مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية ومثيرة جديدة للكاتبة صفية الجيار علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثالث
اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل الثالث
كرامة"يسر"لم تسمح لها أن تتقبل الإهانة الموجهة إليها من قِبل أحد مديري شركة البرمجة، فلقد حُكم عليها مرة أخرى دون التأكد من الحقيقة أو براءتها كما يحدث دومًا، تعجبت من معرفته للحيلة التي قامت بها على رئيسها بالعمل،لكنها وكعادتها قوية صادقة شامخة ،لا ترضخ لنظيرها بسهولة ،فلم تسأله كيف علم وعاملته بكبرياء وجفاء،وأرادت تلقينه درسًا في الحفاظ على الكرامة وعزة النفس؛ فجمعت أغراضها وهمت بالرحيل بعد أن أسمعته مر الكلام،لكنه نهض عن مقعده وألقى بالقلم الذي كان بيده وقال بصوت مرتفع على غير عادته:
_عندما قام رئيس التحرير بالاتصال بي،أخبرني أنه سيرسل للقائي أمهر وأذكى محررة بالجريدة،لكنه نسى أن يخبرني مدى ضعفكِ وهروبكِ من مواجهة الحقائق والأزمات.
التفتت بجسدها نحوه،ورمقته بنظرات حانقة بدت وكأن الشرر سيتطاير من عينيها،فبنظرها بجانب أنه متسرع الحكم على الناس وفظ ذو لسان سليط اتضح إنه متعجرف، فقالت:
_وعندما أرسلني رئيس التحرير أخبرني أني سألتقي برجلين على قدر من الاحترام والاحترافية في العمل،لكنه نسى أن يخبرني أني سأُعامل بإهانة وسيتم تكذيبي والتقليل من شأني.
توجه نحوها بخطوات رزينة وعلامات الدهشة مرسومة على محياه وقال:
_ حاشا،لم أقم بإهانتكِ ولم ولن أفعلها مع فتاة قط ،فقط واجهتكِ بحقيقة ما قمتِ بفعله لتؤجلين موعد لقائنا،ما الخطأ فيما فعلته ؟
قلصت "يسر" المسافة بينهما مما أصابها بالتوتر،لكن حنقها منه كان أقوى من خجلها وقالت:
_ عندما تُكذبني فأنتَ تهينني ،وعندما ترفض التعامل معي فأنتَ تقلل من شأني،وعندما تحكم علي قبل أن تتأكد فأنتَ تظلمني وهذا هو الخطأ،أما عن حقيقة ما حدث ،أنا فتاة مررت بظروف خاصة ،جمهورية مصر العربية بأكملها على علم بها،وسمعتي أنا وعائلتي على المحك،ولم أشأ أن يسئ أحدهم فهمي عندما يجدونا نجلس نتحدث في مكانٍ عامٍ؛فطلبت من رئيسي أن نلتقي بالجريدة لكنه خشى على سمعة ومكانة الجريدة إن غضبتم وأنهيتم العمل معنا،وألقى على مسامعي كلام لاذع،وأهانني،وهددني إن لم أتم عملي الذي كلفني به ستتم معاقبتي لذلك تحايلت عليه، لم أقلل من شأنكما وجئت إلى شركتكما،لقد تحايلت على أمر اللقاء في مكان عام،وتلاشيت العقاب من رئيسي،ها،أخبريني قمت بإهانتي وظلمي أم لا؟
حدق بها فاغرًا فاه ،وظل لبرهة يرمقها بمزيج من التعجب والإعجاب،على إثر قوتها،فقد فهم أنها على قدر من المسؤولية والأخلاق لدرجة ترفض الجلوس مع رجلُ بمكانٍ عام، وقبل أن تعاود الالتفات لتذهب،فك لجام لسانه وقال:
_؟أقسم لكِ لو أخبرتيني، بحقيقة ما حدث لجئت إليكِ وعقدنا اللقاء بالجريدة، ولقنت هذا الفظ درسًا في الأخلاق،عما فعله ،أنتِ جوهرة ولابد من الحفاظ عليها وليس توبيخها.
تعجبت من تحوله وتبدل طريقته في التحدث والنظر إليها لكنها قررت عدم التمادي أكثر؛ فاستأذنت لترحل لكنه اعتذر منها ،وأخبرها أنه سوء فهم،أوصله له رئيس التحرير عندما اتصل به ليتساءل عن سبب تأجيل الموعد،ارتبكت "يسر"خشية أن يكون قد أخبره أنها من طلبت تأجيل الموعد لكنه أكد لها أنه لم يخبره شيئاً وانتظر ليفهم منها، أما عن هجومه عليها فقد فاجئها أنه تعمد أن يفعل ذلك حتى يرى دفاعها عن نفسها وتقوم بتوضيح الأمر دون أن يطلب منها هذا،حتى لا يكون سببًا في أزمة بينها هي ورئيس التحرير وقطع مصدر رزقها دون أن يتأكد.
وهاهي الحقيقة ظهرت، اتضح أنها مغايرة تمامًا عن ما مرا به هما الاثنان ،فتصالحا ،وعقدت "يسر" اللقاء ووعدته بمقال من شأنه أن يصوب الأنظار نحو الشركة،ويرفع مكانتها أكثر، تعمد"مراد" أن يقم بتوصيلها إلى خارج الغرفة احترامًا لشخصيتها وأخلاقها ،رحلت عنه وهو يتابعها بإعجاب شديد للباقتها في الحديث ومرونتها في التعامل بعد أن توضح سوء الفهم،أما عنها فقد رأت به رجل ذو أخلاق عالية و يتعامل باحترافية في العمل على قدر من الثقافة رغم حنقها عليها في بداية اللقاء.
مر يومين جهزت بهما "يسر"الحملة الصحفية الخاصة بشركة"mmh"للبرمجة، من معلومات عن مديريها والخدمات التي تقدمها وما يميزها عن باقي الشركات،وحان موعد نشرها في الجريدة؛ فأرسلت المقال عبر البريد الالكتروني إلى رئيس التحرير لتتم الموافقة عليه،وجلست بشرفتها تنتظر قدوم "رهف" كعادتها قبل موعد إطلالة أفيندار ليقوما بمتابعة الحلقة معا بغرفتها، أعدت لهما والدتها الشاي بالحليب وبعض الشطائر وحبات الفاكهة ،ووضعتهم على الطاولة واستأذنت منها لتذهب إلى النوم باكرًا.
جلستا الفتاتين وجهاز الحاسوب المحمول موضوع أمامهما تنتظران حلول الساعة الثامنة والنصف بفارغ الصبر،شعرت "يسر"بمدى توتر "رهف" فقالت:
_ أكل هذا التوتر لقرب موعد الخطبة؟
تنهدت رهف ثم استرسلت بالحديث وكأنها كانت تنتظر أن تسألها :
_ بل هذا التوتر بسبب الخطبة،لم أعتد وجود "حمزة" بحياتي بعد،بالبداية وافقت على رؤيته من أجل أمي وبعد ذلك اقتنعت بحديثكِ ووافقت على الخطبة ولا أعلم كيف ،أشعر و كأني مغيبة،أو تسرعت، كل شيء حدث بسرعة،منذ عدة أيام كنت أحسب نفسي مازلت خطيبة "ياسين" حب طفولتي،أما الآن صرت خطيبة "حمزة"،وستنعقد خطبتنا رسميًا غدًا،ومازلت لا أدري هل اتخذت القرار الصحيح أم تسرعت؟ والطامة الكبرى ،أنه حسن الخلق ومعاملته لي رائعة ،في المرات التي جاء بها إلى منزلنا بث إلي الطمأنينة وحاول بشتى الطرق أن يتجاذب أطراف الحديث معي،أشعر وكأنس سأرضخ له عما قريب.
وضعت "يسر"يديها على وجنتها لتزيل تلك الدمعة التي انسابت من عين "رهف" ثم ابتسمت قائلة:
_ من الجيد لو ترضخين له،وسيكون هذا من دواعي سروري، "رهف" "ياسين" ماضي في حياتنا جميعًا،ولابد أن نتداركه ونكمل حياتنا،و"حمزة" جدير بثقتكِ وسيكون جدير بحبكِ إن شاء الله،هيا ابتسمي فأنت عروس.
ابتسمت "رهف"رغمًا عنها وقالت:
_أشعر وكأنكِ متواطئة معه.
_ فقط أتمنى سعادتكِ وهو جدير بها لذلك أدعمه،كما هناك أمر هام لم نعرف للآن كيف علم أنكِ من متابعي أفيندار.
_ سألته البارحة ونحن نختار فستان الخطبة لكنه ابتسم ورفض أن يجيبني وقال "لي أساليبي الخاصة"،نسيت أن أخبركِ لقد استغليت وجوده هو ووالدته ثم تحدثت عنكِ،فطلب التعرف عليكِ،وأخبرته أنه سيراكِ غدًا وهكذا لن تعارض أمي تواجدكِ.
ابتسمت "يسر"ثم قالت:
_يا لئيمة ،طبعًا سآتي،مهما يكن أنتِ ابنة عمي، لالا أنتِ ابنتي.
حانت الثامنة والنصف فهمت الفتاتين بقراءة ما كتبته أفيندار على منصتها الالكترونية مصحوب بفيديو جديد من نوعه.
**أفيندار**
لأول مرة منذ اجتماعنا كأسرة بداخل هذا الكيان ذو الرسالة الهادفة ،السامية لن ألبي طلب بطلة& بطل أفيندار، ،لن أختلق أعذار لأمر أرفضه تمامًا ، لن أستبيح ما رفضه المجتمع ،وما حرمه الدين،لأن هذا يخالف معتقداتي وأخلاقي،فتقبلوا كامل اعتذاري.
لقد وصلتني رسالة كان فحواها"كيف يمكن أن يكون للخيانة مبرر ؟" الإجابة هي ليس هناك للخيانة مبرر،الخيانة لا تبرر مهما كانت الأسباب،حتى وإن كان إهمال أحد طرفي العلاقة،أو تدني في الأخلاق والأفكار، أو انعدام المشاعر تجاه بعضهما البعض، فمهما كانت الدوافع الخيانة لا تبرر ،لا نستطيع وضعها تحت أي بند من بنود ما يسمى بالنزوات،نحن نستطيع إنهاء العلاقة إن لم نكن متفاهمان،أو نجاهد لنصلح ما يحدث خللًا بها،لكن لا نخون العهد، لذلك عزيزتي &عزيزي اعتذر منك لا يوجد بنظري مبرر للخيانة،لا يستطيع الطرف الآخر تبرير خيانته واختلاق أي عذر،كل أعذاره مرفوضة، وجميع أنواع الخيانة لا تغتفر،سواء خيانة صديق لصديقه،زوج لزوجته والعكس،الخيانة بين الأخوة،خيانة العمل،مهما اختلفت طبيعة العلاقة فهي خيانة ولن تبرر.
أرفقت أفيندار فيديو توثيق لما خطته بيدها، ذو خلفية لقلب محطم يبدو أن أحدهم حاول تجميعه لكنه فشل في إيجاد قطع عديدة به.
"أنت أنا..
النظرة المحبة لي أنا ..
الكلمة الطيبة لا تكون لغيري..
إن عشت بسعادة وهنا..
هذا يعني أنك بين أحضاني وحدي أنا..
وإن رفرف طيرك لعش آخر ..
فلتغادر عشي..
لن أمنعك ..
لا يعيش الطير على غصني شجرة..
أنا لست ثمرة..
تتذوقها لتركض وأعيش هجرك وكذبك..
إن كنت معي أنا قدرك..
وإن وددت الرحيل لن انتمي لعشك..
كن صريح واجهني
و ارحل بهدوء لا تترك خيانتك بقلبي كسرة..
سأفعلها إن لم أشعر بدفئك بين جناحيك..
سأقولها وأنا أنظر بعينيك..
لنفترق قبل أن نحترق..
أفيندار
بعد أن فرغت الفتاتان من قراءة كلمات "أفيندار" والاستماع إلى الموسيقي المرفقة للخاطرة التي كتبتها ،التفتت "رهف"نحو "يسر"وقالت:
_ ما رأيك بما خطته أفيندار؟
_ صدقت عندما قالت الخيانة لا تبرر بكل أنواعها.
_"أفين" تلك الساحرة، أوجدت أنواع للخيانة؟!
_ هي محقة الخيانة ليست بين المحبين فقط،وإنما بين الأصدقاء الذين تعاهدوا على المحبة والبقاء بجانب بعضهم البعض،وعند الحاجة إليهم تخلوا،بين العمال إن اخفقوا في العمل وميثاقه ، أن يكون الأخ سبب دموع شقيقه تلك هي الخيانة الحقيقية،حقًا الخيانة لا تغتفر،هيا أخبريني بماذا ستعلقين؟
أشهرت"رهف"هاتفها المحمول وهي تلوح به بيدها وقالت:
_ سأكتب إن فعلها وقام بخيانتي سأذبح من قام بخيانتي معها،وأجبره أن يتناول حساء عظامها بعد أن أمزق جسدها وأقوم بطهيه.
لكزتها "يسر"بعنف بجانب خصرها وقالت:
_ يا للقرف، هكذا سيهرب ولن يأتي غدًا، يا ويلك يا "حمزة".
نهضت وهي تعدل من ملابسها وقالت:
_ يفعل خيرًا،هيا سأذهب غدًا يوم حافل،و"منار" لن تمرره كيوم كباقي الأيام.
ودعتها"يسر" بعد أن وعدتها أن تذهب إلى الخطبة ولا تكترث لمضايقات والدتها،وستعمل جاهدة على أن يمر اليوم كما يجب أن يكون،دون حدوث مناوشات بينهما.
**
في الصباح استيقظت "رهف"على صوت هاتفها ليعلن عن رسالة نصية وصلت إليها من "حمزة"،تسارعت أنفاسها وتلك الفراشات راحت تحلق بين ثنايا روحها مرة ثانية ،وذلك الشعور الذي تفتقده منذ سنوات ،بدأ يراودها مرة أخرى ،رسالته جعلتها ترتجف،فلم تعتد وجوده بعد،لكنها تألفه فهو يمارس معها أنجح خطط الوصال،لا يفرض ذاته عليها،ويحاول اقحام تواجده بحياتها رغمًا عنها،بل على العكس،يتعامل معها باللين،ويترك لها مساحة من الحرية ،يظهر لها مدى اعجابه واهتمامه بها،لكنه لا يجبرها على مبادلته تلك المشاعر،ترك لها الباب مفتوحًا ،متى أرادت الاقتراب منه ستجده ينتظرها بكل حب،فهو متفهم لطبيعة ما مرت به من قبل.
قامت بفتح الرسالة لتقرأ ما كُتب بها"صباح خطبتي على أجمل نساء الأرض،أردت أن أكون بصحبتك هذا الصباح حتى وإن كان عبر كلماتي، صباح الورد يا ورد"
توردت وجنتيها وقامت بحركة لا إرادية ووضعت الهاتف على موضع قلبها لتحاول اسكات نبضاته التي ستفضح تلك المشاعر التي تتولد بداخلها رغم ترددها في اتمام تلك العلاقة،تذكرت أنه بدأ يناديها باسم ورد،وأنه أخبرها أنها في نظرة كوردة رقيقة،فابتسمت ونهضت مسرعة لتتجهز من أجل أن تصبح في أبهى حُلة في المساء.
أنهت "يسر"أعمالها في عجالة،وتأكدت أن الحملة الإعلانية لشركة MMH'""قد بدأت والأمور تسير على ما يرام،والجميع أبدى اعجابه بما قامت به،تذكرت أمر خطبة "رهف" فقامت بالاتصال بها وتحدثا سويًا، حاولت تهدئتها لتجعلها تخفف من حدة توترها ،ومن ثم توجهت إلى أحد مصففي الشعر لكي تتجهز للخطبة،وتبدو في أفضل حال أمام زوجة عمها،التي دوًما ما تنظر لهم بتعالي .
في قصر "نجيب الدالي" كانت "رهف ما زالت تتجهز بغرفتها ،والدتها تشرف على تزينها،ووالدها يستقبل المدعوين بحديقة القصر،وصلت "يسر" بمفردها،فوالديها رفضا المجيء،رغم دعوة "رهف لهما،توجهت نحو عمها لتقدم له التهنئة،كان يطالعها بحسرة وحزن وهي تتقدم نحوه،ويدعو ربه أن تكون سامحته حقًا كما تخبره متى التقيا،مدت يدها وهي تطالعه بتبسم وقالت:
_مبارك لكَ يا عماه.
قبض على يدها بشدة وضغط على كل حرف يقوله وكأنه يؤكد أن هذا ما يتمناه دومًا فقال:
_ العاقبة لكِ يا صاحبة الوجه البشوش، ليكن حظكِ كما أتمنى أنا،مع من يستحقكِ حقًا.
فهمت مقصده فرفعت رأسها بشموخ ثم قالت:
_حظي سيكون كما أتمنى أنا، بعد مباركتك أنتَ وأبي بالطبع.
كان سيتحدث لكنها قاطعته وقالت وهي توليه ظهرها:
_ سأذهب لابد أن "رهف"تحتاج مساعدتي الآن.
فرت هاربة منه مسرعة في خطواتها وكأنها تهرول، خانتها عبراتها فانسابت على وجنتيها،لنبش عمها في ماضيها الأليم،وما تحاول دومًا أن تخفيه بداخلها وتدفن آلامه أسفل أنقاضها،أخفضت وجهها إلى الأسفل حتى لا يلاحظ أحد المدعوين بكائها،ونتيجة لتوترها تعثرت في طرف فستانها وكادت تسقط لولا أنها اصطدمت بشيءٍ صلب وشعرت بأيدي أحدهم تحيط بظهرها،فرفعت وجهها ففوجئت بمن يحتويها حدقت به فاغرة فاه وهو ايضًا طالعها بذهول وكأن آخر شخص تخيل رؤيته بهذا الحفل هي فقال:
_"يسر الدالي"!
انفرجت شفتيها بارتجاف لتطلق العنان لكلماتها وقالت:
_ ممممراد أقصد سيد "مراد" ماذا تفعل هنا ؟ أبعد يديك من فضلك،سيرانا أحدهم .
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا