أم غضبها منه أعمى عينيها عن رؤية الحقائق.
قال وهو يوليها ظهره، وكأنه يتهرب من مواجهتها:
_ ما إن تتخلصين مني ستهنئين بحياة سعيدة إن شاء الله، ليكن بعلمكِ موت والدكِ قضاء وقدر، لا تلقي تهمة موته بوجهي مرة أخرى، أما بخصوص العمل، فور الطلاق سأعوضكِ وأوفر لكِ وظيفة عمل بأهم الصحف القومية.
جذبته من ذراعه بحدة وقالت مستفهمة:
_ولما بعد الطلاق ألا يمكن أن تبحث لي عن عمل الآن؟
قلص المسافة بينهما وقال بعد أن لانت نبرة صوته :
_ ما دمتِ زوجة مراد عزام وتقطنين بمنزله؛ أنت مسئولة مني ماديًا ،وحمايتكِ والحفاظ على أمانكِ أولى اهتماماتي.
_ لكن......
_ لا يوجد لكن، الحديث بهذا الموضوع منتهي، هيا لدي موعد الآن مع شخصية هامة لم يحدث وأن تأخرت على موعدنا من قبل، لكن فعلت البارحة بسببكِ سامحك الله.
_ وماذا فعلت أنا؟
في رد فعل عفوي غير مدروس منه أجابها وهو يربت على رأسه :
_ سلبتِ هذا.
تركها تبحث عن إجابة عن جملته المبهمة، وتوجه نحو أريكته ليلتقط هاتفه وهو يحتسي مشروبه المفضل "قهوة سريعة الذوبان ".
أما هي احتلت مكانها بسريريها الجديد، الذي لم تعتد عليه بعد، ثم وضعت الحاسب الآلي المحمول الخاص بها على ركبتيها، والتي وضعته أمها ضمن حاجياتها، فهي تعلم مدى أهميته لها، رؤيتها لمحتويات حقيبتها ذكرها بأمها ومدى اشتياقها لها ، لذا حزنت لعدم زيارة عائلتها لها ، ورجحت ذلك لحزنهما وامتعاضهما منها، انتابها القلق عليهما لكنها قررت أن تقوم بالاتصال بهما صباحًا وتطمئن على أمها.
كانت وجهتها معلومة تطبيق "الفيس بوك"، وما إن نذكر هذا التطبيق حتى نتذكر الجزء الهام والأجمل بحيات الجميع "أفين" بطلتها الرائعة على مدونة افيندار، لم تكن تبحث عن كلمات أفين فقط بل عن آراء متابعيها، فهذا هو العنصر الهام بالنسبة لها، لقد تراكمت عليها الخواطر بفعل انقطاعها عن المتابعة في فترة الحداد على والدها ولم تتابع سوى خاطرة واحدة مع أمها، قررت أن تستمتع بقراءة عدة خواطر في هذه الليلة، فبحثت بالحقيبة على مهل حتى عثرت على ضالتها، سماعة خارجية للحاسوب حتى لا يصل صوت الموسيقى المنبعثة من الفيديو إلى أذان مراد، وبعد أن تهيأت بدأت رحلتها مع اطلالات افيندار واحدة تلو الأخرى.
**أفيندار**
أفين احتاجكِ وبشدة لدي الكثير لأحدثكِ به، لكني أخشى أن تكوني مثلهم أي تستمعين إلى جراحي وتداويها وتقابليني بحب وترحاب ولا تناديني إلا بقلبي وروحي وجميلتي، وفي غيابي وظهري تطعنيني، كما فعلوا لكن ما باليد حيلة سأموت من حزني إن لم أفرغ ما بجعبتي لأحدهم.
أنا فتاة لدي ظروف خاصة بي كنت أعيش بقمقم كما أطلقت علي حبيبة قلبي وصديقتي الوفية، أنظري اقول الوفية لأنني أثق أنها كذلك وستبقى.
لسنوات عشت بمفردي، نعم كنت حزينة، وحيدة لكني بخير بوحدتي، أعاني من بعض المشكلات لكني اعتدت عليها، تغيرت حياتي فجأة ودخلت عوالم لم تطأها قدمي من قبل، الكثير من الجلبة، الكثير من الأصدقاء والأحداث اليومية والكثير من الحب والاهتمام، وما اكتشفته لاحقَا القليل من الصدق بل يكاد يكون معدومًا، وبعد عامٍ كامل تلقيت به العديد من الصدمات والمساندات والدعم والخداع، الحب والكره دعونا نقول مزيج من كل شيء، والأساس كان لا شيء، نعم ما مررت به لم يكن سوى لا شيء بنظري الآن، كان من حولي الكثيرون يتجملون بالكذب والخداع لن أقول جميعهم لكن معظمهم، وها هم يتساقطون من حولي كأوراق الشجر بالخريف، قسمًا بربي يا أفين تعاملت معهم بصدق وحب وتمنيت لهم الخير، لكن والله لم أرى منهم إلا الشر وبصور مختلفة، خذلان هجران، التحدث بما لا يوجد بي، وعند تحقيق حلمي بعد سنوات عجاف رأيتهم يبتعدون عني، ويصيبونني بالإحباط، بكيت، انهرت، ابتعدت ولم يقف بجانبي سوى القلة القليلة، وهؤلاء من أعدهم أصدقاء حقيقيون، أفين أنا احتاجك من فضلكِ انصحيني ماذا أفعل.
" لست بفردك حبيبتي نحن هنا وبجانبك، وهؤلاء القلة أصدقائكِ الحقيقيون يكفونكِ إن كان من حولكِ اثنان تثقين بهما أفضل أن يلتف من حولكِ العشرات، ويحملون بقلوبهم السوء لكِ، إياكِ أن تبكي بل على العكس يبدو أن ربكِ يحبك حتى ولو بعد عامٍ كامل أظهر حقيقتهم لكِ، لا تبتعدي ولا تضعفي، قفي قوية شامخة بوجوههم، أظهري للعالم أجمع أفضل ما لديكِ، لا تتخلي عن بسمتكِ تلك البسمة الموجودة على محياكِ ستكون سكين حاد بقلوب المغرضين، ليسوا سوى أعداء نجاح عزيزتي، تذكري الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة.
لن أقول قابلي الإساءة بالود، لكن إياكِ أن تشبهينهم، احتفظي بجمال أخلاقكِ وحسن معاملتكِ مع الجميع، كلماتهم الكاذبة لم تكن سوى تعبير عما بنفوسهم، لذا اعلمي جيدًا أنت درة مكنونة، جوهرة بقلبكِ الطيب، لا تجعلينهم يلوثون أجمل ما فيكِ، كوني أنتِ سيري بطريقكِ بخطوات واثقة، تخلي عن ضعفكِ هو ما يجعلهم يستهينون بكِ، كوني قوية ولا تسمحي بالإساءة، قوتكِ في أخلاقكِ وعلمكِ، تذكري نحن أمم نحيا بعلمنا وأخلاقنا، لا بما نقوله بحق أصدقاءناِ من خلفهم، ودمتِ بخير قوية شامخة سابقة الجميع بأخلاقكِ وروحكِ الطيبة.
الشوك من الورد يغار
يركض الناس خوفًا منه
بينما الورد نتغزل به ليل نهار
الشوك يبكي الطفل ألمه
والورد يصف الشاعر حسنه
ويتمنى الجميع قربه
كن شوكًا بأخلاقك
اجرح
كن سبيلًا للألم
واترك آثارك وندوبك على من طلب اقترابك
كن بكلماتك كإعصار
يصيب قلوب من حوله بالدمار
كن محطم للهمم
لكن
لا تبكي عندما يختار الكل بعادك
اجتنابك وهجرانك......
كن وردًا
يأتيك الصديق ودًا
وتكن له وطننًا و بلدًا
يقف خلفك علننًا
ويمد يدا العون سلفًا
كون وردَا تكن جميلًا
كن شوكًا لن يقترب منك خليلًا.....
سر بطريق النجاح
الحياة تستحق الكفاح
لا تلتفت لهم
قف شامخًا بوجه الرياح
النجاة في بعدهم
وإن ملأ الشر قلوبهم
والكره أعينهم
ابتعد وأتركهم لربهم......
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى عشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا