مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة للكاتبة الجديدة ميمى عوالى ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل الثانى والعشرون من رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى .
رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل الثانى والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل الثانى والعشرون
علم رءووف من هشام أنه بعد القبض على الاسيوطى واستجوابه قد اعترف بجميع جرائمه وتم حبسه إلى أن يحين موعد محاكمته ، وان الغريب الذى كان معه كان من المنظمة التى كانت تسعى وراء بحث حليمة ، وتم إلقاء القبض عليه وووجهت اليه عدة تهم دولية تم حبسه على ذمة التحقيقات التى تولاها الأمن القومى .
وعلم أيضا بدخول سليمان بغيبوبة وانه قد وضع على الأجهزة الطبية بالرعاية المركزة ولكن قلبه توقف عن النبض بعدها بعدة ساعات قليلة
أما البحث العلمى ، فقد أعلن بالتعاون مع وزارة الزراعة عن البحث العلمى الذى قامت به حليمة والمؤامرة التى قام بها الخارج للاستيلاء عليه والذى راح ضحيته حليمة وعبدالله ثم محمود ، وقد تم تكريم اسم حليمة وعبدالله ومحمود فى حفل كبير حضره كل وسائل الإعلام والمعلومات ….. ورءووف
أما حنين فهى الحاضرة الغائبة عن كل تلك الأحداث ، فهى تقضى يومها على أريكة رءووف تراقب السماء بهدوء وكأنها تنتظر حدث ما أو تترقب وصول شخص ما
حاول الجميع إخراجها من حالة الصمت التى تلبستها منذ كانت توجه كلامها إلى سليمان ولكن باءوا جميعا بالفشل الذريع ، حتى كادت فى أيامها الأخيرة لا تبرح مكانها الا نادرا للصلاة وللضرورة القصوى ، حتى الطعام ..فكانت تأكل الفتات بعد محايلات رءووف واطعامه إياها بيده
وكان رءووف يجلس إليها ويحدثها ويضمها ليشكو إليها وحدته من دونها رغم الجميع ، ولكنها كانت تنظر إليه للحظات معدودة ثم تعود بوجهها إلى السماء مرة أخرى
حتى كان يوم دخلت عليها سارة وجلست ملاصقة لها ثم زفرت أنفاسها بهدوء ووضعت رأسها على كتف حنين وهى تضمها إليها قائلة : تعرفى رءووف طلقنى ليه ، عشان عرف انى لما اتجوزته كنت مغصوبه لانى كنت بحب عبدالله وكنت فاكرة أن هو اللى متقدملى مش رءووف
لتلتفت إليها حنين بعيون واسعة ولكن سارة أكملت دون الالتفات إليها قائلة : لما عمى طلبنى للجواز من ابنه ...تخيلت أنه بيطلبنى لعبدالله لانى كنت بحبه ...لأ ...مش حب تقدرى تقولى افتتان ، أيوة كنت مفتونة بيه وكنت مغرورة بيه ، رغم أنه عمره ماادانى ريق حلو من ساعة ماكبرنا ، لكن كنت دايما بقنع روحى أنه بيعمل كده عشان ماحدش ياخد باله أنه معجب بيا ،كنت حاسة بجمالى اللى ماكنتش اعرف انه هيبقى نقمة عليا ، ولما اتفاجئت أنهم بيجوزونى لرءووف ..انصدمت ، بس صدمتى جاتلى بتمرد ، تمرد على كل حاجة وأولهم رءووف
من يوم الفرح اول ما اتقفل علينا باب ، قلت له أن نجوم السماء اقرب له منى ، وانى بكرهه ، وبحب واحد تانى فى نظرى ارجل منه بكتير ، بس ماقلتلوش هو مين ...غرورى وغبائى وصلونى انى اقنع نفسى ان لو رءووف طلقنى .. عبدالله هيجرى يطلبنى للجواز .
رءووف على قد ما أنصدم من كلامى على قد ما اتماسك فى لحظات ، وقاللى انى ماكانش المفروض وافقت عليه ، وأنه مش هيقدر يطلقنى وقتها عشان خاطر سمعتى انا وصالح ، ورغم أن ده كان لمصلحتى الا انى قابلت ده بتمرد اكبر لأن كل يوم معاه فى اعتقادى كان بيبعدنى عن عبدالله زيادة
كنت بتعامل مع الكل بانتقام وعجرفة وانانية ، وانا مقتنعة أن ده حقى لأنهم ضيعوا سنة من عمرى بعيد عن حبيبى ...لحد ماعرفت أنه اتجوز .
فى البداية برضة غرورى صورلى أنه اتجوز عشان ينسانى ، لانى سيبته واتجوزت رءووف ، وفضلت مقتنعة بالكلام ده لحد ما رءووف عرف الحقيقة وطلقنى ،وصالح وعمى حبسونى فى بيت بابا ، يومها كان اليوم اللى وصل فيه عبدالله وحليمة من السفر
بعدها بيومين اتفاجئت بعبدالله جانى بيت بابا ، ثم أكملت سارة بسخرية : كنت فاكراه جاى ياخدنى عشان نتجوز اخيرا ، لكن الحقيقة كانت أبعد مايكون عن خيالى
فلاش باك
سارة وهى تهبط السلالم بفرحة غامرة لتستقبل عبدالله : اخيرا جيت ، انا مستنياك من بدرى اوى
ليوقفها عبدالله بإشارة من يده قائلا بحزم : ماتتخطيش حدودك ياسارة
لتتجهم سارة وتقول : أنهى حدود دى ياعبدالله اللى تقصدها
عبدالله: حدودك معايا
سارة بدهشة : وهو فى بينا حدود
عبدالله بنبرة صوت عالية : اكيد ياسارة واياك تنسى انك كنتى مرآة اخويا
سارة بسرعة : عمرى ماكنت مرآة اخوك يا عبدالله ، انا ليك انت وبس ، اخوك عمره ما لمسنى
عبدالله: عشان غبية
سارة بصدمة : غبية
عبدالله: أيوة غبية ، لما ترفضى رءووف زينة شباب العيلة تبقى غبية ، ولما تمنعى نفسك عن جوزك عشان راجل تانى مهما ان كان هو مين تبقى غبية وآثمة كمان، ولما تعتقدى انى ممكن اتجوزك وانتى كنتى على ذمة اخويا فى يوم من الأيام مش بس تبقى غبية ..لا ده انتى تبقى متخلفة كمان .
ثم تعالى هنا ...من امتى كنت حبيتك اصلا ، فوقى لروحك ….انا عمرى ماحبيتك ياسارة .. عمرى، بالعكس كنت دايما شايف انك لاتصلحى انك تبقى زوجة اصلا ، ونصحت رءووف يرفض الجوازة دى ….بس مش عشان بحبك ، لا ، عشان بحب اخويا وبتمنى سعادته
رءووف حافظ على سمعتك وسمعة صالح وماطلقكيش من يومها ، عارفة أنا لو كنت مكانه وعملتى اللى عملتيه ...ماكانش همنى حد وكنت فضحتك وطلقتك ورميتك فى الشارع وكنت شيلتك العار طول عمرك ، لكن انتى بدل ماتشيلى جميله فوق راسك ، غرورك وعنطزتك صورولك أنه ضعيف وخانع
رءووف ضحى عشان سعادة اخوكى واخته ، عشان أبوه وعشانك وعشان سمعتك يا انانية ياناكرة للجميل
كانت سارة تقف أمامه وكأنه القى عليها تعويذة ما ، لا تظهر عليها اى من معالم الحياة سوى أنها تقف على قدميها ودموعها تنهمر من عينيها كالغيث وهى تتنقل بعينيها بين عينيه وهو يتحدث دون أن يرف لها جفن أو تتحرك لها عضلة بوجهها ولكنها اخيرا قالت : جاى ليه يا عبدالله
عبدالله بانفعال : عشان اقولك ياسارة فوقى من الوهم اللى معيشة روحك فيه
ثم قال وهو يقف أمامها وقال بهمس غاضب : انا عمرى ماحبيتك وعمرى ماهبقى ليكى ، وانا كمان اتجوزت إنسانة راقية وجميلة وبحبها وبعشقها كمان، فاحسنلك تشيلى التخاريف دى من دماغك عشان روحك مش عشان حد تانى ، ولو قبل كده كنت بعاملك على انك بنت عمى ، من النهاردة انتى ماتعنيليش اى حاجة ياسارة
والتفت عبدالله مغادرا ولكنه التفت إليها مرة أخرى وقال : وعلى فكرة عشان بس دماغك ماترجعش تلعب بيكى تانى ، رءووف ماقالليش حاجة ، اخوكى هو اللى قاللى وهو حاطط وشه فى الارض ، بعد مارءووف رفض يقوللى على سبب طلاقكم
لازم تفهمى انك جبتى العار للعيلة كلها بعملتك دى ، حتى لو اللى عملتيه فضل سر مابينا
ثم ذهب وتركها لنعقد مع نفسها محاكمة لم تعتقد ابدا أنها ستخوضها يوما ما
عودة من الفلاش باك
سارة : يومها قعدت مع نفسى فى جلسة حساب طويلة وانا بفتكر كل حاجة عملتها أو قلتها لرءووف ، يومها بس حسيت انى فعلا وحشة اوى .. اوى ، حاولت افتكر اى حاجة وحشة رءووف عملها معايا ...مالاقيتش ، اى كلمة إساءة ...برضة مالاقيتش ، حتى لما جرحته ماجرحنيش ولا قسى عليا ولا حتى فضحنى ، حتى لما عرف الحقيقة وطلقنى ، يومها قاللى انى خسرت كل حاجة وماصدقتوش أو ماحاولتش افكر فى معنى كلامه ،ولما طلب من صالح أن هو اللى يصارح عمى بالحقيقة برضة ماهمنيش وقتها
بس وقتها ماكنتش اعرف انى خسرت عمى كمان باللى عملته ده ، بعد ما عبدالله قال اللى قاله ومشى ، وقتها بس فهمت جملة رءووف لما قاللى انى خسرت كل حاجة
فوقت فجأة لقيتنى ضيعت عمى ومراته اللى كانت دايما واخدانى بنت تانية ليها و طبعا رءووف وعبدالله ، واتعاطفت مع علياء اللى كانت هتبقى مشدودة بينا رغم أن هى الوحيدة اللى هونت عليا شوية ووقفت جنبى لحد ما استرديت روحى
وقت حادثة عبدالله ماعرفتش غير تانى يوم ، جريت على المستشفى ، كنت يقف قدام أوضة رءووف وهو غايب عن الوعى وانا بدعى من ربنا أنه يفوق عشان يسامحنى
كنت بقعد تحت الشجرة اللى زرعتها مع عبدالله واحنا صغيرين ادعيله وادعى أنه هو كمان يكون سامحنى
لأول مرة منذ أيام طويلة تخرج حنين عن صمتها لتقول بهدوء: ليه بتحكيلى انا الكلام ده
سارة بسعادة لانها استطاعت أن تخرجها عن صمتها : عشان الاتنين حبوكى ياحنين
حنين : تقصدى ايه
سارة : عبدالله كان بيحبك حتى لو ماكانش صارحك بحبه : لكن حبك وصرح بحبك قدامنا كلنا يوم ما جه من السفر ، ومانكسفش لما قاللى أنه بيعشقك يوم ماجانى، وقال بالحرف الواحد انه اتجوزك عن حب، وانه لو لف الدنيا كلها عمره ماهيحب ابدا غيرك ، وعينه كانت بتلمع وهو بيتكلم عنك تحسيه بيتخيل ملامحك قدامه
ورءووف بيحبك ، انا عمرى ماشفت رءووف بالشكل ده من يوم ماوعيت على الدنيا
رءووف طول عمره مهتم باللى حواليه ، لكن مش زى اهتمامه بيكى ، رءووف الكام يوم اللى فاتوا تايه ، حزين ..شارد ، خايف عليكى ومنك
حنين : خايف منى انا
سارة : أيوة ياحنين ، خايف منك لتبعدى عنه ، لا تروحى منه ، خايف يضيع لو بعدتى
حنين بفضول : يهمك ياسارة
سارة : جدا
حنين : ليه
سارة وهى تتنهد بعمق : هتصدقينى لو قلتلك انى مش عاوزاكى تندمى
حنين : انتى ندمتى على رءووف
سارة : ندمت انى مارفضتش جوازى منه من الاول ، ندمت انى ضيعت عمرى وعمره من غير تمن ، لو كنت رفضت من الاول ، يمكن ماكانش حصللى كل اللى حصل ، وكنت فوقت لروحى من زمان ، ويمكن كنت اقتنعت وحبيت اى حد من اللى اتقدمولى زمان
ندمت انى نسيت أن عمرنا ممكن يخلص فى ثانية من غير ماناخد بالنا ،محمود حب حليمة واتجوزها وسابها على أمل أنهم هيتجمعوا ، لكن ماتت وهو كمان ماكانش فى أيده عشان ينفذ وعده ليها باللقا غير أنه يروح لها عشان يتجمعوا من تانى
ضيعت احلى سنين عمرى فى وهم أن عبدالله بيحبنى ….. لو كنت صارحت نفسى بالحقيقة من زمان ، ماكانش ابدا حصل كل ده
العمر بيخلص فى ثوانى ياحنين ...بلاش احنا كمان نضيع اللى فى ايدينا هدر ، وبعدين نندم
ليسود الصمت للحظات لتقول سارة مرة أخرى : انا هسيبك تفكرى ، بس بقلبك ياحنين ، المرة دى اسالى قلبك ، انا عارفة ومتأكدة أن انتى كمان بتحبى رءووف ، أدى لنفسك فرصة تتقبلى كل اللى فات عشان تقدرى تنسى
حنين : وانتى نسيتى
سارة : أقنعت نفسى أنى انسى ، وعشان كده أن شاء الله هقدر انسى ، لانى عاوزة ده ، لا أنا ولا انتى هنستفيد حاجة لو فضلنا فاكرين اللى فات ياحنين
لتقبلها سارة على وجنتيها وتحتضنها وتنهض تاركة حنين غارقة فى افكارها مرة أخرى ولكن ربما بشكل اخر
…………………….
كان رءووف يجلس بالحديقة فى مكان يستطيع منه مراقبة حنين فى جلستها دون أن تشعر به ،حتى دخلت إليها سارة وذهبت من عندها وكاد أن يلمس السحاب بيديه عندما وجدها استجابت لحديث سارة ولو بكلمات قليلة
وعندما ذهبت سارة كان يهم بالقيام من مجلسه للذهاب إليها لولا أن وجد سارة تتجه إليه بهدوئها الذى أصبح من سيماتها منذ وفاة عبد الله لتجلس أمامه قائلة : ممكن اتكلم معاك شوية
ليعتدل رءووف بجلسته مرة أخرى قائلا : ااه طبعا اتفضلى ياسارة
سارة : انا حاولت اتكلم مع حنين ويمكن اكون نجحت انى اخليها تتكلم ، انا عارفة انك بتحبها وبتمنالكم السعادة من كل قلبى ، بس انت لازم تسمعها يارءووف
رءووف: بس هى مااتكلمتش ياسارة معايا خالص ، ده انا بتمنى بس انى اسمع صوتها
سارة : اطلب منها تحكيلك على وجعها ، واصبر عليها ، ولو ما اتكلمتش ...اتكلم انت ، احكيلها حاجة ماحدش يعرفها عنك غيرك ، حسسها انك بتقوللها سر خطير ، حاسسها أنها حالة خاصة ، انك محتاجها ، خليها تخرج كل اللى واجعها ، لازم يارءووف ...عشان تقدر تتصالح مع نفسها وتقدر تبتدى من اول وجديد ….عن اذنك
لتهم سارة بالمغادرة إلا أن رءووف أوقفها بسؤاله : ليه سارة
سارة بدهشة : ليه ايه
رءووف : ليه بتعملى كده
سارة بابتسامة حزينة : بحاول اتصالح مع نفسى يارءووف
رءووف : هتعملى ايه مع هشام
سارة : انت ايه رأيك
رءووف : احنا سألنا عليه ولقيناه …
لتقاطعه سارة بسؤاله مرة أخرى ،: انت ايه رأيك
رءووف بقلة حيلة : عيشى ياسارة ، اللى راح مابيرجعش ، هشام بيحبك ، طول عمرى كنت اسمع عن الحب اللى من اول نظرة ، لكن شفته مع حب هشام ليكى بلاش تضيعيه عشان ماتندميش تانى
لتومئ سارة رأسها وهى تتجه إلى داخل المنزل وتقول : هبلغكم رأيى اول مااتطمن على حنين
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا