مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية ومثيرة جديدة للكاتبة صفية الجيار علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الخامس عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الخامس عشر
_ حمزة أقول لكَ لقد تحدثت مع يسر صباح اليوم وكانت حالتها يرثى لها، وأنتَ تقول دعينا نتركهما وشأنهما، تبًا لهذا الشأن وتبًا لصديقكَ هذا.
_اهدئي يا حبيبتي، هي بخير فقط توترت من قدوم عائلتها وساءت حالتها قليلًا.
صرخت بنفاذِ صبر أثناء أحدثها إليه عبر الهاتف المحمول قائلة :
_ لا، لقد تحدثنا قبل قدومهما ليكن بعلمك،ليس للأمر علاقة بعائلتها.
قال بصوتٍ خفيض قاصدًا تهدئتها:
_ رهف لقد قمت بالاتصال بمراد لأخبره بذهابنا إليهما، وأخبرني أنها نائمة ، اتركيها ليضمد جراحها، فمن الممكن أن يكون دواءً لها.
انفعلت قائلة :
_ لا لن يكن دوائها، دواء يسر لا يعلمه غيري، من فضلكم لا تضغطون عليها،اتركوها تفعل ما تريد، وأنا سأصل لصديقتي مهما كلفني الأمر، كيف له أن يذهب بها دون أن يخبرنا.
_ نحن لا نضغط عليها ،أنا فقط أواجهكِ بالحقائقِ.
_ لا تعلمون عن الحقائق شيئًا، لذا ابتعدوا عنها أنتم تقتلونها هكذا، هيا يا حمزة سأنام لقد قاربت الشمس على الشروق، سأغفو قليلًا تصبح على خير.
قالت جملتها الأخيرة وأنهت المكالمة وألقت بهاتفها المحمول على الأريكة بإهمال ثم زفرت قائلة :
_ آه يا يسر لو يعلمون ما تمرين به لقامت القيامة الآن،لكن لا تقلقي سأجمعكما على خير.
*****
في مطار القاهرة
وقف أكثر رجال الأرض تأثيرًا على يسر، يتطلع بالعمارة، وتزين صفحة وجهه ابتسامة سمجة دومًا ما أرقت نوم الجميع، لعدم تفسيرها هل هي طيبة حد الغباء، أم مكرٍ ودهاء، التقط نظارته الشمسية التي تغطي عينيه ثم وضعها بجيب سترته العلوي وقال :
_ لقد عدت يا سو، عدت كي أضع الأمور على نصابها الصحيح، عدت لألقن الجميع درسًا، عدت كي استردك لي، لكن المهم الآن أنا أعد العتاد جيدًا، فالحرب مع سمية ليست بهينة،وهذا الذي اقتحم حياتكِ، سلب لبها بتظاهره بالتعقل وحسن التصرف، رغم أنه أهوج لئيم.
****
تململت بفراشها وهي تحاول فتح عينيها بعد أن انطبق جفنيها على بعضهما البعض وآبا الافتراق، شعرت بألم حاد بظهرها وتنميل بجميع نواحي جسدها، حاولت تحريك يديها وقدميها فتألمت أكثر وانعقد ما بين حاجبيها، فشعرت بأحدهم يميل إليها لتلفح أنفاسه الساخنة صفحة وجهها، لم تجد صعوبة في التعرف فعطره طالما كان محببًا إلى قلبها، قال محاولًا الاطمئنان عليها:
_يسر كيف حالك اتسمعينني؟
_همم.
انفرج جفنيها ببطءٍ ففوجئت به يجثوا على ركبتيه جانب الفراش، ويرتكز بمرفقيه عليه، انتفض جسدها على إثر قربه منها، وجالت بعينيها بالغرفة؛ فاكتشفت أنها بمكانٍ لم تستطع التعرف عليه، لذا قالت:
_مراد، أين ماما ألم تكن معنا؟
_بلى لقد كانت معنا بالقاهرة.
_ ماذا تقصد بالقاهرة، منزلكَ أيضًا بالقاهرة ألسنا بمنزلكَ؟
_ نعم بمنزلي، لكن نحن لسنا بالقاهرة.
شهقت بفزعٍ ونهضت بوهنٍ لتجلس وهي تحدق به بصدمةٍ قائلة :
_ أين نحن إذًا.
_ نحن بالعين السخنة و هذا الشاليه خصصته للعطل الصيفية.
قالت معنفة إياه:
_ لكننا لسنا بالصيف ماذا نفعل هنا!؟
_ جئنا نقضي شهر العسل أنسيت تزوجنا منذ عدة أيام .
دفعته بعيدًا عنها ثم هدرت قائله:
_أي زواج يا مراد؟ أنسيت نحن تزوجنا زواجًا مشروطًا ولم نضع ببنودهِ أن نقم برحله شهر عسل.
تبدلت ملامحه وبدى حانقًا عليها، وتلك الشرايين التي بأعلى جبينه برزت لتشي بأنه بقمة غضبه، ثم قال:
_ بالفعل لم نضع شرطًا كهذا، لكن هناك شروط أخرى لم يتم وضعها بعين الاعتبار، زواجنا شرعيًا معترف به قانونيًا،و صحيح القانون لا يجرم تفكير الزوجه برجل آخر، لكن الشرع يفعل لما أود تذكيركِ، لكن أنتِ أجبرتيننى على ذلك.
اتسعت حديقتها وارتجفت أوصلها، وراحت تهرب بنظراتها بعيدًا عنه، تمامًا كالسارق عندما يشعر أن أحدهم سيكشف جريمته،
لكنها لم تعلم أنه على دراية بمخططاتها قبل أن تقم بتنفيذها، قالت محاولة أن تبدو قويه:
_ عن أي شرع تتحدث وأي رجل
أنتَ جننت بالفعل؟ .
مرت من جانبه قاصده الهرب ،والاختباء منه بالمرحاض كعادتها، لكنه جذبها من ذراعها وقال :
_ ليست هذه المرة يا يسر .
حركت رأسها يمينًا ويسارًا تتساءل عما يقصد فتابع :
أعلم بما تفكرين، وأعلم أن قلبكِ حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأعلم لما بكيتِ في الصباح ،و لما فقدتِ وعيكِ، لذا لي رجاء عندكِ، ليس وأنت زوجتي ،هناك اتفاق مع عائلتكِ دعيني أنهي مهمتي وبعدها لكي كامل الحرية افعلي ما يحلو لكِ،وفكري بمن تشائين، لقد جئت بكِ إلى هنا برغبة من والدتكِ هي من أرادت إبعادكِ عن القاهره لست أنا،وإن لم نكن زوجين ولن نكن بيومٍ ما أعدكِ بذلك، كوني واثقة، لنكن أصدقاء أولنكن أناس طبيعيون، ليس كقط وفأر يركضان خلف بعضهما البعض ويفتعلان المشاكل طوال الوقت.
تغاضت عن طريقته بالتحدث وتجاهلت نظرات الاتهام الظاهرة بعينيه، وركزت على شيء واحد، أمها، تود التأكد هل وصل إلى أمها ما وصل إليها، أم التوتر والارتباك كان من نصيبها وحدها، فقالت:
_هل ماما من طلبت أن نأتي إلى هنا؟
_نعم عندما فقدتِ وعيكِ قالت ستبقين هكذا لساعات طوال،دومًا ما تفعلين ذلك عندما تمرين بأزمة نفسية سيئة، تهربين بالنوم، ولأني أعلم لما حدث معكِ ذلك، و من المفترض أين يكون هذا الخاتم؛ بررت لعائلتي اغماءكِ على أنه حدث بسبب تواجده بإصبع والدكِ لسنوات، ورؤيتكِ له بإصبعي ذكركِ به، يسر لقد قبلت المجيء بكِ إلى هنا هربًا من أشياء كثيرة لم تستطع والدتكِ الافصاح عنها الآن، وكوني واثقة كل ما نفعله لمصلحتكِ وارجوا تفهمكِ.
صرخت به:
_حسنًا طالما تعرف كل شيء لما ما ذلت مهتم بي، اتركني مع قلبي المسجون ولننفصل بهدوء،أو إن كنت مجبرًا على التواجد معي بصفتك حليف أمي ، على الأقل ارحل عن الغرفة، نحن نبقى هنا بمفردنا ليبقى لكل منا بغرفة خاصة به من فضلكَ.
_هذا ما سيحدث بالفعل، حقائبكِ هنا والغرفة المجاورة لي، تصبحين على أيام أجمل إن شاء الله.
هناك أمر غير مفهوم بالمرة لما تحاول والدتها إبعادها عن القاهرة؟ وأي اتفاق تم بينها هي ومراد؟وما علاقة كل هذا بتلك الرسالة التي جاءتها صبيحة ذلك اليوم؟ ولما رأت لمحة الحزن التي رأتها بعينيه أثناء تحدثه، وماذا ستفعل حيال هذا التهديد الذي جاءها صباحًا بتلك الرسالة اللعينة؟ بل ماذا تفعل إن حدث ما فهمته؟ بل كيف ستسكت قلبها كيف ستواجه الجميع ؟السؤال الأهم كيف سترد لمراد جميله؟
ضج عقلها بتساؤلات لا يمكن تحملها، أو الإجابة عليها؛ فقررت الهرب من كل شيء عن طريق الاستحمام بالماء البارد كعادتها لعلها تعد إلى رشدها،وتصل إلى القرار الصحيح.
***
"لقد أخبرته من قبل إن وطئت قدميه أرض مصر لن يلومني أحد عما سأفعله، الاتفاق كان بين ثلاثتنا، أعلم سبب عودته الآن تحديدًا ،لقد جاء يدمرها جاء ليسرق منها سعادتها هذا إن عايشتها بيوم ما، لقد عاد لينتقم لكني لن اسمح بذلك "صرخت سمية وهي تلقي هاتفها المحمول بعصبيه على المنضدة بعد أن أخبرها أحدهم بخبرٍ لم تود سماعه بيومٍ من الأيام ، خبر عودة الكذب والخداع متمثل بشخص تبغضه كثيرًا، فقال كرم:
_لن نستطع فعل شيء له ،لقد تمت تبرئته .
_سأخلق له تهم جديدة،و لن يهرب بل سيزج بالسجنِ و يتعفن به لآخر عمره.
_حينها فقط سنقول أني الأمل الوحيد في امتداد نسل عائلة الدالي، يعني نسل عائلتنا انقطع يا عزيزتي،إلا إن أراد نجيب تجربة حظه مرة أخرى .
قال كرم متهكمًا حسرةً على حاله ؛ فتطلعت به غاضبة.
**
بعد مرور يومين عادت البهجة للبعض بعودة الغائب، والخوف والرهبة للبعض على إثر تهديدات علنية قذرة، والبعض كرس حياته بوضع الخطط الدفاعية، وبعضهم للخطط الهجومية، وهناك من راح يبكي على الأطلال ودفن قلبه بسجنِ الذكريات، ورسائل مبهمة ستودي به إلى الجنون.
أما أكثرهم براءة وحكمه كان له الحظ الأكبر من الظلم، فلقد استيقظ مراد صبيحة اليوم الثالث على صوت هاتفه المحمول يعلن عن وصول رسالة نصية فحواها"أي الرجال أنتَ يا عزيزي! تعلم أن قلبها وروحها ملك لآخر بل جسدها أيضًا ومع ذلك تتمسك بها، لن يعجبك حديثي لكن هذه هي الحقيقة التي تتغافل عن تصديقها، زوجتكَ ليست كما هي ظاهرة لكَ ،فكر جيدًا ولنا حديثًا آخر".
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس عشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا